logo
#

أحدث الأخبار مع #بوسطنكونسالتينغغروب،

مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم
مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • سياسة
  • القدس العربي

مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم

لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'فايننشال تايمز' تقريرا لمجموعة من مراسليها في القاهرة ولندن وتل أبيب، كشفت فيه عن 'مصائد الموت' التي تجبر الفلسطينيين الجياع على قطع مسافات طويلة للحصول على الطعام، لكن أعدادا كبيرة منهم لا يعودون أحياء. وجاء في التقرير أن جهاد، سافر خمس مرات في جنوب غزة باتجاه مواقع توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية، مارا بين الدبابات الإسرائيلية والجنود وأحيانا المسيرات التي تحوم فوق رأسه، حيث اصطف في الطوابير المحصنة مثل الأقفاص يدفع نفسه وسط آلاف الرجال الذين يحضرون للقفز من أجل التقاط ما يمكنهم التقاطه من طعام. وفي الخمس رحلات التي قام بها، عاد خاوي الوفاض. وفي مرة قال إن رجلا بجانبه وكانا يقتربان من موقع 'مؤسسة غزة الإنسانية' في خان يونس تعرض لإطلاق النار، و'تناثر دمه وأمعاؤه علي'، كما يقول. وفي مرة أخرى، وعندما استطاع أن يمسك بصندوق من الإمدادات، تعرض للسطو تحت تهديد السكاكين. ويقول جهاد، وهو فني الأدوات الطبية البالغ من العمر، 26 عاما: 'لقد توقفت عن الذهاب إلى هناك لأن ما يحدث هو أبعد مما تتخيله'. وتعلق الصحيفة أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي روجت لها إسرائيل والولايات المتحدة بدأت توزيع المواد الغذائية في أيار/ مايو، كوسيلة لتجاوز الأمم المتحدة ومنع حصول حماس على المواد الغذائية، حسب زعم إسرائيل. لكن شهادات فلسطينيين مثل جهاد، وفيديوهات تم التثبت منها وصور للأقمار الاصطناعية، تكشف أن خطة المساعدات المثيرة للجدل، لم تخفف من احتياجات 2.2 مليون نسمة في غزة بل وزادت من يأسهم، حيث أجبرت الكثير من الفلسطينيين على قطع رحلة لم يعودوا منها أحياء. وتقول السلطات المحلية إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وبشكل متكرر على الفلسطينيين في طريقهم لمراكز مؤسسة غزة الإنسانية. وتقول وزارة الصحة إن أكثر من 500 شخص قُتلوا وجرح الآلاف في محاولاتهم للحصول على الطعام. وقتل الكثيرون وهم يمرون في الممرات المخصصة للوصول إلى مراكز مؤسسة غزة الإنسانية التي تنشر خرائطها على حسابها في فيسبوك. وبالنسبة للكثير من الغزيين الذي يواجهون المجاعة بعد الحصار الذي تفرضه إسرائيل قبل ظهور مؤسسة غزة الإنسانية، يقولون إن النظام لا يعرض حياتهم للخطر فقط، بل وفشل في تقديم ما يكفي من المساعدات، مما أدى إلى تناحر الآلاف على ما توفر من طعام لمن يستطيع الإمساك به. وقال حسن عبد الله، الحلاق الذي هجر مع عائلته إلى المواصي جنوب غزة، إن مراكز 'مؤسسة غزة الإنسانية' هي 'مصائد موت'. وأضاف عبد الله الذي نجح في توفير الإمدادات الغذائية، مرة واحدة من سبع رحلات قام بها: 'لو حصلت على الطعام وتجنبت رصاص الإسرائيليين، فقد لا تهرب من العصابات التي تنتظر في الخارج'. وتعلق الصحيفة أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي أمّنت في الشهر الماضي تمويلا بـ30 مليون دولار من الحكومة الأمريكية، كسرت نظام المساعدات الإنسانية التقليدي. وقد تم تطوير نموذجها بالتعاون مع شركة استشارات أمريكية 'بوسطن كونسالتينغ غروب'، مع أن الشركة تقول إن العمل تم بدون موافقتها، وإن الموظفين الذين تعاونوا في المشروع جردوا من أعمالهم وتبرأت منهم. وتدير هذه المؤسسة أربعة مراكز في جنوب غزة، ويعمل فيها على الأغلب متعاقدون أمنيون أمريكيون (مرتزقة) بإشراف من القوات الإسرائيلية. ويحصل الفلسطينيون على معلومات عن مواعيد فتح المراكز ومواقع التوزيع مما تنشر المؤسسة على صفحتها في فيسبوك، حيث يبدأون رحلتهم من خيامهم أو أنقاض بيوتهم باتجاه ما تم تحديده. ووجد تحليل لـ 'فايننشال تايمز' أن المعلومات عادة ما يعلن عنها في منتصف الليل ولا تعطي إلا نصف ساعة لفتح المراكز. وبعد ذلك تضع المؤسسة منشورا بعد دقائق معدودة