أحدث الأخبار مع #الجيشالأبيض


عالم المال
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- صحة
- عالم المال
مستشفى طنطا العام الجديد يضاهي أعلى مستشفيات العالم
أدلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بتصريحات تليفزيونية، خلال جولته بمحافظة الغربية، استهلها بالإعراب عن ترحيبه بأن يكون في صحبته اليوم خلال جولته الميدانية بالمحافظة الدكتور/ خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتورة/ منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، واللواء/ أشرف الجندي، محافظ الغربية، وأعضاء مجلس النواب بالمحافظة، وجميع المسئولين المرافقين. المحافظة بها 43 مستشفى تابعة للدولة تضم أكثر من 7000 سرير وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه سعيد بهذه الزيارة الميدانية التي قام بها اليوم، وخاصة أنها تمس المواطنين بصورة مباشرة لارتباطها بقطاع الصحة، الذي دوما يدور حديث حوله وعن ضرورة الاهتمام بصورة أكبر بمنظومة الصحة، وكذلك التعليم، كما تتناول الآراء دائما أهمية قيام الدولة بضخ المزيد من الاستثمارات في هذين القطاعين. وفي سياق ذلك، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أننا اليوم في محافظة ليست ضمن محافظات القاهرة الكبرى ولا هي محافظة الإسكندرية، بل نحن في إحدى محافظات الدلتا، وقد لمسنا التطور الكبير للغاية الذي شهدته المنظومة الصحية في هذه المحافظة، فيوجد 43 مستشفى تابعة للدولة، سواء كانت مستشفيات تابعة لوزارة الصحة، أو مستشفيات جامعية، أو تابعة للقوات المسلحة، حيث تضم هذه المستشفيات أكثر من 7000 سرير، بكل ما تشملها من غرف للعناية المركزة، بخلاف الأسرّة الخاصة بالغسيل الكلوي، والحضانات، والتي حرصنا على زيارتها اليوم، لافتا إلى أنه حرص بالاتفاق مع الدكتور خالد عبد الغفار على أن يتم إنهاء الجولة اليوم من هذا المستشفى ( مستشفى طنطا العام الجديد). مدبولى يشكر كل أطقم 'الجيش الأبيض' من الأطباء وأعضاء هيئة التمريض الذين دوماً على خط المواجهة لتلبية احتياجات مختلف المرضى في مصر وفي السياق نفسه، لفت رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا المستشفى يضاهي في مستواه أعلى مستشفيات في العالم وليس في مصر فقط، من حيث الإنشاءات والتجهيزات الطبية، حيث يتوافر به 300 سرير، ويعد من أكبر المستشفيات على مستوى الجمهورية، وتكلفت الدولة مليار جنيه لتنفيذ هذا المشروع، وذلك على حساب التكلفة وقت الإنشاء، أما إذا كنا سنبدأ في تنفيذه الآن فكان سيكلف الدولة 2.5 مليار جنيه، ولذا نحن نتحدث عن صرح طبي هائل، ولذا فأوجه رسالة شكر وتقدير لكل الأطقم الطبية الذين التقينا بهم اليوم، من الأطباء المتخصصين؛ سواء التابعين لوزارة الصحة أو وزارة التعليم العالي، بالإضافة إلى أعضاء هيئة التمريض، مشددًا على دورهم النبيل في تقديم رسالة مقدسة لخدمة جميع المواطنين المصريين. وقال الدكتور مصطفى مدبولي: نحن نتحدث اليوم عن حجم استثمارات ضخم للغاية أنفقته الدولة المصرية خلال السنوات العشر الماضية لهذا القطاع تحديدا، مثلما أنفقت على قطاعات عديدة أخرى، واليوم ونحن نتفقد منشآت تابعة لقطاع الصحة ليست في نطاق القاهرة الكبرى أو الإسكندرية، واتفقت مع الدكتور خالد عبد الغفار على ضرورة تفقد أعمال تطوير المستشفيات القديمة، لنلمس حجم التطوير الذي شهدته، وقد توقفنا عند مستشفى أورام طنطا، الذي تم افتتاحه منذ حوالي 61 عامًا في عام 1964، خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بحضور السيدة/ أم كلثوم ووزير الصحة آنذاك، ولا يزال المستشفى يواصل تقديم خدماته للمرضى وسط مدينة طنطا، وهنا وعلى بعد أقل من 100 متر تفقدنا إنشاءات مستشفى أورام طنطا الجديد، الذي سيشكل صرحا طبيا مكملا بجانب مستشفى طنطا العام المتواجدين به الآن، حيث سيقدم مستشفى الأورام الجديد خدمات متطورة مثل العلاج الإشعاعي وزرع النخاع، لتلبية احتياج كبير للمواطنين في منطقة الدلتا. كما أكد على حجم التطوير الذي يشهده القطاع الطبي في جميع المحافظات، مشيرًا إلى أن هناك المزيد من المشروعات التي سيتم تنفيذها، وسيتم بذل جهود مكثفة خلال الفترة المقبلة لتعزيز هذا القطاع، لافتا في ضوء ذلك إلى المشروعات التي عرضها اليوم مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، والتي ستدخل الخدمة في نهاية العام الحالي 2025، وكذلك الخطط الموضوعة حتى اكتمال مشروعات التأمين الصحي الشامل، لافتا إلى نقطة مهمة تتعلق بحجم الاحتياجات الاستثمارية للإسراع فى إنهاء مشروعات التأمين الصحي الشامل على مستوى الجمهورية لإدخالها الخدمة فورا، والذي يقدر بما لا يقل عن تريليون جنيه، ولذا فنحن نعمل على عدة مراحل حتى نستطيع الانتهاء من المنظومة بالكامل واستعرض الدكتور مصطفى مدبولي الخطوات التي يتم تنفيذها، والجهد المبذول، فكل يوم نقوم بافتتاح صرح طبي جديد على مختلف المستويات، ليس فقط على مستوى المدن، بل إن زيارة اليوم شهدت استعراضا للمستشفيات التي تتبع المبادرة الرئاسية 'حياة كريمة'، ولمسنا حجم الجهد الذي يتم بذله. وقال: 'مازال لدينا تحديات، ونحتاج مزيدا من العمل، ولكننا نسير على الطريق الصحيح، في دولة تواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الأخيرة، ولكن لا يزال القطاع الطبي يحتل أولوية قصوى في عملية التمويل وسرعة إنهاء المشروعات'. وأكد رئيس الوزراء أنه لذلك حرص خلال هذه الزيارة على تسليط الضوء على هذا القطاع المهم، مجدداً الشكر للدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، وكل أطقم 'الجيش الأبيض'، من الأطباء وأعضاء هيئة التمريض، الذين دوماً على خط المواجهة لتلبية احتياجات مختلف المرضى في مصر. وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن هناك حرصا على ميكنة منظومة الخدمات الطبية بقدر الإمكان، حيث استعرض مع وزير الصحة والسكان ميكنة منظومة الغسيل الكلوي على مستوى الجمهورية، المُسجل بها حاليًا ما يقرب من 60 ألف مريض، لافتاً إلى ان لدينا منظومة حالية مُنظمة، نعرف من خلالها عدد الجلسات لكل مريض، وحجم الأدوية التي يتم صرفها له، والقيمة المالية التي تنفق، كما استعرض أيضاً منظومة خدمة الطوارئ، والخط الساخن لطلب سيارة إسعاف للحالة الطارئة لنقله إلى أقرب مستشفى، إلى جانب استعراض موقف قوائم الانتظار التي انخفضت بصورة كبيرة، مقارنة بالوضع خلال الأزمة الاقتصادية، والتي شهدت وجود نحو 50 ألفاً على قوائم انتظار العمليات، بينما انخفض العدد حالياً لنحو 20 ألفاً أو 15 ألفاً، كما نسير بوتيرة متسارعة من أجل إنهاء قوائم الانتظار تدريجياً. كما تطرق رئيس الوزراء إلى منظومة الاحتياجات من مستلزمات الجراحة والأدوية، مؤكدا أنها عادت إلى الاحتياطات الآمنة، حيث أصبح لدينا مثلاً احتياطي من مستلزمات القسطرة يكفي لستة أشهر، وكنا فيما مضى في الأزمة الاقتصادية الأخيرة لم يكن لدينا احتياطيات، حيث كان يتم تلبية احتياجات المستشفيات يوما بيوم، واليوم لدينا أرصدة تكفي لستة أشهر، مجدداً الشكر والتقدير والاحترام لأطباء مصر العظماء، وهيئة التمريض. ولفت رئيس الوزراء إلى أنه كانت هناك زيارة لمحطة مياه أيضًا خلال جولة اليوم بمحافظة الغربية، مشيرا إلى أنه استعرض مع مسئولي شركة المياه والصرف الصحي نسبة تغطية الصرف الصحي في الغربية، موضحاً أن هذه المحافظة تصنف بكونها ريفية، وقائمة على الزراعة، وعدد القرى بها كبير، وأنه حين كان يتولى وزارة الإسكان في 2014 كانت نسبة تغطية الصرف الصحي بهذه المحافظة أقل من 30%، وخلال استعراضي معهم حجم تغطية الصرف الصحي، فقد وصل إلى 76%، في عشر سنوات حيث تم تنفيذ 46% من التغطية للمحافظة، وقبلها على مدار التاريخ كانت كل نسبة التغطية 30%، بل ومع انتهاء مشروعات مبادرة 'حياة كريمة' سيتم تغطية المحافظة بالكامل بنسبة 100%. وأضاف قائلاً: جهد هائل تبذله الدولة المصرية في ظل تحديات كبيرة جداً بهدف تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري. وانتقل رئيس الوزراء للحديث عن تفقد مشروع تطوير إحدى مناطق الإسكان البديل وإسكان العشوائيات والمناطق غير المخططة، وتطوير المنطقة المحيطة بمسجد السيد البدوي، الذي له مكانة كبيرة جداً في قلوب المصريين، وقال: بالفعل كانت زيارة اليوم جميلة جدًا، وأوجه شكري مرة أخرى لكل القائمين على المنظومة الصحية ومنظومة التطوير التي تحدث، وبمشيئة الله سنشهد في الزيارات القادمة المزيد من مشروعات التطوير الكبري. وتابع: مرة أخري أؤكد أنه لا يزال هناك تحديات، ولكن بفضل الله نسير في الطريق السليم، والغد سيكون أفضل لمصر.


