logo
ترامب فى الكاتراز!

ترامب فى الكاتراز!

بوابة الأهرام١٠-٠٥-٢٠٢٥

لا تتوقف مفاجآت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب داخليا وخارجيا عند حد، فهو يطلق لنفسه العنان ويقذف بأفكاره فى كل اتجاه دون أن يختبر صلابة منطقها، من كندا إلى جرينلاند، من الصين إلى المكسيك، من مطاردة المهاجرين إلى عدم تنفيذ أحكام قضائية، إلى إعادة فتح سجن الكاتراز، أشهر سجون الولايات المتحدة وأشدها قسوة، وكان قد أغلق فى عام 1963، وتحول إلى متحف عام.
وكالعادة بدأت الحكاية بمنشور من ترامب على صفحات التواصل الاجتماعى كتبه يوم الأحد الماضى على «تروث سوشيال»، وهو أول رئيس على كوكب الأرض يدير بلاده بالسوشيال ميديا، وقال فيه: لفترة طويلة جدا عانت أمريكا من المجرمين الأشرار ومرتكبى العنف المنظم وهم حثالة المجتمع، الذين لن يساهموا بأى شىء غير البؤس والمعاناة، إنها فرصة العودة إلى وقت كانت فيه الولايات المتحدة أمة أكثر جدية، لا تتردد فى حبس المجرمين الأشد خطورة، وإبعادهم عن أى شخص يمكن أن يضروا به!
على الفور أصدر ويليام مارشال الثالث مدير مكتب السجون بيانا، موضحا أن وكالته ستبحث عن جميع السبل لتنفيذ خطط ترامب لإعادة فتح الكاتراز ذى التاريخ الغني، و«نتطلع إلى استعادة هذا الرمز القوى للقانون والنظام والعدالة»!
أما الديمقراطية نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب السابقة وهى من كاليفورنيا، وبالتحديد من المنطقة التى تضم سجن الكاتراز، فقد رفضت الفكرة ووصفتها بأنها اقتراح ليس جادا ولا جيدا.
وكتب الصحفى ستيفن كولينسون تحليلا على موقع «سى إن إن» ملخصه أن قرار ترامب هو التعبير المثالى عن الولاية الثانية للرئيس، وأن إعادة تشغيل الكاتراز بمثابة رمز لقيادته، ليعزز هالة الرجل القوى، التى أحاط بها نفسه، ليبدو بلا رحمة!
من المصادفات المدهشة أن الرئيس السلفادورى ناييب بوكيلى زار البيت الابيض فى اليوم التالى للمنشور، وشغل الحديث عن المجرمين حيزا كبيرا من المؤتمر الصحفى المشترك مع ترامب، وروى الرئيس بوكيلى قصة نجاحه فى تحويل عاصمة بلاده من عاصمة القتل فى العالم إلى المكان الأكثر أمانا فى نصف الكرة الغربي، وقال: «أحيانا يقولون إننا سجنا الآلاف، لكنى أحب أن أقول إننا حررنا الملايين، ثم رحب باستقبال أى عدد من المجرمين تريد الولايات المتحدة أن تتخلص منهم فى سجون السلفادور!
نعود إلى الكاتراز أو الصخرة، وهى جزيرة فى مدخل خليج سان فرانسيسكو، تبعد نحو كيلومترين عن الشاطئ، بنى عليها الجيش الأمريكى حصنا فى القرن التاسع عشر، ثم أصبح سجنا عسكريا، وتخلى عنه فى عام 1934 إلى وزارة العدل، ليتحول إلى سجن فيدرالى مشدد الحراسة صارم الإجراءات، يستحيل الهروب منه إلى مياه المحيط الهادى العميقة المضطربة التى تتخللها الصخور المدببة، وترجع شهرته إلى احتجاز أخطر