أحدث الأخبار مع #الكاتراز،


البشاير
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- البشاير
نبيل عمر : ترامب فى الكاتراز!
ترامب فى الكاتراز! نبيل عمر لا تتوقف مفاجآت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب داخليا وخارجيا عند حد، فهو يطلق لنفسه العنان ويقذف بأفكاره فى كل اتجاه دون أن يختبر صلابة منطقها، من كندا إلى جرينلاند، من الصين إلى المكسيك، من مطاردة المهاجرين إلى عدم تنفيذ أحكام قضائية، إلى إعادة فتح سجن الكاتراز، أشهر سجون الولايات المتحدة وأشدها قسوة، وكان قد أغلق فى عام 1963، وتحول إلى متحف عام. وكالعادة بدأت الحكاية بمنشور من ترامب على صفحات التواصل الاجتماعى كتبه يوم الأحد الماضى على «تروث سوشيال»، وهو أول رئيس على كوكب الأرض يدير بلاده بالسوشيال ميديا، وقال فيه: لفترة طويلة جدا عانت أمريكا من المجرمين الأشرار ومرتكبى العنف المنظم وهم حثالة المجتمع، الذين لن يساهموا بأى شىء غير البؤس والمعاناة، إنها فرصة العودة إلى وقت كانت فيه الولايات المتحدة أمة أكثر جدية، لا تتردد فى حبس المجرمين الأشد خطورة، وإبعادهم عن أى شخص يمكن أن يضروا به! على الفور أصدر ويليام مارشال الثالث مدير مكتب السجون بيانا، موضحا أن وكالته ستبحث عن جميع السبل لتنفيذ خطط ترامب لإعادة فتح الكاتراز ذى التاريخ الغني، و«نتطلع إلى استعادة هذا الرمز القوى للقانون والنظام والعدالة»! أما الديمقراطية نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب السابقة وهى من كاليفورنيا، وبالتحديد من المنطقة التى تضم سجن الكاتراز، فقد رفضت الفكرة ووصفتها بأنها اقتراح ليس جادا ولا جيدا. وكتب الصحفى ستيفن كولينسون تحليلا على موقع «سى إن إن» ملخصه أن قرار ترامب هو التعبير المثالى عن الولاية الثانية للرئيس، وأن إعادة تشغيل الكاتراز بمثابة رمز لقيادته، ليعزز هالة الرجل القوى، التى أحاط بها نفسه، ليبدو بلا رحمة! من المصادفات المدهشة أن الرئيس السلفادورى ناييب بوكيلى زار البيت الابيض فى اليوم التالى للمنشور، وشغل الحديث عن المجرمين حيزا كبيرا من المؤتمر الصحفى المشترك مع ترامب، وروى الرئيس بوكيلى قصة نجاحه فى تحويل عاصمة بلاده من عاصمة القتل فى العالم إلى المكان الأكثر أمانا فى نصف الكرة الغربي، وقال: «أحيانا يقولون إننا سجنا الآلاف، لكنى أحب أن أقول إننا حررنا الملايين، ثم رحب باستقبال أى عدد من المجرمين تريد الولايات المتحدة أن تتخلص منهم فى سجون السلفادور! نعود إلى الكاتراز أو الصخرة، وهى جزيرة فى مدخل خليج سان فرانسيسكو، تبعد نحو كيلومترين عن الشاطئ، بنى عليها الجيش الأمريكى حصنا فى القرن التاسع عشر، ثم أصبح سجنا عسكريا، وتخلى عنه فى عام 1934 إلى وزارة العدل، ليتحول إلى سجن فيدرالى مشدد الحراسة صارم الإجراءات، يستحيل الهروب منه إلى مياه المحيط الهادى العميقة المضطربة التى تتخللها الصخور المدببة، وترجع شهرته إلى احتجاز أخطر المجرمين بين جدرانه مثل آل كابونى مؤسس الجريمة المنظمة فى شيكاغو فى عشرينيات القرن العشرين، وجورج كيلى المعروف بماكينة الرشاش الآلي، وقد سجن فى الكاتراز بعد أن خطف رجل النفط المعروف تشارلز أورشيل فى يوليو 1933، مقابل فدية قدرها 200 ألف دولار، تعادل خمسة ملايين دولار الآن، والفين كاربيس المعروف بـ «الزاحف» بسبب ابتسامته الثعبانية الشريرة، وبدأ حياته الإجرامية وهو فى العاشرة من عمره، وكان واحدا من أربعة فى عالم الجريمة الأمريكية اكتسبوا لقب «عدو الشعب رقم 1»، مع جون ديلينجر وبريتى بوى فلويد وبيبى فيس نيلسون، لكنه الوحيد الذى سجن 26 عاما فى الكاتراز، بينما قُتل الثلاثة الآخرون فى مواجهات مع الشرطة! وشىء طبيعى أن