أحدث الأخبار مع #الجنيد


الغد
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- الغد
تجدد مطالب الإسراع بإنشاء فرع آخر لـ"مهني عجلون" في لواء كفرنجة
عامر خطاطبة عجلون- جدد ناشطون ومواطنون في محافظة عجلون، دعواتهم إلى الإسراع بإنشاء فرع آخر لمعهد تدريب مهني عجلون، وذلك لخدمة لواء كفرنجة والمناطق القريبة، مشيرين إلى أنه سيكون له بالغ الأثر في التسهيل على الشبان والفتيات الراغبين بالانخراط في برامج تدريبية على مهن مختلفة يحتاجها سوق العمل. اضافة اعلان ويؤكد هؤلاء، أن كثيرا من الشبان والفتيات في المناطق البعيدة عن معهد التدريب الحالي بمنطقة الجنيد، يعزفون عن الالتحاق ببرامجه التدريبية لصعوبة الوصول إليه وتحملهم كلف تنقل كبيرة، لافتين إلى أن حالة الركود والإشباع في التخصصات الأكاديمية المختلفة في المحافظة، باتت تدفع الشباب إلى الإقبال على التدريب المهني والتعليم التقني، ما يستدعي التوسع في معاهد التدريب. ويدعو المواطن عمر فريحات، إلى إيجاد فرع آخر للمعهد لخدمة مناطق لواء كفرنجة والقرى القريبة منه، مشيرا إلى أنه سبق أن تم الإعلان قبل عام، عن توجه لدى المؤسسة العامة للتدريب المهني لفتح معهد تدريب آخر في لواء كفرنجة ليكون الثاني في محافظة عجلون، وذلك بهدف توسيع الخدمات والتسهيل على الشباب الراغب في الانخراط في برامجه التي يحتاجها سوق العمل. وطالب فريحات، بالإسراع في إعداد الدراسة واستملاك قطعة الأرض المناسبة، وتوفير المخصصات الكافية ضمن موازنة مجلس المحافظة لإنجازه بأسرع وقت ممكن. تكثيف عقد البرامج التدريبية كما طالب المواطن رائد شويات، بضرورة الإسراع في فتح فرع جديد للمعهد في لواء كفرنجة، وتكثيف عقد البرامج التدريبية في "مهني عجلون" وزيادة أعداد المقبولين فيها، والانتقال في التدريب على بعض المهن إلى أماكن خارج مقر المعهد، وذلك في ظل تزايد أعداد الراغبين من الشباب والفتيات في اكتساب مهارات عملية لمهن مختلفة تؤهلهم لدخول سوق العمل وتلبية حاجاته، لا سيما في مهن جديدة يتزايد الطلب عليها، خصوصا تلك المتعلقة بالسياحة. وأضاف شويات أن النجاحات التي حققها معهد التدريب المهني في عجلون، عبر تدريب آلاف الشباب والفتيات على مهن متنوعة، والتحاق نسبة كبيرة منهم بسوق العمل، تستدعي التوسع في الخدمات، وتكثيف وتنويع برامجه والوصول إلى أطراف المحافظة والمناطق البعيدة عن المعهد عبر فتح فروع جديدة، وتكثيف التدريب الميداني. أما المواطن أبو رامي عريق، فيقول من جهته، إن الشباب الراغبين في الاستفادة من خدمات المعهد التدريبية الكائن في منطقة الجنيد، يضطرون إلى قطع مسافات تتراوح بين 30 إلى 40 كم يوميا، وهو الأمر الأكثر صعوبة على الفتيات تحديدا مع قلة وسائل النقل العامة، ما يستدعي من المعهد عمل دورات متنقلة وميدانية للراغبين في تلك القرى النائية، والتشارك مع المؤسسات الأهلية والمجتمع المحلي لإنشاء فروع جديدة ومقرات دائمة لعقد الدورات التدريبية. وأكد عريق، أن توفير فروع أو مقرات دائمة لمعهد التدريب المهني في المناطق البعيدة كلواء كفرنجة، سيشجع كثيرا من الشباب والفتيات المتعطلين عن العمل على الالتحاق بدورات تدريبية على مهن متعددة يقدمها المركز، داعيا الجهات المعنية إلى إيجاد مقر دائم للتدريب في كفرنجة، ما سيوفر على المتدربين أجور ومشاق التنقل. إتاحة التدريب لسكان القرى البعيدة ومن وجهة نظر عضو مجلس المحافظة السابق برهان الخطاطبة، فإن إتاحة فرصة التدريب للشبان والفتيات في القرى البعيدة عن المركز ستمكنهم من الاستفادة من خدمات المعهد التدريبية، خصوصا في العديد من المهن التي يحتاجها سوق العمل، داعيا إلى دعم برامج رفع القدرات للعاملين في القطاع السياحي، وتكثيف برامج التدريب والتأهيل لمزودي الخدمات السياحية ومقدمي التجارب المحلية السياحية بالتعاون