أحدث الأخبار مع #باسل


العين الإخبارية
منذ 11 ساعات
- أعمال
- العين الإخبارية
«اصنع في الإمارات».. خطة استثمارية طموحة بـ300 مليون درهم لـ«جلفار»
تم تحديثه الإثنين 2025/5/19 05:02 م بتوقيت أبوظبي أكد باسل زيادة، الرئيس التنفيذي لشركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، أن الشركة تواصل تعزيز مكانتها كمحرك أساسي للصناعة الدوائية في دولة الإمارات. وأشار إلى أن "جلفار" تصدّر أكثر من 80% من إنتاجها إلى نحو 40 سوقاً عالمية، في إنجاز يعكس تطور البنية التصنيعية وكفاءة الكوادر الوطنية. وكشف في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات "وام"، على هامش اليوم الأول من "اصنع في الإمارات" عن خطة استثمارية طموحة بقيمة 300 مليون درهم (81.7 مليون دولار) خلال السنوات الخمس المقبلة، تهدف إلى توسيع القاعدة التصنيعية وتوطين تقنيات حديثة بالتعاون مع شركاء عالميين، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الصادرات الدوائية غير النفطية. وأوضح زيادة أن الشركة استثمرت نحو 100 مليون درهم (27.2 مليون دولار) خلال السنوات الثلاث الماضية لتعزيز بنيتها التصنيعية وإدخال تقنيات جديدة، وأطلقت خلال الفترة ذاتها أكثر من 35 مستحضراً دوائياً جديداً، تغطي احتياجات السوق المحلي، وتُصدّر إلى مختلف الدول. وقال إنه بعد مرور أكثر من 45 عاماً على تأسيس جلفار، نفتخر بأنها كانت من أولى الشركات التي انطلقت من دولة الإمارات إلى العالم، في وقت لم تكن فيه الصناعات الدوائية العربية تُذكر، واليوم، تصدّر الشركة من الدولة إلى عشرات الأسواق العالمية، اعتماداً على قاعدة صناعية تُعد من الأضخم في المنطقة العربية. وحول أهمية "اصنع في الإمارات"، أكد زيادة أن الحدث يأتي في مرحلة مفصلية تشهد فيها الدولة خطوات متسارعة لتطوير قاعدتها التصنيعية والتصديرية. وقال إن دولة الإمارات تتصدر اليوم المشهد الإقليمي بالنسبة للعديد من الصناعات، وتتقدم في بعضها لتكون في الصدارة على مستوى العالم من حيث نوعية الصناعات والتقنيات التي يتم توطينها، وهو ما يعكس الرؤية الطموحة للقيادة في بناء اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام. وفيما يخص تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعات الدوائية، أوضح الرئيس التنفيذي لجلفار أن الشركة بدأت فعلياً بتطبيق الذكاء الاصطناعي في عدد من العمليات الداعمة للتصنيع، مشيراً إلى أن التوسع في استخدام هذه التقنية سيكون من بين أولويات المرحلة المقبلة، لتعزيز الكفاءة التشغيلية ورفع جودة الإنتاج. aXA6IDgyLjI2LjIzOS40MCA= جزيرة ام اند امز UA

الدستور
منذ 14 ساعات
- ترفيه
- الدستور
"الخيمة في الغابة" نصوص لباسل عبد العال.. تنويعات على دفتر الأحداث
