أحدث الأخبار مع #اللهالمختار


الأسبوع
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الأسبوع
«قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب للواء محمد الغباري
قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود من كتبهم المقدسة لإقامة الدولة اليهودية» للواء الدكتور محمد الغباري. يتناول هذا الكتاب دراسة الفكر الاستراتيجي اليهودي من خلال النصوص الدينية اليهودية، مثل التوراة والتلمود، ويوضح كيف تم استخدامها كإطار أيديولوجي لتحقيق الأهداف الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل. يسعى المؤلف إلى تحليل المبادئ الدينية التي اعتمد عليها اليهود عبر التاريخ في بناء مشروعهم، ومدى تأثيرها على السياسات الإسرائيلية الحديثة. يدور الكتاب حول عدة محاور أساسية، منها الأسس الدينية والتاريخية للفكر الصهيوني حيث يوضح كيف استند المشروع الصهيوني إلى مفاهيم دينية مثل "شعب الله المختار" و"أرض الميعاد"، ويناقش كيف تم توظيف النصوص الدينية لتبرير احتلال فلسطين وتهجير سكانها. أما المحور الثاني التخطيط الاستراتيجي لإنشاء الدولة الصهيونية، ويتطرق إلى الأدوار التي لعبها رجال الدين والمفكرون اليهود في تشكيل الوعي القومي اليهودي عبر العصور، ويوضح الكتاب كيف تم توظيف التعاليم الدينية لدعم مشروع الاستيطان والتوسع. أيضا دور التوراة والتلمود في صياغة العقلية الصهيونية، ويناقش الكتاب كيف استُخدمت هذه الكتب في ترسيخ مفاهيم مثل الهيمنة الدينية، والتوسع الجغرافي، وإقامة الدولة اليهودية على حساب الشعوب الأخرى، ويوضح كيفية تبرير العنف والاستيطان والتمييز العنصري من خلال تفسير معين للنصوص الدينية. وكذلك التطبيقات السياسية والعسكرية للفكر الصهيوني، حيث يرصد الكتاب السياسات الإسرائيلية الحديثة من منظور الفكر الديني الصهيوني، ويدرس مراحل الحروب الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في إطار العقيدة اليهودية. وانعكاسات الفكر الاستراتيجي اليهودي على الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يوضح كيف أثر الفكر الديني اليهودي على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب، ويتناول العلاقة بين الديانة اليهودية والتوجهات السياسية والعسكرية للدولة الصهيونية. يقدم الكتاب رؤية تحليلية عميقة لكيفية استخدام النصوص الدينية في تشكيل الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، مما يجعله مرجعًا هامًا لفهم طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي من منظور أيديولوجي، ويساعد الكتاب القارئ على إدراك الدوافع الفكرية والعقائدية التي توجه السياسات الصهيونية، ما يسهم في فهم أعمق للقضية الفلسطينية. يقدم اللواء محمد الغباري في هذا الكتاب دراسة متعمقة حول الفكر الاستراتيجي اليهودي، معتمدًا على النصوص الدينية، ومبينًا كيفية تطويعها لخدمة الأهداف الصهيونية. الكتاب يمثل إضافة مهمة لفهم جذور الصراع في المنطقة، ويكشف عن البعد الديني الذي لعب دورًا رئيسيًا في إقامة الدولة الصهيونية.


