أحدث الأخبار مع #البليستوسين


26 سبتمبر نيت
١١-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- 26 سبتمبر نيت
اكتشافات أثرية من العصر الحجري في صحراء العراق تذهل العلماء
كشفت حفريات تجريبية في صحراء العراق عن أكثر من 850 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم، يصل عمرها إلى 1.5 مليون سنة، ما يسلط الضوء على تطور الإنسان في شبه الجزيرة العربية. وسافر فريق دولي من العلماء إلى صحراء العراق في نوفمبر وديسمبر الماضيين لاستكشاف الإمكانيات الأثرية للمنطقة. كشفت حفريات تجريبية في صحراء العراق عن أكثر من 850 قطعة أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم، يصل عمرها إلى 1.5 مليون سنة، ما يسلط الضوء على تطور الإنسان في شبه الجزيرة العربية. وسافر فريق دولي من العلماء إلى صحراء العراق في نوفمبر وديسمبر الماضيين لاستكشاف الإمكانيات الأثرية للمنطقة. وركز الفريق على منطقة كان يقع فيها بحيرة كبيرة خلال العصر الحديث الأقرب (عصر البليستوسين)، حيث اكتشفوا ثروة من المواد الأثرية التي تعود إلى العصر الحجري القديم، بدءا من فؤوس يدوية عمرها أكثر من مليون سنة وصولا إلى شظايا من أداة ليفالوا (نوع مميز من نحت الحجر) التي تعود إلى حوالي 300 ألف إلى 50 ألف سنة مضت. وبعد أن عادوا مع كنز حقيقي من ماضينا ما قبل التاريخ، يخطط العلماء في الجامعة الحرة في بروكسل (UVB) لتوسيع دراستهم لتحليل هذه القطع الأثرية للحصول على رؤى أعمق حول أسلافنا الأوائل في شبه الجزيرة العربية. وتمكنوا من التعمق في التاريخ الجيومورفولوجي لصحراء العراق في نوفمبر وديسمبر. وكان الهدف من الحفر الأولي هو تقييم ما إذا كانت هناك بقايا من العصور القديمة والمتوسطة من العصر الحجري القديم قد دفنت تحت الرمال. وبعد البحث، بدأ إيللا إيجبيرتس، وجعفر جوثيري، وأندرياس نيمارك الحفر التجريبي في صحراء العراق. وحددوا سبعة مواقع تعود إلى العصر الحجري القديم في منطقة تمتد على 6.2 × 12.4 ميلا، واحتوت على 850 قطعة أثرية تعود لأكثر من مليون سنة، ما جعل "العمل الميداني نجاحا كبيرا"، حسب ما ذكر العلماء في بيان صحفي. وقالت إيجبيرتس: "تم اختيار موقع واحد لإجراء مسح منهجي بهدف تحديد التوزيع المكاني للمواد من العصر الحجري القديم وإجراء تحليلات أولية من الناحية التكنولوجية والتصنيفية." ويشك العلماء في أن المواقع الأخرى التي لم يتم استكشافها بعد ستكشف عن نفس الثروة "بلا شك". وتم عرض النتائج في عدة مؤتمرات، سواء للمهتمين بالتاريخ المتخصص أو للجمهور العام في صحراء العراق الغربية، بما في ذلك اتحاد الكتاب في النجف، وفقا لما ذكره العلماء في بيان صحفي من الجامعة الحرة في بروكسل. وبعد هذه التجربة الناجحة، يخطط الفريق لتوسيع أبحاثهم واستمرار الحفر للكشف عن ماضي صحراء العراق القديم للغاية. وقال الباحثون في بيان صحفي: "نريد دمج هذه الرؤى الجديدة التي نحصل عليها من العراق في الفهم الأوسع لتطور الإنسان وسلوكه في شبه الجزيرة العربية." وأضافت إيجبيرتس: "تقدر الهيئة العامة للآثار والتراث في العراق عملنا وتشجعنا على الاستمرار." وستواصل بحثها في الجامعة الحرة في بروكسل، قائلة: "الخطوة التالية ستكون الحصول على تمويل لأتمكن من إعادة بناء التغيرات البيئية في عصر البليستوسين ووجود الإنسان المبكر وسلوكه في الصحراء الغربية". المصدر: Interesting Engineering


الرياضية
٠٩-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- الرياضية
«التراث»: السعودية واحة خضراء قبل 8 ملايين عام
