أحدث الأخبار مع #النيوديميوم،


شبكة النبأ
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- شبكة النبأ
المعادن الأرضية النادرة: كيف تستغلها الصين لإضعاف قدرات أميركا العسكرية؟
مع تنامي حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، لم يقتصر الأمر على استعمال الصين المعادن الأرضية النادرة سلاحًا في حربها التجارية ضد أميركا؛ بل تجاوز الأمر ليشمل التأثير في قدرات واشنطن العسكرية، ولا سيما أن أكثر من 78% من أسلحة الجيش الأميركي تعتمد في تصنيعها على معادن صينية... تحوّلت المعادن الأرضية النادرة إلى ورقة مناورة تستغلها الصين لتقويض القدرات العسكرية الضخمة للجيش الأميركي، وفق تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وتدخل المعادن المذكورة في تصنيع مجموعة واسعة من المعدات والآلات العسكرية بدءًا من الطائرات المقاتلة وقضبان المفاعلات النووية، إلى جانب صناعات أخرى حيوية مثل الهواتف الذكية. ومع تنامي حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، لم يقتصر الأمر على استعمال الصين المعادن الأرضية النادرة سلاحًا في حربها التجارية ضد أميركا؛ بل تجاوز الأمر ليشمل التأثير في قدرات واشنطن العسكرية، ولا سيما أن أكثر من 78% من أسلحة الجيش الأميركي تعتمد في تصنيعها على معادن صينية، ولا تُعد الصين مسؤولة عن تعدين قرابة 61% من المعادن الأرضية النادرة عالميًا فحسب، بل إنها تحتكر 92% من سعة التكرير العالمية لتلك المعادن، وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة. وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضم العناصر الـ17 التي تشكّل المعادن الأرضية النادرة: اللانثانوم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، البروميثيوم، السماريوم، اليوروبيوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، الإتيربيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، الإيتريوم. قيود صينية تشرع الصين في فرض قيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة التي تؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز القوة العسكرية للجيش الأميركي، وهي نقطة الضعف التي كثيرًا ما عانتها واشنطن لمدة طويلة، وأصبحت حقيقةً ملحّةً حاليًا. فبدءًا من التنغستين المُستعمَل في تصنيع القذائف المخترقة للدروع إلى الغاليوم المستعمَل على نطاق واسع في الرادارات، بنَت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مشروعًا عسكريًا بسلسلة إمدادات تمر مباشرةً عبر الصين، غير أن التطورات الأخيرة تهدد قدرة البنتاغون على المحافظة على ذلك المشروع، وفق تحليلات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. وفي أوائل شهر أبريل/نيسان الجاري، فرضت بكين ضوابط صارمة على تصدير 7 من المعادن الأرضية النادرة المستعمَلة في كل شيء بدءًا من الأسلحة الموجّهة بالليزر إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وتتطلب المعادن الأرضية النادرة الـ7 المذكورة المقيدة صادراتها مؤخرًا -الساماريوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، الإيتريوم- ترخيصًا حكوميًا لتصديرها، وهو ما يبرره مسؤولون صينيون بدواعي الأمن القومي. وفي وقت سابق من شهر أبريل/نيسان (2025)، قال المسؤول في شركة فوركاست إنترناشونال (Forecast International) دان دارلينغ، إن "الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الصين ليست حظرًا صريحًا، غير أن شرط الترخيص هذا ستَنتُج عنه دون شك حالة عدم يقين ويَحِد من التدفق المستمر للمكونات الحيوية إلى المصنعين. ويُعيد الإجراء الصيني الذي يأتي بسوق عالمية مضطربة في الأصل، إلى الأذهان النزعة الانتقامية التي تبنّتها الصين مع اليابان في