أحدث الأخبار مع #النورماندي


الشرق الأوسط
منذ 14 ساعات
- سياسة
- الشرق الأوسط
أيزنهاور عراب الأولويات
كان الجنرال الأميركي أيزنهاور مهندس أكبر عملية برمائية في التاريخ العسكري على شواطئ النورماندي، عام 1944، لتطهير التراب الفرنسي من الاحتلال النازي الذي كاد يجتاح لندن. لاحقاً، كانت فترة رئاسته هادئة، لكنها أحدثت نقلةً نوعيةً في تنظيم الوقت وترتيب الأولويات ومنهجية التعامل مع الأزمات. نعرف كعرب «مبدأ أيزنهاور» الذي تهب على أثره أميركا لنجدة البلدان الشرق أوسطية، حينما تواجه خطراً محدقاً. لكن ما لا نعرفه عنه أنه كان ملهماً إدارياً لكثيرين. فقد كان الرئيس أيزنهاور لا يسمح بأن يوضع على مكتبه إلا المشكلات «العاجلة والمهمة». ولذلك ابتكر أشهر مصفوفة في أدبيات إدارة الوقت قسم فيها المهام إلى أربع خانات: «افعلها فوراً»، إذا كانت مهمة وعاجلة. «جدولها»، إذا كانت مهمةً لكن غير عاجلة. «فوّضها»، إذا كانت عاجلةً لكن غير مهمة بالنسبة لك. «احذفها»، إن لم تكن عاجلة ولا مهمة. وقد اشتهرت المصفوفة بسبب ستيفن كوفي الذي وضعها في كتابه الشهير. هي فكرة تبدو بسيطة لكن أعظم الأفكار وأكثرها انتشارها تلك البسيطة والقابلة للتطبيق... مصفوفته من أروع ما كُتب في إدارة المهام. ووفقاً لتقرير منظمة أيزنهاور، كان صاحبها يفضل ملخصات «الصفحة الواحدة»، لكي تساعده على اتخاذ القرارات ومعرفة ما يتطلب منه جهداً. كان يؤمن أن الإيجاز يجبر الناس على التركيز، وأن من لا يستطيع شرح فكرته أو مشكلته في صفحة، فهو لم يفكر بها جيداً. وتبعه بعد ذلك جيف بيزوس وإيلون ماسك. حتى رسائل أعضاء الكونغرس كانت تصله على هيئة سطر واحد. ويفضل الاجتماعات القصيرة جداً والمكثفة حتى لا يتشوش ذهنه. في تقرير لماكينزي ذُكر أنه يتبع ثلاثة مبادئ: «اعرف خصمك» وأهدافه، وخطورته، ونقاط ضعفه. و«اعرف نفسك»، أي ما هو الحد الذي لا يمكن التنازل عنه. «وضع حدوداً واضحة للأزمة» حتى لا تتسع بلا ضوابط. يقال إنه كان يضع مشاعره في «صندوق مغلق» طوال يومه، ليتخذ قرارات بتجرد من العاطفة. المفارقة أنه اختار أن يوقع بالأحرف الأولى من اسمه، بدلاً من اسمه الكامل لتوفير الوقت. ورغم بساطة الفكرة فإنها مؤشر على رغبة صارمة لسرعة الإنجاز. ولذلك سُميت فترة حكمه بـ«الرئاسة المنضبطة». وهذا مثال جديد على أن الخلفية العسكرية لا تعوق النجاح المدني، بل قد تكون عنصر تفوق. ولا يعلم البعض أن كثيراً من مفاهيم الإدارة قد جاءتنا من الميادين العسكرية. ترتيب الأولويات هو حجر الزاوية في أي إدارة ناجحة، سواء كانت شخصية أو مؤسسية. لأن فيها توجيهاً حصيفاً للجهد والوقت والموارد نحو ما يصنع الفارق الحقيقي والإنجاز. ولذلك يقول الشافعي كلمةً تُكتب بماء الذهب: «إذا كثرت الحوائج، فابدأ بأهمها»، وهو شعار يستحق أن يُعلق على جدران أروقة العمل.