عمَّان - الدستور - عمر أبو الهيجاء كتاب "الخيمة في الغابة" نصوص شعرية ونثرية للمبدع باسل عبد العال من وحي الأحداث المحتدمة في العالم العربي في الآونة الأخيرة، ولا سيما الأراضي المحتلة. ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، ويضم تسعة وعشرين نصًّا تتنوَّع بين مشاعر مبدعها الداخلية، وبين ما هو مستوحى من أحداث غزة، وسوريا وما يتعرَّض له النازحون من الأراضي المحتلة، من وحي الواقع الذي نحياه مؤخرًا ولا ندري إلى أين يتوجَّه بنا. ويهدي باسل نصوصه إلى الخال أبو غازي (نضال)، ذلك الرجل الذي شاركه الرؤية والرسالة، حسبما وصف في الإهداء. وكأنه يتابع الإهداء في نصِّه الأول، والذي اختار له عنوان "الرؤية"، وكأنه يؤصِّل فيه لمبادئ الرؤية المشتركة ومظاهرها، وإن كان يبدو منذ اللحظة الأولى مغتربًا عن ذاته التي يجرِّد منها آخر يُحدِّثه ويحاول جاهدًا أن يوقظه، إذ يبدأ باسل عبد العال تلك القصيدة قائلًا: "أدقُّ على البابِ أين أنا في المكان؟ أدقُّ عليَّ لأوقظَني عشتُ ما بين فصلٍ هوى في الزمان، وما بين حلمٍ يُرَى في الرؤى أبعد الآن منذُ تركتُ الذي كنتُهُ ثمّ صرتُ الذي سوف أمضي إليهِ لكي ما أكونه، فهذي الإقامةُ تعني أنّي أقمتُ سريعًا هنا في القصيدةِ". ويهدي باسل الكاتب قصيدته التالية للشاعر الراحل والمناضل الفلسطيني مريد البرغوثي؛ والتي يبدأها متأمِّلًا ذلك الرحيل الهادئ الدافئ لاحقًا بحبيبته وزوجته الراحلة الكاتبة رضوى عاشور، يقول باسل عبد العال: "أكانَ عليكَ عبورُ السماءِ وأنت تريدُ المزيدَ من الانسجامِ بمرآتكَ الضوءَ في عينِ رضوى لكي يركبَ الشعرُ بحرًا وحبًّا يحاولُ حيًّا وحيًّا يحاولُ حبًّا ليبقى على الحبِّ حيًّا؟". وفي أحد النصوص التي يعلو بها صوت التأمل الساخر، والذي اختار له عنوان "سأرسمُ كونًا مثل هذا..."، يعبِّر باسل عبد العال عن مطامحه التي تقارب المستحيل، بعالم يسوده الأمان والهدوء والاحتفاظ بالأوطان، والبقاء فيها، فيقول في مطلع النص: "سأرسمُ كونًا على عجلٍ ليس فيهِ الذي فيهِ لا يحتوي عالماً عاريًا مثل هذا... ولا زمنًا عابسًا مثل هذا... وَلا قمرًا ناقصًا مثل هذا... ولا يحتوي منزلًا شاردًا مثل هذا... ولا شاعرًا تائهًا مثل هذا...". وللحب نصيب من نصوص الكتاب، حتى إن باسل عبد العال يضع زهرة للحبِّ في نصٍّ عنونه "أن تنتمي للحب..."، ويجتهد في ذلك النص أن يخفض صوت المرارة المسيطر على أجواء العالم، وكذلك الكتاب، في محاولة لغرس بذور الحب في الحياة، لعلَّ العالم يصبح أجمل، وهو الحبُّ الذي يصير أيقونةً للحياة، وليس ذلك المتجسِّد في شخص محبوبة، أو امرأة واحدة، بل ربما هو حبٌّ للمحبوبة/ الحياة، ويتضح ذلك في ختامه ذلك النص قائلًا: "أن تنتمي للحبِّ يعني: أن تنتمي للصاعدة، أن تكتفي بالصامدة، هذي الحياةُ شهيّةٌ كالحبِّ حين يميلُ خلف القاعدة. أن تنتمي يعني: هو الحبُّ الذي يعني انتماءً معكما والخاطرة، خذها بلادًا خالية، وانظرْ إليها من بعيدٍ قلْ لها: في السرِّ أنتِ القاتلة، في الحبِّ كنتِ القاتلة". وفي الجزء الثاني من الكتاب، والذي وضعه تحت عنوان "ما نثرته الذاكرة.. نصوص كُتِبَت في الحرب 2024"، ويبدأها باسل عبد العال بنص صادم بعنوان "عرفتُ معنى أن أكون نازحًا"، يعيش فيه أجواء الحرب، ووجع الفقد، واختلاط مشاعر شتى بداخله، ويبدأ نصَّه بقوله: "عرفتُ معنى أن أكون نازحًا