أحدث الأخبار مع #التجانيبولعوالي


إيطاليا تلغراف
منذ 14 ساعات
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
حماس ليست منظمة إرهابية، بل حركة مقاومة وطنية!
إيطاليا تلغراف بقلم/ التجاني بولعوالي تم كتابة هذه المقالة في الأصل باللغة الهولندية بهدف وضع القارئ الغربي في الصورة الحقيقية لما يحصل في فلسطين وغزة. هذا القارئ الذي لا يستطيع تبيّن الحقيقة بسبب التزييف الإعلامي والتوظيف السياسي وهيمنة المفاهيم والسرديات المغلوطة، ومن بينها اعتبار المقاومة الفلسطينية عامة ومقاومة حركة حماس خاصة ممارسة إرهابية ضد المواطنين الإسرائيليين. وقد حاولنا بلورة مجموعة من الحقائق التاريخية في فقرات مختصرة ومركزة؛ لعلّ صداها يصل إلى المواطن الأوروبي والغربي المضلل إعلاميا والمقولب سياسيا والمموّه فكربا. في الحقيقة، لا يمكن وضع المسلمين كلهم في سلة واحدة، فالإسلام يتسم بتنوع ثقافي هائل قد لا نجده في ديانات وثقافات أخرى. ومرد ذلك إلى أن انتشار الإسلام وتوسعه سواء قديما عبر الفتوحات العسكرية وتنقلات التجار والرحالة، كما حصل في أسيا وأفريقيا وأجزاء مهمة من أوروبا، أو حديثا عبر الهجرة لأسباب سياسية أو اقتصادية أو دراسية، حيث أصبح المسلمون يعيشون اليوم في أغلب قارات وبلدان العالم. وهذا التنوع لا يقتصر على ما هو ثقافي فقط، بل يتجاوزه إلى ما هو فقهي وقانوني وإلى طبيعة التدين الذي يتأثر بالجغرافيا والأعراف والسياسية. وقد أدى هذا إلى ظهور تيارات وتوجهات ومذاهب مختلفة ضمن الإسلام، منها ما هو فقهي، ومنها ما هو عقدي، ومنها ما هو سياسي، ومنها ما تمتزج فيه هذه الاختلافات كلها. وتجدر الإشارة هنا إلى مجموعة من التيارات المحسوبة على ما يطلق عليه 'الإسلام السياسي'، سواء الجهادي، مثل القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرها، أو المعتدل مثل جماعة الإخوان المسلمين بمختلف حركاتها وتفرعاتها وأحزابها السياسية التي تكاد تغطي أغلب الأقطار العربية والإسلامية، ومنها ما هو محظور كجماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، وجماعة العدل والإحسان في المغرب، وغيرهما، ومنها ما هو مسموح له، مثل حزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في المغرب، وحزب العدالة والتنمية في تركيا، وجمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت، وغيرها. ومن بين الحركات الإسلامية النشيطة والحاضرة بشكل مكثف في الإعلام والسياسة منذ سنوات طويلة، حركة المقاومة الإسلامية، التي يطلق عليها اختصارا 'حماس'، والتي ازدادت شهرة مباشرة عقب أحداث 7 أكتوبر 2023، لا سيما في المشهد اليومي والإعلامي الأوروبي والغربي. وقد أصبحت كلمة 'حماس' تتردد على لسان كل إنسان غربي، لكن للأسف الشديد بشكل سلبي في الغالب العام، حيث تُقدم هذه الحركة على أنها حركة إرهابية. ونستغرب كثيرا عندما نسمع صحافيين في وسائل إعلام أوروبية وغربية، من قنوات تلفزية وجرائد ومنصات إلكترونية، يتبنون أيضا هذه النظرة السلبية إلى حركة حماس، ومنهم من كنا نعتبره في السابق موضوعيا ومحايدا. وقد ساهم مثل هذا الخطاب الإعلامي المدعوم إيديولوجيا وسياسيا من دول غربية مختلفة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، في شيطنة حركات حماس، وإلصاق تهمة الإرهاب بها، دون التمييز الموضوعي بين سياق هذه الحركة التاريخي والسياسي وسياق غيرها من الحركات المتطرفة، مثل داعش وبوكو حرام. لكن لماذا يجب علينا أن لا نضع حركة حماس في السلة نفسها ونماثلها بالحركات المتطرفة في المنطقة العربية أو خارجها؟ في الواقع، لا يمكن الإجابة بشكل سليم عن هذا السؤال دون الرجوع إلى الجذور التاريخية لهذه الحركة، وهذا ما لا يعرفه أغلب المواطنين الأوروبيين والغربيين، وغالبا بسبب تأثير وسائل الإعلام المسيسة، وتواطؤ السياسات الغربية مع السرديات الإسرائيلية. بل وهذا ما يتجاهله أيضا عدد من المثقفين والمدرسين والإعلاميين والكتاب في الغرب، والذين كان يُنتظر منهم إنصاف القضية الفلسطينية، أو على الأقل التعاطي بموضوعية مع ما يرتكب من مجازر بشعة في غزة وفلسطين منذ حوالي قرن من الزمن. ويمكن تفسير هذا التجاهل، إما بسبب الخوف من المتابعة القضائية بتهمة معاداة السامية، أو بسبب المصالح السياسية أو الشخصية، أو بسبب تأثير المناهج التربوية والتاريخية والجغرافية التي يتلقاها التلاميذ في المدارس عن تاريخ فلسطين والاحتلال الإسرائيلي والقضية الفلسطينية على العموم. وعندما نتصفح المصادر التاريخية نجد أن حركة حماس ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها تاريخيا لعقود طويلة؛ إلى ثلاثينات القرن الماضي أثناء ظهور جماعة الإخوان المسلمين مع حسن البنا، وظلت القضية الفلسطينية حاضرة في أجندتها السياسية، وتُوج ذلك بفتح فرع لجماعة الإخوان المسلمين في القدس عام 1945، وافتتاح مقر رئيس للجماعة في غزة في 1946. وفي عام 1973، تأسست الجمعية الخيرية الدينية الاجتماعية في غزة كفرع لجماعة الإخوان المسلمين من طرف أحمد ياسين. والغريب في الأمر أن الكيان الإسرائيلي شجع هذه المؤسسة على التوسع، وذلك بهدف ضرب منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) بها. هذا، إذن، عن الجذور التاريخية لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين وغزة بكونها الحركة – الأم لما يعرف اليوم بحماس، والتي هي اختصار لاسم الحركة الذي هو 'حركة المقاومة الإسلامية'. ومنذ ديسمبر 1987 سوف يتم الإعلان الرسمي عن حركة حماس، وقد تزامن ذلك مع الانتفاضة الأولى التي اندلعت في الفترة من 1987 وحتى 1994. وكل من يطّلع على تاريخ الحركة الإسلامية الفلسطينية عامة، وحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' خاصة، يدرك أنه