أحدث الأخبار مع #اليمينالأوروبي


كش 24
منذ يوم واحد
- سياسة
- كش 24
خبير مصري يكشف سر انقلاب العالم على 'سحر إسرائيل الأسود'
كشف خبير شؤون الأمن القومي المصري، محمد مخلوف، أن الحراك الدولي الحالي ضد إسرائيل من دول أوروبية كبرى لها ثقل دولي وسياسي فاعل، جاء متأخرا وكذلك اضطراريا. وأوضح في تصريحات لـRT أن "دولا مثل بريطانيا وفرنسا دعمتا إسرائيل ببداية الحرب ولمدة ليست بالقليلة، ولما تبين للجميع فشل آلة الحرب الإسرائيلية في تنفيذ وتحقيق أهدافها المعلنة، ومع كثافة تداول الأخبار وما تحتويه من تسجيلات وفيديوهات وصور شنيعة للأوضاع في غزة، ارتجفت الجبهات الداخلية لهذه الدول وفي غيرها ممن لم يدعموا إسرائيل حتى". وأشار مخلوف إلى أن أوروبا ارتجفت وتحركت شعوبها بمختلف أعمارهم ووظائفهم، واعتصم الطلاب بالجامعات والميادين. وحدث ذلك أيضا في أمريكا حيث تدخلت الشرطة واعتقلت الكثيرين واحتجزت المدرسين وكبار المحاضرين وعزلت رؤساء ومديرين. وفاز اليسار في انتخابات الاتحاد الأوروبي على حساب اليمين، وفاز فقط نكاية في اليمين الأوروبي كونه خط تماس مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي أذهل العالم أجمع بمدى قسوته وتطرفه وغلوه وحقده ودمويته وعنفه الذي لا يرحم صغيراً أو كبيراً، ولا يفرق بين مسلح أعزل أو طفل وأمه أو مستشفى ونفق، ولا معيار لديه ولا تفريق، فالكل لديه سواء وكلهم أهداف مشروعة واجب تصفيتها. وأوضح محمد مخلوف أن "جيش الاحتلال أصيب بالسعار، وأصبح مذاق الدم متعته وقتل السكان بالقطاع حرفته الآن. ولما لا؟ فالعالم الغربي صامت والباقون منه يدعمون. والجميع لم يفطن إلى أن الحرب قد نضجت وأن ذروتها قد انكسرت وأن قانون الحياة لا يزال يتنفس وجذور الإنسانية بعضها لم يمت. حيث نضجت الحرب وبدأ الضمير العالمي في الاستفاقة مرة أخرى تدريجياً، الاستفاقة من غيبوبة مدهشة أصابته وأخمدته بصورة لا يقبلها عقل ولا يستوعبها منطق، الاستفاقة من سحر أسود صنعه دجال قديم. روح الإنسان في أوروبا وكأنها تعود إلى جسده مرة أخرى، تعود متأخرة وهذا حقيقي، ولكن أن تتأخر خير من ألا تعود بالمرة. فالعالم بدأ في الانقلاب على سحر إسرائيل الأسود، ودول العالم اشتمت أنفه أخيراً رائحة دماء أطفال غزة الذين ارتقوا دون أن يدركوا كيف ارتقوا". وشدد مخلوف على أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والحصار المفروض على قطاع غزة، يُعتبران انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي لم تعترف بها أي دولة أو منظمة دولية ذات مصداقية. مؤكداً أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة يُعد "غير مشروع" بموجب القانون الدولي العرفي والمواثيق الدولية. مستنكراً مطالبة إسرائيل بجعل غزة "منطقة منزوعة السلاح" مع استمرار الاحتلال والحصار، حيث يتناقض ذلك مع مبدأ حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وهو حق مكفول بموجب القانون الدولي. داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لضمان احترام القانون الدولي وإنهاء معاناة الفلسطينيين. وأثارت تصريحات نتنياهو استياء في الأوساط الدولية، حيث أكدت بريطانيا وفرنسا وكندا أن دعوتها لوقف العمليات العسكرية تأتي من منطلق إنساني وحرص على احترام القانون الدولي، فيما دعت منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المستمرة.


