أحدث الأخبار مع #تشوشيوان


شبكة أنباء شفا
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- شبكة أنباء شفا
زيارة الرئيس الصيني التاريخية إلى روسيا تساهم في تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو الأمام بشكل مستقر ، بقلم : تشو شيوان
زيارة الرئيس الصيني التاريخية إلى روسيا تساهم في تعميق شراكة التنسيق الإستراتيجية الشاملة بين البلدين نحو الأمام بشكل مستقر ، بقلم : تشو شيوان في وقت يشهد فيه النظام الدولي تحولات عميقة، تأتي زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا هذه الأيام لتعكس متانة شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين بكين وموسكو، وتؤكد التزام البلدين ببناء نظام عالمي أكثر إنصافاً وتعددية، صحيح أن هذه الزيارة أتت تتزامناً مع احتفالات الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية الثانية، إلا أنها تحمل رسائل دبلوماسية عميقة، وتُظهر التنسيق الصيني-الروسي في مواجهة التحديات الجيوسياسية المشتركة خصوصاً بعد زيادة الحمائية الأميركية في كل أنحاء العالم. إن العلاقات بين الصين وروسيا من أهم العلاقات الدولية في العالم، وبالعودة إلى الدلالة الرمزية للزيارة فأجدها ذكرى التاريخ المشترك وتطلعات المستقبل، إذ يُعتبر توقيت الزيارة محورياً ويُذكر العالم بدور الصين وروسيا الحاسم في تعميق التعاون الدولي لضمان السلام العالمي اليوم، وفي ظل التوترات الحالية تقدم بكين وموسكو نفسيهما كقوى دافعة نحو الاستقرار، معارضتين الهيمنة الأحادية والانقسامات الجيوسياسية التي تهدد الأمن الجماعي. لعل أهم مخرجات الزيارة يتمحور حول تعميق الشراكة الاقتصادية والأمنية، فخلال الزيارة ناقش الجانبان تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة والتكنولوجيا، مع التركيز على مبادرات مثل مبادرة الحزام والطريق والتكامل مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والصين وروسيا تسعيان إلى تعزيز الاعتماد المتبادل في الأنظمة المالية والدفاعية، بما في ذلك زيادة استخدام العملات المحلية في المبادلات التجارية. في القضايا الساخنة مثل الأزمة الأوكرانية والوضع في قطاع غزة، أظهر البلدان تقارباً في المواقف، فالصين تؤكد دعمها للحوار لحل النزاعات، بينما تُحذر من تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للدول، في إشارة واضحة إلى سياسات الولايات المتحدة وحلف الناتو، كما أعرب الجانبان عن رفضهما 'التدخل في الشؤون الداخلية تحت ذرائع حقوق الإنسان أو الديمقراطية'، وهو موقف يعكس دفاعهما المشترك عن مبدأ السيادة الوطنية، وهذا حق للصين كما هو حق لروسيا. بوجهة نظري أن الرسالة التي يجب أن تصل للغرب: الشراكة الصينية الروسية قائمة على العمل المشترك، ورغم محاولات بعض الوسائل الغربية تصوير العلاقات بين بكين وموسكو على أنها 'محور معادٍ للغرب'، إلا أن الصين تؤكد أن شراكتها مع روسيا تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس على المواجهة، والزيارة تُظهر أن التعاون بين القوى الكبرى يمكن أن يكون أداة لتحقيق التوازن الدولي لا للانقسام، وهذا ما تريد الصين أن يفهمه العالم. أعتقد أن تعميق شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا لا يساهم في تعزيز التعاون العملي بين البلدين في شتى المجالات فقط بل وأيضاً يساهم في ضخ قوة إيجابية جديدة في حماية السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في العالم، وتعمل الصين وروسيا إلى خلق مستقل أفضل: نظام يقوم على التعاون لا الهيمنة، وعلى الحوار لا الصراع. إقرأ مزيداً من الأخبار حول الصين … إضغط هنا للمتابعة والقراءة


جريدة الرؤية
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الرؤية
ترامب يطلق النار على هوليوود قبل غيرها!
