أحدث الأخبار مع #الحركةالوطنية


مراكش الإخبارية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- مراكش الإخبارية
وقفة احتجاجية بمراكش للتنديد بقتل الكلاب الضالة
في ظل تصاعد موجة الغضب ضد قتل الحيوانات بشوارع المغرب، دعت الحركة الوطنية « Animals Morocco Defenders » إلى تنظيم وقفة احتجاجية سلمية بمدينة مراكش، مساء الاحد 4 ماي الجاري، بساحة جليز. ويرتقب أن تعرف الوقفة التي تمت الدعوة إليها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشاركة نشطاء من مراكش وآسفي ومدن مجاورة، إلى جانب فاعلين جمعويين ومحبي الطبيعة والحيوانات، وذلك للتنديد بما اعتبروه « ممارسات غير إنسانية » تطال الكلاب الضالة في عدد من الأحياء، حيث يتم التخلص منها عن طريق القتل المباشر. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب في الآونة الأخيرة، صورا صادمة توثق مشاهد لكلاب ملقاة على الأرصفة وهي غارقة في الدماء، في مشاهد خلفت ردود فعل غاضبة، وطرحت تساؤلات حول الطرق التي تعتمدها الجهات المختصة في مواجهة انتشار الكلاب، خاصة في غياب حلول بديلة تستند إلى مقاربة وقائية وبيطرية كما هو معمول به في عدة دول. ويطالب منظمو الوقفة بتبني سياسة واضحة لحماية الحيوانات، ترتكز على التعقيم والتلقيح بدل اللجوء إلى الإعدام الجماعي، مؤكدين أن احترام الحياة البرية جزء من الرقي الحضاري، وأن التعامل مع الكلاب الضالة يجب أن يتم في إطار مقاربة تراعي كرامتها وسلامة الساكنة في آن واحد. و يشار أن عددا من الفنانين والمؤثرين، كانوا قد أطلقوا خلال شهر يناير الماضي حملة رقمية على صفحاتهم الرسمية بالفيسبوك، حيث طالبوا من خلالها بوقف عمليات قتل الكلاب الضالة، داعين إلى تبني حلول إنسانية ومستدامة تعالج الظاهرة دون المساس بحقوق الحيوان.


نافذة على العالم
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- نافذة على العالم
رحلة عالم من الأزهر إلى قلب الأمة الإسلامية..تعرف على حياة الإمام الشعراوي في ذكرى ميلاده
الثلاثاء 15 أبريل 2025 08:00 صباحاً نافذة على العالم - تحل اليوم ذكرى ميلاد الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي ولد في 15 أبريل 1911م، وهو واحد من أعلام الدين البارزين في العالم الإسلامي، عرف بتفسيره المبسط لآيات القرآن الكريم، ما جعله يصل إلى قلوب المسلمين في أنحاء مختلفة من العالم العربي والإسلامي. الشيخ الشعراوي ورحلة حياة مليئة بالعطاء أسهمت خواطره التي كان يلقيها في تفسير القرآن في جعل فهم الدين أكثر سهولة ويسرًا للجميع، ولقبّه البعض بـ "إمام الدعاة"، ورغم مرور أكثر من ربع قرن على وفاته في عام 1998، لا يزال الشعراوي حاضرًا في وجدان المصريين والعرب والمسلمين، ويُعد رمزًا للسماحة والوسطية والروحانية التي يتجسد فيها جوهر القرآن الكريم. من حفظ القرآن في سن الـ 11 إلى عالم الأزهر.. بداية الإمام الشعراوي وُلد محمد متولي الشعراوي في قرية دقادوس بمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، حيث التحق بكتاب القرية في سن مبكرة، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وفي عام 1926، انتقل إلى معهد الزقازيق الابتدائي الأزهرى، حيث حصل على الشهادة الابتدائية في عام 1923، ليواصل دراسته في المعهد الثانوي، ويحظى هناك، بمكانة خاصة بين زملائه، فتم اختياره رئيسًا لاتحاد الطلبة ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق. الشيخ الشعراوي.. بين الحركة الوطنية وتفسير القرآن المبسط في عام 1937، التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية في الأزهر، حيث انشغل