المجرمين بين جدرانه مثل آل كابونى مؤسس الجريمة المنظمة فى شيكاغو فى عشرينيات القرن العشرين، وجورج كيلى المعروف بماكينة الرشاش الآلي، وقد سجن فى الكاتراز بعد أن خطف رجل النفط المعروف تشارلز أورشيل فى يوليو 1933، مقابل فدية قدرها 200 ألف دولار، تعادل خمسة ملايين دولار الآن، والفين كاربيس المعروف بـ «الزاحف» بسبب ابتسامته الثعبانية الشريرة، وبدأ حياته الإجرامية وهو فى العاشرة من عمره، وكان واحدا من أربعة فى عالم الجريمة الأمريكية اكتسبوا لقب «عدو الشعب رقم 1»، مع جون ديلينجر وبريتى بوى فلويد وبيبى فيس نيلسون، لكنه الوحيد الذى سجن 26 عاما فى الكاتراز، بينما قُتل الثلاثة الآخرون فى مواجهات مع الشرطة!
وشىء طبيعى أن يقتحم الكاتراز عقل هوليوود وقلبها، فصنعت له ما يقرب من ثلاثين فيلما ومسلسلا، بعضها نال نجاحا ساحقا، ولعب بطولتها أكثر النجوم تألقا، مثل بيرت لانكستر، فى فيلم رجل طيور فى الكاتراز، وهو عن قصة حقيقية لـ «روبرت فرانكلين سترود»، قاتل ارتكب أول جرائمه وهو فى الثامنة عشرة من عمره، وحكم عليه بالسجن المؤبد فى سجن ليفينورث بولاية كنساس، ثم عاد وقتل حارس السجن الذى ألغى زيارة أمه له، فحُكم عليه بالإعدام شنقا، ثم تخفف إلى السجن مدى الحياة، بعد رسالة استعطاف من أمه إلى الرئيس الأمريكى «وودرو ويلسون»، وذات يوم سقط عصفور تحت قدميه فى فناء السجن، ألقته عاصفة رعدية، فأعد له عشاً من الجوارب فى زنزانته ودأب على رعايته، وراح يمضى جل وقته فى مكتبة السجن ملتهما الكتب التى تناولت أمراض الطيور وعلاجها، وراسل أشهر الدوريات العلمية المتخصصة فى الطيور، وبتسهيلات من إدارة السجن صار يصنع العقاقير التى تعرضها والدته للبيع فى متجرها الصغير، ثم اكتشفت إدارة السجن أنه يستغفلها ويصنع الخمور أيضا، فطلبت نقله إلى الكاتراز فى عام 1942، حتى مات فيه سنة 1963.
وفيلم «الهروب من الكاتراز» لـ«كلينت إيستوود» عام 1979، عن قصة هروب ثلاثة من المساجين سنة 1962، لم يعثر لهم على أثر ولا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وقيل إن الهروب كان من أسباب غلقه.
وفيلم «الصخرة»، فانتازيا عن جنرال أمريكى غاضب استولى على الجزيرة بجنوده، وقايض عليها مقابل فدية ضخمة، فيتصدى له عميل فيدرالى وسجين سابق ولعب بطولته شون كونرى ونيكولاس كيدج وايد هاريس.
عموما أمريكا فيها 6000 مؤسسة إصلاحية، هى سجون مختلفة الدرجات، بعضها فيه قسم مشدد الحراسة باسم «سوبر ماكس»، لكن الكاتراز له رنة فى النفوس وهالة فى الرءوس، تجعل عودته إلى الحياة حدثا مدويا متسلسلا، ألسنا فى عصر الصخب؟.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أوامر محكمة فلوريدا رئيس الأمن السابق المكسيكي لدفع الملايين إلى المكسيك
أوامر محكمة فلوريدا رئيس الأمن السابق المكسيكي لدفع الملايين إلى المكسيك

