logo
#

أحدث الأخبار مع #المركزالوطنيللبحوثالاجتماعية

أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع
أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع

صحيفة الشرق

timeمنذ 8 ساعات

  • سياسة
  • صحيفة الشرق

أسباب ظهور الإرهاب كما يحللها كتاب فرنسي رفيع

150 كنت في باريس الشهر الماضي ونحن في منتصف سنة 2025 وخلال السنوات الأخيرة كما تعلمون شهدنا حدوث عمليات إرهابية في ثلاث قارات هي أوروبا وإفريقيا وآسيا.. ثلاث عمليات اختلف منفذوها واختلفت أصنافها لكنها صدمت الرأي العام هنا وهناك بدرجة من العنف غير المسبوق وعدد الضحايا الأبرياء والرجة النفسية التي أحدثتها ثم التحليلات التي أعقبتها وتداخل فيها الأيديولوجي بالأكاديمي وبعضها تم توظيفه لمزيد تأجيج العنف والإرهاب لمجرد أن أعداء الإسلام عبر وسائل إعلامهم واتصالهم يستطيعون غسيل ملايين العقول المسلمة وتلويثها بالأكاذيب وتزييف الوقائع. * ولا يسع المواطن العادي سوى الوقوف إجلالا أمام مأساة الضحايا وتقديم التعازي لذويهم. وعلى سبيل المثال اذكر ما وقع في تونس بعد مقتل 18 سائحا بريطانيا بسلاح شاب إرهابي تونسي في فندق سياحي حيث نكبت مليون أسرة تونسية في مورد رزقها وهي العائلات التي لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بهذا القطاع السياحي الحيوي لبلاد لا تزال هشة المؤسسات هزيلة الموارد! ورغم هذا الخطب الجلل فإني أميل إلى التحليل العلمي التاريخي الرصين الناجع لأنه وحده ينير الطريق لمقاومة هذه الظاهرة العنيفة الطارئة خارج الحسابات السياسية الضيقة والمعالجات الحزبية الأنانية والتي تبارى فيها البعض بإصدار البيانات والتعليق المتشنج على بلاتوهات الفضائيات التي تكيل التهم لبعضها البعض وكأني بها تتاجر بدماء ضحايا الإرهاب والعياذ بالله! فالذي وقع في بعض البلدان المسلمة مرتبط بشبح داعش مبدئيا ولكن الأبحاث الجنائية والقضائية مستمرة خاصة بعد تغيير نظام الحكم في سوريا ولا يمكن الجزم بهذا السيناريو أو ذاك إلا بعد التأكد بالحجة من مصدر العمليات وغايات محركيها وانتماءات منفذيها.. * ولهذا السبب سعدت عند حلولي بباريس بصدور كتاب جديد هذه الأيام للزميل المؤرخ الفرنسي (بيار جون لويزار) يحمل عنوان (داعش: الدولة الإسلامية وعودة التاريخ) والمؤلف يعتبر راصدا أمينا لتحليل كل ما يطرأ على العالم الإسلامي من تطورات وما يعتريه من أزمات وما ينتظره من مصير فالزميل (لويزار) أستاذ مبرز في الحضارة الإسلامية ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط صدرت له منذ 1990 الى اليوم مجموعة من الأعمال حول العلاقات العسيرة بين الإسلام والغرب وقضايا الاستعمار الجديد والمجتمعات المدنية في الدول الإسلامية ومكانة العلمانية في الإسلام المعاصر وهو ما جعل كتبه الثمانية تشكل كنزا ثمينا من التحليلات الراقية والحجج الموثقة بوأت الأستاذ (لويزار) منزلة أكاديمية راقية ليحتل منصب مدير الدراسات الإسلامية صلب المركز الوطني للبحوث الاجتماعية أعلى مؤسسات البحث العلمي في العلوم الإنسانية في باريس. * هذا الكتاب ينأى بالمؤرخ عن التفاسير الجاهزة السهلة والتبريرات الأيديولوجية المكررة ليحفر في ذاكرة التاريخ عن جذور ظاهرة داعش وأسباب انتشارها السريع ويقدم للقارئ مادة تاريخية ثرية تجعله يفهم تسلسل التاريخ الحديث بكل حلقاته المتعاقبة كما يعدد أخطاء المسلمين وأخطاء المستعمرين الذين أسسوا للكوارث منذ مطلع القرن العشرين ومهدوا لفوضى الشرق الراهنة بانحيازهم لمصالحهم الضيقة. كما يسلط المؤلف نظرة النقد لسوء التقدير الغربي في التعامل مع الهزات العنيفة التي زلزلت الشرق الأوسط منذ عقود وكل هذه الحلقات