بالحركة الوطنية وحركة الأزهر، وشارك في إلقاء الخطب المعادية للاحتلال البريطاني، ما جعله عرضة للاعتقال عدة مرات، وتخرج في عام 1940، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943. من السعودية إلى الجزائر.. محطات بارزة في مسيرة الإمام الشعراوي بدأ عمله في المعاهد الأزهرية، حيث انتقل بين معهد طنطا، معهد الزقازيق، ومعهد الإسكندرية، وفي عام 1950، أُعير للعمل في المملكة العربية السعودية، حيث عمل مدرسًا للشريعة في جامعة أم القرى. تقلد الشعراوي العديد من المناصب الرفيعة، حيث تم تعيينه مديرًا لمكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون في عام 1964، ورئيسًا لبعثة الأزهر في الجزائر في عام 1966، كما عمل أستاذًا زائرًا في جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة في عام 1970. الشعراوي في وزارة الأوقاف ومجلس الشورى في عام 1976، تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر، وظل في منصبه حتى 1978، ثم اختير عضوًا بمجلس الشورى في عام 1980، وفي عام 1987، انضم إلى مجمع اللغة العربية. الإمام الشعراوي.. رمز الوسطية والروحانية في العالم الإسلامي إمام الدعاة، الشيخ محمد متولي الشعراوي، سيظل ذكره حيًا في القلوب، نظرًا لإسهاماته العظيمة في تبسيط فهم القرآن الكريم ونشر الفكر الوسطي والإسلام المعتدل.

جزايرس
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- جزايرس
عيد النصر: الانتصارات العسكرية والدبلوماسية لثورة التحرير محور ندوة تاريخية بالعاصمة
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. وخلال هذه الندوة التي احتضنها منتدى يومية "المجاهد", سلط الأستاذ الجامعي المتخصص في تاريخ الحركة الوطنية, مزيان سعيدي, الضوء على المراحل المفصلية التي مرت بها ثورة الفاتح نوفمبر 1954 التي زاوجت بين العمل العسكري والسياسي.واعتبر السيد سعيدي أن "المرحلة الممتدة ما بين 1954 و1956 كانت الأصعب في مسار الكفاح ضد المستعمر الفرنسي, حيث انها كانت مرحلة البداية و كان على القيادة إقناع الشعب بأن ما يحدث منذ الفاتح نوفمبر هو ثورة لتحرير الوطن وليس حرب عصابات يقودها خارجون عن القانون, كما كانت تروج له السلطات الاستعمارية''. كما تناول المحاضر مرحلة ما بعد هجومات الشمال القسنطيني سنة 1955 ومؤتمر الصومام المنعقد في 1956, والذي وصف توصياته ب"النقلة النوعية للثورة" التي أصبحت أكثر تنظيما بعد نقلها إلى المدن لتعبئة الجزائريين وحشد الدعم الدولي, حيث "سمح التنظيم المحكم للثورة الجزائرية من إسقاط الجمهورية الفرنسية الرابعة". و"حتى بعد مجيء الجنرال شارل ديغول على رأس الجمهورية الخامسة, فشل هذا الأخير في إخماد لهيب الثورة, رغم دهائه العسكري والسياسي", يتابع السيد سعيدي الذي ذكر بأن "الانتصارات العسكرية لجيش التحرير الوطني أسفرت عن إذعان فرنسا للتفاوض مع الطرف الجزائري". من جانبه, ركز الأستاذ محمد لحسن زغيدي في مداخلته على النجاحات الدبلوماسية للثورة الجزائرية, والتي "مكنت من حشد الدعم الدولي وتجنيد الرأي العام من أجل القضية الجزائرية حتى في بعض الأوساط الفرنسية", مذكرا بأن أكثر من مائتي شخصية فرنسية آمنت بعدالة هذه القضية وساندتها. وبعد أن لفت إلى أن الثورة الجزائرية كانت الوحيدة التي نقلت الكفاح الى أرض العدو, توقف السيد زغيدي عند النجاحات التي أفضت إليها اتفاقيات ايفيان يوم 19 مارس 1962 والتي وقعت نهاية أكثر من قرن كامل من الاستعمار, في ظل احترام المبادئ التي نادى بها زعماء الحركة الوطنية, والمتمثلة في "وحدة التراب الوطني , وحدة الشعب والاستقلال الشامل والكامل".