فيتو
٢٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
اعتقال نائب رئيس جنوب السودان والمعارضة تلغي اتفاق السلام
قالت المعارضة في جنوب السودان، اليوم الخميس: إن توقيف نائب رئيس جنوب السودان رياك مشار يعني أن اتفاق السلام بات "لاغيا". الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان وكانت الحركة الشعبية المعارضة في جنوب السودان قالت في وقت سابق، أن زعيمها رياك مشار جرى اعتقاله من قبل الحكومة. وقال المتحدث باسم المعارضة بال ماي دينق، في فيديو بثه لوسائل الإعلام مساء أمس الأربعاء: إن مشار "محتجز من قبل الحكومة" وإن حياته "في خطر". ووصف مسؤول معارض وصول 20 سيارة مدججة بالسلاح إلى منزل مشار حيث اعتقل إلى جانب زوجته. وقال ريث موتش تانج، وهو مسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة: "جرى تجريد حراسه من أسلحتهم وتسليمه أمر اعتقال بناء على اتهامات غير واضحة". الالتزام باتفاق السلام الموقع عام 2018 وإثر التطورات الأخيرة، دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف في جنوب السودان إلى الالتزام باتفاق السلام الموقع عام 2018، الذي أنهى الحرب الأهلية في البلاد. وأكد رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم أنه، في أعقاب التقارير عن احتجاز مشار، يجب على جميع الأطراف "التحلي بضبط النفس والالتزام باتفاق السلام المُعزز". وقال هايسوم في بيان مساء أمس الأربعاء: "الليلة، يقف قادة البلاد على شفا الانزلاق مجددا في براثن صراع واسع النطاق أو السير بالبلاد إلى الأمام باتجاه السلام والتعافي والديمقراطية بروح الإجماع الذي تم التوصل إليه في 2018 عندما وقعوا اتفاق إحياء السلام والتزموا بتنفيذه". وحذرت الأمم المتحدة يوم الإثنين الماضي من أن البلاد على حافة حرب أهلية جديدة، بعد اندلاع اشتباكات شمال البلاد بين جماعة مسلحة موالية لمشار والقوات الحكومية. السيطرة على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وكانت الحرب الأهلية في جنوب السودان، التي استمرت 5 سنوات وأسفرت عن مقتل 400 ألف شخص، انتهت بتوقيع اتفاق السلام لعام 2018، الذي جمع بين الرئيس سلفا كير ومشار في حكومة وحدة وطنية. لكن التوترات بين حزبي كير ومشار تصاعدت مؤخرا، وبلغت ذروتها في فبراير عندما قامت مجموعة "الجيش الأبيض" المسلحة، الموالية لمشار، بالسيطرة على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل وهاجمت مروحية تابعة للأمم المتحدة. وردت الحكومة بشن غارات جوية، محذرة أي مدني في المنطقة التي تتمركز فيها المجموعة العسكرية بالإخلاء أو "مواجهة العواقب". ولقي أكثر من 12 شخصا حتفهم منذ بدء الغارات الجوية في منتصف مارس الجاري. وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار، وهي خطوة أدانها أنصاره ووصفوها بأنها "انتهاك جسيم" لاتفاق السلام. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


غرب الإخبارية
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- غرب الإخبارية
#تحت_الاضواء : أي مصير ينتظر جنوب السودان؟
