أحدث الأخبار مع #المجلسالأطلسي


منذ 6 أيام
- أعمال
هل تمهد الهدنة الجمركية لإتفاقية تجارية مستدامة بين واشنطن وبكين !؟
عقد مسؤولون أمريكيون وصينيون أول اجتماع سري بينهما منذ تولي الرئيس ترامب الرئاسة وإطلاقه حرب الرسوم الجمركية، وذلك في قبو مقر صندوق النقد الدولي. إذ تُوج باتفاق الطرفين على عقد مفاوضات تجارية في "جنيف"، اختتمت باتفاق أمريكي صيني على خفض جمركي لـ90 يومًا، والتهدئة الموقتة للمناكفات التجارية بين واشنطن وبكين لم تكن الأخبار الإيجابية الوحيدة التى تواكبت مع أول زيارة خارجية لترامب فى ولايته الثانية ، إذ يمثل الإفراج عن عيدان ألكسندر تحولاً فى نظرة ترامب للأوضاع في غزة وكان تعليقه أن ذلك يعد بادرة حسن نية من جانب حماس تجاه واشنطن . كما نشر مجلس العلاقات الخارجية تقريراً يحمل عنوان ( إتفاق ترامب مع بكين يضع مصداقية واشنطن على المحك ) يُبرز أنه على الرغم أن محادثات التجارة الأمريكية-الصينية في جنيف قد أسفرت عن تهدئةٍ تفوق التوقُّعات في الحرب التجارية الدائرة. فإنه ليس من السهل إصلاح الضرر الذى ألحقته هذه المناوشة بمصداقية الولايات المتحدة التجارية ودور الدولار على الساحة العالمية، إذ يُرجَّح أن ترتفع الواردات الأمريكية من الصين بشكلٍ كبير خلال الأشهر الـ3 المقبلة مع إقبال الشركات وتجار التجزئة على تخزين البضائع الصينية، الأمر الذى قد يعني زيادة الطلب على الخدمات اللوجستية، وارتفاع تكاليف الشحن، وزيادة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة، وربما يحاول مسؤولو إدارة «ترامب» تصوير محادثات التجارة على أنها تُحقِّق هدف «الانفصال الاستراتيجي»، لكنهم في الواقع فقدوا مصداقيتهم ومنحوا الصين نفوذًا أكبر. وتطرقت تقديرات المجلس الأطلسي إلى الدوافع الحقيقية التي دفعت واشنطن للتهدئة مع بكين ، والذى يفترض أن الدافع الحقيقي وراء إبرام الولايات المتحدة لاتفاقٍ مع الصين قد يكون بسبب تأثُّر السوق الأمريكية بتبعات اختفاء عديدٍ من السلع الاستهلاكية من المتاجر الأمريكية. وبالمثل، فقد يكون الدافع وراء موافقة الصين هو تزايد عمليات تسريح العمال في الموانئ والمصانع في جنوب الصين، ويُشير الاتفاق التجاري الأمريكي-الصيني إلى أن الخلاف بين البلدَين لا يقتصر فقط على الرسوم الجمركية في حدِّ ذاتها، أو الانفصال عن الاقتصاد الصيني، بقدر ما يتعلَّق بخفض العجز التجاري، ومعالجة الحواجز التجارية، وغيرها من المسائل الاقتصادية. كما خلُص التقرير إلى أن الولايات المتحدة والصين متفقتان على أنهما لا تستطيعان تحمُّل تكاليف السعْي إلى الانفصال طويل الأمد وتحويل مسار التجارة، كما أنهما تتفقان ضمنيًا على ضرورة معالجة الاختلالات التجارية التي نشأت على مدى العقود القليلة الماضية. وقد تطرق تقرير لمركز ECSSR إلي أبعاد توصُّل أمريكا والصين لاتفاقية تجارية ، والإعلان عن خفض مؤقت للرسوم الجمركية المفروضة، وإعطاء مهلة إضافية (90 يومًا) للتوصُّل لاتفاق تجاري نهائي، ويأتي الخفض بهدف تهدئة التوترات التجارية ومواصلة المناقشات بشأن العلاقات الاقتصادية، وتكشف الهدنة الجمركية بين الغريمين عن خفض الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الواردات الصينية من إجمالي 145% إلى 30%، وستخفِّض الصين رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%. وقد انعكست المؤشرات الإيجابية للمحادثات التجارية على الأسواق العالمية، إذ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 2.8%، وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" بنسبة 3.6% ، ومع ذلك هناك عدة تساؤلات حول مستقبل السياسات الإقتصادية الأمريكية في العام الأول للرئيس ترامب وهل يراجع النبرة الإستعدائية في تصريحاته ضد الصين !؟ وهل يتوجه الطرفان لمفاوضات موسَّعة تحقق توازنًا تجاريًا مستدامًا بين واشنطن وبكين ؟! وفى ضوء ما شهدته عام 2020 من توقيع واشنطن وبكين على ما عرف حينها بإتفاق ' المرحلة الأولى ' ، فإن التوصل لاتفاقية تجارية عادلة ومستدامة تحقق مزيدًا من الانفتاح التجاري بين الطرفين يظل رهناً للإرادة السياسية من جانب واشنطن وترامب أولاً .