المغربية المستقلة
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- المغربية المستقلة
رابطة الصحراويين المغاربة بأوروبا وساكنة العكاري يحيون حفلا دينيا في ذكرى وفاة الملك المجاهد محمد الخامس طيب الله ثراه
المغربية المستقلة : إبراهيم بن مدان بمناسبة الذكرى 66 لوفاة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه والذي يصادف 10 من رمضان نظمت أمس جمعية ربيع الفوسفاط وساكنة العكاري بدعم من رابطة الصحراويين المغاربة بأوروبا حفلا دينيا، بخشوع وإكبار واعتزاز وتقديرا لهذا الملك المجاهد الذي ضرب أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وفي الكفاح والنضال والصمود مع شعبه من أجل التحرير والاستقلال، مقدما الدليل الساطع على أنه كان دوما في مقدمة المقاومين من أبناء شعبه الوفي الذي انتفض انتفاضة عارمة بمجرد انتشار خبر نفي عاهل البلاد ورمز وحدتها وسيادتها مضحيا بالغالي والنفيس من أجل عودة الملك الشرعي. وخلال كلمته عبر الأستاذ هشام بلغمي عن المجلس العلمي المحلي بالرباط أن إحياء هذه الذكرى يأتي من أجل استحضار التضحيات الجسام التي بذلها المغفور له محمد الخامس من أجل بلده وشعبه وكذلك اللحمة التي تربط بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي. مضيفا أن وفاته كانت خسارة جمعاء لحركة المقاومة والتحرير، وللشعب المغربي والأمة كلها. مؤكدا بلغمي في ذات السياق أن تخليد هذه الذكرى هو عربون وفاء وإخلاص لملك عز نظيره ضحى بالغالي والنفيس وآثر المنفى على الخضوع للمستعمر حيث استحضر التضحيات الجسام التي بذلها المغفور له في سبيل تحرير المغرب من الاستعمار، بفضل المعركة التي خاضها الملك مع الحركة الوطنية جنبا إلى جنب مما أدى الى الانعتاق من الاستعمار وتشييد الصرح الوطني وبناء الدولة المغربية. وبعد أن أسلم الروح الى بارئها واصال رفيقه في الكفاح المغفور له الحسن الثاني بنفس الهمة والعزيمة، وعلى نفس المسار واصال وارث سره صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لبناء مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية. من جهته أكد علي جدو الكاتب العام لرابطة الصحراويين المغاربة بأوروبا للتنمية والتضامن أن إحياء هذه الذكرى الوطنية والدينية كل سنة من أجل استحضار بطولات ملك عظيم وشعب عظيم، ومن خلالها يتم ربط أطفال الحي بماضي معارك المغرب من أجل الاستقلال بحاضر المغرب في بطولات أخرى من النماء والازدهار. ربطهم بتاريخهم ومنجزات ملوكهم. مضيفا علي جدو أنها مناسبة كذلك في هذا الحي ( العكاري) الذي خرج منه الشهيد علال بن عبد الله ليكتب بدمه رفض المغاربة للاستعمار، وتعلقهم بالعرش الشرعي العلوي عرش محمد الخامس طيب الله مثواه، مبرزا أنها مناسبة دينية يجتمع فيها القراء والجمعيات وحفظة كتاب الله للقراءة والترحم على روح فقيد العروبة والإسلام محمد الخامس طيب الله ثراه وابنه وصديقه ورفيقه في المنفى والنضال جلالة المغفور له الحسن الثاني، كما هي مناسبة كذلك لتجديد البيعة والولاء لمولانا أمير المؤمنين دام له النصر والتمكين. هذا وقد اختتم الحفل بتلاوة برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله أمير المؤمنين نصره الله وأيده، تلاها السيد علي جدو: رئيس جمعية ربيع الفوسفاط رئيس منظمة اليمامة البيضاء – فرنسا – الكاتب العام لرابطة الصحراويين المغاربة بأوروبا للتنمية والتضامن المنسق العام للحركة الدولية لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية مناضل حقوقي في دورات مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف.