وكالة نيوز

timeمنذ 19 دقائق

  • وكالة نيوز

أوامر محكمة فلوريدا رئيس الأمن السابق المكسيكي لدفع الملايين إلى المكسيك

يقضي Genaro Garcia Luna ، وهو مسؤول حكومي رفيع المستوى ، عقوبة بالسجن لمدة 38 عامًا لقبول الرشاوى. أمرت محكمة في فلوريدا رئيس الأمن العام السابق في المكسيك بدفع أكثر من 748 مليون دولار لبلده الأم لتورطه المزعوم في الفساد الحكومي. أدى حكم يوم الخميس إلى نهايته من قضية مدنية قدمتها الحكومة المكسيكية لأول مرة في سبتمبر 2021. تركزت القضية على Genaro Garcia Luna ، الذي شغل منصب رئيس الأمن في المكسيك من عام 2006 إلى عام 2012. يقضي Garcia Luna حاليًا أكثر من 38 عامًا في سجن الولايات المتحدة بتهمة قبوله ملايين الدولارات في الرشاوى من سينالوا كارتل. تزعم الحكومة المكسيكية أن غارسيا لونا سرق الملايين أيضًا في صناديق دافعي الضرائب ، وقد تعهدت بالبحث عن الاسترداد ، أي من خلال تقديم شكوى قانونية في ميامي ، فلوريدا ، حيث تقول إن بعض النشاط غير القانوني حدث. في يوم الخميس ، لم تطلب القاضية ليزا والش في مقاطعة ميامي ديد غارسيا لونا فقط لدفع الملايين ، ولكنها أمرت أيضًا زوجته ، ليندا كريستينا بيريرا ، بدفع 1.7 مليار دولار. إجمالا ، الإجمالي يقترب من 2.4 مليار دولار. في شكوىها الأولية لعام 2021 ، اتهمت الحكومة المكسيكية-التي قادها الرئيس السابق أندريس مانويل لوبيز أوبرادور-غارسيا لونا وزوجته ومهاجمينهم المشاركين في 'إخفاء الأموال المسروقة من الحكومة' وتهريب الأموال إلى أماكن مثل باربادوس والولايات المتحدة. وكتبت الشكوى 'تحت إشراف المدعى عليه غارسيا لونا ، تم استخدام الأموال التي تم أخذها بشكل غير قانوني من حكومة المكسيك لبناء إمبراطورية غسل الأموال'. وادعى أن هذه الأموال كانت تستخدم لتمويل 'أنماط الحياة الفخمة' ل Garcia Luna وموظفيه المشاركين ، بما في ذلك المقتنيات العقارية والحسابات المصرفية والسيارات القديمة ، من بينها موستانج من الستينيات والسبعينيات. بشكل منفصل ، واجه غارسيا لونا تهمًا جنائية للفساد ، حيث تتهمه السلطات الأمريكية بملايين الملايين أثناء عملها نيابة عن كارتل سينالوا. من خلال عمله مع الشرطة الفيدرالية في المكسيك وكعقدية أمنها ، يقول المدعون الأمريكيون إن جارسيا لونا وصلوا إلى المعلومات التي اعتادها لاحقًا على إخراج كارتل سينالوا ، وأعلمهم بالتحقيقات وحركات الجماعات الجنائية المتنافسة. كما اتُهم غارسيا لونا بمساعدة الكارتل على نقل شحناتها من الكوكايين إلى وجهات مثل الولايات المتحدة ، وأحيانًا تستخدم الشرطة الفيدرالية في المكسيك كحراس شخصي – وحتى السماح لأعضاء الكارتل بارتداء الزي الرسمي. في المقابل ، يقول ممثلو الادعاء إن الكارتل ترك أموالًا له في أماكن الاختباء ، أحدها كان مطعمًا فرنسيًا عبر الشارع من السفارة الأمريكية في مدينة مكسيكو. بلغ إجمالي بعض حزم النقود – المقدمة في 100 دولار – ما يصل إلى 10،000 دولار. بعد مغادرته منصبه في عام 2012 ، انتقل غارسيا لونا إلى الولايات المتحدة. وقد أقر بأنه غير مذنب في التهم الموجهة إليه. وصفه محامو الدفاع بأنه رجل أعمال ناجح يعيش في فلوريدا. لكن في فبراير 2023 ، لجنة تحكيم فيدرالية في بروكلين ، نيويورك ، مدان غارسيا لونا بتهم متعلقة بالمخدرات ، بما في ذلك مؤامرة الكوكايين الدولية والتآمر لاستيراد الكوكايين. في العام التالي ، في أكتوبر ، كان حكم عليه لعقود في السجن. ومع ذلك ، زعمت الحكومة المكسيكية في الدعوى المدنية أن غارسيا لونا قادت أيضًا 'خطة التعاقد مع الحكومة' تضمنت صفقات مشكوك فيها في العرض كشكل من أشكال غسل الأموال. وشملت تلك العقود صفقات للمراقبة ومعدات الاتصالات. ذكرت وكالة أنباء وكالة أسوشيتيد برس أن أحد هذه العقود قد تم تزويره ، وتم تضخيم آخرون. Garcia Luna هو مسؤول حكومي مكسيكي أعلى مستويات يتم إدانته في الولايات المتحدة.