سعورس
منذ 7 أيام
- أعمال
- سعورس
ترمب في الرياض.. تعاون إستراتيجي لآفاق أوسع
الأبعاد الاقتصادية والاستثمارية واحتل التعاون الاقتصادي موقع الصدارة في مباحثات الزيارة، حيث يسعى الجانبان إلى ترسيخ شراكة اقتصادية متينة تربط أكبر اقتصاد عالمي مع إحدى أسرع الاقتصادات نموًا في المنطقة، وبحسب تقارير المجلس الأطلسي (Atlantic Council)، يشكّل الاستثمار والطاقة "ركيزتين أساسيتين" في جدول أعمال هذه الجولة، فعلى صعيد الاستثمارات الثنائية، تتطلع واشنطن إلى ضخ رؤوس أموال ضخمة في مشاريع البنية التحتية والتكنولوجيا الأميركية لتحفيز النمو، ويعكس رفع المملكة حجم استثماراتها المخطط لها في الولايات المتحدة توجّهها للمساهمة في ازدهار الاقتصاد العالمي، ضمن رؤية تقوم على المنفعة المتبادلة، فهي تسعى للحصول على أحدث التقنيات والخبرات دعماً لرؤية 2030 لتنويع الاقتصاد، وهو ما يترجمه التركيز على عقد شراكات في مجالات التقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع الإعلان عن صناديق تمويل مشتركة أو مراكز أبحاث تقنية بين البلدين، وكذلك مشاريع في قطاع أشباه الموصلات الذي طُرح ضمن ملفات النقاش، ما يعني فتح آفاق جديدة للتعاون تتجاوز المجالات التقليدية. وفي قطاع الطاقة لم يقتصر النقاش على النفط؛ إذ تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات التكيّف المناخي، في إطار توجه مشترك لخلق مقايضة استراتيجية بين الهيدروكربونات التقليدية ومشاريع الطاقة النظيفة، ورأى مراقبون هذا التوجه يُحقق فوزًا للطرفين؛ فهو يساعد الإدارة الأميركية في تحقيق أهدافها المناخية دون التضحية بإمدادات النفط ، ويدعم مساعي الرياض لتنويع مصادر الدخل والطاقة لديها، كما حازت الصناعات المعدنية والتعدين على اهتمام خاص ضمن الحزمة الاقتصادية للزيارة، فالمملكة تمتلك رؤية طموحة للتحول إلى قوة عالمية في إنتاج المعادن الاستراتيجية، مستندة إلى ثروة معدنية تقدر بتريليونات الدولارات، تشمل معادن نادرة وحيوية للصناعات العسكرية والتكنولوجية. وفي هذا السياق، أعلنت الرياض وواشنطن عزمهما على تعزيز التعاون في قطاع التعدين وتنمية سلاسل إمداد المعادن الحرجة، وتفيد تحليلات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) بأن "دبلوماسية المعادن" باتت أولوية استراتيجية لإدارة ترمب، التي ترى في المملكة شريكًا مركزيًا لتأمين هذه الموارد، ويؤكد خبراء أن التعدين مرشح ليكون ركيزة أساسية في مستقبل العلاقات الأميركية - السعودية، مع توافق البلدين على أهمية تأمين الإمدادات المعدنية لدعم الصناعات المتقدمة، ولا أدلّ على ذلك من الشراكات البارزة القائمة بالفعل، مثل استثمارات شركات أميركية في مشاريع التعدين السعودية، والدعم الأميركي لتطوير قدرات شركة "معادن السعودية"، وهكذا، تعكس المخرجات الاقتصادية للزيارة رؤية سعودية - أميركية مشتركة قوامها التكامل الاقتصادي: استثمارات متبادلة ضخمة، وتعاون في الطاقة التقليدية والمتجددة، وشراكة تكنولوجية ومعدنية لتأسيس اقتصاد المستقبل، وهذه المقاربة الكلية تمنح البلدين فرصة تاريخية لبناء ازدهار مشترك، وتوجيه رسالة بأن التنمية هي الطريق الأنجع لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. الأبعاد السياسية والدبلوماسية وشكلت الملفات السياسية ميدانًا محوريًا للتنسيق خلال زيارة ترمب إلى الرياض ، حيث سعى الطرفان لتوحيد الرؤى حيال أزمات المنطقة بما يخدم هدف إرساء السلام والاستقرار، وفي صدارة هذه الملفات جاء البرنامج