وكالة الصحافة اليمنية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة الصحافة اليمنية
ماكرون: فرنسا قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو القادم
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن باريس قد تعترف بدولة فلسطين في يونيو المقبل بمناسبة مؤتمر عن فلسطين يعقد في نيويورك وتتقاسم رئاسته مع السعودية. وقال ماكرون في مقابلة مع قناة 'فرانس 5' بثت الأربعاء: 'علينا أن نمضي نحو اعتراف، وسنقوم بذلك في الأشهر المقبلة'، مضيفاً: 'هدفنا ترؤس هذا المؤتمر مع السعودية في يونيو ، حيث يمكننا أن ننجز خطوة الاعتراف المتبادل (بدولة فلسطين) مع أطراف عدة'. وكان ماكرون قد أعلن في ديسمبر الفائت على هامش زيارته للسعودية، أن باريس والرياض سترأسان بشكل مشترك في يونيو2025، مؤتمراً بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. وقال ماكرون للصحافيين: 'قررنا أن نترأس بشكل مشترك في يونيو المقبل.. مؤتمراً بشأن الدولتين'، مشيراً إلى أن البلدين سيعملان خلال الأشهر المقبلة على 'مضاعفة وتوحيد مبادراتنا الدبلوماسية لاستقطاب كل العالم إلى هذا المسار'. ولدى سؤاله عن إمكان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، شدّد ماكرون في حينه على أن 'لديه النية لذلك'، لكن 'في الوقت المناسب (أي) حين يطلق هذا الأمر حركات اعتراف متبادلة'. وأوضح: 'نأمل جلب شركاء وحلفاء آخرين، أوروبيين وغير أوروبيين، يكونون جاهزين للمضي في هذا الاتجاه، إنما ينتظرون فرنسا'. وشدّد على أن الأمر يتعلّق أيضا بـ'إطلاق حركة اعتراف بإسرائيل تجعل من الممكن أيضاً تقديم إجابات على مستوى الأمن لإسرائيل والإقناع بأن حل (قيام) الدولتين هو حل مناسب لإسرائيل نفسها'. وفي يونيو الفائت، اعتبر ماكرون أن الوقت 'ليس مناسباً' للاعتراف بدولة فلسطين. جاء ذلك في مقابلة مع محطتي 'تي إف 1″ و'فرانس 2″، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الثمانين لـ'إنزال النورماندي' في السادس من يونيو 1944 خلال الحرب العالمية الثانية (1939ـ 1945).


الشرق الجزائرية
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الجزائرية
تصدّع التّحالف الأميركيّ – الأوروبيّ… يغيّر العالم
«أساس ميديا» تصدّعَ الجسر الأطلسيّ بين أوروبا والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ويبدو أنّه انهار، أو على وشك الانهيار التامّ في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. عبر هذا الجسر خاضت الولايات المتحدة حربين عالميّتين إلى جانب أوروبا. وتجسّدت وحدة الدم الأميركي – الأوروبي في معركة النورماندي. الآن تعكس معركة أوكرانيا حجم التصدّع وخطورته. في معركة النورماندي وحدها التي حسمت الحرب العالمية الثانية لمصلحة الحلفاء (أوروبا وأميركا) قُتل تسعة آلاف جندي في اليوم الأوّل فقط، وتحوّل لون شاطئ البحر إلى الأحمر. فقد اشترك في القتال ضدّ النازية جنود من 13 دولة أوروبية إلى جانب الجنود الأميركيين. واستُخدمت سبعة آلاف سفينة حربية، ونفّذت الطائرات العسكرية نحو 14 ألف طلعة هجومية، وأنزلت 18 ألف جندي وراء الخطوط الألمانية. جسّد ذلك وحدة الدم ووحدة المصير الأميركي – الأوروبي. أثناء الحرب العالمية الثانية كان الهمّ الأوّل لبريطانيا هو إقناع الولايات المتحدة واستدراجها لدخول الحرب ضدّ ألمانيا النازيّة. إلا أنّ الرئيس الأميركي في ذلك الوقت فرانكلين روزفلت كان متردّداً، وكان يفضّل عدم التورّط. لعبت المخابرات البريطانية دوراً أساسيّاً في حمله على تغيير موقفه. فقد تمكّن عميل استخبارات بريطاني يُدعى وليم ستيفنسون من استخدام كاتب سيناريوهات للأفلام السينمائية يُدعى إريك ماسويتش لكتابة نصّ (سيناريو) حول تفاصيل مخطّط نازيّ للسيطرة على أميركا الجنوبية. وقع الرئيس الأميركي في الفخ ودخل الحرب