أحدث الأخبار مع #القرآنيين


بوابة ماسبيرو
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- منوعات
- بوابة ماسبيرو
د.أحمد الطيب يرد عن السنة النبوية شبهات الأخذ بها كمصدر للتشريع
يستكمل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف حلقاته في برنامجه الأسبوعي (حديث شيخ الأزهر) الرد على كل الشبهات المُثارة حول مدى مشروعية الأخذ بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كمصدر للتشريع ، وشبهات أخرى حول مدى صدق وسلامة ما وصل إلينا من أقوال وأفعال النبي وهل هي وصلت إلينا سليمة أم مُحرّفة ، فنقّح فضيلة الإمام كل الأقوال التي كُتبت من المستشرقين ومن القرآنيين ومن كل المُشككين حول هذه القضية. وفي الرد على القرآنيين الذين استندوا لقوله تعالى (مَا فَرَطْنَا فِي الِكتَابِ مِنْ شَيْء )قائلين إن المقصود بالكتاب في الآية الكريمة هو القرآن ، وأن الله تعالى قال إنه شمل كل شيء ولم يُفرط فيه ولم يترك شيئا إِلَّا وتناوله القرآن الكريم فلا حاجة لنا للسنة النبوية ، فقال فضيلته إن المقصود بالكتاب هنا اللوح المحفوظ ،وهو كائن غيبي لا يطّلع عليه أحد ،واللوح المحفوظ هو الذي نزل منه القرآن ، واللوح المحفوظ مُسطّر فيه كل الأقدار وكل الغيبيات ولا يطّلع عليه أحد حتى الملائكة المقربون ، أما قولهم حول الآية الكريمة (وَ نَزَلَنَا عَليْكَ الْكِتَابَ تِبْيانَاً لِكُل شَيْء ) فهنا أوضح الإمام الطيب أن المقصود ( بالكتاب ) هو القرآن الكريم بالفعل ،ولكن هل (كل شيء ) هنا المقصود بها كل التشريعات والعبادات ؟ فقال إن (كل شيء ) في الآية الكريمة يُقصد بها أن القرآن الكريم بين كل شيء في الأصول والقواعد الكبرى والرئيسية في العقائد والتشريعات ، أما تفصيل ما أُجمل في القرآن كان هو دور السنة الشريفة ،حيث فسرت ما أُجمل في القرآن الكريم. (حديث شيخ الأزهر) يعرض الجمعة من كل أسبوع في تمام الثانية ظهراً تقديم : رضا مصطفى، رئاسة التحرير: نادية بغدادي، إخراج : وائل طاهر.

مصرس
١٦-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصرس
يرون ضرورة الاكتفاء بالقرآن الكريم لتبيان أحكام الشريعة وقضايا الدين القرآنيون.. لماذا أنكروا السنة؟
تصدى علماء الأزهر الشريف، بالحجج العلمية لمن يطلقون على أنفسهم «القرآنيين»، الذين ينكرون السنة النبوية ويرون ضرورة الاكتفاء بالقرآن الكريم لتبيان أحكام الشريعة وقضايا الدين، لرؤيتهم القاصرة على أن السنة ليست وحيًا بل اجتهاد.. تلك الطائفة دائمًا ما تشكك فيما ورد بالسنة. وأوضح الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أن إنكار السنة بدأ بطرق ومراحل مختلفة منذ عصر الخوارج، وهم من نسميهم «النابتة»، مبينًا أنهم لم ينكروا السنة بالكيفية التى ينكرها بها القرآنيون الآن، حيث إنهم مع إنكارهم للسنة تمسكوا بالإجماع وتشددوا فى الدين، ثم بعد ذلك تم القضاء على الخوارج سنة 82 ه، وظللنا لا نسمع عنهم حتى القرن الرابع الهجرى، حين ظهرت نابتة منهم فى المغرب وقُضى عليها، ثم خرجت منهم بوادر أخرى فى القرن الثالث عشر الهجرى، لكنهم أيضًا لم يكونوا على حد أولئك الموجودين الآن.وأضاف الدكتور على جمعة أن القرآنيين يمكن تقسيمهم من ناحية إنكارهم للسنة إلى طائفتين، «طائفة مع إنكارها لم تخرج عن الإسلام»، وذلك لعدم إنكارهم للإجماع، و«طائفة أخرى خرجت عن الإسلام»، لأنهم أنكروا السنة بالإضافة إلى جميع المصادر، موضحًا أن إنكار السنة بدأ فى العصر الحديث منذ الاحتكاك بالاحتلال الإنجليزى فى الهند.وبيّن الدكتور على جمعة، أن من أبرز أسباب إنكار السنة، هى الصدام عند عدم التهيؤ، وعدم القدرة على الرد على الشبهات، والخلل العقلى والنفسى، والهوى، والجهل بصحيح الدين وبما فعله المسلمون الأوائل للحفاظ على السنة النبوية المشرفة، مؤكدًا أن هؤلاء المنكرون هم فى الحقيقة يريدون هدم الدين وليس إنكار السنة، لكنهم لو صرحوا بذلك سرعان ما يفشلون فشلًا تامًا.من جهته أكد محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف أن الأزهر الشريف هو الحارس الأمين للسنة النبوية لأن رسالته تقوم على الاهتمام بكتاب الله وسنة رسوله الكريم دون تفريط أو إقصاء.ولفت إلى أن علماء بالأزهر الشريف يوثقون العلم وينقلونه من جيل إلى جيل ليحصنوا علومه الأصيلة من عبث العابثين وإنكار المنكرين، وهناك استنباط وتحصين مستمر للأحكام الشرعية وعلوم القرآن فى كليات الشريعة والقانون، بهدف نشر الوعى التام بكتاب الله تعالى وهدى النبى الكريم.