التغيير
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
(هنا ام درمان) وإخواتها.. على أثير أغصان الزيتون أو البندقية
منتدى الإعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة تقرير: سمية المطبعجي هنا أم درمان) صوت الوعي وتشكيل الوجدان السوداني، صوتها، الإذاعة السودانية، المنبر الإعلامي الأول الذي لعب دوراً محوريًا في السودان خلال مرحلة الكفاح الوطني ضد الاستعمار. حيث بثت العديد من البرامج الثقافية والسياسية التي أسهمت في نشر الوعي الوطني وتعزيز الحركة الوطنية ودعم المطالب السودانية نحو الاستقلال حينها، ثم معين الأدب والفن والثقافة في تلك الفترة أيضا وما بعدها في فترات لاحقة للعديد من المجتمعات داخل السودان. نستدعي ذكرها وتاريخها المجيد والعالم يحتفل اليوم الذي يصادف الثالث عشر من فبراير باليوم العالمي للإذاعة، ويأتي هذا العام تحت شعار (الإذاعة وتغير المناخ)، بهدف تسليط الضوء على دور الإذاعة في نشر الوعي حول قضايا تغير المناخ وتعزيز الحوار المجتمعي حول الحلول المستدامة. فيما السودان منشغلاً بحرب تهدد وجوده وتغطي بالفعل على قضية المناخ الحيوية أيضا. هنا (ميدان الإرسالية) صوت المستعمر إنطلق صوت الإذاعة السودانية من ميدان الأرسالية بالخرطوم، بالقرب من موقع جامعة الخرطوم بشارع النيل في الثاني من مايو 1940. الخبير الإعلامي وزير الإعلام الأسبق بروفيسور على محمد شمو تحدث ل (مداميك) : ' .. الإذاعة السودانية نشأت بعد 19 سنة فقط من نشأة أول إذاعة في العالم على نظام دولي في 15 أكتوبر 1920 ، وهي إذاعة KDKA في فلادلفيا بالولايات المتحدة ..' . نشأت في فترة الاستعمار البريطاني بغرض خدمة أهدافه إبان الحرب العالمية الثانية وكانت تمول من وزارة الخارجية البريطانية . وكان البث يقتصر على ساعتين يوميًا لنقل الأخبار والتوجيهات إلى المواطنين، ببث الأخبار الرسمية والبيانات الحكومية التي تهدف لدعم المجهود الحربي في ونشر الدعاية البريطانية ضد دول المحور ، والسيطرة على تدفق المعلومات والتوجيه الإعلامي ومنع انتشار الأفكار الوطنية التي قد تدعو للاستقلال، وتوجيه المجتمع السوداني وفق سياسة المستعمر ومنع تأثير الإذاعات الأخرى. (هنا ام درمان) (هنا أم درمان) إسم إختلف معه الزمان والمكان مبنى ومعنى عقب إنتقال الإذاعة السودانية إلى مدينة أم درمان العاصمة الوطنية في العام 1945، لتلعب دوراً ريادياً وتصبح رمزًا للإعلام الوطني الذي يعكس الهوية السودانية ويعبر عن صوت الحركة الوطنية. فبدأت الإذاعة السودانية في الانفكاك من الأهداف الاستعمارية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وتحديدًا بعد عام 1951 عندما بدأ ظهور الوعي الوطني في التنامي نتيجة لتطور الحركات السياسية والمطالبة بالاستقلال، التي كانت تحظى بدعم شعبي كبير. فكانت الإذاعة السودانية إحدى الأدوات الرئيسية التي استخدمتها الحركة الوطنية لدعم تلك المطالب. فقامت بتغطية الأنشطة السياسية للحركات السودانية ودعوات الوحدة مع الجنوب والاهتمام بابراز الهوية الوطنية فكانت الوسيلة الرئيسية لبث الأنباء الخاصة بالاستقلال، ما زاد من شعبيتها وتأييدها بين الناس. فكانت برامج 'صوت الأمة'، 'الحركة الوطنية' ، 'الآراء الحرة' ، 'شباب السودان' و 'دور الفن في المقاومة' الذي كان يُبث في إطار تعزيز الوعي الوطني من خلال التراث الثقافي والفن كأدوات مقاومة ضد الاستعمار وناقش أغاني الكفاح ضد المستعمر، التي ساعدت في رفع الروح المعنوية للمواطنين وتوحيدهم حول قضية الاستقلال . تتشكل