لا يمكن مماثلتها بالجماعات الإسلامية العنيفة التي ظهرت أثناء العقود الأخيرة، في مختلف البلدان العربية والإسلامية، لأنه كما يظهر من اسم هذه الحركة ومن بيانها التأسيسي في ديسمبر 1987، أنها حركة مقاومة خالصة، ظهرت كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين. وهذا يعني أنها لا تختلف سواء عن حركات المقاومة الأوروبية ضد النازية والفاشية في أربعينات القرن العشرين، أو عن حركات المقاومة في شمال أفريقيا والبلدان الإسلامية وفيتنام والهند والصين وجنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية وغيرها ضد الاستعمار الأوروبي والغربي التقليدي. لماذا أصبحت العديد من الدوائر الغربية السياسية والإعلامية والأكاديمية تتعامل اليوم مع حركة المقاومة الفلسطينية 'حماس' على أنها حركة إرهابية ينبغي محاصرتها قانونيا واقتصاديا والضرب بيد من حديد على قاداتها وأتباعها ومناصريها، بينما تقدم حركات المقاومة الأخرى في المناهج الدراسية والأبحاث الأكاديمية والبرامج الوثائقية على أن زعماءها أبطال عظماء ينبغي اعتمادهم قدوات لأطفالنا وتلامذتنا وطلابنا؟ ألم تكشف أحداث غزة الأخيرة بالملموس عن ازدواجية التعامل الأوروبي والغربي مع المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة؟ ألم يفضح ما يُمارس في غزة من إبادة وتقتيل وتشريد عن زيف السردية الإسرائيلية وكذب صناعها وداعميها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؟ ألا تعني الحركة الاحتجاجية الهائلة التي تشهدها أغلب البلدان الأوروبية والغربية أن الحقيقة بدأت تنكشف للعالم، وأنه بات واضحا من هو الجلاد الحقيقي ومن هي الضحية الحقيقية؟ ألا تشكل موافقة 17 دولة في الاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ضربة موجعة للعدوان الصهيوني؟ وفي الختام، نخلص إلى أن أحداث غزة الدموية والمأساوية الأخيرة التي تديرها بلا رحمة ولا إنسانية الآلة الحربية الإسرائيلية بدعم عسكري ولوجستيكي وديبلوماسي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا وخارجها، من شأنها أن تجعل الكثير من الناس في أوروبا والغرب يعيدون النظر في السردية الإسرائيلية الزائفة حول أرض فلسطين المحتلة. وهذا ما نتوقعه لا سيما من فئة معينة من العقلاء والحكماء والشرفاء. ولعل هذا الأمر بدأ يُترجم على أرض الواقع من خلال تزايد الوعي الصحيح بالقضية الفلسطينية عامة وبطبيعة حركة المقاومة 'حماس' خاصة. إن الحركات الاحتجاجية التي تشهدها اليوم مختلف العواصم والمدن الأوروبية ضد المجازر الإسرائيلية في فلسطين، والتحولات التي بدأت تطرأ على المواقف السياسية الأوروبية تجاه إسرائيل، ما هي إلا دليل على أن المسألة الفلسطينية سوف تشهد منعطفا 'إيجابيا' جديدا. وإن لم يكن ذلك في الواقع الأوروبي والغربي الحالي، فعلى الأقل على مستوى التصور والوعي حيث تبدأ عملية التغيير الحقيقية، كما نعتقد. إيطاليا تلغراف


إيطاليا تلغراف
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
في تقييم المقاربة المغربية لتدبير الشأن الديني في أوروبا مؤسسات ومجالس مغربية تتزاحم على تدبير الشأن الديني! (ج 1)
إيطاليا تلغراف الدكتور التجاني بولعوالي أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية لدى جامعة لوفان في بلجيكا رئيس مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا إشارة لابد منها! أود أن أستهل هذه السلسلة من المقالات بالإشارة إلى أنه سبق لي وأن عالجت موضوعها، سواء في كتابي الذي صدر عام 2023، والموسوم بـ 'وظيفة الإمام في السياق الأوروبي وضرورة التجديد: الحالة البلجيكية أنموذجا'، أو في لقاءات وفعاليات مختلفة. وقد ارتأيت أن أعيد نشرها مع بعض الإضافات الضرورية والتوضيحات اللازمة، لاسيما وأن الموضوع أصبح اليوم ذو راهنية خاصة في ظل النقاشات الحالية حول طبيعة المقاربة المغربية للشأن الديني لمغاربة أوروبا. وليس الهدف من هذا، الإساءة إلى أي شخص أو التقليل من أي مؤسسة (كما قد يؤول البعض!)، بل الاشتغال المنهجي بموضوع الشأن الديني المغربي في أوروبا، وما يمت إليه بصلة، مثل قضايا المسجد والإمام والتدين والمجالس المغربية المعنية بالشأن الديني وغيرها، وذلك باعتماد مقاربة موضوعية متجردة من أي تحيز شخصي أو إيديولوجي، بغرض تقييم هذه المسألة المصيرية في الهوية الدينية لمغاربة أوروبا، بما في ذلك الأجيال الأخيرة التي ولدت في أوروبا. وسوف أحاول جاهدا في هذا النقد التقييمي، وفي الوقت ذاته، التقويمي، الوقوف على مكامن القوة والقصور في المقاربة المغربية على حد سواء، دون تبخيس ما قدمته الدولة المغربية في هذا الصدد، وأيضا دون التغاضي عن الاختلالات التي تعتري المقاربة المغربية للشأن الديني المتعلق بمغاربة أوروبا. وآمل أن يؤخذ كلامي بعين الاعتبار، سواء من طرف الجهات المكلفة السياسية والدينية والديبلوماسية المكلفة بمغاربة أوروبا، أو من طرف وسائل الإعلام المغربية المهتمة بالحضور المغربي في الخارج، أو من طرف الباحثين ومختبرات البحث المتخصصة في قضايا الهجرة والعلاقات الدولية. تراكم مؤسسي مغربي في تدبير الشأن الديني لا يمكن إعطاء موضوع المسجد عامة والإمام خاصة في السياق الأوروبي والبلجيكي حقه دون التوقف عند الجهود المتميزة التي تقدمها الشريحة المغربية منذ موجات الهجرة العمالية الأولى في ستينات القرن الماضي، ولا تخلو أي مدينة صغيرة أو كبيرة يعيش فيها المغاربة بمختلف البلدان الأوروبية من مسجد يحمل اسمهم، ويعكس الطابع الثقافي والإثني للقبيلة أو المنطقة الأصلية التي ينحدرون منها. ويمكن التمييز بين نمطين من المؤسسات المغربية العاملة في السياق الأوروبي. النمط الأول: يتعلق بالجمعيات والمساجد والمراكز والمدارس التي أسسها مغاربة