مع المعهد، لا سيما أن 90 في المائة من خريجي السياحة والفندقة وجدوا فرص عمل لهم داخل وخارج المحافظة وبأجور جيدة. يذكر أن مؤسسة التدريب المهني أعلنت العام الماضي، عن توجه لديها لفتح معهد للتدريب المهني في لواء كفرنجة، حيث أبدت مديرية الزراعة حينها رغبة في توفير قطعة الأرض للمشروع، على أن يقوم مجلس المحافظة ضمن مخصصاته بتخصيص ما يلزم من مبالغ لغايات الدراسات والبدء بتنفيذ المشروع. من جهته، أكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، حرص المجلس على التعاون والشراكة مع مؤسسة التدريب المهني، لافتا إلى ما حققه معهد عجلون من استقطاب وتدريب لأبناء المحافظة على مهن مختلفة تخدم سوق العمل والنجاحات التي حققها، مشددا على أن الجميع يعمل بتناغم، ومبديا في الوقت ذاته استعداده وأعضاء المجلس لدعم المعهد وتنفيذ خططه وبرامجه. وبين المومني أن المجلس على تعاون كبير مع معهد عجلون، بحيث تم دعمه ماديا من خلال موازنة المجلس منذ عام 2018 بقيمة 600 ألف دينار لفتح تخصصات جديدة يحتاجها سوق العمل، وأعمال صيانة وتأهيل للمعهد نظرا للدور الريادي الذي يقوم به في مجال التدريب والتأهيل لأبناء وبنات المحافظة. ويؤكد مدير معهد مهني عجلون المهندس معتصم القضاة، حرص المعهد على تزويد الشباب بمهارات يحتاجها سوق العمل، وتمكينهم نحو مستقبل مهني يؤمن لهم حياة كريمة ويسهم في التحاقهم بسوق العمل، لافتا إلى أن المؤسسة العامة تعمل على تطوير البرامج التدريبية وإنشاء مراكز متميزة وفق المعايير العالمية للتدريب على المهن المطلوبة في سوق العمل وصولا إلى رؤية واضحة ومحددة لتطوير التدريب المهني، بهدف إعداد الشباب لتلبية احتياجات سوق العمل، وتدريب العاملين الحاليين، ورفع كفاءاتهم، ومواكبة التطورات التكنولوجية، واستحداث البرامج التدريبية، وتحسين المنظومة التدريبية بشكل عام، بما يتماشى مع التوجه نحو مهن المستقبل. 200 مشروع ريادي لخريجي "مهني عجلون" وأضاف القضاة، أن هناك زهاء 200 مشروع ريادي لخريجي المعهد وفق مهن مختلفة تدربوا عليها، ونسبة التشغيل بين الخريجين تجاوزت 70 في المائة في بعض المهن و90 في المائة في المهن السياحية. وأشار إلى الدور الذي يلعبه المعهد في دعم وتطوير القطاعين السياحي والفندقي في محافظة عجلون، من خلال تأهيل الكفاءات المحلية ببرامج تدريبية نوعية، مبينا أن المعهد أطلق مؤخرا مجموعة من البرامج التدريبية الجديدة، من بينها التدريب الزراعي الذي التحق به 75 متدربا ومتدربة، إلى جانب البرامج السياحية والفندقية التي استقطبت 125 متدربا العام الماضي. وكشف القضاة، عن خطة مستقبلية لإطلاق تخصصات نوعية مثل صيانة الأجهزة الخلوية والذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع جامعة عجلون الوطنية، مشيرا إلى أن معهد تدريب مهني عجلون، ومنذ تأسيسه عام 2004، خرج نحو 6500 متدرب ومتدربة في أكثر من 14 تخصصا مطلوبا في سوق العمل، ويواصل تحقيق قصص نجاح من خلال تمكين شباب وشابات المحافظة وتأهيلهم لسوق العمل المحلي والخارجي. إلى ذلك، وأثناء انعقاد مجلس الوزراء في المحافظة مؤخرا، قال وزير العمل خالد البكار، إن مؤسسة التدريب المهني تستهدف تدريب 124 متدربا ومتدربة على تخصصات مختلفة، وتم تسجيل 60 متدربا لغاية الآن، وما يزال باب التسجيل مفتوحا. وأشار البكار إلى أنه سيتم صيانة مبنى معهد عجلون واستحداث تخصصات جديدة وتحديث التجهيزات، وتخصيص دراسات لإنشاء مبنى للتدريب المهني في لواء كفرنجة، وتدريب 195 متدربا ومتدربة في القطاع السياحي والزراعي، وكذلك تطوير البنية التحتية في معهد تدريب مهني عجلون. اقرأ أيضا:


وكالة الصحافة اليمنية
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- وكالة الصحافة اليمنية
تحقيق يكشف عمليات النهب الإماراتية لآثار وذهب السودان
