أحدث الأخبار مع #بيترثيل


العربية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- العربية
بيتر ثيل: انموذجا لنخب المستقبل الأمريكي
في مقابلة بيتر ثيل الأخيرة مع جو لونزديل، تناول الثنائي قضايا جوهرية تتعلق بالحكومة الأمريكية والذكاء الاصطناعي، مع إبراز أفكار ثيل المثيرة للجدل والتي تعكس رؤيته الفريدة للمستقبل. يرى ثيل أن الديمقراطية تعاني من عجزٍ بنيوي، خاصة مع توسع نطاق الرعاية الاجتماعية وزيادة حقوق التصويت للنساء، ما يقوّض -حسب رأيه- كفاءة النظام. وهو يدعو إلى تقليص دور الدولة لصالح المجالات التكنولوجية المستقلة مثل الفضاء والعملات المشفرة، معتبرًا أن التكنولوجيا هي الحل لتحرير الأفراد من سيطرة البيروقراطية. يُعتبر ثيل من الداعمين البارزين لسياسات ترامب، ويرى أن عودته للسلطة قد تُنهي "النظام القديم" القائم على الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية. بيتر ثيل هو رجل أعمال ومستثمر وفيلسوف تقني أمريكي، وُلد في عام 1967 في فرانكفورت بألمانيا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث نشأ ودرس. يُعد أحد أبرز الشخصيات في وادي السيليكون، بفضل رؤيته الجريئة ودوره المحوري في تأسيس شركات رائدة مثل "باي بال" و"بالانتير تكنولوجيز"، بالإضافة إلى كونه أول مستثمر خارجي في فيسبوك. تخرج ثيل من جامعة ستانفورد بدرجة في الفلسفة، ثم حصل على شهادة في القانون من نفس الجامعة. بدأ مسيرته المهنية في وول ستريت قبل أن يتحول إلى عالم التكنولوجيا، حيث أسس "باي بال" عام 1998، والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من إي باي. بعد ذلك، اتجه إلى الاستثمار في شركات ناشئة عبر صندوقه "فاوندرز فاند"، وساهم في إطلاق مشاريع طموحة مثل "سبيس إكس" و"لينكدإن". يُعرف ثيل بآرائه السياسية والاقتصادية غير التقليدية، حيث يدعو إلى تقليص دور الحكومة وتمكين التكنولوجيا كقوة تحررية. كما يُعتبر من أبرز المؤيدين لحركة "الليبرتارية"، وله مواقف مثيرة للجدل حول الديمقراطية والذكاء الاصطناعي. إلى جانب نجاحاته التجارية، يُكرس ثيل جزءًا كبيرًا من وقته لدعم الأبحاث العلمية المتطورة، خاصة في مجال مكافحة الشيخوخة وتطوير الذكاء الاصطناعي، مما يجعله أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تشكيل مستقبل التكنولوجيا والمجتمع. كشف ثيل في مقابلته الأخيرة عن مخاوف جادة بشأن عدم استعداد الحكومة الأمريكية لمواجهة التهديدات الناشئة عن التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن 99% من الناس لا يدركون حجم هذه المخاطر. وقد شدد على ضرورة تطوير أنظمة دفاعية متقدمة مضادة للصواريخ الباليستية، بدلًا من التركيز على الحد من الأسلحة النووية التقليدية، وهو ما يعكس رؤيته لضرورة تبني حلول