أحدث الأخبار مع #بمجلسالأمن،


بوابة الفجر
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الفجر
الرقب: الاحتلال وزّع أكثر من 460 ألف بندقية على المستوطنين خلال عام ونصف
علّق الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح الفلسطينية، على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة الأخيرة، التي أُدلي بها خلال الاجتماع الوزاري بمجلس الأمن، مشيرًا إلى أن أنطونيو غوتيريش يمثل أحد الأصوات القليلة المتبقية داخل المؤسسة الدولية ممن لا يزالون يدافعون عن الحق الفلسطيني دون مواربة. وأوضح الرقب في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يزداد خطورة، مشيرًا إلى التوسع الاستيطاني الهائل في الضفة الغربية، إضافة إلى الاحتلال المباشر لقطاع غزة، ما يعني فعليًا أن حل الدولتين بات مدمرًا بالكامل. وأضاف أن المستوطنين باتوا يسيطرون على أكثر من 50% من أراضي الضفة، بينما تُحاصر الكتلة السكانية الفلسطينية الكبرى في أقل من 14% من المساحة، أي ما يعادل أقل من 5% من مجمل الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها غزة. وشدد الرقب على أن التركيبة الديموغرافية باتت تُرجح كفة الفلسطينيين، إذ يقارب عددهم عدد اليهود بين البحر والنهر، ومع غياب أي اعتراف بحقوقهم، فإن الواقع الحالي يعكس نظام فصل عنصري جديد. وأكد أن نموذج جنوب إفريقيا يعيد نفسه، وأن إرادة الشعب الفلسطيني ستنتصر كما انتصرت الشعوب من قبل. كما أشار إلى خطورة ما يحدث في الضفة الغربية، مشبهًا الوضع بـ "النار تحت الرماد"، حيث يتم تسليح المستوطنين بشكل مكثف، إذ وزّع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أكثر من 460 ألف بندقية آلية خلال عام ونصف فقط كما صادرت سلطات الاحتلال مؤخرًا 24 ألف دونم (ما يعادل 24 مليون متر مربع) من أراضي الضفة الغربية، في خطوة تُجهز فعليًا على ما تبقى من أمل في حل الدولتين. وأكد الرقب أن بقاء التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال هو ما يمنع انهيار الوضع بشكل كامل في الضفة، لكنه شدد على أن الأمور تنذر بانفجار وشيك. وعبّر عن تقديره الكبير للدور المصري، مؤكدًا أن مصر تعمل على كل المسارات لكبح جماح آلة القتل الإسرائيلية، من خلال جهود دبلوماسية وإنسانية وإغاثية.


الدستور
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- صحة
- الدستور
صلاح عبد العاطي: قطاع غزة يشهد مجاعة وانهيارًا إنسانيًا بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي
أكد صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن المجاعة باتت واقعًا فعليًا في قطاع غزة، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية بعد أكثر من 56 يومًا من إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والوقود والمستلزمات الطبية. وقال عبد العاطي، عبر مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، إن الاحتلال الإسرائيلي يتنكر لكل النداءات الدولية وأحكام القانون الدولي، ويمارس سياسة ممنهجة للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، عبر الموت قصفًا أو جوعًا أو عطشًا أو مرضًا. وأشار، إلى أن أكثر من 150 طفلًا تظهر عليهم علامات المجاعة الحادة، بينما توفي نحو 50 طفلًا بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية، وهناك نحو 60 ألف طفل آخرين مهددون بخطر سوء التغذية الحاد، إضافة إلى تدهور أوضاع النساء الحوامل والجرحى وكبار السن. وفيما يتعلق بالتحركات الدولية، أكد "عبد العاطي" أن الرهان على المناشدات لم يعد مجديًا، مشددًا على ضرورة استخدام قواعد القانون الدولي لتأمين ممرات إنسانية بالقوة الجبرية، وتشكيل تحالف دولي إنساني يتجاوز الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن، بهدف حماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات. كما دعا إلى تفعيل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية وتطبيق تدابير محكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى دعم جهود الوسطاء، وعلى رأسها الجهود المصرية والقطرية، من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإعادة إعمار القطاع، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل منه. وأوضح، أن القطاع الصحي يمر بانهيار شبه كامل، حيث خرج 36 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، بعد استهدافها بالقصف المباشر، بما في ذلك مستشفيات رئيسية، مضيفًا أن وكالة الأونروا أغلقت 25 عيادة من أصل 28، مع تفشي أمراض خطيرة كشلل الأطفال بسبب منع دخول اللقاحات. وأشار إلى أن هناك 350 ألف مريض بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض الكلى والسكر يعانون من انعدام العلاج، في ظل الحاجة الملحة لإجلاء 24 ألف مصاب وجرحى، بينما تعرقل إسرائيل عمليات الإجلاء الطبي.