صدى البلد
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- صدى البلد
قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب للواء محمد الغباري
أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود من كتبهم المقدسة لإقامة الدولة اليهودية» للواء الدكتور محمد الغباري. يتناول هذا الكتاب دراسة الفكر الاستراتيجي اليهودي من خلال النصوص الدينية اليهودية، مثل التوراة والتلمود، ويوضح كيف تم استخدامها كإطار أيديولوجي لتحقيق الأهداف الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل. يسعى المؤلف إلى تحليل المبادئ الدينية التي اعتمد عليها اليهود عبر التاريخ في بناء مشروعهم، ومدى تأثيرها على السياسات الإسرائيلية الحديثة. يدور الكتاب حول عدة محاور اساسية، منها الأسس الدينية والتاريخية للفكر الصهيوني حيث يوضح كيف استند المشروع الصهيوني إلى مفاهيم دينية مثل "شعب الله المختار" و"أرض الميعاد"، ويناقش كيف تم توظيف النصوص الدينية لتبرير احتلال فلسطين وتهجير سكانها. أما المحور الثاني التخطيط الاستراتيجي لإنشاء الدولة الصهيونية، ويتطرق إلى الأدوار التي لعبها رجال الدين والمفكرون اليهود في تشكيل الوعي القومي اليهودي عبر العصور، ويوضح الكتاب كيف تم توظيف التعاليم الدينية لدعم مشروع الاستيطان والتوسع. أيضا دور التوراة والتلمود في صياغة العقلية الصهيونية، ويناقش الكتاب كيف استُخدمت هذه الكتب في ترسيخ مفاهيم مثل الهيمنة الدينية، والتوسع الجغرافي، وإقامة الدولة اليهودية على حساب الشعوب الأخرى، ويوضح كيفية تبرير العنف والاستيطان والتمييز العنصري من خلال تفسير معين للنصوص الدينية. وكذلك التطبيقات السياسية والعسكرية للفكر الصهيوني، حيث يرصد الكتاب السياسات الإسرائيلية الحديثة من منظور الفكر الديني الصهيوني، ويدرس مراحل الحروب الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في إطار العقيدة اليهودية. وانعكاسات الفكر الاستراتيجي اليهودي على الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يوضح كيف أثر الفكر الديني اليهودي على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب، ويتناول العلاقة بين الديانة اليهودية والتوجهات السياسية والعسكرية للدولة الصهيونية. يقدم الكتاب رؤية تحليلية عميقة لكيفية استخدام النصوص الدينية في تشكيل الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، مما يجعله مرجعًا هامًا لفهم طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي من منظور أيديولوجي، ويساعد الكتاب القارئ على إدراك الدوافع الفكرية والعقائدية التي توجه السياسات الصهيونية، ما يسهم في فهم أعمق للقضية الفلسطينية. يقدم اللواء محمد الغباري في هذا الكتاب دراسة متعمقة حول الفكر الاستراتيجي اليهودي، معتمدًا على النصوص الدينية، ومبينًا كيفية تطويعها لخدمة الأهداف الصهيونية. الكتاب يمثل إضافة مهمة لفهم جذور الصراع في المنطقة، ويكشف عن البعد الديني الذي لعب دورًا رئيسيًا في إقامة الدولة الصهيونية.


نافذة على العالم
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- نافذة على العالم
أخبار مصر : قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب للواء محمد الغباري