تكنولوجية جذرية. من خلال شركته بالانتير تكنولوجيز (المتخصصة في تحليل البيانات للأجهزة الأمنية)، يرى ثيل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة حاسمة في مكافحة الإرهاب والاحتيال، لكنه يحذر من إساءة استخدامه. يعتقد ثيل أن التكنولوجيا وليس العولمة هي المحرك الرئيسي للمستقبل. فبدون ابتكارات تكنولوجية، ستفشل محاولات نقل النماذج الاقتصادية الحالية إلى دول مثل الصين والهند بسبب الكوارث البيئية المحتملة. وهو يدعو إلى تسريع التطور التكنولوجي في مجالات مثل الطاقة النووية الاندماجية ومكافحة الشيخوخة، معتبرًا أن السعي نحو الخلود هو جزء من "الرسالة المسيحية" للإنسان. ينتقد ثيل ما يسميه "الكاتدرائية"، وهي الهيمنة الثقافية للنخب الليبرالية في أمريكا، ويرى أن حركات مثل "اليقظة" (ووكيسم) تشكل انحرافًا عن القيم اليهودية-المسيحية وتؤدي إلى حكومة عالمية غير مرغوب فيها. كما يحذر من أن المنافسة المفرطة في النظام التعليمي والاقتصادي تشغل الأفراد عن الابتكار الحقيقي، داعيًا إلى التركيز على "الأسرار" غير المكتشفة بدلًا من تكرار النماذج القائمة. يؤمن ثيل بفكرة "التفوق الرأسي"، حيث يجب أن تتركز السلطة في أيدي النخب التكنوقراطية (رجال أعمال وعلماء) لقيادة العالم نحو التقدم، وهو ما يبرر دعمه لـ"ملوك الرؤساء التنفيذيين". يُعتبر من أشد المعجبين برواية "سيد الخواتم"، ويرى العالم من منظور صراع بين الخير والشر، مع تأكيده على ضرورة سيطرة "الكائنات العليا" (مثل النخب الغربية) على الموارد والمعرفة. أشار ثيل إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح أداة للتحكم أو التدمير، اعتمادًا على كيفية إدارته. ففي حين يمكنه تعزيز الأمن والكفاءة، فإن إهمال تنظيمه قد يؤدي إلى كوارث غير مسبوقة. وقد دعم مشاريع مثل "بريك أوت لابز" لدعم الأبحاث العلمية الجريئة، معتقدًا أن الحلول للمشكلات العالمية ستأتي من القطاع الخاص وليس الحكومات. تعكس هذه النقاط فلسفة ثيل المبنية على التشكيك في المسلمات التقليدية، ودفاعه عن التكنولوجيا كمنقذ للبشرية، وتحذيره من المخاطر التي تهدد النظام العالمي الحالي. من خلال تتبع سيرته المهنية والاستثمارية ومجالات التركيز لديه، ومن تحليل اللقاءات والمحاضرات التي يقوم بها سواء في الجامعات أو الإعلام ، يعكس بيتر ثيل شخصية رجل الأعمال الفيلسوف والذي يساهم ليس في رسم المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة فقط، بل وملامح المستقبل السياسي العالمي مثله مثل بيل جيتس وإيلون ماسك. هذه النماذج من رجال الأعمال المثقفين والمؤثرين في مجال التقنية يأخذون حيزاً متنامياً في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي لدى الأجيال الجديدة ليس في الولايات المتحدة بل في معظم دول العالم.