تقرير /وكالة الصحافة اليمنية// كشف تحقيق حصري لمنصة 'دارك بوكس' في تطبيق اكس ، أساليب نهب الإمارات لذهب وآثار وثروات السودان الوطنية، عبر سلسلة مروعة من السرقات والتهريب والنهب المنظم، تمتد من متاحف ومناجم السودان إلى مدارج الطائرات في أبوظبي. وقالت المنصة بانها 'تحتفظ بصور أقمار صناعية حصرية، ووثائق مسرّبة، وشهادات شهود عيان'. وتطرق التحقيق الى طرق وأساليب النهب المنظم للذهب والآثار من قبل قوات الدعم السريع المدعومة إماراتياً بشكل علني، واشار التحقيق ' ان قوات الدعم السريع نفذت نهباً ممنهجًا لمناجم الذهب والمراكز الجيولوجية والمتاحف الوطنية في السودان. ووثّقت صور الأقمار الصناعية قوافل شاحناتهم وهي تنقل موارد ثمينة غرباً نحو الطائرات الإماراتية المنتظرة. وقالت المنصة أن 'هناك صور حصرية تظهر قوافل قوات الدعم السريع تغادر مستودع المتحف القومي السوداني ومقر هيئة البحوث الجيولوجية متجهة نحو الحدود السودانية'. وأكد التحقيق ، أن من بين المسروقات كنوز وقطع أثرية لا تُقدّر بثمن،مثل نيزك المناصير، سرق من هيئة البحوث الجيولوجية وتماثيل وعملات نوبية نادرة وصناديق كاملة من آثار غير مسجلة من دارفور والخرطوم ومخطوطات قبطية وقطع أثرية من الممالك المسيحية السودانية، كُلها نُقلت بشاحنات عسكرية إلى مهابط طائرات خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع. الجدير بالذكر ، أن بعض القطع ظهرت بالفعل على مواقع تجارية مثل eBay وعلى الشبكة السرية للبيع تحت بيانات مزورة. وحدد التحقيق، أن مسارات التهريب تبدأ من أم درمان إلى أبو ظبي عبر طريق أم درمان، حيث تتوجه الشاحنات إلى الحدود مع تشاد ويستقبلها عملاء مرتبطون بالإمارات، وبعد ان يتم شحنها لتعبر حدود تشاد مع ليبيا يتم تحميلها على طائرات خاصة إماراتية باتجاه أبو ظبي 'ليتم مقايضة الذهب والآثار مقابل أسلحة وتقنيات متقدمة عبر حسابات شركة الجنيد التابعة لقائد ميليشات الدعم السريع ، دقلو'. ويؤكد التحقيق أن الصور الحصرية التي حصلت عليها المنصة، تُظهر شحنات ذهب موسومة كمجرد 'عينات معدنية' نُقلت عبر خطوط شحن إماراتية. وأشار التحقيق، أن محرك الحرب الحقيقي هو استنزاف ذهب السودان، إذ تمر أكثر من 90٪ من صادرات الذهب عبر الإمارات. وبمجرد وصوله يُذاب ويُعاد تصنيعه في شكل مجوهرات أو سبائك تُمحى أصوله ويُباع عالمياً أو يُضاف للاحتياطي الوطني الإماراتي، مقابل طائرات مسيّرة وأسلحة وأدوات تجسس ظهرت في هجمات قوات الدعم السريع الأخيرة بدارفور. واضافت منصة 'دارك بوكس' بانها تأكدت من أرقام تسلسلية وعلامات مصنّعين على الأسلحة التي استخدمتها قوات الدعم السريع—وتبين أن الكثير منها مصدره شركات إماراتية وأوروبية شرقية، تم نقلها عبر خطوط الإمداد الإماراتية. وتقول المنصة 'هذا ليس مجرد نهب، بل نهب ترعاه دولة ويغذي الإبادة الجماعية.'مع استمرار صمت العالم رغم وجود الأدلة، كما انه لم يتم فرض عقوبات على شركات الأسلحة الإماراتية، ولم تجرى تحقيقات من منظمات التراث التابعة للأمم المتحدة، ولم يصدر استنكار عالمي لنهب المتاحف والآثار. وفي غضون ذلك، لا تزال منصات دولية مثل eBay تغص بقطع أثرية يُعتقد أنها منهوبة من السودان. وقد استخدمت أبو ظبي نهب الآثار والكنوز وتهريب الذهب لتمويل الحروب في اليمن وليبيا، والآن في السودان، ومن خلال حسابات شبكة الجُنيد ' التابعة لقائد ميليشات الدعم السريع ، دقلو'، وبنوك الظل، وخطوط الشحن العسكري، تدير الإمارات عملية نهب بمليارات الدولارات بعيداً عن رقابة العالم. واختتم التحقيق، بأن السودان يُنهب على مرأى من الجميع تراثه وثرواته ومستقبله يُعرضون للبيع لتغذية طموحات إمبراطورية إقليمية، وأن الإمارات ليست طرفاً محايداً بل إنها مستفيدة من الحرب، ناهبة للأمم، وشريان حياة لمليشيات ترتكب إبادة جماعية.