المتتالية والمنطقية هي التي أوصلت العالم الإسلامي إلى حالته الراهنة من تفكك الدولة القومية وانهيار الأيديولوجيات المستوردة وتشديد الخناق على مصير المسلمين حتى يخضع المشرق العربي لسطوة رأس المال المتغول في الغرب والذي تقوده حكومة الظل المالية المنتصبة خارج الدولة في مانهاتن. * ثم إن الواقع العربي والإسلامي متشعب وعصي فهمه على الجمهور العريض بسبب انحدار بعض وسائل الاتصال والإعلام لدينا إلى أسفل سافلين وهي التي تفننت في التلاعب بالعقول وفي تطويع الناس نفسيا لتقبل الهزيمة إلا أن هذا العالم الفرنسي الموضوعي (لويزار) استطاع أن يفك طلاسم الظاهرة الداعشية حين قرأ مجريات الأحدث الاستعمارية والعلاقات بين الإسلام والغرب في محطتها الأساسية المتمثلة في معاهدة (سايكس بيكو) التي وقعها وزيرا خارجية الامبراطورية الفرنسية والامبراطورية البريطانية يوم 16 مارس سنة 1916 لتقاسم ما سماه سياسيوهم آنذاك بـ (تركة الرجل المريض المحتضر) فتسلح الوزيران المنتصران في الحرب العالمية الأولى بقلم ومسطرة ورسما حدود خريطة جديدة للشرق الأوسط تعود فيها العراق (بلاد ما بين النهرين) لبريطانيا ويعود الشام (بما فيه سوريا ولبنان وفلسطين وضفتا نهر الأردن و بلدان شمال افريقيا) لفرنسا. * ولم يكن هذا التقسيم العشوائي سوى لي عنق التاريخ لإخضاعه للجغرافيا الاستعمارية و(الدولة القومية) التي هي فكرة دخيلة لم يعرفها المسلمون بتاتا.. المعضلة أن الفكرة لم تولد من رحم الأمة الإسلامية بل نصبها الاستعمار البريطاني أول مرة سنة 1920 في العراق بدعوى إنشاء دولة عراقية قومية! بينما العراق كان ولاية تابعة للسلطان العثماني وكانت الانتماءات تعاش وتمارس لكل طوائفه وعشائره وأديانه باعتبار رؤساء تلك الطوائف والعشائر وأئمة الأديان هم المراجع بلا حدود قومية ولا ولاءات لجنسية بل كما يقول المؤرخون فإن مصطلح (الجنسية) ذاته لم يكن معروفا البتة إلى مطلع القرن العشرين! ولم تكن للعراقيين وثائق هوية والدليل أننا نجد اليوم أغلب العراقيين يرجعون بأصولهم العرقية إلى قبائل حجازية معروفة أولها قبيلة شمر وتميم.. فكان زرع فكرة الدولة القومية عملا يخدم مصالح الإنجليز لا غير لكنه يشوه البنى الاجتماعية للعراق التقليدي ويبذر الفتنة الطائفية لأن كل طائفة أرادت بالطبع حماية مصالحها بفضل التمكن من مقاليد الحكم والتحكم في صلب تلك الدولة القومية الناشئة وهو ما وقع أيضا في لبنان وسوريا وبشكل مختلف في ليبيا واليمن. * إن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج حسب تحليل (لويزار).. لاحظوا أن نفس الغرب أراد اليوم تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبها في لبنان في الأربعينيات فأعادها في العراق. ففي لبنان بعد فصله عن الشام الكبير قررت باريس في الأربعينيات إنشاء دولة بتقسيم مراكز السلطة بين الطوائف فنص الدستور على أن رئيس الجمهورية ماروني ورئيس الحكومة سني ورئيس البرلمان شيعي! وفي الدستور العراقي لسنة 2005 قرر السيد (بريمر) أن يكون رئيس الجمهورية كرديا ويكون رئيس الحكومة شيعيا ويكون رئيس البرلمان سنيا! لكن هنا لابد من قراءة ظهور وانتشار تنظيم الدولة (داعش) من خلال هذه الحقائق.. ومن هنا جاء عنوان الكتاب وهو (عودة التاريخ) إلى ما كانت عليه الأوضاع الجغرافية والتاريخية ما قبل (سايكس بيكو) وما قبل احتلال العراق في أبريل من العام 2003 ولم يكن هذا الحنين للماضي أو للسلف ممكنا لولا إفلاس كل الأيديولوجيات المستوردة من قومية واشتراكية وعلمانية وأصولية ولولا دخول العالم المشرقي في مرحلة مطبات وتيه وفقدان بوصلة نسأل الله تعالى أن يعجل بإنقاذنا منها ويهدينا إلى سواء السبيل. مساحة إعلانية

