logo
#

أحدث الأخبار مع #العلومالإنسانية

تغييب العلوم الإنسانية من خطة الابتعاث الخارجي: إهمال للعقل وتجاهل لا يليق بعصر الذكاء الاصطناعي
تغييب العلوم الإنسانية من خطة الابتعاث الخارجي: إهمال للعقل وتجاهل لا يليق بعصر الذكاء الاصطناعي

الجريدة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • الجريدة

تغييب العلوم الإنسانية من خطة الابتعاث الخارجي: إهمال للعقل وتجاهل لا يليق بعصر الذكاء الاصطناعي

أثارت قائمة التخصصات المدرجة ضمن خطة الابتعاث الخارجي التي أعلنتها وزارة التعليم العالي قلقاً بالغاً، ليس بسبب ما تضمنته، بل بسبب ما أغفلته. فقد خلت القائمة تماماً من تخصصات العلوم الإنسانية والآداب، مما يعكس سوء فهم عميقاً: وهو الاعتقاد بأن التكنولوجيا وحدها هي بوابة التنمية والمستقبل، وتجاهل عمق التغيرات التي يشهدها الإنسان والمجتمع في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي. إن العلوم الإنسانية — كالفلسفة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والعلوم السياسية، والتاريخ، والأدب والفنون — هي ميادين تبحث في جوهر الإنسان — كيف يفكر، ويتفاعل، ويعبر، ويحكم، ويتطور. وهي لا تمنح فقط عمقاً ثقافياً، بل أدوات تحليلية ضرورية لفهم التغيير. وفي وقتٍ تُعيد فيه التكنولوجيا رسم معالم حياتنا الفردية والجماعية، تصبح هذه العلوم خط الدفاع الأول في ترشيد الاستخدام، وتوجيه الابتكار نحو ما يعزز القيم الإنسانية لا ما يفرغها من معناها. إن الاقتصار على التخصصات العلمية والتكنولوجية في الابتعاث قد يُنتج أدوات متقدمة، لكنه لن يُنتج مجتمعات متوازنة. تقنيات الذكاء الاصطناعي اليوم تتسبب في تحولات عميقة على مستوى الهوية، والوظائف، والعلاقات، وحتى الإدراك. لذلك يصبح علم النفس ضرورياً لفهم التبعات النفسية للاستخدام المكثف للتكنولوجيا، كالإدمان الرقمي أو اضطرابات القلق الاجتماعي. وعلم الأعصاب يقدم رؤى مهمة حول كيفية تفاعل الدماغ البشري مع بيئات افتراضية تزداد تعقيداً. أما الفلسفة، فهي الحارس الذي يوقظ الضمير الأخلاقي، ويطرح أسئلة ضرورية عن حدود الاستخدام، العدالة، والمساءلة في عصر الآلة. نحن لا نواجه فقط آلات جديدة، بل عالماً جديداً بالكامل. ولهذا تختلف ثورة الذكاء الاصطناعي عن الثورة الصناعية. فالمصانع غيّرت طريقة عملنا، بينما الذكاء الاصطناعي يغيّر طريقة تفكيرنا، ومشاعرنا، وقراراتنا، وحتى فهمنا لذواتنا. لم يعد مجرد أداة بجانبنا، بل نظام يعيش في داخلنا. ولهذا، لن تكفينا المهارات التقنية وحدها. نحن بحاجة إلى البصيرة الإنسانية — وهي بصيرة لا تمنحها سوى العلوم الإنسانية. لذا، لن نستطيع التعامل مع ثورة الذكاء الإصطناعي بحكمة ما لم يكن لدينا، إلى جانب المهندسين والمبرمجين، مفكرون وفلاسفة ومؤرخون وعلماء نفس وفنانون. من دونهم، سنبني مجتمعاً فعالاً — لكنه قد يكون غير حكيم، غير عادل، وربما غير مستقر. إن المجتمعات التي تنهض بحق، هي تلك التي تُنمّي قدرات أبنائها على التحليل والربط والتفكير الأخلاقي. والعلوم الإنسانية هي البيئة التي تُصقل فيها هذه القدرات، وتُبنى فيها العقول القادرة على قيادة المستقبل، لا فقط التفاعل معه. قد يرى البعض أن جامعة الكويت توفر تلك التخصصات، فلا حاجة لإدراجها ضمن خطة الابتعاث. لكن السؤال الحقيقي هو: ما مدى حداثة مناهجها؟ وما مدى ارتباطها بتحديات عصر الذكاء الاصطناعي؟ فالمعاصرة اليوم تعني التعليم البيني — حيث تلتقي الفلسفة مع علم البيانات، وعلم النفس مع سياسات التقنية، والتاريخ مع دراسات المستقبل— وإلا كانت غير ذات جدوى. وعليه، فإن تغييب تلك التخصصات من خطة الابتعاث يعد مؤشراً على قصور في الرؤية الاستراتيجية. وإذا أردنا فعلاً أن نُعدّ أجيالاً قادرة على التعامل مع تحديات العصر الرقمي، فعلينا أن نُعيد الاعتبار للعلوم الإنسانية، لا بوصفها ماضياً ثقافياً، بل بوصفها ضرورة مستقبلية. *استشاري في التعليم والسياسات العامة