أعلنت هيئة التراث عن توصل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض السعودية، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًا تعرف محليًا بـ«دحول الصمّان»، إلى أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام. وأوضح الدكتور عجب العتيبي، المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة، في مؤتمر صحافي عقد الأربعاء بمقر الهيئة بالرياض، أن الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين عام. وبيّن أن نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور. ونشرت هيئة التراث مقالة علمية في مجلة «نيتشر» (Nature) العلمية تحت عنوان «الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين عام الماضية» (Recurrent humid phases in Arabia over the past 8 million years)، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة «مشروع الجزيرة العربية الخضراء»، الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة. وشارك في هذه الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية. وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًّا تعرف علميًا بـ «الهوابط والصواعد»، استخرجت من سبعة دحول تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح، وتعرف هذه الكهوف محليًا باسم «دحول الصمّان». ويُشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية، ووفقًا للنتائج، كانت صحراء السعودية التي تُعدُّ اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات أفريقيا، وآسيا، وأوروبا. واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات، وذلك من خلال تحليل دقيق للترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية، شملت تحليل نظائر الأكسجين والكربون لتبيان مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، مما ساعد على الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين الأعوام. وأجرى الباحثون تحليلًا لترسبات كربونات الكالسيوم باستخدام تقنيتي اليورانيوم-الثوريوم (U-Th) واليورانيوم-الرصاص (U-Pb) لتحديد تاريخ هذه المتكونات وكشف الفترات الرطبة بدقة، ومن خلالها فقد حددت عدة مراحل رطبة تميزت بغزارة هطول الأمطار، يعود أقدمها إلى أواخر عصر الميوسين منذ نحو 8 ملايين عام، مرورًا بعصر البليوسن، حتى أواخر عصر البليستوسين. وأوضحت الدراسة أن هذه المراحل الرطبة أدت دورًا أساسيًّا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة، فنتيجة هذه الدراسة «دليل وجود فترات رطبة متعاقبة عبر الـ8 ملايين عام الماضية» تدعم نتائج الدراسات الأحفورية السابقة في الحاجز الصحراوي العربي التي تشير إلى وجود أنواع حيوانية تعتمد على المياه في المنطقة، ومنها: التماسيح، والخيل، وأفراس النهر، فقد كانت تزدهر في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء. وأوضحت هيئة التراث أن هذه الدراسة تأتي ضمن مخرجات مشروع «الجزيرة العربية الخضراء»، الذي يمثل أحد المشاريع الرائدة لتعزيز البحث العلمي، وتوثيق التاريخ الطبيعي والثقافي لشبه الجزيرة، ويهدف المشروع إلى الكشف عن الأبعاد البيئية والتغيرات المناخية التي أثرت في المنطقة عبر العصور، ودورها في تشكيل الجغرافيا والبيئة الطبيعية، مما يعزز فهمنا للتاريخ الطبيعي للسعودية.


يا بلادي
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- يا بلادي
دراسة: طيور الحبارى الكبرى كانت عنصر أساسي في الطقوس الجنائزية بالمغرب قبل الميلاد
مدة القراءة: 5' تواجه الحبارى الكبرى (Otis tarda) تهديدا عالميا بالانقراض، وهي تختلف وراثيا عن الحبارى الإيبيرية، وتعتبر نوعا متوطنا في المغرب منذ حوالي 14,700 سنة. وقد كشفت دراسة حديثة عن أدلة جديدة حول وجود هذه الطيور، متعلقة بأساليب الحياة آنذاك، وذلك من خلال حفريات تم اكتشافها في كهف تافوغالت بمنطقة بني سنوس (الجهة الشرقية). تؤكد هذه الاكتشافات ليس فقط وجود الحبارى الكبرى منذ أواخر العصر الجليدي (البليستوسين الأعلى)، بل أيضا استغلالها من قبل البشر لأغراض غذائية وطقوسية. نشرت الدراسة في 18 مارس في المجلة الدولية لعلوم الطيور، مما يعزز أهمية الحبارى الكبرى في المغرب، وقد يساهم في دفع جهود الحفاظ عليها. وتشير التوقعات إلى إمكانية انقراضها بحلول عام 2026، إلا أن هذه الاكتشافات توفر أملا لزيادة الوعي بأهمية حمايتها. حاليًا، يوجد بين 72 و78 طائرًا من هذا النوع في المغرب، متركزين في منطقة طنجة والسهول الفيضية المجاورة، مما يجعلها آخر مجموعة متبقية في إفريقيا. كشفت عمليات التنقيب في تافوغالت عن رؤى تاريخية وعلمية مهمة حول وجود هذا النوع. وضمن هذا الموقع، تم العثور على أكثر من 150 بقايا طيور تمثل ما