المصدر - عندما نالت دولة جنوب السودان استقلالها عام 2011، طوت صفحات أكثر من 5 عقود مضرجة بصراعات الحرب الأهلية، غير أنها وجدت نفسها في أتون صراعات داخلية أخرى متفجرة أبرزها الصراع الحالي. أثار تصاعد التوترات السياسية والعنف في ولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان، مخاوف من عودة الحرب الأهلية في أحدث دولة بالعالم. وشنت قوات "الدفاع الشعبي" التابعة لحكومة جنوب السودان، في فبراير (شباط) الماضي، غارات جوية مكثفة على مقاطعة أولانغ، مستهدفة المدنيين المسلحين من قبيلة النوير المعروفين بـ"الجيش الأبيض"، أو "قوة دفاع ناث" المرتبطة بنائب الرئيس رياك مشار وسط تصاعد التوترات حول الانتشار العسكري في مدينة ناصر. يستمر العنف بين القوات الحكومية والشباب المسلحين في ناصر منذ أوائل 2024، حيث طالبت المجتمعات المحلية بنشر قوات موحدة بدلاً من الميليشيات المتحالفة مع الجيش، المتورطة في انتهاكات ضد المدنيين. وتجدد الصراع هذا العام إثر هجوم على مدنيين بسوق محلية، مما أدى إلى نزوح الآلاف وإصابة العشرات. ونشرت السلطات، منذ 22 فبراير الماضي، قوات غير مدرجة ضمن عملية التوحيد الرسمية، مما دفع الشباب المحليين إلى التعبئة خوفاً من نزع سلاحهم قسراً. وفي 25 فبراير الماضي، شنت القوات الحكومية غارات جوية على مواقع المعارضة، مستهدفة أيضاً مناطق مدنية. وفي الرابع من مارس (آذار) الجاري، أعلنت ميليشيات "الجيش الأبيض" سيطرتها على بلدة ناصر الاستراتيجية، والاستيلاء على قاعدة عسكرية، متهمة الجيش بشن هجمات على قواتها، عقب قتال عنيف وساعات من الاشتباكات مع قوات "الدفاع الشعبي". ورداً على ذلك، اعتقل الرئيس سلفا كير عدداً من حلفاء مشار، مما يهدد حكومة الوحدة الهشة ويزيد احتمالات اندلاع مواجهات جديدة. وفي 19 مارس تعرضت بلدة ناصر لموجة جديدة من الغارات الجوية، حيث شنت قوات "الدفاع الشعبي" لجنوب السودان وقوات الدفاع الشعبي الأوغندية هجوماً جديداً على المنطقة. يرتبط هذا التصعيد بفشل تنفيذ اتفاق السلام لعام 2018، الذي ينص على إصلاح أمني وتوحيد القوات المسلحة، غير أن الجمود السياسي ترك البلاد في حال أمنية هشة، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات. ونتيجة هذا التصعيد، وتدهور العلاقات بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار، أعلن حزب "الحركة الشعبية - جناح المعارضة" (أحد أحزاب الائتلاف الحاكم) تعليق دوره في اتفاق السلام. صراعات متفجرة عندما نالت دولة جنوب السودان استقلالها عام 2011، طوت صفحات أكثر من خمسة عقود مضرجة بصراعات الحرب الأهلية، غير أنها وجدت نفسها في أتون صراعات داخلية أخرى متفجرة أبرزها الصراع الحالي، ومن أسبابه، أولاً: تواجه الدولة الناشئة ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى للإسراع بإجراء الانتخابات التي تأجلت مرات عدة، وتقررت أخيراً عام 2026، وكذلك تنفيذ اتفاق السلام 2018، وإتمام الإصلاحات المتعثرة، لا سيما توحيد قيادة الجيش، مما أفرز تحديات تهدد الاستقرار ومسار السلام. ثانياً: يرتبط التصعيد الحاد في جنوب السودان جزئياً بالضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب في السودان المجاور، والتي تضررت على إثرها البنية التحتية النفطية في جنوب السودان، ونتيجة ذلك، فقدت البلاد ثلثي عائداتها النفطية بعد انفجار جزء من خط أنابيب النفط في الخرطوم عام 2024 بسبب القتال، مما أوقف تدفق النفط وأبطأ الإصلاحات. ودمرت اشتباكات القوات السودانية، في وقت لاحق من هذا العام، مصفاة الجيلي، مما أدى إلى أزمة مالية حادة وزيادة في أسعار المواد الغذائية. كما أسهمت الحرب في تدفق نحو 810 آلاف لاجئ سوداني وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويتفاقم الصراع في جنوب السودان بفعل استغلال النخب السياسية للهويات الإثنية لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، فقد شكل تركيز الرئيس سلفا كير على عائدات النفط، التي