٢٧-٠٧-٢٠٢٥
أمل جديد لآلام الظهر.. علماء يكتشفون السبب الخفي للمرض
في تقدم طبي يُبشر بخطوة فارقة على طريق علاج أحد أكثر أمراض الظهر إيلامًا، نجح باحثون من جامعة أكسفورد بالتعاون مع مؤسسة Versus Arthritis البريطانية في تحديد السبب الجذري وراء الإصابة بمرض التهاب الفقار المحوري (Axial Spondyloarthritis)، وهو شكل من أشكال التهاب المفاصل المزمن الذي يؤثر على العمود الفقري ويصيب مئات الآلاف حول العالم.
وبحسب ما نشره موقع DailyMail ، فإن دراسة حديثة كشفت أن المرض ناجم عن وجود نوع محدد من الخلايا المناعية يُعرف باسم "CD4+ TRM17"، تتمركز حول المفاصل وتُنتج بروتينًا التهابيًا قويًا يُدعى "إنترلوكين 17" IL-17، الذي سبق أن ارتبط بالمرض ولكن من دون تفسير دقيق لمصدره أو آلية إنتاجه.
هل يمكن الاستغناء عن الإنترلوكين-17؟
وعلى خلاف ما كان يُعتقد سابقًا بأن هذه الخلايا تنتقل عبر مجرى الدم، أظهرت الدراسة أن خلايا "CD4+ TRM17" تظل محاصرة داخل الأنسجة المحيطة بالمفاصل، وتُفرز بشكل مستمر كميات من "الإنترلوكين-17"، ما يؤدي إلى نشوء الالتهاب وتفاقم الحالة.
وقد وصف الدكتور "لِي تشين" Liye Chen، الباحث في جامعة أكسفورد والمشارك في إعداد الدراسة، هذا الكشف بقوله: "لقد حددنا لأول مرة أن خلايا CD4+ TRM17 هي المصدر الرئيسي لـ "الإنترلوكين-17" داخل مفاصل مرضى "SpA"، وهو دور لم يكن معروفًا من قبل".
ويُعتقد أن هذا الاكتشاف قد يُمهّد الطريق أمام جيل جديد من العلاجات التي تستهدف هذه الخلايا بشكل مباشر، ما يمنح الأمل للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الحالية. فوفقًا للدكتور تشين، فإن العلاجات المعتمدة على حجب" الإنترلوكين-17" تساعد فقط نحو 50٪ من المرضى، وغالبًا ما تتطلب استخدامًا دائمًا ولا تؤدي إلى شفاء كامل.
وأضاف تشين: "إذا تمكنا من استهداف الخلايا المنتجة للإنترلوكين-17 نفسها بدلًا من البروتين، فقد نتمكن من السيطرة على الالتهاب على المدى الطويل من دون الحاجة إلى علاج مستمر".
أعراض التهاب الفقار المحوري
ويُقدّر عدد المصابين بالتهاب الفقار المحوري في المملكة المتحدة وحدها بنحو 200 ألف شخص، حيث تظهر أعراض المرض عادة قبل سن الخامسة والأربعين، على شكل آلام ليلية في أسفل الظهر والوركين، تشتد في ساعات الصباح الأولى، وترافقها حالات إرهاق مزمن وزيادة في احتمالية الإصابة بالصدفية وأمراض الأمعاء الالتهابية.
ومع تقدّم الحالة، قد تؤدي التهابات المفاصل المزمنة إلى التحام فقرات العمود الفقري، مما يقيّد الحركة بشكل كبير ويؤثر سلبًا في نوعية حياة المريض. ومن هنا، يكتسب هذا الاكتشاف العلمي أهمية خاصة، إذ يفتح آفاقًا لعلاجات أكثر دقة وفعالية، ويمنح الأمل لفئة واسعة من المرضى الذين طالما واجهوا معاناة يومية مع آلام مزمنة من دون حلول جذرية.