أحدث الأخبار مع #الكورديالفيلي


شفق نيوز
٠٦-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
"بلا موازنة ولا مقر دائم".. البيت الثقافي الكوردي الفيلي يواجه الإنهيار
شفق نيوز/ منذ تأسيسه في عام 2013 في بغداد، عمل البيت الثقافي الكوردي الفيلي على تسليط الضوء على أدب وفنون وتراث شريحة الكورد الفيليين، واستطاع أن يجذب الاهتمام عبر سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى حفظ الذاكرة الجمعية وتعزيز التنوع في المجتمع العراقي. ورغم ما يواجهه "البيت" التابع لوزارة الثقافة العراقية من تحديات وعقبات متعددة، إلا أنه يصرُّ على مواصلة برامجه الثقافية وجولاته المتنوعة، بحسب مديرته فخرية جاسم. وتقول جاسم لوكالة شفق نيوز، إنّ البيت يُعنى بالحفاظ على الثقافة الفيلية والآداب والفنون والعلوم بجميع فروعها، وهو تابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار. وتشير إلى أنّ أنشطة البيت عديدة ومتنوعة، تشمل الاحتفاء بالأدباء والكتّاب، وتنظيم احتفاليات لتوقيع الكتب مع تنظيم أربع فعاليات شهريًا، بالإضافة إلى العروض المسرحية على خشبة المسرح الوطني ومسرح الرافدين. وقد حظي هذا النشاط الثقافي بتكريمٍ خاص من دائرة العلاقات الثقافية في وزارة الثقافة العام الماضي، اعترافًا بحيويته وانفتاحه على مؤسسات مختلفة، مثل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والصحة، والمجمع العلمي العراقي. كما أقام العديد من الورش والندوات والمعارض التشكيلية المتنوعة. ولكن، منذ عام 2014، لم تقدّم وزارة الثقافة دعمًا ماليًا حقيقيًا للبيت، الأمر الذي جعل القائمين عليه يعتمدون على إمكاناتهم الشخصية وبعض المبادرات الفيلية. وبحسب مسؤول الإعلام في البيت علي مهدي، فإنّ البيت الثقافي الكوردي الفيلي حريصٌ على المشاركة في الفعاليات المختلفة التي تُقام في أربيل والسليمانية والأنبار وغيرها من المحافظات، فضلاً عن تنظيم المعارض التشكيلية واستضافة الفنّانين والأدباء على اختلاف تخصُّصاتهم. كما يشير إلى التعاون المستمر مع مفوضية حقوق الإنسان، ليتسنَّى للبيت التعريف بجرائم النظام السابق المرتكبة بحق الكورد الفيليين، وذلك عبر عقد الندوات والورش المشتركة في هذا الشأن. وفي إطار النشاطات المتواصلة، يولي البيت اهتمامًا خاصًا بالنشاط السنوي الكبير الذي يقيمه بالتعاون مع مؤسسة الشهداء بمناسبة "يوم الشهيد الفيلي" في الأول من نيسان، ويحرص على إجراء زيارات ميدانية للأُسر في مناطق الكفاح وباب الشيخ وغيرها من مناطق بغداد؛ لتقديم المساعدات والدعم المعنوي، تأكيدًا على رسالته الإنسانية والثقافية. ورغم هذه الجهود لا يزال البيت الثقافي الكوردي الفيلي يعاني شحًّا في الدعم المادي من قبل وزارة الثقافة. فبحسب مسؤول الإعلام، تقتصر أنشطة البيت وتمويلها على الجهود الذاتية لمديرته ودعم بعض المنظمات والجهات الفيلية، فيما لم تتحرّك أي جهة رسمية لتخصيص مبنى دائم للبيت، على الرغم من وجود قطعة أرض تبلغ مساحتها 2000 متر، مخصصة له منذ عشر سنوات، دون أن يتم بناؤها حتى اليوم. ويضيف أنّ البيت حالياً في استضافةٍ لدى المجلس البلدي الخاص بمنطقة شارع فلسطين، ولا يمتلك أي مقرٍّ دائم، ما يجعل مشروعه مهدّدًا بالانهيار في أي لحظة.


