logo
وسط حذر روسي من "فخ أمريكي".. كييف وواشنطن على أعتاب إبرام صفقة المعادن الكبرى

وسط حذر روسي من "فخ أمريكي".. كييف وواشنطن على أعتاب إبرام صفقة المعادن الكبرى

مصراوي٢٤-٠٢-٢٠٢٥

كتبت- سلمى سمير:
تتسارع وتيرة المفاوضات بين أوكرانيا والولايات المتحدة بشأن اتفاقية لاستغلال المعادن النادرة التي تحتكم عليها كييف، والتي تُعد أساسية في صناعات التكنولوجيا المتقدمة والدفاع. وتأتي هذه المحادثات في وقت حرج، حيث تسعى كييف للحصول على دعم دولي لتعزيز قدراتها الاقتصادية والعسكرية خاصة مع رفع عباءة الدعم الأمريكي الذي أغدقها طوال سنوات عنها بعد تنصيب دونالد ترامب في سدة الحكم.، بينما تحاول واشنطن تقليل اعتمادها على الصين في هذا القطاع الحيوي.
صفقة استراتيجية قيد التفاوض
بعد تنصيب ترامب، اتخذت العلاقات الأمريكية الأوكرانية منحى مختلف تمامًا عما شهدته السنوات الثلاث السابقة من دعم سخي قدمته إدارة جو بايدن لكييف، وهو ما سارع ترامب لإيقافه فور توليه ولكنه في المقابل لم يرغب بقطع العلاقات كليا، وسعى عوضا عن ذلك للحصول على مقابل للمساعدات العسكرية، لذلك قدمت الولايات المتحدة عرضًا لأوكرانيا يتضمن الحصول على 50% من عائدات المعادن النادرة، في مقابل استمرار الدعم المالي والعسكري لكييف. غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض العرض الأولي، مشددًا على ضرورة أن يشمل الاتفاق ضمانات أمنية واضحة، خصوصًا فيما يتعلق بانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي الخطوة التي ترفضها الولايات المتحدة بوضوح، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
رغم التعقيدات التي يشهدها الاتفاق والحرب الكلامية بين كل من ترامب وزيلينسكي، تسعى واشنطن مع ذلك لتأمين الصفقة في أسرع وقت ممكن، وذلك رغم التحفظات الأوكرانية الأولية، ويبرهن ذلك دخول المفاوضات مراحلها النهائية، وهو ما أكدته نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، أولجا ستيفانيشينا، بقولها: "إن الاتفاق بات شبه مكتمل" وأنه "من المتوقع توقيعه قريبًا في واشنطن".
ما أهمية المعادن النادرة؟
تعتبر المعادن النادرة، مثل الليثيوم، النيوديميوم، الجرافيت، والتيتانيوم، من المكونات الأساسية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، الأجهزة الذكية، والأنظمة الدفاعية.
وتمتلك أوكرانيا احتياطيات ضخمة من هذه المعادن، حيث تحتوي على 22 من أصل 34 معدنًا صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها "حيوية للأمن الوطني والتنمية الاقتصادية". ووفقًا لبيانات معهد الجيولوجيا الأوكراني، فإن كييف تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات الليثيوم في أوروبا، وهو معدن ضروري لصناعة البطاريات، إلى جانب الجرافيت الذي يشكل نحو 20% من الاحتياطيات العالمية، والتيتانيوم الذي كان يمثل 7% من الإنتاج العالمي قبل اندلاع الحرب.
لكن الحرب مع روسيا المستمرة منذ 3 سنوات أثرت بشدة على قدرة أوكرانيا على استغلال هذه الموارد، حيث فقدت السيطرة على نحو 40% من مواقع المعادن النادرة بسبب التقدم الروسي في بعض المناطق الشرقية والجنوبية. ويعقد هذا الواقع الجيوسياسي أي محاولات مستقبلية لاستغلال تلك الثروات.
الدوافع الأمريكية وراء الصفقة
الولايات المتحدة ترى في أوكرانيا فرصة استراتيجية لتأمين احتياجاتها من المعادن النادرة، خاصة في ظل التوترات مع الصين التي تهيمن على معالجة هذه الموارد عالميًا. ووفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن الصين تسيطر على نحو 70% من عمليات معالجة المعادن النادرة في العالم، وهو ما يشكل تهديدًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، التي تعتمد على هذه المعادن في صناعاتها الدفاعية والتكنولوجية.
لذلك، فإن إبرام صفقة مع أوكرانيا يمثل خطوة نحو تقليل هذا الاعتماد وتأمين إمدادات مستقلة، خاصة في ظل الدعم الأمريكي المستمر لكييف في حربها ضد روسيا. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن واشنطن مستعدة لتقديم حزم دعم جديدة تشمل مساعدات عسكرية واقتصادية، مقابل الحصول على امتيازات طويلة الأمد في قطاع المعادن الأوكراني.
التحديات أمام الاتفاق
ورغم التقدم في المفاوضات، إلا أن هناك عقبات رئيسية قد تعرقل التوصل إلى اتفاق نهائي. من بين هذه العقبات ضمانات الأمن والدفاع، حيث تسعى أوكرانيا للحصول على التزامات واضحة بشأن أمنها القومي كجزء من الصفقة، خصوصًا في ظل تصاعد القلق من الهجمات الروسية المستمرة.
يأتي مع ذلك الشروط المالية التي يريد الجانب الأوكراني للتأكد من أن الصفقة لن تكون مجرد بيع للموارد، وإنما شراكة مستدامة تضمن الاستثمارات في قطاع التعدين المحلي، يزيد من صعوبة ذلك التوازن الجيوسياسي، وذلك في ظل مراقبة روسيا للصفقة بحذر، حيث أفادت وكالة أنباء "بلومبرج" نقلًا عن مصادر لم تسمها بأن الكرملين "لا يفهم تمامًا استراتيجية البيت الأبيض" ويحذر من وجود "فخاخ" وراء الصفقة، مما قد يزيد من تعقيد الموقف السياسي.
وسبق الصفقة المرتقبة، مفاوضات بين وفدي كل من روسيا والولايات المتحدة في الرياض في محادثات مباشرة هي الأولى منذ سنوات. حيث تركزت المفاوضات بين الطرفين على أوكرانيا والحرب الدائرة فيها وسبل إيقافها، إلا أن كييف لم تعترف بقانونية هذه المفاوضات التي لم تكن طرفًا فيها، وهو ما أكده الرئيس الأوكراني، بقولها: "إن كييف لن تعترف بشرعية ونتائج مباحثات لم تكن شريكة فيها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمام أزمة تجارية جديدة
الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمام أزمة تجارية جديدة

