أحدث الأخبار مع #باسل


الوفد
منذ يوم واحد
- صحة
- الوفد
لماذا يصاب الشباب بالجلطات القلبية ؟
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإصابة بالجلطات القلبية بين فئة الشباب، وهو ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية والمجتمعية، إذ إن هذه المشكلة الصحية تُعتبر مرتبطة بالتقدم في العمر. نستعرض في التقرير التالي، الأسباب الحقيقية وراء انتشار الجلطة القلبية بين الشباب، وأهمية الوعي المبكر لتقليل هذه المخاطر، خاصة أن الجلطات القلبية قد تكون ممېتة أو تسبب مضاعفات طويلة الأمد تؤثر على جودة حياة المصابين بها، سبب إصابة الشباب بالجلطات القلبية وقال الدكتور باسل ظريف، استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي، إن الإصابة المبكرة بالجلطات القلبية في عمر الشباب عند سن 30 أو 40 سنة، أمر غريب في مصر، إذ إنه غير موجود في العالم كله. وأضاف الدكتور باسل ظريف، أن هذا الأسلوب الغريب في الإصابة بالجلطات في السن المبكر في مصر، يرتبط بالممارسات اليومية ونمط السلوك الذي يعيشه الشخص، نتيجة الحياة الخالية من ممارسة الأنشطة الرياضية والمليئة بالټدخين والملوثات، إذ إن الټدخين ينتشر بكثرة بين الشباب وفي سن مبكرة للغاية. وأشار استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي، إلى أن المطبخ المصري يضم أغذية ومأكولات عالية الدسم، لافتًا إلى أن تناول الأغذية عالية الدسم مع قلة ممارسة الرياضة والټدخين الشره، كلها ممارسات جعلت الإصابة بالجلطات الدماغية في مصر مبكرة جدًا. وأوضح أنه من السلبيات المنتشرة أيضًا في الحياة اليومية، هو عدم المتابعة الصحية وقياس ضغط الډم والسكر والكشف المبكر عن الأمراض، منوهًا بأن الكشف المبكر يقي من التعرض للأزمات الصحية الخطېرة ومنها الجلطات القلبية. ولفت ظريف، إلى أن المعرفة المسبقة للضغط المرتفع والسكر المرتفع وارتفاع نسبة الكوليسترول مهم للوقاية من الجلطات، فهي أمراض صامتة تماماً ويجب الفحص الدوري للكشف عنها، مؤكدًا أن كلها مسببات رئيسية للإعتلال وجلطة القلب الحادة. وأشار إلى أن تأخير التشخيص لتلك الأمراض، يتسبب في الإصابات المبكرة بالجلطات بشكل مفاجئ وغير مسبوق بعلامات قصور في الشرايين التاجية، مسلطًا الضوء على ضرورة تعديل نمط السلوك والاكتشاف المبكر للعوامل التي تؤدي لجلطات القلب. وفي سياق متصل قال الدكتور عادل الأتربي أستاذ القلب بطب جامعة عين شمس، إن الترويج بأن أي ألم في المعدة متعلق بأمراض القلب شيء مرعب والحقيقة أن أي أعراض مرتبطة ارتباط واضح بالمجهود قد تكون قلب إنما شكوى من مغص ليس شرط يكون من أمراض القلب. ارتباط واضح بين المجهود والأعراض وفي أنواع من الجلطات وأوضح عادل الأتربي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "يحدث في مصر"، مع الاعلامي شريف عامر، المذاع على قناة إم بي سي مصر، أن هناك ارتباط واضح بين المجهود والأعراض وفي أنواع من الجلطات لها أعراض ألم في البطن نفسها سوء حموضة لكن لابد في ارتباط بالمجهود وبالتالي ليس كل آلام المعدة متعلقة بالقلب. وحول تشخيص وفاة المطرب أحمد عامر، رد قائلا: " المطرب المتوفي صغير في السن واحتمالات حدوث أزمات قلبية عنده قليلة وآلام البطن ليست شرط تكون أزمة قلبية، وأسباب الوفاة المرتبطة بالقلب والبطن يا إما جلطات يا إما الشريان الأورطي نفسه متمدد وممكن يحصل انفجارات في بعض الأحيان".