عن البيت، أركضُ من بيتٍ إلى بيت، وأبحثُ عن الفراش الدافئ، وعرفتُ معنى أن أهلوس بين زرقة السماء وبين المسيرة، وبين الغيمة والطائرة، لا أنظرُ فوقي، ولا أنظرُ حولي، أغلقتُ الهاتف المحمول واستسلمتُ لساعة التأمّل، في الحرب ينتابني شعورٌ وشوقٌ خفيٌّ للحظة الحب، والحنينُ لأيّ شيءٍ في مخيّلتي، في الحرب، لا أتوبُ عن لحظة الخشوعِ في نفسي، هل أكتبُ النار التي في داخلي لتشتعل أكثر، أو أكتبُ لأطفئها؟ حين أكتبُ في الحرب لا أريدُ عواء الطائرات، فلتذهب الطائرات فوق البيت، أريدُ أن أنام على إيقاع الكتابة، هنا في المخيم الفائض باللاجئين القدامى والنازحين الجدد، تركتُ البيت وصرتُ أبحث عن مكانٍ آمنٍ كي أدفنَ خوفي فيه وأستريح...". ويأتي عنوان النص الأخير وكأنه رغبة في الأمل أكثر من كونه أملًا حقيقيًّا، واختار له عنوان "زغرودة العودة ووحشة الفقدان"، ويبدأه قائلًا: "نصحو على عودةٍ، وعلى الرايات في الهواء، اليوم، منذُ اليوم، سنكتبُ تاريخاً آخر، لهذا النشيد الآخر، ونخرجُ من مفترق الحرب إلى حربٍ من نوعٍ آخر، لن نترك خلفنا الطرقات التي عبرناها، مثلما لم نتركها من قبل، بالأمس ليلاً صحوتُ على النداء الأخير في صوت الطائرات، وسألت: هل هو النداء الأخير حقّاً، أو الموت الأخير، والذبح الأخير، في صورة البطل الأخير...".


Independent عربية
منذ 16 ساعات
- سياسة
- Independent عربية
هل تفرغ ضاحية بيروت الجنوبية من سكانها؟
ليست الضاحية الجنوبية لبيروت في حاجة إلى من يذكرها بثقل الذاكرة. فالوجوه تغيرت، ومعها الشوارع وحتى الهواء تغير، في الأزقة التي كانت تضج بالحياة وتفيض بحكايات الانتصارات والخسارات، بات الفراغ جزءاً من المشهد، والتوجس سيد اللحظة. الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تسقط فقط على الأسمنت، بل زلزلت الإحساس بالطمأنينة، وفتحت الباب واسعاً أمام سؤال موجع: هل بدأت الضاحية تفرغ من أهلها، وهل النزوح الجاري مجرد استراحة موقتة بانتظار الترميم، أم هو الفصل الأول من تحول ديموغرافي هادئ يعيد رسم حدود المكان والهوية؟ مشهد لسوق الخضراوات في منطقة برج البراجنة (الضاحية) وسط ازدحام السير خلال النهار (اندبندنت عربية) بين باسل الذي أغلق باب بيته وتوجه نحو بعبدا (جبل لبنان)، وأبو حسين الذي لا يزال يطارد رزقه برائحة القهوة، وبين متجر يرمم وآخر يقفل بصمت تتوزع الروايات، وبعض هؤلاء يعدون البقاء نوعاً من "مقاومة"، وآخرون يرونها مقامرة مكررة في مكان لا يعد بالاستقرار. من النزوح الموقت إلى قرار دائم بالمغادرة يروي باسل، أحد سكان الضاحية الجنوبية، مسار خروجه من المنطقة قائلاً "في الحقيقة، غادرنا الضاحية منذ اغتيال القيادي في 'حزب الله' فؤاد شكر. لجأنا حينها إلى بحمدون في جبل لبنان، ثم انتقلنا لاحقاً إلى الجنوب، حيث شعرنا بشيء من الأمان كون المنزل هناك يبتعد عن مناطق التوتر"، وتابع "مع عودة العام الدراسي، بدأنا نبحث عن منزل بديل. وعندما اندلعت الحرب كنا في سفر. ما إن عدنا حتى قررت استئجار شقة في الأشرفية (بيروت)، حيث أمضينا فترة الحرب. لكن