إيطاليا تلغراف
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
صعود اليمين الأوروبي والقضية الفلسطينية
إيطاليا تلغراف عاطف أبو سيف روائي وقاص فلسطيني، وزير الثقافة السابق. يشكّل صعود اليمين الأوروبي تغيّراً ملحوظاً في سياسات أوروبا الداخلية والخارجية، خصوصاً في قضايا تمسّ الأمن الأوروبي والحدود، وبالتأكيد السياسة الخارجية، ليبقى السؤال: هل يمكن لهذا أن يقود إلى تغيّر في سياسات أوروبا الخارجية تجاه الصراع والقضية الفلسطينية؟… ليس ثابتاً أن ثمّة تغيّراتٍ جوهريةً تجاه الصراع، لكن الخشية تظلّ قائمةً مع صعود ترامب والعلاقة الدافئة والمتكاملة معه في توجّهاته الخارجية، وربّما تأثر (أو تبنّي) أقطاب اليمين الأوروبي بهذه التوجّهات في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، كذلك إن حالة المزاج العام تجاه الصراع (طغت في السنوات الماضية) ستجد أثرها في دفع اليمين الاتحاد الأوروبي إلى التخلّي عن سياساته القديمة تجاه الصراع أو التخفيف ممّا يُعتَبر 'توجّهاً' قريباً من المواقف العربية. وكما يُلاحَظ، يواصل اليمين الأوروبي صعوده في أوروبا بشكل لافت، خصوصاً بعد أن حقّق نتائج قوية في انتخابات البرلمان الأوروبي في الصيف الماضي، ما شكلّ انعطافةً مهمّةً في تاريخ السياسة الأوروبية الداخلية تحديداً، وبعد ذلك الخارجية أيضاً. كان آخر ملامح هذا الصعود النتائج المُرضية التي حقّقها حزب 'البديل من أجل ألمانيا'، في انتخابات البلاد البرلمانية الشهر الماضي (فبراير/ شباط). وبشكل عامّ، ثمّة توجّهٌ متصاعدٌ لحضور اليمين الأوروبي في أروقة السياسة الأوروبية، خصوصاً أن بعض الذين باتوا يشكّلون الحكومات في العواصم الأوروبية جاؤوا من أحزابٍ كانت تعتبر قبل سنوات قليلة ممنوعةً أو محظورةً بسبب التقارب بين مواقفها ومواقف الأحزاب المتطرّفة التي اندثرت بعد الحرب العالمية الثانية. ويلاحظ المتابع للسياسة الأوروبية التوتّرات التي أحدثها صعود أجنحةٍ أكثر تطرّفاً في داخل اليمين، حتى بات هناك شيءٌ يمكن تسميته 'يميناً متطرّفاً'، يقع اليمين الكلاسيكي في يساره، بجانب أحزاب الوسط واليسار، فصعود اليمين الأوروبي بدا مبكّراً في القارّة العجوز، ولكن ما يشار إليه هنا صعود اليمين المتطرّف، الذي يأتي من قواعد فكرية وأيديولوجية تفترق مع اليمين الكلاسيكي في نواحٍ كثيرة، قد يعتبر أوّلها نظرته للدولة الوطنية ولوظائفها، الأمر الذي أوجد الحاجة لإعلان الحرب على مؤسّسات بروكسل الوحدوية، والعمل على تقويضها، وفي جزءٍ أساسٍ من هذه الحرب ثمّة الحرب على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والعمل لوقف هذه السياسة أو تحويلها عملاً فنّياً أو استشارياً، وترك السياسة الخارجية مهمّةً أساسيةً لكلّ دولة عضو. وجوهر ذلك (بالطبع) سعي اليمين المتطرّف لتأكيد الهُويَّة الوطنية لدوله وسيادتها. مثلاً، عبّر قادة اليمين في اجتماعهم في مدريد الشهر الماضي (فبراير/ شباط) عن قلقهم من طبيعة المؤسّسة