logo
بيتر ثيل: انموذجا لنخب المستقبل الأمريكي

بيتر ثيل: انموذجا لنخب المستقبل الأمريكي

العربية٢٢-٠٤-٢٠٢٥

في مقابلة بيتر ثيل الأخيرة مع جو لونزديل، تناول الثنائي قضايا جوهرية تتعلق بالحكومة الأمريكية والذكاء الاصطناعي، مع إبراز أفكار ثيل المثيرة للجدل والتي تعكس رؤيته الفريدة للمستقبل. يرى ثيل أن الديمقراطية تعاني من عجزٍ بنيوي، خاصة مع توسع نطاق الرعاية الاجتماعية وزيادة حقوق التصويت للنساء، ما يقوّض -حسب رأيه- كفاءة النظام. وهو يدعو إلى تقليص دور الدولة لصالح المجالات التكنولوجية المستقلة مثل الفضاء والعملات المشفرة، معتبرًا أن التكنولوجيا هي الحل لتحرير الأفراد من سيطرة البيروقراطية. يُعتبر ثيل من الداعمين البارزين لسياسات ترامب، ويرى أن عودته للسلطة قد تُنهي "النظام القديم" القائم على الفلسفة الليبرالية الكلاسيكية.
بيتر ثيل هو رجل أعمال ومستثمر وفيلسوف تقني أمريكي، وُلد في عام 1967 في فرانكفورت بألمانيا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث نشأ ودرس. يُعد أحد أبرز الشخصيات في وادي السيليكون، بفضل رؤيته الجريئة ودوره المحوري في تأسيس شركات رائدة مثل "باي بال" و"بالانتير تكنولوجيز"، بالإضافة إلى كونه أول مستثمر خارجي في فيسبوك.
تخرج ثيل من جامعة ستانفورد بدرجة في الفلسفة، ثم حصل على شهادة في القانون من نفس الجامعة. بدأ مسيرته المهنية في وول ستريت قبل أن يتحول إلى عالم التكنولوجيا، حيث أسس "باي بال" عام 1998، والتي أصبحت لاحقًا جزءًا من إي باي. بعد ذلك، اتجه إلى الاستثمار في شركات ناشئة عبر صندوقه "فاوندرز فاند"، وساهم في إطلاق مشاريع طموحة مثل "سبيس إكس" و"لينكدإن".
يُعرف ثيل بآرائه السياسية والاقتصادية غير التقليدية، حيث يدعو إلى تقليص دور الحكومة وتمكين التكنولوجيا كقوة تحررية. كما يُعتبر من أبرز المؤيدين لحركة "الليبرتارية"، وله مواقف مثيرة للجدل حول الديمقراطية والذكاء الاصطناعي. إلى جانب نجاحاته التجارية، يُكرس ثيل جزءًا كبيرًا من وقته لدعم الأبحاث العلمية المتطورة، خاصة في مجال مكافحة الشيخوخة وتطوير الذكاء الاصطناعي، مما يجعله أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تشكيل مستقبل التكنولوجيا والمجتمع.
كشف ثيل في مقابلته الأخيرة عن مخاوف جادة بشأن عدم استعداد الحكومة الأمريكية لمواجهة التهديدات الناشئة عن التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن 99% من الناس لا يدركون حجم هذه المخاطر. وقد شدد على ضرورة تطوير أنظمة دفاعية متقدمة مضادة للصواريخ الباليستية، بدلًا من التركيز على الحد من الأسلحة النووية التقليدية، وهو ما يعكس رؤيته لضرورة تبني حلول تكنولوجية جذرية. من خلال شركته بالانتير تكنولوجيز (المتخصصة في تحليل البيانات للأجهزة الأمنية)، يرى ثيل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة حاسمة في مكافحة الإرهاب والاحتيال، لكنه يحذر من إساءة استخدامه.
يعتقد ثيل أن التكنولوجيا وليس العولمة هي المحرك الرئيسي للمستقبل. فبدون ابتكارات تكنولوجية، ستفشل محاولات نقل النماذج الاقتصادية الحالية إلى دول مثل الصين والهند بسبب الكوارث البيئية المحتملة. وهو يدعو إلى تسريع التطور التكنولوجي في مجالات مثل الطاقة النووية الاندماجية ومكافحة الشيخوخة، معتبرًا أن السعي نحو الخلود هو جزء من "الرسالة المسيحية" للإنسان.
ينتقد ثيل ما يسميه "الكاتدرائية"، وهي الهيمنة الثقافية للنخب الليبرالية في أمريكا، ويرى أن حركات مثل "اليقظة" (ووكيسم) تشكل انحرافًا عن القيم اليهودية-المسيحية وتؤدي إلى حكومة عالمية غير مرغوب فيها. كما يحذر من أن المنافسة المفرطة في النظام التعليمي والاقتصادي تشغل الأفراد عن الابتكار الحقيقي، داعيًا إلى التركيز على "الأسرار" غير المكتشفة بدلًا من تكرار النماذج القائمة.
يؤمن ثيل بفكرة "التفوق الرأسي"، حيث يجب أن تتركز السلطة في أيدي النخب التكنوقراطية (رجال أعمال وعلماء) لقيادة العالم نحو التقدم، وهو ما يبرر دعمه لـ"ملوك الرؤساء التنفيذيين". يُعتبر من أشد المعجبين برواية "سيد الخواتم"، ويرى العالم من منظور صراع بين الخير والشر، مع تأكيده على ضرورة سيطرة "الكائنات العليا" (مثل النخب الغربية) على الموارد والمعرفة.
أشار ثيل إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح أداة للتحكم أو التدمير، اعتمادًا على كيفية إدارته. ففي حين يمكنه تعزيز الأمن والكفاءة، فإن إهمال تنظيمه قد يؤدي إلى كوارث غير مسبوقة. وقد دعم مشاريع مثل "بريك أوت لابز" لدعم الأبحاث العلمية الجريئة، معتقدًا أن الحلول للمشكلات العالمية ستأتي من القطاع الخاص وليس الحكومات. تعكس هذه النقاط فلسفة ثيل المبنية على التشكيك في المسلمات التقليدية، ودفاعه عن التكنولوجيا كمنقذ للبشرية، وتحذيره من المخاطر التي تهدد النظام العالمي الحالي.
من خلال تتبع سيرته المهنية والاستثمارية ومجالات التركيز لديه، ومن تحليل اللقاءات والمحاضرات التي يقوم بها سواء في الجامعات أو الإعلام ، يعكس بيتر ثيل شخصية رجل الأعمال الفيلسوف والذي يساهم ليس في رسم المستقبل الاقتصادي للولايات المتحدة فقط، بل وملامح المستقبل السياسي العالمي مثله مثل بيل جيتس وإيلون ماسك. هذه النماذج من رجال الأعمال المثقفين والمؤثرين في مجال التقنية يأخذون حيزاً متنامياً في تشكيل الوعي الثقافي والسياسي لدى الأجيال الجديدة ليس في الولايات المتحدة بل في معظم دول العالم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبة ترمب الذهبية.. ما نعرفه عن المنظومة الأمريكية للدفاع الصاروخي الفضائي
قبة ترمب الذهبية.. ما نعرفه عن المنظومة الأمريكية للدفاع الصاروخي الفضائي

