logo
#

أحدث الأخبار مع #الجامعةالملكيةالمغربيةللرياضاتالوثيرية

أين وصل تدريس 'الهيب هوب في المغرب'؟
أين وصل تدريس 'الهيب هوب في المغرب'؟

طنجة 7

timeمنذ 3 ساعات

  • ترفيه
  • طنجة 7

أين وصل تدريس 'الهيب هوب في المغرب'؟

أثار توجه حديث في قطاع التعليم بالمغرب بتدريس رقصتي 'هيب هوب' و'بريك دانس' ضمن البرامج المقدمة لتلاميذ المدارس جدلا اجتماعيا وثقافيا. فهناك من يؤيد التطوير والتحديث. بينما يخشى المحافظون تأثير هذه الرقصات الغربية على الأجيال الصاعدة. الأمر بدأ عند الكشف عن مذكرة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في مايو. هذه المذكرة موجهة إلى أساتذة التربية البدنية في المدارس لتدريبهم على هذا النوع من الرقصات. وذلك تمهيدا لدمجها في المقررات الدراسية على المستويين الإقليمي والجهوي. ومع ذلك، تدريسها يظل اختياريا وغير ملزم لجميع التلاميذ. وأوضح عبدالسلام ميلي مديرالإرتقاء بالرياضة المدرسية في الوزارة أن 'الفكرة جاءت من الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب'. وأشار إلى أن هذه الجامعة قديمة منذ 1996. وأضاف أن الهيب هوب والبريك دانس هي رياضات أولمبية. وقال لرويترز إن الوزارة وقعت على شراكة في عام 2021 مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية بهدف التدريب على الأنشطة التي لها علاقة بالرشاقة. وشدد على أن بريك دانس رياضة 'معترف بها من طرف اللجنة الأولمبية الدولية منذ سنة 2018. وقد تم إدراجها ضمن الألعاب الأولمبية باريس 2024'. وقال 'بالنسبة لنا كل الرياضات الممارسة سواء في الشارع أو المؤسسة تستدعي تدخلا تربويا ومعرفيا'. وأضاف 'نحن منفتحون على جميع الرياضات تقريبا، إذ ننظم 56 بطولة وطنية في الرياضة المدرسية.. ولكل تلميذ اختياراته، وهدفنا هو تشجيع التلاميذ على الممارسة الرياضية كيفما كان نوعها'. وفي المقابل، أثار التوجه الجديد انتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المنتديات. إذ اعتبر البعض أن ذلك النوع من الرقص يرتبط 'بسلوكات هجينة على المجتمع المغربي'. وبالتالي، يرون أنه يهدد التقاليد والأخلاق. وتعود رقصة الهيب هوب في الأصل إلى أحياء السود في الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي. كانت هذه الرقصات كتعبير من الشبان عن رفض التهميش والتمييز العنصري والفقر. ويرجع البعض رفضها من جانب المجتمعات الشرقية، خاصة المحافظة، إلى نوع الملابس والحركات الجريئة التي تكون أحيانا مبالغ فيها. كذلك يربطونها بثقافة الشارع بما أنها ولدت فيه. ومع اتساع الجدل بشأن تدريس الهيب هوب والبريك دانس في المدارس، أخذ الأمر منحنى تصعيديا. وذلك بتوجيه سؤال داخل البرلمان إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة محمد سعد برادة. لكن الرد على استفسار النواب في يوليوز لم يخمد الجدل بل زاده. إذ دافع الوزير عن توجه وزارته قائلا إن 'إدراجها ضمن أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية، جاء لتلبية ميولات ورغبات التلاميذ. وذلك لممارستها في إطار منظم داخل فضاء المدرسة. وذلك إحقاقا لمبدأ دمقرطة الأنشطة الرياضية وتوسيع العرض الرياضي المدرسي كباقي الرياضات'. وقال بعض البرلمانيين إن هناك أولويات أخرى جديرة بالاهتمام من جانب الوزارة لتطوير المناهج والنهوض بالعملية التعليمية. فنون محلية قال أستاذ مادة الرياضيات هشام (34 عاما) الذي اكتفى بذكر اسمه الأول 'كنت أتمنى لو أن الوزارة قررت الزيادة في حصص الرياضيات والفلسفة والعلوم'. وأردف أنه يريد تبسيطها وتقريبها للتلاميذ أكثر. خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى مقومات التربية والتعليم وينقصها الكثير'. وأضاف 'للأسف الحكومة لا تفكر في التربية والمناهج الحديثة إلا عندما يتعلق الأمر بأمور ثانوية'. ثم تساءل: ' فإذا كان لابد من تدريس الفن والرياضة، وهما محبذان. وأنا شخصيا أدافع عنهما، فلماذا لم يتم التفكير في موسيقى كلاسيكية أو في فن الباليه مثلا؟ لماذا التفكير في فن الشوارع'. كما عبر الناقد الفني مصطفى الطالب عن استغرابه لقرار الوزارة تدريس الهيب هوب. واستعاد من الذاكرة القريبة واقعة حين بثت القناة الثانية المغربية حفل مغني الراب المغربي المثير للجدل (كراندي طوطو) في الدورة 20 لمهرجان موازين الموسيقي الشهير مما عرضها لانتقادات واسعة لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر المنتقدون حينها أن المحتوى 'غير لائق ويخدش الحياء' بسبب بعض العبارات التي استخدمها الفنان، واعتبروها 'غير مناسبة للجمهور الناشئ'. وقررت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المغربية المعروفة اختصارا باسم (الهاكا) بعد تلقيها أزيد من 190 شكوى ضد القناة الثانية حفظ الشكاوى. وقالت في بيان إن 'النموذج المغربي للتقنين المستقل، والقائم على حرية التعبير، لا تضطلع بموجبه هيئة التقنين بمهمة رقابة على الإبداع والتعبير الفنيين. كما لا تتدخل في الخيارات التحريرية للمتعهدين فيما يخص مجموع المضامين التي يبثونها'. فيما التزمت القناة الثانية الصمت. وقال الطالب لرويترز 'من المؤسف أن نقول إنه عندما أضفت القناة الثانية شرعيتها على الراب، وهي القناة العمومية التي تخضع للمحاسبة ولدفتر التحملات، ها هي وزارة التربية الوطنية تقدم على قرار غريب وسخيف. وهذا القرار يتمثل في إدراج الهيب هوب والبريك دانس ضمن أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية'. وأضاف 'صحيح أن الرياضة تعد داعمة للانضباط والتعاون، ولذلك كانت المدرسة المغربية سابقا تنظم الألعاب المدرسية الصرفة. لكن الهيب هوب ليس بالرياضة الصرفة وليس بالرقص الصرف. فهو يلعب على الاثنين وبالتالي يطرح إشكالا تربويا ورياضيا'. وتابع قائلا 'كنا نتمنى أن تقوم وزارتنا بإدراج الفنون الحربية أو رياضات الدفاع عن النفس، التي بالفعل تعلم الانضباط والاحترام. أو مساعدة التلميذ في إبراز مواهبه الموسيقية'. وتساءل 'لماذا لا يتم تعليم الرقص المغربي الأصيل كأحواش وأحيدوس، التي تجمع بين الرقص والبنية الجسمانية مع المحافظة على الهوية المغربية'. وعلى مستوى أولياء الأمور، يرى نور الدين عكوري رئيس الفدرالية (الاتحاد) الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ أن الأمر يتعلق بالأسر واختياراتها. هذا لأن قرار التدريس ليس إجباريا وإنما اختياريا. وذلك كعدد من المواد التي تدرس في المدارس المغربية كالموسيقى والفنون التشكيلية. وقال لرويترز 'الأسر التي ترى أن أبناءها يميلون إلى هذا النوع من النشاط الرياضي أو الفني فمن حقهم أن يسجلوا أبناءهم'. وأضاف 'المجتمع المغربي فيه فئات محافظة وفئات منفتحة، ولكل الحق في ممارسة اختياراته، فالأمر يتعلق بالأسر أولا وأخيرا'. رويترز تابعوا طنجة7 على صفحتنا بموقع فيسبوك. وعلى منصة إنستغرام. إضافة لمنصة X وتطبيق نبض