منح دراسية للطلاب الدوليين بجامعة ياجيلونيا البولندية.. البرامج المتاحة والمستندات المطلوبة
منح دراسية للطلاب الدوليين بجامعة ياجيلونيا البولندية.. البرامج المتاحة والمستندات المطلوبة

الأسبوع

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الأسبوع

منح دراسية للطلاب الدوليين بجامعة ياجيلونيا البولندية.. البرامج المتاحة والمستندات المطلوبة

منحة جامعة ياجيلونيا البولندية زينب الدبيس منح دراسية للطلاب الدوليين.. أعلنت جامعة ياجيلونيا البولندية، فتح باب التقدم لمنح دراسية للطلاب الدوليين الراغبين في استكمال دراستهم بالمرحلة الجامعية بمختلف مراحلها. منحة جامعة ياجيلونيا البولندية وأوضحت جامعة ياجيلونيا البولندية، أن هذه المبادرة تشمل برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وتعد فرصة مميزة للراغبين في الدراسة في بيئة أكاديمية مرموقة مدعومة بتسهيلات شاملة. رابط التقديم في منحة جامعة ياجيلونيا البولندية ويمكن للطلاب الدوليين الراغبين في الاشتراك في منحة جامعة ياجيلونيا البولندية، تسجيل طلب الالتحاق، من خلال زيارة الرابط التالي: التقديم في منحة جامعة ياجيلونيا البولندية مزايا منحة جامعة ياجيلونيا البولندية - تغطية كاملة للرسوم الدراسية. - راتب شهري يبلغ 1500 زلوتي بولندي. - تأمين صحي شامل. - منحة انتقال لمرة واحدة عند الوصول. - دعم كامل في إجراءات التأشيرة والإقامة. برامج منحة جامعة ياجيلونيا البولندية - البكالوريوس: تستمر من 3 إلى 4 سنوات وتشمل دراسة نظرية وتدريبا عمليا - الماجستير: مدته سنتان ويركز على البحث العلمي - الدكتوراه: تمتد لأربع سنوات وتشمل مشروعا بحثيا وإشرافًا أكاديميا متخصصا تخصصات منحة جامعة ياجيلونيا البولندية الطب. الهندسة. - العلوم الطبيعية. - تكنولوجيا المعلومات. - الاقتصاد. - القانون. - العلوم الإنسانية. - الفنون. - التربية. المستندات المطلوبة للتقديم في منحة جامعة ياجيلونيا البولندية - جواز سفر ساري. - الشهادات الدراسية وكشف الدرجات. - شهادة لغة إنجليزية. - خطاب تحفيزي وسيرة ذاتية. - خطابي توصية. - صور شخصية حديثة. - ترجمة موثقة للوثائق إلى الإنجليزية أو البولندية، مع تصديق من السفارة البولندية. معايير اختيار الطلاب في منحة جامعة ياجيلونيا البولندية وأشارت الجامعة، إلى أنه يتم تقييم الطلبات بناء على المعدل الأكاديمي، ومستوى اللغة، وجودة خطاب التحفيز، وقوة خطابات التوصية، بالإضافة إلى المقابلة الشخصية عبر الإنترنت والإنجازات البحثية السابقة.

