logo
#

أحدث الأخبار مع #الصراع_الكردي

بعد نهاية العمل المسلح في تركيا.. أسئلة السلام والقضية الكردية
بعد نهاية العمل المسلح في تركيا.. أسئلة السلام والقضية الكردية

الجزيرة

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • الجزيرة

بعد نهاية العمل المسلح في تركيا.. أسئلة السلام والقضية الكردية

جاء في بيان رسمي يمتلك صفة شرعية كاملة: بناءً على ما توصل إليه المؤتمر اللائحي لحزب العمال الكردستاني "PKK" المنعقد في 5-7 من مايو/ أيار 2025، قرّر الحزب ما كان يعتبره أنّه من الأحلام، وهو التالي: حلّ الحزب وتشكيلاته وتنظيماته. انتهاء العمل المسلّح والحرب مع الدولة التركية. الدخول في العمل الديمقراطي السلمي طويل المدى من أجل نيل الحقوق. إن شعبنا يراقب بدقة ومن قرب مسار عملية السلام. شارك في المؤتمر 232 ممثلًا في جوّ اتّسم بالسرية التامة في موقعين مختلفين في جبال قنديل، وبذلك تنتهي 41 سنة من المواجهات المسلحة، التي خلّفت أكثر من 50 ألف قتيل من الطرفين، وانتهى الحزب الذي أُسس سنة 1974 على يد عبدالله أوجلان في صورته التاريخية، ليبدأ النضال بشكل ومسار جديدين وفقًا للقانون. بثّ الحزب مشاهد من البيان الختامي للمؤتمر بتاريخ 12-5-2025، بقراءة جماعية لنصوص أكدت على التمسك بالحقوق عبر النضال الديمقراطي، والهتاف بحياة مؤسسه أوجلان. هذه الخطوة تعتبر من أهمّ الخطوات التي يشهدها التاريخ الحديث لتركيا، ومن أهم المحطات في تاريخ الصراع الكردي مع الدول الأربع التي يعيش فيها عشرات الملايين من الكُرد. على ماذا تدلّ هذه الخطوة المتفرّدة؟ أن النضال العسكري من أجل الحقوق لم يعد ذا مغزى عند توفر الشروط السلمية الديمقراطية، وأن أطراف النزاع لن تتمكن من إفناء بعضها بعضًا. تؤكد على التقدم الحاصل في تركيا منذ مجيء العدالة والتنمية ومرجعيته الإسلامية للعمل، التي لا تعترف بعلوّ مقام عِرق على عِرق آخر، وللرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورفاقه الدور الأبرز. التغيير في الذهنية القومية الطورانية، هذه الذهنية التي فرقت العالم الإسلامي كله وهو ما حذّر منه الإمام سعيد النورسي قبل قرن كامل، وجعل مكونات الشعوب في موقف عداء مع الدولة التركية، وهذا التغيير كامن وراء موقف التيارات القومية التركية الجديد بعد أن تبين لها أنها تسير على الطريق الخطأ، وأن الدولة التركية بسياستها القومية المتطرفة التي أسس لها الفكر القومي التغريبي فرقت بين أبنائها. وتدلّ قبل كل هذا على السطوة الروحية والمكانة العالية التي يتمتع بها المرشد الروحي والفكري للحزب، عبدالله أوجلان، الرجل الذي مرّ بمراحل فكرية مختلفة طيلة ستة وعشرين عامًا من السجن في جزيرة إمرالي، هذا الرجل قاد العمل السياسي والفكري لأنصاره من داخل الزنزانة! القوة الروحية التي يمتلكها على عناصر الحزب لم تُبقِ على منفذ يسمح لمن يريد المخالفة العبور منه. لكن حلّ حزب العمال الكردستاني، وتفكيك تنظيماته، ليس بعيدًا عن الأحداث الجارية التي مرّت خلال السنتين الماضيتين على المنطقة.. إن أحداث سوريا كانت عاملًا مؤثرًا جدًا، لأن القيادة السياسية التركية -وفي المقدمة "دولت بهتشلي"- كانت حذرة للغاية من ارتدادات انهيار النظام السوري على أمن تركيا، خاصة أن قوى إقليمية مستعدة لتقديم الدعم الكامل للحركة الكردية ضد تركيا. الدعم الجاهز للتقديم ليس من أجل الحق الكردي، وإنما من