تشو شيوان في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المُتحدة، معتبرًا أنَّ هذه الخطوة ضرورية لحماية صناعة السينما الأمريكية التي وصفها بأنها "تموت بسرعة كبيرة" بسبب الحوافز التي تقدمها دول أخرى لجذب صناع الأفلام، وقد قوبل القرار بردود فعل متباينة داخل الولايات المتحدة وخارجها، وقد أعرب العديد من الخبراء وصناع السينما عن قلقهم من التأثيرات السلبية المحتملة على الصناعة، خاصة في ظل الطبيعة العالمية لإنتاج الأفلام الحديثة. ومن وجهة نظري أجد هذه الخطوة كإطلاق النار على الذات، حيث تهدد بتقويض القوة الناعمة الأمريكية فالأفلام الأمريكية كانت ومازالت أحد الأساليب الناجعة في فرض القوة الناعمة الأمريكية، وقرار ترامب يُسرّع من تراجع هوليوود في الأسواق العالمية، وقد أعربت الممثلة ووبي غولدبرغ عن قلقها من أن هذه الرسوم قد تُقيد حرية الإبداع وتُقلل من فرص التعاون الدولي في صناعة السينما. تُعتبر صناعة السينما جزءًا أساسيًا من القوة الناعمة الأمريكية، حيث تُستخدم الأفلام كوسيلة لنشر الثقافة والقيم الأمريكية حول العالم، ولكن فرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يُنظر إليه كإجراء حمائي يُقيد حرية التعبير والتبادل الثقافي، وأيضًا يُفسر هذا القرار على أنه محاولة لفرض الهيمنة الثقافية، مما يُعزز من التوجه نحو دعم الإنتاج المحلي لدول العالم وتفضيله على الأفلام الأجنبية. فنيًا يبدو قرار ترامب ليس مدروسًا وسيضر صناع السينما في الولايات المتحدة أكثر من غيرهم، فمرحلة ما بعد الإنتاج أرخص في أوروبا، وفيما يتعلق بالتصوير تقدم كندا إعفاءات ضريبية أفضل، وبالنسبة للمؤثرات البصرية فالهند والمملكة المتحدة تفعلان ذلك بتكلفة أقل، وتلجأ الاستوديوهات الأمريكية إلى الاستعانة بمصادر خارجية للبقاء، وإذا ردت أوروبا وآسيا بفرض حصص أو ضرائب مماثلة فقد تفقد أفلام مثل "مهمة مستحيلة" نصف إيراداتها بين عشية وضحاها. كانت الصين حتى وقت قريب، سوقًا رئيسيًا لهوليوود؛ حيث استحوذت الأفلام الأمريكية على نسبة كبيرة من إيرادات شباك التذاكر، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدت هذه النسبة تراجعًا حادًا حيث انخفضت من 36% في عام 2018 إلى 14% في عام 2024، وهذا التراجع يعود إلى عدة عوامل، منها التركيز المفرط على سلاسل الأفلام والتكرار في المحتوى، مما أدى إلى فقدان الجمهور الصيني للاهتمام بالأفلام الأمريكية. أيضًا تستمر الصين في تعزيز مكانتها كقوة سينمائية صاعدة، فقد حقق فيلم الرسوم المتحركة الصيني "Ne Zha 2" إيرادات ضخمة تجاوزت 2.1 مليار دولار في غضون 12 أسبوعًا، متفوقًا على الأفلام الأمريكية في السوق الصينية، وهذا النجاح يُعزز من ثقة الصين في قدرتها على إنتاج محتوى سينمائي يُنافس على المستوى العالمي، وأيضًا تواجه الأفلام الأمريكية شبح المنصات الرقمية والتي بدأت في سرقة محبي هوليود من سوق السينما كما أن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة أسعار التذاكر للمستهلكين