البيان
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- البيان
لماذا دعا إيلون ماسك قراصنة عالميين لفتح بيانات الضرائب الأمريكية؟
أثارت خطوة مثيرة للجدل قادها إيلون ماسك، حيث نظّم "هاكاثون" داخل إدارة الضرائب الأمريكية (IRS) لتطوير "واجهة برمجة تطبيقات" ضخمة تهدف إلى مركزية الوصول إلى بيانات دافعي الضرائب، مخاوف واسعة بشأن الأمن والخصوصية، المشروع الذي يقوده مقربون من ماسك، يهدف إلى تحديث الأنظمة القديمة في مصلحة الضرائب، ولكنه يثير تساؤلات خطيرة حول كيفية تأثيره على سرية البيانات وحمايتها. الهاكاثون هو حدث تنافسي يعقد عادة لمدة قصيرة، مثل 24 إلى 48 ساعة، حيث يعمل المشاركون في مجموعات على تطوير حلول أو تطبيقات جديدة باستخدام التكنولوجيا. يشارك المبرمجون والمطورون والمصممون وغيرهم من المحترفين في مجال التقنية بهدف حل مشكلة معينة أو ابتكار شيء جديد. ووفقا لموقع sustainability-times، تهدف المبادرة إلى بناء بوابة واحدة لتمكين الوصول إلى بيانات الضرائب الأمريكية من خلال نظام API ضخم، مما قد يؤدي إلى وصول غير مسبوق لجميع المعلومات الحساسة المتعلقة بالمواطنين الأمريكيين، ويتساءل الخبراء عن مدى الأمان في تخزين جميع هذه البيانات في مكان واحد، خاصةً مع وجود احتمال للتلاعب بها أو تسريبها. الفكرة وراء المشروع هي دمج الأنظمة القديمة لمصلحة الضرائب التي تعمل بتقنيات قديمة مثل "كوبول" إلى منصات سحابية حديثة. يعتقد القائمون على المشروع أنه سيقلل من التعقيدات التي تواجهها الوكالة في إدارة بيانات المواطنين. ولكن، هذا التحديث يثير قلق موظفي مصلحة الضرائب، حيث يتم العمل على تنفيذ المشروع في غضون 30 يومًا فقط، وهو ما يعتبره البعض غير ممكن تقنيًا. كما تُثار المخاوف من تورط شركات خاصة مثل "بالانتير"، التي أسسها بيتر ثيل أحد الشركاء الرئيسيين لماسك، في معالجة البيانات الحساسة، رغم أن بالانتير تمتلك شهادة أمان فيدرالية، إلا أن استخدامها لهذه البيانات يعزز القلق حول تضارب المصالح والمخاطر المرتبطة بتسريب أو إساءة استخدام المعلومات. من ناحيته، حذّر إيفان غرير من أن البيانات المالية التي يحتفظ بها IRS هي من أكثر المعلومات حساسية، وأن دمجها في منصة واحدة قد يؤدي إلى استخدامها لأغراض غير متوقعة قد تعرض الأفراد للخطر. في سياق أوسع، يأتي هذا المشروع في إطار سياسات حكومية تهدف إلى إزالة الحواجز بين البيانات في الوكالات الفيدرالية، وهو ما بدأه أمر تنفيذي في عهد ترامب. لكن هذه المبادرات المثيرة للجدل تواجه انتقادات حادة من المدافعين عن الخصوصية، الذين يرون أن هذا التوجه قد يفتح بابًا لمخاطر غير مسبوقة. يرى البعض أن المشروع الذي يقوده ماسك قد يكون بداية لتغيير جذري في كيفية التعامل مع البيانات الشخصية في الولايات المتحدة، ولكن هذا التغيير قد يأتي بثمن غالٍ قد يشمل عواقب غير متوقعة على خصوصية المواطنين.