فيتو
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- فيتو
خبير استراتيجي: إسرائيل لا تستهدف حماس فحسب وإنما تريد التهجير الكامل للشعب الفلسطيني
أعرب الدكتور رفعت سيد أحمد، الخبير الاستراتيجى والمفكر القومي، عن آماله بنجاح مقترح إنهاء الحرب في قطاع غزة في التوصل إلى هدنة طويلة، خاصة أن الشعب الفلسطيني يعاني على مدار 15 شهرا من حرب إبادة شاملة من جانب إسرائيل؛ ما أسفر عن سقوط 250 ألفا بين شهيد ومصاب، إلى جانب تدمير البنية التحتية من مساكن ومرافق ومدارس ومستشفيات فى هذا العدوان من طرف واحد، هو إسرائيل، فهي ليست حربا بين طرفين. إسرائيل لا تستهدف حماس فحسب وإنما تريد التهجير الكامل للشعب الفلسطينى وأكد فى تصريح لـ"فيتو"، أن إسرائيل لا تستهدف حماس فحسب، وإنما تريد التهجير الكامل للشعب الفلسطينى من قطاع غزة وجعل الأرض محروقة غير صالحة للحياة، وبالتالى فالمشكلة ليست فى حماس وإنما فى إسرائيل لأنها مستمرة فى حرب الإبادة، ولن تتوقف إلا إذا مارست الدول العربية ضغوطها من خلال أوراق الضغط التى لديها، والتي تتمثل في: استخدام الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، إلى جانب النفط العربى والاستثمارات العربية فى الولايات المتحدة الأمريكية. وواصل رفعت سيد أحمد حديثه، قائلا: إن إسرائيل لا يعنيها الأسرى الإسرائيليون، وإنما تريد غزة لضمها للكيان الإسرائيلى، وهناك موافقة من ترامب، وبالتالى علينا مساندة المقاومة الفلسطينية لبقاء الشعب الفلسطيني فى أرضه من خلال استخدام أوراق الضغط العربية. دعوة للدول العربية لدعم المقاومة وطالب الخبير الاستراتيجي الدول العربية بتحمل مسؤولياتها ودعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل، قائلًا: 'علينا أن ننتبه جيدًا لما يحدث في غزة، فالحرب التي تشنها إسرائيل ليست حربًا متكافئة، بل هي إبادة ممنهجة استمرت لأكثر من عام ونصف'. حرب إبادة لفتح الطريق إلى سيناء وحذر الخبير الاستراتيجي من أن "حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين تهدف إلى تمهيد الطريق للسيطرة على سيناء، خاصة بعد انهيار اتفاقية كامب ديفيد من الجانب الإسرائيلي، الذي لم يعد يحترم المواثيق الدولية". وشدد على أن سيناء تمثل الخط الأمامي للأمن القومي المصري، وأن ما يحدث في غزة اليوم هو جزء من مخطط أكبر لزعزعة الاستقرار في المنطقة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


العين الإخبارية
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
استدعاء لدبلوماسيي 3 دول وتنديد.. اجتماع بمجلس الأمن «يستفز» إيران
تم تحديثه الخميس 2025/3/13 08:45 م بتوقيت أبوظبي احتجاجًا على ما وصفته بـ«خطوة استفزازية»، استدعت طهران الخميس دبلوماسيين ممثلين لفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بعد اجتماع لمجلس الأمن حول برنامجها النووي. وعُقد الاجتماع المغلق في الأمم المتحدة بناء على دعوة ست دول أعضاء بمجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة وفرنسا واليونان، وبنما، وكوريا الجنوبية، وبريطانيا. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان صادر عنها، إن عقد هذا الاجتماع الذي جاء بناء على دعوة من الدول الثلاث والولايات المتحدة، «لا يستند الى أي مبرّر تقني أو قانوني، ويعتبر خطوة استفزازية وسياسية تتطابق مع المقاربة الأحادية للولايات المتحدة». وشهد الاجتماع الأربعاء اتهام البعثة الأمريكية لطهران باتباع «سلوك مخزٍ» فيما يتعلق ببرنامجها النووي. وكان العديد من أعضاء مجلس الأمن قد طلبوا عقد الاجتماع لمناقشة التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أشار إلى زيادة مقلقة لاحتياطات إيران من اليورانيوم المخصب. وقال التقرير إن إيران زادت بشكل كبير مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب بدرجة نقاء 60% والقريبة من عتبة 90% اللازمة لصنع قنبلة ذرية. اتهامات بالتواطؤ وأضافت الخارجية الإيرانية في بيانها أنه تم استدعاء الممثلين الدبلوماسيين إلى الوزارة «احتجاجا على تواطؤهم مع الولايات المتحدة وعقدهم اجتماعا مغلقا بشأن برنامج إيران النووي السلمي». ونفت إيران رغبتها في تطوير سلاح نووي، وقالت إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية. وهددت بريطانيا أمس الأربعاء بالسعي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، إذا لزم الأمر، لمنعها من تطوير سلاح نووي، في الوقت الذي عقد فيه مجلس الأمن الدولي اجتماعا لمناقشة زيادة طهران لمخزونها من اليورانيوم الذي يقترب من درجة النقاء اللازمة لتصنيع سلاح نووي. وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة لتخصيب اليورانيوم إلى هذه الدرجة من النقاء، طالما أن البرنامج مخصص للأغراض السلمية، ولم تصل أي دولة إلى ذلك المستوى من التخصيب بدون إنتاج قنبلة نووية. وقالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في بيان بعد اجتماع المجلس إن إيران هي "الدولة الوحيدة في العالم التي لا تملك أسلحة نووية وتنتج يورانيوم عالي التخصيب، واستخدامها له في الأغراض السلمية غير موثوق به". ورفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس الأربعاء على ما يبدو اقتراحا أمريكيا بالتفاوض بشأن برنامج طهران النووي. لكن وسائل إعلام رسمية نقلت اليوم الخميس عن وزير الخارجية الإيراني قوله إنه لا يستبعد إجراء محادثات. aXA6IDQ1LjM4LjEyMC4xNjQg جزيرة ام اند امز FR


الشرق الأوسط
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الشرق الأوسط
رفد المجهود السعودي لحل الدولتين
إسرائيل كأي مجتمع إنساني معقد يضم مجموعة من العقلاء والمتطرفين. والشروط الموضوعية الداخلية والخارجية هي ما تحدد أي فصيل جماعي يصل إلى الحكم، ويفرض أجندته السياسية. وإن كان اليمين المتطرف غير العقلاني هيمن على المشهد السياسي الإسرائيلي لفترات طويلة بشعارات رفض حل الدولتين، وتهميش القضية الفلسطينية، فإن هذا الأمر لا يعني بالضرورة غياب أي أصوات عقلانية داخل إسرائيل ينسجم مشروعها السياسي مع هذا الحل، ويبدي تعاطفاً واضحاً مع القضية الفلسطينية. وكما أشرت في مقالي السابق عن حرب غزة، فإن أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) لم تكن إلا