logo
#تحت_الاضواء : أي مصير ينتظر جنوب السودان؟

#تحت_الاضواء : أي مصير ينتظر جنوب السودان؟

غرب الإخبارية٢٦-٠٣-٢٠٢٥

المصدر - عندما نالت دولة جنوب السودان استقلالها عام 2011، طوت صفحات أكثر من 5 عقود مضرجة بصراعات الحرب الأهلية، غير أنها وجدت نفسها في أتون صراعات داخلية أخرى متفجرة أبرزها الصراع الحالي.
أثار تصاعد التوترات السياسية والعنف في ولاية أعالي النيل في دولة جنوب السودان، مخاوف من عودة الحرب الأهلية في أحدث دولة بالعالم. وشنت قوات "الدفاع الشعبي" التابعة لحكومة جنوب السودان، في فبراير (شباط) الماضي، غارات جوية مكثفة على مقاطعة أولانغ، مستهدفة المدنيين المسلحين من قبيلة النوير المعروفين بـ"الجيش الأبيض"، أو "قوة دفاع ناث" المرتبطة بنائب الرئيس رياك مشار وسط تصاعد التوترات حول الانتشار العسكري في مدينة ناصر.
يستمر العنف بين القوات الحكومية والشباب المسلحين في ناصر منذ أوائل 2024، حيث طالبت المجتمعات المحلية بنشر قوات موحدة بدلاً من الميليشيات المتحالفة مع الجيش، المتورطة في انتهاكات ضد المدنيين. وتجدد الصراع هذا العام إثر هجوم على مدنيين بسوق محلية، مما أدى إلى نزوح الآلاف وإصابة العشرات. ونشرت السلطات، منذ 22 فبراير الماضي، قوات غير مدرجة ضمن عملية التوحيد الرسمية، مما دفع الشباب المحليين إلى التعبئة خوفاً من نزع سلاحهم قسراً. وفي 25 فبراير الماضي، شنت القوات الحكومية غارات جوية على مواقع المعارضة، مستهدفة أيضاً مناطق مدنية. وفي الرابع من مارس (آذار) الجاري، أعلنت ميليشيات "الجيش الأبيض" سيطرتها على بلدة ناصر الاستراتيجية، والاستيلاء على قاعدة عسكرية، متهمة الجيش بشن هجمات على قواتها، عقب قتال عنيف وساعات من الاشتباكات مع قوات "الدفاع الشعبي". ورداً على ذلك، اعتقل الرئيس سلفا كير عدداً من حلفاء مشار، مما يهدد حكومة الوحدة الهشة ويزيد احتمالات اندلاع مواجهات جديدة. وفي 19 مارس تعرضت بلدة ناصر لموجة جديدة من الغارات الجوية، حيث شنت قوات "الدفاع الشعبي" لجنوب السودان وقوات الدفاع الشعبي الأوغندية هجوماً جديداً على المنطقة.
يرتبط هذا التصعيد بفشل تنفيذ اتفاق السلام لعام 2018، الذي ينص على إصلاح أمني وتوحيد القوات المسلحة، غير أن الجمود السياسي ترك البلاد في حال أمنية هشة، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات. ونتيجة هذا التصعيد، وتدهور العلاقات بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار، أعلن حزب "الحركة الشعبية - جناح المعارضة" (أحد أحزاب الائتلاف الحاكم) تعليق دوره في اتفاق السلام.
صراعات متفجرة
عندما نالت دولة جنوب السودان استقلالها عام 2011، طوت صفحات أكثر من خمسة عقود مضرجة بصراعات الحرب الأهلية، غير أنها وجدت نفسها في أتون صراعات داخلية أخرى متفجرة أبرزها الصراع الحالي، ومن أسبابه، أولاً: تواجه الدولة الناشئة ضغوطاً متزايدة من الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى للإسراع بإجراء الانتخابات التي تأجلت مرات عدة، وتقررت أخيراً عام 2026، وكذلك تنفيذ اتفاق السلام 2018، وإتمام الإصلاحات المتعثرة، لا سيما توحيد قيادة الجيش، مما أفرز تحديات تهدد الاستقرار ومسار السلام.