النووي الإيراني ، فعلى الرغم من مواقف ترمب المتشددة تاريخيًا حيال إيران ، برز خلال هذه الزيارة توجه نحو منح الدبلوماسية فرصة جديدة، إذ تزامنت الزيارة مع انخراط واشنطن في محادثات غير مباشرة مع طهران حول إحياء الاتفاق النووي على أسس جديدة، وقد رحبت الرياض بحذر بهذا المسار، حيث عبّر مسؤولون سعوديون عن دعمهم الضمني لأي اتفاقٍ يبدد الهواجس النووية طالما أنه لا يساوم على أمن المنطقة، وتؤكد تقارير دولية أن احتواء الطموحات النووية الإيرانية هو أولوية قصوى مشتركة بين الولايات المتحدة والمملكة، إذ يخدم التوصل إلى اتفاق نووي مُحكم هدف منع الانتشار النووي وتجنيب الشرق الأوسط سباق تسلح خطر، ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن الرياض تدعم أي مسعى دبلوماسي يضمن سلمية برنامج إيران النووي، بالتوازي مع استمرار الضغط لكبح أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار الإقليمي عبر الحوار والتفاهمات وليس المواجهة العسكرية، وهذا الموقف السعودي المتزن ينسجم مع توجه المملكة منذ اتفاق إعادة العلاقات مع إيران بوساطة صينية عام 2023 نحو تغليب لغة الحوار مع الجوار الإيراني ، على أمل أن يُسهم ذلك في تخفيف التوترات الإقليمية المزمنة. وعلى صعيد الأزمة اليمنية، حملت الزيارة رسالة سلام قوية طال انتظارها، فبعد ما يقرب من عقد على اندلاع الحرب في اليمن، بدأت تلوح في الأفق ملامح انفراجة تاريخية تمثلت في اتفاق وقف إطلاق نار قائم، وقد أكد الجانبان الأميركي والسعودي دعمهما الثابت لترسيخ هذا الهدوء الهش وتحويله إلى سلام دائم، وثمّن ترمب الدور القيادي للسعودية في التوصل إلى التهدئة الحالية عبر مبادراتها وانفتاحها على الحوار مع جميع الأطراف اليمنية، وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت عشية الزيارة وقف الضربات الجوية على الحوثيين في اليمن في مقابل تعهد الجماعة بوقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ، وهذا التطور - الذي تكامل مع مساعي السلام السعودية - اعتُبر إنجازًا دبلوماسيًا مهمًا يُظهر أن النزاع اليمني قابل للحل عبر التفاوض، ولعل الرسالة الأبرز التي تحملها الزيارة في الشأن اليمني هي أن السلام ممكن إذا توفرت النوايا الصادقة والجهود الدولية المنسقة، وهي رسالة تتوافق تمامًا مع التوجه السعودي نحو إنهاء النزاعات سلمياً وتركيز الجهود على البناء والتنمية. الجوانب الأمنية والدفاعية ولم تغب التفاهمات الأمنية وصفقات التسليح عن جدول أعمال زيارة ترمب للسعودية، ونوقشت بلغة متوازنة تؤكد أن الهدف هو الدفاع وردع التهديدات لا تأجيج الصراعات، فمن المعروف أن الشراكة الدفاعية بين الرياض وواشنطن ركن أساسي في علاقتهما منذ عقود، وفي هذه الزيارة، تم إقرار حزمة تسليحية ضخمة تضاهي تلك التي أُعلنت خلال زيارة 2017م، وذكرت مصادر مطلعة أن هذه الحزمة تشمل أنظمة دفاع جوي وصواريخ عالية الدقة وقطع بحرية متقدمة، بهدف تعزيز قدرات المملكة الدفاعية في مواجهة أي تهديدات إقليمية محتملة، وفي مؤشر ذي دلالة، وافقت واشنطن عشية الزيارة على صفقة لبيع الرياض صواريخ جو-جو متطورة، وتتمحور العقيدة الدفاعية السعودية حاليًا حول بناء قوة ردع تحمي سيادة المملكة ومكتسباتها التنموية دون الانجرار إلى سباق تسلح هجومي، ومن هذا المنطلق، تؤكد الرياض أن مشترياتها العسكرية تهدف أساسًا إلى التصدي لأي اعتداء وتأمين حدودها ومرافقها الحيوية. منعطف مهم في مسار العلاقات الأكيد أنّ زيارة الرئيس ترمب إلى المملكة