نتيجة حتمية لهيمنة العقلية الصفرية بين طرفي الصراع الإسرائيلي - الحمساوي؛ حيث يؤمن كِلا اللاعبين بأن الحرب هي حرب وجود وإفناء كامل للآخر، لا صراع حدود، وإن كان نتنياهو وائتلافه العنصري يتحمل المسؤولية الكبرى في أطول احتلال دموي يشهده العالم الحديث. هذا الاحتلال الممتد لأكثر من نصف قرن، وهو الأكثر تعقيداً من بين كل صراعات العصر الحديث، يدخل فيه الفاعل اليميني الإسرائيلي والفلسطيني برأسمال نفسي وعقائدي وتاريخي لتفسير أي مناوشات عسكرية؛ فالذاكرة الجماعية الإسرائيلية التي تسترجع بشكل اعتباطي لا واعٍ مخاوف الهولوكوست عند أي اقتتال مع العناصر الفلسطينية، يقابلها تذكُّر العقل الفلسطيني والعربي لعمليات التهجير والمجازر الإسرائيلية ضد السكان الأصليين في فلسطين والمناطق العربية. ويتداخل مع هذا الجانب النفسي استحقاقات عقائدية وتاريخية تشرعن لكل طرف تهميش فكرة التعايش السلمي، ورفض إبرام الصفقات الثنائية بمرجعية إنسانية وعقلانية مشتركة بدلاً من الدوغمائية السياسية. وهذا النمط من التفكير الصلب سيقود لا محالة إلى مناهضة الحوارات المرنة التي ترتكز على المعادلة التعاونية المربحة لكلا الجانبين، بدلاً من المعادلة الصفرية التي لا يربح فيها أي طرف الصراع إلا بسحق وإفناء الآخر بالضرورة. ولأن السياسة الخارجية السعودية دائماً ما تتبنى نمط التفكير التعاوني وتبنِّي الإجراءات الدبلوماسية لحل الصراعات الدولية، فقد بادرت المملكة في 26 سبتمبر (أيلول) من عام 2024 بتشكيل تحالف عالمي متخصص في السعي لحل الدولتين يضم ممثلي 90 دولة. وباستثناء الإدارة الأميركية الحالية، وحكومة نتنياهو المتطرفة، حصد هذا التحالف تأييد ومساندة كل دول العالم بما في ذلك الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن، والهند وألمانيا واليابان، فضلاً عن اتساق هذا التحالف مع قرارات الشرعية الدولية، ومواثيق الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن هذه الدبلوماسية السعودية قد تسهم في كشف التعنت والصلف الإسرائيلي اليميني في تبنِّي السلام خياراً استراتيجياً لأزمات المنطقة، فإن هذا المجهود الدبلوماسي السعودي في التركيز على الجانب الدولي لم يرافقه تركيز من الدول العربية المطبعة في احتواء الأصوات العقلانية من الداخل الإسرائيلي التي تتبنى مقايضة حل الدولتين مقابل التطبيع. فمن الخطأ تصوير المجتمع الإسرائيلي بأنه كتلة واحدة صماء وساكنة، ومعادٍ كله للحقوق الفلسطينية والعربية، فالداخل الإسرائيلي كأي مجتمع طبيعي يعج بالتناقضات الإنسانية والمصالح المتعارضة، وبالتالي لن تكون كل فئاته الاجتماعية ضد مشروع حل الدولتين وخيار السلام الاستراتيجي؛ فواقع تركيبة المجتمع الإسرائيلي يبين أن ثمة طيفاً واسعاً من التيار الإسرائيلي العقلاني الذي يحمل أجندة سياسية أكثر انفتاحاً ومرونة في التعاطي مع القضية الفلسطينية والعربية، ويعلو صوته ويخفت وفق تعقيدات الظروف الداخلية والخارجية، فالمكون العربي في المجتمع الإسرائيلي يشكل 21 في المائة، وغالبيته العظمى مع حل الدولتين، بل إن بعض كبار الساسة الإسرائيليين كانوا مع هذا المشروع كرئيسَي