ثانياً: يرتبط التصعيد الحاد في جنوب السودان جزئياً بالضغوط الاقتصادية الناجمة عن الحرب في السودان المجاور، والتي تضررت على إثرها البنية التحتية النفطية في جنوب السودان، ونتيجة ذلك، فقدت البلاد ثلثي عائداتها النفطية بعد انفجار جزء من خط أنابيب النفط في الخرطوم عام 2024 بسبب القتال، مما أوقف تدفق النفط وأبطأ الإصلاحات. ودمرت اشتباكات القوات السودانية، في وقت لاحق من هذا العام، مصفاة الجيلي، مما أدى إلى أزمة مالية حادة وزيادة في أسعار المواد الغذائية. كما أسهمت الحرب في تدفق نحو 810 آلاف لاجئ سوداني وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويتفاقم الصراع في جنوب السودان بفعل استغلال النخب السياسية للهويات الإثنية لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، فقد شكل تركيز الرئيس سلفا كير على عائدات النفط، التي تمثل 90 في المئة من إيرادات البلاد، عاملاً رئيساً في تأجيج التوترات الإثنية. وأصبحت حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل بؤر اشتعال رئيسة، حيث تم توزيع عائدات النفط عبر شبكة المحسوبية الإثنية، مما عزز سيطرة قوات قبيلة الدينكا على الحقول النفطية واستبعاد جماعات النوير. هذا التركيز على الموارد فاقم الصراع بين قوات سلفا كير والمجموعات المعارضة بقيادة مشار.
ثالثاً: بعد مناورات نزع السلاح، اتضح أن ميل المجتمعات الجنوبية نحو الثأر وسرقة الماشية قوي، وحتى مع عمليات نزع السلاح، سيؤدي إلى استمرار العنف. وحتى مع العودة التدريجية للآليات التقليدية لحل النزاعات، مثل أنظمة تعويض الماشية، إضافة إلى إدخال آليات جديدة، مثل القضاء الفعال، لم يتم التغلب على هذه التحديات.
منذ انطلاق الحركة الشعبية لتحرير السودان لاستئناف الحرب الأهلية عام 1983 بقيادة جون قرنق، شكلت القبيلة ركيزة أساسية في بنيتها التنظيمية، مما انعكس في زعامة قرنق نفسه للحركة، واستمر هذا النهج حتى بعد الانشقاقات التي ضربت صفوفها، إذ كانت الخلافات غالباً ما تتخذ طابعاً قبلياً، كما حدث في الانشقاق الكبير عام 1991 حينما انفصلت مجموعة الناصر (نسبة إلى مدينة ناصر مسرح الصراع الحالي)، بقيادة رياك مشار المنتمي إلى قبيلة النوير ولام أكول من قبيلة الشلك، عن الحركة الأم. وقد ترك هذا الانقسام ندوباً عميقة في العلاقة بين جناح قرنق وجناح مشار - أكول، مما أدى إلى تصاعد التوترات داخل الكيان السياسي والعسكري للحركة.
أما رياك مشار، فقد شهدت مسيرته داخل الحركة الشعبية محطات متباينة بين التحالف والانشقاق. فبعد إعلان مجموعة الناصر، أسس مشار "الحركة الموحدة" عام 1992، ثم "حركة استقلال جنوب السودان" عام 1995، ودخل في مفاوضات مع حكومة الخرطوم انتهت بتوقيع "اتفاقية الخرطوم للسلام" عام 1997، التي منحته منصب مساعد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، إضافة إلى رئاسة مجلس تنسيق ولايات الجنوب، لكنه عاد إلى الحركة عام 2000، مقدماً استقالته من مناصبه الحكومية، بعد اتهامه الخرطوم بالتورط في إرسال قوات لمحاربة مقاتليه في الجنوب، ليعود مجدداً إلى ساحة الصراع السياسي والعسكري.