وهو كاره لها، وكان هذا الدخول عاملاً أساسيّاً وحاسماً في رجحان كفّة الغرب ضدّ ألمانيا النازية. أمّا كاتب السيناريو المزوّر ماسويتش فقد كوفئ فيما بعد بتعيينه مديراً لقسم المنوّعات في تلفزيون 'بي. بي. سي'. تبدّل الصّورة مع ترامب أمّا اليوم في معركة أوكرانيا، فإنّ الصورة تبدو مختلفة تماماً، وتزداد اختلافاً مع تبوُّؤ الرئيس ترامب سدّة الرئاسة. وتشير وقائع اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى حجم التباعد والتراجع. وهو ما كرّسته القمّة الأوروبية التضامنيّة مع أوكرانيا التي عُقدت كردّ فعل أوروبي على الموقف الأميركي الجديد. إلى قضية أوكرانيا، تأتي السياسة الاقتصادية الجديدة التي اعتمدها الرئيس ترامب والتي تقضي بفرض ضرائب جمركية مرتفعة على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، لتصبّ الزيت على نار الاختلافات الجديدة. من هنا ترتسم علامة استفهام كبيرة عن موقف الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، ومن مصير الحلف ومستقبله. فماذا يعني الحلف من دون الولايات المتحدة؟ حاولت أوروبا في السابق الاستقلال العسكري عن واشنطن. جرى ذلك بمبادرة من الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول، إلّا أنّ الولايات المتحدة فشّلت تلك المحاولة وتمكّنت من إبقاء المجموعة الأوروبية تحت مظلّة الأمن الأميركي. وبذلك أخضعتها للمتطلّبات الأمنيّة لعلاقاتها الخارجية، وخاصة مع الاتحاد السوفيتي ثمّ وريثته روسيا. كانت العلاقات الأميركية – الروسيّة سيّئة في عهد الرئيس بايدن فوجدت أوكرانيا في ذلك فرصةً مناسبةً للانشقاق عن روسيا وإعلان الاستقلال الذاتي، ودعمت الولايات المتحدة هذه الحركة عسكرياً وسياسياً. أمّا الآن في عهد ترامب فإنّ العلاقات الأميركية – الروسية بدأت تستعيد مظاهرها الإيجابية. تعزّز ذلك العلاقات الشخصية بين الرئيسين ترامب وفلاديمير بوتين التي تتّسم بالودّ والمصالح المشتركة، وهي المشاعر التي كانت غائبة طوال عهد بايدن، وامتدّت إلى أوروبا من الشمال الإسكندينافيّ (انضمام السويد والنرويج إلى الحلف الأطلسي) إلى الجنوب الأوروبي حيث يشتدّ الخناق على حلفاء روسيا في دول البلقان (صربيا بصورة خاصّة). من الواضح الآن أنّ الرئيس ترامب يريد أن يحوّل الحلف الأطلسي من نظام تحالف سياسي – عسكري مع أوروبا إلى نظام تبعية سياسية تكريساً لشعاره 'اجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى'. ومن الواضح أنّ الدول الأوروبية ليست مستعدّة لإحناء الرأس والخضوع لإملاءات شعور العظمة لدى الرئيس ترامب. ومن شأن ذلك أن يفتح ثغرة في جدار السياسة الدولية يمكن من خلالها أن تجد الدول الأخرى متنفّساً لها. أين العالم العربيّ؟ من هنا السؤال: أين يقف العالم العربي من تحوّل الولايات المتحدة من قائد لحلف شمال الأطلسي إلى متخلٍّ عنه؟ ومن تحالف صلب مع أوروبا إلى منافس متعالٍ؟ فالتخلّي الأميركي يفرض تحوّلات عميقة في التوجّهات الأوروبية. وقد تبلغ هذه التحوّلات حدّ الخصومة السياسية، وهو ما يوفّر فرصة نادرة لاستثمار الوضع الجديد للدفاع عن القضايا والمصالح العربية. قد يحمل هذا التخلّي الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها السياسية وتعاونها العسكري مع دول أخرى. ولا شكّ في أنّ إسرائيل تطرح نفسها لتكون في مقدَّم هذه الدول… وقد كانت ولم تزل تتبوّأ مقدَّم اهتمامات البيت الأبيض، سواء كان الرئيس من الحزب الديمقراطي، أي بايدن، أو الجمهوري، أي ترامب. إنّ ليّ الذراع الأوروبي عبر الحرب في أوكرانيا والموقف الأميركي الجديد من روسيا والتسوية السياسية لهذه الحرب مباشرة بين موسكو بوتين وواشنطن ترامب ومن وراء ظهر المجموعة الأوروبية، يفتح صفحة جديدة في سجلّ العلاقات الدولية ويوسّع ثغرات تشكّل فرصاً لاختراقات سياسية في إطار لعبة الأمم.