بنك التضامن يقدم رعاية ذهبية للمؤتمر الطلابي العلمي الأول في عدن: تعزيز ثقافة البحث العلمي وتمكين الشباب
بنك التضامن يقدم رعاية ذهبية للمؤتمر الطلابي العلمي الأول في عدن: تعزيز ثقافة البحث العلمي وتمكين الشباب

اليمن الآن

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • اليمن الآن

بنك التضامن يقدم رعاية ذهبية للمؤتمر الطلابي العلمي الأول في عدن: تعزيز ثقافة البحث العلمي وتمكين الشباب

في خطوة تجسد التزامه العميق بالمسؤولية الاجتماعية ودعمه المستمر للشباب والابتكار، أعلن بنك التضامن عن تقديم رعايته الذهبية للمؤتمر الطلابي العلمي الأول الذي استضافته مدينة عدن على مدى يومين. ويُعد هذا الحدث منصة علمية وطنية رائدة تهدف إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي، وتحفيز الإبداع الطلابي، واحتضان المشاريع والمبادرات الريادية في مختلف التخصصات الأكاديمية. شهد المؤتمر إقبالاً واسعاً وغير مسبوق من الباحثين والطلبة من داخل اليمن وخارجه، حيث تلقت اللجنة المنظمة 152 بحثًا علميًا من داخل البلاد و17 دولة حول العالم. وقد خضعت جميع الأبحاث لمراجعة دقيقة وتحكيم علمي محايد لضمان أعلى معايير الجودة والدقة. وفي النهاية، تم اختيار 58 بحثًا للمشاركة الرسمية ضمن فعاليات المؤتمر، والتي غطت أربعة محاور رئيسية شملت: العلوم الإنسانية : دراسات وأبحاث تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية. الهندسة وتقنية المعلومات : مشاريع تقنية مبتكرة تساهم في حلول عملية للمشاكل اليومية. العلوم الأساسية والبيئية والتطبيقية : أبحاث تركز على التنمية البيئية والاستدامة. الطب والعلوم الصحية : دراسات تتناول التحديات الصحية وحلولها المبتكرة. بنك التضامن: الاستثمار في العقول الشابة تأتي رعاية بنك التضامن لهذا الحدث المتميز انطلاقًا من رؤيته الإستراتيجية التي تضع التعليم والبحث العلمي في مقدمة أولوياتها. وأكد البنك أن هذه الخطوة تعكس إيمانه الراسخ بأن الاستثمار في العقول الشابة والتعليم وتشجيع الابتكار هو الاستثمار الحقيقي في مستقبل الوطن. وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال الأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد، رئيس مجلس إدارة بنك التضامن : "نحن في بنك التضامن نؤمن بأن التعليم والبحث العلمي يمثلان الركيزة الأساسية لبناء مجتمع مستدام وتنمية الطاقات الشبابية. ورعايتنا للمؤتمر الطلابي العلمي الأول تأتي ترجمةً لالتزامنا بدعم مسيرة البحث العلمي، وتمكين الشباب من إطلاق طاقاتهم الابتكارية، والمساهمة في بناء مجتمع معرفي قادر على النهوض والتطور من خلال التعليم". دور المؤتمر في تعزيز التنمية المعرفية يُعتبر المؤتمر الطلابي العلمي الأول محطة مهمة في مسيرة دعم بنك التضامن للمبادرات التعليمية والمجتمعية. ويؤكد هذا الحدث استمرار البنك في تبني البرامج والمبادرات التي تسهم في تمكين الشباب وتعزيز التنمية المعرفية والابتكارية في اليمن. كما يعكس المؤتمر جهودًا حثيثة لخلق بيئة علمية محفزة تجمع بين الشباب اليمني والخبرات الدولية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون وتلاقح الأفكار. رسالة أمل ومستقبل من خلال دعمه لهذا المؤتمر، يسعى بنك التضامن إلى إيصال رسالة أمل وتفاؤل إلى الشباب اليمني، مؤكداً أن هناك دائمًا فرص للإبداع والنمو حتى في أصعب الظروف. ويمثل الحدث أيضًا دعوة مفتوحة لجميع الجهات المعنية للاستثمار في قدرات الشباب وتعزيز مكانتهم كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. ختاماً، يُبرز المؤتمر الطلابي العلمي الأول في عدن أهمية التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لدعم البحث العلمي والابتكار، ويضع لبنات جديدة في مسيرة بناء مستقبل مشرق مليء بالفرص والإمكانات.