وسط مشهد لم تهدأ عواصفه اندلعت حرب ديسمبر (كانون الأول) 2013 نتيجة للصراع على السلطة بين سلفا كير ومشار، فكان أن ركزت المفاوضات التي قادتها "إيغاد" ومحادثات أروشا، على تقاسم السلطة بين النخب السياسية، لكن المقاتلين أنفسهم أكدوا أن دافعهم الرئيس كان الانتقام لمجزرة النوير في جوبا منتصف ديسمبر، وتحرير عائلاتهم من المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة. وبدعم إقليمي ودولي، وقع سلفا كير ورياك مشار اتفاق السلام عام 2018، مما مهد لعودة مشار إلى جوبا نائباً أول للرئيس، غير أن التنافس السياسي بين الزعيمين لا يزال يعوق تحقيق السلام الدائم، إذ يرى كير في مشار طامحاً إلى السلطة، بينما يصفه الأخير بالديكتاتور.
"الجيش الأبيض"
تطورت مجموعات الدفاع الذاتي المجتمعية القائمة على الشباب المسلح في أجزاء كثيرة من جنوب السودان، ومنها جماعتا غولوينغ وتيتوينغ من قبيلة الدينكا، ومونيميجي من قبيلة اللاتوكا في شرق الاستوائية، وجماعة آرو بويز من قبيلة الزاندي في ولاية غرب الاستوائية. وأدت الحرب الأهلية الثانية في السودان (1983-2005) إلى انتشار الميليشيات القبلية في مختلف أنحاء البلاد لحماية السكان المدنيين وممتلكات المجتمع من غارات "الجيش الشعبي لتحرير السودان" ورعاة الدينكا، وتلقى بعض هذه الميليشيات دعماً من القوات المسلحة السودانية، ودمجت في قوات دفاع جنوب السودان.
أما "الجيش الأبيض" التابع لقبيلة النوير فقد لعب دوراً بارزاً في الحرب الأهلية، وكان مصدراً رئيساً لعدم الاستقرار استمر بعد استقلال الجنوب. وتختلف الروايات حول أصل تسمية "الجيش الأبيض"، لكن السائد أن الاسم يعود إلى تقليد قبيلة النوير في تغطية أجسادهم برماد فاتح اللون لحماية الجلد من الحشرات اللاسعة.
يبلغ العنف المرتبط بميليشيات "الجيش الأبيض" ذروته عادة خلال موسم الجفاف، عندما تتجمع الماشية على طول نهري السوباط والنيل، مما يؤدي إلى تواصل أكبر بين مختلف الميليشيات، وكذلك مع المجتمعات الأخرى. يعتمد اقتصاد وثقافة شعب النيل في جنوب السودان على الماشية، وتعد حماية هذه الثروة الثمينة شاغلاً رئيساً، لا سيما بين الشباب في معسكرات الماشية. مع اشتداد الحرب الأهلية في الجنوب في أوائل التسعينيات، بدأ شباب النوير في اقتناء كميات كبيرة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة الحديثة، مما سمح لهم بحماية ممتلكات المجتمع والحصول على الماشية وغيرها من السلع من جيرانهم.
مثل هجوم بور (جنوب السودان) عام 1991 بقيادة رياك مشار ميلاد "جيش النوير الأبيض"، الذي نشأ في وسط وشرق ولاية أعالي النيل الكبرى في جنوب السودان. وقد تضمن ذلك الهجوم انتهاكات واسعة النطاق للمدنيين وأعمال نهب بدافع الكراهية العميقة للدينكا والرغبة في الانتقام. وفي ذلك الهجوم انضم مقاتلو "الجيش الأبيض"، إلى فصيل "الجيش الشعبي لتحرير السودان - ناصر" المنشق عن "الجيش الشعبي لتحرير السودان - الأم"، وشاركوا في هجمات ضد قبيلة الدينكا. وكانوا، جزئياً، مسؤولين عن مذبحة بور عام 1991، التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 2000 شخص.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جنوب السودان... إنّها طبول الحرب!
جنوب السودان... إنّها طبول الحرب!