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 28 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أمام أزمة تجارية جديدة

الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حليفان قدامي وضعهما تعارض المصالح على مسار خلافي.. فإلى أين تقودهما أزمة الرسوم الجمركية؟ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من يونيو القادم.. ترامب قال إن المناقشات بين الجانبين بشأن التجارة لم تفضي إلى أية نتيجة مشيرا إلى أن التعامل مع التكتل بشأن التجارة أمر صعب.. ترامب اتهم الاتحاد الأوروبي باستغلال بلاده من الناحية التجارية، وأورد أن واشنطن تسجل عجزا تجاريا مع التكتل الأوروبي بأكثر من 250 مليون دولار سنويا.. وهو ما اعتبره غير مقبول ويستدعي تحركا لحماية اقتصاد بلاده. وبعد تدوينة ترامب.. توالت ردود الفعل من ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي والتي أكدت في مجملها أن التصعيد في الحرب التجارية ليس في مصلحة أحد. قبيل إعلان ترامب الذي صدم الأسواق.. نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" تقريرا يفيد بأن المفاوضين التجاريين لترامب يضغطون على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية من جانب واحد.. وأكد المفاوضون إنه من دون تقديم تنازلات أوروبية لن يكون هناك تقدم في المحادثات التجارية. الولايات المتحدة تشعر بالاستياء لأن الاتحاد الأوروبي لم يقدم سوى تخفيضات متبادلة في الرسوم الجمركية، بدلاً من التعهد بخفضها بشكل أحادي، كما اقترح بعض الشركاء التجاريين الآخرون لواشنطن. كما فشل الاتحاد الأوروبي في طرح الضريبة الرقمية المقترحة كنقطة تفاوض، وهو ما تطالب به الولايات المتحدة. ورغم أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى صياغة نص مشترك يُشكل إطارًا للمحادثات، فإن الجانبين لا يزالان متباعدَين جدًا، وفقًا لمصادر مطلعة على المناقشات. الإصرار الأمريكي على النهج الحمائي يضع الجميع في وضع الدفاع عن النفس.. ويجعل الدول مضطرة لاتخاذ إجراءات لحماية اقتصادها إذ دعا الاتحاد الأوروبي دوله إلى استبعاد مقدمي العروض الأجانب من مناقصات المشتريات العامة ليصبح لا منافس للمنتجات الأوروبية في خطوة تضر بالمنافسة لكنها تدعم إنتاج التكتل.. تحركات من هذا القبيل تعزز المد الحمائي الذي يخالف هوية الاقتصاد العالمي منذ عقود طويلة.