أرقام
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- أرقام
كيف أسس شاب في عمر 18 عاماً شركة بقيمة 300 مليون دولار يستثمر بها سام ألتمان؟
أسس "بليك ريسنك" وهو في عمر الثامنة عشر شركة لصناعة طائرات بدون طيار "درون" لمساعدة قوات الأمن والحماية المدنية بتمشيط وفحص الأماكن الخطيرة التي يصعب الوصول إليها أثناء الحوادث، لتصبح شريكة رئيسية بأعمال الإنقاذ في 4 مدن أمريكية. استغرقت رحلة صعود شركة "برينك – Brinc" نحو 7 سنوات جمعت خلالها استثمارات بحوالي 82 مليون دولار من مؤسسات ورواد أعمال بارزين، منهم "سام ألتمان" الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، حتى أصبحت قيمتها السوقية تُقدر بـ 300 مليون دولار. فكرة تأسيس برينك كان "ريسنك" شغوفاً بالصناعة منذ نشأته، وعمل متدرباً في شبابه لدى شركتي "مكلارين أوتوموتيف"، و"تسلا" و"دي جيه آي" الصينية المتخصصة في بيع الطائرات بدون طيار، وفي عام 2017، قرر استغلال قدراته في مجال تعزيز السلامة العامة عقب وقوع حادثة إطلاق نار جماعي في لاس فيجاس. الخطوات الأولى اتصل "ريسنك" بعد الحادثة بفرقة التدخل السريع لمدينة لاس فيجاس لطرح فكرته عليهم، ووافقوا على مقابلته رغم صغر سنه، وكان حينها بدأ بتصنيع أول نماذج طائراته المسيرة في إحدى غرف منزل والديه، وساعدوه على تطويره وتعاقدوا معه ليصبحوا أول عملاؤه. محاولات جمع التمويل انضم "ريسنك" بعدها لبرنامج رواد الأعمال التابع للملياردير "بيتر ثيل"، لكنه فشل في إقناع المستثمرين بدعم مشروعه، واستمر في محاولات جمع التمويل على مدار عامين دون نتيجة حتى اقترح عليه صديق لقاء أحد مديري أعمال المؤثرين على تطبيق "تيك توك" كان مهتماً بالاستثمار في التكنولوجيا، لكنه لم يستثمر أيضاً بالمشروع. التمويل الأول ودعم سام ألتمان وفي حين لم يستثمر مدير أعمال مؤثري موقع التوصل الاجتماعي في "برينك"، لكنه كان قد دعا بضع أشخاص للمشاركة في اجتماعه مع "ريسنك" عبر الإنترنت، وكان أحدهم هو صديق سابق لـ "سام ألتمان" أبلغه بأن الرئيس التنفيذي لمطورة "شات جي بي تي" قرر استثمار 200 مليار دولار في مشروعه. استمرار تدفق الاستثمارات لم يتوقف دعم "ألتمان" للمشروع عند هذا الحد، بل أقنع صديقه "ألكسندر وانج" من شركة "سكيل إيه آي" باستثمار 200 ألف دولار أخرى، ثم جمعت "برينك" 25 مليون دولار في أول جولة تمويل رسمية، و55 مليون دولار في الجولة الثانية التي شاركت بها شركات مثل "إندكس فنتشورز" و"نكست بلاي فنتشورز". ابتكارات الشركة وتطور منتجاتها كان هدف "ريسنك" منذ البداية هو إنتاج طائرات مسيرة تتيح لقوات الأمن والطوارئ تمشيط الأماكن شديدة الخطورة عن بعد، وأصبح أحدث نماذجها الذي تم إطلاقه في مايو الماضي قادراً على التصوير عبر النوافذ والأماكن الضيقة بفضل صغر حجمه، والاتصال بنظام استجابة الطوارئ، وتحديد إحداثيات المكالمة ثم الانتقال لتصوير الموقع في غضون 70 ثانية وإبلاغ الجهات المعنية. حجم أعمال برينك قال "ريسنك" في لقاء مع مجلة "فوربس" في مايو 2024 إن شركته لديها 500 عقد نشط لتوريد طائراتها المسيرة، وتعاقدت مع 4 مدن منها " هوثرون" و" وسكينيكتادي" بولايتي كاليفورنيا ونيويورك لاستخدام منتجاتها الرائدة، وتُجري مباحثات مع 150 مدينة أخرى، وتوظف "برينك" 110 موظفين في المجمل. جمع "ريسنك" البالغ من العمر 24 عاماً في الوقت الراهن بين شغفه بالتصنيع والابتكار وشعوره بالمسؤولية المجتمعية للدخول في عالم ريادة الأعمال وتأسيس شركة ناجحة، واعتمد في رحلته على استراتيجية رجل الأعمال "بيتر ثيل" التي ترتكز على إيجاد سوق صغيرة والهيمنة عليها، ثم مواصلة التوسع في أسواق أخرى أكبر وأكثر تنافسية.