تمثل 90 في المئة من إيرادات البلاد، عاملاً رئيساً في تأجيج التوترات الإثنية. وأصبحت حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل بؤر اشتعال رئيسة، حيث تم توزيع عائدات النفط عبر شبكة المحسوبية الإثنية، مما عزز سيطرة قوات قبيلة الدينكا على الحقول النفطية واستبعاد جماعات النوير. هذا التركيز على الموارد فاقم الصراع بين قوات سلفا كير والمجموعات المعارضة بقيادة مشار. ثالثاً: بعد مناورات نزع السلاح، اتضح أن ميل المجتمعات الجنوبية نحو الثأر وسرقة الماشية قوي، وحتى مع عمليات نزع السلاح، سيؤدي إلى استمرار العنف. وحتى مع العودة التدريجية للآليات التقليدية لحل النزاعات، مثل أنظمة تعويض الماشية، إضافة إلى إدخال آليات جديدة، مثل القضاء الفعال، لم يتم التغلب على هذه التحديات. منذ انطلاق الحركة الشعبية لتحرير السودان لاستئناف الحرب الأهلية عام 1983 بقيادة جون قرنق، شكلت القبيلة ركيزة أساسية في بنيتها التنظيمية، مما انعكس في زعامة قرنق نفسه للحركة، واستمر هذا النهج حتى بعد الانشقاقات التي ضربت صفوفها، إذ كانت الخلافات غالباً ما تتخذ طابعاً قبلياً، كما حدث في الانشقاق الكبير عام 1991 حينما انفصلت مجموعة الناصر (نسبة إلى مدينة ناصر مسرح الصراع الحالي)، بقيادة رياك مشار المنتمي إلى قبيلة النوير ولام أكول من قبيلة الشلك، عن الحركة الأم. وقد ترك هذا الانقسام ندوباً عميقة في العلاقة بين جناح قرنق وجناح مشار - أكول، مما أدى إلى تصاعد التوترات داخل الكيان السياسي والعسكري للحركة. أما رياك مشار، فقد شهدت مسيرته داخل الحركة الشعبية محطات متباينة بين التحالف والانشقاق. فبعد إعلان مجموعة الناصر، أسس مشار "الحركة الموحدة" عام 1992، ثم "حركة استقلال جنوب السودان" عام 1995، ودخل في مفاوضات مع حكومة الخرطوم انتهت بتوقيع "اتفاقية الخرطوم للسلام" عام 1997، التي منحته منصب مساعد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، إضافة إلى رئاسة مجلس تنسيق ولايات الجنوب، لكنه عاد إلى الحركة عام 2000، مقدماً استقالته من مناصبه الحكومية، بعد اتهامه الخرطوم بالتورط في إرسال قوات لمحاربة مقاتليه في الجنوب، ليعود مجدداً إلى ساحة الصراع السياسي والعسكري. وسط مشهد لم تهدأ عواصفه اندلعت حرب ديسمبر (كانون الأول) 2013 نتيجة للصراع على السلطة بين سلفا كير ومشار، فكان أن ركزت المفاوضات التي قادتها "إيغاد" ومحادثات أروشا، على تقاسم السلطة بين النخب السياسية، لكن المقاتلين أنفسهم أكدوا أن دافعهم الرئيس كان الانتقام لمجزرة النوير في جوبا منتصف ديسمبر، وتحرير عائلاتهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبدعم إقليمي ودولي، وقع سلفا كير ورياك مشار اتفاق السلام عام 2018، مما مهد لعودة مشار إلى جوبا نائباً أول للرئيس، غير أن التنافس السياسي بين الزعيمين لا يزال يعوق تحقيق السلام الدائم، إذ يرى كير في مشار طامحاً إلى السلطة، بينما يصفه الأخير بالديكتاتور. "الجيش الأبيض" تطورت مجموعات الدفاع الذاتي المجتمعية القائمة على الشباب المسلح في أجزاء كثيرة من جنوب السودان، ومنها جماعتا غولوينغ وتيتوينغ من قبيلة الدينكا، ومونيميجي من قبيلة اللاتوكا في شرق الاستوائية، وجماعة آرو بويز من قبيلة الزاندي في ولاية غرب الاستوائية. وأدت الحرب الأهلية الثانية في السودان (1983-2005) إلى انتشار الميليشيات القبلية في مختلف أنحاء البلاد لحماية السكان المدنيين وممتلكات المجتمع من غارات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" ورعاة