الأوروبية 'المتحجّرة'، مندّدين بتنامي الهجرة غير الشرعية، وانعدام الأمن، ضمن أشياء أخرى. انتهى 'عصر النخب'، الذي تقوده بروكسل، كما قال بيانهم. وفيما يمكن ملاحظة اختلافاتٍ كثيرة بين قوى اليمين المتطرّف في أوروبا، وربّما أيضاً تصادمها في المستقبل حول مصالح دولها، إلا أن ثمّة تطويراً واضحاً لمقارباتٍ مختلفة حول بعض القضايا، خصوصاً الهجرة والبيئة والهُويَّة والسيادة. وفي هذه الحالة، يدور الحديث عن الهُويَّة والسيادة الأوروبية، بينما عميقاً، تعني توجّهات كلّ حزب هُويَّةَ دولته وسيادتها، الأمر الذي سيُحدِث صراعاً في المستقبل سيكون تجنّبه صعباً. تشبه هذه الأيام وضع أوروبا في عشرينيّات القرن الماضي، أي قبل قرن، حين هيمنت الفِكَر المتطرّفة، والحديث عن العرق، أساسان للهُويَّة، على السياسة الأوروبية، وهي الفِكَر نفسها التي جعلت هتلر يلتقي مع موسوليني مثلاً، رغم أن كلّاً منهما رأى 'سموَّ' عرقه وهُويَّته الوطنية. ومع ذلك، كانت النتيجة تمزّق أوروبا. توجّهات كل حزب يميني متطرّف تُعنى بهُويَّة وسيادة دولته، ما يعلن حرباً على مؤسّسات بروكسل الوحدوية المقلق، إلى جانب أشياء كثيرة، العلاقة 'الروحانية' بين يمين أوروبا المتطرّف والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي وصفه الاجتماع الأوروبي بأنه 'قدوة تُحتذَى'. ورحّب ترامب بقوّة اليمين الأوروبي، الذي يعتبره امتداداً طبيعياً لعالمٍ يرغب في قيادته. ثمّة توافق واضح بين الطرفَين في القضية الأساسية، التي تشغل بال اليمين الأوروبي، التي تعكس التطرّف القومي لهذا اليمين والمتمثّلة بالهجرة، وأيضاً في قضايا المناخ، وهما القضيتَان اللتان أعلن الرئيس الأميركي ترامب الحرب عليهما. وفيما يصعب القول بوجود توافق كبير بين الطرفَين، إلّا أن الإشادات المتبادلة بينهما تعكس التقارب 'المُقلِق' بالنسبة إلينا في ما يتعلّق بمواقف اليمين الأوروبي المتحملة من القضية الفلسطينية. هناك كثيرون من القادة الأوروبيين، الذين تربطهم علاقات عميقة وشخصية بترامب، ربّما أبرزهم رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، ورئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني. يؤمن رئيس الوزراء المجري، الذي يُعدّ من أبرز قادة اليمين الأوروبي، بشكل مطلق بقدرة ترامب على فرض السلام، خصوصاً في أوكرانيا، بل إنّه، فور فوز ترامب، أطلق تصريحاتٍ أثارت قلق نظرائه الأوروبيين بشأن السلام مع روسيا، كذلك فإنه يشاطر ترامب الرأي بخصوص المحكمة الجنائية الدولية، وكان قد تحدّاها وأرسل دعوةً إلى نتنياهو لزيارة المجر، ورفض توقيع البيان الأوروبي المشترك لدعم المحكمة. ومن غير تسرّع، لا بدّ من توقّع انزياحات تدريجية في مواقف أوروبا، يصح أن نقول إنها محايدة، إن لم تكن عكسيةً، لن تصل إلى حدّ تنصّل مؤسّسات بروكسل ودولها من مواقفها الثابتة تجاه الصراع، ولكنّها ستعكس تحوّلات الموقف الدولي، الذي لم يعُد يرى أن الحلّ الوحيد للصراع يكمن في حلّ الدولتَين. الانطباع الخاطئ (لكنّه السائد) أن أوروبا مع الفلسطينيين وواشنطن مع الإسرائيليين. قد لا يغدو هذا مريحاً لأقطاب اليمين، الذين يرون في هيمنة بروكسل سبباً في تغيّراتٍ كثيرة في المواقف الأوروبية. وبالتالي، كفُّ يد بروكسل عن سياسات الدول الأعضاء سيعطيها حرّيةً بالعودة إلى مواقفَ تناسب المزاج العام للأحزاب الحاكمة. مقلقة العلاقة 'الروحانية' بين اليمين المتطرّف وترامب، الذي اعتبر هذا اليمين امتداداً طبيعياً لعالم يرغب في قيادته من جهة أخرى، من المهم فهم هذا التحوّل العامّ لفهم طبيعية ما يجري في أروقة صنع القرار الدولي تجاه الصراع بعد تعطّل حلّ الدولتَين، وانعدام وحدانية وجود مشكلة فلسطينية واحدة، بل هناك مشكلات للفلسطينيين يجب إيجاد حلٍّ لكلّ واحدةٍ وفق طبيعتها، واحدة في غزّة بحاجة إلى حلّ يختلف عن الحلّ الذي تقتضيه طبيعة المشكلة في الضفة الغربية مثلاً. سيضع ترامب حلّ الدولتَين في ملفّات الماضي، وسيستبدله بصفقات تخفّف من التوتّر وتوقف الصراع، واليمين الأوروبي يشاطره من حيث المبدأ الفكرة العامّة من دون أن يتوافق معه في التفاصيل، مثلما هو الحال بشأن روسيا. علينا أن ننتبه إلى أن ثمّة تحوّلات جوهرية في نظرة العالم تجاه الصراع، تتمثّل في الأساس بعدم مركزية القضية الفلسطينية في صراع إسرائيل مع محيطها. هذه حقيقة مؤلمة، ولكن يمكن رؤية الأمر هكذا. لم تعد القضية الفلسطينية في قلب صراع إسرائيل مع الدول العربية، رغم أن الحاجة إلى حلّ هذه القضية تغدو مركزيةً إذا بُحِث في استقرار المنطقة وفي دمج إسرائيل اقتصادياً وسياسياً فيها، ومع ذلك يمكن تجاوز الأمر. إلى جانب ذلك، واضحٌ أن حلّ الدولتَين، وفق 'النموذج' القديم، لم يعد قائماً، إذ بات الحديث مرّة أخرى عن 'تطلّعات' الفلسطينيين السياسية، التي أيضاً قد تعني شيئاً في غزّة، يختلف عمّا يعنيه في الضفة الغربية. لاحظوا ترامب يتحدّث عن غزّة فقط، وسنجد أن أوروبا تدريجياً ستبدأ في التغاضي عن هذا أو عدم انتقاده، وستطوّر برامج تنموية خاصّة لغزّة، ربّما تحت إشراف السلطة في رام الله، ولكنها ستكون برامج خاصّة بغزّة. سيعمل اليمين المتطرّف في البرلمان الأوروبي، بوصفه كتلةً وازنةً لإحداث تغيّر 'إجرائي' في تعامل (وعلاقة) الاتحاد مع الموضوع الفلسطيني فنّياً، بمعنى ما يتعلّق بالدعم المالي ومساراته، وهو تغيّرٌ سيعكس نفسه على فهم طبيعة حلّ الصراع، ومع تخفيف قبضة مؤسّسات بروكسل على السياسة الخارجية، قد نجد تراجعاً في مواقف بعض الدول تجاهنا. ومع مواصلة صعود اليمين، الذي سيجد نفسه في رئاسة الحكومات في بعض الدول الأخرى، وربّما في مواقع مستشارية ألمانية ورئاسة فرنسا، لا بدّ أن نتوقّع اقتراباً أكثر من مواقف ترامب، من دون التماهي معها، لاعتباراتٍ ذات علاقةٍ بناخبي الأحزاب. يشكّل صعود اليمين تهديداً حقيقياً للمواقف الأوروبية تجاه الصراع، التي باتت من مسلّمات السياسة الدولية ما أقترحه، أن التحوّلات التي مسّت مواقف أوروبا، منذ ما يُعرَف بـ'تقرير شومان' عام 1971، وبعد ذلك، مقرّرات قمة البندقية في 1980، وصولاً إلى إعلان برلين، الذي أشار للمرّة الأولى في 1999، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد إنجازها وفق اتفاق مع إسرائيل ستتوقّف، ولن نشهد المزيد من التحوّلات والاقترابات من الموقف الفلسطيني. قد لا تحدُث انتكاسات، ولكن لا مزيد من التقدّم، بل ستكون بعض المواقف الكلاسيكية موضع جدل ونقاش. ويظلّ السؤال: هل سينجح اليمين الأوروبي في إنتاج مواقف جديدة لأوروبا تجاه الصراع، ودفعها تجاه تبنّي مواقفَ أقرب إلى الحياد التام؟ … أيضاً سيبرز موضوع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بقوّة في السطح. في دولة ليست عضواً في الإتحاد الأوروبي مثل سويسرا، سيصوّت المشرّعون في شهر مارس/ آذار الجاري على وقف تمويل الوكالة بعد أن هيمن اليمين على الحكومة بواقع أربعة أصوات إلى ثلاثة. سويسرا، التي كانت من الدول الأوروبية القليلة التي لم تقاطع الحكومة الفلسطينية بعد فوز حركة حماس عام 2006، ها هي توقف تمويل 'أونروا'. وعليه، يشكّل صعود اليمين تهديداً حقيقياً للمواقف الأوروبية تجاه الصراع، التي باتت من مسلّمات السياسة الدولية.


BBC عربية
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- BBC عربية
صعود اليمين المتطرّف في أوروبا... مرحلة عابرة أم تحول دائم؟
في الفترة الأخيرة، حقق اليمين الأوروبي سلسلة من الانتصارات، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة هذا التحول: هل هو مجرد مرحلة عابرة في دورة السياسة التي تشهد صعودًا وهبوطًا مستمرًا لليمين واليسار، أم أن هناك عوامل أعمق وراءه؟ وزاد من حدة هذه التساؤلات عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ يُنظر إليه كمؤشر لصعود هذه الحركات. فكيف أثرت عودته على تنامي نفوذ أحزاب أقصى اليمين؟ وما الأسباب الحقيقية وراء هذا الصعود؟


العرب اليوم
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- العرب اليوم
أمريكا واليمين الأوروبي
يربط المحللون السياسيون بين انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد وصعود اليمين، من الممكن أن يكون تزامنا وليس سببية، تصاعد اليمين الأوروبي قبل انتخاب ساكن البيت الأبيض المنتخب فى فترته الأولى، هي ظاهرة سياسية شهدت نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة تقدماً كبيراً فى الانتخابات الوطنية والبرلمانية فى عدة دول أوروبية. يعود هذا الصعود إلى عدة عوامل رئيسية، منها: 1- الهجرة والهوية الوطنية: ازدادت المخاوف لدى بعض الأوروبيين من تدفق المهاجرين، خاصة بعد أزمة اللاجئين فى 2015، ما دفع الأحزاب اليمينية إلى تبنِّى خطاب مُعادٍ للهجرة والدعوة لتشديد سياسات اللجوء. 2- السخط على النخب السياسية: يشعر العديد من المواطنين بأن الأحزاب التقليدية فشلت فى تلبية احتياجاتهم، مما دفعهم للبحث عن بدائل سياسية تمثل صوتهم، وهو ما استغلته الأحزاب اليمينية. 