الثلاثاء 18 مارس 2025 03:00 مساءً نافذة على العالم - أصدرت وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «قراءة في الفكر الاستراتيجي لليهود من كتبهم المقدسة لإقامة الدولة اليهودية» للواء الدكتور محمد الغباري. يتناول هذا الكتاب دراسة الفكر الاستراتيجي اليهودي من خلال النصوص الدينية اليهودية، مثل التوراة والتلمود، ويوضح كيف تم استخدامها كإطار أيديولوجي لتحقيق الأهداف الصهيونية وإنشاء دولة إسرائيل. يسعى المؤلف إلى تحليل المبادئ الدينية التي اعتمد عليها اليهود عبر التاريخ في بناء مشروعهم، ومدى تأثيرها على السياسات الإسرائيلية الحديثة. يدور الكتاب حول عدة محاور اساسية، منها الأسس الدينية والتاريخية للفكر الصهيوني حيث يوضح كيف استند المشروع الصهيوني إلى مفاهيم دينية مثل "شعب الله المختار" و"أرض الميعاد"، ويناقش كيف تم توظيف النصوص الدينية لتبرير احتلال فلسطين وتهجير سكانها. أما المحور الثاني التخطيط الاستراتيجي لإنشاء الدولة الصهيونية، ويتطرق إلى الأدوار التي لعبها رجال الدين والمفكرون اليهود في تشكيل الوعي القومي اليهودي عبر العصور، ويوضح الكتاب كيف تم توظيف التعاليم الدينية لدعم مشروع الاستيطان والتوسع. أيضا دور التوراة والتلمود في صياغة العقلية الصهيونية، ويناقش الكتاب كيف استُخدمت هذه الكتب في ترسيخ مفاهيم مثل الهيمنة الدينية، والتوسع الجغرافي، وإقامة الدولة اليهودية على حساب الشعوب الأخرى، ويوضح كيفية تبرير العنف والاستيطان والتمييز العنصري من خلال تفسير معين للنصوص الدينية. وكذلك التطبيقات السياسية والعسكرية للفكر الصهيوني، حيث يرصد الكتاب السياسات الإسرائيلية الحديثة من منظور الفكر الديني الصهيوني، ويدرس مراحل الحروب الإسرائيلية والتوسع الاستيطاني في إطار العقيدة اليهودية. وانعكاسات الفكر الاستراتيجي اليهودي على الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يوضح كيف أثر الفكر الديني اليهودي على سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعرب، ويتناول العلاقة بين الديانة اليهودية والتوجهات السياسية والعسكرية للدولة الصهيونية. يقدم الكتاب رؤية تحليلية عميقة لكيفية استخدام النصوص الدينية في تشكيل الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، مما يجعله مرجعًا هامًا لفهم طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي من منظور أيديولوجي، ويساعد الكتاب القارئ على إدراك الدوافع الفكرية والعقائدية التي توجه السياسات الصهيونية، ما يسهم في فهم أعمق للقضية الفلسطينية. يقدم اللواء محمد الغباري في هذا الكتاب دراسة متعمقة حول الفكر الاستراتيجي اليهودي، معتمدًا على النصوص الدينية، ومبينًا كيفية تطويعها لخدمة الأهداف الصهيونية. الكتاب يمثل إضافة مهمة لفهم جذور الصراع في المنطقة، ويكشف عن البعد الديني الذي لعب دورًا رئيسيًا في إقامة الدولة الصهيونية.


26 سبتمبر نيت
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- 26 سبتمبر نيت
الدين في السياسة الخارجية
تثار أحياناً تساؤلات حول مدى مشروعية استناد السياسة الخارجية إلى الدين، إذ يرى البعض أن الموقف اليمني تجاه الـقـضـيـة الـفـلـسـطـيـنـيـة، الذي ينطلق من منطلقات دينية، والذي تحدث عنه الـسـيـد الـقـائد يحفظه الله، يعكس إخفاقاً في السياسة الخارجية، نظراً لضرورة الفصل بين الدين كشعائر روحية وبين القرارات السياسية للدولة. غير أن التحليل الموضوعي للسياسات الدولية يكشف أن الأبعاد الدينية حاضرة بوضوح في استراتيجيات العديد من الدول الكبرى والإقليمية، بل إنها تشكل ركيزة لبعض القرارات الجوهرية. فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تفصل رسمياً بين الدين والدولة وفقاً لدستورها، فإن البعد الديني لعب دوراً واضحاً في توجهاتها الخارجية، خاصة في بعض الإدارات. فعلى سبيل المثال، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، استخدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن خطاباً يحمل دلالات دينية، حيث وصف حملته الـعـسـكـريـة ضد ما أسماه "الإرهـاب" بأنها "حـرب صليبية"، في تعبير يعكس تأثير الأيديولوجيا الدينية في رسم السياسات الخارجية الأمريكية، لا سيما في المنطقة العربية. أما في عهد الرئيس دونالد ترامب، فقد برزت تأثيرات الفكر الديني المحافظ في سياساته، حيث تبنى خطاباً يعكس توجهات التيار الإنجيلي المتطرف، وهو ما بدا واضحاً في دعمه غير المشروط لإسـرائـيـل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس عام 2018، في خطوة استندت إلى تبريرات دينية تدعمها بعض الجماعات المسيحية الـصـهـيـونـيـة. إضافة إلى ذلك، زعم ترامب في إحدى تصريحاته أنه "اختير من الله" لإنقاذ أمـريـكـا، في إشارة إلى نزعة دينية حاضرة في رؤيته السياسية. وتستند إسـرائـيـل في سياساتها الخارجية إلى البعد الديني، حيث تستلهم كثيراً من شرعيتها من المفاهيم التوراتية، مثل "شعب الله المختار" و"أرض الميعاد". هذه الرؤية لعبت دوراً محورياً في تبرير التوسع الاسـتـيـطـانـي، والذي تدعمه أحزاب دينية متطرفة ترى أن السيطرة على "يهودا والسامرة" جزء من واجب ديني. كما تعتمد الحكومات الإسـرائـيـلـيـة على دعم الجماعات الدينية في الولايات المتحدة، وخاصة الإنجيليين، الذين يرون قيام إسـرائـيـل عام 1948 خطوة لتحقيق نبوءات دينية. وتستخدم السعودية البعد الديني في سياستها الخارجية، حيث تسوّق نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي السني، وتستند إلى هذه المكانة لتعزيز نفوذها في القضايا الإقليمية، كما يظهر في قيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهـاب عام 2015. كذلك، تلعب رابطة العالم الإسلامي، التي تمولها السعودية، دوراً دبلوماسياً يعكس هذا التوجه. أما إيـران، فتنطلق في سياستها الخارجية من رؤية الـثـورة الإسـلامـيـة التي أسسها الإمام الـخـمـيـنـي عام 1979، والتي تدمج البعد الديني بالسياسة. ويظهر هذا التوجه في دعمها لـجـمـاعـات تعتبرها "امتداداً لـلـمـقـاومـة الإسـلامـيـة"، مثل حـزب الله في لبنان، إضافة إلى تبني خطاب يدعو إلى تصدير الـثـورة إلى دول المنطقة. وعلى الرغم من أن تركيا جمهورية علمانية دستورياً، فإن حكومة حزب العدالة والتنمية، سعت إلى تقديم نفسها كحاملة لواء "الإسلام المعتدل"، ما انعكس في تبنيها سياسات خارجية تعزز نفوذها في العالم الإسلامي، كما يظهر في دعمها لـجـمـاعـات إسلامية في المنطقة، مثل الإخوان المسلمين. يكشف تحليل السياسات الخارجية للدول الكبرى والإقليمية أن الدين ليس مجرد عنصر ثانوي، بل يشكل أحد الأبعاد المؤثرة في صنع القرار. وبينما تحاول بعض الدول تقديم سياساتها الخارجية على أنها تستند إلى المصالح القومية البحتة، فإن البعد الديني غالباً ما يكون حاضراً. وبالتالي، فإن القول بأن السياسة الخارجية يجب أن تكون منفصلة تماماً عن الدين لا يتوافق مع واقع العلاقات الدولية، حيث يبقى الدين عنصراً فاعلاً في توازنات الـقـوة العالمية.


وجدة سيتي
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- وجدة سيتي
حل العودتين بدلا من حل الدولتين
منذ أكثر من قرن، وضع الغربُ فلسطينَ في قلب صراع دموي سببه المشروع الصهيوني الاستيطاني، الذي قام على تهجير شعب كامل من أرضه لإحلال مستوطنين قدموا من شتى بقاع الأرض. ومع مرور الزمن، طُرحت حلول متعددة لإنهاء الصراع، وكان ولا يزال أبرزها هو ما يُعرف حتى اليوم بـ »حل الدولتين ». حل ينص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. لكن هذا الحل، الذي بدا لكثيرين وكأنه التسوية المنطقية، حُكم عليه بالإعدام على يد الصهاينة أنفسهم، بالنظر لما يرون فيه من تهديد حقيقي لزوال دولتهم على المدى المتوسط أو البعيد. فلم يتوقفوا يومًا عن توسيع مستوطناتها والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية مع نية تهجير أهلها قسرا، بل تطمع حتى في الاستيطان بغزة الذي تتبناه فكرة تهجير أهلها، مما يجعل حل إقامة دولة فلسطينية مستقلة أمرًا مستحيلًا. في المقابل، بينما يحلم البعض بحل تهجير الفلسطينيين، هناك حل أكثر عدالة وواقعية ومنطقية، وهو « حل العودتين ». حل يبدو مع الأسف الشديد مستبعدا ومستحيلا فيظهر وكأنه لم يخطر على بال أحد اللهم المقاومة المشروعة التي كالعادة توصف بالإرهاب من طرف أي احتلال ومن طرف مؤيديه المنحازين له. هذا الحل العادل والمشروع يقوم على مبدأ بسيط، وهو أن يعود أخيرا كل طرف من طرفي النزاع إلى موطنه الأصلي. فيعود اليهود إلى أوطانهم التي هاجروا منها إلى فلسطين طيلة القرن الماضي وحتى الآن، في مقابل عودة كل الفلسطينيين من مخيمات اللجوء إلى أراضيهم وديارهم التي أُجبر أجدادهم وآباؤهم على مغادرتها بالقوة تحت ضربات العصابات الإرهابية الصهيونية التي شكّلت جذور جيش إسرائيل الحالي. فـفي « حل العودتين » بدلًا من « حل الدولتين » استعادة للحقوق المشروعة لكلا الطرفين. وهو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في فلسطين وفي المنطقة، وأخيرًا بين الغرب اليهودي-المسيحي والمشرق العربي-المسلم. فمنذ نكبة عام 1948، تعرض الفلسطينيون لعملية اقتلاع جماعي، حيث دمِّرت العصابات الصهيونية مئات القرى وقتلت سكانها وطردت من تبقى منهم قسرًا، تحت حماية الانتداب البريطاني الذي يسر بذلك قيام الكيان الإسرائيلي على أنقاض وطنهم بموجب وعد بلفور. كيان يهودي تشكل من المستوطنين الصهاينة الذين جاؤوا من أوروبا وروسيا وأمريكا ودول أخرى. وبما أن الدول الغربية وفي مقدمتها بريطانيا هي التي رعت المشروع الصهيوني منذ بدايته، فمن العدل والمنطق أن تتحمل مسؤولية إقناع المستوطنين بالعودة إلى بلدانهم الأصلية بل حتى بالضغط عليهم بشتى الوسائل ومنها رفع كل أشكال الدعم عنهم، وتعويض الفلسطينيين التعويض الكافي والوافي عن عقود من المعاناة التي تسببوا لهم فيها. أما من يبررون وجود إسرائيل بالحاجة إلى وطن قومي لليهود، فعليهم أن يتساءلوا: لماذا يجب أن يكون هذا الوطن في فلسطين تحديدًا؟ شعوب العالم والقانون الدولي ليسوا مجبرين على تبني عقيدة دينية خاصة بأي قوم، ومنها عقيدة اليهود بما فيها خرافة « الأرض الموعودة » وأسطورة « شعب الله المختار ». والمفارقة أن الدول الغربية، التي تتبنى الطرح الصهيوني بكل قوة، هي نفسها التي باسم العلمانية تعتبر العقائد الدينية من خصوصيات الأفراد والجماعات وغير ملزمة للوطن والمجتمع. والمستغرب أكثر هو مقف فرنسا الداعم للدولة اليهودية، في حين تتبنى حكوماتها علمانية متطرفة مقارنة بعلمانية باقي الدول الغربية. فملك بريطانيا مثلا، هو رئيس الكنيسة الإنڴليكانية، ورؤساء أمريكا يؤدون اليمين الدستورية اليد موضوعة على الكتاب المقدس وأمام قسيس. أمور مستحيلة ولا في الخيال مع العلمانية الفرنسية المتشددة. ومع ذلك توجد فرنسا في مقدمة المدافعين عن المشروع الصهيوني القائم على « اليهودية السياسية » التي اتضح بالملموس أنه باسمها يرزح الفلسطينيون منذ سبع عقود تحت نيْر الفصل العنصري الصارخ بأرضهم المحتلة. في الوقت الذي تعارض فيه نفس فرنسا وبكل قوة مجرد رائحة ما تسميه ب »الإسلام السياسي ». ازدواجية في المعايير فاضحة لا تفهم سوى بالتحيز الأعمى للصهيونية العنصرية باسم « الدين السياسي » الذي تزعم أنها تعارضه مبدئيا. وذلك على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة. على كل حال، إذا كان لا بد من منح اليهود دولة آمنة، فلماذا لا تكون في الغرب الذي لا يزال يتبنى مشروعهم بكل قوة؟ فلما ليس في أراضي الولايات المتحدة الشاسعة، حيث يوجد دعم المسيحيين الإنجيليين المطلق لليهود، وحيث يمكنهم العيش وسط بيئة ديمقراطية ومتحضرة المتماهية مع ثقافتهم الغربية، وبعيدًا كل البعد عن العيش وسط « الهمجية والوحشية العربية »، كما يحلو لهم وصف ثقافة المشارقة الذين لم يستضيفهم يوما للعيش بينهم؟ فيمكن، على سبيل المثال، تخصيص ولاية خاصة بالطائفة اليهودية في أمريكا، كما هو الحال مع ولاية يوطا التي تعد مركزًا لطائفة المورمون. هكذا سيحصل اليهود على دولة يعيشون فيها من دون دوام لعنة الخوف على زوالها، ولا لعنة حالة الحرب الدائمة مع محيطها الأجنبية عنها، ومن دون الحاجة إلى جيش ضخم وأجهزة استخبارات مكلفة لحمايتها. فكرة « حل العودتين » ليست فقط الأكثر عدلًا، بل هي أيضًا الأكثر واقعية وسلمية ومطمئنة للجميع مقارنة بجميع الحلول الوهمية المطروحة حتى يومنا هذا. ففكرة تهجير الفلسطينيين مستحيلة ولو حتى في الأحلام. وخير دليل على ذلك يكمن في نتيجة الحرب الأخيرة لصالح المقاومة الشبه بدائية ضد وحشية جيش الاحتلال المدعوم بكل قوى العالم الغربي. كما يكمن وبقوة في مشاهد عودة الغزيين مبتهجين فور إعلان الهدنة إلى لقراهم وديارهم المدمرة. بينما استمرار الاحتلال الإسرائيلي يعني دوام الحروب والصراعات والاضطرابات والتوترات والعداوات ليس فقط في فلسطين وفي كل المنطقة، بل أيضًا بين الأنظمة الغربية وشعوب العالم الإسلامي ومجمل حكومات المشرق وباقي العالم التي لا تقبل الظلم. أما العودة إلى الأصول بمعنى إلى حال فلسطين قبل الاحتلال، حيث يعود اليهود إلى بلدانهم الأصلية، ويستعيد الفلسطينيون أراضيهم وديارهم وحريتهم واستقلالهم، فهي الحل الذي يحقق العدالة والطمأنينة للجميع والتعايش السلمي والتقليدي والمعهود بالعالم المسلم بين كل المسلمين وكل اليهود، وينهي قرنًا من الحروب والاضطرابات ليس فقط بالمنطقة بل بالعالم كله. فإذا أراد العالم أخيرا سلامًا حقيقيًا وعادلا ودائمًا، فعليه أن يتشجع ويتخلى عن الحلول الوهمية التي لم تؤدِّ إلا إلى مزيد من الحروب والتوتر وذبح الأبرياء وسجنهم صغارا وكبارا، نساء وزجالا ودمار أراضيهم وديارهم وحرمانهم من الحق في حريتهم. « حل العودتين » هو البديل العادل والمنطقي، الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها، ويضمن سلامًا حقيقيًا، ليس فقط لفلسطين، بل للمنطقة والعالم بأسره. حل العودتين الذي من المؤمل أخيرا أن تتبناه الأجيال اليهودية الصاعدة لما تستخلص الدروس من الموروث الصهيوني الظالم الذي دام أكثر من سبعة عقود، والذي لم يجلب لليهود بفلسطين سوى لعنة البؤس الدائم ولعنة التعاسة ولعنة الخوف على الحاضر وعلى لمستقبل، من دون باقي شعوب العالم التي تعيش في أراضيها بسلام آمنة ومطمئنة بداخلها ومع كل جيرانها في محيطها وفي منطقتها. فكل من المصري مثلا، والأردني واللبناني والسوري، مثل باقي أفراد شعوب العالم، يعيش مطمئنا في أرضه لا ينازعه فيها أحد. فقط اليهودي الصهيوني في فلسطين ومن دون غيره يشعر بدوام لعنة الغربة عن الأرض التي يحتلها ومرفوض ومنبوذ ومكروه من طرف كل من أهلها وأهالي محيطها. أليست هذه لعنة؟ نعم، ويا لها من لعنة جزاء وفاقا! فمن أجل ماذا، سوى السراب طيلة حياة لا يعيشها الإنسان إلا مرة واحدة؟