الدينكا، وتلقى بعض هذه الميليشيات دعماً من القوات المسلحة السودانية، ودمجت في قوات دفاع جنوب السودان. أما "الجيش الأبيض" التابع لقبيلة النوير فقد لعب دوراً بارزاً في الحرب الأهلية، وكان مصدراً رئيساً لعدم الاستقرار استمر بعد استقلال الجنوب. وتختلف الروايات حول أصل تسمية "الجيش الأبيض"، لكن السائد أن الاسم يعود إلى تقليد قبيلة النوير في تغطية أجسادهم برماد فاتح اللون لحماية الجلد من الحشرات اللاسعة. يبلغ العنف المرتبط بميليشيات "الجيش الأبيض" ذروته عادة خلال موسم الجفاف، عندما تتجمع الماشية على طول نهري السوباط والنيل، مما يؤدي إلى تواصل أكبر بين مختلف الميليشيات، وكذلك مع المجتمعات الأخرى. يعتمد اقتصاد وثقافة شعب النيل في جنوب السودان على الماشية، وتعد حماية هذه الثروة الثمينة شاغلاً رئيساً، لا سيما بين الشباب في معسكرات الماشية. مع اشتداد الحرب الأهلية في الجنوب في أوائل التسعينيات، بدأ شباب النوير في اقتناء كميات كبيرة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة الحديثة، مما سمح لهم بحماية ممتلكات المجتمع والحصول على الماشية وغيرها من السلع من جيرانهم. مثل هجوم بور (جنوب السودان) عام 1991 بقيادة رياك مشار ميلاد "جيش النوير الأبيض"، الذي نشأ في وسط وشرق ولاية أعالي النيل الكبرى في جنوب السودان. وقد تضمن ذلك الهجوم انتهاكات واسعة النطاق للمدنيين وأعمال نهب بدافع الكراهية العميقة للدينكا والرغبة في الانتقام. وفي ذلك الهجوم انضم مقاتلو "الجيش الأبيض"، إلى فصيل "الجيش الشعبي لتحرير السودان - ناصر" المنشق عن "الجيش الشعبي لتحرير السودان - الأم"، وشاركوا في هجمات ضد قبيلة الدينكا. وكانوا، جزئياً، مسؤولين عن مذبحة بور عام 1991، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص.

الرياض
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الرياض
مواجهات عسكرية في جنوب السودان وواشنطن تحّذر من العنف
أعلنت المعارضة في جنوب السودان بأن إحدى قواعدها العسكرية قرب العاصمة جوبا تعرّضت للقصف ليل الاثنين في وقت عبّرت واشنطن عن "قلقها العميق" إزاء تصاعد العنف. تهدد المواجهات بين القوات الموالية لكل من الرئيس سلفا كير من جهة، وخصمه ونائبه الأول رياك مشار من جهة أخرى، اتفاقهما المبرم عام 2018 لتشارك السلطة وبإغراق البلاد مجددا في الحرب الأهلية. وفي وقت متأخر الاثنين، أفاد حزب مشار "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة" بأن حاميته العسكرية في وناليت، على بعد نحو 15 كيلومترا عن العاصمة جوبا، تعرّضت لهجوم. وقال متحدث في بيان إن "هذا العمل الاستفزازي يشكّل انتهاكا" لاتفاق السلام المبرم في 2018. وفي وقت سابق، حذّر الناطق باسم الجيش الموالي لكير، لول رواي كوانغ، من أن قوات مشار في المنطقة "تكثّف تحركاتها" وأرسلت دورية باتّجاه مواقع الجيش "في تشكيلات عسكرية واضحة". ولم يؤكد الجيش بعد الضربات الأخيرة، لكن وسائل إعلام رسمية تحدثت عن "قصف عنيف". نال جنوب السودان، الدولة الأحدث عهدا في العالم، استقلاله عام 2011. لكنه ما لبث أن دخل في حرب أهلية استمرت خمس سنوات بين كير ومشار أودت بحياة نحو 400 ألف شخص إلى أن اتفق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة بموجب اتفاق السلام. وتدور المواجهات الأخيرة بمعظمها في مقاطعة ناصر في ولاية أعالي النيل. وسيطرت مجموعة من الشباب المسلّحين تعرف باسم "الجيش الأبيض" موالية لمشار على قاعدة عسكرية في ناصر في مطلع مارس. ورد الجيش بتنفيذ ضربات جوية