زاوية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- زاوية
جامعة الخليج العربي تشارك في سلسلة الطاولات المستديرة لمناقشة "المحيطات في الخطوط الأمامية: تسخير النظم الإيكولوجية البحرية للعمل المناخي"
المنامة – جامعة الخليج العربي: شاركت المشرف الأكاديمي على كرسي سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لنظم المعلومات الجغرافية بجامعة الخليج العربي، الدكتورة صباح الجنيد، في سلسلة الطاولات المستديرة حول إزالة الكربون، التي أقامها مؤخرًا مركز منتدى الاستدامة في الشرق الأوسط بالتعاون مع معهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة "دانات"، والمجلس الأعلى للبيئة. وخلال مشاركتها، أبرزت الدكتورة الجنيد مساهمات وجهود جامعة الخليج العربي في دراسات النظم البيئية الساحلية، وتحدثت عن خبرات الجامعة في مجال دراسات الكربون الأزرق في المنطقة، مستعرضة نتائج الأبحاث التي تناولت النظم البيئية الساحلية مثل المستنقعات المالحة، وغابات المنغروف، ومروج الأعشاب البحرية، والتي تُعد فعالة بشكل استثنائي في التقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، في عملية تُعرف بـ"عزل الكربون الأزرق". كما استعرضت الدكتورة الجنيد أبرز أهداف الدراسة المشتركة بين جامعة الخليج العربي ومعهد "دانات"، والتي تهدف إلى دراسة وتحليل تأثيرات التغير المناخي الحالي والمستقبلي على مهاد محار اللؤلؤ والحشائش البحرية، وتقدير كميات الكربون التي تخزنها هذه الموارد البحرية الطبيعية. وأكدت أهمية الدراسات العلمية والتعاون بين الجامعات والمعاهد المتخصصة من جهة، والجهات الحكومية والخاصة من جهة أخرى، لإجراء أبحاث متقدمة في علوم المناخ والتغيرات المناخية في البحرين ومنطقة الخليج العربي، مشيرة إلى أن جامعة الخليج العربي تضم في كوادرها الأكاديمية والبحثية نخبة من المتخصصين ذوي خبرة تزيد عن عشر سنوات. وأوضحت الجنيد كيف يُسهم صيد اللؤلؤ المستدام في تعزيز صحة النظام البيئي البحري والتنوع البيولوجي، مشددة على أهمية مهاد الحشائش البحرية ودورها في عزل الكربون. من جانب آخر، ركزت مناقشات الطاولات المستديرة، التي حملت هذا العام شعار: "المحيطات في الخطوط الأمامية"، على موضوع "إزالة الكربون وتسخير النظم البيئية البحرية من أجل العمل المناخي"، والذي يُعد في صميم السياسات البيئية وسياسات الطاقة، ويمثل مجموعة من الإجراءات الرامية إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للتخفيف من آثار التغير المناخي. -انتهى-


Independent عربية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
الجنرال حميدتي... ظاهرة صوتية مسلحة
هل هو حيّ أو ميّت، أين يعيش، في السودان أو خارجه؟ لماذا يظهر ويختفي كثيراً؟ أسئلة تقفز إلى الذهن مباشرة لدى الحديث عن قائد "قوات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي). الرجل الأربعيني طويل القامة، يتكلم بثقة كبيرة. يريد أن يكون كل شيء وأي شيء. جنرال وقائد وزعيم وبطل شعبي ورئيس دولة، حلمه الأول. حميدتي لم يعتد على الأحلام، بل كان يصنعها وينتزعها، بخاصة أنه يملك ما لم يملكه غيره: المال والسلاح والرجال والنفوذ. لم يبدأ مسيرته عسكرياً، بل بدأ تاجراً للإبل والأغنام والأقمشة، حتى شكّل جماعة من الرجال عملوا على تأمين القوافل وردع قُطّاع الطرق واللصوص. وقد تمكن الرجل بفضل جماعته من تكوين ثروة كبيرة وميليشيات قوية استرعت انتباه البشير، الذي استعان بهم في صراع دارفور عام 2003. يُعتبر دقلو من الشخصيات المثيرة للجدل في السودان، حيث يُنسب إليه دور بارز في الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدتها البلاد خلال العقدين الماضيين. يعرف حميدتي فقط أن لديه مشروعاً شخصياً ورغبة جامحة في حكم السودان. لم نسمع منه يوماً برنامجاً متكاملاً للبلاد، فهو لا يملك مشروعاً سياسياً أو فكرياً واضح المعالم. ترك الدراسة وبدأ العمل في تجارة الإبل في دارفور، ووفقاً لمحمد سعد، وهو مساعد سابق، فقد حمل حميدتي السلاح للمرة الأولى بعدما هاجم رجال قافلته التجارية وقتلوا نحو 60 من عائلته وسرقوا ماشيته. تعززت مهاراته القتالية عندما تحالف الموالون له وغيرهم من القوات غير النظامية مع الحكومة للمساعدة في إخماد التمرد في دارفور، وعرفت تلك الميليشيات باسم "الجنجويد" وهو مصطلح يعني "شياطين على ظهور الخيل" وهو ما يعكس سمعتهم المخيفة. وأثبتت قواته أنها خصم صعب المراس بالنسبة إلى الجيش، إذ استولت على بعض قواعده واحتمت في مناطق سكنية فقدت فيها المدرعات الثقيلة والتكتيكات العسكرية التقليدية أفضليتها. رفض الرجل قمع المتظاهرين في 2019، وعندما شعر أن أيام الرئيس الذي لطالما دعمه ولّت، دعا