أبناء الجيل الجديد في إسبانيا يُبقون تقاليد «أسبوع الآلام» حية
أبناء الجيل الجديد في إسبانيا يُبقون تقاليد «أسبوع الآلام» حية

الوسط

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الوسط

أبناء الجيل الجديد في إسبانيا يُبقون تقاليد «أسبوع الآلام» حية

يُعَدّ أبناء الجيل الجديد في إسبانيا أفضل حراس لتقاليد أسبوع الآلام الذي يسبق عيد الفصح، إذ يشارك الشبان والأطفال من الجنسين في المواكب والاحتفالات التي تقام لإحياء ذكرى السيد المسيح. ويقول خوسيه لويس تيمبرانو (72 عاما)، جد ثياغو البالغ أربع سنوات والمشارك بطبلته في أحد المواكب «عندما يولد الحفيد الأول في العائلة، فإن أول شيء نفعله هنا، حتى قبل الذهاب لتسجيله في البلدية، هو تسجيله في إحدى الأخَويات»، وهي جمعيات للمؤمنين تنظم مسيرات أسبوع الآلام التي تشارك فيها عربات تعلوها تماثيل المسيح ووالدته مريم العذراء، وفقا لوكالة «فرانس برس». سواء في زامورا الواقعة في منطقة قشتالة وليون (شمال غرب إسبانيا)، حيث يعيش ثياغو، أو في إشبيلية (جنوب)، حيث فاجأ لويس ألفاريز أوسوريو (17 عاما) والدَيه الملحدَين عندما أعلمهما برغبته في الانضمام إلى إحدى الأخويات، يُبدد الشباب الانطباع السائد عن أسبوع الآلام بأنه حدث لكبار السن. - - - ويشعر ثياغو، بسترته البيضاء وحزامه الأرجواني، بسعادة كبيرة لمشاركته في اليوم التالي في زيّاح بوسط زامورا، وتعود فرحته إلى كونه سيحدد بطبلته إيقاع الخطوات في المسيرة، إذ أن المشاركة فيها مع عائلته أكثر ما يستهويه خلال أسبوع الآلام. مشاعل في الليل وقبل أن يحين الموعد المحدد لإحدى مسيرات هذا الأسبوع عند منتصف الليل في زامورا، تنطفئ أضواء الشوارع، ويسود الصمت في صقيع الليل. ومن أعلى الشارع المرصوف بالحصى، تنزل مسيرة أخوية «سانتيسيمو كريستو دي لا بوينا مويرتيه» ببطء، وكان المشاركون فيها الذين حملوا مشاعل يرتدون سترات بيضاء وينتعلون صنادل فرنسيسكانية، فيما كان بعضهم حافي القدمين. وكانت لورا بوريغو (34 عاما) تنتظر وصول الموكب منذ ساعات وهي تقف على زاوية الشارع مع أصدقائها. لم يعودوا يعيشون في زامورا، لكنهم جميعا يعودون كل سنة بمناسبة أسبوع الآلام إلى هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 60 ألفا. وتقول الشابة «إنه أسبوع زاخر