التقاطع والتداخل في التخصصات العلمية المختلفة
التقاطع والتداخل في التخصصات العلمية المختلفة

شبكة النبأ

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • شبكة النبأ

التقاطع والتداخل في التخصصات العلمية المختلفة

إن الفصل بين الذات والموضوع لا يوجد تقريبا في العلوم الإنسانية والاجتماعية وغالبا ما يجري الانتصار للذات في هذه العلوم بناء على وجود وجهات نظر إنسانية مختلفة، في حين أن فصلا كهذا معدومٌ تقريبا في العلوم المادية؛ فالحديد يتمدد بالحرارة عند المؤمن والملحد على السواء وهو بهذا المعنى لا يقبل بأكثر من وجهة نظر واحدة... هناك متشددون يستكثرون إطلاق كلمة "علم" على العلوم الإنسانية، والعلوم الاجتماعية، ومن هؤلاء لاسيما بعض الأطباء من لا يطاوعه لسانه على مخاطبة حامل شهادة الدكتوراه في العلوم آنفة الذكر بعبارة: "يا دكتور" وغالبا ما يستعيض عنها بـ "يا أستاذ"، وفي هذا السياق ثمة "يوتيوبر" نال شهرة أو " طشة" واسعة جدًا بين العراقيين بسبب تبنيه لفكرة: أن العلوم الإنسانية وكذا العلوم الاجتماعية إنما هي مؤامرة استعمارية يجب مقاومتها! والكشف عن ظلاميتها! لا شك في أنّ التعامل مع العلوم الإنسانية وحاملي شهاداتها العليا بالطريقة التي نقلنا شطرًا من مواصفاتها يدخل ضمن الأعمال شديدة التعسف التي تُمارس للأسف الشديد من طرف بعض المحسوبين على العلم والعلماء خاصّة في مجال العلوم التطبيقية أو العلوم الصرفة؛ ونظرة الاستعلاء بين أصحاب التخصصات العلمية بعضهم ضد بعضهم الآخر يتوجب أن تنتهي إلى الأبد إذا ما كان الغرض هو بلوغ عتبة متقدمة أكاديميًا. أمّا النظر إلى العلوم الإنسانية بوصفها مؤامرة غربية ضد العالم العربي أو الإسلامي كما يتبنى ذلك " اليوتيوبر" العجيب الذي أشرنا لها سابقًا ولا نودّ التصريح باسمه "احترامًا" لجمهوره فهذه سفسطة بدائية لا ترقى " شبهتها" إلى أي سند منطقي؛ ذلك أن العلوم الإنسانية تضم طيفا واسعا من التخصصات اللازمة للوجود البشري. وفي مقدمة تلك العلوم كما هو معلوم: التاريخ، والفلسفة، وعلما النفس والاجتماع، والانثروبولوجيا، واللغويات والآداب، والفنون، والجغرافيا البشرية، وكذلك العلوم السياسية والقانونية. ومكمن الفرق بين العلوم الإنسانية والاجتماعية من جهة، والعلوم الطبيعية من جهة أخرى يتمثل في أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تركز على الإنسان كـ (كائن ثقافي وروحي وأخلاقي) في حين تركز العلوم الطبيعية على قوانين الطبيعة، والمادة، على أن العلوم الطبيعية في جملتها ذات أثر تواصلي محدود في حين أن العلوم الإنسانية والاجتماعية