الجزيرة
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- الجزيرة
كيف تسببت رموز "إن إف تي" في صعود شركة "أوبن سي" واندثارها؟
في عام 2022 بلغت قيمة التداول على رموز "إن إف تي" (NFT) أكثر من 6 مليارات دولار، ولكنها الآن انخفضت إلى أقل من 430 مليون دولار، لتكون بذلك أولى رايات الغرق لأحد قطاعات العملات الرقمية التي بزغت فجأة وصعدت إلى القمة قبل أن تهوي إلى القاع مجددًا. في وقت ما، كانت رموز "إن إف تي" هي كل ما يفكر فيه البشر من مختلف بقاع العالم، فالجميع يرغب في الحصول على الرموز النادرة والمميزة طمعًا في الثراء السريع وتخزين الرموز. وعلى غير العادة قامت كثير من الشركات العالمية وكبار المستثمرين في أنحاء العالم بالاستثمار في هذا القطاع وضخّ أموالهم فيه، وذلك تضمن علامات فارهة مثل "غوتشي" (Gucci) التي أطلقت مجموعة خاصة بها، فضلًا عن "لويس فيتون" (Louis Vuitton) وعدد كبير من المشاهير مثل سنوب دوغ وباريس هيلتون ولوغان بول وإيمينيم وغيرهم. ورغم أن التقلب هو سمة عالم العملات الرقمية وكل ما يرتبط به، فإن شركة "أوبن سي" (OpenSea) التي كانت أهم متجر لبيع الرموز غير القابلة للاسترداد لم تتمكن من التعافي من هذا التقلب، وبدأت في رحلة من التدهور تهدد وجودها ذاته، فكيف حدث ذلك؟ السير وراء الصيحة في عام 2017، تعاون ديفين فينزر مع أليكس عطا الله من أجل تطوير منصة جديدة تقدم فكرة ثورية في عالم الإنترنت، وهي منصة تتيح للمستخدمين مشاركة اتصال الإنترنت اللاسلكي الخاص بهم "واي فاي" مع الغرباء مقابل عملات رقمية، ورغم غرابة الفكرة فإن حاضنة الأفكار "واي" (Y Combinator) التي أطلقت شركات تقنية ناجحة للغاية مثل "آير بي إن بي" آمنت بها بشكل كامل لتتبنّى الفكرة وتضمها إلى مشروعاتها عام 2018. تزامن هذا الأمر مع بزوغ صيحة "إن إف تي" أو الرموز غير القابلة للاسترداد، وهي رموز لا يمكن أن تكون موجودة إلا مرة واحدة فقط، لذا تعود ملكيتها إلى شخص واحد فقط، مثل اللوحات الأصلية لكبار الفنانين. وبسبب طبيعة العملات الرقمية وعدم وجود جهة رئيسية تتحكم بها، فإن هذه الرموز كانت تضم صورًا ومقاطع فيديو غريبة ومختلفة مثل القطط الطائرة أو القردة الأشبه بالبشر. لاحظ فينزر وعطا الله التحول والترقب المحيط بهذه الرموز، لذا قرروا بشكل مفاجئ بعد انتهاء فترة الحاضنة أن يتحول مشروعهم "أوبن سي" ليصبح متجرًا لرموز "إن إف تي" يحصل على نسبة من مبيعات كل رمز منها. ورغم أن بعض العاملين معهم على الفكرة الأولى آمنوا بها وبنجاحها، فإن المؤسسين اختاروا التخلي عنها تمامًا، وفي الوقت ذاته أعلن فينز أن شركتهم قد حصلت على تمويل قدره 2 مليون دولار من بعض المستثمرين الكبار مثل "صندوق مؤسسي بيتر ثيل" (Peter Thiel's Founders Fund) مما عزز ثقتهم بالمشروع وبأنفسهم. لحظة الاندفاع نحو النجاح في البدء، لم يكن المتجر ناجحًا نجاحا كاملا، إذ ضم بعض العمليات البسيطة