بالتقاليد ومكرّس للعائلة والأصدقاء، يكون المرء خلاله في الشارع كل الوقت». قبل ساعات قليلة، كانت لورا تتابع مع أصدقائها مسيرة أخرى، شارك فيها الأهل مع أبنائهم، وحمل بعضهم أطفالهم بين أذرعهم، مرتدين أثوابا بيضاء وقبعات سوداء طويلة تسمى «كابيروتس»، وهي قبعات مدببة خاصة بأسبوع الآلام. ويقول أحد أصدقاء لورا وهو طبيب نفسي في الرابعة والثلاثين يدعى مانويل رودريغيز ويصف نفسه بأنه ملحد، إنه يحب كثيرا «أسبوع الآلام». ويرى أن الأمر أشبه بزيارة كنائس رومانية، وبالتالي ليس مشروطا بأن يكون الزائر متدينا. قوائم انتظار ولا يزال تقليد إقامة المَسيرات حاضرا بقوة في إسبانيا على الرغم من اتساع العلمانية فيها. وأظهر تحقيق استقصائي أجراه المركز الوطني للبحوث الاجتماعية ونُشر في مارس الفائت أن 39.2% من الإسبان يقولون إنهم ملحدون أو لا أدريون أو غير مؤمنين، في حين يصف 54.4% أنفسهم بأنهم كاثوليك، لكنّ 18.6% فحسب يمارسون الشعائر الدينية. وتوجد في زامورا وحدها 16 جمعية أخوية، بعضها يضم مئات الأعضاء، وينبغي أحيانا الانتظار للانضمام إليها، ويمكن أن تصل فترة قوائم الانتظار إلى سنوات في بعض الحالات، على ما يوضح المسؤول عن احتفالات الأسبوع المقدس في المدينة إزراييل لوبيز. وشرح أن «الناس ينضمون إلى هذه الأخويات» لرغبتهم بالمشاركة في المسيرات «مع رفقائهم القدامى في المدرسة» أو مع افراد عائلاتهم. وتشير كريستينا غارسيا، وهي معلمة في الرابعة والأربعين، أنها تواصل التقليد الذي ورثته عن والدها الراحل. وبات نجلاها أيضا يشاركان اليوم في هذه المواكب، بفضل ما «غرسته» فيهما، على قولها. انعكاس للمجتمع وفي إشبيلية، أذهل لويس ألفاريز أوسوريو والديه عندما أخبرهما أنه يريد الالتحاق بحصص التعليم المسيحي من أجل الانضمام إلى أخوية «ديل فالي» التي ينتمي إليها أصلا عدد من أفراد عائلته، ويقول «أجاباني بأنهما لا يشاركانني معتقداتي، ولكن بأنهما يدعمانني». ويشرح المؤرخ مانويل خيسوس رولدان الذي أصدر عددا من الكتب عن أسبوع الآلام أن الأخويات هي انعكاس للمجتمع، لأنها جمعيات «عابرة للانتماءات» ليست لديها «عقيدة سياسية»، تضم «أفرادا من اليسار واليمين والوسط». حتى أن هذه الجمعيات الدينية «تضم أيضا ملحدين».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store