لا يقل عن 14 نوعًا مختلفًا، والتي تم استردادها من إحدى المناطق المدروسة (القطاع 10) بين عامي 2005 و2022. وقد تم تحليل هذه البقايا حتى عام 2022، وهي تتألف في الغالب من اكتشافات فردية تم تسجيلها في الموقع خلال الحفريات. تم تسليم الجزء الأول من هذه الاكتشافات من قبل المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في الرباط لتحليلها في المملكة المتحدة، حيث تم إجراء مقارنات مباشرة مع مجموعات عظمية محفوظة في المتاحف، إلى جانب بيانات تكميلية تم الحصول عليها في النمسا. معلومات غير مسبوقة عن استخدام البشر للحبارى الكبرى تمت مقارنة بقايا الحبارى المكتشفة في كهف تافوغالت، المعروف بـ "كهف الحمام"، مباشرةً مع عينات عظمية من عدة أنواع من الحبارى: تم تأريخ أربع عينات من هذه الاكتشافات بواسطة وحدة مسرّع التأريخ بالكربون المشع في أكسفورد، وذلك باستخدام عظام أفراد مميزين وبقايا وجدت في منطقتين جنائزيتين بشريتين منفصلتين. تكشف دراسة تجمع العظام في موقع تافوغالت لأول مرة أن الحبارى الكبرى كانت تتكاثر في المنطقة منذ حوالي 14,700 سنة، أي على بعد حوالي 300 كيلومتر شرق نطاقها الحالي في المغرب. وتدعم الدراسة الفكرة القائلة بأن هذا النوع استوطن المغرب منذ آلاف السنين، حيث كان يفضل السهول المفتوحة والمناطق العشبية، وربما نجا في ملجأ جليدي جنوب غرب شبه الجزيرة الإيبيرية، مما يشير إلى أن نطاق توزيعه تحرك جنوبًا استجابةً للتغيرات البيئية، كما حدث للعديد من الطيور الأخرى في المنطقة البالياركتية. يشير الباحثون إلى أن العدد الكبير من العظام ووجودها الحصري تقريبًا في المنطقة الجنائزية في الكهف يدل على أن الحبارى الكبرى كان لها أهمية ثقافية بين سكان تافوغالت، وليس فقط قيمة غذائية. وصفوا وجود أجزاء كبيرة من هذه الطيور، التي تم تقطيعها بشكل ملحوظ وتركها في القبور والمناطق المحيطة بها، مما يشير إلى أنها كانت جزءًا من وليمة جنائزية. كما وجدوا عظمة القص الرئيسية المقطوعة موضوعة بالقرب من قدمي ورجلي رجل بالغ، مما يشير إلى مشاركة الأحياء للأطعمة القيمة مع الموتى. لم تتأثر هذه الوضعية بأي دفن لاحق، مما يوضح أنها كانت تقديمًا متعمدًا لعرض غذائي غني بالبروتين داخل القبر، في حين أن عضد الطائر المكسور يظهر أنه تم استهلاكه أيضًا خلال الطقوس. وبهذا، يشير الباحثون إلى أنشطة صيد وتنظيم مرتبطة باستهلاك الحبارى الكبرى في هذه المناسبات في سياق طقوسي. إعادة إحياء الجدل حول الحفاظ على الحبارى الكبرى تؤكد الدراسة أن التدهور الحالي لأنواع الحبارى يرتبط بشكل وثيق بالأنشطة البشرية، مثل الصيد الجائر، مما يعرض 58% من 26 نوعًا من الحبارى لخطر الانقراض. وتذكر الدراسة أن الحبارى الكبرى مدرجة ضمن الأنواع المهددة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وهي على وشك الانقراض في المغرب. منذ 150 عامًا، كانت حبارى كنبترية (Tetrax tetrax) أكثر انتشارًا في المغرب، لكنها الآن على وشك الاختفاء أيضًا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن السلالة المتوطنة من الحبارى العربية في شمال غرب إفريقيا انقرضت خلال القرن الماضي، بسبب الصيد المفرط، والاضطرابات البيئية، وتدمير الموائل الطبيعية، والذي تفاقم مؤخرًا بسبب تمدد البنية التحتية الكهربائية. تشير الدراسة إلى أن الاكتشافات في تافوغالت تشكل دليلًا واضحًا على استغلال البشر للحبارى الكبرى منذ آلاف السنين، مما يوفر أقدم دليل على هذا النوع من الاستغلال. أما فيما يتعلق بجهود الحفظ، فقد شدد الباحثون على أن إحدى استراتيجيات خطة العمل الوطنية دعت إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتعميق الالتزام بالحفاظ على الأنواع، من خلال إبراز أهميتها الثقافية. ويرى الباحثون أن التوعية والمشاركة على المستويين المحلي والوطني لعبتا دورًا حاسمًا في الحفاظ على مستعمرات تكاثر أنواع أخرى مهددة، مثل أبو منجل الأصلع الشمالي (Geronticus eremita) في المغرب. كما يأملون في أن تحظى الاكتشافات في كهف تافوغالت باهتمام واسع، مما يساعد في نشر المعرفة حول الحبارى الكبرى وتحفيز المواطنين لدعم جهود الحفاظ عليها.