تمتد على رقعة تواصلية هائلة للغاية، لاسيما في سياق فهم الثقافات والهويات للأمم والمجتمعات، ومعرفة كيفية تطورها عبر الزمان والمكان، وهي بذلك تعزز التفاهم الإنساني من ناحيتي التعاون والتفاعل ومن ثم تحقيق مآرب التعايش السلمي العالمي، وتحفيز الإبداع والفنون بنحو عام تجاه تشكيل الحياة الثقافية، فضلا عن صيانتها للتراث البشري وإثراء الوعي الجمعي الخاص بفهم الماضي وتفهمه... وفي الدول المتقدمة ثمة تقاليد راسخة هناك تُبقي على العلاقة الحميمة بين التخصصات العلمية المختلفة؛ إذ يثابرون باستمرار على بناء فرق بحثية من خلفيات علمية مختلفة للعمل معًا في مشروعات كبرى، من ذلك دراسة تغير المناخ، وتصميم السياسات العامة المتعلقة بالصحة أو التعليم أو الطاقة حيث اجتماع علماء الفيزياء والطب مع مختصين في علم الاجتماع أو الاقتصاد أو الفلسفة الأخلاقية...الخ. وأبرز الأمثلة على هذا التوجه التعاون الجاري حاليا بين لغويين وعلماء حاسوب لتحسين التواصل اللغوي بين الإنسان والآلة، وبخلاف الحال لدينا فعادة ما يجري التعاون على أوسع نطاق في جامعات الغرب المتقدم بين التخصصات العلمية المختلفة كما في جامعتي ستانفورد، وأكسفورد؛ إذ بإمكان طالب في علم النفس مثلا أن يعمل مع فيزيائي أو مبرمج على مشروع واحد! وعلى نحو الإجمال يتميّز التعاون بين اللغويين وسائر المتخصصين في علم النفس، والاجتماع، والسياسة، وطب الأعصاب في الدول المتقدمة بالطابع التداخلي التخصصي (Interdisciplinary) قصد تحقيق فهم أعمق وشامل للغة بوصفها ظاهرة معقّدة، وانعكاس هذه الظاهرة على أبعاد الإنسان الأخرى اجتماعيةً وسياسيةً ونفسيةً وعصبية، وبقدر ما يتعلق الأمر بعلم اللغة السياسي فإنه معني في المقام الأول بتحليل الخطاب السياسي، وآليات الإقناع الإعلامي بما يكشف عن أثر اللغة في نطاق السلطة والإطار الآيدلوجي. أمّا علم اللغة العصبي فيبحث في العلاقة بين اللغة والدماغ مشخصًّا الاضطرابات اللغوية العصبية كالحبسة مثلا مما يفيد في إيجاد وسائل مبتكرة غير تقليدية لعلاج المرضى وإعادة تأهيلهم... على أن القواسم المشتركة التي تجمع التخصصات العلمية كافة لا تعني نفي خصوصية كل علم من تلك العلوم المختلفة، ولتوضيح هذه النقطة فإن الفصل بين الذات والموضوع لا يوجد تقريبا في العلوم الإنسانية والاجتماعية وغالبا ما يجري الانتصار للذات في هذه العلوم بناء على وجود وجهات نظر إنسانية مختلفة، في حين أن فصلا كهذا معدومٌ تقريبا في العلوم المادية؛ فالحديد يتمدد بالحرارة عند المؤمن والملحد على السواء وهو بهذا المعنى لا يقبل بأكثر من وجهة نظر واحدة!