شفق نيوز
٢٥-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- شفق نيوز
هل التجارب الإيجابية للكورد الفيلية تستدعي التفكير بتغيير أساليب العمل الحالية؟
كان للكورد الفيلية خلال أكثر من أربعة عقود من الزمن من أربعينيات حتى منتصف سبعينيات القرن الماضي, النفوذ والتأثير الملحوظ في الحياة العامة في العراق وفي بغداد بشكل خاص حيث كانت لهم أدوار ومواقع بارزة في صفوف الحركة التحررية الكوردستانية (أعضاء لجنة مركزية وسكرتير حزب ورئيسة اتحاد نساء ورئيس اتحاد طلبة ورئيس اتحاد شبيبة وفي مجالات الاعلام والعلاقات الخارجية وغيرها إضافة الى انهم كانوا من بين الممولين الرئيسيين للحركة). وعمل الكورد الفيلية بنشاط في صفوف الحزب الشيوعي العراق من قيادات وكوادر متقدمة وقواعد إضافة الى نشاطهم في صفوف منظمات المجتمع المدني المتحالفة مع الحزب من اتحاد الطلبة العام واتحاد الشبيبة واتحاد النساء. كما كانت لهم علاقات جيدة مع المرجعية. قدم المجتمع الكوردي الفيلي دعما وتضحيات مختلفة وكبيرة لكل هذه الجهات. وكانت علاقات الكورد الفيلية جيدة مع كل القوميات واتباع جميع الأديان والمذاهب الذين كانوا يشيدون بنزاهة وامانة وإخلاص الكورد الفيلية سواء كانوا تجارا او موظفين او مهنيين او حرفيين. بالإضافة الى اخلاصهم للأحزاب التي انتموا اليها دون ان ينسوا اويتناسوا مجتمعهم الكوردي الفيلي. نذكر هنا بايجاز ان "القوة" لها ثلاثة مصادر رئيسية هى أولا "القوة الاقتصادية" التي تأتي من مختلف النشاطات الاقتصادية: التجارة والصناعة والزراعة والطاقة والنقل والمواصلات وغيرها. وثانيا "القوة الثقافية والفكرية" التي تأتي من الايمان بقضية والاستعداد للعمل من اجلها والدفاع عنها وتقديم التضحيات من اجل تحقيق أهدافها وصيانة اللغة والثقافة والتراث المجتمعي. وثالثا "القوة الضاربة" التي تأتي من مختلف صنوف القوات المسلحة. حقق الكورد الفيلية ذلك النفوذ والتأثير خلال تلك الفترة لامتلاكهم مصدرين من مصادر "القوة" وهما "القوة الاقتصادية" (خاصة في المجالات التجارية) و"القوة الثقافية او الفكرية" إضافة الى أنهم لم يكونوا مشتتين ولا مستقطبين ولا متخاصمين وكانت قراراتهم بأيديهم وكان هدفهم خدمة المجتمع الكوردي الفيلي ككل وبشكل عام رغم اختلاف ايديولوجياتهم وميولهم السياسية وانتماءاتهم الحزبية» ولأنهم لم ينسوا او يتناسوا مجتمعهم الكوردي الفيلي ولم يضحوا بحقوقه ومصالحه حين وصلوا الى اول محطة من محطات طموحاتهم الشخصية. نذكر على سبيل المثال تعاون عدد من التجار الكورد الفيلية في مشروع تأسيس المدرسة الفيلية في بغداد وتبرع احدهم باحدى دوره الكبيرة لتكون مكانا للمدرسة وكلفوا ذوي الاختصاص من الكورد الفيلية بتنفيذ المشروع والذين قاموا بصدق وأمانة وإخلاص وتضحية بادارة المدرسة لخدمة مجتمعهم الكوردي الفيلي ونجحوا في ذلك بشكل مشهود له واستمروا فى ذلك رغم الصعاب حتى قامت حكومة حزب البعث باغلاق المدارس الفيلية. ونذكر أيضا على سبيل المثال احد الاخوة من الكورد الفيلية الذي عمل طيلة حياته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وصارا قياديا فيه ولكنه لم ينسَ او يتناسى مجتمعه الكوردي الفيلي ولم يستغل قضيتهم لخدمة طموحاته الشخصية واستطاع بعد التهجير القسري في ثمانينيات القرن الماضي من ارسال العشرات من الكورد الفيلية من شيوعيين وغير شيوعيين في زمالات دراسية حصل عليها حزبه الى مختلف جامعات ومعاهد الاتحاد السوفيتي للدراسة وحصلوا على شهادات جامعية في مختلف الإختصاصات. لقد بذلوا هذه الجهود بنكران ذات ونجحوا ليس طمعا في جاه او مال او منصب او مكسب شخصي بل لخدمة مجتمعهم الكوردي الفيلي بشكل عام. الرحمة والذكر الطيب للاموات منهم والصحة والسلامة للاحياء منهم. لم يكن تمتع الكورد الفيلية خلال تلك الفترة ب 'القوة الاقتصادية" و"القوة