الدستور
منذ 5 أيام
- ترفيه
- الدستور
بينها احتفالية "30 يونيو إرادة شعب".. أجندة الدستور الثقافية اليوم
الاحتفال بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، أبرز الفعاليات والأنشطة التي تنظمها وزارة الثقافة عبر مراكزها ومواقعها اليوم، نستعرضها لكم في تقرير أجندة الدستور الثقافية اليومي. بينها احتفالية "30 يونيو إرادة شعب".. أجندة الدستور الثقافية يحتفل المركز القومي لثقافة الطفل بذكرى 30 يونيو، بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب، في الخامسة مساءً، ويبدأ اليوم بمجموعة متنوعة من الورش الفنية يقدمها فنانو الحديقه منها، ورشة حكي عن 30 يونيو، ورشة تشكيل بالورق "طائرة"، ورشة "تشكيل الطين الفخار"، ورشة "رسم حر"، رسم علم مصر على الوجه. يليه مناقشة لكتاب "باسل" عن سلسلة حكايات الانتصار من إصدارات المركز، تأليف الكاتب عبدالسلام إبراهيم ورسوم الفنان عبدالرحمن نور الدين. تبدأ الفقرات الفنية على المسرح الروماني بالسلام الجمهوري، تليه مجموعة من العروض الفنية، "بنكمل بعض" الاستعراضي لذوي الهمم.عرض لفرقة الفنون الشعبية" بنات وبس" على أغاني وطنية. عرض الأراجوز يتحدث ذكرى 30 يونيو.فقرات غنائية وطنية لفريق كورال "بنكمل بعض" لذوي الهمم. وفي السابعة مساءً، تعقد بنادي أدب المرج، أمسية بعنوان "شعر العامية.. نشأته ومراحل تطوره"، بمشاركة الكاتب عماد سالم، ويدير اللقاء الكاتب محمد أبو شادي. وفي أجندة الدستور الثقافية، يستقبل مسرح السلام بالقصر العيني، في الثامنة والنصف مساء، احتفالية خاصة بعنوان "الحكاية.. مصر"، وتتضمن الاحتفالية عرض حكي غنائي، صياغة درامية د. محمد أمين عبدالصمد، ومن إخراج حازم الكفراوي. وفي السابعة مساءً، يحل الكاتب أحمد عبده، في ضيافة حزب التجمع، بمقره الكائن في شارع كريم الدولة، من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة، ولقاء لمناقشة كتابه، "مصر تخلع النقاب". يناقش الكتاب كل من، دكتور نبيل عبدالفتاح، المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، الشاعر دكتور أحمد الجعفري، يقدم الندوة ويديرها الشاعر عيد عبد الحليم. وفي السابعة والنصف مساء، يعقد اللقاء الشهري لملتقى الهناجر الثقافي، تحت عنوان "الإعلام وثورة 30 يونيو" وذلك بمركز الهناجر للفنون بساحة الأوبرا بأرض الجزيرة. يتحدث في الملتقى كل من د. أشرف جلال، د. تغريد حسين، الإعلامي حسن هويدي، د. رضوى عبد اللطيف، الكاتب خالد الكيلاني، لإعلامى محمد علوي، د. هند هلال، وتدير الملتقي د. ناهد عبد الحميد. كما يتخلل برنامج الملتقى باقة من أشهر الأغانى التى تغنى بها نجوم الطرب فى مصر والوطن العربي، تقدمها المطربة آية عبد الله، وذلك بمصاحبة فرقتها الموسيقية. وفي أجندة الدستور الثقافية اليوم أيضًا، يستقبل المسرح الصغير بدار الأوبرا بأرض الجزيرة، في السابعة مساءً، أمسية بعنوان 'مصر أعز الناس'، تتضمن الأمسية أوبريت تمثيلى غنائي حماسي يعبر عن ملحمة الثورة المصرية وإرادة الشعب ووعيه الوطنى ويضم تابلوهات فنية متنوعة ويتخلله كلمات مسجلة لعدد من الشخصيات الإبداعية البارزة فى مختلف المجالات. وبحضور كبار الفنانين والمفكرين منهم الدكاترة، أحمد مجاهد، وسيم السيسى، أحمد كريمة، اللواء أركان حرب محمد قشقوش، الفنان صبرى فواز، المنتج محمد العدل إلى جانب مشاركة للمنشد شريف أبو العلا، الفنان إيهاب عزالدين والفنانة شيرى عبد الشافى ويعقبه مجموعة من المؤلفات الوطنية تقدمها فرقة أعز الناس للموسيقى والغناء بقيادة المايسترو محمد سعودى، إخراج محمد شلبى ومدير الفرقة شريف شوقى. وتنظم مكتبة الإسكندرية من خلال مكتبة الطفل، في الثانية ظهرا، محاضرة بعنوان "أنا وابني وعقدة الحساب" تقدمها د. نهى أحمد مصطفى، مدرب حساب ذهني معتمد دولي ومؤسس منهج ماس كي للحساب الذهني للأطفال ولذوي القدرات.