الذكاء الاصطناعي والتعليم: من القلق إلى الألق
الذكاء الاصطناعي والتعليم: من القلق إلى الألق

الجريدة

time٠١-٠٤-٢٠٢٥

  • علوم
  • الجريدة

الذكاء الاصطناعي والتعليم: من القلق إلى الألق

يشهد التاريخ البعيد والقريب أنه كلما ظهر ابتكار جديد تباينت ردود أفعال البشر بين الحذر والترحيب، فحين ظهرت الآلة الحاسبة مثلاً، ساد الاعتقاد بأنها ستعطل القدرات الذهنية للإنسان، مما أثار قلقاً واسعاً بشأن مستقبل التعليم والمهارات الحسابية لدى الطلاب والبشر بشكل عام. لكن الواقع أثبت عكس ذلك، فقد ساعدت هذه الأداة في تسهيل العمليات الحسابية الروتينية، مما سمح للعقل البشري بالتركيز على حل المشكلات المعقدة الأخرى، والتفكير الإبداعي في كل المجالات. يتكرر المشهد اليوم مع ظهور وانتشار الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في المجال التعليمي الذي ساد فيه برامج كتابة البحوث وتحليل البيانات والتعلم التكيفي والترجمة، وغيرها من التطبيقات والمواقع المبهرة... وهنا بدأت التساؤلات المستحقة تتكرر لدى المعلمين وأولياء الأمور ولدى المعنيين بالعملية التعليمية: فهل سيقضي هذا الابتكار على القدرات العقلية للطلاب ويجعلهم معتمدين كلياً على هذه الأدوات، مما يؤدي إلى تراجع قدراتهم في التفكير النقدي والبحث الذاتي، أم سيمنحهم فرصة لتطوير مهارات جديدة أكثر عمقاً وابتكاراً؟ إضافة إلى هذه المخاوف، انبرت الخشية من وجود تباين فيما يسمى «العدالة الرقمية» المتصلّة بحق الوصول إلى التقنية، إذ ليست كل المدارس والجامعات على نفس المستوى من حيث الإرادة والإمكانات لتوفير هذه الأدوات لجميع الطلاب وتمكينهم من استخدامها، مما قد يؤدي إلى فجوة تعليمية بين الطلاب المنتمين إلى فئات اجتماعية مختلفة، وينعكس سلباً على عدالة القدرة على تطوير مهارات البحث والإبداع والتفاعل مع متطلبات سوق العمل. ورغم المخاوف المستحقة، والتي ليس أقلها وصول البشر والشباب تحديداً إلى نوع من «العفن الدماغي»، الأمر الذي سلطت عليه الضوء في مقال سابق نشر بتاريخ 30 ديسمبر من العام الفائت بعنوان «تعفن الدماغ... كلمة عام 2024»، لابد من الاستسلام والتكيّف مع حقيقة أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصاً هائلة لتحسين جودة التعليم وتطوير العملية التعليمية على مستويات متعددة، وبطرق مختلفة، نذكر منها: - تحسين كفاءة المعلمين، من خلال تسهيل أداء المهام الروتينية والإدارية المملة التي يقوم بها المعلّمون مثل إدخال درجات الامتحانات، وتحليل الأداء الأكاديمي، وكتابة التقارير، مما يتيح للهيئة التعليمية وقتا أكبر للتركيز على تطوير المناهج والتفاعل مع الطلاب. - التعليم المخصّص (Personalized Learning)، اذ يتمتع الذكاء الآلي بقدرة على تحليل أداء الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف لكل طالب على حدة، وهنا يمكن للأنظمة التكيفية تقديم محتوى تعليمي يتناسب مع إيقاع تعلم الطالب، مما يساعد على تعزيز قدراته بشكل أفضل. - تعزيز مهارات التفكير الإبداعي، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفتح آفاقاً واسعة للطلاب في مجالات متعددة داخل البيئة التعليمية، حيث من الخطأ والمعيب اقتصار دوره على البحث عن المعلومات فحسب، والمساعدة