بعد انتهائها لم يكن من الممكن الاستمرار هناك، فالموقع بعيد من مدارس الأولاد، مما دفعنا إلى الانتقال إلى منطقة بعبدا". وعن العودة إلى الضاحية، يقول باسل "تعرض منزلنا لأضرار جسيمة جراء ضربة وقعت مباشرة أمامه. صحيح أنه لم يدمر بالكامل، لكنه بات غير قابل للسكن. قدرت فترة الترميم بأربعة إلى خمسة أشهر، لذلك أول ما فعلته هو البحث عن منزل خارج المنطقة. اليوم، نحن نرمم منزلنا لتأجيره، لا السكن فيه، فالبيع أو الشراء باتا غير منطقيين بسبب انهيار الأسعار. التجربة علمتنا كثيراً، واتخذنا قراراً نهائياً بعدم العودة إلى الضاحية، بغض النظر عن الوضع الأمني. ببساطة، لا نريد تكرار المعاناة كل 10 أعوام، بين إعمار جديد ونزوح آخر". وعن هذا النزوح الجماعي، يؤكد باسل أننا "لسنا وحدنا. مئات العائلات غادرت. كل من لديه القدرة المادية للخروج، فعل ذلك. من استطاع الانتقال إلى بيروت أو مناطق محيطة كالشويفات، عرمون، بشامون، بعبدا، الحازمية، فرن الشباك، فعلها. أما من بقي، فإما لا يملكون خياراً، أو مرتبطون بأعمال داخل الضاحية، أو من الملتزمين حزبياً، أو ببساطة اعتادوا على نمط الحياة هناك". ازدواجية في المشهد الاقتصادي يرى آخر من سكان منطقة برج البراجنة (الضاحية) أنه "على رغم تراجع عدد السكان، لا تزال الضاحية تحتفظ بأكبر سوق شعبية، خصوصاً لجهة المواد الغذائية والملابس. الأسعار منخفضة مقارنة بباقي المناطق، مما يجعلها وجهة للشراء حتى لمن غادرها. شخصياً، أعود أحياناً للتسوق لأن كلفة الحاجات أقل بكثير. مثلاً، ما أشتريه بـ60 دولاراً في بيروت، أحصل عليه بـ25 في الضاحية"، ويضيف "أهل الضاحية، بطبعهم، يحبون الإنفاق ولا يبخلون على أنفسهم. حتى أثناء النزوح، كان الناس يشترون كميات كبيرة من الطعام". وعن تداعيات الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية اقتصادياً، يقول "كل ما يتعلق بالطعام والألبسة لم يتأثر كثيراً. لكن القطاعات المرتبطة بالتجديد والترميم توقفت بعد أول شهرين، حين صرف الحزب التعويضات. بعدها، توقف الناس عن تجديد أثاثهم أو ترميم بيوتهم. المحال عادت تعمل جزئياً، لكن المشاريع الكبيرة توقفت. وبقيت الحاجات الأساسية تباع بنشاط لأن السكان، سواء العائدون أو الباقون، في حاجة إلى الأكل والشرب". في أحد أحياء الضاحية، يقف أبو حسين أمام محله الصغير لبيع القهوة، يراقب حركة المارة بعين متعبة ويسترجع في ذهنه أيام الذروة. يقول "الوضع ضبابي، فالمسؤولون يقولون إن السوق بخير لكن الحقيقة مغايرة. أعمل في بيع القهوة منذ أعوام، وأعرف نبض الشارع من رائحة البن. حركة البيع خفت والناس تغيروا، وكثر غادروا ولم يعودوا"، مضيفاً "صحيح أن هناك من لا يزال يردد أن الأمور على ما يرام، لكنني أراها تتراجع شيئاً فشيئاً، لم يعد العمل كما كان في السابق، فالإيقاع تبدل، والضاحية ليست كما كانت". أنقاض مبان مدمرة بعد غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 10 أكتوبر (أ ف ب) الاعتبارات الأمنية الدافع الأول للنزوح في حديث مع أحد سكان حارة حريك، وتحديداً