الوزير برادة يدافع عن إدراج الهيب هوب في المدارس المغربية
الوزير برادة يدافع عن إدراج الهيب هوب في المدارس المغربية

أخبارنا

time٢٣-٠٧-٢٠٢٥

  • رياضة
  • أخبارنا

الوزير برادة يدافع عن إدراج الهيب هوب في المدارس المغربية

قال محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن إدراج الهيب هوب والبريكينغ ضمن أنشطة الجمعية الرياضية المدرسية جاء استجابة لميولات التلاميذ ورغبتهم في ممارستها داخل المدرسة. وأوضح أن الهدف هو دمقرطة الأنشطة الرياضية وتوسيع العرض الرياضي المدرسي. وفي رده على سؤال كتابي وجهته النائبة الحركية فدوى محسن الحياني بمجلس النواب، أشار الوزير إلى أن هذه الرياضات تساهم في ترسيخ القيم التربوية مثل الاحترام والتعاون والانضباط، وتقوية الكفايات الأساسية. وأكد أن ممارسة الهيب هوب والبريكينغ قد انتشرت بشكل واسع في صفوف الشباب في المغرب والعالم، وأنها تطورت لتصبح رياضات أولمبية معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية منذ 2018. كما أضاف أن هذه الرياضات ستكون حاضرة في أولمبياد باريس 2024 وأولمبياد الشباب في داكار 2026. وشدد الوزير على أن المغرب استضاف البطولة الإفريقية للبريكدانس في مايو 2023، المؤهلة لأولمبياد باريس، والتي توج فيها المغرب باللقب القاري في فئتي الإناث والذكور، ما أتاح له التأهل للأولمبياد. وأوضح أن الوزارة وقعت اتفاقية شراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب في 2021، بهدف ضمان التأطير التربوي والتقني لهذه الأنشطة، مع تنظيم دورات تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية ودعم المواهب الشابة. وجاء رد الوزير على تساؤلات النائبة الحياني، التي أعربت عن قلق بعض أولياء الأمور من ارتباط هذه الأنشطة بلباس وحركات قد لا تتماشى مع القيم التربوية للمدرسة العمومية، معتبرة أن هذا قد يتعارض مع المرجعية التربوية المغربية.

الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟
الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

سيدر نيوز

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سيدر نيوز

الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

من أزقة برونكس إلى حجرات الدراسة المغربية، رحلة غير متوقعة يخوضها فن 'الهيب هوب'، وسط جدل واسع بين من يراها خطوة نحو مدرسة أكثر انفتاحاً، ومن يعتبرها مساساً بهوية تعليمية تتآكل بالفعل. أثار تسريب مستند من وزارة التربية الوطنية المغربية عن تنظيم دورة في 'الهيب هوب' و'البريكينغ' لأساتذة التربية البدنية موجة نقاش عاصفة، لم تهدأ بعد. فبينما قدمت الوزارة المبادرة على أنها وسيلة لتنويع المنهج التروبي وتحديث الرياضة المدرسية، رأى آخرون أنها لا تعبّر إلا عن انقطاع إضافي عن السياق الثقافي المغربي. Facebook بدأ كل شيء مع تداول رسالة رسمية من مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، تدعو مديري الأكاديميات في المناطق إلى ترشيح أساتذة لحضور دورة تدريبية يشرف عليها خبير دولي في الهيب هوب. وسرعان ما انتشرت المذكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى قضية رأي عام. الوزارة، بحسب الوثيقة، تهدف إلى إعداد مدرّبين في المناطق بفنون الحركة واللياقة، في إطار اتفاقية شراكة مع 'الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب'. لكن كثيرين تساءلوا: هل أصبح الهيب هوب أولوية تربوية في بلد تعاني مدرسته العمومية من إشكالات هيكلية مزمنة؟ من بين أبرز الأصوات المعارضة، الباحث المغربي إدريس الكنبوري الذي وصف القرار بـ'الغريب'، لكونه، في رأيه، 'يتجاهل المكونات الثقافية التي نصّ عليها دستور 2011، من عربية وأمازيغية وصحراوية وأندلسية وعبرية وإفريقية'. وقال في حديثه لبي بي سي عربي: 'الوزارة قفزت على كل هذه الهويات، وجلبت رقصة أمريكية غربية، وكأن الثقافات المحلية غير موجودة، أو كأن الدستور مجرد ديكور خارجي'. الكنبوري يربط بين هذا القرار وما يراه من غياب لرؤية واضحة في السياسة التعليمية المغربية، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن 'المدرسة المغربية تتخبط منذ الاستقلال في برامج إصلاحية متلاحقة، لم تفضِ سوى إلى تراجع المردودية وتزايد الارتباك'. ويرى أن التعليم ليس مسألة 'إرضاء لرغبات التلاميذ، بل وسيلة لصياغة تلك الرغبات وتهذيبها، محذراً من تحوّل المدرسة إلى امتداد للشارع إذا ما خضعت للموضات العابرة'. في المقابل، يرى المؤيدون للمبادرة أنها تعكس انفتاحاً صحياً على ثقافات العالم، وتستهدف مخاطبة الجيل الرقمي بلغته، خاصة أن الهيب هوب بات جزءاً من المشهد الفني العالمي، بعد أن خرج من حواري نيويورك ليصبح مادة للمهرجانات والمسابقات الرياضية الدولية. لكن الكنبوري يرد بأن هذا الفن 'لا علاقة له بمفهوم الثقافة بالمعنى الأنثروبولوجي'، واصفاً إياه بـ'الموضة' العابرة. ويقارن بينه وبين الفنون المغربية العريقة كـ'الملحون' و'العيطة' و'كناوة'، التي يعتبرها أحقّ بالتدريس لما تحمله من جذور وهوية ورسائل تربط الماضي بالحاضر. ويضيف: 'الملحون شعر مغنّى يوثّق التحولات الاجتماعية، والعيطة صرخة شعبية في وجه الظلم، أما كناوة ففن روحي ممتد من أعماق إفريقيا. هذه الفنون لا تحتاج إلى استيراد، بل إلى تأطير وتحديث ضمن مناهجنا'. إلى أين تتجه الوزارة؟ من جانبه، أوضح عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في حديث لـ'بي بي سي عربي'، أن فكرة تنظيم الدورة انبثقت عن اتفاقية شراكة قائمة منذ عام 1996 بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية (التي تشمل الأنشطة الحركية ذات الإيقاع كالأيروبيك والرقص التعبيري) والرشاقة البدنية والهيب هوب، والتي اقترحت تنظيم هذا التدريب بالتعاون مع خبير دولي، كما هو الحال في رياضات أخرى شملت هذا الموسم كرة الطاولة، السباحة، البادمنتون وسباق التوجيه. وتضمّنت الدورة محاور تقنية وتربوية وتحكيمية، تتيح للأساتذة توجيه التلاميذ وفق معايير مهنية، خاصة بعد تنظيم بطولات وطنية في الهيب هوب والبريكينغ خلال الموسمين الماضيين. وأشار إلى 'أن هذه المبادرة تأتي في سياق الانفتاح على رياضات حديثة تمارس في الواقع خارج المؤسسة التعليمية، لكنها تستقطب اهتمام التلاميذ، موضحاً أن الهدف هو إدماجها ضمن عرض رياضي مدرسي منظّم ومؤطر، دون أن يشكّل ذلك بديلاً عن التربية البدنية الرسمية'. وأضاف ميلي أن هذه الأنشطة تدرج ضمن الجمعية الرياضية المدرسية، وهي أنشطة موازية واختيارية لا تدخل ضمن حصص التربية البدنية الإلزامية. وأكد أن رياضة البريكينغ أصبحت رياضة أولمبية منذ عام 2018، وستكون ضمن ألعاب باريس 2024 وأولمبياد الشباب بدكار 2026، ما يعزّز الحاجة إلى تدريب مشرفين مختصين واكتشاف مواهب قادرة على تمثيل المغرب. أما اختيار الأساتذة، فأوضح أنه استهدف ممثلين من كل أكاديمية ممن هم منخرطون فعلياً في الرياضة المدرسية، ويبدون اهتماماً بالرياضة المستهدفة، مع التزامهم بتعميم الخبرات المكتسبة على مختلف أنحاء المملكة المغربية. وبشأن التحفظات التي عبّر عنها بعض الفاعلين، اعتبر ميلي أن ذلك 'رد فعل طبيعي'، موضحاً أن العديد من الرياضات الحديثة انطلقت من أنشطة أو سلوكيات يمارسها الشباب بشكل عفوي، خارج أي إطار مؤسساتي منظّم، ثم تطوّرت لتصبح أنشطة منظمة بقوانين وتقنيات تنقيط وتحكيم. وأضاف أن المدرسة لا تقصي هذه الظواهر، بل تعيد تأطيرها تربوياً ضمن ما يعرف في علوم التربية بـ'النقل الديداكتيكي'، الذي يحوّل سلوكاً اجتماعياً شائعاً إلى ممارسة تعليمية واضحة. وفي ما يخصّ الفنون المغربية التقليدية، أشار ميلي إلى أن الألعاب التراثية تشكل أحد مكونات التربية البدنية ويمكن إدماجها ضمن الخطة التعليمية المعتمدة، كما أُعدّت برامج لإحياء هذا الموروث عبر مهرجانات وبطولات مدرسية وطنية. واختتم ميلي تصريحاته بالتأكيد على أن 'هذا النوع من التكوين لا يُعدّ انحرافاً عن أولويات المدرسة المغربية، بل وسيلة لتوسيع العرض الرياضي، وتحقيق الديمقراطية، واكتشاف المواهب في إطار اختياري لا يخضع للتعميم أو الإلزامية، بل يهدف إلى تمكين التلاميذ من ممارسة أنشطتهم في فضاء مؤطر وآمن'. كيف وصل الهيب هوب إلى العالم العربي؟ نشأ الهيب هوب في برونكس، نيويورك، في السبعينيات، وسط أجواء من التهميش والفقر والعنصرية. كان في جوهره حركة احتجاج ثقافي، تضمّ أربعة عناصر: موسيقى الراب، البريك دانس، فن الجرافيتي، وموسيقى الدي جي. ومع تطور وسائل الإعلام وانتشار الإنترنت، انتقل الهيب هوب إلى مختلف أنحاء العالم. في العالم العربي، بدأ ظهوره مطلع الألفية الجديدة، أولًا في المغرب وتونس ولبنان، حيث تبنته جماعات شبابية كأداة للتعبير عن الإقصاء والبطالة والرقابة الاجتماعية. في المغرب، ظهرت أسماء بارزة مثل 'مسلم' و'ديزي دروس'، وقدّمت أعمالاً تجمع بين إيقاع الهيب هوب وقضايا الشارع المغربي. ومع الوقت، بدأت بعض المؤسسات الرسمية تواكب هذه الظاهرة من خلال دعم مهرجانات أو ورشات تأطير. ورغم أن هذا الفن بات يحظى بجمهور واسع، لا يزال ينظر إليه – خاصة في الفضاءات التربوية – بكثير من الحذر، لما يرتبط به من رموز تمرد وأحياناً محتوى غير منضبط. تظهر هذه القضية تصادماً أوسع بين رؤيتين لمستقبل المدرسة: الأولى ترى أن المدرسة يجب أن تواكب التحولات الاجتماعية والثقافية وتحدّث أدواتها، والثانية تحذّر من أن هذا التحديث يجب ألا يتم على حساب الهوية والخصوصية الثقافية. الكنبوري يقترح، بدل اللجوء إلى الهيب هوب، أن تنفتح المدرسة على تراثها أولاً، عبر دعم الأندية الثقافية، وتطوير برامج في الشعر والموسيقى المحلية، وتنظيم مسابقات في الفنون المغربية التي تعاني من التهميش.