الوزراء إيهود أولمرت، وإيهود باراك. ففي حين صرح الأول لجريدة «بوليتيكو» 2023 بأن «حل الدولتين هو الحل السياسي الحقيقي الوحيد لهذا الصراع المستمر مدى الحياة»، أشار الأخير في «CBC» إلى أن «حل الدولتين يجب أن يظل هدف الحكومة الإسرائيلية». وذهب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) عامي أيالون أبعد من ذلك؛ إذ أشار في صحيفة «الغارديان» في عام 2024 إلى أن «إسرائيل لن تتمتع بالأمن حتى يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة». وأكد في مقابلة تلفزيونية بقناة «الجزيرة» أنه «لو كان فلسطينياً أو غزاوياً لاتخذ ما بوسعه ضد إسرائيل لينال حريته، وأن بن غفير وسموتريتش إرهابيان، ويمثلان أقلية متطرفة، وأكسبهما التحالف مع نتنياهو قوة ونفوذاً». هذا التصور يشاركه فيه تيار واسع من اليسار الإسرائيلي ممثلاً في حزب «ميرتس»، وحركات الشبيبة، وغيرها من الحركات الاجتماعية الإسرائيلية والنخب الثقافية التي تتبنى حل الدولتين والانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية وغزة والجولان. وخارج إسرائيل، ومن داخل أميركا كتب ما يقارب 27 من القادة اليهود الأميركيين في 14 من ديسمبر (كانون الأول) لعام 2023 رسالة إلى الرئيس بايدن يطالبونه فيها بضرورة أن يكون ثمة التزام أميركي ثابت بالسعي إلى وجود دولتين لشعبين، ومن هؤلاء القادة رؤساء سابقون لمنظمة «إيباك» التي هي أكثر تأثيراً في السياسة الخارجية الأميركية، والوكالة اليهودية لإسرائيل، والاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية، وغيرها من المنظمات السياسية اليهودية النشطة والمؤثرة بالسياسات الأميركية. وقد كان الخطاب السياسي لهذا التيار اليهودي الأميركي المعتدل متسقاً مع الأصوات العقلانية بالداخل الإسرائيلي، حيث كان يؤيد حل الدولتين في سبتمبر 2020، نسبة 42 في المائة من اليهود الإسرائيليين، وتراجعت إلى 21 في المائة؛ أي الهبوط إلى ما يقارب النصف، بعد أحداث السابع من أكتوبر وفقاً لاستطلاعات الرأي لجامعة تل أبيب، بل كانت نسبة تأييد حل الدولتين من الإسرائيليين في عام 2013 تصل إلى 52 في المائة وفق استطلاع آخر للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» الأميركية. ودلالة هذه الاتجاهات السياسية المتباينة نحو إنشاء دولة فلسطينية هي أن صوت الرأي العام الإسرائيلي غير ثابت ونهائي، بل يتغير طبقاً للأحداث الداخلية والخارجية. وكان من الطبيعي أن يخفت هذا الصوت العقلاني والمعتدل؛ لأن الأطراف المتفاعلة في ملف السابع من أكتوبر هم من تيارات المعادلة الصفرية التي لا تؤمن بالحلول الدبلوماسية، بالإضافة إلى افتقار الصوت العقلاني في إسرائيل لأي حاضنة إقليمية من دول التطبيع التي كان ينبغي لها أن تتبنى هذا الطرح السياسي، وتعمل على تسويقه إقليمياً ودولياً. وقد كانت الفرصة مواتية للدول المطبعة مع إسرائيل بأن تحتضن رواد هذا الطرح العقلاني الإسرائيلي، والتسويق له في حملة علاقات عامة ودبلوماسية شعبية تستهدف النخب السياسية والفكرية عبر العالم، وإبراز هذا الطرح العقلاني المتواري عن الأضواء مقابل الأصوات اليمينية المتطرفة