على مر عقود الإقامة في أوروبا، وقد أفضى ذلك إلى تراكم مُهمّ فيما يرتبط بما هو مؤسسي وإداري ومنهجي، بالطبع لا يخلو من سلبيات وتحديات، غير أنه تراكم تصاعدي إيجابي، حيث لم يعد مغاربة أوروبا اليوم يركزون على أهمية التعليم والترشيد الديني للأجيال الأخيرة فقط، بل أصبحوا يراهنون أيضا على جودة هذا التعليم وذلك الترشيد ومخرجاته ونتائجة الإيجابية. وقد نشأ في العقد الأخير وعي عميق بين أوساط مغاربة أوروبا بضرورة تأهيل مؤسسة المسجد والرقي بوظيفة الإمام في السياق الأوروبي العلماني والتعددي المعاصر، ليس فقط على مستوى لغة التخاطب والتواصل، بل على مستوى الخطاب الديني المعتمد أيضا. ويلاحظ أن معظم هذه المؤسسات والمراكز 'المغربية' تعمل بشكل مستقل عن السياسيات الدينية الرسمية المغربية، بالمقارنة مع مثيلاتها لاسيما التركية، التي تظل في ولاء تام، إما للدولة التركية عبر مؤسسة رئاسة الشؤون الإسلامية التركية 'ديانت'، وإما في تبعية للمنظمات التركية الأصلية، مثل ميلي كوروز والسليمانية والخدمة. النمط الثاني: يتحدد في المؤسسات المغربية الرسمية المكلفة بمغاربة أوروبا والعالم. ويتعلق الأمر بثلاث مؤسسات معتمدة تتخصص كل واحدة منها في مجال معين حسب الظواهر والمراسيم المؤسسة والمنظمة لها. وتعتبر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج أقدمها تاريخيا حيث تأسست عام 1990 من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، وهي تشتغل بقضايا الهجرة المغربية من خلال مختلف البرامج التربوية والثقافية والاجتماعية والقانونية والتنموية. أما مجلس الجالية المغربية بالخارج فذو طابع استشاري يضطلع بوظائف الإحاطة بإشكالات الهجرة واستشرافها والمساهمة في تنمية العلاقات بين المغرب وحكومات ومجتمعات بلدان إقامة المهاجرين المغاربة. في حين تتحدد مهمة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في وضع إطار مرجعي ديني لمغاربة أوروبا وتحقيق الأمن الروحي وتحفيز الحوار. مؤسسات ومجالس مغربية تتزاحم على تدبير الشأن الديني! ما يسترعي النظر هو أن المؤسسات الثلاث المذكورة أعلاه تتقاطع في اهتمامها بالشأن الديني المغربي في أوروبا. ورغم أن لكل واحدة منها إطارها القانوني الواضح، إلا أنها تتزاحم فيما بينها لتمثيل الشأن الديني المغربي في أوروبا، أو على الأقل لحيازة موطئ لها في الجغرافية الدينية لمغاربة أوروبا. ولا يقتصر عملُها على الوعظ التقليدي فقط، بل يتجاوزه إلى تنظيم التكوين المستمر والبحث الأكاديمي والندوات الدولية. وعادة ما يخلق هذا التقاطع الوظيفي نوعا من اللبس واللاوضوح، لأنه بدل أن تركز كل مؤسسة على المهام التي يخولها لها القانون المغربي، فإنها تحاول الإسهام أيضا في مقاربة الشأن الديني سواء عقب كل مستجد يطرأ على مغاربة أوروبا ويمس الجانب الديني بشكل أو بآخر، أو عبر شتى المبادرات التي يتمثل أغلبها في الندوات المكرورة والتكوينات الشكلية واللقاءات النظرية، والتي قلما تمسّ الإشكالات القانونية والفقهية والسياسية والاجتماعية والهوياتية التي يتخبط فيها مغاربة أوروبا عامة، ومؤسسة المسجد بما فيها وضعية الإمام خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن تجربة المغرب في تدبير الشأن الديني وتكوين الأئمة ونشر الإسلام المعتدل بدأت تسترعي الاهتمام من بعض الدوائر السياسية الأوروبية. وقد تعزز هذا المجال الحيوي بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي تم تدشينه في 27 مارس 2015. وقد طلبت دول مثل مالي وتونس وفرنسا من المغرب توفير التدريب لأئمتها، كما أبدت بلجيكا اهتمامًا بهذا الأمر. يذهب الباحث الدكتور محمد حصحاص إلى أن الأنموذج المغربي يعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على التدريب الديني للأئمة لتجنب احتمال أن يصبح أداة في أيدي الحركات السياسية التي قد تؤدي إلى التطرف أو تظهر معارضة سياسية، وهو أنموذج يروق للمؤسسات الأوروبية. ثم يمثلُ حصحاص لذلك بالمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الذي تبنى هذا الأنموذج منذ 2010، عبر تنظيم ندوات علمية حول القضايا الدينية وتقديم التدريب والإرشاد للأئمة في جميع أنحاء أوروبا الغربية. (ينظر: The European Imam, A Nationalized Religious Authority, p. 87-88) ونوافق الباحث حصحاص إلى حد كبير فيما يتعلق ببعض الأنشطة 'العلمية' التي تنظمها المؤسسات المغربية المعنية بالشأن الديني لمغاربة أوروبا، بما فيها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، لكن في الوقت نفسه نشير إلى أن هذه الأنشطة والفعاليات النظرية والشكلية، على كثرتها وتنوعها، لم تنتقل بالمقاربة المغربية إلى أوساط مغاربة أوروبا، سواء في مساجدهم ومراكزهم وجمعياتهم التي تعدّ بالآلاف أو عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي تشكل الوسيلة الأساس للوصول إلى أجيال الهجرة الأخيرة. ثم إن أنموذج التدين المغربي المتسامح لا يتراوح مكانه، لأنه رغم مرور عقود طويلة من استقرار المغاربة في أوروبا، فلا تزال مؤسساتهم الدينية تعاني الكثير، من سوء التدبير الاستراتيجي، وغياب التمويل القارّ، وغياب التنسيق الفعال، وزحف الإيديولوجيات الدينية الخارجية. ولا يمكن تنزيل ذلك التدين المغربي النموذجي في ظل هذه الوضعية الصعبة، التي ينبغي أن تصحح وتجدد وتؤهل أولا. ولعل الضحية الأهم في هذه المعادلة المختلة هو الإمام، الذي ينبغي أن يكون عاملا فاعلا في الشأن الديني، لا مجرد عنصر سالب توجهه أوامر المسؤولين داخل مؤسسة المسجد وخارجها. وحتى لا نحيد عما تقتضيه الموضوعية البحثية سوف نُعرف في المقالات اللاحقة بكل مجلس أو مؤسسة بشكل مقتضب، ثم نقدم أمثلة من بعض الأنشطة المتعلقة بالشأن الديني ومؤسسة المسجد