أجل إزعاج تركيا، واللعب بورقة القضية القومية الكردية في الشرق الأوسط، وبترك العمل المسلح سقطت هذه الورقة، ولم يعد اللعب بها -في المدى المنظور- متاحًا للقوى الإقليمية. إن ترك العمل المسلح، والذي يتزامن مع الحوارات الجارية في أنقرة-إمرالي، هو انتصار لمبدأ السلام، والاعتراف بالآخرين، كل الآخرين المختلفين دينًا وقوميةً، كما تنص نصوص الوحي الإلهي، وكذلك المبادئ التي اتفقت عليها العقول البشرية، وتجلت في صورة مبادئ ومعاهدات لحقوق الإنسان على المستوى العالمي. وما تم هو – كذلك- انتصار للشعبين التركي والكردي، وانهزام لقوى الشرّ المحلية والإقليمية والدولية. ماذا بعد؟ لا نقصد بـ"ماذا بعد؟" مصير آلاف المقاتلين؛ فأفق عملهم واضح وهو العمل السلمي الأهلي لمن أراد، والعودة إلى الحياة الطببعية الروتينية لمن لم يتقن العمل السياسي.. وإنما نقصد بـ"ماذا بعد؟" الخطوات العملية التي نتوقعها لتساعد القيادة العسكرية على قبول ترك أسلحتهم؟ وبما أن القيادة السياسية في الدولة التركية كانت على علم بكل الخطوات التي تتم، حتى بموعد عقد المؤتمر الخاتم للحزب، فهذا دليل على أن هناك مسارًا مرسومًا متفقًا عليه بين الطرفين، وأن العمل يجري من خلال رئاسة حزب "دام بارتي" القريب من الكرد، وبإشراف مباشر وحاسم من عبدالله أوجلان مع المؤسسة الرسمية للدولة، بمعنى أن هناك خطوات قانونية تؤطر العمل الجاري من أجل وضع نهاية للمشكلة، أو على الأقل الشروع بالخطوات الأولى من أجل الانتهاء منها، وهي مرحلة جديدة جدًا في تاريخ تركيا، وقد فتحت بابًا جديدًا، كما ورد في البيان الترحيبي لحزب العدالة والتنمية الحاكم. لكن نجاح المسار السلمي بحاجة إلى جملة من الأمور: الصدق، القيمة الإسلامية والإنسانية السامية، الصدق في النوايا، الصدق المثمِر للإخلاص في العمل، هؤلاء يعملون من أجل شعوبهم، من أجل خير هذه الشعوب وسعادتها في الدنيا والآخرة، وإن إحلال عملية السلام بين الأطراف المتقاتلة والمتصارعة يستوجب تجنب الخداع، فالحرب هي الخدعة وليس الصلح والسلام. هنا يتوجب تفعيل معايير السلم وسلوكياته، وتجنب كل ما يوحي بأن أحد الأطراف يبحث عن الوقيعة بالآخر تحت عنوان السلام الكاذب، ومما يشكل أمارة على صدق النوايا، الإفراج عن عشرات الآلآف من السجناء السياسيين بتهمة الانتماء لتنظيمات الحزب، وفي الصدارة صلاح الدين دميرتاش، وتخفيف ظروف أوجلان، والانفتاح الأولي على المسائل الثقافية لحين إقرارها في الصيغ القانونية، وتغيير الدستور بما يوافق رغبة الطرفين، لتدخل تركيا قرنها الجديد كما تنبأ به الرئيس رجب طيب أردوغان. التعلم من مرارة وآلام العقود السابقة، والبحث عن الأسباب الحقيقية من أجل حلها.. التجربة أثبتت أن سفك الدماء بين أبناء الشعب الواحد لن يأتي سوى بالهدم والتدمير، في حين أن الإنسان مكلف بالبناء والتعمير. تفعيل القيم الدينية والإنسانية، وفي المقدمة مبدأ "العدالة والمساواة"، وبالعدل قامت السماوات والأرض، وهو مقصد قرآني أمر الله، سبحانه، عبادَه بتحقيقه في الأرض.. غياب العدل يأتي بالظلم، والله لن يسمح للظالم أن يفلح، وإن عدم الالتزام بمبادئ العدل والمساواة يتسبب ببروز حركات متمردة أخرى، ليس شرطًا أن يكون في هذا الجيل، ربما في أجيال مقبلة. لهذا، لا مفرّ من القضاء على كل الأسباب المؤدية إلى تفجير المجتمعات. ما يجري على الأرض يحتم علينا أن نقول: "الحمد لله رب العالمين".

