منذ 7 أيام
"بين هنا وهناك".. الحالة الفلسطينية بنظرة فنية
افتُتح مساء السبت الماضي في "غاليري باب الدير" ببيت لحم معرض بعنوان "بين هنا وهناك"، بمشاركة خمسة فنانين فلسطينيين من جيل شابّ يتعامل مع المكان بوصفه سؤالاً فنياً، من خلال وسائط متعددة. وتقترب الأعمال من موضوعات مثل العزل المكاني، والفقد، والهوية، في سياق
استعمار إحلالي
يُمزّق بنية المدينة الفلسطينية. تطغى على أعمال المعرض، الذي يتواصل حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، مقارباتٌ شخصية تشتبك مع ثقل الحياة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، حيث يُحاول أصحابُها إعادة تشكيل المعنى بعيداً عن البلاغة المباشرة. في عمله "البطل الفلسطيني"، يستعيد محمد الراعي
رمزية الجسد
المقاوم من خلال سلسلة حركات تبدأ بحمل الحجر، وتنتهي برميه. مشهدٌ مألوف منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، يصبح مادّة للتأمل الجسدي، تكاد تُجرّد من رمزيتها لتُعرض كفعل يومي وإنساني.
(من صفحة الغاليري على فيسبوك)
من الفيديو آرت إلى الكولاج
أما نمر شلودي فيقدّم عملين بصريين بعنوان "الجيل الرابع" و"شرقة"، وفيهما تتداخل الصورة الساكنة مع الفيديو التجريبي لرصد تحوّلات المكان. في أحد المشاهد، تجلس امرأة في بيت نابلسي قديم، تحيطها البلاطات المزخرفة، بينما تنقل صورة مجاورة مشهداً من مسبح صغير في بيت ريحاوي. لا شيء كبيراً أو استثنائياً في اللقطتين، لكن الجمع بينهما يكشف عن عنف غير مرئي، يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية. أما "شرقة"، فعمل أكثر ذاتية، يوثق فيه شلودي تلاشي الأماكن من خلال فقدانها البطيء، متتبعاً حدوداً لا تظهر على الخرائط بقدر ما تُرسم داخل الذاكرة.
كذلك تستخدم سيرا مرقة، في أعمالها الكولاجية "ورق على ورق" أرشيف الصور العائلية، إلى جانب
مشاهد
من أفلام فلسطينية، لتعيد بناء سردية شخصية وعامة في آن. كما توثّق لمشاهد من طريق وادي النار بين مدينتي بيت لحم ورام الله. تلتقط صورها لحظات ثابتة، كأنها تقول إن التاريخ أيضاً يمكن أن يُكتب من داخل غرفة.
جانب من المعرض (صفحة المعرض على فيسبوك)
تشتغل تالا الأسمر على تقنية الطباعة الأحادية في عملها "رحلة إلى الوجوه المفقودة"، لتنتج أعمالاً تستعرض من خلالها الغياب بوصفه الشكل الأوضح للحضور. لا تُظهر وجوهاً واضحة بقدر ما توحي بها، كأنها أطياف لأناس كانوا هنا ثم اختفوا. في حين يعمل عبّود أبو طير على تفكيك العلاقة البصرية والعاطفية بينه وبين جبل الفرديس الذي يطل عليه من القدس، يحاول أن يتعرّف عليه من جديد، أن يراه كما هو، بعد أن سقطت عنه الأسطورة التي نسجتها المسافة.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة المشاركة في معرض "بين هنا وهناك" تمثل الجزء الأول من مشروع فني أوسع، جاء نتيجة دعوة مفتوحة قُبِل فيها 17 فناناً. ومن المقرر أن يواصل الفنانون المتبقّون تقديم مقارباتهم في أجزاء لاحقة من المعرض.
آداب
التحديثات الحية
"نكتة" ألمانية تدعو إلى قتل الفلسطينيين