تمثل منعطفًا مهمًا في مسار العلاقات السعودية - الأميركية، ويرسخ نهج المملكة في طرح رؤية متفائلة ومتوازنة لمستقبل المنطقة، حيث تقدّم السعودية نفسها كشريك ناضج ومسؤول يسعى إلى تحويل التحديات إلى فرص: فرصة لتنمية اقتصادية شاملة تعم نفعها الجميع، وفرصة لإحلال السلام في بؤر الصراع المزمنة، وفرصة لبناء منظومة أمن جماعي تصون مكتسبات الشعوب، ومن خلال التركيز على المشتركات الاستراتيجية مع واشنطن كالتصدي لانتشار النووي، وإنهاء الحروب الأهلية، ومكافحة الإرهاب، وتأمين التجارة والطاقة؛ نجحت الرياض في توجيه دفة النقاش نحو الملفات التي تخدم الاستقرار الإقليمي والدولي، ولم تغفل في الوقت ذاته القضايا الحساسة عربيًا وإسلاميًا؛ فحضرت قضية فلسطين في خلفية المشهد كعامل لا يمكن تجاوزه لتحقيق سلام شامل ودائم في الشرق الأوسط، وهو ما أشار إليه القادة السعوديون بوضوح خلال لقاءاتهم، مؤكدين تمسّكهم بمبادئ السلام العادل وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. ولا شك أنّ حقبة جديدة من الشراكة قد بدأت بين الرياض وواشنطن ، قوامها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فالمملكة اليوم صانعة أجندة إقليمية تسهم بإيجابية في صياغة التفاهمات الكبرى، وإدارة ترمب وجدت في القيادة السعودية حليفًا موثوقًا يمكن الاعتماد عليه لدفع جهود إحلال الأمن والنماء في منطقة الشرق الأوسط، ولعل أبرز رسالة يمكن تلمسها من الزيارة هي تأكيد التوجه السعودي الراسخ نحو السلام والتعاون الدولي، وهذا التوجه عكسه حرص المملكة على على مد يدها لكل من يرغب في الحلول السلمية، وفي الوقت ذاته، برهنت السعودية أنها لا تتهاون في حماية مصالحها وأمنها عبر التحالف مع أصدقائها التاريخيين وفي مقدّمهم الولايات المتحدة ، هكذا، وبلغة رزينة ومتزنة، أظهرت الرياض أنها تتطلع إلى مستقبل الشرق الأوسط بوصفه "منطقة تعاون وازدهار، لا ساحة حروب وصراعات"، رؤية قد تبدو للبعض طموحة، لكنها تستند إلى معطيات واقع جديد بدأت تتبلور ملامحه مع تصاعد الدور التنموي والدبلوماسي لدول الخليج.


النهار
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- النهار
الصراع الهندي - الباكستاني... هل تُفتح أبواب الحرب الشاملة؟
بلغ التصعيد الهندي – الباكستاني ذروته، ووصل إلى مستوى الضربات العسكرية، بعد قصف متبادل أدّى إلى مقتل مدنيين وفق الإعلانات الرسمية، وشل حركة الطيران، وهي الحلقة الأحدث في مسلسل التوتر الآخذ بالتعقيد منذ أسابيع على خلفية هجمات طالت إقليم كشمير المتنازع عليه، والعين على مستقبل هذا الصراع الذي يُنذر بأن يصير نووياً. وفي سياق التوتر، لم تلجأ الهند إلى الضربات العسكرية فحسب، بل شنّت حرب مياه على باكستان، وأعلنت أنها "ستقطع مياه" الأنهر التي تنبع من أراضيها وتروي باكستان، وعلّقت مشاركتها في معاهدة لتقاسم المياه أبرمت سنة 1960 مع جارتها اللدودة التي اعتبرت قطع المياه "عملاً حربياً"، ما ينذر بتفاقم الأزمة واحتمال أن تصبح أكثر شمولية. احتمالات التهدئة والتصعيد ويشير المسؤول السابق عن العمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع الأميركية أليكس بليتساس إلى وصف وزارة الدفاع الهندية عمليتها بأنها "مركزة ومدروسة وغير تصعيدية"، مؤكداً أنها استهدفت فقط "البنية التحتية للإرهاب"، مثل معسكرات التدريب في مظفر آباد وكوتلي، وتجنبت المنشآت العسكرية أو الحكومية الباكستانية. ويتحدث عن العملية، فيلفت إلى استخدام القوات الهندية صواريخ دقيقة، وعدم