من الإعلان عن موعد فتح المركز، ويحتوي على معلومات من أن المركز المعين قد أغلق. وفي بعض الحالات، أعلنت المؤسسة عن إغلاق المركز حتى قبل دقائق من موعد افتتاحه. ونظرا لانقطاع الإنترنت المتكرر في غزة، فإن الفلسطينيين يجدون صعوبة في الوصول إلى الصفحة على فيسبوك وقراءة المنشورات. لكن الباحثين عن الطعام والذي يقطعون كيلومترات في طرق غير معلمة نظرا لتسوية الجيش الإسرائيلي لها في الحرب الممتدة منذ 21 شهرا، لا مجال أمامهم لعدم الخطأ في التقدير. ويقول جهاد: 'لا تستطيع معرفة وجهتك في الظلام. الطريق متاح كخريطة على شاشة هاتفك، لكن على الأرض، جميع الطرق مدمرة، وعليك المخاطرة. فإما أن تكون على الطريق الصحيح، أو تموت'. وعندما يقترب الناس من مراكز توزيع المساعدات فعليهم الانتظار في المنطقة المخصصة لهم لحين فتحها، وعادة في منطقة عسكرية نشطة. وهنا تبدأ المخاطر، حيث قال الكثير من الفلسطينيين إنهم تعرضوا للنيران القادمة من الجنود الإسرائيليين، حيث يزداد الزحام والتدافع، وعادة في الظلام، في محاولات للاقتراب من المراكز وزيادة فرصهم لتأمين الطعام. وقال محمد داوود الذي عمل قبل الحرب منسق زهور، إن إطلاق النار حدث في كل مرة حاول فيه الذهاب لمراكز التوزيع: 'ليست مرة أو مرتين.. يحددون وقتا معينا لفتح البوابة ومن ثم تبدأ الدبابات ومسيّرة رباعية المراوح بإطلاق النار'. وقال أيتور زابالغوجيازكوا، منسق الطوارئ في غزة لدى منظمة أطباء بلا حدود التي تدير مستشفيات ميدانية في القطاع، إنه يرى 'جيشا من الناس' يتجهون إلى مراكز مستشفى غزة الأوروبي قبل الفجر كل يوم. وكان يسمع دوي إطلاق نار: 'كأنها ثلاث طلقات، ثم صمت وبعدها إطلاق النار وصمت، ويبدأ المصابون بالوصول سيرا على الأقدام أو ينقلون بعربات تجرها الحمير'. وقال جوهر راهبور، وهو جراح بريطاني تطوع في مجمع ناصر الطبي جنوب غزة في يونيو/ حزيران، إن غرف العمليات الست في المستشفى غالبا ما كانت تمتلئ بالمصابين العائدين من رحلات إلى مواقع 'مؤسسة غزة الإنسانية' وقد أصيبوا بجراح نتيجة للقصف. وقال جوهر: 'نعقد اجتماعنا للجراحة العامة في الساعة 7.45 وعندها يبدأ صوت الإنذار للطوارئ في المستشفى، ونذهب إلى غرف العمليات'. وأشارت الصحيفة إلى قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي حسب جويل كارمل من منظمة كسر الصمت، التي تضم جنودا سابقين توثق ممارسات الجيش في الضفة وغزة: 'إذا كان الرجل في سن القتال وتقدم أكثر من اللازم، فالأوامر هي إطلاق النار بقصد القتل'. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، مبررا أنه شعر بالتهديد. ونفى أن يكون جنوده قد أطلقوا النار بقصد القتل وأنهم أطلقوا رصاصات تحذيرية، فيما قال مسؤول بارز إن الطرق معلمة بلافتات وكتل رملية وأسلاك شائكة. وأضاف: 'المناطق خارج الطريق هي مناطق قتال، حيث يمكن للقوات إطلاق طلقات تحذيرية وبعد ذلك العمل للدفاع عن نفسها' و'هذا يضمن عدم وجود أي تهديد لقواتنا'. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت إن 31 شخصا قتلوا وأصيب العشرات 'في أحدث حادث إصابات جماعية مرتبط بمواقع توزيع الغذاء'. وأضافت أن هذا كان أكبر 'تدفق للقتلى' منذ أن بدأ مستشفاها الميداني في جنوب غزة عملياته العام الماضي. ورفضت مؤسسات الأمم المتحدة التي أشرفت على توزيع الطعام والمواد الإنسانية طوال الحرب، التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية. واتهمتها بأنها حولت 'المساعدات لسلاح وورقة تين' لإجبار الفلسطينيين على الرحيل من الشمال إلى الجنوب، وهو هدف يريد قادة إسرائيل تحقيقه. ويقول مسؤولو الإغاثة الإنسانية، الذين أداروا نحو 400 مركز توزيع في غزة قبل أن تفرض إسرائيل حصارا في آذار/مارس، إنهم لم يروا أي دليل على تحويل ممنهج للمساعدات من قبل حماس. وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن النموذج التقليدي: 'لقد حمينا الأشخاص الذين خدمناهم، كنا نذهب إلى الناس مباشرة لتسليم المساعدات دون وجود مسلحين في الجوار، ولم تقع أي حوادث قتل جماعية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store