logo
مستقبل الحرب في أوكرانيا

مستقبل الحرب في أوكرانيا

السوسنة٢٢-٠٢-٢٠٢٥

في الرابع والعشرين من هذا الشهر تكون الحرب الروسية - الأوكرانية قد أكملت عامها الثالث. الحرب التي بدأت بغزو روسي شامل لأوكرانيا. وللتذكير، فإن هذه الحرب جاءت بعد عقد من الأعمال القتالية المختلفة الحدة في درجاتها بين الطرفين الروسي والأوكراني والتي شهدت استيلاء روسيا على منطقة شبه جزيرة القرم ومناطق شرقية في أوكرانيا. عشر سنوات لم تنجح الدبلوماسية في وقف هذه الحرب منذ انطلاق أعمال ما عُرف بمجموعة النورماندي الرباعية (روسيا أوكرانيا وفرنسا وألمانيا) في عام 2014، التي انعقدت على هامش احتفالات «الذكرى السبعين لإنزال الحلفاء» في النورماندي في الحرب ضد ألمانيا النازية. وُلد ما عرف بمجموعة النورماندي ثم «الثلاثي» الذي ضم كلاً من روسيا وأوكرانيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأدت إلى اتفاقيات مينسك الأولى والثانية في عامي 2014 و2015. كل ذلك لم يودِ إلى إيجاد التسوية المطلوبة والمختلف حول تعريفها لوضع حد لتلك الحرب المتصاعدة خوفاً من الحرب الكبرى بين الطرفين. الحرب التي انطلقت مع الاجتياح الروسي لأوكرانيا منذ سنوات ثلاث. الحرب التي أعادت أوروبا التي انطلقت منها الحربان العالميتان الأولى والثانية، لتكون المسرح الأساسي لمواجهة دولية عسكرية روسية - غربية لا يدرك أحد مسارات تصعيدها من حيث حجم ودرجة المشاركة الغربية فيها ضد «الإمبراطورية الروسية» العائدة بقوة على المسرح الاستراتيجي الدولي.حرب أعادت إحياء دور منظمة حلف شمال الحلف الأطلسي (ناتو) على الصعيد الاستراتيجي السياسي في أوروبا، وأيضاً خارج منطقة الأطلسي: بدأنا نسمع الحديث عن توسيع أهداف التعاون بين أعضائه لمواجهة الصين الشعبية في منطقة «المحيطين» بشأن تايوان ومستقبلها وصراع الكوريتين. كما تم إحياء «ناتو» على الصعيد العسكري في مواجهة غير مباشرة على الأرض مع القطب الدولي الروسي في «المسرح المركزي» الأوروبي. الجدير بالذكر، أن الحرب في المسرح الأوروبي أعطت قوة زخم لإحياء «ناتو» على الصعيد السياسي أيضاً؛ ما عزز التعاون «العابر للأطلسي» الذي شهد برودة لسنوات وكذلك خلافات في الأولويات. هذه الحرب شكلت الثقل الأساسي في مسار تبلور نظام عالمي جديد لم تستقر بعد سماته: نظام من المنتظر ولادته من رحم نظام عُرف بنظام «ما بعد بعد الحرب الباردة». نظام عُدّ عن حق نظاماً انتقالياً إلى أن تتضح وتستقر قواعد وسمات وأنماط العلاقات الدولية التي كانت في طور التبلور والتي ستحدد طبيعة النظام الجديد المنتظر. بدت الحرب في أوكرانيا المكلفة أيضاً بشكل كبير على الصعد كافة لأوروبا وكأنها حرب مفتوحة في الزمان، وقد تتطور وتتوسع في المكان من دون أي أفق فعلي لوقفها أو تحديدٍ لتسويتها بسبب تناقض المطالب والأهداف بين طرفيها. اليوم، مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، فإن مسار الحرب الأوكرانية قد يأخذ منحى آخر مختلفاً كلياً. مرد ذلك أن ترمب قد رفع شعار الدبلوماسية التفاعلية أو التبادلية transactional diplomacy عنواناً لاستراتيجيته الدولية. الدبلوماسية التي تستند إلى منطق الأحادية، وليس التحالفية الغربية والمتعددة الأطراف، في السياسة الخارجية. وفي الإطار ذاته، طالب، بما طالبت به الإدارة الأميركية السابقة بزيادة نسبة إسهام الحلفاء الأوروبيين مادياً في ميزانية «ناتو»، لكن مع تغير السياسة كما أشرنا عن الإدارة الأميركية السابقة.ويبدو كما أشار أحد المعلقين، فإن إعادة إحياء «ناتو» ليعود كما كان خلال الحرب الباردة لن تعمر طويلاً مع الإدارة الأميركية الجديدة. فالتعامل صار اليوم بالقطعة. ذلك كله يدفع المفاوضات الثنائية الأميركية - الروسية إلى إزالة القطيعة نهائياً بين القوتين العظميين.ملاحظة أخيرة لا بد منها، وقوامها أن الاتفاق حول إطلاق هذه المفاوضات لمنع القطعية بين موسكو وواشنطن من المملكة العربية السعودية دليل آخر على الدور الكبير والمتزايد الذي تقوم به المملكة على الصعيد الدولي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بكلفة 175 مليار دولار… مشروع 'ذهبي' لترامب: 'يمنع الهجوم ولو من الفضاء'!
بكلفة 175 مليار دولار… مشروع 'ذهبي' لترامب: 'يمنع الهجوم ولو من الفضاء'!