وأكد الدكتور محمد الجندى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن القرآنيين تركوا السنة واخترعوا أطروحات مضللة ومزيفة تحاول إسقاط دور السنة فى الحياة والإنسانية كلها، موضحًا أن الأزهر يُحصّن الشباب فكريًا من خلال تقديم علم وسطى نافع بأسانيد صحيحة. وشدد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، على أن القرآن الكريم وسنة النبى صلى الله عليه وسلم هما المصدران الرئيسيان للعلم والتوجيه، ولا يجب إنكار أحدهما.وأضاف الجندى أن القرآن الكريم لا يحتوى على أى تفريط، وجاء مؤكدًا على أهمية السنة النبوية وعدم إنكارها، لأن إنكار السنة يعنى إنكار القرآن، لأن السنة هى المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن، وقد عمل أهل السنة على تحصين العقول من خلال اتباع هدى النبى محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تعلمنا السنة مناسك الدين وتفصل القرآن الكريم، ويجب على الجميع محاربة التيارات التى تسعى لتطبيق أفكار غريبة تهدف إلى هدم الدين، وتقديم تفسيرات مغلوطة للعلماء، فى حين أن السنة تفسر وتوضح القرآن بإجماع العلماء.التشكيك فى البخاريفى سياق متصل أكد الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الشبهات المثارة حول صحيح البخارى لا تؤثر إلا فيمن ليست لديهم دراية كافية بأسس الدين وعلوم السنة النبوية، مشيرًا إلى أن المشككين يدركون أن صحيح البخارى يمثل القمة فى صحة الحديث النبوى، لذا يسعون للنيل منه، لأن إسقاط مكانته فى نفوس المسلمين سيفتح لهم الباب للطعن فيما بعده من كتب السنة.وأوضح «معبد» أن الأزهر كان له دور بارز فى التصدى لهذه الشبهات من خلال التأليف والمحاضرات العلمية التى تكشف زيف الادعاءات المثارة.وأشار إلى أن ردود العلماء تؤكد دائمًا أن هذه الشبهات لا تستند إلى أى مستند علمى صحيح، بل هى مجرد محاولات قائمة على مغالطات لا تصمد أمام البحث العلمى الدقيق.وأضاف أن المشككين يركزون على صحيح البخارى تحديدًا، لأنهم يعلمون أنه الأعلى منزلة فى علم الحديث، فإذا نجحوا - فى ظنهم - فى التشكيك فيه، كان ما بعده أسهل، لكنهم وقعوا فى عكس ما أرادوا، حيث أصبح افتقارهم للمنهجية العلمية واضحًا، وباتت شبهاتهم مفضوحة، مما زاد الناس يقينًا وتمسكًا بصحيح البخارى وبمكانته العلمية.وأشار الدكتور أحمد معبد إلى أن المشكلة الأساسية فى هذه الشبهات أن مثيريها لم يقرأوا حتى كتابًا واحدًا فى علم الحديث، فهم يرددون شبهات سطحية دون أدنى إلمام بمنهجية التصحيح والتضعيف.وأضاف: من يقبل هذه الطعون بحجة أنها معقولة، فإننا نقول له: عقلك يا عزيزى لم يصل بعد إلى مستوى فهم هذا الصحيح.وتناول عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ما ذكره الدكتور عبدالغنى الخالق فى كتابه «الإمام البخارى وصحيحه»، حيث أشار إلى أن بعض المشككين فى عصره قبل أكثر من ستين عامًا كانوا يرددون ذات الشبهة التى تتكرر اليوم، وهى أن أحاديث صحيح البخارى لم تكن مكتوبة فى زمن النبى - صلي الله عليه وسلم- ، بل كانت محفوظة فقط، وقد بيّن الشيخ عبدالغنى أن هذا الاعتراض قائم على قياس خاطئ بين عصرنا الحالى، الذى تُعد فيه الكتابة أداة التوثيق الأساسية، وبين عصر النبى - صلي الله عليه وسلم- والصحابة، حيث كان الحفظ هو الأساس وكان مقدَّمًا على الكتابة، سواء فى زمن النبى - صلي الله عليه وسلم- أو فى زمن الإمام البخاري.وتابع: وأضاف الشيخ عبد الغنى عبدالخالق فى كتابه نقطة أصولية مهمة فى تفنيد هذه الشبهة، حيث أوضح أن علماء الشريعة لم يشترطوا قط أن يكون الحديث مكتوبًا حتى يكون حجة، بل المعتمد عندهم هو صحة النقل وثبوت السند، مشيرًا إلى أن الحديث المتلقى بالمشافهة من الجماعة («حدثنا» و«أخبرنا») مقدم عندهم على الحديث الذى يكون مكتوبًا فقط. وهذا يدل على أن الشبهة القائمة على غياب الكتابة لا قيمة لها فى ميزان البحث العلمى الحديثي.وأوضح الدكتور أحمد معبد أن هذه القاعدة الأصولية التى قررها الشيخ عبد الغنى عبد الخالق تسقط الشبهة من أساسها، حيث إن الإمام البخارى لم يعتمد فى صحيحه إلا الأحاديث التى تحقق فيها أعلى معايير الضبط والإسناد.وختم الدكتور أحمد معبد حديثه بالتأكيد على أن الشبهات المثارة حول صحيح البخارى لا تنبع من دراسة علمية حقيقية.