قاسيون

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • قاسيون

جنوب السودان... إنّها طبول الحرب!

في تطورات مقلقة، حاصرت القوات المسلحة منزل نائب الرئيس رياك مشار، واعتقلت عدداً من وزرائه وقادة الجيش الموالين له، بينهم وزير النفط بوت كانج شول، دون إعلان أسباب واضحة. الحكومة تتهم مشار بمحاولة إثارة انتفاضة جديدة، بينما يحذر حزبه «الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة» من انهيار السلام. أزمة سياسية تؤجج التوترات في قلب الأزمة الحالية يقف الخلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول رياك مشار، اللذين كانا طرفي الصراع الرئيسي في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2013. على الرغم من توقيع اتفاق السلام في عام 2018 وإعادة مشار إلى منصب نائب الرئيس، إلا أن التوترات السياسية ظلت قائمة. وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت هذه التوترات بشكل خطير بعد اعتقال عدد من الوزراء والقادة العسكريين الموالين لمشار، بما في ذلك وزير النفط بوت كانج شول، ومحاصرة منزل مشار نفسه في العاصمة جوبا، ووضعه تحت الإقامة الجبرية. جاء ذلك بعد اتهام الحكومة لـ «الجيش الأبيض»، وهي ميليشيا مرتبطة بمشار، بالتآمر ضد النظام. وقد أدت الاشتباكات المسلحة بين القوات الحكومية والميليشيا في ولاية أعالي النيل إلى مقتل وإصابة العشرات، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي والأمني. التطورات الأخيرة تضع اتفاق السلام المبرم في عام 2018 على المحك. فقد طالبت المعارضة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن مشار، محذّرة من أن الأحداث الأخيرة تهدد بنسف الجهود التي بُذلت لإنهاء الحرب الأهلية. وبدون حل سياسي شامل، يبدو أن البلاد قد تعود إلى دائرة العنف التي أنهكتها لسنوات. تدخل إقليمي ودولي وسط هذا التصعيد، دخلت القوات الأوغندية إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لدعم الجيش الحكومي، في خطوة وصفتها السلطات الأوغندية بأنها تهدف إلى «تأمين» جوبا، ومنع انزلاق البلاد إلى الفوضى. كما أرسل الاتحاد الأفريقي وفداً رفيع المستوى برئاسة مجموعة الحكماء، التي تضم شخصيات بارزة، مثل: الرئيس البوروندي السابق دوميتيان ندايزيي، في محاولة للتوسط بين الأطراف المتنازعة. ومع ذلك، فإن الجهود الدبلوماسية تواجه تحديات كبيرة. فقد أثار تأجيل زيارة وزراء خارجية دول الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى جوبا، تساؤلات حول جدية الحكومة في التعاون مع المجتمع الدولي لحل الأزمة. وأعرب رئيس البعثة الدولية في جنوب السودان عن «خيبة أمله» بسبب هذا التأجيل، خاصة في وقت يتطلب فيه التواصل الدبلوماسي أكثر من أي وقت مضى. الوضع الإنساني الكارثي لا يُعد التصعيد العسكري تهديداً للسلام والاستقرار السياسي فحسب، بل يفاقم أيضاً الوضع الإنساني الكارثي في البلاد. منذ بداية آذار الماضي، فر نحو 125 ألف شخص من مناطقهم بحثاً عن الأمان، مما زاد الضغوط على المخيمات الإنسانية والمنظمات الدولية العاملة في البلاد. وإلى جانب النزوح الجماعي، يواجه جنوب السودان أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ 20 عاماً، حيث تم تسجيل 694 حالة وفاة من بين 40 ألف إصابة، خلال ستة أشهر فقط. هذا التفشي يأتي في ظل نظام صحي هش يعاني من نقص الموارد والإمدادات الأساسية، وهو ما أدى إلى تعطيل الخدمات الطبية في العديد من المناطق. وتؤكد منظمة أطباء بلا حدود تعرض أحد مستشفياتها لهجوم مسلح، مما أجبر الطاقم الطبي على الانسحاب وترك المرضى دون رعاية. خاتمة جنوب السودان، الذي أُنشئ لإنهاء صراعات الماضي، واستمرت معاناته مع الفقر والأمراض والأزمات السياسية والصراعات، يواجه اليوم خطر الانزلاق مجددًا نحو حرب أهلية مدمرة قد تتجاوز حدوده. هذا التصعيد ليس مجرد أزمة داخلية، بل يُنذر بتداعيات إقليمية خطيرة من انتشار النزاعات إلى موجات النزوح الجماعي، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، وتهديد استقرار دول الجوار.

جنوب السودان يستبدل وزير الخارجية لإرضاء أميركا
جنوب السودان يستبدل وزير الخارجية لإرضاء أميركا