عام 2010؛ ما يسلط الضوء على إمكان تحويل موارد سلسلة إمدادات مهمة إلى صراع غير مأمون العواقب. وكثيرًا ما هيمنت الصين على أنشطة تعدين ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، غير أن قرارها الأخير بشأن فرض قيود على تصدير بعضها، يضيّق الخناق على المواد التي لا غنى عنها للتقنيات المتدرجة من أنظمة توجيه الصواريخ فرط الصوتية إلى تقنيات مكافحة السرطان. حظر تصدير مماثل تأتي إجراءت الصين الأخيرة بقطاع المعادن الأرضية النادرة في أعقاب حظر تصدير مماثل خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، شمل معادن حيوية مثل الغاليوم والغرمانيوم والأنتيمون، وهي المعادن المُستعمَلة على نطاق واسع في تصنيع الرقائق الإلكترونية، والأجهزة البصرية العاملة بالأشعة تحت الحمراء، والذخائر المخترقة للدروع. ومنذ عام 2010، ارتفع الطلب في البنتاغون على مكونات تحوي 5 معادن حيوية -الأنتيمون، الغاليوم، الغرمانيوم، التنغستن، التيلوريوم- مع زيادة عقود تلك المعادن بنسبة 23.2% سنويًا، في حين زادت العقود المتعلقة بمعدن الغاليوم وحده بنسبة 41.8% سنويًا. ويعتمد ما يزيد على 80 ألف مكون مختلف في 1900 سلاح حاليًا على المعادن المذكورة، أي ما يُقارب 78% من جميع أسلحة وزارة الدفاع الأمريكية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة تحليلات البيانات غوفيني (Govini). سلاح البحرية يتصدّر سلاح البحرية الأميركية قائمة الهيئات العسكرية الأميركية المُعتمدة على هذه المواد؛ إذ يحوي 91% من أنظمتها واحدًا على الأقل من تلك المعادن. وأورد التقرير مثالًا على معدن الغاليوم الذي يؤدي دورًا حاسمًا في تصنيع أنظمة تحديد المواقع العالمية جي بي إس (GPS) والرادارات. وقال التقرير: "أدّى فرض الصين حظرًا على تصدير معادن الأنتيمون والغاليوم والغرمانيوم، إلى ارتفاع نسبته 5.2% في المتوسط في أسعار المكونات التي تحوي تلك المعادن الرئيسة، مقارنةً بمشتريات تلك المكونات نفسها خلال الأشهر القليلة السابقة". وتحديدًا، زادت أسعار المكونات التي تحوي معدن الغاليوم بنسبة 6%، في حين ارتفعت أسعار المكونات الحاوية لمعدن الأنتيمون بنسبة 4.5%، والغرمانيوم بنسبة 1.6%. في المقابل ارتفعت أسعار جميع المكونات الأخرى بنسبة 1.4% فقط في المتوسط، وفق أرقام واردة في التقرير، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة. وكانت من نتائج ذلك أن أضحى 88% من سلاسل إمدادات المعادن الحيوية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية عُرضةً للتأثير الصيني. يُشار هنا إلى أن كل معدن الأنتيمون المُستعمَل في المنصات الرئيسة مثل طائرة إف-16، والمدمِّرة من فئة أرلي بيرك (Arleigh Burke)، وصاروخ مينيوتمان 3 (Minuteman III) يمر عبر الصين في مرحلة ما من المعالجة. مخاطر إضافية وفقًا لتقرير شركة تحليلات البيانات "جوفيني"؛ فإنه حتى إذا نجحت الولايات المتحدة في تفادي اعتمادها الكلي على المعادن الحيوية الـ5 المذكورة، ينتظر واشنطن مزيد من المخاطر. وأوضح التقرير أن المغنيسيوم، وهو العنصر الرئيس لتصنيع هيكل الطائرات والقذائف، تهيمن عليه الصين، ولا يوجد مخزون منه لدى الولايات المتحدة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة. وينطبق الأمر نفسه على الغرافيت والفلوريت (الفلورسبار)، وهما عنصران أساسيان لأنظمة دفع الصواريخ والليزر ومعالجة الوقود النووي. وفي النهاية اقترح التقرير 3 حلول يتعين على أمريكا تطبيقها لمواجهة احتكار الصين المعادن الحيوية؛ أولها إحياء قطاع سعة المعالجة المحلية، واستغلال وجود بعض المعادن النادرة مصاحبة لمعادن أخرى مثل وجود الغاليوم والغرامنيوم رفقة الزنك في منجم زنك بولاية تينيسي، وتنمية المخزونات الإستراتيجية لتلك المعادن.


مصراوي
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
ماكرون يعلق على صفقة المعادن بين روسيا وأوكرانيا
وكالات قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الانخراط الأمريكي في أوكرانيا عبر إبرام صفقة معادن هو "أمر جيد". وأشار ماكرون، إلى أن الضمانات الأوروبية لأوكرانيا يمكن أن تشمل نشر قوات أوروبية في البلاد تتولى مهمة حفظ السلام، مضيفًا أن الردع يمكن أن يساعد في إبرام "هدنة" في أوكرانيا أولًا والتوصل إلى اتفاق سلام ثانيًا. والتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة الأأمريكية واشنطن. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل لقاءه نظيره الأمريكي ترامب، على منصة "إكس"، "بعد المناقشات التي جرت في الأيام القليلة الماضية مع الزملاء والحلفاء الأوروبيين، نحن ملتزمون بضمان عودة السلام بطريقة عادلة وقوية ودائمة في أوكرانيا وتعزيز أمن الأوروبيين خلال جميع المفاوضات المستقبلية". وتتزامن زيارة ماكرون للولايات المتحدة، مع القمة الأوروبية التي عقدها القادة الأوروبيون في العاصمة الأوكرانية كييف بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية. وطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أوكرانيا بدفع تعويضات عن المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن لكييف في حربها، وقدمت الولايات المتحدة عرضًا لأوكرانيا يتضمن الحصول على 50% من عائدات المعادن النادرة، في مقابل استمرار الدعم المالي والعسكري لها. ومن جانبها، أكدت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولغا ستيفانيشينا، في منشور على منصة "إكس"، اليوم الإثنين، أن واشنطن وكييف اقتربا من التوصل إلى اتفاق، وقالت إن التوقيع عليه "سيظهر التزامنا لعقود قادمة". على الرغم من رفض لرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العرض الأولي، مشددًا على ضرورة أن يشمل الاتفاق ضمانات أمنية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي الخطوة التي ترفضها الولايات المتحدة بوضوح، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وتعتبر المعادن النادرة، مثل الليثيوم، النيوديميوم، الجرافيت، والتيتانيوم، من المكونات الأساسية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، الأجهزة الذكية، والأنظمة الدفاعية. وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، حيث تحتوي على 22 من أصل 34 معدنًا صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها "حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية". ووفقًا لبيانات معهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن كييف تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو معدن ضروري لصناعة البطاريات، إلى جانب الجرافيت الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم الذي كان يمثل 7% من الإنتاج العالمي قبل اندلاع الحرب. لكن الحرب مع روسيا المستمرة منذ 3 سنوات أثرت بشدة على قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد، حيث فقدت السيطرة على نحو 40% من مواقع المعادن النادرة بسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية. ويعقد هذا الواقع الجيوسياسي أي محاولات مستقبلية لاستغلال تلك الثروات.

مصرس
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- مصرس
وسط حذر روسي من "فخ أمريكي".. كييف وواشنطن على أعتاب إبرام صفقة المعادن الكبرى
تتسارع وتيرة المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن اتفاقية لاستغلال المعادن النادرة التي تحتكم عليها كييف، والتي تُعد أساسية في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع. وتأتي هذه المحادثات في وقت حرج، حيث تسعى كييف للحصول على دعم دولي لتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية خاصة مع رفع عباءة الدعم الأمريكي الذي أغدقها طوال سنوات عنها بعد تنصيب دونالد ترامب في سدة الحكم.