يقتحم الكاتراز عقل هوليوود وقلبها، فصنعت له ما يقرب من ثلاثين فيلما ومسلسلا، بعضها نال نجاحا ساحقا، ولعب بطولتها أكثر النجوم تألقا، مثل بيرت لانكستر، فى فيلم رجل طيور فى الكاتراز، وهو عن قصة حقيقية لـ «روبرت فرانكلين سترود»، قاتل ارتكب أول جرائمه وهو فى الثامنة عشرة من عمره، وحكم عليه بالسجن المؤبد فى سجن ليفينورث بولاية كنساس، ثم عاد وقتل حارس السجن الذى ألغى زيارة أمه له، فحُكم عليه بالإعدام شنقا، ثم تخفف إلى السجن مدى الحياة، بعد رسالة استعطاف من أمه إلى الرئيس الأمريكى «وودرو ويلسون»، وذات يوم سقط عصفور تحت قدميه فى فناء السجن، ألقته عاصفة رعدية، فأعد له عشاً من الجوارب فى زنزانته ودأب على رعايته، وراح يمضى جل وقته فى مكتبة السجن ملتهما الكتب التى تناولت أمراض الطيور وعلاجها، وراسل أشهر الدوريات العلمية المتخصصة فى الطيور، وبتسهيلات من إدارة السجن صار يصنع العقاقير التى تعرضها والدته للبيع فى متجرها الصغير، ثم اكتشفت إدارة السجن أنه يستغفلها ويصنع الخمور أيضا، فطلبت نقله إلى الكاتراز فى عام 1942، حتى مات فيه سنة 1963. وفيلم «الهروب من الكاتراز» لـ«كلينت إيستوود» عام 1979، عن قصة هروب ثلاثة من المساجين سنة 1962، لم يعثر لهم على أثر ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وقيل إن الهروب كان من أسباب غلقه. وفيلم «الصخرة»، فانتازيا عن جنرال أمريكى غاضب استولى على الجزيرة بجنوده، وقايض عليها مقابل فدية ضخمة، فيتصدى له عميل فيدرالى وسجين سابق ولعب بطولته شون كونرى ونيكولاس كيدج وايد هاريس. عموما أمريكا فيها 6000 مؤسسة إصلاحية، هى سجون مختلفة الدرجات، بعضها فيه قسم مشدد الحراسة باسم «سوبر ماكس»، لكن الكاتراز له رنة فى النفوس وهالة فى الرءوس، تجعل عودته إلى الحياة حدثا مدويا متسلسلا، ألسنا فى عصر الصخب؟. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية


بوابة الأهرام
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
ترامب فى الكاتراز!
لا تتوقف مفاجآت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب داخليا وخارجيا عند حد، فهو يطلق لنفسه العنان ويقذف بأفكاره فى كل اتجاه دون أن يختبر صلابة منطقها، من كندا إلى جرينلاند، من الصين إلى المكسيك، من مطاردة المهاجرين إلى عدم تنفيذ أحكام قضائية، إلى إعادة فتح سجن الكاتراز، أشهر سجون الولايات المتحدة وأشدها قسوة، وكان قد أغلق فى عام 1963، وتحول إلى متحف عام. وكالعادة بدأت الحكاية بمنشور من ترامب على صفحات التواصل الاجتماعى كتبه يوم الأحد الماضى على «تروث سوشيال»، وهو أول رئيس على كوكب الأرض يدير بلاده بالسوشيال ميديا، وقال فيه: لفترة طويلة جدا عانت أمريكا من المجرمين الأشرار ومرتكبى العنف المنظم وهم حثالة المجتمع، الذين لن يساهموا بأى شىء غير البؤس والمعاناة، إنها فرصة العودة إلى وقت كانت فيه الولايات المتحدة أمة أكثر جدية، لا تتردد فى حبس المجرمين الأشد خطورة، وإبعادهم عن أى شخص يمكن أن يضروا به! على الفور أصدر ويليام مارشال الثالث مدير مكتب السجون بيانا، موضحا أن وكالته ستبحث عن جميع السبل لتنفيذ خطط ترامب لإعادة فتح الكاتراز ذى التاريخ الغني، و«نتطلع إلى استعادة هذا الرمز القوى للقانون والنظام والعدالة»! أما الديمقراطية نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب السابقة وهى من كاليفورنيا، وبالتحديد من المنطقة التى تضم سجن الكاتراز، فقد رفضت الفكرة ووصفتها بأنها اقتراح ليس جادا ولا جيدا. وكتب الصحفى ستيفن كولينسون تحليلا على موقع «سى إن إن» ملخصه أن قرار ترامب هو التعبير المثالى عن الولاية الثانية للرئيس، وأن إعادة تشغيل الكاتراز