الإذاعات بتشكل الأنظمة بوجه عام ظلت الإذاعة القومية والإذاعات التي نشأت بعدها متأثرة بشكل مباشر بالأنظمة السياسية الحاكمة، فكانت بين التطور النسبي وبين الحد من الحرية والتأثير. فعلى الرغم من تقديمها لمحتوى ثقافي وتعليمي محدود وعدم تعبيرها عن تطلعات الشعب السوداني في فترة الاستعمار، إلا أنها ساهمت في تعزيز الوعي السياسي بين السودانيين. اما فترة الحكم الوطني الأول عقب الاستقلال فقد أصبحت الإذاعة القومية منصة وطنية لتعزيز الاستقلال والأجندة الوطنية، وتوسع البث ليشمل لغات محلية متعددة واتسعت مساحة المحتوى الثقافي والادبي والموسيقي. وفي العهد العسكري الأول تحت نظام إبراهيم عبود (1958- 1964) رغم تحديث البنية التحتية وزيادة ساعات البث، إلا انها تعرضت لقيود صارمة فيما يتعلق بحرية التعبير وأصبحت أداة لنشر سياسات النظام . وفي فترة الديمقراطية الثانية (1964- 1969) والثالثة (1985- 1989) شهدت إنفتاحاً وتنوعاً للبرامج السياسية والاجتماعية وتميزت بحرية التعبير ، ولكن ضعف التمويل أثر على قدرتها على التوسع والتطور التقني. وكانت في عهد الرئيس نميري أداة لنشر فكر النظام والترويج لحزبه الواحد (الاتحاد الاشتراكي السوداني)، ومع ذلك شهد اطلاق اذاعات إقليمية . كذلك كان الحال في عهد النقاذ (1989- 2019). الخبير الإعلامي وزير الإعلام الأسبق بروفيسور على شمو قال لـ(مداميك) : ' .. كان الراديو دوماً محتكرأ من قبل الدولة ولكن حدثت ضغوط عالمية لإنهاء ذلك الاحتكار ، وفي العام 2005 شكلت الحكومة السودانية لجنة لذلك برئاستي مع الدكتور الراحل الطيب حاج عطية واخرين .. اللجنة أوصت برفع الاحتكار وتكوين إذاعات حرة فظهرت إذاعات FM مملوكة لشركات وأفراد ومؤسسات بلغ عددها لأكثر من 40 إذاعة ولم يكن لهيئة البث القدرة على مراقبة المحتوى…'. على الرغم من أنشاء الإذاعات المتخصصة والولائية وانتشار محطات FM ، التي انتشرت بالعشرات في العاصمة والولايات ، وظهور اذاعات متخصصة اتاحت الوصول المحلي السريع فاضحت اكثر قربا من الجماهير والتفاعل معهم ومع قضاياهم باللهجات المحلية ومساهمتها في ابراز مواهب شابة، مع ذلك اشارت بعض التقييمات الي ان تلك الإذاعات في غالبها لم تستغل بالصورة المثلى في تناول القضايا الجادة والتحقيقات والبرامج التحليلية المتعمقة . وظل ضعف التمويل دوما العقبة الكؤود الذي يعيق مسيرة تطورها، فضلا عن التدخلات السياسية التي تحد من حرية التعبير . بروف شمو قال حول ذلك : ' .. على الرغم من التصديق للإذاعات الخاصة ولكنها كانت محكومة بعدم إدخال المحتوى السياسي في المحتوى ، ولكن المواضيع لم تكن ذات قيمة بمستوى متدني .. وتمول تجارياً عبر الإعلانات بواسطة ملاكها ..'. عصر الانترنت تحديات وفرص ارتبطت الإذاعة منذ حقبة الخمسينات والستينات بالجمهور والتفاعل معه عبر رسائل البريد، فكانت تلك البرامج اكثرها نجاحا وارتباطاً وجدانياً بالمستمعين، فاسهمت في تطوير الأغنية السودانية وتنظيم ونقل الحفلات الحية . كما إهتمت بقضايا الاسرة والناس ومشاكلهم الاجتماعية والشخصية فكان براامج مع (الناس) و (مشكلة الأسبوع) و(زاوية المستمعين) . وواكبت الإذاعة السودانية (هنا ام درمان) التقنية الرقمية منذ بداية الألفية واستفادت من البرمجيات الحديثة في التشغيل والإنتاج فمكنت الجمهور من الاستماع اليها في جميع بقاع العالم، عبر الهواتف المحمولة وأجهزة ال MP3 واصبح لها مواقع الكترونية خاصة . ومؤخراً أحدثت التطورات الرقمية في البث الرقمي و وسائل التواصل الاجتماعي تحولات كبيرة في