الانباط اليومية

timeمنذ 2 ساعات

  • الانباط اليومية

بكلفة 175 مليار دولار… مشروع 'ذهبي' لترامب: 'يمنع الهجوم ولو من الفضاء'!

الأنباط - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية' بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا' مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة'. وأوضح أن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالى 175 مليار دولار' عند إنجازه، وأن القبة "ستكون مصنعة في أميركا بالكامل'. وذكر الرئيس الأميركي أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو "مواجهة أي ضربات بعيدة المدى'، و'حماية سماءنا من الصواريخ الباليستية'. وشدد على أن "القبة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء'. واعتبر ترامب أن "القبة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أميركا والأميركيين'. ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن "القبة الذهبية ستغير قواعد اللعبة لصالح أميركا'.

"القبة الذهبية".. ترمب يكشف عن درع صاروخية خارقة لحماية أمريكا بـ175 مليار دولار
"القبة الذهبية".. ترمب يكشف عن درع صاروخية خارقة لحماية أمريكا بـ175 مليار دولار

رؤيا

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا

"القبة الذهبية".. ترمب يكشف عن درع صاروخية خارقة لحماية أمريكا بـ175 مليار دولار

ترمب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم "القبة الذهبية" أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، عن مشروع دفاعي ضخم يتمثل في بناء درع صاروخية متقدمة أطلق عليها اسم "القبة الذهبية"، تهدف إلى حماية الولايات المتحدة من أي تهديدات صاروخية، بما فيها الصواريخ الفرط صوتية. وأكد ترمب أن المنظومة ستدخل الخدمة مع نهاية ولايته الثانية. وفي مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، قال ترمب: "خلال حملتي الانتخابية، وعدت الشعب الأمريكي ببناء درع صاروخية تحمي سماءنا، واليوم أفي بوعدي"، مضيفًا أن القبة الذهبية ستكون "الأكثر تطورًا في العالم"، وأن الولايات المتحدة ستكون "الدولة الوحيدة التي تمتلك هذه التكنولوجيا الخارقة". وأوضح ترمب أن تكلفة المشروع تصل إلى نحو 175 مليار دولار، وسيتم إنجازه خلال عامين ونصف إلى ثلاثة أعوام، مؤكدًا أن جميع مكونات المنظومة سيتم تصنيعها بالكامل داخل الولايات المتحدة. وصرّح وزير الدفاع الأمريكي أن "القبة الذهبية ستغيّر قواعد اللعبة"، معتبرًا إياها "استثمارًا تاريخيًا في أمن أمريكا والأمريكيين". وأشار ترمب إلى أن المشروع سيوفّر حماية شبه كاملة من جميع أنواع الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية، قائلاً: "ساعدنا إسرائيل في بناء القبة الحديدية، وسنبني في أمريكا ما هو أفضل منها".