عليه التي لا تتجاوز ألف عملية يوميا فضلًا عن حجم أضعف من المستخدمين، وهو ما جعلهم يبدؤون الشركة بأقل من 10 موظفين. ولكن في عام 2021، تغير الأمر تمامًا عندما تمكن مايك وينكلمان من بيع رمز "إن إف تي" مقابل 69 مليون دولار لتقفز قيمة التعاملات داخل المنصة لأكثر من 3 أضعاف الشهور الماضية وهو الأمر الذي جعل المستثمرين يركضون لضخ الأموال بها والمشاركة في هذا النجاح، لذا تمكنت الشركة من جمع 23 مليون دولار بعد تقييم الشركة بأكثر من 120 مليون دولار تقريبًا، ثم بدأ التوسع الحقيقي للشركة. ومع نهاية الربع الثالث من عام 2021، قفزت أرباح الشركة من 9 ملايين دولار في مطلع العام إلى 186 مليون دولار، وقبل نهاية العام تمكنت الشركة من جمع 100 مليون أخرى بعد أن أصبح تقييمها 1.5 مليار دولار، ومع هذا النجاح العملاق بدأت المشاكل في الظهور. سيل من المشاكل بدأت هذه المشاكل في عام 2023، عندما اكتشفت الشركة أن نيت تشاستاين رئيس قسم المنتجات في الشركة الناشئة كان يسرب المعلومات ويتاجر في الرموز عبر ترويج الرموز التي يملكها هو وأصدقاؤه في الصفحة الرئيسية للموقع ليحصل على مزيد من الأرباح. بالطبع أقالته الشركة ثم حكم عليه بالسجن 3 أعوام في حادثة هي الأولى من نوعها، ولكن هذه المشكلة لم تكن الوحيدة أمام "أوبن سي"، إذ بدأ الموقع يواجه العديد من المشاكل ويخرج عن العمل بشكل مستمر فضلًا عن وجود العديد من الرموز العشوائية التي لا قيمة لها أو الرموز الاحتيالية بشكل واضح إلى جانب الرموز المسروقة. ومن أجل التكيف مع هذا النمو المفاجئ وتزايد المشاكل، قامت الشركة بتعيين العديد من الخبرات الواسعة من الشركات التقنية الكبيرة مثل "أمازون" و"غوغل" و"ميتا"، وبينما كان هؤلاء الخيار الأفضل لإدارة الشركة فإن الموظفين لم يكونوا سعداء بذلك وفق ما تحدث به بعضهم مع موقع "ذا فيرج" (The Verge)، ليصل إجمالي عدد الموظفين في الشركة بعد بضعة شهور إلى 300 موظف قبل أن يتم خفضهم مجددًا في وقت قياسي. وفي عام 2022، قفزت أرباح الشركة إلى 265 مليون دولار في الربع الأول من العام، لتتمكن الشركة من خوض جولة تمويل رابعة بقيمة 300 مليون دولار على اعتبار أن قيمتها السوقية 13.3 مليار دولار، لتبدأ بذلك في مناطحة الشركات التقنية العملاقة ولتبدأ المزايدات على أسهم الشركة، إذ شهدت هذه الفترة انضمام العديد من المستثمرين البعيدين عن المجال التقني مثل الممثل أشتون كوتشر ولاعب كرة السلة كيفن دورانت الشهير. بالطبع، كان هذا الوقت المثالي لبيع بعض أسهم المؤسسين فينزر وعطا الله إلى جانب بعض الموظفين القدامى في الشركة، ليحصل هؤلاء على جزء كبير من قيمة أموالهم التي تمثلت في أسهم الشركة وسعرها. انحسار صيحة "إن إف تي" وفي منتصف عام 2022 بعد أن وضعت الشركة قدمها على أول طريق النجاح الباهر، انخفض سوق الرموز غير القابلة للاسترداد ليصل إلى مليار دولار بعد أن كان يتخطى 6 مليارات