الثقافية والفكرية": خاصة في بغداد مركز دولة العراق» سببا لنفوذهم وتاثيرهم وسمعتهم الجيدة ولكنه أيضا آثار الخوف والقلق في حزب البعث الفاثئي والحسد لدى العديد من قادته وازلامه واعتبارهم تهديدا لنظامه ولذا عمل للتخلص منهم بمختلف أساليبه التعسفية وإجراءاته الاعتباطية ضدهم والتي كان من بينها مصادرة جميع ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة (مصادرة قوتهم الاقتصادية) وإسقاط جنسيتهم العراقية وتهجيرهم قسرا واقتلاعهم من جذورهم وتشتيتهم بهدف تدمير ثقافتهم وتفكيك روابطهم وتمزيق نسيجهم الاجتماعي (تدمير قوتهم الثقافية والفكرية). لم يكن للكورد الفيلية خلال تلك الفترة أية تنظيمات حزبية خاصة بهم بل كانوا يعملون في صفوف الأحزاب السياسية العراقية والكوردستانية القائمة بل كانت لهم عدد من منظمات المجتمع المدني من نوادي رياضية ومدارس فيلية إضافة إلى المواكب الحسينية. في بداية الفترة التى تلت سقوط النظام البعني عام 2003 واصل الكورد الفيلية السير على نفس النهج فى عملهم السياسي ضمن الأحزاب الكوردستانية والاسلامية المؤثرة ووصل عدد أعضاء مجلس النواب من الكورد الفيلية الى حوالي الخمسة عشر عضوا في الدورتين الأولى والثانية لمجلس النواب ضمن هذه الأحزاب قبل ان يتجهوا نحو تأسيس أحزاب وتنظيمات سياسية خاصة بالكورد الفيلية ظننا من بعض "نخبهم السياسية الطموحة بأنهم يستطيعون تحقيق نتائج مشابهة او اكبر اذا ترشحوا للانتخاب ضمن أحزاب او تنظيمات او قوائم كوردية فيلية. ولكننا نرى الان ان البرلمانيين الكورد الفيلية (الكاشفين عن هويتهم الحقيقية الكوردية الفيلية) وصلوا الى البرلمان العراقي ضمن الأحزاب الإسلامية الشيعية. وحتى عضو الكوتا المخصص للكورد الفيلية استولت علية تلك الأحزاب وليس التنظيمات الكوردية الفيلية نفسها! وبينت نتائج الانتخابات منذ تأسيس هذه الأحزاب والتنظيمات والقوائم الكوردية الفيلية ان أي منها لم ينجح في جمع أصوات كافية للحصول حتى على مقعد واحد في مجلس النواب العراق. هناك أسباب موضوعية عديدة لذلك من بين أهمها تعصب الولاءات والانتماءات السياسية والحزبية والاستقطاب فى صفوف النخب الكوردية الفيلية والتي شجعتها وتشجعها الأحزاب السياسية القائمة وجهات أخرى وأسباب ذاتية تتمثل تشطيب الكورد الفيلية ووجود بعض النفعيين في صفوف النخب الكوردية الفيلية انفسها والذين يميلون حسب ميول الرياح السياسية وينسون او يتناسيون قضيتهم عند وصولهم الى أول محطة من محطات طموحاتهم الشخصية. ان تهافت بعض الأخوة للوصول لطموحات شخصية ضيقة جعلهم ينسون قضيتنا الكبرى» بل حتى وضع العراقيل او حتى التخريب لجهود قام بها اخوتهم في القضية. كما حصل على سبيل المثال وليس الحصر عند محاولاتهم تحجيم والتقليل من اهمية قضيتنا وقضية شهداءنا الذين فنوا على ايدي النظام البائد ومنها أيضا جهود اتحادنا الكوردي الفيلي بالتعاون مع جهات أخرى لعرض ومناقشة وتدويل قضيتنا في البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي عام 2016 ولاعوام عدة بعده. ومنها ايضا تخريب مشروع بناء مركز ثقافي كوردي فيلي في بغداد بعد تخصيص قطعة ارض له. على ضوء تلك التجارب الناجحة وهذه التجارب غير الناجحة هل حان وقت التفكير بأسلوب عمل مختلف يساعد المجتمع الكوردي الفيلي بشكل أفضل على استعادة قوته الاقتصادية وقوته الثقافية والفكرية ودوره وتأثيره السياسي بهدف تثبيت وحماية حقوقه المشروعة وصيانة مصالحه الأساسية والوصول الى أهدافه البعيدة المدى المتمثلة في ضمان مستقبله في العيش في وطنه دون التعرض الى تمييز وتفرقة واضطهاد واسقاط جنسية ومصادرة ممتلكات وتطهير عرقي وابادة جماعية شبيه بما مارسته ضدهم دولة العراق ابان حكم حزب البعث الجائر؟ بخلافه ستبقى قضية الكورد الفيلية في العراق تراوح في مكانها او في مجال ضيق للغاية.