، بينما تحاول واشنطن تقليل اعتمادها على الصين في هذا القطاع الحيوي. صفقة استراتيجية قيد التفاوضبعد تنصيب ترامب، اتخذت العلاقات الأمريكية الأوكرانية منحى مختلف تمامًا عما شهدته السنوات الثلاث السابقة من دعم سخي قدمته إدارة جو بايدن لكييف، وهو ما سارع ترامب لإيقافه فور توليه ولكنه في المقابل لم يرغب بقطع العلاقات كليا، وسعى عوضا عن ذلك للحصول على مقابل للمساعدات العسكرية، لذلك قدمت الولايات المتحدة عرضًا لأوكرانيا يتضمن الحصول على 50% من عائدات المعادن النادرة، في مقابل استمرار الدعم المالي والعسكري لكييف. غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العرض الأولي، مشددًا على ضرورة أن يشمل الاتفاق ضمانات أمنية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي الخطوة التي ترفضها الولايات المتحدة بوضوح، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".رغم التعقيدات التي يشهدها الاتفاق والحرب الكلامية بين كل من ترامب وزيلينسكي، تسعى واشنطن مع ذلك لتأمين الصفقة في أسرع وقت ممكن، وذلك رغم التحفظات الأوكرانية الأولية، ويبرهن ذلك دخول المفاوضات مراحلها النهائية، وهو ما أكدته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولجا ستيفانيشينا، بقولها: "إن الاتفاق بات شبه مكتمل" وأنه "من المتوقع توقيعه قريبًا في واشنطن".ما أهمية المعادن النادرة؟تعتبر المعادن النادرة، مثل الليثيوم، النيوديميوم، الجرافيت، والتيتانيوم، من المكونات الأساسية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، الأجهزة الذكية، والأنظمة الدفاعية.وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، حيث تحتوي على 22 من أصل 34 معدنًا صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها "حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية". ووفقًا لبيانات معهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن كييف تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو معدن ضروري لصناعة البطاريات، إلى جانب الجرافيت الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم الذي كان يمثل 7% من الإنتاج العالمي قبل اندلاع الحرب.لكن الحرب مع روسيا المستمرة منذ 3 سنوات أثرت بشدة على قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد، حيث فقدت السيطرة على نحو 40% من مواقع المعادن النادرة بسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية. ويعقد هذا الواقع الجيوسياسي أي محاولات مستقبلية لاستغلال تلك الثروات.الدوافع الأمريكية وراء الصفقةالولايات المتحدة ترى في أوكرانيا فرصة استراتيجية لتأمين احتياجاتها من المعادن النادرة، خاصة في ظل التوترات مع الصين التي تهيمن على معالجة هذه الموارد عالميًا. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن الصين تسيطر على نحو 70% من عمليات معالجة المعادن النادرة في العالم، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، التي تعتمد على هذه المعادن في صناعاتها الدفاعية والتكنولوجية.لذلك، فإن إبرام صفقة مع أوكرانيا يمثل خطوة نحو تقليل هذا الاعتماد وتأمين إمدادات مستقلة، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر لكييف في حربها ضد روسيا. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن واشنطن مستعدة لتقديم حزم دعم جديدة تشمل مساعدات عسكرية واقتصادية، مقابل الحصول على امتيازات طويلة الأمد في قطاع المعادن الأوكراني.التحديات أمام الاتفاقورغم التقدم في المفاوضات، إلا أن هناك عقبات رئيسية قد تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي. من بين هذه العقبات ضمانات الأمن والدفاع، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على التزامات واضحة بشأن أمنها القومي كجزء من الصفقة، خصوصًا في ظل تصاعد القلق من الهجمات الروسية المستمرة.يأتي مع ذلك الشروط المالية التي يريد الجانب الأوكراني للتأكد من أن الصفقة لن تكون مجرد بيع للموارد، وإنما شراكة مستدامة تضمن الاستثمارات في قطاع التعدين المحلي، يزيد من صعوبة ذلك التوازن الجيوسياسي، وذلك في ظل مراقبة روسيا للصفقة بحذر، حيث أفادت وكالة أنباء "بلومبرج" نقلًا عن مصادر لم تسمها بأن الكرملين "لا يفهم تمامًا استراتيجية البيت الأبيض" ويحذر من وجود "فخاخ" وراء الصفقة، مما قد يزيد من تعقيد الموقف السياسي.وسبق الصفقة المرتقبة، مفاوضات بين وفدي كل من روسيا والولايات المتحدة في الرياض في محادثات مباشرة هي الأولى منذ سنوات. حيث تركزت المفاوضات بين الطرفين على أوكرانيا والحرب الدائرة فيها وسبل إيقافها، إلا أن كييف لم تعترف بقانونية هذه المفاوضات التي لم تكن طرفًا فيها، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني، بقولها: "إن كييف لن تعترف بشرعية ونتائج مباحثات لم تكن شريكة فيها".