تورس
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- تورس
معهد الرصد الجوي: ''تونس ليست بمعزل عن النشاط الزلزالي''
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أوضح حامدي أن مناطق المكناسي، المزونة، منزل بوزيان من ولاية سيدي بوزيد ، وكذلك منطقة السند من ولاية قفصة ، قد شهدت تواتر هزّات أرضية بين 3 و17 فبراير 2025، تراوحت شدتها بين درجتين إلى ثلاث درجات على مقياس ريختر، باستثناء بعض الهزات التي سجلت قوة تراوحت بين 4 و5 درجات في جهتي المكناسي والمزونة. وأضاف أن هذا النشاط الزلزالي يعود إلى تفعيل نشاط شبكة من الصدوع والفوالق التي نشطت خلال فترة الميوسين (منذ 23 مليون إلى 5 مليون سنة). وأوضح حامدي أن طول الصدع الرئيسي في هذه المنطقة يصل إلى 32 كم، ويفصل بين مدينتي المزونة والمكناسي، ويتفرع إلى فالقين آخرين يمتدان بطول 14 كم و24 كم باتجاه شرقي-غربي، ويشقان جبل بوهدمة، لينحرفا في النهاية شمالي-غربي نحو مدينة السند. وأشار إلى أن هذا النشاط الزلزالي هو نتيجة لتراكم طاقة الضغط في الصدوع الناجمة عن الحركة الديناميكية بين الصفيحتين الإفريقية والأوروآسيوية، التي تتقارب بمعدل يتراوح بين 15 إلى 25 ملم في السنة، وعند تراكم هذه القوى، يحدث التوزيع المفاجئ للطاقة على شكل هزات أرضية. أما بالنسبة للرجّة التي وقعت في غار الدماء بولاية جندوبة ، فقد بين حامدي أنها تعود إلى صدوع نشطة منذ فترة البليستوسين (من 11.7 مليون إلى 2.6 مليون سنة)، وهي شبكة متوازية تمتد من وادي مليز في ولاية جندوبة إلى رأس الصيراط ورأس إنجلة في ولاية بنزرت. وفي السياق نفسه، أكد حامدي أن تونس ، التي تقع على الضفة الجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط، تواكب النشاط الزلزالي في المنطقة، خاصة في ظل السياق الجيولوجي والتكتوني المشترك مع الدول المحاذية. وحذر حامدي من احتمال حدوث هزات أرضية أخرى بدرجات متفاوتة، سواء في المناطق التي شهدت نشاطاً زلزالياً مؤخراً أو في مناطق أخرى، لكنه طمأن المواطنين بأن هذه الهزات لن تشكل تهديداً كبيراً للممتلكات أو الأرواح، باستثناء المباني القديمة التي قد تتأثر بسهولة. ودعا المواطنين إلى اتباع إجراءات السلامة والاطلاع على النشاط الزلزالي من خلال موقع المعهد الوطني للرصد الجوي. وكان المعهد قد أصدر بلاغاً بخصوص رجّة أرضية حدثت يوم 3 فبراير 2025، بقوة 4.9 على مقياس ريختر شرق مدينة المكناسي، تلتها عدة هزات ارتدادية بين 3 و6 فبراير، تراوحت قوتها بين 2 و3 درجات. كما سجل المعهد رجّة بقوة 4.1 يوم 17 فيفري 2025 في الساعة 21:45 بالتوقيت المحلي، تلتها هزات في كل من السند والمحرص. وفي 18 فبراير، سجل المعهد هزة ضعيفة في شمال شرق غار الدماء بقوة 2.5 على مقياس ريختر.