اليمن الآن
٠٨-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
تصدّع التّحالف الأميركيّ – الأوروبيّ… يغيّر العالم
تصدّع التّحالف الأميركيّ – الأوروبيّ… يغيّر العالم قبل 5 دقيقة تصدّعَ الجسر الأطلسيّ بين أوروبا والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ويبدو أنّه انهار، أو على وشك الانهيار التامّ في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب. عبر هذا الجسر خاضت الولايات المتحدة حربين عالميّتين إلى جانب أوروبا. وتجسّدت وحدة الدم الأميركي – الأوروبي في معركة النورماندي. الآن تعكس معركة أوكرانيا حجم التصدّع وخطورته. في معركة النورماندي وحدها التي حسمت الحرب العالمية الثانية لمصلحة الحلفاء (أوروبا وأميركا) قُتل تسعة آلاف جندي في اليوم الأوّل فقط، وتحوّل لون شاطئ البحر إلى الأحمر. فقد اشترك في القتال ضدّ النازية جنود من 13 دولة أوروبية إلى جانب الجنود الأميركيين. واستُخدمت سبعة آلاف سفينة حربية، ونفّذت الطائرات العسكرية نحو 14 ألف طلعة هجومية، وأنزلت 18 ألف جندي وراء الخطوط الألمانية. جسّد ذلك وحدة الدم ووحدة المصير الأميركي – الأوروبي. أثناء الحرب العالمية الثانية كان الهمّ الأوّل لبريطانيا هو إقناع الولايات المتحدة واستدراجها لدخول الحرب ضدّ ألمانيا النازيّة. إلا أنّ الرئيس الأميركي في ذلك الوقت فرانكلين روزفلت كان متردّداً، وكان يفضّل عدم التورّط. لعبت المخابرات البريطانية دوراً أساسيّاً في حمله على تغيير موقفه. فقد تمكّن عميل استخبارات بريطاني يُدعى وليم ستيفنسون من استخدام كاتب سيناريوهات للأفلام السينمائية يُدعى إريك ماسويتش لكتابة نصّ (سيناريو) حول تفاصيل مخطّط نازيّ للسيطرة على أميركا الجنوبية. وقع الرئيس الأميركي في الفخ ودخل الحرب وهو كاره لها، وكان هذا الدخول عاملاً أساسيّاً وحاسماً في رجحان كفّة الغرب ضدّ ألمانيا النازية. أمّا كاتب السيناريو المزوّر ماسويتش فقد كوفئ فيما بعد بتعيينه مديراً لقسم المنوّعات في تلفزيون 'بي. بي. سي'. تبدّل الصّورة مع ترامب أمّا اليوم في معركة أوكرانيا، فإنّ الصورة تبدو مختلفة تماماً، وتزداد اختلافاً مع تبوُّؤ الرئيس ترامب سدّة الرئاسة. وتشير وقائع اللقاء الذي جرى في البيت الأبيض بينه وبين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى حجم التباعد والتراجع. وهو ما كرّسته القمّة الأوروبية التضامنيّة مع أوكرانيا التي عُقدت كردّ فعل أوروبي على الموقف الأميركي الجديد. إلى قضية أوكرانيا، تأتي السياسة الاقتصادية الجديدة التي اعتمدها الرئيس ترامب والتي تقضي بفرض ضرائب جمركية مرتفعة على الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، لتصبّ الزيت على نار الاختلافات الجديدة. من هنا ترتسم علامة استفهام كبيرة عن موقف الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي، ومن مصير الحلف ومستقبله. فماذا يعني الحلف من دون الولايات المتحدة؟ حاولت أوروبا في السابق الاستقلال العسكري عن واشنطن. جرى ذلك بمبادرة من الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول، إلّا أنّ الولايات المتحدة فشّلت تلك المحاولة وتمكّنت من إبقاء المجموعة الأوروبية تحت مظلّة الأمن الأميركي. وبذلك أخضعتها للمتطلّبات الأمنيّة لعلاقاتها الخارجية، وخاصة مع الاتحاد السوفيتي ثمّ وريثته روسيا. كانت العلاقات الأميركية – الروسيّة سيّئة في عهد الرئيس بايدن فوجدت أوكرانيا في ذلك فرصةً مناسبةً للانشقاق عن روسيا وإعلان الاستقلال الذاتي، ودعمت الولايات المتحدة هذه الحركة عسكرياً وسياسياً. أمّا الآن في عهد ترامب فإنّ العلاقات الأميركية – الروسية بدأت تستعيد مظاهرها الإيجابية. تعزّز ذلك العلاقات الشخصية بين الرئيسين ترامب وفلاديمير بوتين التي تتّسم بالودّ والمصالح المشتركة، وهي المشاعر التي كانت غائبة طوال عهد بايدن، وامتدّت إلى أوروبا من الشمال الإسكندينافيّ (انضمام السويد والنرويج إلى الحلف الأطلسي) إلى الجنوب الأوروبي حيث يشتدّ الخناق على حلفاء روسيا في دول البلقان (صربيا بصورة خاصّة). من الواضح الآن أنّ الرئيس ترامب يريد أن يحوّل الحلف الأطلسي من نظام تحالف سياسي – عسكري مع أوروبا إلى نظام تبعية سياسية تكريساً لشعاره 'اجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى'. ومن الواضح أنّ الدول الأوروبية ليست مستعدّة لإحناء الرأس والخضوع لإملاءات شعور العظمة لدى الرئيس ترامب. ومن شأن ذلك أن يفتح ثغرة في جدار السياسة الدولية يمكن من خلالها أن تجد الدول الأخرى متنفّساً لها. أين العالم العربيّ؟ من هنا السؤال: أين يقف العالم العربي من تحوّل الولايات المتحدة من قائد لحلف شمال الأطلسي إلى متخلٍّ عنه؟ ومن تحالف صلب مع أوروبا إلى منافس متعالٍ؟ فالتخلّي الأميركي يفرض تحوّلات عميقة في التوجّهات الأوروبية. وقد تبلغ هذه التحوّلات حدّ الخصومة السياسية، وهو ما يوفّر فرصة نادرة لاستثمار الوضع الجديد للدفاع عن القضايا والمصالح العربية. قد يحمل هذا التخلّي الولايات المتحدة على تعزيز تحالفاتها السياسية وتعاونها العسكري مع دول أخرى. ولا شكّ في أنّ إسرائيل تطرح نفسها لتكون في مقدَّم هذه الدول… وقد كانت ولم تزل تتبوّأ مقدَّم اهتمامات البيت الأبيض، سواء كان الرئيس من الحزب الديمقراطي، أي بايدن، أو الجمهوري، أي ترامب. إنّ ليّ الذراع الأوروبي عبر الحرب في أوكرانيا والموقف الأميركي الجديد من روسيا والتسوية السياسية لهذه الحرب مباشرة بين موسكو بوتين وواشنطن ترامب ومن وراء ظهر المجموعة الأوروبية، يفتح صفحة جديدة في سجلّ العلاقات الدولية ويوسّع ثغرات تشكّل فرصاً لاختراقات سياسية في إطار لعبة الأمم. نقلا عن اساس ميديا

السوسنة
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- السوسنة
مستقبل الحرب في أوكرانيا
في الرابع والعشرين من هذا الشهر تكون الحرب الروسية - الأوكرانية قد أكملت عامها الثالث. الحرب التي بدأت بغزو روسي شامل لأوكرانيا. وللتذكير، فإن هذه الحرب جاءت بعد عقد من الأعمال القتالية المختلفة الحدة في درجاتها بين الطرفين الروسي والأوكراني والتي شهدت استيلاء روسيا على منطقة شبه جزيرة القرم ومناطق شرقية في أوكرانيا. عشر سنوات لم تنجح الدبلوماسية في وقف هذه الحرب منذ انطلاق أعمال ما عُرف بمجموعة النورماندي الرباعية (روسيا أوكرانيا وفرنسا وألمانيا) في عام 2014، التي انعقدت على هامش احتفالات «الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء» في النورماندي في الحرب ضد ألمانيا