الغرب وتجويع غزة
الغرب وتجويع غزة

السوسنة

timeمنذ 3 ساعات

  • السوسنة

الغرب وتجويع غزة

مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية والتي أطلق الجيش الإسرائيلي عليها اسم عربات جدعون على قطاع غزة، واستمرار منع دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية للشهر الثالث على التوالي وإنقاذ الأهالي هناك، تتعالى أصوات المنظمات والهيئات الدولية الإغاثية والأممية ضرورة ادخال ما يحتاجه القطاع من طعام ودواء، و مع بدء ارتفاع وتيرة الاحتجاج الأوروبي على سياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على السكان في القطاع، والخوف من كارثة إنسانية وشيكة تودي بحياة الآلاف، اتخذت خطوة غير متوقعة حيث عقد نتنياهو اجتماعا أمنيا للكابينت الحكومي، أقر بموجبه ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عاجلاً وبشكل فوري رغم عدم تصويت العديد من الوزراء على المقترح، كانت حجة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن قطع الغذاء عن غزة قد يضر بمساعدة الحلفاء الغربيين للكيان المحتل لتحقيق "النصر" في الحرب التي يشنها على غزة. ازدياد وتيرة استهجان بعض نواب البرلمانات الأوروبية و الاحتجاجات الشعبية في أوروبا من وحي الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، و اشتداد ضغطها على حكوماتها للعمل بشكل جدي وحثيث لرفع الحصار عن غزة، ووقف الحرب والدفع نحو إدخال المساعدات الإنسانية، بدأ تحرك خجول من بعض المسؤولين الغربيين، وهذا ما شاهدناه من انتقاد لاذع وقوي من قبل رئيس وزراء إسبانيا في اجتماع القمة العربية في بغداد، ورفض وزيرة الخارجية الألمانية موقف نتنياهو في منع دخول المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية للقطاع، وتصريح رئيس وزراء بريطانيا كيم ستارمر "بأن الوضع في غزة غير مقبول ولا يطاق"، بالرغم من كل تلك التصريحات، و إلغاء زيارة نائب ترمب فانس للكيان المحتل، بسبب إصرار حكومة نتنياهو على توسعة العملية العسكرية (عربات جدعون). في وقت سابق أحجم الرئيس الأمريكي ترمب عن زيارته "لإسرائيل" أثناء جولته الخليجية، لكن لا تزال مواقف الحكومات الغربية لا ترقى إلى مستوى لجم نتنياهو وحكومته المتطرفة عن الممارسات الوحشية واللإنسانية التي يمارسها بحق أهالي قطاع غزة، فالتاريخ لا يمحى من ذاكرته كيف ستقوم أوروبا في تحدي "إسرائيل" وهي من أنشأت دولتها، وتسببت في عقود من المعاناة والعذاب والتهجير للشعب العربي الفلسطيني، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة و في المعسكر الشرقي الاتحاد السوفيتي السابق، وإلى هذه اللحظة لا يزال الدعم الأوروبي والأمريكي لم ينقطع، ويستمر هذا التحالف في إمداد الكيان المحتل بالأسلحة والعتاد العسكري، من طائرات وصواريخ و قنابل تزن أطنانا والمسيرات، ناهيك عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية القابعة في غلاف غزة، للحصول على أي معلومات قد تحدث اختراقا وتستعيد الأسرى الإسرائيليين من أيدي المقاومة و القضاء عليها. أوروبا تدعي الحرية والعدالة والمساواة، و في الواقع هي أول من يلقي بها إذا ما تعلق الأمر "بإسرائيل"، ونسيت أو تناست أوروبا أنها تعرضت لمعاناة الاجتياح الألماني لأراضيها في الحرب العالمية الأولى والثانية، واحتل هتلر نصف أوروبا وزحفت جحافله إلى عواصمهم نصرا يعقبه نصر، و في مفارقة مخزية تماطل أوروبا في الضغط على الكيان الصهيوني لإنهاء الحرب على غزة، وأهالي غزة صابرون محتسبون منذ أكثر من عام ونصف ولم يعرفوا الاستسلام، و للعلم أن الدنمارك استسلمت للجيش الألماني بعد ٦ ساعات، يوغوسلافيا بعد ١١ يوماً وهولندا استسلمت بعد ٥ أيام واليونان بعد ٦٠ يوماً وفرنسا بعد مضي ٤٢ يوماً أعلنت استسلامها للجيش الألماني ونحن نتحدث عن أكبر وأقوى الدول الأوروبية، فهذا جدير بأن يتوقف المرء ويفكر بعظمة صمود أهل غزة والتي تخفي خلفها معاناة لا يحتملها بشر... لكنهم بشر ويجب إنقاذهم. لك الله يا غزة...فانقذ يا الله شعب غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store