من حي السفير، يروي عبدالله تجربته قائلاً "الاعتبارات الأمنية كانت الدافع الأول الذي جعلني أفكر جدياً في مغادرة الضاحية. فعندما تقع عملية اغتيال، لا يسبقها إنذار ولا تحذير، بل تحدث فجأة، وقد تقع على مسافة قريبة جداً من منزلك، كما حدث معنا ذات فجر، حين استهدفت المنطقة نحو الساعة الرابعة صباحاً، وشعرنا حينها أننا في قلب المعركة"، ويتابع عبدالله الذي يعيش في الضاحية مستأجراً لا مالكاً "حاولت الاستئجار خارج الضاحية، لكن الكلفة كانت باهظة. الإيجارات مرتفعة، وكلفة النقل والمصاريف اليومية تزداد. لذلك، كان الخيار صعباً. كثر من السكان غادروا، خصوصاً من يملكون منازل في مناطق قريبة كمنطقة بعبدا أو محيطها". ولدى سؤاله إن كانت الضاحية قد خلت من سكانها، أجاب "لم تهجر بشكل كامل، لكن عدد السكان تراجع. بعض الأبنية تضرر أو دمر بالكامل، وسكانها اضطروا إلى المغادرة. بعضهم بقي ضمن الضاحية، وآخرون انتقلوا إلى مناطق أكثر بعداً، كما أن النشاط التجاري تأثر، فقد أغلقت متاجر عديدة، خصوصاً تلك التي كانت تقع أسفل المباني المستهدفة، من مطاعم وسوبرماركت وصالات". اقتصاد الضاحية: بين التراجع والتأقلم يصف عبدالله تغير المزاج الشعبي بعد الحرب الأخيرة، قائلاً "في البداية، ساد شعور عام برغبة في إنهاء الحروب والتخلي عن السلاح. الناس كانوا يقولون: اكتفينا، لا نريد سلاحاً أو مقاومة بعد الآن. لكن مع تطور الوضع في سوريا وتراجع التهديدات الإسرائيلية، عاد القلق مجدداً، وبدأ البعض يطرح أسئلة: إذا سلمنا السلاح، من يحمينا، هل يتكرر سيناريو السلاح الفلسطيني؟ وهكذا تغير المزاج تدريجاً". أما عن الوضع الاقتصادي فيقول، "المطاعم والمقاهي عادت للعمل، وبعضها افتتح مجدداً بعد الحرب. أسواق الخضراوات، الأفران، والنوادي الرياضية لا تزال نشطة، لكن متاجر الملابس والأثاث تراجعت". وعن انحسار التهريب وارتفاع الأسعار، يشير عبدالله إلى أنه "قبل الحرب، كانت البضائع الصينية تدخل إلى الضاحية عبر طرق تهريب غير رسمية من سوريا، لكن بعد إغلاق المعابر وتوقف التهريب، ارتفعت الأسعار وتأثرت الحركة التجارية بصورة كبيرة". مطعم وسط الركام… رهان على الحياة في أحد شوارع حارة حريك، وتحديداً على بعد مئات الأمتار من أحد الأبنية المتضررة، افتتح أحد الشبان، وهو خريج إدارة أعمال، مطعماً صغيراً للمأكولات السريعة. يقول طارق إن الناس وصفوني بالمجنون لإقدامي على هذه الخطوة، "صحيح الوضع الأمني مرعب، لكن الحياة مستمرة، والناس لا يزالون يريدون أن يأكلوا ويشربوا". ويضيف طارق "الضاحية لا تزال تنبض بالحياة، وفيها من لا يزال يتمسك بها ويحب العيش فيها، وأنا أعمل لأجل هؤلاء". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الأبنية المتضررة رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد يكشف لنا أن "الحديث عن تفريغ سكاني مبالغ فيه"، موضحاً بالأرقام واقع الأضرار ونسب العودة التدريجية للسكان، ويقول "مع توقف العمليات العسكرية في ديسمبر (كانون الأول)، بدأ السكان بالعودة تدريجاً، لكن ليس جميعهم. في نطاق حارة حريك وحدها، لدينا نحو 4500 وحدة سكنية متضررة، بينها 500 مهدمة بالكامل، موزعة على نحو 130 مبنى. أما الأبنية المتضررة جزئياً فعددها يقارب 4 آلاف"، مضيفاً "من تمكن من إصلاح منزله عاد، أما من تهدم منزله كلياً أو فقد جزءاً أساساً منه، فلا يزال ينتظر بدء إعادة الإعمار. نحن بانتظار التمويل الخارجي لتبدأ الدولة بالمساعدة". وعما إذا كانت هناك حركة نزوح دائمة، قال "لم نلحظ مغادرة جماعية ممن يملكون منازل صالحة للسكن. البعض غادر إلى منازل يملكها في الجبل أو في مناطق مجاورة، لكن لا يمكن الحديث عن ظاهرة. من يملك بيتاً سليماً لم يغادر ليستأجر خارجه. هذه حالات نادرة"، وتابع "صحيح أن هناك تراجعاً في الكثافة السكانية نتيجة تضرر بعض الأبنية، لكن على الأرض، الحركة لا تزال قوية: المدارس مفتوحة، الأسواق نشطة، والمحال تعمل بنسبة تفوق 90 في المئة. الأحياء التي شهدت ضرراً مباشراً تأثرت حتماً، لكنها لا تعبر عن حال الضاحية ككل". الضاحية لا تزال مركز جذب وعن الحركة الاقتصادية أكد أنها "لم تتوقف"، معتبراً أن "الضاحية مدينة مكتفية تجارياً، يقصدها الناس من خارجها، فيها تجارة جملة ومفرق، ومؤسسات صحية وخدمية ومصانع صغيرة. كما أن حركة الإيجارات مستمرة، والطلب مرتفع، ولا تجد شقة شاغرة بسهولة، سواء داخل الضاحية أو في محيطها". وعن الخدمات الاجتماعية والأمنية، أكد أن "المراكز الصحية في الضاحية تعمل بكفاءة، ولدينا مستشفيان فاعلان هما بهمن والساحل. كما ننسق يومياً مع القوى الأمنية ووزارة الداخلية لضبط المخالفات ومعالجة أي تجاوزات. هناك وجود دائم للدوريات، والتنسيق مع مخافر الضاحية نشط جداً". لا تغيير ديموغرافياً وشدد رئيس بلدية حارة حريك على أن "ما يحصل ليس تحولاً ديموغرافياً بل هو ظرف أمني"، وقال "لا يوجد تغيير ديموغرافي. لا أحد غير قيده أو سجل نفسه خارج الضاحية، لا من الطائفة الشيعية ولا من إخواننا المسيحيين الذين يسكنون في أطراف الضاحية منذ عقود". وتمنى وأكد "السلام لهذا البلد المنهك. اللبنانيون تعبوا، وهم لا يطلبون المساعدة المالية، بل فقط أن يرفع الضغط عنهم. حينها، سنعرف كيف ندبر شؤوننا".


ساحة التحرير
منذ 5 أيام
- منوعات
- ساحة التحرير
شيءٌ ما في صدري لا يزالُ ينبضُ كلما مررتُ بالقربِ من المقابرِ!باسل قس نصر الله
شيءٌ ما في صدري لا يزالُ ينبضُ كلما مررتُ بالقربِ من المقابرِ! باسل قس نصر الله شيءٌ ما يَسحبني من يدي، كلما شاركتْ في دفنِ قريبٍ أو عزيزٍ، فأقومُ بجولةٍ بين القبورِ، أقرأُ خاشعاً أسماءَ الموتى، ولا أعرفُ إن كنتُ أزورهم أم أنهم هم من يستقبلونني. موتى المسيحيين لا يهاجرون من سوريةَ. لكننا نحن الأحياءَ منهم نرحلُ، نحملُ وجعنا وذكرياتنا وحقائبَ خفيفةً باليدِ، ثقيلةً بالقلبِ، ونظنُّ أننا سنعودُ. أما هم، فبقوا، تجذّروا في ترابِ الأرضِ كما الجذورِ، لا تغريهم بلادٌ بعيدةٌ، ولا يخيفهم قصفٌ أو موتٌ أو خرابٌ. هم الأمانُ، هم الثباتُ، هم الذين تركونا وبقوا حراساً لذاكرتنا على هذه الأرضِ. كلما قرأتْ ورقةَ نعوةٍ في حلبَ، أبحثُ بعينيّ عن أسماءِ الدولِ التي هاجر إليها الأبناءُ: السويدُ، كندا، أميركا، فنزويلا… لم نعدْ نكتبُ 'أقاربه في الوطنِ'، بل 'أبناؤه في المهجرِ'، وكأن الغربةَ أصبحت الأصلَ، والوطنَ أصبح محطةً قديمةً. أتوقفُ أحياناً عند قبرِ أمي وأبي، وخالتي التي ربّتني، فأسمعُ صوتهم يهمسُ: 'مبسوطين إنك جيتَ'، وأتساءلُ: هل سيزورني أولادي كما أزورهم؟ كلهم هاجروا، وإن عادوا، فلأيامٍ معدوداتٍ، لبيع عقارٍ أو معالجةِ أسنانهم وإجراءِ عملياتهم الجراحية 'بحجة الرخصِ' وأصبح الوطنُ هو الأرخصَ. هل سيعرف أحفادي أن جدهم مدفونٌ هنا؟ أم ستكون الزيارةُ سريعةً، في صيفٍ سياحيٍّ، تمرُّ على قبري كما يمرّون على متحفٍ أثريٍّ؟ الموتى لا يهاجرون، لكنهم يخشون أن يُنسوا. ومع كل هذا الحنينِ للأرضِ، ينبعثُ في داخلي غضبٌ لا يشبه الموتى بل يشبه الأحياءَ. منذ بدايةِ الأزمةِ في سوريةَ، تبارى كثيرون في التباكي على المسيحيين. إدّعوا أنهم حماةُ الوجودِ المسيحيِّ، وأنهم يدرسون 'الملفَّ المسيحيَّ'، وكأننا ورقةٌ في أرشيفهم السياسيِّ. بعضهم – إذا أردنا أن نُحسن الظنَّ – متحمسٌ، لكن الكثير منهم ليسوا سوى متسلقين يبحثون عن الأضواءِ، يدّعون الدفاعَ عن المسيحيين وهم لا يعرفون منهم إلا الاسمَ والصورةَ. وجودُ رجلِ دينٍ مسيحيٍّ في مؤتمرٍ أو ندوةٍ لا يعني أن الأمورَ بخيرٍ، فلدينا – بكل صراحةٍ – من رجالِ الدينِ من يحب الظهورَ والتصويرَ أكثر من أداءِ الدورِ، ومن يعشقُ المنابرَ أكثر من ألمِ الرعيةِ. الهجرةُ التي اجتاحت المسيحيين لم تكن ترفاً، كانت خوفاً من مستقبلٍ اتّخذ الدينَ غطاءً للصراعِ. لم نكن نريد أن نترك أرضنا، لكن الخوفَ غلبنا. واليومَ، وبعد كل هذه السنواتِ، ما زال البعضُ يعقد المؤتمراتِ والندواتِ، ويطلق الخطاباتِ الرنّانةَ عن 'مسيحيي المشرقِ'، فيما تبقى كلماتهم طنيناً بلا فعلٍ. مشكلتنا، نحن المسيحيين، ليست في المجتمعِ، بل في المتسلقين منكم. المشكلةُ فيمن اختصر الوجودَ المسيحيَّ بعباراتِ الشفقةِ، وكأننا ضيوفٌ في وطننا. كفاكم سؤالاً عن 'وضعِ المسيحيين' وكأنهم غرباءَ! المسيحيون ليسوا قضيةً تحتاج إلى رعايةٍ، بل جزءٌ من هذا النسيجِ السوريِّ، فيهم من بقي، ومن هاجر، كما باقي السوريين. كفاكم تباكياً على هجرتهم، فقد بكيتم عليهم كالباكين بما يكفي، بينما لم تقفوا معهم كالرجالِ. أيها الموتى، أيها الأهلُ، نحن من بقي ليحمل وردًا ويهمسَ صلاةً. سنروي قصتكم، ونحمل صوركم، ونردد أسماءكم، ونقاوم النسيانَ. الموتُ الحقيقيُّ ليس حين يتوقف القلبُ، بل حين لا يعود أحدٌ يذكرك أو يقف عند قبرك. اللهم اشهد، أني ما نسيتُ. اللهم اشهد، أني بلّغتُ. 2025-05-14


وطنا نيوز
منذ 5 أيام
- منوعات
- وطنا نيوز
موتى المسيحيين لا يهاجرون من سورية