ووظيفة الإمام التي نظمتها وتنظمها هذه المؤسسات المغربية الرسمية، على أن نختم كل مقالة بمناقشة نقدية موضوعية لطبيعة تعاطي هذه المؤسسات مع الشأن الديني المغربي في السياق الأوروبي تركيزا على موضوعات المسجد والإمام والتدين. ونعتمد في هذا الصدد نوعا من النقد التقويمي الموضوعي من منطلق بحثي صرف، وذلك بغرض الخروج من هذا البحث بنتائج واقعية وعملية حول المقاربة المغربية الرسمية لتنظيم الشأن الديني لدى مغاربة أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، سوف نتناول المبادرة الملكية المتعلقة بإحداث 'المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج'، وننظر في طبيعة هذا المشروع الذي يبدو 'واعدا'، لاسيما وأنه يرمي إلى تصحيح المسار الطويل الذي قطعته مختلف المؤسسات والمجالس المكلفة بمغاربة أوروبا والعالم دون تحقيق الأهداف المسطرة في القوانين التأسيسية لها. وأكثر من ذلك، لم تكن في مستوى تطلعات مغاربة الخارج عامة، والأجيال المغربية الأخيرة خاصة. لذلك، نأمل أن تنجح المؤسسة المحمدية في تجميع الجهود المشتتة والصلاحيات المتفرقة وتوجيهها لخدمة مغاربة أوروبا والعالم بالدرجة الأولى، لا خدمة الأجندات الحزبية والسياسية والمصالح الشخصية. وفي الوقت نفسه، نأمل أن تعمل هذه المؤسسة على ترشيد الميزانيات الهائلة التي تُنفق على مجالس ومؤسسات وجمعيات لا تقدم شيئا يُذكر للمغاربة سواء في الداخل أو في الخارج. يُتبع.. إيطاليا تلغراف السابق هدية أمير قطر لترامب :طائرة فاخرة على مدرج السياسة الامريكية


إيطاليا تلغراف
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
في نقد المقاربة المغربية لتدبير الشأن الديني في أوروبا مؤسسات ومجالس مغربية تتزاحم على تدبير الشأن الديني! (1/5)
إيطاليا تلغراف نشر في 30 أبريل 2025 الساعة 12 و 00 دقيقة إيطاليا تلغراف الدكتور التجاني بولعوالي أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية لدى جامعة لوفان في بلجيكا رئيس مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا لا يمكن إعطاء موضوع المسجد عامة والإمام خاصة في السياق الأوروبي والبلجيكي حقه دون التوقف عند الجهود المتميزة التي تقدمها الشريحة المغربية منذ موجات الهجرة العمالية الأولى في ستينات القرن الماضي، ولا تخلو أي مدينة صغيرة أو كبيرة يعيش فيها المغاربة بمختلف البلدان الأوروبية من مسجد يحمل اسمهم، ويعكس الطابع الثقافي والإثني للقبيلة أو المنطقة الأصلية التي ينحدرون منها. ويمكن التمييز بين نمطين من المؤسسات المغربية العاملة في السياق الأوروبي. النمط الأول: يتعلق بالجمعيات والمساجد والمراكز والمدارس التي أسسها مغاربة على مر عقود الإقامة في أوروبا، وقد أفضى ذلك إلى تراكم مُهمّ فيما يرتبط بما هو مؤسسي وإداري ومنهجي، بالطبع لا يخلو من سلبيات وتحديات، غير أنه تراكم تصاعدي إيجابي، حيث لم يعد مغاربة أوروبا اليوم يركزون على أهمية التعليم والترشيد الديني للأجيال الأخيرة فقط، بل أصبحوا يراهنون أيضا على جودة هذا التعليم وذلك الترشيد ومخرجاته ونتائجة الإيجابية. وقد نشأ في العقد الأخير وعي عميق بين أوساط مغاربة أوروبا بضرورة تأهيل مؤسسة المسجد والرقي بوظيفة الإمام في السياق الأوروبي العلماني والتعددي المعاصر، ليس فقط على مستوى لغة التخاطب والتواصل، بل على مستوى الخطاب الديني المعتمد أيضا. ويلاحظ أن معظم هذه المؤسسات والمراكز 'المغربية' تعمل بشكل مستقل عن السياسيات الدينية الرسمية المغربية، بالمقارنة مع مثيلاتها لاسيما التركية، التي تظل في ولاء تام، إما للدولة التركية عبر مؤسسة رئاسة الشؤون الإسلامية التركية 'ديانت'، وإما في تبعية للمنظمات التركية الأصلية، مثل ميلي كوروز والسليمانية والخدمة. النمط الثاني: يتحدد في المؤسسات المغربية الرسمية المكلفة بمغاربة أوروبا والعالم. ويتعلق الأمر بثلاث مؤسسات معتمدة تتخصص كل واحدة منها في مجال معين حسب الظواهر والمراسيم المؤسسة والمنظمة لها. وتعتبر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج أقدمها تاريخيا حيث تأسست عام 1990 من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، وهي تشتغل بقضايا الهجرة المغربية من خلال مختلف البرامج التربوية والثقافية والاجتماعية والقانونية والتنموية. أما مجلس الجالية المغربية بالخارج فذو طابع استشاري يضطلع بوظائف الإحاطة بإشكالات الهجرة واستشرافها والمساهمة في تنمية العلاقات بين المغرب وحكومات ومجتمعات بلدان إقامة المهاجرين المغاربة. في حين تتحدد مهمة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في وضع إطار مرجعي ديني لمغاربة أوروبا وتحقيق الأمن الروحي وتحفيز الحوار. والغريب في الأمر أن هذه المؤسسات الثلاث تتقاطع في اهتمامها بالشأن الديني المغربي في أوروبا. ورغم أن لكل واحدة منها إطارها القانوني الواضح، إلا أنها تتزاحم فيما بينها لتمثيل الشأن الديني المغربي في أوروبا، أو على الأقل لحيازة موطئ لها في الجغرافية الدينية لمغاربة أوروبا. ولم يعد يقتصر عملها على الوعظ التقليدي فقط، بل يتجاوزه إلى تنظيم التكوين المستمر والبحث الأكاديمي والندوات الدولية. وعادة ما يخلق هذا التقاطع الوظيفي نوعا من اللبس واللاوضوح، لأنه بدل أن تركز كل مؤسسة على المهام التي يخولها لها القانون المغربي فإنها تحاول الإسهام أيضا في مقاربة الشأن الديني سواء عقب كل مستجد يطرأ على مغاربة أوروبا ويمس الجانب الديني بشكل أو بآخر، أو عبر شتى المبادرات التي يتمثل أغلبها في الندوات المكرورة والتكوينات الشكلية واللقاءات النظرية، والتي قلما تمسّ الإشكالات القانونية والفقهية والسياسية والاجتماعية والهوياتية التي يتخبط فيها مغاربة أوروبا عامة ومؤسسة المسجد بما