دولار، فانخفضت بذلك أرباح الشركة لتصل إلى 171 مليون دولار. ولأن الشركة كانت تدعم العملات الرقمية، فقد وضعت جزءًا كبيرًا من مخزونها النقدي في عملة "إيثر" التي كانت في ذلك الوقت الأشهر والأكثر استقرارًا، وفي حدود عام 2021 انخفضت قيمة العملة بأكثر من 80% لتبلغ خسائر "أوبن سي" أكثر من 170 مليون دولار، وبعد بضعة أشهر قامت الشركة بتسريح 20% من إجمالي الموظفين بها مع تخوفات المستثمرين والمؤسسين حول مستقبل هذه الشركة. تزامنًا مع هذه التحديات التي ظهرت في الشركة، قرر عطا الله التنحي عن منصبه ليبدأ في مشروع جديد تابع له رغم كونه في مجلس إدارة الشركة. ولاحقًا كشف عطا الله عن صراع بدأ بينه وبين فينزر حول مستقبل الشركة، ومع غياب عطا الله ظل فينزر يدير الشركة التي هوت مبيعاتها إلى 32 مليون دولار فقط، لتمثل خسارة تصل إلى 90% من قيمة أرباحها في الربع الأول من العام ذاته فضلًا عن اختفاء 27 مليون دولار من حسابات الشركة. ظهور منافس جديد كان يبدو أن متاعب "أوبن سي" لن تنتهي عند انحسار قيمة السوق، فقد ظهر في الوقت ذاته منافس آخر يدعى "بلور" (Blur)، مع نموذج عمل مختلف عن سابقه، إذ كان يشجع المتاجرين في الرموز عبر خفض الحصص والنسبة التي تحصل عليها المنصة منهم، وهذا جعل المنصة الجديدة أكثر رواجًا من "أوبن سي". وفي فبراير/شباط 2023، كانت قيمة "بلور" تتخطى 3 أضعاف "أوبن سي" مع حجم تعاملات أكبر، وهو ما ساهم في خفض أرباح الشركة أكثر لتصل إلى 23 مليون دولار في الربع الرابع من عام 2022 و19 مليون دولار في الربع الأول عام 2023. تحاول الشركة في الوقت الحالي لمّ شتاتها والعودة إلى ما كانت عليه، وذلك عبر مبادرة أطلقت عليها "أوبن سي 2.0″، ولكن مع وجود العديد من التحقيقات من الهيئات الفدرالية فضلًا عن مشاكل بيئة العمل الشائعة عن الشركة، فإن الأمر لا يبدو مبشرًا بالخير، وقد تنتهي الشركة بشكل غير متوقع.


المشهد العربي
١٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- المشهد العربي
أندوريل تستعد لجولة تمويل جديدة بـ 28 مليار دولار
أعلنت شركة أندوريل، الرائدة في مجال تطوير الأنظمة الدفاعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، عن قرب إطلاقها لجولة تمويل جديدة من المتوقع أن ترفع تقييمها إلى 28 مليار دولار. ومن المقرر أن يقود الجولة صندوق فاوندرز، وهو صندوق استثمار مشترك بين الملياردير التكنولوجي بيتر ثيل وشريكه تراي ستيفنز، أحد مؤسسي شركة أندوريل نفسها. تأتي الجولة بعد نجاح الجولة السابقة التي جمعت 1.5 مليار دولار في أغسطس الماضي، مما يشير إلى الطلب المتزايد على تقنيات أندوريل المتقدمة في مجال الدفاع والأمن. تُركز أندوريل على تطوير أسلحة مستقلة تعتمد على مجموعة واسعة من أجهزة الاستشعار، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وتستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واتخاذ القرارات.