أخبار العالم : الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟
أخبار العالم : الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

نافذة على العالم

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • نافذة على العالم

أخبار العالم : الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

الخميس 29 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رياضة البريكينغ أصبحت رياضة أولمبية منذ عام 2018 Article information من أزقة برونكس إلى حجرات الدراسة المغربية، رحلة غير متوقعة يخوضها فن "الهيب هوب"، وسط جدل واسع بين من يراها خطوة نحو مدرسة أكثر انفتاحاً، ومن يعتبرها مساساً بهوية تعليمية تتآكل بالفعل. أثار تسريب مستند من وزارة التربية الوطنية المغربية عن تنظيم دورة في "الهيب هوب" و"البريكينغ" لأساتذة التربية البدنية موجة نقاش عاصفة، لم تهدأ بعد. فبينما قدمت الوزارة المبادرة على أنها وسيلة لتنويع المنهج التروبي وتحديث الرياضة المدرسية، رأى آخرون أنها لا تعبّر إلا عن انقطاع إضافي عن السياق الثقافي المغربي. وثيقة مسرّبة صدر الصورة، Facebook التعليق على الصورة، وثيقة رسمية تدعو الأكاديميات لترشيح أساتذة لدورة تدريبية في الهيب هوب بإشراف خبير دولي بدأ كل شيء مع تداول رسالة رسمية من مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، تدعو مديري الأكاديميات في المناطق إلى ترشيح أساتذة لحضور دورة تدريبية يشرف عليها خبير دولي في الهيب هوب. وسرعان ما انتشرت المذكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى قضية رأي عام. الوزارة، بحسب الوثيقة، تهدف إلى إعداد مدرّبين في المناطق بفنون الحركة واللياقة، في إطار اتفاقية شراكة مع "الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب". لكن كثيرين تساءلوا: هل أصبح الهيب هوب أولوية تربوية في بلد تعاني مدرسته العمومية من إشكالات هيكلية مزمنة؟ من بين أبرز الأصوات المعارضة، الباحث المغربي إدريس الكنبوري الذي وصف القرار بـ"الغريب"، لكونه، في رأيه، "يتجاهل المكونات الثقافية التي نصّ عليها دستور 2011، من عربية وأمازيغية وصحراوية وأندلسية وعبرية وإفريقية". وقال في حديثه لبي بي سي عربي: "الوزارة قفزت على كل هذه الهويات، وجلبت رقصة أمريكية غربية، وكأن الثقافات المحلية غير موجودة، أو كأن الدستور مجرد ديكور خارجي". الكنبوري يربط بين هذا القرار وما يراه من غياب لرؤية واضحة في السياسة التعليمية المغربية، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن "المدرسة المغربية تتخبط منذ الاستقلال في برامج إصلاحية متلاحقة، لم تفضِ سوى إلى تراجع المردودية وتزايد الارتباك". ويرى أن التعليم ليس مسألة "إرضاء لرغبات التلاميذ، بل وسيلة لصياغة تلك الرغبات وتهذيبها، محذراً من تحوّل المدرسة إلى امتداد للشارع إذا ما خضعت للموضات العابرة". في المقابل، يرى المؤيدون للمبادرة أنها تعكس انفتاحاً صحياً على ثقافات العالم، وتستهدف مخاطبة الجيل الرقمي بلغته، خاصة أن الهيب هوب بات جزءاً من المشهد الفني العالمي، بعد أن خرج من حواري نيويورك ليصبح مادة للمهرجانات والمسابقات الرياضية الدولية. لكن الكنبوري يرد بأن هذا الفن "لا علاقة له بمفهوم الثقافة بالمعنى الأنثروبولوجي"، واصفاً إياه بـ"الموضة" العابرة. ويقارن بينه وبين الفنون المغربية العريقة كـ"الملحون" و"العيطة" و"كناوة"، التي يعتبرها أحقّ بالتدريس لما تحمله من جذور وهوية ورسائل تربط الماضي بالحاضر. ويضيف: "الملحون شعر مغنّى يوثّق التحولات الاجتماعية، والعيطة صرخة شعبية في وجه الظلم، أما كناوة ففن روحي ممتد من أعماق إفريقيا. هذه الفنون لا تحتاج إلى استيراد، بل إلى تأطير وتحديث ضمن مناهجنا". إلى أين تتجه الوزارة؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، فرقة الراب المغربية "ذا ديفل سكولز" تؤدي عرضًا ضمن مهرجان "موازين" الموسيقي في الرباط، 11 مايو/أيار 2007 من جانبه، أوضح عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في حديث لـ"بي بي سي عربي"، أن فكرة تنظيم الدورة انبثقت عن