فيها وضعية الإمام خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن تجربة المغرب في تدبير الشأن الديني وتكوين الأئمة ونشر الإسلام المعتدل بدأت تسترعي الاهتمام من بعض الدوائر السياسية الأوروبية. وقد تعزز هذا المجال الحيوي بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، الذي تم تدشينه في 27 مارس 2015. وقد طلبت دول مثل مالي وتونس وفرنسا من المغرب توفير التدريب لأئمتها، كما أبدت بلجيكا اهتمامًا بهذا الأمر. يذهب الباحث محمد حصحاص إلى أن الأنموذج المغربي يعمل على إضفاء الطابع المؤسسي على التدريب الديني للأئمة لتجنب احتمال أن يصبح أداة في أيدي الحركات السياسية التي قد تؤدي إلى التطرف أو تظهر معارضة سياسية، وهو أنموذج يروق للمؤسسات الأوروبية. ثم يمثلُ حصحاص لذلك بالمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، الذي تبنى هذا الأنموذج منذ 2010، عبر تنظيم ندوات علمية حول القضايا الدينية وتقديم التدريب والإرشاد للأئمة في جميع أنحاء أوروبا الغربية. (ينظر: The European Imam, A Nationalized Religious Authority, p. 87-88) ونوافق الباحث حصحاص إلى حد كبير فيما يتعلق ببعض الأنشطة 'العلمية' التي تنظمها المؤسسات المغربية المعنية بالشأن الديني لمغاربة أوروبا، بما فيها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، لكن في الوقت نفسه نشير إلى أن هذه الأنشطة والفعاليات النظرية والشكلية، على كثرتها وتنوعها، لم تنتقل بالمقاربة المغربية إلى أوساط مغاربة أوروبا، سواء في مساجدهم ومراكزهم وجمعياتهم التي تعدّ بالآلاف أو عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي التي تشكل الوسيلة الأساس للوصول إلى أجيال الهجرة الأخيرة. ثم إن أنموذج التدين المغربي المتسامح لا يتراوح مكانه، لأنه رغم مرور عقود طويلة من استقرار المغاربة في أوروبا، فلا تزال مؤسساتهم الدينية تعاني الكثير، من سوء التدبير الاستراتيجي، وغياب التمويل القار، وغياب التنسيق الفعال، وزحف الإيديولوجيات الدينية الخارجية. ولا يمكن تنزيل ذلك التدين المغربي النموذجي في ظل هذه الوضعية الصعبة، التي ينبغي أن تصحح وتجدد وتؤهل أولا. ولعل الضحية الأولى في هذه المعادلة المختلة هو الإمام، الذي ينبغي أن يكون عاملا فاعلا في الشأن الديني، لا مجرد عنصر سالب توجهه أوامر المسؤولين داخل مؤسسة المسجد وخارجها. وحتى لا نحيد عما تقتضيه الموضوعية البحثية سوف نُعرف في المقالات اللاحقة بكل مجلس أو مؤسسة بشكل مقتضب، ثم نقدم أمثلة من بعض الأنشطة المتعلقة بالشأن الديني ومؤسسة المسجد ووظيفة الإمام التي نظمتها وتنظمها هذه المؤسسات المغربية الرسمية، على أن نختم كل مقالة بمناقشة نقدية موضوعية لطبيعة تعاطي هذه المؤسسات مع الشأن الديني المغربي في السياق الأوروبي تركيزا على موضوعات المسجد والإمام. ونعتمد في هذا الصدد نوعا من النقد التقويمي الموضوعي من منطلق بحثي صرف، وذلك بغرض الخروج من هذا البحث بنتائج واقعية وعملية حول المقاربة المغربية الرسمية لتنظيم الشأن الديني لدى مغاربة أوروبا. يتبع.. إيطاليا تلغراف السابق اختتام معرض الرباط للنشر والكتاب… جدلٌ ما زال مفتوحاً


إيطاليا تلغراف
٢١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
عن التدين والتعددية الدينية والإسلام الأوروبي
إيطاليا تلغراف نشر في 21 أبريل 2025 الساعة 17 و 45 دقيقة إيطاليا تلغراف بقلم/ التجاني بولعوالي اتصل بي في مارس 2023 صحافي يعمل لدى جريدة مغربية 'مشهورة'، من أجل إجراء حوار معي لصالح الجريدة، وكنت يومها في المغرب لحضور ندوة دولية، ورغم ضيق الوقت وقتئذ بسبب السفر والتنقل، وعدته بأنه بمجرد ما يسمح وقتي، أجيب عن الأسئلة التي كان قد بعثها إلي. حاولت، لكن كان من الصعوبة بمكان خلق حيز من الوقت لهذا الحوار. وأنا عائد إلى من الوطن، عنت لي فكرة أن أكتب نص أجوبتي على متن الطائرة المتوجهة من مطار الناظور إلى مطار بروكسيل الدولي؛ فكان هذا الحوار الذي أضعه بين أيديكم اليوم. عندما وصلت إلى بلجيكا، أرسلت له الحوار على أن ينشر قريبا كما وعدني، ويرسل لي النسخة المنشورة. انتظرت أسابيع طويلة وذكرته أواخر شهر يونيو بالحوار، فوعدني مرة ثانية بأنه سوف ينشر قريبا. ثم انقطعت أخباره لأكثر من سنة، وفي 30 يوليو 2024 سألته مرة أخرى عن الحوار، وكتب لي بأنه سوف يرسل لي المقال كما تم توضيبه. ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، أي حوالي سنة إضافية أخرى، لم أسمع عنه شيئا. لذلك، قررت أن أنشر هذا الحوار كما كنت قد كتبته قبل أكثر من سنتين، ولا أعرف هل تم نشره من طرف تلك الجريدة 'المشهورة' أم لا. وقد ارتأيت أن لا أضع اسم صاحب الأسئلة، وأترك المحاور مجهولا وغير معروف. س. تعيش المجتمعات بصفة عامة تحولات إيديولوجية وسياسية، ثقافية وتكنولوجية، زحزحت مقولات وزعزعت معتقدات. مسألة التدين اقتطعت لنفسها في العقود الحالية مساحات للنقاش والاختلاف والخلاف. باعتبار أن لنا جالية ومهاجرين في أوروبا تخصيصا. وهناك تأثير وتأثر. السؤال إلى أين تتجه حركة التدين في أوروبا؟ وماهي العوامل المؤثرة في ذلك؟ ج. الدين يعني منظومة شرعية متكاملة من العقائد والعبادات والتعاليم والأخلاق، وقد عمل الوحي على تأصيلها وتفصيلها وتكليف الإنسان بها، سواء أكان فردا أم جماعة. أما التدين فيحيل على التنزيل الواقعي لما فرضه الدين، ويؤدي الفقه في هذا الصدد دورا محوريا حيث يأخذ في تفسيراته بعين الاعتبار السياق والظروف والمآلات دون تعارض مع المرجعية القرآنية والنبوية الثابتة. لكن أي 'حركة تدين' نقصد هنا في أوروبا؟ فهذه العبارة تبدو عامة وتعميمية. هناك التدين المسيحي بمختلف مساقاته الكاثوليكية والبرتستانتية والأرثودوكسية، والذي يشهد منذ منتصف القرن الماضي خروجا عن الكنيسة إما إلى اللادين والغنوصية واللاأدرية والإلحاد، وإما إلى الديانات الأجنبية كالبوذية والهندوسية والإسلام. وقد أدت الفلسفات المادية الماركسية والوجودية والتفكيكية والمابعد حداثية دورا مفصليا في هذا الخروج، أو بالأحرى 'الردة' بالمفهوم اللاهوتي المسيحي أو الفقهي الإسلامي. في مقابل ذلك، يشهد التدين الإسلامي في أوروبا انتعاشة كبيرة سواء على مستوى الداخل الإسلامي حيث السياق الأوروبي العلماني التعددي يدفع المسلمين إلى التمسك بعناصر الهوية الأصلية، بما فيها العنصر الديني الإسلامي الذي يشكل عصب هذه الهوية وإطارها العقدي والأخلاقي، أو على المستوى الخارجي حيث ما انفك الإسلام يشكل الدين الثاني في أوروبا بعد النصرانية من جهة، والدين الأول من حيث المهتدون إليه الذين يقدرون بالآلاف سنويا من جهة أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يطرح الإسلام بدائل أخلاقية وروحية واجتماعية ينجذب إليها الكثير من الأوروبيين والغربيين، لأنها من شأنها أن تملأ الفراغ الوجودي الذي آلت إليه المجتمعات العلمانية والعولمية والمابعد حداثية المعاصرة. س. وسط هذا الواقع توجد تعددية دينية استغلتها بعض التيارات المتزمتة والجاهلة بتاريخ الاديان والملل لبث تأويلات تنعت بالفاسدة أو المارقة. كيف السبيل وأنت الباحث في علم الاديان لمواجهة الطوائف وغلاة المتطرفين الذين يصنعون فكرا متطرفا وعنيفا.. من هنا وهناك..؟ لابأس أن نسوق بلجيكا وحي 'مولنبيك ' نموذجا ؟ ج. أعتقد شخصيا أن التيارات الدينية المتزمتة لا تشكل إلا استثناء، أما القاعدة المسلمة في أوروبا فتمارس تدينا معتدلا لا يختلف عن التدين القائم في بلدانها الأصلية. ولا يمكن استيعاب هذه المعادلة في انفصال عما نطلق عليه مضخة البروباغاندا الإعلامية التي تُنفخ بها بعض الأحداث الإرهابية الجزئية من طرف الإعلام المؤدلج وحركات اليمين المتطرف لضرب الإسلام، والتخويف من حضور المسلمين في المجتمعات الأوروبية والغربية. من الأكيد أن هناك بعض الحركات المتطرفة التي تنشط في السياق الأوروبي، وقد نشأت كرد فعل على التدخلات العسكرية والسياسية الأمريكية والغربية في بعض البلدان المسلمة كأفغانستان والعراق وسوريا، لكن من اللاموضوعية والجور أن يتحمل ملايين المسلمين العاديين سلوكات هذه الحركات أو بعض الأفراد المنتمين إليها، والتي يرفضها الإسلام نفسه جملة وتفصيلا. فيما يتعلق بحي مولنبيك في العاصمة البلجيكية بروكسيل لا ينبغي التسليم بكل ما يروج في وسائل الإعلام حول أحوال المغاربة والمسلمين هناك. هذا الحي لا يختلف كثيرا عن الأحياء التي يقطنها عدد كبير من الأجانب في المدن الكبرى، مثل باريس وأمستردام وروتردام ولندن وغيرها. وعادة ما تركز وسائل الإعلام، للأسف الشديد، على بعض الجوانب السلبية القليلة على حساب الكثير من الإيجابيات التي تتمتع بها هذه الأحياء، سواء فيما يرتبط بالتنوع الثقافي واللغوي أو الحركة الاقتصادية المنتعشة أو الجذب السياحي أو التعايش الاجتماعي. كما سبقت الإشارة، إن التطرف الفردي أو الجماعي الذي يتم رصده لدى بعض الشباب المسلم، في أوروبا عامة وفي بلجيكا خاصة، يظل نسبيا وغير منظم إلى حد كبير، كما تدعي بعض الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام. وقد ثبت أن منفذي العمليات الإرهابية في باريس وبروكسيل لم يتخرجوا من المساجد والجمعيات الدينية، بل ولم يتلقوا تعليما إسلاميا في حياتهم. واستندوا في أعمالهم الإجرامية إلى معلومات وتفسيرات لا تمت بصلة إلى الإسلام والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد استقوها من الفكر القاعدي والداعشي عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. يذكر محامي مدبر هجمات باريس صلاح عبد السلام أنه لا يملك معرفة كافية وصحيحة عن الإسلام، وأنه قرأ ملخصا للقرآن الكريم مترجما إلى اللغة الفرنسية. وأكثر من ذلك، كان بعض منفذي هجمات يملكون مقهى لبيع المخدرات، كما أن المحققين اكتشفوا أن منفذي عمليات باريس تناولوا المخدرات قبل تنفيذ هجماتهم الانتحارية. س. الدول الاوروبية سنت قوانين تجرم ازدراء الاديان وهناك قرار أممي في هذا الاتجاه. لكن في بعض الاحيان تحت يافطة 'حرية التعبير' يخرج من يهين ويعرض بالديانات ورموزها. وهو تعد على الخصوصيات الدينية ؟ ج. فيما يتعلق بقوانين منع ازدراء الأديان وتجريمها تتسم بالازدواجية، لاسيما في التعاطي مع بعض قضايا المسلمين، كارتداء الحجاب والذبيحة الشرعية وغيرهما. وما يبعث عن الاستغراب أنه يُنظر إلى الحجاب على أنه رمز ديني يقارن بالصليب المسيحي والقبعة اليهودية والعمامة السيخية، رغم أن البون شاسع بين هذه الأشياء. فالحجاب لباس شرعي للمرأة المسلمة يقرّه ويفرضه كل من القرآن الكريم والسنة النبوية، بينما الصليب أو القبعة ذات طابع تكميلي، وليس هناك نص ديني سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد يلزم بارتدائهما، تماما كما السبحة أو القبعة التي يستعملها بعض المسلمين. ورغم أن هذه القوانين تقضي بحرية التعبير، فإن توظيفها يخضع للأدلجة من طرف بعض الأحزاب والحكومات الأوروبية كما في فرنسا على سبيل المثال لا الحصر. وهي أدلجة تدعي في الظاهر حماية قيم العلمانية الفرنسية، غير أنها تضرب في العمق الخصوصيات الدينية والثقافية والسوسيولوجية للشرائح الأجنبية والمسلمة. ولم يقتصر الأمر على حظر الحجاب فقط، بل تجاوزه إلى ملاحقة المسلمات المتحجبات في الفضاءات العامة والإساءة إليهن على مرآى من العالم. ما يكشف عن حقيقة هؤلاء الذين يدعون الحضارة والتحضر، بينما سلوكاتهم الهمجية تعكس مدى بربريتهم ولا إنسانيتهم. س. أمام هاته الاوضاع التي تراها من موقع الباحث الرصين. كيف سنؤطر الأجيال الصاعدة، خصوصا مغاربة المهجر. دينيا وروحيا في مجتمعات متعددة الأعراق والثقافات والأديان. بل حضور بارز لثنائية التدين واللاتدين؟ ج. في الحقيقة، يطرح الخيار التعددي جملة من الإمكانات القانونية والمعرفية والاجتماعية التي من شأنها أن تسعفنا على تأطير الأجيال المغربية والمسلمة الصاعدة بشكل إيجابي ومتوازن. أعتقد أنه بمقدور التعددية تقليص تغول العلمانية وتغطرسها، لاسيما في الأنموذج الفرنسي الشاذ. وقد حان الوقت لاستثمار الآليات التعددية سواء في التعاطي البناء مع العقائد والثقافات والفلسفات الأخرى أو في إعادة ترتيب عناصر الهوية على أساس تعددي. ورغم أن الإسلام يختلف عن غيره من العقائد في مقوماته الإيمانية والتعبدية فإنه يتقاطع معها في شتى العناصر القيمية والأخلاقية كالرحمة والكرامة والحوار والتسامح، والتي من شأنها أن تؤسس لتعايش إيجابي في نطاق قيمة المواطنة الجامعة حيث يقف الجميع على قدم المساواة أمام القانون. أما فيما يتعلق بالهوية التعددية أو الجمعية فمن شأنها أن تحل بعض المشاكل التي تتخبط فيها الأجيال الصاعدة، حيث ينظر إلى مختلف المكونات الدينية والثقافية واللغوية والاجتماعية على أنها متنافرة، بينما تحمل في كنهها بذرات الإغناء وأسباب التلاقح. إن الهوية التعددية قادرة على استيعاب شتى العناصر الدينية والثقافية الإيجابية وإعادة تركيبها في شخصية الإنسان، ولا يتعارض هذا مع المنظور الإسلامي والقرآني الذي يشدد على أن التنوع هبة ربانية والاختلاف سنة كونية. وهكذا يمكن للمسلم أن يأخذ من مختلف المشارب والثقافات والسياقات ما يُمتن هويته ويعضد شخصيته، على أن لا يتعارض ذلك مع إطاره العقدي الإسلامي. وعلى هذا النحو، ينبغي توجيه الأجيال المسلمة والمغربية الصاعدة في أوروبا، حتى تدرك أنها في الوقت ذاته مسلمة ومغربية وأمازيغية وعربية وإفريقية وأوروبية. س. ماهي ممكنات استثمار النصوص الدينية في الخطاب الإسلامي لترسيخ قيم حداثية من مثل المواطنة وثقافة التجاوز والاختلاف ودائما نتحدث عن مغاربة المهجر. هم الذين يهموننا في هذا النقاش؟ ج. تنطوي النصوص الدينية الإسلامية (قرآن، سنة) على رصيد قيمي ثري بالمقارنة مع الكتاب المقدس، لذلك نرى أن الإسلام له قصب السبق التاريخي ليس فقط في تأصيل مختلف القيم الكونية المشتركة، كالمواطنة والحوار والتسامح والاختلاف، بل في تنزيلها الواقعي أيضا. ويحفظ لنا التاريخ نماذج متقدمة من التعايش والتعددية في مجتمع المدينة وبغداد والأندلس ومصر والهند وغيرها. وقد استمرت هذه النماذج إلى عصرنا الحالي، كما في مصر التي يعيش فيها ملايين الأقباط، وبلاد الشام التي تتعايش فيها مختلف الطوائف الدينية غير الإسلامية، والمغرب الذي يحتضن الأقليات اليهودية والنصرانية والإفريقية، وبلدان الخليج العربي التي تستقبل ملايين العمال المسيحيين والبوذيين والهندوس. وهذا يعني أن الإسلام من جهة، والثقافة المغربية من جهة أخرى، من شأنهما أن يشكلا مصدر إلهام مهم لمغاربة أوروبا عامة وللأجيال الأخيرة خاصة. وتتقاطع القيم الإسلامية والمغربية إلى حد كبير مع عدد من القيم الحداثية والتعددية التي أصبحت تشكل اليوم عامل توحيد للجهود المشتركة بين مختلف مكونات المجتمعات التعددية الأوروبية المعاصرة في المدارس والجمعيات والمساجد والكنائس. وخير دليل على ذلك، أنموذج مهارات الحوار البين ديني/فلسفي، الذي ينظم في المدارس الفلامانكية بين تلاميذ من مختلف الخلفيات الدينية والثقافية. بالإضافة إلى مادة المواطنة التي تعطى في المدارس البلجيكية. س. هناك من الباحثين من يتحدثون اليوم عن إسلام أوروبي ببعده المفاهيمي. هل نجحت التيارات المدافعة عن هذا 'الإسلام' في أوضاع تتسم بحضور المسلمين كأقليات تنعت من الغرب بالفشل في الاندماج والبقاء في دائرة الانغلاق. هل ربحت هذا الرهان ؟ ج. هناك من يتخوف من مصطلح 'الإسلام الأوروبي'، ومرد ذلك إلى الفهم المغلوط لهذا المصطلح الذي لا يشكل بديلا للإسلام كما أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تغييرا كليا أو جزئيا له. إن جوهر الإسلام الحقيقي يظل ثابتا في الإسلام الأوروبي، تماما كما في الإسلام الإندونيسي والمغربي والإفريقي. إن هذا الإطلاق لا يتجه إلى الدين، بقدر ما يعتري التدين الذي لا يمكن فصله عن السياق الأوروبي الذي ينفرد بخصائص ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية تغيب في السياقات الإسلامية الأخرى العربية والإفريقية والأسيوية. ويتجلى ذلك في مختلف السلوكات والعادات والقوانين المتعلقة باللباس والأطعمة والعمارة والعمل ومواقيت الصلاة والصيام والزكاة وغيرها. إن الإسلام الأوروبي ليس منتوجا يمكن صنعه حسب معايير معينة، بل إفراز واقعي أفضت إليه مختلف العوامل التاريخية والاجتماعية والقانونية. وسوف يتعضد هذا المفهوم أكثر في المستقبل جراء التطور الإيجابي الحاصل في الحضور الإسلامي في أوروبا، والذي سوف يتعزز أكثر بالأجيال المسلمة الصاعدة والمسلمين الجدد. هؤلاء لا يحتاجون إلى أن يندمجوا في مجتمع ينحدرون منه ولادة وانتماء وثقافة، ويتقنون لغاته، وعلى معرفة عالية بثقافته وتاريخه. لذلك يمكن الحديث عن التحول من سياق الهجرة والمهاجرين الذي كان يقتضي الاندماج اللغوي والثقافي والاجتماعي إلى سياق المواطنة والمواطنين الذي لم تعد فيه الأجيال الصاعدة في حاجة إلى تعلم اللغة والتعرف إلى ثقافة بلد الإقامة، الذي هو بمثابة وطنه الوجودي والقانوني. س. آخر الكلام.. التعددية على المستوى الفلسفي والنظري هي إغناء للتنوع المجتمعي بما يسهم في تنظيم العلاقات الإنسانية وتدبير الاختلاف. لماذا لا يتم الحديث عن 'ديمقراطية دينية'؟ ج. لا يمكن الحديث عن ديمقراطية دينية، لأن الدين لا يعتبر منظومة سياسية قائمة بذاتها. الدين يشكل بنصوصه مصدرا مهما لما ينبغي أن تكون عليه الديمقراطية أو أي سياسة شرعية. وقد انطلق الأنبياء من الشرائع الموحاة لتدبير المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها، وهكذا أسسوا ما يشبه الديمقراطية بالمفهوم الغربي أو السياسة الشرعية بالمفهوم الإسلامي. ويعتبر الخيار التعددي البديل الأنسب الذي توصل إليه الفكر الغربي المعاصر لإدارة الاختلاف الديني والثقافي داخل المجتمعات التعددية الراهنة. وقد كان الإسلام تاريخيا السباق إلى اعتماد الأنموذج التعددي الذي منح حيزا قانونيا واجتماعيا للعقائد والثقافات غير الإسلامية، لاسيما أهل الكتاب أو أهل الذمة. إيطاليا تلغراف الأوروبيالتجانيالدينيةبولعواليعن التدين والتعدديةوالإسلام السابق ليستر سيتي يودع رسميا الدوري الإنكليزي الممتاز