مصرس
٢٧-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
القومي لثقافة الطفل يحتفل بذكرى 30 يونيو بالحديقة الثقافية الاثنين المقبل
يحتفل المركز القومي لثقافة الطفل بذكرى 30 يونيو، وذلك يوم الاثنين المقبل، بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب، في الساعة الخامسة مساء. ويبدأ اليوم بمجموعة متنوعة من الورش الفنية يقدمها فنانو الحديقة منها:ورشة حكي عن 30 يونيو، ورشة تشكيل بالورق "طائرة"، ورشة "تشكيل الطين الفخار"، ورشة "رسم حر"، رسم علم مصر على الوجه.يليه مناقشة لكتاب "باسل" عن سلسلة حكايات الانتصار من إصدارات المركز، تأليف الكاتب عبد السلام إبراهيم ورسوم الفنان عبد الرحمن نور الدين.وتبدأ الفقرات الفنية على المسرح الروماني بالسلام الجمهوري، تليه مجموعة من العروض الفنية منها:- عروض فريق "بنكمل بعض" الاستعراضي لذوي الهمم.- عرض لفرقة الفنون الشعبية" بنات وبس" على أغاني وطنية.- عرض الأراجوز يتحدث ذكرى 30 يونيو.- فقرات غنائية وطنية لفريق كورال "بنكمل بعض" لذوي الهممجدير بالذكر أن جميع الأنشطة مجانية.


وطنا نيوز
٢٣-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- وطنا نيوز
كنيسة الدويلعة والخوف المسيحي من الإسلام المشوّه
بقلم المهندس باسل قس نصر الله 'وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ' (البقرة: 190). ها هي كنيسةٌ تُستهدف، إنها كنيسة مار إلياس في الدويلعة بدمشق. تفجيرٌ استهدف حَجَراً ومَن صلى فيه، لكنه في العمق يُعيد فتح الجراح القديمة التي لم تُشفَ بعد، ويبعث القلق الكامن في قلب المسيحي، ذاك الذي يسكن الشرق منذ قرونٍ طويلة، لا ضيفاً ولا طارئاً، بل جزءاً أصيلاً من نسيجه. إن المسيحي – في المجتمعات ذات الغالبية الإسلامية – يُدرك أن 'الديمقراطية' هي حكمُ الأكثرية، وبالتالي فهو في موقعٍ هشّ، مهدد بخسارة مكتسباتٍ حضارية أو حياتية، تحت وطأة خطاب ديني متشدد، لا يرى فيه إلا 'آخرَ' يجب تقليصه أو تحجيمه، وربما 'تطهيره'. الخوف المسيحي هذا ليس وليد الأمس. هو تراكمٌ تاريخي منذ المجازر العثمانية، منذ صور الجَزْر السكاني والاضطهاد في مناطقَ عدّة، ومنذ أن بدأ صوتُ التطرف الإسلامي يعلو، ويسعى لتكفير كلِّ مختلف. وليكون بديلاً عن الدولة باسم 'الحاكمية'. والخطر الأكبر أن التطرف لم يعد فردياً، بل أصبح منظومة فكرية خلف من يحمل القنابل والأحزمة الناسفة. ليست المشكلة في من فجر كنيسة مار إلياس، بل في ذاك الذي علّمه أن دم المصلين مباح، ثم قدّم له ذلك مغلفاً بشعار 'نصرة الإسلام'. قال الله تعالى: 'وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا' (المائدة: 32)، فكيف يستقيم إذاً أن تُزهق الأرواح باسم دينٍ جاء رحمة للعالمين؟ نعم، المسيحي الشرقي خائف. لكنه لا يخاف من المسلم، بل من الأمية الإسلامية، من الإسلام المغشوش، من الإسلام الذي خطفه الجهلة ليقيموا نظاماً يُقصي كل مختلف. هذا الخوف دفعه إلى الانكماش، أو إلى الهجرة. وفي الغربة، لا ولن يعود. والمؤلم أن الحكومات – بعض الحكومات – لم تُبحر إلى عمق الخوف المسيحي، بل استخدمته كورقة سياسية. فاستخدمت رجال دين – من المسلمين والمسيحيين على حد سواء – لعرض مسرحيات الحوار بين الأديان، فيما الواقع في الشوارع والأسواق والجامعات والمناطق الفقيرة كان ينضح بالعكس. هل من الغريب إذًا أن تُصبح الهجرة اليوم نزيفاً دائماً؟ وأن يُصبح الوجود المسيحي في المشرق مهدداً لا من مسلمي الشارع، بل من الخطاب المتشدد، ومن غياب الطمأنينة؟ الخوف لا يُعالج بكرنفالات، بل بتربية، وتعليم، وخطاب ديني حقيقي، وإعلامٍ واعٍ، وعدالةٍ اجتماعية، بتصحيح العلاقة مع الفقر والتهميش، وبمشاركة المسيحي كمواطن لا كضيفٍ على موائد الوطن. إنّ محاربة الإرهاب لا تكون بقمعه فقط، بل بتجفيف منابعه، بالعمل على تلك الأحزمة الفقيرة التي تُنتج الكراهية. فالمتطرف لا يولد متطرفاً، بل يُصنع في بيئات الجهل والبطالة والتهميش. ولو كان فيهم علمٌ أو فهم، لعلموا أن النبي ﷺ قال للأعرابي الذي دعا بالرحمة له وحده: 'لقد حجّرتَ واسعاً يا أخا العرب'. ونحن، نحنُ المسيحيين المشرقيين، باقون. لكننا نريد طمأنينة لا شعارات. نريد ضمانة من إيمانٍ عميق، لا فقط من نُطق الشهادتين. نريد أن نعيش معًا في نور الله، لا في ظلام من يدّعون نُصرته. إن الإيمان بالله لا يفرّق بين رسله، ولا بين عباده، وقد قال سبحانه: 'آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ۚ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ' (البقرة: 285) وفي الختام، نقول كما قال موسى لربه: 'أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا؟' (الأعراف: 155) فلا تهلكونا يا إخوتنا، بما يفعل منكم السفهاء. هل يعقل أن تُفجّر كنيسة في الدويلعة، ثم يُنادى على وسائل التواصل 'اللهم ارحم موتى المسلمين فقط'؟ ألم يقل القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} وليس يا أيها المسلمون؟ وورد قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (89 مرة)، ولم يقل 'يا أيها الذين أسلموا'، لأن الإسلام بلا إيمانٍ ليس كافياً، كما جاء في قوله: 'قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ' (الحجرات: 14)، ولكن هناك من يجتهد ويقول أنه يكفي ان تكون مسلماً فهذا يعني ان تكون مؤمناً. هل تفجير كنيسة الدويلعة و' استشهاد' العشرات .. هو من العمل الصالح؟ اللهم اشهد بأنني بلّغت


شفق نيوز
١٤-٠٦-٢٠٢٥
- ترفيه
- شفق نيوز
"باسل لا باسيل.. حكاية اسم وهوية"
عيدُ ميلادي الثامنِ والستينَ اقتربَ، وقد تقرؤونَ المقالةَ وهو قد حلَّ أو تجاوزَهُ. بعد أن انتقلَ أبي مع أمي - في بدايةِ ستينياتِ القرنِ الماضي - إلى مدينةِ اللاذقيَّةِ، أصرَّ أن يُبقينا - أنا وأخي سامر - في حلبَ على أساسِ أنَّهُ سيعودُ إليها بعد ستةِ أشهرٍ، ولا يريدُ أن "يشنططَنا" بتغييرِ مدارسِنا، ولكن هذه "الستةَ أشهرٍ" أضحت سبعاً وثلاثينَ سنةً، فبقينا في حلبَ عند أهلِ أمي وخالتيَّ، وتابعنا دراستَنا المدرسيَّةَ والجامعيَّةَ، وتزوّجنا في حلبَ. وعندما كنتُ أكتبُ رسالةً لوالدي إميلَ، كان يُعيدُها إليَّ مشفوعةً بخطوطٍ حمراءَ تحت بعضِ الكلماتِ، دلالةً على خطأٍ لغويٍّ، وكأنَّ الرسالةَ ورقةُ امتحانٍ، وكأنَّ والدي هو المعلِّمُ. فكان يُضيفُ الحواشي على رسالتي، شارحاً ومنبِّهاً لكي أتعلمَ عدمَ الوقوعِ في خطأٍ لغويٍّ مرةً أخرى. تتعدَّدُ الرسائلُ وتتكاثرُ لديَّ بعد إعادتها مُصحَّحةً، وتوقعتُ في مرّاتٍ عديدةٍ أن يُرسلَ لي والدي رسالةً يُؤكِّدُ فيها رسوبي "في مدرستهِ الأبويَّةِ" بمادَّةِ اللغةِ العربيَّةِ. في إحدى المرّاتِ، جلس أمامي المحامي "جورج عريس" وكان بعمرِ التسعينَ - (رحمهُ اللهُ الآن) - وكان صديقاً لوالدي، وجعل ينظرُ إليَّ ثم قال: هل تعرفُ أن اسمكَ كان "باسيل"؟ ثم أقام والدُكَ دعوى قضائيَّةً لتغييره إلى "باسل"؟ لم أكنْ أعرفُ تماماً ذلك، ولم يسبقْ لي أنِ استفسرتُ من أبي - رحمه اللهُ - عن سببِ تسميتِي "باسل" وليس "باسيل" كما هو اسمُ جدّي. كان المحامي "جورج" يستمتعُ برؤيةِ آثارِ الدهشةِ الباديةِ على وجهي، ثم قال لي: بعد ولادتكَ في دمشقَ، عاد والدُكَ إلى حلبَ ليُسجّلكَ لدى المختار، وكتب له اسمكَ "باسل"، إلا أن المختارَ اعتقد أن والدكَ أخطأ في اسمكَ بدلًا من اسمِ "باسيل" الذي هو اسمُ جدّكَ، فقام بتسجيلكَ باسم "باسيل". ولمّا علم والدُكَ بالخطأِ الذي حصل، ونظراً لعدمِ إمكانيَّةِ تغييرِ اسمكَ بعد التسجيلِ، أصرَّ على تغييرهِ عن طريقِ القضاءِ. فجاءني مهموماً - وأنا صديقُهُ – ليقولَ لي ما حدث معه، ويطلبَ منّي أن أقومَ بالإجراءاتِ القضائيَّةِ لتغييرِ الاسمِ. فاعتقدتُ أنّهُ يمزح، وقلتُ له: "أين المشكلة؟ اسمُ باسيل وباسل نفس الشيء!" فاحتدَّ والدُكَ كثيراً، وقال لي: "كيف نفسُ الشيءِ؟ ... إنّ اسمَ باسل هو اسمٌ عربيٌّ!" ثم أردفَ المحامي جورج قائلاً، ومستغرباً من تصرّفِه: لقد رفعتُ الدعوى، وتمّ تغييرُ اسمكَ من "باسيل" إلى "باسل"، ولكن إلى الآن لم أفهمْ سببَ إصرارِ والدِكَ على تسميتِكَ "باسل" بدلاً من اسمِ والدهِ - جدِّكَ - "باسيل"، وللعلم فاسم جدي في النفوس ليس باسيل فقط، بل "خواجه باسيل" وكم تباهيتُ بذلك. رحمَ اللهُ الأستاذَ "عريس"، لأنّهُ لم يفهمْ أن صديقَهُ "إميل" هو عربيُّ الهوى والقلبِ واللسانِ. هكذا تربّيتُ، وهكذا ترعرعتُ. والدٌ نفَتْهُ فرنسا إلى "البوكمال"، حيث كانت "البوكمال" منفىً للسوريينَ المعارضينَ لها. أحببتُ لغةَ الضادِ، مع اعترافي بأنني لا أملكُ ناصيتَها تماماً، وإلى الآن أُتخيّلُ والدي عندما أُخطئُ في اللغةِ أو الإعرابِ، يضعُ يدَيْهِ على أُذنَيْهِ، مردّداً بغضبٍ أبويٍّ: "أعوذُ بالله!" ثم يقولُ لي: "يا بنيَّ، لا يجوزُ أن تُلحِنَ"، وأنا أفتحُ فمي فاغراً لأنني لم أفرّقِ اللحنَ في اللغةِ من اللحنِ الموسيقيِّ، ويضيعُ صوابُ والدي. وأحسستُ بانسجامٍ مع مجتمعي، وكم من صديقٍ لي يحملُ اسمي وهو من إخوتِنا المسلمينَ، لكن لم يخطرْ لي أن الأسماءَ العربيَّةَ ليست مقصورةً على فئةٍ دون أخرى، فكم من صديقٍ مسيحيٍّ في بلادِ الشامِ اسمُهُ "حسن"، وكم من مسلمٍ اسمُهُ أو لقبُهُ "الياس". كان المسيحيُّونَ العربُ عندما يُهاجرونَ إلى دولِ العالمِ يُضطرّون غالباً إلى تغييرِ أسمائِهِم إلى أسماءَ مقبولةٍ في مجتمعاتِهِم الجديدةِ. كم لي من قريبٍ قام - في بلادِ الهجرةِ - بتغييرِ اسمِهِ من "سهيل" إلى "أنطوان"، ومن "صديق" إلى "جوزيف". في بلادِنا – التي أُصرُّ على أنّها بلادُنا جميعاً – أحببنا أسماءَنا العربيّةَ، ولكنَّنا للأسفِ قمنا بتغييرِها في بلادِ اللهِ الواسعةِ.