الأمريكيين وتقليل تنوع المحتوى المتاح لهم، ومثل هذه المخاطر يجب أن تقابل بالتعاون لا بالحمائية. في ظل هذه التطورات، يبدو أن قرار الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية على الأفلام الأجنبية قد يأتي بنتائج عكسية، حيث يُهدد بتقويض القوة الناعمة الأمريكية ويُسرّع من تراجع هوليوود في الأسواق العالمية. من منظور صيني، يُعتبر هذا القرار فرصة لتعزيز الإنتاج المحلي وتوسيع النفوذ الثقافي على الساحة الدولية. وتُوظِّف هوليوود 600 ألف شخص من سكان كاليفورنيا، وتُولّد نشاطًا اقتصاديًا بقيمة 100 مليار دولار، ومع فرض ترامب آخر رسوم جمركية، رفعت الولاية دعوى قضائية لمواجهة سياسات ترامب نفسها، فكيف سيكون ردها هذه المرة وهي معقل السينما الأمريكية والأكثر تضررًا من هذه السياسات، وهذا جانب أخر للمشاكل التي قد يواجهها ترامب مع هه السياسات الحمائية التي يتخذها يومًا بعد يوم، والتي تأتي بنتائج عكسية على الشعب الأمريكي والمستهلكين الأمريكيين واليوم على صناع السينما الأمريكية. وفي النهاية يجب أن نقول إنه بينما تهدف الرسوم الجمركية المقترحة من قبل الرئيس ترامب إلى حماية صناعة السينما الأمريكية، فإنها تثير مخاوف كبيرة أولًا بشأن تأثيرها على التعاون الثقافي العالمي وتنوع المحتوى السينمائي، وثانيًا زيارة تكلفة الانتاج السينمائي، وثالثًا تهديدها للقوة الناعمة للولايات المتحدة الأمريكية، في حين أن مطالب صناع السينما الأمريكيين هو حمايتهم لا تهديدهم، ولكن يبدو أن إدارة ترامب الحمائية تمارس أدوار الأكشن الهوليودية ولكن هذه المرة ستأتي بنتائج عكسية. ** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية


شبكة أنباء شفا
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- شبكة أنباء شفا
مائة يوم بعد حكم إدارة ترامب ، تداعيات سلبية للولايات المتحدة وللعالم ، بقلم : تشو شيوان
مائة يوم بعد حكم إدارة ترامب ، تداعيات سلبية للولايات المتحدة وللعالم ، بقلم : تشو شيوان قبل عدة أيام، أكملت إدارة ترامب مائة يوم في البيت الأبيض، وللأسف الشديد لم تحظَ بالتقدير الإيجابي، بل جاءت محمّلة بسيل من الانتقادات اللاذعة، داخليًا ودوليًا، ووفقًا لاستطلاع مشترك أجرته وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرًا، فإن 55% ممن شملهم الاستطلاع أبدوا عدم رضاهم عن أداء هذه الإدارة، وهو أسوأ رقم تم تسجيله في نفس الفترة خلال الثمانين عامًا الماضية. من الوعود إلى التحديات حيث يُظهر التحول من نصر انتخابي ساحق إلى مأزق سياسي واقتصادي خلال فترة قصيرة، عمق التحديات والأزمات التي تواجهها إدارة ترامب. ففي غضون مائة يوم فقط، تم اتخاذ سلسلة من السياسات المثيرة للجدل، أبرزها تنفيذ خطط لتسريح جماعي في قطاعات مهمة، وتشديد إجراءات الهجرة، وتخفيضات كبيرة في مخصصات البحث العلمي، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مما ألقى بظلال قاتمة على الاقتصاد الأمريكي. مؤشرات اقتصادية تنذر بالخطر