إيطاليا تلغراف
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- إيطاليا تلغراف
مركز اجتهاد في بلجيكا يواصل فعالياته بندوة جديدة حول تجربة الصيام في السياق الأوروبي والغربي
إيطاليا تلغراف تقــريــر: ياسين البقالي يعمل مركز اجتهاد للدراسات والتكوين في بلجيكا على مواصلة مسيرته العلمية والأكاديمية؛ حيث نظم الندوة العلمية التفاعلية الثامنة يوم السبت 22 مارس 2025 على الساعة العاشرة مساءً بتوقيت أوروبا؛ على منصة زووم عن بعد. وقد تم تخصيص هذا اللقاء بشكل أساسٍ لأعضاء المركز،وايضا بث مباشر عبر فايسبوك للعموم المهتمين . وقد تم تأطير هذا اللقاء المعنون بـ: تجربة الصيام في السياق الأوروبي والغربي، من طرف ثلة من الدكاترة والأساتذة الباحثين في مجال الهجرة والإسلام في السياقات الأوروبية على المستوى الجامعي والأكاديمي، وهم على التوالي حسب مداخلاتهم: الدكتور التجاني بولعوالي أستاذ محاضر بكلية اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة لوفان ببلجيكا، والأستاذ الباحث والداعية البشير قاسمي،والدكتور محمد الصادق العثماني أمينا عاما لرابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية-البرازيل، والدكتور صلاح الدين المراكشي مؤطر ديني لدى وزارة العدل ووزارة الصحة-فرنسا ، والدكتور محمد العبدوني رئيس جمعية أمانة للأعمال الاجتماعية والثقافية بألمانيا؛ في حين تم تسيير وتنشيط هذا اللقاء من طرف الدكتور التجاني بولعوالي رئيس المركز. بعد عرض مقتضب عن سير المتدخلين العلمية والوقوف عند بعض تجاربهم وخبرتهم في السياق الأروبي والغربي، استهل رئيس مركز اجتهاد الدكتور التجاني بولعوالي اللقاء بمداخلته الأولى، حيث قدم الإطار العام للمركز وأنشطته في شهر رمضان، وبيَّنَ بعض التجارب المعاشة في بلجيكا بين الأفراد والجماعات والتحديات التي تواجه الجالية،وايضا الإندماج للجالية مع المجتمع البلجيكي رغم التحديات الفكرية والإديولوجية. افتتح اللقاء بآيات بينات من الذكر الحكيم من الداعية البشير قاسمي الذي أعطى للقاء دفئا روحياً،بعدها مباشرة تحدث الدكتور التجاني عن تأطير الندوة وحدد أهدافها،وطلب من المشاركين التحدث عن تجربة الصيام من جميع الزوايا المتعددة الجانب التربوي والإعلامي والاجتماعي والمؤسساتي. المداخلة الأولى الدكتور الصادق العثمانيّ الذي تكلم عن تجربة الصيام في البرازيل وفي أمريكا اللاتينية عموما،حيث استهلّ كلمته بالشكر للمركز في شخص رئيسه الدكتور التجاني،وأوجز الدكتور الصادق العثماني كلمته من خلال تجربة عمله مع الموسسة التي يشتغل معها وهي مؤسسة اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل التي تنشط في البرازيل والدول المجاورة لها،وذكر الأستاذ أن المؤسسة لها برامج سنوية وخصوصاً في رمضان المبارك حيث تنظم الإفطار والمساعدات للمسلمين ولغير المسلمين على وجه الخصوص وهذه ميزة خاصة وظّفتها المؤسسة وهي سابقة عكس ما هي عليه جل المؤسسات،فقدم الدكتورتجربة حية تمثل روح الدين وجوهره والنموذج الأمثل. المداخلة الثانية الدكتور صلاح الدين المراكشي الذي تحدث عن السياق الفرنسي،والذي يشتغل في مؤسسة رسمية بفرنسا،استهلّ كلمته بالشكر والإمتنان للمركز ورئيسه،وتكلم عن تجربة الصيام في فرنسا وركز على الجالية المسلمة عموما والمغربية خصوصاً،التي حافظت على تدينها وثقافتها داخل المجتمع الفرنسي حيث تشعر في المدن الكبرى في فرنسا كأنك في المغرب لا من حيث التسوق ولا من حيث أماكن العبادة كالمساجد والمراكز والإفطارات الجماعية وصلاة التراويح والدروس الرمضانية،وأيضا وجود أقليات عربية وعجمية لا يمثلون نسبة كبيرة. في المداخلة الثالثة قدم الاستاذ عبد الله مشنون مجموعة من مظاهر التعايش والتعامل مع المسلمين وغير المسلمين لبعضهم البعض في إيطاليا التي وسمها بالمختلفة تماماً عن باقي بلدان الغرب بتحدياتها وبسلبياتها وإيجابياتها،وتحدث عن تجارب الصيام التضامني للإيطاليين الذين خرجوا من هذه التجربة بتقدير واحترام كبير لهذه العبادة والمسلمين. بعد ذلك تفضل الدكتور محمد العبدوني في المداخلة الرابعة بعرض التجربة الألمانية في مجتمع متعدد ومتنوع يحترم الغير وتحدث عن عمل المؤسسة التي يعمل فيها و الأنشطة التي تقوم بها خلال شهر رمضان المبارك مع المجتمع الألماني وأن هذه الأنشطة تم التفاعل معها بشكل إيجابي واحترام كبير. بعد ذلك تم عرض شريط فيديو يظهر إفطار جماعي بكلية اللاهوت من تنظيم مركز إجتهاد وأيضا تكريم عميدة الكلية من طرف الدكتور التجاني بولعوالي عرفانا وتقديرا لمجهوداتها وأعمالها النبيلة لخدمة العلم وطلابه ومعلميه. بعدها فقرة إنشادية مع الأستاذ المنشد البشير قاسمي كانت مسك الختام مع بث مباشر داخل المركز الإسلامي الذي يشتغل فيه وإظهار بعض جوانب الأخوة والتعايش مع الجالية المسلمة المقيمة هناك مع ختم اللقاء بكلمة ختامية لرئيس المركز الدكتور التجاني بولعوالي. إيطاليا تلغراف