مصراوي
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- مصراوي
وسط حذر روسي من "فخ أمريكي".. كييف وواشنطن على أعتاب إبرام صفقة المعادن الكبرى
كتبت- سلمى سمير: تتسارع وتيرة المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن اتفاقية لاستغلال المعادن النادرة التي تحتكم عليها كييف، والتي تُعد أساسية في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع. وتأتي هذه المحادثات في وقت حرج، حيث تسعى كييف للحصول على دعم دولي لتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية خاصة مع رفع عباءة الدعم الأمريكي الذي أغدقها طوال سنوات عنها بعد تنصيب دونالد ترامب في سدة الحكم.، بينما تحاول واشنطن تقليل اعتمادها على الصين في هذا القطاع الحيوي. صفقة استراتيجية قيد التفاوض بعد تنصيب ترامب، اتخذت العلاقات الأمريكية الأوكرانية منحى مختلف تمامًا عما شهدته السنوات الثلاث السابقة من دعم سخي قدمته إدارة جو بايدن لكييف، وهو ما سارع ترامب لإيقافه فور توليه ولكنه في المقابل لم يرغب بقطع العلاقات كليا، وسعى عوضا عن ذلك للحصول على مقابل للمساعدات العسكرية، لذلك قدمت الولايات المتحدة عرضًا لأوكرانيا يتضمن الحصول على 50% من عائدات المعادن النادرة، في مقابل استمرار الدعم المالي والعسكري لكييف. غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العرض الأولي، مشددًا على ضرورة أن يشمل الاتفاق ضمانات أمنية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي الخطوة التي ترفضها الولايات المتحدة بوضوح، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال". رغم التعقيدات التي يشهدها الاتفاق والحرب الكلامية بين كل من ترامب وزيلينسكي، تسعى واشنطن مع ذلك لتأمين الصفقة في أسرع وقت ممكن، وذلك رغم التحفظات الأوكرانية الأولية، ويبرهن ذلك دخول المفاوضات مراحلها النهائية، وهو ما أكدته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولجا ستيفانيشينا، بقولها: "إن الاتفاق بات شبه مكتمل" وأنه "من المتوقع توقيعه قريبًا في واشنطن". ما أهمية المعادن النادرة؟ تعتبر المعادن النادرة، مثل الليثيوم، النيوديميوم، الجرافيت، والتيتانيوم، من المكونات الأساسية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، الأجهزة الذكية، والأنظمة الدفاعية. وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، حيث تحتوي على 22 من أصل 34 معدنًا صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها "حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية". ووفقًا لبيانات معهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن كييف تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو معدن ضروري لصناعة البطاريات، إلى جانب الجرافيت الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم الذي كان يمثل 7% من الإنتاج العالمي قبل اندلاع الحرب. لكن الحرب مع روسيا المستمرة منذ 3 سنوات أثرت بشدة على قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد، حيث فقدت السيطرة على نحو 40% من مواقع المعادن النادرة بسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية. ويعقد هذا الواقع الجيوسياسي أي محاولات مستقبلية لاستغلال تلك الثروات. الدوافع الأمريكية وراء الصفقة الولايات المتحدة ترى في أوكرانيا فرصة استراتيجية لتأمين احتياجاتها من المعادن النادرة، خاصة في ظل التوترات مع الصين التي تهيمن على معالجة هذه الموارد عالميًا. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن الصين تسيطر على نحو 70% من عمليات معالجة المعادن النادرة في العالم، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، التي تعتمد على هذه المعادن في صناعاتها الدفاعية والتكنولوجية. لذلك، فإن إبرام صفقة مع أوكرانيا يمثل خطوة نحو تقليل هذا الاعتماد وتأمين إمدادات مستقلة، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر لكييف في حربها ضد روسيا. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن واشنطن مستعدة لتقديم حزم دعم جديدة تشمل مساعدات عسكرية واقتصادية، مقابل الحصول على امتيازات طويلة الأمد في قطاع المعادن الأوكراني. التحديات أمام الاتفاق ورغم التقدم في المفاوضات، إلا أن هناك عقبات رئيسية قد تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي. من بين هذه العقبات ضمانات الأمن والدفاع، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على التزامات واضحة بشأن أمنها القومي كجزء من الصفقة، خصوصًا في ظل تصاعد القلق من الهجمات الروسية المستمرة. يأتي مع ذلك الشروط المالية التي يريد الجانب الأوكراني للتأكد من أن الصفقة لن تكون مجرد بيع للموارد، وإنما شراكة مستدامة تضمن الاستثمارات في قطاع التعدين المحلي، يزيد من صعوبة ذلك التوازن الجيوسياسي، وذلك في ظل مراقبة روسيا للصفقة بحذر، حيث أفادت وكالة أنباء "بلومبرج" نقلًا عن مصادر لم تسمها بأن الكرملين "لا يفهم تمامًا استراتيجية البيت الأبيض" ويحذر من وجود "فخاخ" وراء الصفقة، مما قد يزيد من تعقيد الموقف السياسي. وسبق الصفقة المرتقبة، مفاوضات بين وفدي كل من روسيا والولايات المتحدة في الرياض في محادثات مباشرة هي الأولى منذ سنوات. حيث تركزت المفاوضات بين الطرفين على أوكرانيا والحرب الدائرة فيها وسبل إيقافها، إلا أن كييف لم تعترف بقانونية هذه المفاوضات التي لم تكن طرفًا فيها، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني، بقولها: "إن كييف لن تعترف بشرعية ونتائج مباحثات لم تكن شريكة فيها".