لإسقاط عمر البشير وكل رجال الحرس القديم، وتقليص الفترة الانتقالية، وطرح استفتاءً بشأن بقاء القوات السودانية في حرب اليمن، وأدلى بتصريحات لافتة دعا فيها الحكومة إلى توفير الخدمات للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم. تعززت مهاراته القتالية عندما تحالف الموالون له وغيرهم من القوات غير النظامية مع الحكومة للمساعدة في إخماد التمرد في دارفور، وعرفت تلك الميليشيات باسم "الجنجويد" وهو مصطلح يعني "شياطين على ظهور الخيل" وهو ما يعكس سمعتهم المخيفة. يستمد الكثير من نفوذه من قوات "الدعم السريع" التابعة له، والتي أتقن مقاتلوها خبرة حروب الصحراء في منطقة دارفور، لكنهم يفتقرون إلى انضباط الجيش النظامي. في وثائقي صُوّر في ريف دارفور، يظهر دقلو ببزة عسكرية وهو يخفي جزءاً من وجهه، وينفي أي ضلوع له في ارتكاب تجاوزات. ومع تنامي دور ونفوذ قوات "الدعم السريع" تحدثت تقارير عن سيطرتها على عدة مناجم للذهب، والتي تديرها شركة الجنيد المرتبطة بـ "حميدتي"، ناهيك عن حراستهم لمناجم في دارفور وكردفان، وفق ما نقلته مؤسسة كارنيغي. وتسيطر القوات على منجم ذهب في جبل عامر منذ 2017، إضافة إلى مناجم أخرى في جنوب كردفان، وهي تعد مصدراً هاماً لتمويل الميليشيات، وجعلها قوة مادية وعسكرية ذات نفوذ واسع في السودان، بحسب تحليل المؤسسة. وفي مقابلة مع صحيفة "اندبندنت" البريطانية عام 2019، نفى أنه يجمع ما بين "السلطة والثروة"، رافضاً الاتهامات بحقه حول امتلاكه مناجم ذهب. وقال حميدتي "لا أملك مناجم... ليس هناك سوى منجم واحد في جبل عامر وثمة شراكات مع آخرين"، وبعضها يعاني التعثر، مشيراً إلى أنه "يتم دفع الزكاة ورسوم التصدير"، مشدداً على سلامة الإجراءات القانونية التي تحكم عمل هذه الشركات. الشبح في خطاب مسجل مدته أربع دقائق، نُشر في منصات "الدعم السريع" على مواقع التواصل الاجتماعي، قال حميدتي إن قواته قادرة على استعادة الخرطوم بعد سقوطها بيد الجيش، وبعد أن كانت تحت قبضتها منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل (نيسان) 2023. وأوضح أن قرار انسحاب قواته، اتُخذ بالإجماع من القيادة العسكرية العليا وإدارة العمليات الحربية، لإعادة التموضع في أم درمان. وأضاف حميدتي "صحيح أننا خرجنا من الخرطوم، لكن سنعود إليها أشد قوة ومنعة وانتصاراً". كان هذا الخطاب، بعد اختفاء طويل. لطالما اختفى الرجل وظهر مجدداً، وسط تكهنات بمقتله. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، لفتت في تقرير، إلى "اختفاء" حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، مما "أثار استياءً واسعاً وسط جنوده، وشعورهم بالتخلي عنهم". هذه حال الرجل، يظهر ويختفي مجدداً وهذا ما كان يحصل معه منذ بداية الحرب الأهلية الجديدة في السودان. ففي إحدى الهدن القصيرة التي اقترحتها الولايات المتحدة والسعودية خلال الأسبوع الأول من الحرب، أعلنت قوات "الدعم السريع" أن موقعها الإلكتروني تعرض لعملية اختراق، ونشر عليه نعي لقائدها حميدتي. واتهمت في بيان الجيش السوداني بعملية اختراق الموقع، زاعمة أن الأخير بث أخبار رسائل غير أخلاقية، في إشارة إلى نعي حميدتي. ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بخبر مقتل حميدتي في غارة جوية، لكنه ظهر بالزي العسكري الخاص بـ"الدعم السريع" وهو يحمل بندقية، على عربة مسلحة رباعية الدفع، محاطاً بعدد من جنوده عند القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قواته منذ اليوم الأول للحرب. وطوال الأشهر الأولى من الحرب، ظلت الوسائل مشغولة بتجدد الخبر ومحاولات إثباته من تيارات داعمة للجيش، ونفيه من أخرى مؤيدة لـ"الدعم السريع". وخلال تلك المدة أجرت معه بعض وسائل الإعلام مقابلات قبل أن يختفي مرة أخرى وتتجدد الروايات في شأن حياته. تصاعد الجدل في شأن مصير حميدتي الذي بات يكتفي بتسجيلات صوتية ومصورة، بعد أن كان يحرص على الظهور المتكرر قبل الحرب، فأثناء الفترة التي قضاها في منصب نائب رئيس مجلس السيادة كان حضوره طاغياً على رئيس المجلس وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان. وإضافة إلى تحركاته الداخلية التي شملت معظم أقاليم السودان، في زيارات رسمية ولقاءات جماهيرية، كانت له جولات إقليمية ودولية، حتى تنبأ بعضهم بأنه يعد نفسه لدور الرئيس المقبل. يستمد الكثير من نفوذه من قوات "الدعم السريع" التابعة له، والتي أتقن مقاتلوها خبرة حروب الصحراء في منطقة دارفور، لكنهم يفتقرون إلى انضباط الجيش النظامي. استعاض إعلام "الدعم السريع" عن الحضور الفعلي بالتسجيلات المصورة والمسموعة، مثل كلمته المسجلة الموجهة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الـ21 من سبتمبر (أيلول) الماضي، التي قال فيها إن "الحرب أشعلها النظام السابق الذي انتفض ضده الشعب". وكانت كلمته المصورة في الـ28 من يوليو (تموز) 2023، هي بداية التشكيك في أن الفيديوهات والرسائل الصوتية، قد تكون تمت معالجتها فنياً أو باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقال مستشار قائد "الدعم السريع" عمران عبدالله إن "حميدتي لا يحب الظهور في وسائل الإعلام والحديث عما يفعله، وإنما يهتم بالنتائج فقط". سيرة ولد محمد حمدان دقلو عام 1975 في ولاية شمال دارفور، على طريق قوافل التجارة بين السودان وليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وتعود جذوره إلى إحدى أكبر القبائل البدوية العربية في بلاده، وهي "الرزيقات" المنتشرة بشكل أساسي في إقليم دارفور وكردفان وبعض المناطق شرق تشاد. تلقى تعليمه في الكتاتيب التقليدية، لكنه انقطع عن التعليم منذ عام 1991، وكان آنذاك في عمر الـ15 سنة. في شبابه، عمل دقلو في تجارة الإبل والأغنام، متنقلاً بين تشاد وليبيا ومصر. لاحقاً، كوّن ميليشيات لحماية القوافل التجارية من قطاع الطرق، والتي تطورت في ما بعد لتصبح قوة كبيرة لفتت أنظار الحكومة السودانية. جنى حميدتي ثروة كبيرة من عمله هذا في التسعينيات، مما مكنه من توسيع ميليشيات قبلية خاصة به تنافست مع ميلشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه. تبدأ قصة حميدتي في عام 2003، عندما حشدت حكومة البشير قوات من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين الأفارقة في دارفور، وكانت نواة هذه القوات، التي عرفت لاحقاً باسم "الجنجويد" مؤلفة من رعاة إبل من عشيرتي المحاميد والماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد. وخلال الحرب الضارية في دارفور بين عامي 2003-2005، كان قائد الجنجويد الأكثر شهرة والأسوأ سمعة هو موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد. وبرز حميدتي الذي كان يعمل إلى جانب هلال، عندما تمكن من توسيع الميليشيات التي يقودها من الماهرية وضم إليها قبائل أخرى، لينافس زعيمه السابق هلال وليستعين به البشير لاحقاً إثر خلاف مع الأخير. في عام 2007 عين حميدتي عميداً، وضمت قواته إلى جهاز المخابرات السوداني، وفي عام 2013 أعاد هيكلتها الرئيس المخلوع عمر البشير وسماها "قوة الدعم السريع"، وجعلها كياناً رسمياً شبه عسكري بقيادة حميدتي الذي منحه البشير صلاحيات وامتيازات كبيرة أثارت غيرة وحفيظة كبار الضباط، وجعل البشير القوة تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية في عهده خلال الحرب في دارفور. زادت ثروة حميدتي في تلك الفترة، ورافقتها زيادة نفوذه وقواته، حتى استولى على مواقع تعدين الذهب الرئيسة في منطقة دارفور، وبحلول عام 2017 شكلت مبيعات الذهب في البلاد 40 في المئة من الصادرات. وفي عام 2015 استطاع حميدتي تطوير علاقاته الخارجية، إذ أرسل وحدات "الدعم السريع" إلى اليمن بعد انضمام السودان إلى تحالف مع السعودية لمحاربة الحوثيين. حاول عمر البشير تعزيز نفوذ "قوة الدعم السريع" وجعلها مركز قوة موازية للجيش، تفادياً لأي انقلاب عسكري. وواصل حميدتي صعوده اللافت في دوائر الحكم السوداني، وحصل على ترقيات عسكرية استثنائية رفعته إلى رُتبة لواء ثم إلى رتبة فريق، من دون أن تُفلح ضغوط القادة العسكريين في الإطاحة به بعدما تنامى عداء الجيش له. وتقول بعض التقارير إن سيطرة حميدتي وقواته على مناجم الذهب في السودان، في جبل عامر خصوصاً، بعد الإطاحة بزعيم ميليشيات الجنجويد السابق موسى هلال، أكسبت حميدتي استقلالاً مالياً وقوة خارج سيطرة أجهزة الجيش، فاقمتها بعض أيادي الدعم الخارجي كما يقول خصومه. وفي يناير (كانون الثاني) 2017 أقرت الحكومة قانون "الدعم السريع" ونقلت تبعية "القوة" من جهاز الأمن والمخابرات إلى القوات المسلحة، على رغم أن معظم منتسبيها ليسوا عسكريين. حامي البشير عندما أراد البشير أن يحتمي من خصومه خلال فترة حكمه التي استمرت 30 سنة، اختار حميدتي لهذا الدور. ومع إعجابه بدهاء حميدتي ومهاراته القتالية، اعتمد البشير عليه في التعامل مع المتمردين على الحكومة في صراع دارفور وفي أماكن أخرى في السودان. وأضفى الشرعية على ميليشيات حميدتي. وحصل على رتبة عسكرية وكان له مطلق الحرية في السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وبيع المورد الأكثر قيمة في السودان. وبينما توالت الأزمات الاقتصادية على البلاد، أصبح حميدتي ثرياً. وفي مقابلة مع "بي بي سي" قال حميدتي إنه ليس أول شخص يمتلك مناجم ذهب، ولا يوجد ما يمنع من العمل في الذهب. وأبدى حميدتي القليل من التسامح مع المعارضة. وقال شهود إن قوات "الدعم السريع" شنت حملة دامية على تجمع احتجاجي في 2019 أمام وزارة