Independent عربية

time١٠-٠٤-٢٠٢٥

  • Independent عربية

جنوب السودان يستبدل وزير الخارجية لإرضاء أميركا

ذكرت وسائل إعلام رسمية في جنوب السودان أن الرئيس سلفا كير عين نائب وزير الخارجية موندي سيمايا كومبا محل الوزير، بعد خلاف يتعلق بالهجرة مع الولايات المتحدة. ولم يُقدم أي تفسير لإقالة وزير الخارجية رمضان محمد التي أُعلن عنها عبر محطة الإذاعة الرسمية خلال وقت متأخر أمس الأربعاء. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب خلاف مع واشنطن في شأن رفض جوبا قبول دخول رجل كونغولي مرحل من الولايات المتحدة، مما دفع إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى التهديد بإلغاء جميع التأشيرات الأميركية التي يحملها مواطنو جنوب السودان. ورضخت جنوب السودان لمطالب واشنطن أول من أمس الثلاثاء، وسمحت للرجل بدخول البلاد. وفي سياق منفصل، أعلن فصيل من حزب المعارضة الرئيس داخل جنوب السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة) أمس أنه عين زعيماً موقتاً، وهو وزير جهود السلام ستيفن بار كول بدلاً من ريك مشار النائب الأول لرئيس البلاد إلى حين إطلاق سراح مشار من الإقامة الجبرية. وقال محللون إن هذه الخطوة التي انتقدها أعضاء آخرون في الحزب قد تسمح لكير بإقالة منافسه القديم مشار وتعزيز سلطته على الحكومة، بتعيين كول. وذكر كول أبراهام نيون المتخصص في مجال العلوم السياسية بجامعة جوبا "الرئيس كير يريد أشخاصاً يتفقون معه، حتى تصبح الحكومة الآن شرعية". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واتهم مشار بمحاولة إثارة تمرد واحتجز في منزله الشهر الماضي، ومشار كان جزءاً من حكومة تقاسم سلطة مع كير منذ أن أنهى اتفاق سلام عام 2018 حرباً أهلية بين مقاتلين موالين للزعيمين. وينفي حزب مشار اتهامات الحكومة بدعمه الجيش الأبيض، وهي ميليشيات عرقية اشتبكت مع الجيش في بلدة الناصر (شمال شرقي) الشهر الماضي، مما أثار الأزمة السياسية الأحدث. ووصل وسطاء من الاتحاد الأفريقي إلى جوبا الأسبوع الماضي في محاولة لإنقاذ اتفاق السلام، لكن يبدو أنهم لم يحرزوا أي تقدم بعد. وقال حزب "الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة" إن احتجاز مشار ألغى فعلياً الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية التي استمرت خمسة أعوام، وأودت بحياة مئات الآلاف. وذكر المتحدث باسم الحزب لام بول غابرييل في بيان أمس أن الجناح العسكري للحزب يظل موالياً لمشار، وأنه "ليس جزءاً أساساً من الخونة في جوبا". ويقول محللون إن كير (73 سنة) يحاول على ما يبدو تعزيز موقفه، وسط استياء داخل معسكره السياسي وتكهنات حول خطة خلافته.

مقتل 27 جندياً من جنوب السودان بعد إسقاط مروحيتهم
مقتل 27 جندياً من جنوب السودان بعد إسقاط مروحيتهم

الشرق الأوسط

time٠٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق الأوسط

مقتل 27 جندياً من جنوب السودان بعد إسقاط مروحيتهم

قال وزير الإعلام في جنوب السودان، مايكل ماكوي، إن ما يُقدّر بنحو 27 جندياً قُتلوا خلال هجوم على مروحية تابعة للأمم المتحدة حاولت إجلاء قوات في بلدة الناصر، اليوم (الجمعة)، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء. وكانت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان قد قالت في وقت سابق، الجمعة، إن طائرة هليكوبتر تابعة لها كانت تحاول إجلاء جنود من هناك عندما تعرّضت لإطلاق نار في بلدة الناصر بشمال البلاد، الجمعة؛ مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وعدد من الجنود بينهم جنرال. وكان طاقم الأمم المتحدة يحاول نقل جنود جواً بعد اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الوطنية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي المجموعة التي ربطتها حكومة رئيس جنوب السودان سلفاكير بالقوات الموالية لمنافسه النائب الأول للرئيس ريك مشار. وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم: «الهجوم... بغيض للغاية وقد يشكّل جريمة حرب بموجب القانون الدولي». وأضاف: «نأسف أيضاً لمقتل أولئك الذين كنا نحاول إخراجهم، خصوصاً بعد تلقينا ضمانات بالمرور الآمن. وتحث بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم». ولم يرد المتحدث باسم الحكومة، وزير الإعلام، مايكل ماكوي، على اتصالات هاتفية. لكن مكتب كير قال إن الرئيس سيلقي خطاباً للأمة بعد ظهر اليوم (الجمعة). وقاتلت ميليشيا الجيش الأبيض، التي تتكوّن في معظمها من مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، إلى جانب قوات مشار في الحرب الأهلية، بين عامي 2013 و2018، في مواجهة مع قوات غالبيتها من قبيلة الدينكا الموالية لكير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store