الأسهم الأمريكية تغلق الجمعة منخفضة مع تجدد مخاوف الحرب التجارية
الأسهم الأمريكية تغلق الجمعة منخفضة مع تجدد مخاوف الحرب التجارية

جريدة المال

timeمنذ 33 دقائق

  • جريدة المال

الأسهم الأمريكية تغلق الجمعة منخفضة مع تجدد مخاوف الحرب التجارية

تراجعت أسهم وول ستريت يوم الجمعة مع تجدد مخاوف الحرب التجارية، حيث طغت تهديدات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية على تحسن سوق السندات الأمريكية. هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على شركة آبل وغيرها من شركات تصنيع الهواتف الذكية التي لا تُصنع أجهزتها في الولايات المتحدة. كما تعهد الرئيس بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى عدم إحراز تقدم في المفاوضات التجارية مع الاتحاد. وقال بيتر كارديلو من شركة سبارتان كابيتال للأوراق المالية: "بشكل عام، لدى ترامب مخاوف متجددة بشأن الرسوم الجمركية. إنه يوم هبوطي". مع تزايد مخاوف الحرب التجارية، قضت المؤشرات الأمريكية الرئيسية الجلسة بأكملها في المنطقة الحمراء. أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنسبة 0.6% عند 41,603.07 نقطة. انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 واسع النطاق بنسبة 0.7% إلى 5,802.82 نقطة. في غضون ذلك، انخفض مؤشر ناسداك المركب، الغني بشركات التكنولوجيا، بنسبة 1.0% ليصل إلى 18,737.21 نقطة. تُختتم تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية أسبوعًا حلّ فيه موضوع التجارة في مرتبة ثانوية في نقاش الكونجرس حول إجراءات ترامب الشاملة لخفض الضرائب. يُحال مشروع القانون، الذي أقرّه مجلس النواب بفارق ضئيل يوم الخميس، الآن إلى مجلس الشيوخ. شهدت عائدات سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا حادًا في وقت سابق من الأسبوع وسط مخاوف من أن مشروع القانون سيزيد من الدين الأمريكي. لكن العائدات تراجعت يوم الجمعة في إشارة إلى تحسن الطلب على السندات الأمريكية. من بين الشركات، انخفض سهم أبل بنسبة 3.0% يوم الجمعة عقب تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية.

رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا
رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا

الزمان

timeمنذ ساعة واحدة

  • الزمان

رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا

كشفت وكالة رويترز عن صورة مغلوطة عرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال لقائه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والتى ادّعى أنها توثق دفن مزارعين بيض قُتلوا فى جنوب أفريقيا. وكشفت الوكالة أن الصورة لا تمت بصلة لجنوب أفريقيا، بل التُقطت فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. خلال الاجتماع الذى عُقد فى البيت الأبيض يوم 21 مايو الجارى، حيث أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما حكومة رامافوزا بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض، فيما بدا تكرارا لروايته القديمة حول "إبادة جماعية بيضاء" فى جنوب أفريقيا، وهى مزاعم دحضها مرارا الخبراء والبيانات الرسمية. الصورة التى استخدمها ترامب مأخوذة من فيديو نشرته وكالة رويترز فى ديسمبر 2022، ويُظهر جنازة جماعية فى مدينة جوما شرقى الكونغو لضحايا سقطوا فى اشتباكات بين الجيش ومتمردى حركة "إم 23″، ولا علاقة لها بالمزارعين أو بجنوب أفريقيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store