على مناطق قريبة، بما في ذلك عبر استخدام قنابل تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرّع لدى الانفجار، بحسب بيان صدر الاثنين عن رئيس بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان (مينوس) نيكولاس هايسوم. وقال هايسوم إن "هذه الهجمات العشوائية على المدنيّين تتسبّب بخسائر بشرية كبيرة، وإصابات مروّعة"، محذرا من أن "جنوب السودان على شفا حرب أهلية جديدة". يفيد محللون بأن كير اتّخذ خطوات في الأشهر الأخيرة لتهميش مشار وترقية أعضاء جدد في الحكومة من دون التشاور معه. وأفادت الخارجية الأميركية الاثنين بأن على كير ومشار "الانخراط في حوار مباشر للحد من تصعيد العنف". وقالت على "إكس" إن "الهجمات التي تشنها ميليشيات غير تابعة للدولة والضربات الجوية المدعومة من الحكومة وترقية مسؤولين خاضعين لعقوبات إلى مناصب رفيعة جميعها أمور مقلقة للغاية". وجنوب السودان من أفقر بلدان العالم وأفادت اليونيسيف الاثنين بأنه يعاني من أسوأ تفش للكوليرا منذ استقلاله مع حوالي 700 حالة وفاة خلال ستة أشهر، بينهم العديد من الأطفال. إلى ذلك اتهم ريك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان أوغندا بانتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة من خلال دخول جنوب السودان بوحدات مدرعة وقوات جوية وشن غارات جوية في جميع أنحاء البلاد. وقال مشار في رسالة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) إن التدخل العسكري الأوغندي في جنوب السودان انتهك اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حربا أهلية وحشية استمرت خمس سنوات. وقالت أوغندا إنها نشرت قوات في جنوب السودان في وقت سابق من هذا الشهر بناء على طلب الحكومة هناك، في أعقاب انهيار العلاقة المتوترة بين مشار والرئيس سلفا كير. وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار في أعقاب اشتباكات بشمال شرق البلاد بين الجيش وميليشيا الجيش الأبيض العرقية، التي تتهم الحكومة مشار بدعمها. وعلى الرغم من أنهم قاتلوا معا ضد قوات كير خلال الصراع الذي دار من 2013 إلى 2018، إلا أن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة بزعامة مشار ينفي أي صلات مستمرة مع الجيش الأبيض. وتحذر الأمم المتحدة من أن تصاعد خطاب الكراهية قد يعيد البلاد إلى الحرب ذات الأسس العرقية. وتخشى أوغندا أن يؤدي اندلاع صراع شامل في جارتها الشمالية المنتجة للنفط إلى إرسال موجات من اللاجئين عبر الحدود وربما يؤدي إلى عدم الاستقرار. وقال مشار في الرسالة التي تحمل تاريخ 23 مارس إن "القوات الأوغندية تشارك حاليا في غارات جوية ضد المدنيين"، وحث على الضغط على أوغندا لسحب قواتها. وتحقق متحدث باسم مكتب مشار من صحة الرسالة التي اطَلعت عليها رويترز. ولم يرد متحدثون عسكريون في أوغندا وجنوب السودان على الفور على طلبات للتعليق على الانتهاك المحتمل للحظر المطبق منذ يوليو تموز 2018. وقال المتحدث العسكري باسم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة لام بول جابرييل إن جيش جنوب السودان هاجم قوات الحزب المتمركزة في معسكر بالقرب من العاصمة جوبا مساء الاثنين. ولم يرد وزير الإعلام في جنوب السودان على الفور على الاتهام. ووافق البرلمان الأوغندي الأسبوع الماضي بأثر رجعي على الانتشار في جنوب السودان، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في 11 مارس. وقال وزير الدفاع الأوغندي جاكوب ماركسون أوبوث إن الانتشار جاء "لتجنب كارثة أمنية" في أحدث دولة في أفريقيا.