النازية. وُلد ما عرف بمجموعة النورماندي ثم «الثلاثي» الذي ضم كلاً من روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأدت إلى اتفاقيات مينسك الأولى والثانية في عامي 2014 و2015. كل ذلك لم يودِ إلى إيجاد التسوية المطلوبة والمختلف حول تعريفها لوضع حد لتلك الحرب المتصاعدة خوفاً من الحرب الكبرى بين الطرفين. الحرب التي انطلقت مع الاجتياح الروسي لأوكرانيا منذ سنوات ثلاث. الحرب التي أعادت أوروبا التي انطلقت منها الحربان العالميتان الأولى والثانية، لتكون المسرح الأساسي لمواجهة دولية عسكرية روسية - غربية لا يدرك أحد مسارات تصعيدها من حيث حجم ودرجة المشاركة الغربية فيها ضد «الإمبراطورية الروسية» العائدة بقوة على المسرح الاستراتيجي الدولي.حرب أعادت إحياء دور منظمة حلف شمال الحلف الأطلسي (ناتو) على الصعيد الاستراتيجي السياسي في أوروبا، وأيضاً خارج منطقة الأطلسي: بدأنا نسمع الحديث عن توسيع أهداف التعاون بين أعضائه لمواجهة الصين الشعبية في منطقة «المحيطين» بشأن تايوان ومستقبلها وصراع الكوريتين. كما تم إحياء «ناتو» على الصعيد العسكري في مواجهة غير مباشرة على الأرض مع القطب الدولي الروسي في «المسرح المركزي» الأوروبي. الجدير بالذكر، أن الحرب في المسرح الأوروبي أعطت قوة زخم لإحياء «ناتو» على الصعيد السياسي أيضاً؛ ما عزز التعاون «العابر للأطلسي» الذي شهد برودة لسنوات وكذلك خلافات في الأولويات. هذه الحرب شكلت الثقل الأساسي في مسار تبلور نظام عالمي جديد لم تستقر بعد سماته: نظام من المنتظر ولادته من رحم نظام عُرف بنظام «ما بعد بعد الحرب الباردة». نظام عُدّ عن حق نظاماً انتقالياً إلى أن تتضح وتستقر قواعد وسمات وأنماط العلاقات الدولية التي كانت في طور التبلور والتي ستحدد طبيعة النظام الجديد المنتظر. بدت الحرب في أوكرانيا المكلفة أيضاً بشكل كبير على الصعد كافة لأوروبا وكأنها حرب مفتوحة في الزمان، وقد تتطور وتتوسع في المكان من دون أي أفق فعلي لوقفها أو تحديدٍ لتسويتها بسبب تناقض المطالب والأهداف بين طرفيها. اليوم، مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فإن مسار الحرب الأوكرانية قد يأخذ منحى آخر مختلفاً كلياً. مرد ذلك أن ترمب قد رفع شعار الدبلوماسية التفاعلية أو التبادلية transactional diplomacy عنواناً لاستراتيجيته الدولية. الدبلوماسية التي تستند إلى منطق الأحادية، وليس التحالفية الغربية والمتعددة الأطراف، في السياسة الخارجية. وفي الإطار ذاته، طالب، بما طالبت به الإدارة الأميركية السابقة بزيادة نسبة إسهام الحلفاء الأوروبيين مادياً في ميزانية «ناتو»، لكن مع تغير السياسة كما أشرنا عن الإدارة الأميركية السابقة.ويبدو كما أشار أحد المعلقين، فإن إعادة إحياء «ناتو» ليعود كما كان خلال الحرب الباردة لن تعمر طويلاً مع الإدارة الأميركية الجديدة. فالتعامل صار اليوم بالقطعة. ذلك كله يدفع المفاوضات الثنائية الأميركية - الروسية إلى إزالة القطيعة نهائياً بين القوتين العظميين.ملاحظة أخيرة لا بد منها، وقوامها أن الاتفاق حول إطلاق هذه المفاوضات لمنع القطعية بين موسكو وواشنطن من المملكة العربية السعودية دليل آخر على الدور الكبير والمتزايد الذي تقوم به المملكة على الصعيد الدولي.