الوئام

timeمنذ يوم واحد

  • الوئام

قبة ترمب الذهبية.. ما نعرفه عن المنظومة الأمريكية للدفاع الصاروخي الفضائي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إطلاق مشروع دفاع صاروخي فضائي باسم 'القبة الذهبية' بقيمة 175 مليار دولار، مع تعيين قائد للمشروع الطموح. يهدف النظام إلى استغلال شبكة من مئات الأقمار الصناعية المزودة بأجهزة استشعار متطورة واعتراضات دقيقة، للقضاء على الصواريخ المعادية خلال مرحلة الإطلاق البطيئة والقابلة للتنبؤ، من دول مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا. القبة الذهبية.. اعتراض في 'مرحلة التعزيز' سيتم كشف الصاروخ المعادي فور انطلاقه، ثم يتم إسقاطه بواسطة اعتراض صاروخي أو ليزر قبل دخوله الفضاء أو خلال رحلته عبر الفضاء باستخدام أنظمة دفاع أرضية حالية في كاليفورنيا وألاسكا. ويشتمل النظام أيضًا على طبقة دفاعية أرضية لحماية الولايات المتحدة، مشابهة لما درسته وكالة الدفاع الصاروخي خلال الإدارة السابقة لترمب. بين القبة الذهبية والحديدية أوضح ترمب أن المشروع مستوحى من نجاح 'القبة الحديدية' الإسرائيلية، التي تم تطويرها لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى التي تطلقها حماس من غزة. وقد دعمته الولايات المتحدة وتستخدم هذه التقنية أساليب متقدمة لتحديد الصواريخ التي تهدد المناطق المأهولة فقط، ما يعزز فاعليتها ويقلل من الإطلاقات غير الضرورية. تشابه مع مبادرة 'حرب النجوم' للرئيس ريغان يرى ترمب أن مشروع القبة الذهبية يُكمل مهمة 'المبادرة الاستراتيجية للدفاع' التي أطلقها رونالد ريغان قبل 40 عامًا، والتي كانت تهدف إلى بناء نظام فضائي قادر على التصدي للهجمات النووية عبر اعتراض الصواريخ خلال مراحل إطلاقها وطيرانها. رغم فشل مشروع ريغان بسبب تكلفته العالية وتعقيداته التقنية، تعيد القبة الذهبية هذه الرؤية بتقنيات متطورة وتكلفة ضخمة. فضاء ماسك وشراكات تقنية واسعة تتصدر شركة سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك قائمة الشركات المرشحة لتطوير أقمار النظام واعتراضاته، إلى جانب شركات مثل بالانتير وأندوريل، بالإضافة إلى شركات دفاع تقليدية مثل L3 Harris وتيكنولوجيز، لوكهيد مارتن، وRTX. كما استثمرت L3 حوالي 150 مليون دولار في منشأة جديدة لصناعة أقمار استشعار قادرة على تتبع الأسلحة تحت صوتية والبالستية، والتي يمكن تكييفها مع القبة الذهبية. القبة الذهبية.. تحديات أمام تخصيص 25 مليار دولار على الرغم من الطموح الكبير، لا تزال ميزانية القبة الذهبية غير مؤكدة، إذ اقترح نواب جمهوريون استثمارًا أوليًا بقيمة 25 مليار دولار ضمن حزمة دفاعية شاملة بقيمة 150 مليار دولار، لكن هذه الخطة مرتبطة بقانون ميزانية مثير للجدل يواجه صعوبات في الكونغرس الأمريكي.