«الكردستاني» يطوي 40 سنة من الصراع مع تركيا
«الكردستاني» يطوي 40 سنة من الصراع مع تركيا

الشرق الأوسط

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

«الكردستاني» يطوي 40 سنة من الصراع مع تركيا

في يومٍ وُصف في تركيا بـ«التاريخي»... طوى «حزب العمال الكردستاني»، أمس، صفحة 40 سنة من الصراع المسلح، معلناً حل نفسه وإلقاء أسلحته، استجابةً لدعوة أطلقها زعيمه التاريخي، عبد الله أوجلان، من سجنه في 27 فبراير (شباط) الماضي. وعقد «الكردستاني» مؤتمره الـ12 من 5 إلى 7 مايو (أيار) الحالي، تحقيقاً لدعوة أوجلان لـ«السلام ومجتمع ديمقراطي»، التي جاءت بناء على مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب». وبدا أن خطوة «العمال الكردستاني» قد تؤدي إلى انفراجة في القضية الكردية، وتنهي أكثر من 40 عاماً من الصراع مع الدولة. وعلق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على إعلان «حزب العمال الكردستاني» حل نفسه، بقوله: «نعدّ هذا القرار مهماً من حيث تعزيز أمن بلادنا وسلام منطقتنا والأخوة الأبدية لشعبنا». لكنه لفت، عقب ترؤسه اجتماع حكومته في أنقرة، أمس، إلى أن تركيا ستراقب «بحذر» تطبيق القرار. وعبّر رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني عن «سعادته» لرؤية «حزب العمال الكردستاني» يحل نفسه. وخرج مواطنون في ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، إلى الشوارع، معبرين عن ابتهاجهم، آملين في أن تنتهي صفحة الصراع. وفي المقابل، وصف حزب «الجيد» القومي، العملية الجارية بين «العمال الكردستاني» والحكومة التركية، بـ«الخيانة».

إردام أوزان يكتب عن مسار جديد لحزب العمال الكردستاني وتداعياته إقليميا
إردام أوزان يكتب عن مسار جديد لحزب العمال الكردستاني وتداعياته إقليميا