3- التحديات الاقتصادية: على الرغم من تعافى أوروبا اقتصادياً بعد الأزمات المالية، لا تزال هناك مشاكل تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة، البطالة، والركود فى بعض المناطق، مما عزز منازع الحمائية والرفض للعولمة. 4- الشعور بفقدان السيادة الوطنية: بعض الأوروبيين يرون أن الاتحاد الأوروبي يفرض سياسات لا تخدم مصالحهم الوطنية، ما دفع أحزاب اليمين للمطالبة باستعادة السيطرة على القوانين والسياسات المحلية. 5- القلق من التغيرات الثقافية والقيم الاجتماعية: هناك مخاوف من تأثير التعددية الثقافية على القيم والتقاليد الأوروبية، وهو ما تستخدمه الأحزاب اليمينية فى خطابها لحشد الدعم، ومن أبرز الأحزاب التي شهدت صعوداً فى السنوات الأخيرة: حزب التجمع الوطني في فرنسا بقيادة مارين لوبان. حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD). حزب فوكس فى إسبانيا. حزب أخوة إيطاليا بقيادة جورجيا ميلوني. حزب الحرية النمساوي (FPÖ). إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة فى عام 2024 أثرت بشكل ملحوظ على صعود اليمين المتطرف فى أوروبا، فقد استلهمت العديد من الأحزاب اليمينية الأوروبية من سياساته وخطابه، مما عزز من حضورها وتأثيرها فى المشهد السياسي الأوروبي، تأثير إعادة انتخاب ترامب على اليمين الأوروبي كان فى صورة: 1- تعزيز الثقة والشرعية: اعتبرت أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي فوز ترامب بمثابة تأكيد على قبول الناخبين للسياسات القومية والشعبوية. على سبيل المثال، أشاد زعماء تحالف «وطنيون من أجل أوروبا»، ثالث أكبر كتلة فى البرلمان الأوروبي، بعودة ترامب، معتبرين إياه نموذجاً يُحتذى به. 2- تأثير على السياسات الداخلية: شجعت سياسات ترامب المناهضة للهجرة والتعددية الثقافية الأحزاب اليمينية فى أوروبا على تبنِّى مواقف أكثر تشدداً تجاه الهجرة واللاجئين. هذا التأثير ظهر جلياً فى تصريحات قادة مثل فيكتور أوروبان فى المجر ومارين لوبان فى فرنسا. 3- التعاون والتنسيق الدولى: سعت الأحزاب اليمينية الأوروبية إلى تعزيز علاقاتها مع إدارة ترامب، مما أدى إلى تنسيق أكبر فى السياسات والمواقف الدولية. هذا التعاون ظهر فى لقاءات ومؤتمرات مشتركة، حيث تم تبادل الخبرات والاستراتيجيات، كانت هناك على الجانب الآخر ردود فعل أوروبية مختلفة، كان هناك قلق من المؤسسات الأوروبية، فقد أثارت إعادة انتخاب ترامب مخاوف بين القادة الأوروبيين بشأن مستقبل التعاون عبر الأطلنطي، تجلى ذلك فى اجتماعات طارئة لمناقشة تداعيات سياساته على الأمن والاقتصاد الأوروبي، أدى التأثير المتزايد للأحزاب اليمينية إلى تعميق الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بقضايا مثل الهجرة والسياسات الاقتصادية. لكن السؤال: هل تعاون اليمين فى واشنطن واليمين فى باريس وبودابست وفيينا.. إلخ سيؤثر على الشرق الأوسط أم لا؟ هذا هو السؤال المطروح على خبرائنا السياسيين.