اتفاقية شراكة قائمة منذ عام 1996 بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية (التي تشمل الأنشطة الحركية ذات الإيقاع كالأيروبيك والرقص التعبيري) والرشاقة البدنية والهيب هوب، والتي اقترحت تنظيم هذا التدريب بالتعاون مع خبير دولي، كما هو الحال في رياضات أخرى شملت هذا الموسم كرة الطاولة، السباحة، البادمنتون وسباق التوجيه. وتضمّنت الدورة محاور تقنية وتربوية وتحكيمية، تتيح للأساتذة توجيه التلاميذ وفق معايير مهنية، خاصة بعد تنظيم بطولات وطنية في الهيب هوب والبريكينغ خلال الموسمين الماضيين. وأشار إلى "أن هذه المبادرة تأتي في سياق الانفتاح على رياضات حديثة تمارس في الواقع خارج المؤسسة التعليمية، لكنها تستقطب اهتمام التلاميذ، موضحاً أن الهدف هو إدماجها ضمن عرض رياضي مدرسي منظّم ومؤطر، دون أن يشكّل ذلك بديلاً عن التربية البدنية الرسمية". وأضاف ميلي أن هذه الأنشطة تدرج ضمن الجمعية الرياضية المدرسية، وهي أنشطة موازية واختيارية لا تدخل ضمن حصص التربية البدنية الإلزامية. وأكد أن رياضة البريكينغ أصبحت رياضة أولمبية منذ عام 2018، وستكون ضمن ألعاب باريس 2024 وأولمبياد الشباب بدكار 2026، ما يعزّز الحاجة إلى تدريب مشرفين مختصين واكتشاف مواهب قادرة على تمثيل المغرب. أما اختيار الأساتذة، فأوضح أنه استهدف ممثلين من كل أكاديمية ممن هم منخرطون فعلياً في الرياضة المدرسية، ويبدون اهتماماً بالرياضة المستهدفة، مع التزامهم بتعميم الخبرات المكتسبة على مختلف أنحاء المملكة المغربية. وبشأن التحفظات التي عبّر عنها بعض الفاعلين، اعتبر ميلي أن ذلك "رد فعل طبيعي"، موضحاً أن العديد من الرياضات الحديثة انطلقت من أنشطة أو سلوكيات يمارسها الشباب بشكل عفوي، خارج أي إطار مؤسساتي منظّم، ثم تطوّرت لتصبح أنشطة منظمة بقوانين وتقنيات تنقيط وتحكيم. وأضاف أن المدرسة لا تقصي هذه الظواهر، بل تعيد تأطيرها تربوياً ضمن ما يعرف في علوم التربية بـ"النقل الديداكتيكي"، الذي يحوّل سلوكاً اجتماعياً شائعاً إلى ممارسة تعليمية واضحة. وفي ما يخصّ الفنون المغربية التقليدية، أشار ميلي إلى أن الألعاب التراثية تشكل أحد مكونات التربية البدنية ويمكن إدماجها ضمن الخطة التعليمية المعتمدة، كما أُعدّت برامج لإحياء هذا الموروث عبر مهرجانات وبطولات مدرسية وطنية. واختتم ميلي تصريحاته بالتأكيد على أن "هذا النوع من التكوين لا يُعدّ انحرافاً عن أولويات المدرسة المغربية، بل وسيلة لتوسيع العرض الرياضي، وتحقيق الديمقراطية، واكتشاف المواهب في إطار اختياري لا يخضع للتعميم أو الإلزامية، بل يهدف إلى تمكين التلاميذ من ممارسة أنشطتهم في فضاء مؤطر وآمن". كيف وصل الهيب هوب إلى العالم العربي؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، في المغرب، ظهرت أسماء بارزة مثل "مسلم" و"ديزي دروس"، وقدّمت أعمالاً تجمع بين إيقاع الهيب هوب وقضايا الشارع المغربي نشأ الهيب هوب في برونكس، نيويورك، في السبعينيات، وسط أجواء من التهميش والفقر والعنصرية. كان في جوهره حركة احتجاج ثقافي، تضمّ أربعة عناصر: موسيقى الراب، البريك دانس، فن الجرافيتي، وموسيقى الدي جي. ومع تطور وسائل الإعلام وانتشار الإنترنت، انتقل الهيب هوب إلى مختلف أنحاء العالم. في العالم العربي، بدأ ظهوره مطلع الألفية الجديدة، أولًا في المغرب وتونس ولبنان، حيث تبنته جماعات شبابية كأداة للتعبير عن الإقصاء والبطالة والرقابة الاجتماعية. في المغرب، ظهرت أسماء بارزة مثل "مسلم" و"ديزي دروس"، وقدّمت أعمالاً تجمع بين إيقاع الهيب هوب وقضايا الشارع المغربي. ومع الوقت، بدأت بعض المؤسسات الرسمية تواكب هذه الظاهرة من خلال دعم مهرجانات أو ورشات تأطير. ورغم أن هذا الفن بات يحظى بجمهور واسع، لا يزال ينظر إليه – خاصة في الفضاءات التربوية – بكثير من الحذر، لما يرتبط به من رموز تمرد وأحياناً محتوى غير منضبط. تظهر هذه القضية تصادماً أوسع بين رؤيتين لمستقبل المدرسة: الأولى ترى أن المدرسة يجب أن تواكب التحولات الاجتماعية والثقافية وتحدّث أدواتها، والثانية تحذّر من أن هذا التحديث يجب ألا يتم على حساب الهوية والخصوصية الثقافية.

الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟
الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

شفق نيوز

time٢٩-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • شفق نيوز

الهيب هوب: من أزقة نيويورك إلى مدارس المغرب؟

من أزقة برونكس إلى حجرات الدراسة المغربية، رحلة غير متوقعة يخوضها فن "الهيب هوب"، وسط جدل واسع بين من يراها خطوة نحو مدرسة أكثر انفتاحاً، ومن يعتبرها مساساً بهوية تعليمية تتآكل بالفعل. أثار تسريب مستند من وزارة التربية الوطنية المغربية عن تنظيم دورة في "الهيب هوب" و"البريكينغ" لأساتذة التربية البدنية موجة نقاش عاصفة، لم تهدأ بعد. فبينما قدمت الوزارة المبادرة على أنها وسيلة لتنويع المنهج التروبي وتحديث الرياضة المدرسية، رأى آخرون أنها لا تعبّر إلا عن انقطاع إضافي عن السياق الثقافي المغربي. بدأ كل شيء مع تداول رسالة رسمية من مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، تدعو مديري الأكاديميات في المناطق إلى ترشيح أساتذة لحضور دورة تدريبية يشرف عليها خبير دولي في الهيب هوب. وسرعان ما انتشرت المذكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى قضية رأي عام. الوزارة، بحسب الوثيقة، تهدف إلى إعداد مدرّبين في المناطق بفنون الحركة واللياقة، في إطار اتفاقية شراكة مع "الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية والهيب هوب". لكن كثيرين تساءلوا: هل أصبح الهيب هوب أولوية تربوية في بلد تعاني مدرسته العمومية من إشكالات هيكلية مزمنة؟ من بين أبرز الأصوات المعارضة، الباحث المغربي إدريس الكنبوري الذي وصف القرار بـ"الغريب"، لكونه، في رأيه، "يتجاهل المكونات الثقافية التي نصّ عليها دستور 2011، من عربية وأمازيغية وصحراوية وأندلسية وعبرية وإفريقية". وقال في حديثه لبي بي سي عربي: "الوزارة قفزت على كل هذه الهويات، وجلبت رقصة أمريكية غربية، وكأن الثقافات المحلية غير موجودة، أو كأن الدستور مجرد ديكور خارجي". الكنبوري يربط بين هذا القرار وما يراه من غياب لرؤية واضحة في السياسة التعليمية المغربية، بحسب تعبيره، مشيراً إلى أن "المدرسة المغربية تتخبط منذ الاستقلال في برامج إصلاحية متلاحقة، لم تفضِ سوى إلى تراجع المردودية وتزايد الارتباك". ويرى أن التعليم ليس مسألة "إرضاء لرغبات التلاميذ، بل وسيلة لصياغة تلك الرغبات وتهذيبها، محذراً من تحوّل المدرسة إلى امتداد للشارع إذا ما خضعت للموضات العابرة". في المقابل، يرى المؤيدون للمبادرة أنها تعكس انفتاحاً صحياً على ثقافات العالم، وتستهدف مخاطبة الجيل الرقمي بلغته، خاصة أن الهيب هوب بات جزءاً من المشهد الفني العالمي، بعد أن خرج من حواري نيويورك ليصبح مادة للمهرجانات والمسابقات الرياضية الدولية. لكن الكنبوري يرد بأن هذا الفن "لا علاقة له بمفهوم الثقافة بالمعنى الأنثروبولوجي"، واصفاً إياه بـ"الموضة" العابرة. ويقارن بينه وبين الفنون المغربية العريقة كـ"الملحون" و"العيطة" و"كناوة"، التي يعتبرها أحقّ بالتدريس لما تحمله من جذور وهوية ورسائل تربط الماضي بالحاضر. ويضيف: "الملحون شعر مغنّى يوثّق التحولات الاجتماعية، والعيطة صرخة شعبية في وجه الظلم، أما كناوة ففن روحي ممتد من أعماق إفريقيا. هذه الفنون لا تحتاج إلى استيراد، بل إلى تأطير وتحديث ضمن مناهجنا". إلى أين تتجه الوزارة؟ من جانبه، أوضح عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، في حديث لـ"بي بي سي عربي"، أن فكرة تنظيم الدورة انبثقت عن اتفاقية شراكة قائمة منذ عام 1996 بين الوزارة والجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية (التي تشمل الأنشطة الحركية ذات الإيقاع كالأيروبيك والرقص التعبيري) والرشاقة البدنية والهيب هوب، والتي اقترحت تنظيم هذا التدريب بالتعاون مع خبير دولي، كما هو الحال في رياضات أخرى شملت هذا الموسم كرة الطاولة، السباحة، البادمنتون وسباق التوجيه. وتضمّنت الدورة محاور تقنية وتربوية وتحكيمية، تتيح للأساتذة توجيه التلاميذ وفق معايير مهنية، خاصة بعد تنظيم بطولات وطنية في الهيب هوب والبريكينغ خلال الموسمين الماضيين. وأشار إلى "أن هذه المبادرة تأتي في سياق الانفتاح على رياضات حديثة تمارس في الواقع خارج المؤسسة التعليمية، لكنها تستقطب اهتمام التلاميذ، موضحاً أن الهدف هو إدماجها ضمن عرض رياضي مدرسي منظّم ومؤطر، دون أن يشكّل ذلك بديلاً عن التربية البدنية الرسمية". وأضاف ميلي أن هذه الأنشطة تدرج ضمن الجمعية الرياضية المدرسية، وهي أنشطة موازية واختيارية لا تدخل ضمن حصص التربية البدنية الإلزامية. وأكد أن رياضة البريكينغ أصبحت رياضة أولمبية منذ عام 2018، وستكون ضمن ألعاب باريس 2024 وأولمبياد الشباب بدكار 2026، ما يعزّز الحاجة إلى تدريب مشرفين مختصين واكتشاف مواهب قادرة على تمثيل المغرب. أما اختيار الأساتذة، فأوضح أنه استهدف ممثلين من كل أكاديمية ممن هم منخرطون فعلياً في الرياضة المدرسية، ويبدون اهتماماً بالرياضة المستهدفة، مع التزامهم بتعميم الخبرات المكتسبة على مختلف أنحاء المملكة المغربية. وبشأن التحفظات التي عبّر عنها بعض الفاعلين، اعتبر ميلي أن ذلك "رد فعل طبيعي"، موضحاً أن العديد من الرياضات الحديثة انطلقت من أنشطة أو سلوكيات يمارسها الشباب بشكل عفوي، خارج أي إطار مؤسساتي منظّم، ثم تطوّرت لتصبح أنشطة منظمة بقوانين وتقنيات تنقيط وتحكيم. وأضاف أن المدرسة لا تقصي هذه الظواهر، بل تعيد تأطيرها تربوياً ضمن ما يعرف في علوم التربية بـ"النقل الديداكتيكي"، الذي يحوّل سلوكاً اجتماعياً شائعاً إلى ممارسة تعليمية واضحة. وفي ما يخصّ الفنون المغربية التقليدية، أشار ميلي إلى أن الألعاب التراثية تشكل أحد مكونات التربية البدنية ويمكن إدماجها ضمن الخطة التعليمية المعتمدة، كما أُعدّت برامج لإحياء هذا الموروث عبر مهرجانات وبطولات مدرسية وطنية. واختتم ميلي تصريحاته بالتأكيد على أن "هذا النوع من التكوين لا يُعدّ انحرافاً عن أولويات المدرسة المغربية، بل وسيلة لتوسيع العرض الرياضي، وتحقيق الديمقراطية، واكتشاف المواهب في إطار اختياري لا يخضع للتعميم أو الإلزامية، بل يهدف إلى تمكين التلاميذ من ممارسة أنشطتهم في فضاء مؤطر وآمن". كيف وصل الهيب هوب إلى العالم العربي؟ نشأ الهيب هوب في برونكس، نيويورك، في السبعينيات، وسط أجواء من التهميش والفقر والعنصرية. كان في جوهره حركة احتجاج ثقافي، تضمّ أربعة عناصر: موسيقى الراب، البريك دانس، فن الجرافيتي، وموسيقى الدي جي. ومع تطور وسائل الإعلام وانتشار الإنترنت، انتقل الهيب هوب إلى مختلف أنحاء العالم. في العالم العربي، بدأ ظهوره مطلع الألفية الجديدة، أولًا في المغرب وتونس ولبنان، حيث تبنته جماعات شبابية كأداة للتعبير عن الإقصاء والبطالة والرقابة الاجتماعية. في المغرب، ظهرت أسماء بارزة مثل "مسلم" و"ديزي دروس"، وقدّمت أعمالاً تجمع بين إيقاع الهيب هوب وقضايا الشارع المغربي. ومع الوقت، بدأت بعض المؤسسات الرسمية تواكب هذه الظاهرة من خلال دعم مهرجانات أو ورشات تأطير. ورغم أن هذا الفن بات يحظى بجمهور واسع، لا يزال ينظر إليه – خاصة في الفضاءات التربوية – بكثير من الحذر، لما يرتبط به من رموز تمرد وأحياناً محتوى غير منضبط. تظهر هذه القضية تصادماً أوسع بين رؤيتين لمستقبل المدرسة: الأولى ترى أن المدرسة يجب أن تواكب التحولات الاجتماعية والثقافية وتحدّث أدواتها، والثانية تحذّر من أن هذا التحديث يجب ألا يتم على حساب الهوية والخصوصية الثقافية. الكنبوري يقترح، بدل اللجوء إلى الهيب هوب، أن تنفتح المدرسة على تراثها أولاً، عبر دعم الأندية الثقافية، وتطوير برامج في الشعر والموسيقى المحلية، وتنظيم مسابقات في الفنون المغربية التي تعاني من التهميش.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store