CNN عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • CNN عربية

إردام أوزان يكتب عن مسار جديد لحزب العمال الكردستاني وتداعياته إقليميا

هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN. لقد كانت الأرض تتحرك تحت الشرق الأوسط منذ بعض الوقت. في خطوة جديدة غير متوقعة ومهمة، أعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، المتورط منذ زمن طويل في أحد أعنف الصراعات الإرهابية وأكثرها توترًا سياسيًا في المنطقة، عن نيته حلَّ صراعه المسلح الذي استمر عقودًا وإنهائه. بالنسبة لتركيا، يُعد هذا الحدث أكثر من مجرد حدث أمني بارز؛ بل لحظة فارقة قد تُعيد رسم مسارها المحلي وتُعيد تشكيل مصفوفة القوة الإقليمية. في الوقت الذي تتعامل فيه تركيا مع مشكلتها الكردية المتغيرة بسرعة، فإنها لا تشكل مستقبلها فحسب، بل تعمل أيضاً على إعادة تعريف النظام الإقليمي. لقد أثبت التاريخ أنه عندما تتحرك تركيا بعزم ووحدة، تحذو المنطقة حذوها، مما يفتح آفاقًا جديدة للسلام والتعاون. يحمل هذا التحول المحوري تداعيات عميقة، ليس فقط على تركيا، بل على الشرق الأوسط بأكمله، إذ يُمثل نقطة تحول مهمة في صراع امتد لعقود. يأتي هذا القرار في أعقاب سلسلة من الإجراءات السياسية المهمة، بما في ذلك مبادرة أطلقها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، بقيادة الرئيس أردوغان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بالتعاون مع حزب الحركة القومية. وقد مهدت دعوة عبد الله أوجلان لوقف أنشطته في فبراير/شباط الطريق للإعلان الرسمي لحزب العمال الكردستاني في 12 مايو/أيار. ويؤكد هذا التسلسل من الأحداث على التفاعل المعقد بين السياسة الداخلية والديناميكيات الإقليمية الأوسع. يرتبط توقيت هذه المبادرة ارتباطًا وثيقًا بالمشهد السياسي التركي الراهن. فحزب "العدالة والتنمية" يُعاني من تراجع شعبيته، وتتوقف طموحات أردوغان لولاية رئاسية ثالثة على تعديل دستوري ضروري يتطلب أغلبية الثلثين في البرلمان. ولتحقيق ذلك، أصبح كسب دعم الأصوات السياسية الكردية أمرًا بالغ الأهمية. إضافةً إلى ذلك، دفع التباطؤ الاقتصادي المستمر النخبة السياسية إلى البحث عن قصة نجاح قد تحشد الدعم الشعبي أو تُحوّل الانتباه عن القضايا المالية المُلحة. التشابك السوري خارجيًا، تُعقّد ديناميكيات الوضع في سوريا المجاورة الوضع أكثر. رسّخت وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية، وجودًا شبه حكومي فيما يقرب من ثلث سوريا. ويُشير قبول النظام السوري مؤخرًا لقوات سوريا الديمقراطية إلى مرحلة جديدة من الاستقلال الاستراتيجي الكردي. والجدير بالذكر أن قرار وحدات حماية الشعب بالنأي بنفسها عن دعوة أوجلان لنزع السلاح أبرز مسارها المتباين وقدرتها على تعطيل مسار الحل في تركيا. إذا رأت أنقرة في هذه اللحظة فرصةً لتفكيك القدرة العملياتية لحزب العمال الكردستاني في أضعف حالاته، فإن التطورات عبر الحدود تُهدد بإلغاء هذه المكاسب. إن تجزئة سوريا، وتمكين الميليشيات الكردية، وتغير التحالفات الإقليمية قد يجعل من تفكيك حزب العمال الكردستاني مجرد وهم تكتيكي لا حلاً استراتيجياً. وتُشكل هذه الشبكة المعقدة من المتغيرات الخارجية مخاطر جسيمة قد تُعقّد المشهد السياسي لأنقرة مستقبلاً. التعامل مع الماضي وإدارة المستقبل إن الخسائر النفسية والاقتصادية لصراع حزب العمال الكردستاني لا تُحصى. فقدنا عشرات الآلاف من الأرواح، وهجّرنا أجيالًا، واستقطبنا مجتمعات. واستنزفت النفقات العسكرية الموارد الوطنية. يتطلب التئام هذه الندبة أكثر من مجرد نزع السلاح، بل يتطلب شجاعة سياسية، وعدالة انتقالية، وعقدًا اجتماعيًا يشمل أكراد تركيا كأصحاب مصلحة متساوين في مستقبل الجمهورية. مع ذلك، على حكومة أردوغان أن تتوخى الحذر. فبينما قد يُسوّق لخطوة حزب العمال الكردستاني على أنها انتصار سياسي، فإن المبالغة في تصويرها على أنها "هزيمة" قد تُقوّض أي مصالحة حقيقية. ففي بلدٍ تُدمّره جروح الإرهاب بعمق، وتظلّ حقوق الأكراد قضيةً خلافية، يجب أن تُحقّق الرسائل العامة توازنًا دقيقًا بين تكريم الضحايا، وضمان الأمن، وخلق مساحة سياسية حقيقية للتماسك. الشبكة الإقليمية لا تزال قائمة حزب العمال الكردستاني ليس مجرد جماعة مسلحة، بل هو كيان فاعل عابر للحدود الوطنية، يتواجد بشكل رئيسي في العراق وإيران وسوريا وأوروبا، ويمتد إلى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأيديولوجية. لن يؤدي حل جناحه المسلح إلى محو وحدات حماية الشعب الكردية، أو قوات سوريا الديمقراطية. بل قد تتطور هذه التشكيلات، أو تُعيد تقييم نفسها، أو تُعيد صياغة هويتها، مما يُشكل تحديات جديدة للجهات الفاعلة الإقليمية. في ظل وضع مقلق، قد يُؤدي تفكك حزب العمال الكردستاني إلى انهيار الوحدة الكردية، مما يُؤدي إلى فراغ في السلطة قد تستغله الجماعات المنشقة المتطرفة. ومع تحول حزب العمال الكردستاني من الصراع المسلح إلى الاستراتيجيات السياسية، قد تشعر الفصائل داخل اتحاد المجتمع الكردستاني ووحدات حماية الشعب بضغوط لإظهار أهميتها من خلال أعمال عدائية أكثر. وقد يؤدي هذا إلى تصاعد العنف مع تنافس هذه الجماعات على السلطة والموارد والهيمنة الإقليمية، سواء داخل تركيا أو في جميع أنحاء المنطقة. في ظل هذه البيئة الفوضوية، قد تستغل الجهات الخارجية الوضع لتحقيق أجنداتها الخاصة، مما قد يؤدي إلى صراع بالوكالة تدعم فيه القوى الإقليمية الفصائل الكردية المتنافسة. وقد يؤدي احتمال سوء التقدير والتصعيد إلى تفاقم الصراع في تركيا، مما يضطرها إلى التدخل عسكريًا ليس فقط ضد فلول حزب العمال الكردستاني، بل أيضًا ضد الجماعات الكردية الأخرى التي قد تنشط في المعارضة. مفترق طرق استراتيجي تتكشف هذه اللحظة على خلفية تراجع النفوذ الأمريكي، وإعادة تقييم إيران لمواقفها، وتطبيع عربي مع سوريا، وعدم استقرار إسرائيل. في ظل بيئة متقلبة كهذه، ستختبر قدرة تركيا على تشكيل القضية الكردية داخليًا وخارجيًا براعتها الدبلوماسية وتماسكها الداخلي. قد تؤدي أي خطوات خاطئة إلى رد فعل عنيف من المتشددين، أو تمكين المتطرفين، أو دعوة للتدخل الأجنبي في عملية هشة أصلًا. باب يفتح ولكن ليس على مصراعيهإعلان حزب العمال الكردستاني إنهاء الكفاح المسلح وحل نفسه حدث تاريخي، ولكنه ليس نهائيًا. فهو يُشير إلى نهاية فصل وبداية فصل آخر غامض. لدى تركيا فرصة للقيادة، ليس من خلال الهيمنة، بل من خلال حوار تحويلي يعالج المظالم الهيكلية العميقة. إذا أُديرت هذه اللحظة بحكمة، فقد تُعيد تقييم ليس فقط الديناميكيات الداخلية لتركيا، بل أيضًا مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة. أما إذا أُسيء إدارتها، فقد تُمزّق المشهد الإقليمي المُتوتر أصلًا، وتُعيد إشعال صراعات قديمة تحت مسميات جديدة. في القضية الكردية، كما في معظم أنحاء الشرق الأوسط، لا توجد نهايات واضحة، بل تقارب في الإرادة والذاكرة والخيال السياسي. * نبذة عن الكاتب: إردام أوزان دبلوماسي تركي متمرس يتمتع بخبرة 27 عامًا في الخدمة الدبلوماسية. وقد شغل العديد من المناصب البارزة، بما في ذلك منصبه الأخير كسفير لدى الأردن، بالإضافة إلى مناصب في الإمارات العربية المتحدة والنمسا وفرنسا ونيجيريا. ولد في إزمير عام 1975، وتخرج بمرتبة الشرف من كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة. واكتسب معرفة واسعة بالمشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، حيث قام بتحليل تعقيدات الصراعين السوري والفلسطيني، بما في ذلك جوانبهما الإنسانية وتداعياتهما الجيوسياسية. كما شارك في العمليات الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتخصص في مجال حقوق الإنسان والتطورات السياسية الإقليمية. وتشمل مساهماته توصيات لتعزيز السلام والاستقرار من خلال الحوار والتفاوض بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية. ويواصل حاليا دراساته عن الشرق الأوسط بينما يعمل مستشارا.