اختراق المقاتلات المجال الجوي الباكستاني، ما يشير إلى "ضبط النفس الهادف إلى منع نشوب صراع أوسع"، وهو ما يوافق عليه سروجان بالكار، الباحث في الشؤون الهندية العالمية في المجلس الأطلسي، الذي لا يرى "نوايا تصعيدية" من جهة الهند، مستبعداً "التصعيد الفوري أو التعبئة". إن إجراءات الهند العسكرية كان هدفها "تحييد التهديدات المباشرة مع تقليل خطر التصعيد". ومن خلال تصوير الضربات علناً على أنها تركز على مكافحة الإرهاب وتجنب الأهداف السيادية الباكستانية، فقد سعت نيودلهي إلى الحد من الضغط الانتقامي على إسلام آباد، حسب تحليل بليتساس، الذي نشره المجلس الأطلسي. ثمّة إجماع على أن الضربات الهندية كانت "مدروسة" لتفادي التصعيد. ووفق تحليل لمجلة "الإيكونوميست"، فإن "كل شيء يبدو مدبراً لتقليل خطر اندلاع حرب شاملة"، فالهند قالت إن ضرباتها كانت "مركزة ومدروسة وغير تصعيدية"، وأشارت إلى أنها لم تضرب القوات المسلحة الباكستانية، ولا أهدافاً اقتصادية أو مدنية، وهذا يُشير إلى أن "الهند حريصة على توفير منفذٍ لباكستان". صحيفة "الغارديان" البريطانية نقلت رؤية معظم المحللين بأن "هذه المواجهة هي الأخطر في السنوات الأخيرة"، لكنها أشارت إلى أن هذا الواقع "لا يعني أن الحرب حتمية". وبتقديرها، فإن وجود الأسلحة النووية لدى الطرفين "يشكّل رادعاً"، وترى أن تأكيد الهند ضرب "معسكرات إرهابية معروفة"، وليس أهدافاً عسكرية أو مدنية، هو محاولة لوصف هجومها بأنه "خاتمة المواجهات وليس بدايتها". الباحثون يعودون إلى نمط الحروب بين باكستان والهند لمحاولة قراءة مستقبل التصعيد الحالي، والتي وقعت في الأعوام 2001 و2016 و2019، وبتقدير بليتساس، يحاكي تصميم عملية "سيندور" الهندية الحالية ضربات الهند في عامي 2016 و2019، والتي استهدفت المسلحين دون إشعال حرب شاملة، ما يشير إلى نمط من ردود الفعل المدروسة. كرة التصعيد في ملعب باكستان، كونها الطرف الذي يرد على الهجمات الهندية. وبالعودة إلى "الغارديان"، فإن السؤال المطروح هو "هل ستتجنب إسلام أباد الأهداف التي قد تُسفر عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين؟"، وبتقديرها، يبدو أن هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحاً، مهما كانت حدة الخطاب، لكنها تذكّر بأن "أي خطأ في التقدير قد يُطلق شرارة حرب شاملة". عوامل تمنع التصعيد ثمّة عوامل من شأنها تخفيف حدّة التصعيد يتحدث عنها بليتساس، العامل الأول هو "إدراك الطرفين لقدراتهما النووية"، والعامل الثاني هو الضغوط الديبلوماسية الجارية، إذ لا تزال القنوات الديبلوماسية، بما في ذلك الاتصالات الخلفية، مفتوحة، وتُظهر السوابق التاريخية أن كلا الجانبين قادر على تهدئة التوتر بعد إجراءات محدودة، لافتاً إلى مصلحة مشتركة للطرفين "لاحتواء الأزمة". وفي السياق، لا تخدم الحرب الشاملة أياً من الطرفين، فالقوة العسكرية الباكستانية تقابلها هشاشة الوضع الاقتصادي والعمل العسكري سيقوّض تركيز البلاد على جذب الاستثمار الأجنبي. والهند، التي تُرسّخ مكانتها كقوة اقتصادية عالمية ناشئة، لا تستطيع تحمّل عدم الاستقرار، وفق منال فاطمة، وهي مساعدة مدير في مبادرة "سكوكروفت" لأمن الشرق الأوسط التابعة للمجلس الأطلسي. في المحصلة، فإن ثمة إجماعاً على أن الجارتين اللدودتين ليستا في وارد التصعيد وصولاً إلى الحرب الشاملة التي لا تخدم أحداً، والتجارب السابقة تثبت أن الحروب بينهما محدودة، لكنها متكرّرة ومن المتوقع أن تشتعل من جديد طالما أن الحلول الجذرية غائبة.


٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
اميركا تقود الحرب ضد الحوثي و غياب سعودي & اماراتي .. تقرير تفصيلي
أخبار وتقارير اكتسب الحديث عن اليمن مزيدا من الزخم، مع تعرض وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لانتقادات على وقع استخدامه منصة سيغنال لمناقشة خطط عن مهاجمة الحوثيين. وعلى الرغم من دعوات الديمقراطيين المتزايدة إلى استقالة هيجسيث، فإن الرئيس دونالد ترامب يقف بحزم إلى جانب وزير دفاعه. بيد أن الانتقادات لم تقتصر على هيجسيث ومزاعم كشفه عن أسرار بشأن هجمات واشنطن ضد الحوثيين، فقد صعدت وسائل إعلام أمريكية من انتقاداتها لأسلوب ترامب في التعاطي مع أزمة الملاحة الدولية. تحت عنوان "حرب ترامب على الحوثيين لن تفلح"، قالت مجلة "فورين بوليسي" إن البنتاغون قد ينخرط في نهج يشبه بلعبة "اضرب الخلد" ضد الحوثيين، لكن هذا لن يؤدي إلى نتائج قوية فيما يتعلق بالملاحة عبر البحر الأحمر، حسب الصحيفة. وذكر التقريرأنه خلال الأسابيع الخمسة الماضية، صعّدت إدارة ترامب هجماتها على الحوثيين المدعومين من إيران، لكن تخلل ذلك ظهور مشاكل كبيرة، مما يؤكد مدى صعوبة تحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع. وفي ذلك، قالت إميلي ميليكين، الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن والشرق الأوسط في المجلس الأطلسي بواشنطن، إن الضربات الأمريكية على الحوثيين كانت "فعالة إلى حد ما حيث تمكنت في القضاء على قادة الحوثيين وقدراتهم العسكرية". وفي مقابلة مع DW عربية، أضافت أنه سيكون من الصعب "القضاء على الحوثيين تماما نظرا لعلاقاتهم وتواجدهم الوثيق في اليمن وقدرتهم على إخفاء قيادتهم وأيضا قدرتهم على الصمود بشكل عام". و قالت إميلي ميليكين إن إدارة ترامب أنفقت ما يقارب مليار دولار في أقل من شهر من هجومها على الحوثيين. "غياب الاستراتيجية" وتتعرّض مناطق الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية، يُحمّلون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وشلّت هجمات الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادةً حوالي 12% من حركة الملاحة العالمية، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلفة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. ويرى الدكتور أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية "كينغز كوليدغ لندن"، أن ترامب لا يمتلك "استراتيجية عملية ومستدامة لاحتواء الحوثيين". وفي مقابلة مع DW عربية، أضاف "حملة الضغط العسكري التي يشنها (ترامب) لا تكفي لإضعاف قدرات الحوثيين على الأكثر، ولن تُقوّض قدرتهم على تهديد الملاحة في باب المندب. هذه الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة هي محاولة يائسة لملء فراغ استراتيجي بنشاط لن يجلب أي نتائج ملموسة على المدى الطويل". حرب المليار ـ فاتورة العمليات العسكرية في تقريرها، قالت مجلة فورين بوليسي إن طرق الشحن والتجارة عبر البحر الأحمر ما زالت تعاني من كساد رغم الهجمات الأمريكية على الحوثيين التي بلغت فاتورتها مليار دولار. وأضافت المجلة أنه "إذا كان الأمر يتعلق بحرية الملاحة، فإن (حملة ترامب) لم تنجح" مما يثير علامات استفهام حيال تكلفة فاتورة الغارات الأمريكية على الحوثيين. وفي هذا السياق، قالت إميلي ميليكين، التي تتولى منصب المديرة المساعدة في "مبادرة N7" التابعة للمجلس الأطلسي، إن "أحدث التقديرات تشير إلى أن إدارة ترامب أنفقت ما يقارب مليار دولار في أقل من شهر من هجومها على الحوثيين". وفي حديثها مع DW عربية، نوهت إلى أن "هذه التكلفة الباهظة ستكون أحد أهم العوامل التي سوف تدفع الولايات المتحدة إلى التفكير في استراتيجيات أخرى مثل فرض عقوبات أو مساعدة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على إنهاء الحرب". من جانبه، يتوقع الدكتور أندرياس كريغ أن تزداد تكلفة الحملة العسكرية ضد الحوثيين "بشكل كبير على المدى الطويل"، مضيفا "من المُستبعد أن يُظهر ترامب نفسه كرئيس أمريكي آخر يلعب دور شرطي العالم، فيما تكتفي بقية دول العالم في الجلوس على مقعد المتفرج". وأضاف "يأمل ترامب في أن تكون