في حلّ الواجبات المنزلية واعداد المشاريع الأكاديمية والتطبيقية، بل أصبح شريكا في الإبداع والابتكار. فعلى سبيل المثال، يمكن للطلاب في مجالات العلوم والرياضيات استخدام التقنيات الذكية لتحليل كميات هائلة من المعلومات والمعطيات البيانية والتجريبية بسرعة ودقة تفوق القدرات البشرية، مما يساعدهم في الكشف عن أنماط معقدة وصياغة فرضيات جديدة لم تكن لتتبلور بالطرق التقليدية. وفي مجالات العلوم الإنسانية والكتابة الإبداعية، يتيح الذكاء الاصطناعي أدوات تفاعلية تساعد الطلاب على صياغة النصوص وتحريرها، مع تقديم اقتراحات لتحسين الأسلوب وتعزيز الحبكة السردية. - تهيئة الطلاب لسوق العمل: يعتمد سوق العمل في المستقبل بشكل كبير على مهارات التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ولاشك في أن إدماج هذه الأدوات في التعليم يمنح الطلاب فرصة مبكرة للتعرف على التكنولوجيا المستخدمة في بيئات العمل الحديثة. فعلى سبيل المثال يمكن للطلاب في مجالات التصميم والهندسة الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في توليد تصاميم معمارية أو نماذج أولية مبتكرة، مع محاكاة آليات العمل واختبار الكفاءة الافتراضية قبل التنفيذ الفعلي. *** وتبقى المهمّة الرئيسية لدى جميع المعنيين هي البحث عن كيفية التفاعل الإيجابي مع الذكاء الاصطناعي في التعليم والاستفادة منه دون الإضرار بالمهارات التقليدية؟ الإجابة عن هذا الأمر لن تكون بالطبع سهلة، إذ لابد من اتباع منهج متوازن يجمع بين صلابة الآلة وتسارع التقنيات من جهة، وهشاشة التركيبة الإنسانية بشقيها الفكري والوجداني، من جهة أخرى، وهنا تنبري بعض الأفكار ذات الصلة: - على المعلمين أن يسلمّوا بإيجابية لفكرة استخدام الطلاب أدوات التكنولوجيا الحديثة، مما يدفعهم الى تشجيع العمل المشترك والتيقن من مساهمة الذكاء الاصطناعي في زيادة المدارك والمعارف والمقدرات لدى الطلاب، مع التركيز على قدرتهم على تحليل الإجابات وتقييم مصداقيتها. - وهنا يأتي المجال ثانياً لدمج التكنولوجيا مع الإبداع من خلال تصميم مشاريع تعليمية تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة بدلاً من أن تكون الوسيلة الوحيدة للإنجاز. على سبيل المثال، يمكن تكليف طلاب كلية الحقوق بإعداد أبحاث قانونية حول قضايا معاصرة، مثل الجرائم الإلكترونية أو الذكاء الاصطناعي والمسؤولية المدنية، مع استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تحليل السوابق القضائية والتشريعات ذات الصلة. - وفي جميع الأحوال، ينبغي تعليم الطلاب على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي، مع احترام حقوق الملكية الفكرية وتجنب الغش الأكاديمي. *** كما حدث مع الآلة الحاسبة والإنترنت وجميع الابتكارات التي سبقت، سيثبت الذكاء الاصطناعي بمرور الوقت أنه ليس عدواً للتعليم، بل حليفاً يمكنه تعزيز قدرات الطلاب، وتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل. المفتاح يكمن في كيفية استخدامنا لهذه التكنولوجيا دون أن لها بأن تحل محل عقولنا، بل بجعلها وسيلة لتوسيع آفاقنا ومعارفنا وزيادة إبداعنا وتحسين طرائق تفكيرنا. * كاتب ومستشار قانوني

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store