سعورس
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- سعورس
مواجهات عسكرية في جنوب السودان وواشنطن تحّذر من العنف
تهدد المواجهات بين القوات الموالية لكل من الرئيس سلفا كير من جهة، وخصمه ونائبه الأول رياك مشار من جهة أخرى، اتفاقهما المبرم عام 2018 لتشارك السلطة وبإغراق البلاد مجددا في الحرب الأهلية. وفي وقت متأخر الاثنين، أفاد حزب مشار "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة" بأن حاميته العسكرية في وناليت، على بعد نحو 15 كيلومترا عن العاصمة جوبا ، تعرّضت لهجوم. وقال متحدث في بيان إن "هذا العمل الاستفزازي يشكّل انتهاكا" لاتفاق السلام المبرم في 2018. وفي وقت سابق، حذّر الناطق باسم الجيش الموالي لكير، لول رواي كوانغ، من أن قوات مشار في المنطقة "تكثّف تحركاتها" وأرسلت دورية باتّجاه مواقع الجيش "في تشكيلات عسكرية واضحة". ولم يؤكد الجيش بعد الضربات الأخيرة، لكن وسائل إعلام رسمية تحدثت عن "قصف عنيف". نال جنوب السودان، الدولة الأحدث عهدا في العالم، استقلاله عام 2011. لكنه ما لبث أن دخل في حرب أهلية استمرت خمس سنوات بين كير ومشار أودت بحياة نحو 400 ألف شخص إلى أن اتفق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة بموجب اتفاق السلام. وتدور المواجهات الأخيرة بمعظمها في مقاطعة ناصر في ولاية أعالي النيل. وسيطرت مجموعة من الشباب المسلّحين تعرف باسم "الجيش الأبيض" موالية لمشار على قاعدة عسكرية في ناصر في مطلع مارس. ورد الجيش بتنفيذ ضربات جوية على مناطق قريبة، بما في ذلك عبر استخدام قنابل تحتوي على سائل شديد الاشتعال يعمل كمسرّع لدى الانفجار، بحسب بيان صدر الاثنين عن رئيس بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان (مينوس) نيكولاس هايسوم. وقال هايسوم إن "هذه الهجمات العشوائية على المدنيّين تتسبّب بخسائر بشرية كبيرة، وإصابات مروّعة"، محذرا من أن " جنوب السودان على شفا حرب أهلية جديدة". يفيد محللون بأن كير اتّخذ خطوات في الأشهر الأخيرة لتهميش مشار وترقية أعضاء جدد في الحكومة من دون التشاور معه. وأفادت الخارجية الأميركية الاثنين بأن على كير ومشار "الانخراط في حوار مباشر للحد من تصعيد العنف". وقالت على "إكس" إن "الهجمات التي تشنها ميليشيات غير تابعة للدولة والضربات الجوية المدعومة من الحكومة وترقية مسؤولين خاضعين لعقوبات إلى مناصب رفيعة جميعها أمور مقلقة للغاية". وجنوب السودان من أفقر بلدان العالم وأفادت اليونيسيف الاثنين بأنه يعاني من أسوأ تفش للكوليرا منذ استقلاله مع حوالي 700 حالة وفاة خلال ستة أشهر، بينهم العديد من الأطفال. إلى ذلك اتهم ريك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان أوغندا بانتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة من خلال دخول جنوب السودان بوحدات مدرعة وقوات جوية وشن غارات جوية في جميع أنحاء البلاد. وقال مشار في رسالة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) إن التدخل العسكري الأوغندي في جنوب السودان انتهك اتفاق السلام المبرم عام 2018 والذي أنهى حربا أهلية وحشية استمرت خمس سنوات. وقالت أوغندا إنها نشرت قوات في جنوب السودان في وقت سابق من هذا الشهر بناء على طلب الحكومة هناك، في أعقاب انهيار العلاقة المتوترة بين مشار والرئيس سلفا كير. وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار في أعقاب اشتباكات بشمال شرق البلاد بين الجيش وميليشيا الجيش الأبيض العرقية، التي تتهم الحكومة مشار بدعمها. وعلى الرغم من أنهم قاتلوا معا ضد قوات كير خلال الصراع الذي دار من 2013 إلى 2018، إلا أن حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة بزعامة مشار ينفي أي صلات مستمرة مع الجيش الأبيض. وتحذر الأمم المتحدة من أن تصاعد خطاب الكراهية قد يعيد البلاد إلى الحرب ذات الأسس العرقية. وتخشى أوغندا أن يؤدي اندلاع صراع شامل في جارتها الشمالية المنتجة للنفط إلى إرسال موجات من اللاجئين عبر الحدود وربما يؤدي إلى عدم الاستقرار. وقال مشار في الرسالة التي تحمل تاريخ 23 مارس إن "القوات الأوغندية تشارك حاليا في غارات جوية ضد المدنيين"، وحث على الضغط على أوغندا لسحب قواتها. وتحقق متحدث باسم مكتب مشار من صحة الرسالة التي اطَلعت عليها رويترز. ولم يرد متحدثون عسكريون في أوغندا وجنوب السودان على الفور على طلبات للتعليق على الانتهاك المحتمل للحظر المطبق منذ يوليو تموز 2018. وقال المتحدث العسكري باسم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة لام بول جابرييل إن جيش جنوب السودان هاجم قوات الحزب المتمركزة في معسكر بالقرب من العاصمة جوبا مساء الاثنين. ولم يرد وزير الإعلام في جنوب السودان على الفور على الاتهام. ووافق البرلمان الأوغندي الأسبوع الماضي بأثر رجعي على الانتشار في جنوب السودان، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في 11 مارس. وقال وزير الدفاع الأوغندي جاكوب ماركسون أوبوث إن الانتشار جاء "لتجنب كارثة أمنية" في أحدث دولة في أفريقيا. رياك مشار (رويترز)