بقلم المهندس باسل قس نصر الله شيءٌ ما في صدري لا يزالُ ينبضُ كلما مررتُ بالقربِ من المقابرِ. شيءٌ ما يَسحبني من يدي، كلما شاركتْ في دفنِ قريبٍ أو عزيزٍ، فأقومُ بجولةٍ بين القبورِ، أقرأُ خاشعاً أسماءَ الموتى، ولا أعرفُ إن كنتُ أزورهم أم أنهم هم من يستقبلونني. موتى المسيحيين لا يهاجرون من سوريةَ. لكننا نحن الأحياءَ منهم نرحلُ، نحملُ وجعنا وذكرياتنا وحقائبَ خفيفةً باليدِ، ثقيلةً بالقلبِ، ونظنُّ أننا سنعودُ. أما هم، فبقوا، تجذّروا في ترابِ الأرضِ كما الجذورِ، لا تغريهم بلادٌ بعيدةٌ، ولا يخيفهم قصفٌ أو موتٌ أو خرابٌ. هم الأمانُ، هم الثباتُ، هم الذين تركونا وبقوا حراساً لذاكرتنا على هذه الأرضِ. كلما قرأتْ ورقةَ نعوةٍ في حلبَ، أبحثُ بعينيّ عن أسماءِ الدولِ التي هاجر إليها الأبناءُ: السويدُ، كندا، أميركا، فنزويلا… لم نعدْ نكتبُ 'أقاربه في الوطنِ'، بل 'أبناؤه في المهجرِ'، وكأن الغربةَ أصبحت الأصلَ، والوطنَ أصبح محطةً قديمةً. أتوقفُ أحياناً عند قبرِ أمي وأبي، وخالتي التي ربّتني، فأسمعُ صوتهم يهمسُ: 'مبسوطين إنك جيتَ'، وأتساءلُ: هل سيزورني أولادي كما أزورهم؟ كلهم هاجروا، وإن عادوا، فلأيامٍ معدوداتٍ، لبيع عقارٍ أو معالجةِ أسنانهم وإجراءِ عملياتهم الجراحية 'بحجة الرخصِ' وأصبح الوطنُ هو الأرخصَ. هل سيعرف أحفادي أن جدهم مدفونٌ هنا؟ أم ستكون الزيارةُ سريعةً، في صيفٍ سياحيٍّ، تمرُّ على قبري كما يمرّون على متحفٍ أثريٍّ؟ الموتى لا يهاجرون، لكنهم يخشون أن يُنسوا. ومع كل هذا الحنينِ للأرضِ، ينبعثُ في داخلي غضبٌ لا يشبه الموتى بل يشبه الأحياءَ. منذ بدايةِ الأزمةِ في سوريةَ، تبارى كثيرون في التباكي على المسيحيين. إدّعوا أنهم حماةُ الوجودِ المسيحيِّ، وأنهم يدرسون 'الملفَّ المسيحيَّ'، وكأننا ورقةٌ في أرشيفهم السياسيِّ. بعضهم – إذا أردنا أن نُحسن الظنَّ – متحمسٌ، لكن الكثير منهم ليسوا سوى متسلقين يبحثون عن الأضواءِ، يدّعون الدفاعَ عن المسيحيين وهم لا يعرفون منهم إلا الاسمَ والصورةَ. وجودُ رجلِ دينٍ مسيحيٍّ في مؤتمرٍ أو ندوةٍ لا يعني أن الأمورَ بخيرٍ، فلدينا – بكل صراحةٍ – من رجالِ الدينِ من يحب الظهورَ والتصويرَ أكثر من أداءِ الدورِ، ومن يعشقُ المنابرَ أكثر من ألمِ الرعيةِ. الهجرةُ التي اجتاحت المسيحيين لم تكن ترفاً، كانت خوفاً من مستقبلٍ اتّخذ الدينَ غطاءً للصراعِ. لم نكن نريد أن نترك أرضنا، لكن الخوفَ غلبنا. واليومَ، وبعد كل هذه السنواتِ، ما زال البعضُ يعقد المؤتمراتِ والندواتِ، ويطلق الخطاباتِ الرنّانةَ عن 'مسيحيي المشرقِ'، فيما تبقى كلماتهم طنيناً بلا فعلٍ. مشكلتنا، نحن المسيحيين، ليست في المجتمعِ، بل في المتسلقين منكم. المشكلةُ فيمن اختصر الوجودَ المسيحيَّ بعباراتِ الشفقةِ، وكأننا ضيوفٌ في وطننا. كفاكم سؤالاً عن 'وضعِ المسيحيين' وكأنهم غرباءَ! المسيحيون ليسوا قضيةً تحتاج إلى رعايةٍ، بل جزءٌ من هذا النسيجِ السوريِّ، فيهم من بقي، ومن هاجر، كما باقي السوريين. كفاكم تباكياً على هجرتهم، فقد بكيتم عليهم كالباكين بما يكفي، بينما لم تقفوا معهم كالرجالِ. أيها الموتى، أيها الأهلُ، نحن من بقي ليحمل وردًا ويهمسَ صلاةً. سنروي قصتكم، ونحمل صوركم، ونردد أسماءكم، ونقاوم النسيانَ. الموتُ الحقيقيُّ ليس حين يتوقف القلبُ، بل حين لا يعود أحدٌ يذكرك أو يقف عند قبرك. اللهم اشهد، أني ما نسيتُ. اللهم اشهد، أني بلّغتُ