لحكومة نتنياهو الائتلافية الرافضة لمشروع حل الدولتين. وكان من الممكن لهذا التكتل السياسي لهذه الأصوات المعتدلة أن يكون رافداً ومعززاً للدبلوماسية السعودية الدولية التي حملت على عاتقها مشروع حل الدولتين مقابل التطبيع، وذلك بعد التنازلات التي قدمتها بعض الدول العربية في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي دون ثمن حقيقي ينعكس على الوضع الداخلي الفلسطيني، وتحميل هذا الرهان السياسي والمقايضة الثقيلة على عاتق دبلوماسية المملكة وحدها. وبكل تأكيد، نجاح الدبلوماسية الشعبية، واحتواء أصحاب مشروع الخطاب العقلاني من الداخل الإسرائيلي، مشروطان أيضاً بمعالجة حالة الانقسام الفلسطيني، وتهميش الخطاب المتطرف فيها، عبر إبراز الأصوات الفلسطينية العقلانية والمعتدلة التي لا تتبنى أطروحات الصراع الوجودي مع إسرائيل، وتزييف الوعي الإسلامي بانتصارات وهمية، ووعود زائفة ومضللة. وهذا الأمر يعني ضرورة التعاطي مع الملف الفلسطيني من منطلقات خطاب سياسي براغماتي يتعاطى مع تعقيدات الأوضاع الإقليمية وواقع موازين القوى الدولية بصورته التجريبية الفعلية، كما هو الحال مع جهود الدبلوماسية السعودية في حل الدولتين، بعيداً عن التفكير الرغبوي الذي ينتجه خطاب وعظي متشنج يتلاعب بالنص الديني لتخدير العقول وبث الأوهام. فالنبوءات الخرافية التي وُظِّف فيها النص القرآني عطَّلت كثيراً من استغلال كل هوامش الحلول الدبلوماسية المتاحة، وأفسدت قراءة المشهد السياسي بطريقة موضوعية، فضلاً عن الإساءة للنص الديني ذاته. فوفق حساباته القرآنية الخاصة، توقع الزنداني انهيار الغرب وإسرائيل في عام 2014. وبنفس آلية التفكير والتحليل الميتافيزيقي، وظَّف الشيخ الفلسطيني الجرار النص الديني ليكشف للعقل الإسلامي نبوءة انهيار إسرائيل في عام 2022، وهو نفس المنهج الحسابي القرآني الذي ارتكز عليه الشيخ أحمد ياسين ليبشر العالم الإسلامي بمستقبل أفول دولة إسرائيل في عام 2027، وغيرهم الكثير من الذين يستدلون على الواقع السياسي وبناء الحجة عبر تحريف النص عن مواضعه الأصلية ودمجه في مغالطات التفكير بالتمني. وكانت تكلفة هذا الخطاب التعبوي والخرافي غير مدفوع الثمن، ومنهجية التفكير الفانتازي واللاعقلاني، سفك دماء الملايين من الأبرياء، وسقوط دولهم، في الوقت الذي ما زالت فيه إسرائيل باقية وتتمدد ولم تَنْهَرْ أو تسقط. وفي حقيقة الأمر، فإن الحكومة الائتلافية المتطرفة لنتنياهو لن تسقط بآليات التفكير بالتمني، أو باستخدام القوة العسكرية غير المتكافئة، أو بانفراد إيران بمشروع حل الدولة الواحدة، بقدر ما تزول بتبنِّي مبادرة حل الدولتين، واحتواء الطيف الواسع من الأصوات اليهودية المعتدلة التي تميل إلى مساندة هذا التوجه السياسي سواء من داخل إسرائيل أو من خارجها؛ فالسلام العقلاني ونمط التفكير التعاوني والاحتوائي، بدلاً من الحروب غير العقلانية ونمط التفكير الصفري والإقصائي، هو فن الممكن بالسياسة، وهو الخيار الاستراتيجي لازدهار هذه المنطقة اقتصادياً، وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، وكما تقول الحكمة: «عدو عاقل خير من صديق جاهل».