«العمال الكردستاني»... من التأسيس إلى الحلّ في نصف قرن
«العمال الكردستاني»... من التأسيس إلى الحلّ في نصف قرن

الشرق الأوسط

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الشرق الأوسط

«العمال الكردستاني»... من التأسيس إلى الحلّ في نصف قرن

خاض «حزب العمال الكردستاني»، الذي حل نفسه رسمياً، وفقاً لتقرير نشرته وكالة أنباء قريبة من الجماعة، اليوم الاثنين، معارك ضد الدولة التركية لنحو 5 عقود. ودعا مؤسس وزعيم «حزب العمال الكردستاني» المسجون عبد الله أوجلان، في فبراير (شباط) الماضي، الجماعة إلى إلقاء السلاح وحل نفسها. ويفتح القرار الباب لإنهاء الصراع الذي اجتاح جنوب شرقي تركيا، وستكون له أيضاً تداعيات كبيرة على المنطقة الأوسع نطاقاً، خصوصاً سوريا والعراق المجاورَين. زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بمعسكر تدريب في البقاع بلبنان خلال مايو 1992 (أ.ف.ب) وفيما يلي تفاصيل عن «حزب العمال الكردستاني»، وفقاً لوكالة «رويترز»: «حزب العمال الكردستاني» جماعة مسلحة أسسها أوجلان في جنوب شرقي تركيا عام 1978 على أساس آيديولوجية مستقاة من الأفكار الماركسية اللينينية. بدأ «حزب العمال الكردستاني» تمرده على تركيا في عام 1984 مستهدفاً إنشاء دولة كردية مستقلة، ثم عدل أهدافه فيما بعد إلى السعي للحصول على مزيد من الحقوق للأكراد والحكم الذاتي في جنوب شرقي تركيا. عناصر مسلحة من «حزب العمال الكردستاني» بشمال العراق يوم 14 مايو 2013 (أ.ب) وقُتل أكثر من 40 ألف شخص في هذا الصراع، معظمهم من المسلحين. وتركز القتال في المناطق الريفية جنوب شرقي تركيا حيث يشكل الأكراد الغالبية العظمى من السكان، لكن الجماعة نفذت أيضاً هجمات في مناطق حضرية؛ بينها أنقرة وإسطنبول. جانب من تدريبات لمقاتلي «حزب العمال الكردستاني»... (أ.ف.ب - أرشيفية) وصنفت أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى الجماعة «منظمة إرهابية». نشط «حزب العمال الكردستاني» في سوريا حتى عام 1998 حين اضطر أوجلان إلى الفرار وسط ضغوط تركية متصاعدة، وألقت قوات خاصة تركية القبض عليه بعد بضعة أشهر في كينيا. شابة كردية تضع عصابة رأس عليها صورة أوجلان ابتهاجاً بدعوته إلى حل «العمال الكردستاني»... (أ.ب) وأصدرت محكمة تركية حكماً بإعدامه في عام 1999، وخُفف الحكم إلى السجن المؤبد في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 بعد أن ألغت تركيا عقوبة الإعدام، وما زال أوجلان مسجوناً في جزيرة بالقرب من إسطنبول. وتراجعت حدة القتال بعد القبض على أوجلان، وانسحب مقاتلون متمردون من تركيا. أكراد يعبّرون عن فرحتهم بنداء زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان لحل «الحزب» ويطالبون بإطلاق سراحه (أ.ف.ب) وبعد فورة من أعمال العنف، انخرطت تركيا و«حزب العمال الكردستاني» في محادثات سلام منذ أواخر عام 2012. وانهارت هذه العملية في يوليو (تموز) 2015؛ مما أطلق العنان للمرحلة الأشد دموية في الصراع، التي أسفرت عن دمار واسع النطاق ببعض المناطق الحضرية في جنوب شرقي تركيا. مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية) وفي أكتوبر 2024 فاجأ دولت بهشلي، زعيم «حزب الحركة القومية» والحليف السياسي للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنقرة باقتراحه إطلاق سراح أوجلان إذا أعلن انتهاء تمرد الجماعة التي يتزعمها. الجيش التركي يواصل عملياته ضد مواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق (وزارة الدفاع التركية) وأيّد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يتزعمه إردوغان الاقتراح، وأجرى زعماء حزب «المساواة والديمقراطية للشعوب» المؤيد للأكراد، الذي يسعى إلى مزيد من الحقوق والحكم الذاتي للأكراد، محادثات مع أوجلان في سجنه. في السنوات القليلة الماضية، انتقل الصراع إلى شمال العراق المجاور حيث توجد لـ«حزب العمال الكردستاني» قواعد بمناطق جبلية، ولدى تركيا عشرات المواقع العسكرية. طفلة كردية سورية في الحسكة ترتدي طوقاً يحمل صورة أوجلان خلال مظاهرة لدعم دعوته إلى حل «العمال الكردستاني»... (رويترز) وشنت أنقرة عمليات ضد المسلحين هناك، تضمنت ضربات جوية بطائرات حربية وبطائرات مسيّرة قتالية، وقالت بغداد إن العمليات تنتهك سيادة العراق. لكن العراق وتركيا اتفقا على تعزيز التعاون في مواجهة «حزب العمال الكردستاني» الذي صنفته بغداد لأول مرة تنظيماً محظوراً. مظاهرة حاشدة في القامشلي شمال شرقي سوريا ابتهاجاً بدعوة أوجلان إلى حل «العمال الكردستاني»... (أ.ف.ب) وتستهدف تركيا أيضاً تنظيم «وحدات حماية الشعب» الكردية في سوريا، وتعدّه تابعاً لـ«حزب العمال الكردستاني»، ونفذت عمليات عبر الحدود إلى جانب القوات السورية المتحالفة معها لإبعاد التنظيم عن حدودها. لكن «وحدات حماية الشعب» تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من الولايات المتحدة والشريك الأساسي في التحالف ضد تنظيم «داعش». ويشكل دعم واشنطن «قوات سوريا الديمقراطية» مصدراً للتوتر بين الولايات المتحدة وتركيا منذ سنوات. زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أرشيفية) وتعزز موقف تركيا وتأثيرها في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، في ديسمبر (كانون الأول) 2024، الذي اتخذت أنقرة موقفاً ضده لمدة طويلة ودعمت قوات المعارضة السورية في مواجهته. عناصر من «حزب العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز) وطالبت تركيا بحل «وحدات حماية الشعب» وطرد قادة التنظيم من سوريا، وهددت بعملية عسكرية تركية لـ«سحق» التنظيم حال عدم تلبية مطالبها. وسعى مسؤولون أتراك وأميركيون وسوريون وأكراد إلى التوصل لاتفاق بشأن مستقبل المقاتلين الأكراد السوريين. وأفادت وكالة «فرات» للأنباء المقربة من «حزب العمال الكردستاني» في 12 مايو (أيار) 2025، بأن الجماعة قررت حل نفسها وإنهاء التمرد المسلح. ومن المتوقع أن يؤدي قرار «العمال الكردستاني» إلى تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، والتشجيع على اتخاذ خطوات لتخفيف حدة التوتر في العراق المجاور وكذلك في سوريا، حيث تتحالف القوات الكردية مع القوات الأميركية.

حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء النزاع المسلح
حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء النزاع المسلح

الرياض

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الرياض

حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه وإنهاء النزاع المسلح

أعلنت وكالة "فرات للأنباء"، المقرّبة من حزب العمال الكردستاني، اليوم الاثنين، أن الحزب قرر رسميًا حلّ نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك صراعًا مسلحًا امتد لأكثر من أربعين عامًا ضد الدولة التركية. وجاء القرار في أعقاب انعقاد المؤتمر الثاني عشر للحزب في شمال العراق، بين 5 و7 مايو الجاري، حيث صوّت المشاركون لصالح حل الهيكل التنظيمي للحزب ووقف العمل العسكري، وفق ما أوردته قناة 'روداو' التلفزيونية نقلاً عن البيان الختامي للمؤتمر. وشدد البيان الصادر عن وكالة 'فرات' على ضرورة إعادة صياغة العلاقة بين الدولة التركية والشعب الكردي، داعيًا أنقرة إلى تقديم ضمانات قانونية وسياسية لمؤسس الحزب، عبد الله أوجلان، المعتقل منذ عام 1999 في سجن جزيرة إيمرالي. كما أشار إلى أن المسؤولية ستنتقل إلى الأحزاب السياسية الكردية لمواصلة العمل على ترسيخ الديمقراطية الكردية وتشكيل 'أمة ديمقراطية' وفق المفهوم الذي يطرحه الحزب. ويأتي هذا الإعلان استجابة لدعوة أطلقها أوجلان في فبراير الماضي، دعا فيها مقاتلي الحزب إلى نزع السلاح وحل التنظيم. وقد بادر الحزب، في الأول من مارس، بإعلان وقف إطلاق النار الفوري تماشياً مع هذه الدعوة. وأكدت مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث" أن عملية نزع سلاح الحزب ستستمر حتى نهاية يونيو المقبل، في خطوة وُصفت بأنها تطور جذري في مسار القضية الكردية داخل تركيا. من جهته، كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد ألمح في وقت سابق إلى احتمال ظهور أنباء قريبة بشأن حل الحزب، مؤكداً أن الحكومة التركية ماضية في "تخليص البلاد من آفة الإرهاب"، على حد تعبيره. يُذكر أن حزب العمال الكردستاني تأسس في عام 1978، وبدأ تمرده المسلح ضد الدولة التركية عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة. وعلى الرغم من تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد شهدت العقود الماضية محاولات متكررة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع، الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store