هجماته ضد الحوثيين جزءا من مسار دبلوماسي يُشرك فيه وسطاء مثل سلطنة عمان لإقناع الحوثيين بوقف عملياتهم العسكرية. يرتكن نهج ترامب في إبرام الصفقات على أمرين: الأول يتمثل في ممارسة الضغوط والثاني يقوم على الانخراط" في مبادرات دبلوماسية. زيارة ترامب إلى الخليج في تقرير حديث، قال المركز الأطلسي إنه ينبغي على إدارة ترامب اتباع استراتيجية متعددة الجوانب تدخل في طياتها دبلوماسية إقليمية فعّالة للضغط على جهات دولية مثل "روسيا و الصين لمنعها من تعزيز قدرات الحوثيين". يشار إلى أنه في منتصف الشهر الجاري، اتهمت الخارجية الأمريكية شركة أقمار اصطناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأمريكية، وهو ما نفته بكين بشدة. وسبق ذلك فرض وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أشخاص وكيانات مقرها روسيا، يعملون على المساعدة في شراء أسلحة وسلع، بما في ذلك حبوب أوكرانية مسروقة، لجماعة الحوثي. وقد أعلن البيت الأبيض أن ترامب سوف يزور السعودية و قطر والإمارات منتصف الشهر المقبل في أول جولة خارجية له منذ بدء ولايته الثانية. وأثارت جولة الرئيس الأمريكي المرتقبة في الخليج تساؤلات حيال إمكانية إقناع ترامب الرياض و أبو ظبي في دعم حملته ضد الحوثيين. استبعدت إميلي ميليكين، الباحثة المتخصصة في شؤون اليمن و الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، أن تقدم السعودية أو الإمارات "على تعميق تدخلهما في اليمن". وأضافت في حديثها مع DW عربية، "رغم مشاركة الإمارات والسعودية في تحالف الدول العربية ضد الحوثيين، فهما يدركان أن الضربات الأمريكية على الحوثيين قد تُصعّب التوصل في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام معهم". ويتفق في هذا الرأي عمر كريم الخبير في السياسة الخارجية السعودية والزميل المشارك في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الباحث أيضا في جامعة برمنغهام، وفي مقابلة مع DW عربية، قال كريم "لا أعتقد أن إشراك السعودية والإمارات سيكون بهذه السهولة، فكلا البلدين يرغبان في الحفاظ على وقف إطلاق النار مع الحوثيين، ولم يعد بإمكانهما تحمل المزيد من الهجمات الصاروخية أو بالطائرات المسيرة". وأضاف "حتى في حالة الموافقة على تمويل حملة ترامب، فسيتم ذلك سرًا، بهدف نهائي هو طرد الحوثيين عسكريا من صنعاء والساحل، وهو هدفٌ بالغ الصعوبة، وأي هجوم بري سيؤدي مجددا إلى شن الحوثيين هجمات على المناطق الحدودية السعودية بشكل خاص. لذا، فإنه على وقع هذه المخاوف، فمن غير الممكن لكل من السعودية والإمارات الانخراط" في أي عمل عسكري ضد الحوثيين. إقناع السعودية والإمارات؟ وكانت الإمارات والسعودية قد نفتا في 16 من أبريل/نيسان الجاري تقارير بشأن مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري محتمل من قبل فصائل في اليمن على الحوثيين. وكانت وول ستريت جورنال قد ذكرت أن فصائل يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أمريكي استهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة. وأوردت بلومبرغ أيضا أن قوات يمنية معارضة للحوثيين تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفاء في منطقة الخليج بشأن هجوم بري محتمل. ووصفت لانا نسيبة مساعدة وزير خارجية الإمارات للشؤون السياسية في تصريح لرويترز التقريرين بأنهما مزاعم "غريبة لا أساس لها". كما نفى مصدر رسمي سعودي التقريرين، قائلا إنهما زائفان. وفي هذا السياق، قال الدكتور أندرياس كريغ، الأستاذ المساعد في قسم دراسات الدفاع في كلية "كينغز كوليدغ لندن"، إن السعودية ولا الإمارات "لن يساهمان في قيادة حرب ضد الحوثيين حيث ترغب كلتا الدولتين في تهدئة التصعيد وعدم إعطاء الحوثيين أي ذريعة لتوجيه طائراتهم المُسيّرة وصواريخهم نحوها". وأضاف في مقابلة مع DW أنه "حتى لو استطاعت الإمارات قيادة (أي حملات ضد الحوثيين) من وراء الكواليس. يبقى هناك خطر من تفاقم انقسام المشهد السياسي اليمني المجزأ والمستقطب في الوقت الراهن. من غير المرجح أن ينهي أي تدخل بري الحرب في اليمن، بل على العكس سيؤدي إلى اندلاع صراع طويل وواسع النطاق مما سيدفع الحوثيين إلى مزيد من التصعيد."