ترامب يُعلن نهاية "السنت".. أمريكا تودع أقدم عملاتها المعدنية
ترامب يُعلن نهاية "السنت".. أمريكا تودع أقدم عملاتها المعدنية

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

ترامب يُعلن نهاية "السنت".. أمريكا تودع أقدم عملاتها المعدنية

في خطوة تاريخية، أعلنت دار سك العملة الأمريكية وقف إنتاج عملة "السنت" (Penny) بعد صدور أمر رسمي من الرئيس السابق دونالد ترامب، في إطار خطة تهدف لتقليص الهدر في الميزانية الفيدرالية. وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية أن القرار أصبح نهائيًا، إذ ستتوقف دار السك عن إصدار المزيد من فراغات القطع المعدنية اللازمة لصكّ السنت، مع التوقع بانتهاء المخزون الحالي بحلول أوائل عام 2026، وفقًا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال". وأوضح ترامب في وقت سابق من فبراير الماضي: "لنمزق الهدر من ميزانية أمتنا العظيمة، حتى لو كان ذلك سنتًا تلو الآخر". ويأتي هذا القرار بعد ارتفاع تكلفة إنتاج السنت الواحد إلى 3.69 سنتات، مقارنة بـ1.3 سنت فقط قبل عقد من الزمن، مما كلف الدولة أكثر من 56 مليون دولار سنويًا. البديل: تقريب الأسعار مع اختفاء السنت تدريجيًا من الأسواق، من المتوقع أن تتجه المتاجر إلى تقريب أسعار السلع لأقرب 5 سنتات، كما فعلت كندا بعد إلغاء عملتها من نفس الفئة. دعم سياسي من الحزبين لاقى القرار دعمًا من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث قُدّمت مشروعا قانون في الكونغرس لإنهاء العملة رسميًا، أحدهما تحت اسم "الفطرة السليمة" (Common Cents Act) والآخر باسم "اصنع المنطق لا السنتات" (Make Sense Not Cents Act). نهاية قرنين من التاريخ السنت الأمريكي كان أول عملة تُسك في تاريخ الولايات المتحدة منذ عام 1793، وتزيّنه صورة الرئيس أبراهام لينكولن منذ عام 1909. ورغم تراجع قيمته الشرائية، إلا أن السنت ظل يُشكل أكثر من نصف العملات المعدنية المنتجة سنويًا. ويُقدّر عدد السنتات المتداولة حاليًا في أمريكا بنحو 114 مليار قطعة، وفقًا لبيانات رسمية.

عاجل.. تقرير: فرص ضرب إسرائيل لقدرات إيران النووية "قد تضيع قريبا"
عاجل.. تقرير: فرص ضرب إسرائيل لقدرات إيران النووية "قد تضيع قريبا"

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

عاجل.. تقرير: فرص ضرب إسرائيل لقدرات إيران النووية "قد تضيع قريبا"

كشف موقع "أكسيوس"، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، أمس الخميس، أن تل أبيب تعتقد أن فرصتها لضرب قدرات إيران النووية "قد تضيع قريبًا بسبب تهديد طهران بنقل المواد النووية إلى مواقع غير معلنة". في الوقت نفسه، أشار "أكسيوس"، نقلًا عن مسؤول أمريكي، إلى أن إدارة دونالد ترامب تشعر بالقلق من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "قد يقدم على ضرب إيران من دون موافقة الرئيس الأمريكي". في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أمس الخميس، إنه "إذا أرادت الولايات المتحدة إنهاء تخصيب اليورانيوم الإيراني فلن يكون هناك اتفاق نووي". وتابع: "لا تزال هناك خلافات جوهرية مع واشنطن"، مبرزًا: "لدينا القدرة على صنع سلاح نووي، ولكن ليست لدينا رغبة في القيام بذلك". وأوضح عراقجي: "الاتفاق النووي لعام 2015 لم يمت بعد ولكن لا يمكن إحياؤه". وأكد أنه "على الأمريكيين البحث عن خطة بديلة إذا فشلت المحادثات، وإيران ستواصل مسارها". كما كشف أن "فكرة كونسورتيوم لتخصيب اليورانيوم ليست سيئة لكنها لن تحل محل التخصيب على الأراضي الإيرانية". وكان وزير الخارجية الإيراني وجه، في وقت سابق الخميس، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، مفادها أن إيران ستعتبر "أمريكا متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store