الإعلام السوداني، بما في ذلك الإذاعات. ووفرت وسائل التواصل الاجتماعي منصات مثلت فرصًا للإذاعات للنشر والتفاعل المباشر مع الجمهور، وانتشرت إذاعات تبث من الخارج مستهدفة مناقشة وعكس قضايا تهم الناس بمحتوى متنوع متعمق التحليلات في استقلالية تامة. فلم يعد احتكار المعلومة والتحكم في نشرها مجدياً، ومع ذلك ظلت معظم الإذاعات السودانية تحت إمرة السلطات ولم تستطع التكيف مع مجريات التقدم التكنولوجي ليمضي جمهورها في التساقط خاصة من شريحة الشباب . وقد وفر البث عبر الانترنت وإتاحة التطبيقات مثل بودكاست وتيك توك وصفحات الفيسبوك، منصات رقمية لصناعة محتوى اكثر جاذبية نافس بعضها تلك الإذاعات . بين أبواق الدعاية والخروج عن الخدمة شكلت الحرب الدائرة في السودان منذ ابريل 2023 نتائج كارثية على وسائل الإعلام السودانية وأدت الى تراجع دورها في المجتمع، حيث تم استهدافها وخرج معظمها عن الخدمة . وتعرضت الإذاعة السودانية للاقتحام والسيطرة من قبل قوات الدعم السريع وتوقفت عن البث تماماً لفترة طويلة. وأدى كذلك انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات الى انقطاع البث الإذاعي في أجزاء واسعة من البلاد التي تعرضت محطات البث فيها الى التخريب والتدمير . الإذاعة القومية التي استطاعت البث من خارج الخرطوم وغيرها من الإذاعات الولائية والخاصة ، أصبحت منصات دعائية لأطراف النزاع لتصبح الإذاعات المحلية بشكل خاص أداة من أدوات الصراع، مما افقدها المصداقية لدى الجمهور الذي فضل اللجؤ الى منصات التواصل الاجتماعي، مثل البث الحي على الصفحات الخاصة والمحطات الاذاعية عبر الانترنت وسيلة لجأ إليها العديد من الإعلاميين والناشطين، كمصادر بديلة، والتي لم تخل معظمها من استغلالها في الابتزاز السياسي، الأمر الذي يضع أمر المصداقية على المحك في ظل الصراع الماثل . تجارب على أثير السلام والبندقية ولا يذكر دور الإذاعات في تأجيج الصراعات وتحقيق وبناء السلام، إلا وتذكر التجربة الرواندية في الحرب الأهلية عام 1994 والتي استخدمت فيها إذاعة (ميل كولين) كأداة للتحريض والعنف ضد أقلية التوتسي، بتوظيفها في إثارة الكراهية وتوجيه دعوات صريحة لإبادة التوتسي ، لتتسبب في إبادة جماعية وصفت بأنها الأفظع في التاريخ حتى ذلك الوقت. وحوكم الإعلاميين المسؤلين عن تلك الإذاعة بتهمة التحريض على الإبادة الجماعية. كذلك تسببت الإذاعات القومية في حرب يوغسلافيا السابقة في نشر أخبار ملفقة وكاذبة أدت الى حرب أهلية دامية . وفي المقابل كان لراديو (الحقيقة والمصالحة) بعد إنتهاء الحرب في سيراليون دوراً أساسياً في نشر رسائل السلام والتسامح، بتقديمه برامج حوارية بين الضحايا والمقاتلين السابقين وتسليط الضؤ على القصص الإنسانية حول المصالحة، مما ساعد على إبراء الجراح وبناء الثقة داخل المجتمع ونزع فتيل التوترات. وفي كولمبيا استخدمت الإذاعات المحلية والدولية أثناء مفاوضات السلام بين الحكومة والمتمردين من جماعة FARC ، لنشر رسائل تدعو المقاتلين لالقاء السلاح والانضمام للمجتمع ، ونشر قصص الناجين من الحرب والتوعية بأهمية السلام وإعادة الإندماج ، لتساعد في تحقيق سلام بعد صراع دام أكثر من 50 عاماً. الإذاعة ، الوسيلة الإعلامية الأكثر تأثيرا في السودان حتى الآن رغم انتشار وتوسع الاعلام البديل، إذ توفر تغطية واسعة للمناطق والمجتمعات الريفية في المناطق النائية في ظل ضعف البنية التحتية للاتصالات والتوترات السياسية والأمنية والصراعات في معظم تلك المناطق، تظل سلاحاً ذو حدين يجب توظيفه بحكمة ومسؤولية.