حيث تشير البيانات الاقتصادية إلى تصاعد القلق الشعبي تجاه السياسات الجديدة، ووفقًا لتقرير نشرته شبكة 'سي إن إن'، فإن 60% من المواطنين يرون أن سياسات الحكومة الأمريكية أدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة. كما كشفت بيانات صادرة عن جامعة ميشيغان أن مؤشر ثقة المستهلك انخفض بنسبة 8% خلال الشهر الماضي، مسجلًا التراجع الرابع على التوالي، ولم تتوقف التحذيرات عند هذه الأرقام، إذ قال وزير الخزانة الأمريكي السابق، لورنس سمرز، إن هناك احتمالًا يفوق 60% بحدوث ركود اقتصادي ما لم يتم تعديل السياسات الاقتصادية الحالية خصوصًا تلك المتعلقة بالتجارة والتعريفات الجمركية. سياسات خارجية تعاكس التصريحات فرغم تصريحات ترامب بأنه سيكون 'رئيس السلام'، فإن الواقع يظهر العكس تمامًا. فقد شنت الولايات المتحدة هجمات على جماعة الحوثيين، وقدمت دعمًا لإسرائيل لمواصلة العملية العسكرية في قطاع غزة، وأجبرت أوكرانيا على توقيع اتفاقية المعادن، دون تحقيق تقدم يذكر في ملفات الوساطة بين روسيا وأوكرانيا أو بين الولايات المتحدة وإيران حتى الآن. لا تزال التوقعات الاقتصادية تعكس مخاوف جدية حول المستقبل القريب. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا ملحوظًا، ليصل معدل النمو إلى 1.8% في عام 2025، وهو التراجع الأكبر بين الاقتصادات المتقدمة كما تشير التوقعات إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى ما بين 3.5% و4%، في وقت يعاني فيه المواطن الأمريكي من تآكل القدرة الشرائية وتزايد الأعباء اليومية. في ظل هذه الصورة القاتمة تتعالى أصوات التحذير من الداخل الأمريكي ومن الأوساط الاقتصادية الدولية، مطالبة الإدارة بتغيير المسار قبل فوات الأوان. وإذا استمرت السياسة الحالية القائمة على التصعيد والانغلاق، فإن خطر الانهيار السياسي والاقتصادي قد يصبح حقيقة واقعة، وفي المقابل ترسل سياسات ترامب في الفترة الأخيرة رسالة واضحة للعالم: لا يمكن للهيمنة أن تستمر دون ثمن، وأن المستقبل لا يُصنع بالصراع، بل بالتعاون، والانفتاح، والمصالح المتبادلة. الموقف الصيني ثابت وتحذيري ففي هذا السياق أدانت الحكومة الصينية فرض الرسوم الجمركية، مؤكدة أن هذا الإجراء لا يساعد على حل المشاكل الاقتصادية والتجارية داخل البلاد، بل يضر بمصالح المستهلكين الأمريكيين والشركات المتوسطة والصغيرة الأمريكية، إضافة إلى تداعياته السلبية على الاقتصاد العالمي، وأظهرت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة رغبتها في التفاوض مع الجانب الصيني، ومن جانبها أكدت الصين أن موقفها تجاه الولايات المتحدة ثابت ودائم، وأنها ستقوم بتقييم نية واشنطن بجدية ومع ذلك من الضروري أن تُظهر الولايات المتحدة رغبة حقيقية في التفاوض مع الصين على أساس الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي، والفوز المشترك. وأكدت الصين أنها ستبذل أقصى الجهود لحماية مصالحها الشرعية. إقرأ المزيد حول أخبار الصين ،، إضغط هنا للمتابعة ..