الدفاع بعد الإطاحة بالبشير، مما أودى بحياة ما يزيد على مئة شخص. ونفى حميدتي إصدار أمر بالاعتداء على المحتجين. طموح غير محدود وبعد دعمه للبشير على مدى سنوات، شارك حميدتي عام 2019 في الإطاحة بحليفه القديم الذي واجه ضغوطاً من احتجاجات حاشدة، طالبت بالديمقراطية وحل المشكلات الاقتصادية. وفي إطار شراكة مدنية عسكرية أقيمت بعد عزل البشير، لم يهدر حميدتي أي وقت في محاولة رسم مستقبل السودان الذي حكمه قادة عسكريون استولوا على السلطة في معظم تاريخه بعد الاستعمار. حاول عمر البشير تعزيز نفوذ "قوة الدعم السريع" وجعلها مركز قوة موازية للجيش، تفادياً لأي انقلاب عسكري. وواصل حميدتي صعوده اللافت في دوائر الحكم السوداني وتحدث علناً عن الحاجة إلى "ديمقراطية حقيقية"، والتقى بالسفراء الغربيين. كما أقام صداقات قوية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بعد أن أرسل قوات "الدعم السريع" لدعمهم ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران في الحرب الأهلية اليمنية. وأجرى محادثات مع الجماعات المتمردة. وقالت شخصية معارضة، طلبت عدم نشر اسمها خوفاً من تعرضها للانتقام، "خطط حميدتي ليصبح الرجل الأول في السودان. لديه طموح غير محدود". سرعان ما تغيّر دور حميدتي وخطابه بعد اشتداد الاحتجاجات المطالبة بسقوط البشير. صحيح أن الرئيس السوداني المخلوع هو الذي فتح أبواب النفوذ والجاه للرجل، لكن "واجب الوقت" كان يملي عليه السير في طريق معاكس. ولذا، قرر حميدتي التخلي عن البشير بعد 15 سنة من تقديم الحماية له، ورفع صوته مُطالِباً بـ"الإنصات للشعب". خلافه مع البرهان بعد الإطاحة بالبشير في أبريل (نيسان) 2019، بات حميدتي نائباً للفريق الأول عبد الفتاح البرهان في المجلس العسكري، ومن ثم عضواً في مجلس السيادة الانتقالي الذي يترأسه البرهان، ظهرت تقارير إعلامية بين الحين والآخر تتحدث عن وجود خلافات بين الرجلين. وقد شكلت قوات حميدتي من ذلك الوقت صداعاً في رأس البرهان الذي لم يكن مرتاحاً لبقائها خارج قبضة الجيش، ومن ثم بدأت المفاوضات السرية بين الطرفين من أجل ضم هذه القوات للجيش، أو على الأقل تقليص صلاحيتها. وعلى رغم الخلاف بين الرجلين، فقد جمعتهما مصلحة مشتركة في إبعاد المدنيين عن المشهد السياسي، أو تقليص تأثيرهم في أدنى الأحوال. وعلى رغم العديد من البيانات الصادرة عن المجلس للتأكيد على عدم وجود صراع، وتأكيد البرهان نفسه على أن القوات المسلحة (التي يشغل البرهان منصب قائدها العام) وقوات "الدعم السريع" (بزعامة حميدتي) "على قلب رجل واحد"، ترددت أصداء خلافات بينهما حول عدد من القضايا، من بينها حركة وانتشار قوات "الدعم السريع" في الخرطوم وولايات أخرى، فضلاً عما تردد عن محاولة "الدعم السريع" عقد صفقات ذات طابع اقتصادي، مع عدد من الشركات الدولية من دون علم الدولة. كما تحدثت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر عسكرية عن أن الصراع يتركز بالأساس حول النفوذ الشخصي، أكثر من كونه صراعاً بين القوات المسلحة و"الدعم السريع"، ويبدو أن هذا ما أدى إلى احتدام الصراع بين الرجلين أخيراً. الاندماج بالجيش لا تعد المرات التي قال فيها حميدتي صراحة إنه لن يخضع للدمج في القوات المسلحة. فعقيدته الراسخة أن "الدعم السريع" جاء ليبقى. وورد في كتاب "جنجويد الإمبراطورية" لعشاري أحمد محمود أن حميدتي أعاد في تأبينه لأحد قادة القوات المسلحة في الرابع من يونيو (حزيران) 2021 ما سبق أن قاله للطاهر حسن التوم على برنامج "حتى تكتمل الصورة" في 2018 حرفاً بحرف. فقال في تأبين 2021، والدعوة إلى حل "الدعم السريع" لا مجرد دمجها يتردد صداها في شوارع الخرطوم، إن انشغال الناس بدمج قواته مجرد جهل بمنشئها وأدوارها في الدفاع عن البلد. فقواته قامت لتهدئ من روع دولة خشيت من غزو حركات دارفور المسلحة للخرطوم حتى إنها فكرت في هدم جسر مدينة كوستي الرابط بين الغرب والعاصمة. وقامت قواته بالواجب. فما احتاجت الحكومة إلى هدم الجسر. واستنكر على المطالبين بدمجهم، بعد خدماتهم تلك للبلد، هذا الجحود: يأكلونهم لحماً ويرمونهم عظماً. وخلص حميدتي إلى أن كلام دمج "الدعم" في الجيش بلا طائل لأنه قام بقانون صادر من برلمان منتخب. وعليه فهو ليس كتيبة أو سرية تدمجها في الجيش متى شئت. ووفق إحصاءات غير رسمية، بلغ تعداد قوة "الدعم السريع" عام 2019 نحو 40 ألف عنصر معظمهم من القبائل السودانية من الغرب والشرق، ودججها البشير بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مثل البنادق والمدافع الصغيرة وسيارات الدفع الرباعي. وتفيد تقارير بأنها أصبحت حالياً نحو 100 ألف مسلح، مزودين بعربات رباعية الدفع مسلحة وسريعة الحركة. وما كان يخشاه السودانيون وقع، إذ اندلعت مواجهات عسكرية واسعة في العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من المدن في 15 أبريل (نيسان) 2023، بين قوات "الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو، والجيش السوداني الذي يقوده الفريق عبد الفتاح البرهان الذي يتولى المجلس السيادي الانتقالي الذي يحكم السودان منذ الإطاحة بحكومة عبدالله حمدوك في أكتوبر (تشرين الأول) 2021. عقوبات فرضت وزارة الخزانة الأميركية مطلع عام 2025، عقوبات على حميدتي، قائد قوات "الدعم السريع"، إضافة إلى سبع شركات وفرد واحد مرتبطين بهذه القوات. والعقوبات الجديدة فرضت بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 الذي يعاقب "أشخاصاً معينين يزعزعون استقرار السودان ويقوضون هدف الانتقال الديمقراطي". وقال وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن إن قرار واشنطن استند إلى معلومات حول عمليات قتل "منهجية" ارتكبتها قوات "الدعم السريع" ضد رجال وفتيان واغتصاب نساء وفتيات من مجموعات إثنية معيّنة. وقالت الوزارة إنه منذ ما يقرب من عامين، "انخرطت قوات الدعم السريع التابعة لحميدتي في صراع مسلح وحشي مع القوات المسلحة السودانية للسيطرة على السودان، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، وتشريد 12 مليون سوداني، وإحداث مجاعة واسعة النطاق". وتحت قيادة حميدتي، انخرطت القوات في "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف الجنسي على نطاق واسع وإعدام المدنيين العزل والمقاتلين العزل". كما فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على اثنين من القادة في قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية في السودان بسبب زعزعة استقرار البلاد من خلال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان. وتعمدت القوات حرمان الشعب السوداني من الإغاثة الإنسانية واستخدام ذلك سلاح حرب، وفق المصدر نفسه. وتضمنت العقوبات شركة "كابيتال تاب"، ومقرها الإمارات، متهمة إياها بتقديم الأموال والمعدات العسكرية لقوات "الدعم السريع"، تحت قيادة المواطن السوداني أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد (أبو ذر). وقال نائب وزير الخزانة والي أديمو "تواصل الولايات المتحدة الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع الذي يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر... تظل وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل أداة متاحة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان للشعب السوداني". وأوردت الأمم المتحدة، إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد سنتين من الحرب، داعية إلى تعبئة دولية "غير مسبوقة" في مواجهة أزمة إنسانية "مروعة".


بوابة ماسبيرو
١٩-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة ماسبيرو
الكبر .. طريق المهالك
أكد برنامج (قطوف من حدائق الإيمان) أن كل ما يتمتع به العبد من منصب أو مال أو علم أو جاه أو غير ذلك ، ما هي إلا عطايا إلهية ، وأن الله سبحانه وتعالى مثلما وهبها إياه ، فهو قادر سبحانه على أن يسلبها منه في طرفة عين ، لذا لا يستقيم أبدًا أن تكون هذه العطايا سببًا للكبر ، وطريقًا إليه . وفي السياق ذاته ، أشار البرنامج إلى أن العلماء أوضحوا أن النفس معجونة بالكبر ، والحرص على الحسد ، فمن أراد الله هلاكه منع منه التواضع ، والنصيحة والقناعة ، وإذا أراد الله تعالى به خيرًا لطف به في ذلك ، فإذا هاجت في نفسه نار الكبر اطفأها بالتواضع . وسلط البرنامج الضوء على عددٍ من أقوال العلماء الواردة في التواضع ، فها هو سفيان بن عيينة رحمه الله يقول : "من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فاستغفر فغفر له، فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبرًا ، فلعن "، وكما قال الشاعر : "ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا.. فكم تحتها قوم هم منك أرفعُ. فإن كنت في عز وخير ومنعة.. فكم مات من قوم هم منك أمنعُ". واستكمالاً لأقوال العلماء في التواضع ، استعرض البرنامج قول الجنيد رحمه الله: "التواضع هو خفض الجناح ولين الجانب"، وعندما سئل الحسن البصري رحمه الله عن التواضع ، قال: "التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلمًا إلا رأيت له عليك فضلاً" ، أما الفضيل بن عياض رحمه الله عندما سئل عن التواضع؟ قال: "يخضع للحق، وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله "، ولقد وقيل لعبد الملك بن مروان أي الرجال أفضل ؟ قال : "من تواضع عن قدرة وزهد عن رغبة وترك النصرة عن قوة" . يذاع برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعي السيد صالح.