بمثابة رمز لقيادته، ليعزز هالة الرجل القوى، التى أحاط بها نفسه، ليبدو بلا رحمة! من المصادفات المدهشة أن الرئيس السلفادورى ناييب بوكيلى زار البيت الابيض فى اليوم التالى للمنشور، وشغل الحديث عن المجرمين حيزا كبيرا من المؤتمر الصحفى المشترك مع ترامب، وروى الرئيس بوكيلى قصة نجاحه فى تحويل عاصمة بلاده من عاصمة القتل فى العالم إلى المكان الأكثر أمانا فى نصف الكرة الغربي، وقال: «أحيانا يقولون إننا سجنا الآلاف، لكنى أحب أن أقول إننا حررنا الملايين، ثم رحب باستقبال أى عدد من المجرمين تريد الولايات المتحدة أن تتخلص منهم فى سجون السلفادور! نعود إلى الكاتراز أو الصخرة، وهى جزيرة فى مدخل خليج سان فرانسيسكو، تبعد نحو كيلومترين عن الشاطئ، بنى عليها الجيش الأمريكى حصنا فى القرن التاسع عشر، ثم أصبح سجنا عسكريا، وتخلى عنه فى عام 1934 إلى وزارة العدل، ليتحول إلى سجن فيدرالى مشدد الحراسة صارم الإجراءات، يستحيل الهروب منه إلى مياه المحيط الهادى العميقة المضطربة التى تتخللها الصخور المدببة، وترجع شهرته إلى احتجاز أخطر المجرمين بين جدرانه مثل آل كابونى مؤسس الجريمة المنظمة فى شيكاغو فى عشرينيات القرن العشرين، وجورج كيلى المعروف بماكينة الرشاش الآلي، وقد سجن فى الكاتراز بعد أن خطف رجل النفط المعروف تشارلز أورشيل فى يوليو 1933، مقابل فدية قدرها 200 ألف دولار، تعادل خمسة ملايين دولار الآن، والفين كاربيس المعروف بـ «الزاحف» بسبب ابتسامته الثعبانية الشريرة، وبدأ حياته الإجرامية وهو فى العاشرة من عمره، وكان واحدا من أربعة فى عالم الجريمة الأمريكية اكتسبوا لقب «عدو الشعب رقم 1»، مع جون ديلينجر وبريتى بوى فلويد وبيبى فيس نيلسون، لكنه الوحيد الذى سجن 26 عاما فى الكاتراز، بينما قُتل الثلاثة الآخرون فى مواجهات مع الشرطة! وشىء طبيعى أن يقتحم الكاتراز عقل هوليوود وقلبها، فصنعت له ما يقرب من ثلاثين فيلما ومسلسلا، بعضها نال نجاحا ساحقا، ولعب بطولتها أكثر النجوم تألقا، مثل بيرت لانكستر، فى فيلم رجل طيور فى الكاتراز، وهو عن قصة حقيقية لـ «روبرت فرانكلين سترود»، قاتل ارتكب أول جرائمه وهو فى الثامنة عشرة من عمره، وحكم عليه بالسجن المؤبد فى سجن ليفينورث بولاية كنساس، ثم عاد وقتل حارس السجن الذى ألغى زيارة أمه له، فحُكم عليه بالإعدام شنقا، ثم تخفف إلى السجن مدى الحياة، بعد رسالة استعطاف من أمه إلى الرئيس الأمريكى «وودرو ويلسون»، وذات يوم سقط عصفور تحت قدميه فى فناء السجن، ألقته عاصفة رعدية، فأعد له عشاً من الجوارب فى زنزانته ودأب على رعايته، وراح يمضى جل وقته فى مكتبة السجن ملتهما الكتب التى تناولت أمراض الطيور وعلاجها، وراسل أشهر الدوريات العلمية المتخصصة فى الطيور، وبتسهيلات من إدارة السجن صار يصنع العقاقير التى تعرضها والدته للبيع فى متجرها الصغير، ثم اكتشفت إدارة السجن أنه يستغفلها ويصنع الخمور أيضا، فطلبت نقله إلى الكاتراز فى عام 1942، حتى مات فيه سنة 1963. وفيلم «الهروب من الكاتراز» لـ«كلينت إيستوود» عام 1979، عن قصة هروب ثلاثة من المساجين سنة 1962، لم يعثر لهم على أثر ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وقيل إن الهروب كان من أسباب غلقه. وفيلم «الصخرة»، فانتازيا عن جنرال أمريكى غاضب استولى على الجزيرة بجنوده، وقايض عليها مقابل فدية ضخمة، فيتصدى له عميل فيدرالى وسجين سابق ولعب بطولته شون كونرى ونيكولاس كيدج وايد هاريس. عموما أمريكا فيها 6000 مؤسسة إصلاحية، هى سجون مختلفة الدرجات، بعضها فيه قسم مشدد الحراسة باسم «سوبر ماكس»، لكن الكاتراز له رنة فى النفوس وهالة فى الرءوس، تجعل عودته إلى الحياة حدثا مدويا متسلسلا، ألسنا فى عصر الصخب؟.