جريدة الرؤية
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- جريدة الرؤية
السفر إلى الصين من بوابة "سوق السفر العربي"
تشو شيوان ** تستضيف إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، هذه الأيام معرض سوق السفر العربي 2025، وهو واحد من أهم المعارض المخصصة للسفر في المنطقة والعالم، وتشارك الصين بجناح مُميز يشجع الزوار الدوليين لزيارة الصين والاستمتاع بتجاربها الفريدة. ومن الملاحظ أن الصين أصبحت واحدة من الوجهات السياحية العالمية البارزة، فالكثيرون من حول العالم يريدون استكشاف الصين، واستكشاف تراثها المادي والحضاري والتاريخي وأيضًا استكشاف فرص التطور والتكنولوجيا المتقدمة. ويعود نجاح الصين في إبراز مقوماتها السياحية إلى استراتيجية ذكية تجمع بين التطور الاقتصادي، البنية التحتية المذهلة، والتسويق الثقافي الفعّال، بالإضافة لتسهيلات الدخول حيث أقرت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لمواطني 54 دولة، مع تمديد فترة الإقامة من دون تأشيرة عبور إلى 240 ساعة، وتواصل الصين هذا العام تحسين سياسة الدخول، من خلال التوسّع المنتظم في قائمة الدول المعفاة من التأشيرات من جانب واحد، وتحسين كفاءة العبور دون تأشيرة، إلى جانب تطوير إجراءات تخليص الدخول، وتوفير مجموعة من الخدمات للأجانب، مثل أدلة الدخول، وخدمات الاتصالات، وصرف العملات، والدفع عبر الهاتف المحمول في مناطق الوصول. من حيث الأرقام، فقد ظهرت بيانات أصدرتها مديرية الثقافة والسياحة في بلدية بكين، عاصمة الصين، أن المدينة سجلت زيادة في السياحة الوافدة خلال الربع الأول من العام الجاري 2025 وسط جهود العاصمة لتحسين سهولة السفر والدفع للزوار وتنويع التجارب السياحية فيها، وأشارت البيانات إلى أن بكين استقبلت 891 ألفا من السياح الوافدين خلال الفترة ما بين شهري يناير ومارس الماضيين، بزيادة 61.3% على أساس سنوي مع استمرار ازدهار السياحة الوافدة في ضوء مواصلة البر الرئيسي التخفيف من سياسة العبور دون تأشيرة، فيما قالت مديرية بلدية شانغهاي للثقافة والسياحة إن المدينة استقبلت خلال الفترة ما بين شهري يناير ومارس الماضيين أكثر من 1.74 مليون سائح وافد بزيادة 37.1% على أساس سنوي، من بينهم، بلغ عدد الزوار الأجانب نحو 1.26 مليون زائر بزيادة 61.9% على أساس سنوي، فيما استقبلت منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في الصين 44.63 مليون زيارة سياحية خلال الربع الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 9.08% على أساس سنوي، وفقا لمديرية الثقافة والسياحة في المنطقة يوم الإثنين الماضي. وأول ما يلفت الانتباه في الصين هو التطور الهائل في البنية التحتية، من حيث شبكة الطرق السريعة، والقطارات فائقة السرعة (مثل خط شنغهاي- بكين)، والمطارات الحديثة مما سهل التنقل بين المدن الصينية، حتى المناطق النائية أصبحت متاحة بفضل الاستثمارات الحكومية الضخمة وهذا التطور لم يخدم الاقتصاد فحسب، بل شجّع الصينيين على استكشاف بلادهم بدلًا من السفر للخارج. أيضًا استفادت الصين من تنوّعها الثقافي والجغرافي بشكل ممتاز؛ فالحملات التسويقية ركّزت على المواقع التاريخية مثل سور الصين العظيم ومدينة شيآن، إضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة مثل جبال زانججياجيه ومنطقة قويلين، كما أن إدراج مواقع صينية جديدة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي ساهم في تعزيز المكانة السياحية للصين خصوصًا لمحبي