الصين ترفض وروسيا تتحفظ على القبة الأميركية "الذهبية"
الصين ترفض وروسيا تتحفظ على القبة الأميركية "الذهبية"

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

الصين ترفض وروسيا تتحفظ على القبة الأميركية "الذهبية"

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكداً أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترمب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعاً صاروخية متطورة جداً"، وأضاف، "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسمياً هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وخلال مؤتمر صحافي، جلس ترمب إلى جانب ملصق يظهر خريطة الولايات المتحدة مطلية باللون الذهبي مع رسومات فنية لاعتراض صواريخ، وقال إن "هذا التصميم سيتكامل مع قدراتنا الدفاعية الحالية، وسيكون جاهزاً قبل نهاية ولايتي، أي في غضون ثلاثة أعوام ستكون القبة قادرة على اعتراض الصواريخ، سواء أُطلقت من مسافات بعيدة، أو من الفضاء". وأضاف أن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "نحو 175 مليار دولار" عند إنجازه، مشيراً "هذا النظام سيتم صناعته بالكامل في أميركا، إنه يعكس القوة الأميركية والتفوق التكنولوجي لحماية شعبنا من أي تهديد جوي" وأعلن ترمب أن الجنرال مايكل جويتلاين من سلاح الفضاء الأميركي سيكون المدير الرئيس للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترمب العسكري. كندا تريد أن تكون جزءاً من المشروع قال من المكتب البيضاوي، إن "القبة الذهبية" "ستحمي وطننا"، وأضاف أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءاً منه. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني. ملصق يصور "القبة الذهبية" أثناء حديث الرئيس ترمب في البيت الأبيض (أ ب)​​​​​​​ وتهدف "القبة الذهبية" إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ المقبلة وتتبعها وربما اعتراضها. وسيستغرق تنفيذ "القبة الذهبية" أعواماً، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقاً سياسياً وغموضاً في شأن التمويل. وعبر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك حليف ترمب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي "بالانتير" و"أندوريل" لبناء المكونات الرئيسة للنظام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويدشن الإعلان جهود وزارة الدفاع (البنتاغون) لاختبار وشراء الصواريخ والأنظمة وأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية التي ستشكل "القبة الذهبية" في نهاية المطاف. وقال ترمب، إن المشروع سيكتمل بحلول نهاية ولايته في يناير كانون الثاني 2029، مضيفاً أن ولاية ألاسكا ستكون جزءاً كبيراً من البرنامج. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وقع ترمب مرسوماً لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعاً دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. "حرب النجوم" كانت روسيا والصين وجهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعاً "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وعدت روسيا، اليوم الأربعاء، أن مشروع دونالد ترمب لبناء درع صاروخية للولايات المتحدة هو شأن "سيادي" أميركي، لكنها قالت إن التواصل مع موسكو بشأنها يبقى "ضرورياً". وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين "هذا شأن يتعلق بالسيادة الأميركية"، مضيفاً أنه "في المستقبل القريب، سيتطلب مسار الأحداث استئناف الاتصالات بهدف استعادة الاستقرار الاستراتيجي" بين واشنطن وموسكو. من جهتها، حذرت الصين اليوم الأربعاء من أن مشروع "القبة الذهبية" الصاروخي الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب "يقوض الاستقرار العالمي"، داعية الولايات المتحدة إلى التخلي عنه. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن المشروع الذي خصص له ترمب تمويلاً أولياً مقداره 25 مليار دولار "يقوض التوازن الاستراتيجي والاستقرار العالميين، وتعرب الصين عن قلقها البالغ حيال ذلك، ونحض الولايات المتحدة على التخلي عن تطوير ونشر نظام دفاع صاروخي عالمي خلال أقرب وقت ممكن". وفكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف. أما "القبة الذهبية" التي اقترحها ترمب فهي أكثر شمولاً وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولاً منفصلاً من الأقمار الاصطناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في عام 2011. ويبلغ معدل اعتراضها لأهدافها نحو 90 في المئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر طورت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع "حزب الله" اللبناني، لتنضم إليها لاحقاً الولايات المتحدة التي قدمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعماً مالياً بمليارات الدولارات. وكان ترمب أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثراً يؤكدون أن هذه الأنظمة مصممة في الأصل للتصدي لهجمات تشن من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

ترمب يعلن بناء "القبة الذهبية": تحبط "أي هجوم من الفضاء"
ترمب يعلن بناء "القبة الذهبية": تحبط "أي هجوم من الفضاء"

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

ترمب يعلن بناء "القبة الذهبية": تحبط "أي هجوم من الفضاء"

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى "القبة الذهبية" بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية مؤكداً أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترمب في البيت الأبيض "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعاً صاروخية متطورة جداً"، وأضاف، "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسمياً هيكلية هذه المنظومة المتطورة". وخلال مؤتمر صحافي، جلس ترمب إلى جانب ملصق يظهر خريطة الولايات المتحدة مطلية باللون الذهبي مع رسومات فنية لاعتراض صواريخ، وقال إن "هذا التصميم سيتكامل مع قدراتنا الدفاعية الحالية، وسيكون جاهزاً قبل نهاية ولايتي، أي في غضون ثلاثة أعوام ستكون القبة قادرة على اعتراض الصواريخ، سواء أُطلقت من مسافات بعيدة، أو من الفضاء". وأضاف أن الكلفة الإجمالية للمشروع ستصل إلى "نحو 175 مليار دولار" عند إنجازه، مشيراً "هذا النظام سيتم صناعته بالكامل في أميركا، إنه يعكس القوة الأميركية والتفوق التكنولوجي لحماية شعبنا من أي تهديد جوي" وأعلن ترمب أن الجنرال مايكل جويتلاين من سلاح الفضاء الأميركي سيكون المدير الرئيس للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترمب العسكري. كندا تريد أن تكون جزءاً من المشروع قال من المكتب البيضاوي، إن "القبة الذهبية" "ستحمي وطننا"، وأضاف أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءاً منه. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني. وتهدف "القبة الذهبية" إلى إنشاء شبكة من الأقمار الاصطناعية لرصد الصواريخ المقبلة وتتبعها وربما اعتراضها. وسيستغرق تنفيذ "القبة الذهبية" أعواماً، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقاً سياسياً وغموضاً في شأن التمويل. وعبر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك حليف ترمب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي "بالانتير" و"أندوريل" لبناء المكونات الرئيسة للنظام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويدشن الإعلان جهود وزارة الدفاع (البنتاغون) لاختبار وشراء الصواريخ والأنظمة وأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية التي ستشكل "القبة الذهبية" في نهاية المطاف. وقال ترمب، إن المشروع سيكتمل بحلول نهاية ولايته في يناير كانون الثاني 2029، مضيفاً أن ولاية ألاسكا ستكون جزءاً كبيراً من البرنامج. وفي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وقع ترمب مرسوماً لبناء "قبة حديدية أميركية"، تكون وفق البيت الأبيض درعاً دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. "حرب النجوم" كانت روسيا والصين وجهتا انتقادات لذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعاً "أشبه بحرب النجوم"، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وفكرة "القبة الذهبية" مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف. أما "القبة الذهبية" التي اقترحها ترمب فهي أكثر شمولاً وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولاً منفصلاً من الأقمار الاصطناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في عام 2011. ويبلغ معدل اعتراضها لأهدافها نحو 90 في المئة، وفق شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وفي بادئ الأمر طورت إسرائيل بمفردها "القبة الحديدية" بعد حرب عام 2006 مع "حزب الله" اللبناني، لتنضم إليها لاحقاً الولايات المتحدة التي قدمت خبرتها في المجال الدفاعي ودعماً مالياً بمليارات الدولارات. وكان ترمب أشار بالفعل إلى هذا المشروع خلال حملته الانتخابية، لكن خبراء كثراً يؤكدون أن هذه الأنظمة مصممة في الأصل للتصدي لهجمات تشن من مسافات قصيرة أو متوسطة، وليس لاعتراض صواريخ بعيدة المدى قادرة على ضرب الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store