بلد نيوز
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- بلد نيوز
300 مليون زهرة تتفتح في «مدينة الورود» بالسعودية
نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: 300 مليون زهرة تتفتح في «مدينة الورود» بالسعودية - بلد نيوز, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 03:18 مساءً أفنى السعودي الثمانيني خلف الله الطلحي، أكثر من نصف حياته في زراعة الورود وتقطيرها لصناعة العطور في بلدته الطائف في غرب المملكة، وهو الآن ينتج أكثر من 60 عطراً مختلفاً. وتُعرف الطائف باسم «مدينة الورود»؛ إذ ينبت فيها ما يقرب من 300 مليون زهرة كل عام في أكثر من 800 مزرعة يفتح كثير منها أبوابه للزوار في المدينة الجبلية. ويعمل الطلحي البالغ 80 عاماً في القطاع منذ أكثر من 45 عاماً. ويقول: «أنا أحب الورد وأحافظ عليها كما أحافظ على أولادي، لأن هذه الشجرة إن ماتت، صعب تعويضها في يوم أو يومين أو سنة أو سنتين». ويقول الرجل الذي ارتدى ثوباً أبيض اللون واعتمر الشماغ الأحمر في مزرعته المترامية الأطراف: «نحن من يوم مولدنا في المزارع ونمارس الزراعة وقبل 46 عاماً بدأنا زراعة الورود». وعندما يحل موسم الربيع من كل عام، تتفتح الورود في المدينة ذات المناخ المعتدل، لتتحوّل المناظر الطبيعية الصحراوية الشاسعة إلى لوحة وردية زاهية. ويقول خلف الله الطلحي إنه اليوم ينتج «في حدود خمسة إلى ستة ملايين وردة بالسنة». وطوّر الطلحي، وأسرته زراعتهم لصناعة مربحة في مجال العطور تنتج أكثر من 60 عطراً مختلفاً. ويقول: «دهن الورد الطائفي مميّز عن جميع أنواع الورد في العالم. أنا زرت تركيا والمغرب، وجدت فيهما ورداً شبيها بهذا الورد. نفس الشجرة، نفس الورقة، نفس الزهرة، إنما الرائحة تختلف اختلافاً كلياً عن الورد الطائفي». وعلى الرغم من إنتاجه الغزير، لا يصدّر الطلحي وروده خارج السعودية. ويشرح: «الورد الطائفي كمياته بسيطة. لذا يصدّر كمية قليلة، لأنه لا يكفي حاجة البلد. عندنا في السعودية عشاق للورد ولعطر الورد». وبحسب قاعدة البيانات الاقتصادية «تريند إيكونومي»، صدّرت السعودية في 2023 ما قيمته 141 مليون دولار من منتجات العطور، بما في ذلك ماء الورد. ويرعى العاملون في مزرعة الطلحي شجيرات الورد ويقطفون عشرات الآلاف من الزهور كل يوم لإنتاج ماء الورد والزيت، المكونين الثمينين الخاصين بصناعات التجميل وكذلك الطهي. وبينما يقوم عمال بقطف الأزهار في الحقول، يعمل آخرون على ملء السلال يدوياً، ثم تغلى الزهور وتُقطّر. وتغلى الورود على نار عالية حتى تتبخّر تقريباً، لمدّة 30 إلى 35 دقيقة، قبل أن تبدأ عملية التقطير التي تستمر لمدة ثماني ساعات تقريباً. وبمجرّد أن يطفو الزيت إلى أعلى الأحواض الزجاجية، تبدأ عملية الاستخراج. ويُستخرج الزيت بحقنة كبيرة لملء قوارير مختلفة الأحجام، ويبلغ سعر أصغرها 350 ريال سعودي (نحو 93 دولاراً). ويقول الطلحي وهو يتابع عملية التقطير، إن الورد «جزء من حياتي». لكن شغفه الشديد بالحفاظ على الورود بات يواجه ظواهر مرتبطة بالتغير المناخي مثل الحرارة العالية والبرد القارس أو الأمطار الغزيرة. وأصدر علماء المناخ تحذيرات منتظمة بأن كل جزء من الدرجة من الاحتباس الحراري يزيد من شدة وتواتر الأحداث الجوية المتطرفة. وأفاد تقرير صادر عن المجلس الأطلسي بأن «تغيّر المناخ يُسرّع تدهور التربة من خلال عمليات مثل التملّح والتآكل والتصحّر، ما يُضعف جودة وإنتاجية الأراضي الصالحة للزراعة في المملكة العربية السعودية». ويقول الطلحي بقلق: «العام الماضي والذي قبله كان برد شديد. هناك مزارع لم تُقطف منها زهرة واحدة». ويتابع: «خلال سنتين ضرب البرد الورد وقلّ إنتاجه تماماً». ويضيف: «العوامل الجوية تحدث، لكن هذه السنة العوامل الجوية خفيفة جداً»، ويتابع: «مع زيادة الطلب، بعنا كل إنتاج مزارعنا». وعلى الرغم من تقدّمه في السن، يعمل الطلحي في مزرعته ووسط عمّاله طوال اليوم منذ الفجر وحتى التاسعة مساء خصوصاً في موسم الورد بين منتصف مارس ونهاية إبريل.