مثل هذه التجارب. الصين من أكثر الدول تقدمًا في مجال الدفع الإلكتروني والتطبيقات الذكية، فمنصات مثل "وي تشات" و"آليباي" جعلت حجز الفنادق وشراء التذاكر، وحتى طلب الطعام أمرًا في غاية السهولة، وحتى الزوار الأجانب أصبحوا قادرين على الاعتماد على هذه التطبيقات بفضل دعم اللغات الأجنبية، وهنا يمكنني القول بأن التكنولوجيا حوّلت التجربة السياحية في الصين إلى تجربة سلسة وخالية من التعقيدات، وفرصة لاستكشاف التطور المستقبلي التكنولوجي وتأثيره على مناحي الحياة كافة. الحكومة الصينية لعبت دورًا محوريًا في التركيز على الثقافة الصينية كمنتج سياحي جذاب، فالأمر لا يتعلق بالاقتصاد فقط، بل بالهوية أيضًا، فالحملات الإعلامية والتعليمية ربطت بين السفر داخل الصين والاعتزاز بالثقافة المحلية. برامج مثل "Beautiful China" ركزت على تمجيد التنوع الطبيعي والحضاري، مما خلق شعورًا بالفخر الوطني وحفّز السياحة الداخلية والخارجية بشكل كبير، فالسياح الدوليين يحبون اكتشاف ثقافة الصين ومخزونها التاريخي العميق. الصين لم تنجح في جذب السياح لأنها تمتلك معالم جميلة فقط؛ بل لأنها فهمت كيف تقدم تجربة شاملة: بنية تحتية متطورة، تسويق ذكي، وتكنولوجيا تسهّل تجربة السفر، والأهم من ذلك جعلت المواطن الصيني يشعر أن بلاده تستحق الاستكشاف، وهذا المزيج هو ما يجعل الصين نموذجًا ناجحًا في مجال الترويج السياحي، وسنجد الصين وجهة سياحية تزدهر كثيرًا في قادم الأيام، ومن هنا ادعوا الأصدقاء العرب لزيارة الصين واستكشاف تاريخها العميق وثقافتها المتنوعة. ** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية


جريدة الرؤية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- جريدة الرؤية
"معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
تشو شيوان ** يتساءل الكثيرون كيف ستكون قوة الاقتصاد الصيني على امتصاص الصدمات ومواجهة أزمة التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، والتي قامت الصين بدورها بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية؟ وفي مواجهة هذه الإجراءات الحمائية، تعمل الصين على تسريع تكامل التجارة الداخلية والخارجية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمضي قُدمًا بخطى ثابتة نحو توسيع انفتاحها على الخارج، وخلال الفترة المقبلة سوف يرى العالم بشكل أكثر وضوحًا أن نزعة الحماية التجارية طريق مسدود، وأن الانفتاح والتعاون فقط هما القادران على كسب المستقبل، وهذا رهان قوي ستتكشف نتائجه يومًا بعد يوم. وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتصاعد موجة الحمائية التجارية، يبرُز معرض هاينان الدولي الخامس للسلع الاستهلاكية كإحدى الركائز الحيوية التي تعتمد عليها الصين لتعزيز مرونة تجارتها الخارجية. ففي الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عشوائية وتواجه العولمة الاقتصادية عراقيل متزايدة، نجحت الصين في تقديم رسالة واضحة للعالم: أن الانفتاح والتعاون لا يزالان خيارها الاستراتيجي، وهذا الخيار لا يمكن للصين التخلي عنه أولًا كدولة مسؤولة تمارس دورها الإيجابي العالمي، وثانيًا كدولة كبرى اقتصاديًا ولها حلول الاستراتيجية لمواجهة جميع التحديات. لقد اختتم المعرض في 18 أبريل الجاري، مُحقِّقًا أرقامًا قياسية؛ حيث استقطب أكثر من 1767 شركة و4209 علامات تجارية من 71 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغ حجم التعاون المُوَقَّع خلال المعرض حوالي 92 مليار يوان صيني؛ مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق الصينية رغم التقلبات الدولية. المثير للاهتمام أن مئات الشركات أكدت رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، ما يُبرهن على الجاذبية المتنامية للسوق الاستهلاكية الصينية، وهذه الأرقام خير برهان على أن الانفتاح والتعاون هما الأساس والطريق الأسلم لضمان استقرار العالم اقتصاديًا. يأتي هذا النجاح مدعومًا بإمكانات السوق المحلية؛ إذ وصلت مبيعات التجزئة إلى 48.8 تريليون يوان صيني عام 2024؛ بزيادة سنوية قدرها 3.5% مقارنة بعام 2023؛ ما يُعزِّز مكانة الصين كثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد أشار العديد من العارضين الأجانب إلى أن فرص النمو والتوسع التي يتيحها السوق الصيني كانت الدافع الرئيسي لمشاركتهم في هذا الحدث، وأيضًا برزت أهمية هذا المعرض لكونه نافذة للسوق الصيني والتي باتت فرصة أمام الكثير من الدول ممن تمارس عليهم الولايات المتحدة حمائية تجارية غير مسبوقة، وهؤلاء يجدون في الصين والسوق الصيني فرصة كبيرة لتعويض الخسائر وتدارك الأمر. أيضًا يجب أن نذكر هنا أن المعرض يُعزِّز مكانة هاينان بوصفها منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي؛ ففي إطار سياسات المنطقة الحرة يتمتع المشاركون بمزايا مثل التعرِفة الصفرية؛ مما يسهم في تدفق السلع عالية الجودة إلى الأسواق الصينية والعالمية على حد سواء، وهذا التوجه يضع هاينان في موقع الريادة كمحور حيوي للتجارة الحرة والانفتاح، وهنا يجب القول إن الصين تمضي في الاتجاه المعاكس للولايات المتحدة؛ فالصين تدفع نحو الانفتاح والتشارك، بينما الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والحمائية. من جهة أخرى، يعكس المعرض ديناميكية الابتكار في الصين، فمع تسارع تطوير قوى إنتاجية جديدة وعالية الجودة، يتم تجديد السوق الاستهلاكية الصينية باستمرار؛ ما يوفر بيئة خصبة لنمو الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. وأظهر تقرير الابتكار الوطني الأخير أن الصين قفزت 10 مراكز خلال عقد واحد، لتصبح ضمن العشرة الأوائل عالميًا في مجال الابتكار، وهو عامل محوري في تعزيز مرونة التجارة الخارجية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط؛ حيث إن الصين تؤمن بأن الابتكار هو من سيقود المستقبل وهو المحرك الأساسي للاقتصاد. وفي ظل استمرار انعقاد معارض دولية كبرى مثل معرض كانتون ومعرض الصين الدولي للاستيراد، تواصل الصين الوفاء بوعودها بالانفتاح العملي، لا بالأقوال فقط؛ بل بالأفعال، خصوصًا وسط حالة الاضطراب في النظام التجاري العالمي. وهنا يقدم معرض هاينان دليلًا حيًا على قدرة الصين على تحويل التحديات إلى فرص، معتمدة على سوقها الواسعة، وسياساتها التفضيلية وديناميكية الابتكار الدائم. وفي النهاية، لدي رأي أجده مهمًا بأن الانفتاح هو الحل؛ إذ إن الصين لا تزال قلب الاقتصاد العالمي النابض من خلال الجمع بين قوة السوق المحلية، والابتكار التكنولوجي، والشراكات العالمية، كما تُظهر الصين أن الحمائية ليست حلًا؛ بل الانفتاح والتعاون هما الطريق لاقتصاد مستقر ومزدهر. وكما قال أحد العارضين الأجانب: "السوق الصينية ليست فقط كبيرة، ولكنها ديناميكية وتقدم فرصًا لا مثيل لها". وبهذه الروح، تواصل الصين كتابة فصل جديد في تاريخ التجارة العالمية؛ فصل تقوده الشراكات وليس الحواجز، والثقة لا الشكوك. ** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية