أحدث الأخبار مع #تشينشيهوانغ


هلا اخبار
٠١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- هلا اخبار
محاربو الطين الصينيون يتجهون إلى أستراليا في عرض ضخم
هلا أخبار – تتحضر مدينة بيرث الأسترالية لاحتضان أكبر معرض لتماثيل المحاربين الطينيين، والمعروفين بـ'جنود التيراكوتا'، في حدث فريد يقام بقاعة متحف 'WA Museum Boola Bardip' بدءا من 28 يونيو. قبل ألفي عام، وفي سعيه لمواجهة الموت، أمر الإمبراطور الأول للصين 'تشين شي هوانغ' ببناء مدينة للأموات على مساحة 49 كيلومترا مربعا، تضم جيشا من المحاربين المصنوعين من الطين لحراسة قبره إلى الأبد. وفي عام 1974، اكتشف مزارعون بالقرب من مدينة 'شيان' أول رأس طيني، ما فتح الباب أمام واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، حيث تم العثور على أكثر من 8000 محارب طيني خلال السنوات الخمسين الماضية. واليوم، تعود بقايا هذا الحلم بالخلود للظهور من جديد، لكن هذه المرة في مدينة بيرث الأسترالية، حيث تستضيف أكبر معرض لتماثيل التيراكوتا في تاريخ البلاد. ويفتتح المعرض في 28 يونيو المقبل في متحف WA Museum Boola Bardip تحت عنوان: 'جنود التيراكوتا: إرث الإمبراطور الأول'، ويقدم لمحة شاملة عن الصين القديمة من خلال أكثر من 225 قطعة أثرية، كثير منها يُعرض خارج الصين للمرة الأولى. وفي هذا الصدد، قال أليك كولز، المدير التنفيذي للمتحف: 'من الصعب وصف مدى أهمية هذا الحدث، فـ70% من المعروضات لم تُعرض في أستراليا من قبل، و40% لم تغادر الصين إطلاقاً'. وأضاف: 'بالنسبة لي، هذا المعرض يمثل أعجوبة العالم الثامنة، لا يوجد شيء مثله في أي مكان آخر'. والمعرض من تنظيم مشترك مع مركز الترويج للتراث الثقافي في شنشي ومتحف ضريح الإمبراطور 'تشين شي هوانغ'، ويتضمن عرض 10 تماثيل لمحاربين بالحجم الطبيعي – وهو الحد الأقصى المسموح بإخراجه من الصين – ويزن كل تمثال نحو 180 كيلوغراماً، ويصل طوله إلى 1.8 متر. وتم نحت كل تمثال بعناية من أجزاء منفصلة، مع وجوه مصممة بتفاصيل فريدة لتعكس ملامح جيش حي.


روسيا اليوم
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- روسيا اليوم
محاربو الطين الصينيون يتجهون إلى أستراليا في عرض ضخم
قبل ألفي عام، وفي سعيه لمواجهة الموت، أمر الإمبراطور الأول للصين "تشين شي هوانغ" ببناء مدينة للأموات على مساحة 49 كيلومترا مربعا، تضم جيشا من المحاربين المصنوعين من الطين لحراسة قبره إلى الأبد. وفي عام 1974، اكتشف مزارعون بالقرب من مدينة "شيان" أول رأس طيني، ما فتح الباب أمام واحدة من أعظم الاكتشافات الأثرية في التاريخ، حيث تم العثور على أكثر من 8000 محارب طيني خلال السنوات الخمسين الماضية. واليوم، تعود بقايا هذا الحلم بالخلود للظهور من جديد، لكن هذه المرة في مدينة بيرث الأسترالية، حيث تستضيف أكبر معرض لتماثيل التيراكوتا في تاريخ البلاد. ويفتتح المعرض في 28 يونيو المقبل في متحف WA Museum Boola Bardip تحت عنوان: "جنود التيراكوتا: إرث الإمبراطور الأول"، ويقدم لمحة شاملة عن الصين القديمة من خلال أكثر من 225 قطعة أثرية، كثير منها يُعرض خارج الصين للمرة الأولى. وفي هذا الصدد، قال أليك كولز، المدير التنفيذي للمتحف: "من الصعب وصف مدى أهمية هذا الحدث، فـ70% من المعروضات لم تُعرض في أستراليا من قبل، و40% لم تغادر الصين إطلاقاً". وأضاف: "بالنسبة لي، هذا المعرض يمثل أعجوبة العالم الثامنة، لا يوجد شيء مثله في أي مكان آخر". والمعرض من تنظيم مشترك مع مركز الترويج للتراث الثقافي في شنشي ومتحف ضريح الإمبراطور "تشين شي هوانغ"، ويتضمن عرض 10 تماثيل لمحاربين بالحجم الطبيعي – وهو الحد الأقصى المسموح بإخراجه من الصين – ويزن كل تمثال نحو 180 كيلوغراماً، ويصل طوله إلى 1.8 متر. وتم نحت كل تمثال بعناية من أجزاء منفصلة، مع وجوه مصممة بتفاصيل فريدة لتعكس ملامح جيش حي. المصدر: "الغارديان" عثر علماء الآثار على قطع أثرية جديدة في شمال شرق الصين تعود إلى حضارة هونغشان في العصر الحجري الحديث، التي كانت قائمة منذ ما يقرب من 5000- 6000 عام. عثر علماء الآثار الصينيون على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية في موقع مينشيخه الذي يعود للعصر الحجري القديم. عثر علماء الآثار الصينيون على قارورة نادرة في مدينة شينزين عمرها أكثر من 7.7 ألف عام.


الجزيرة
٢٢-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجزيرة
"الشاي المتخمر".. ما سر شعبيته والكمية المناسبة لتناوله؟
مع تزايد الإقبال على المشروبات الصحية، برز مشروب الكومبوتشا أو الشاي المخمر خيارا لافتا، وحظي باهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة. ووفقا لتقديرات شركة "غراند فيو" لأبحاث السوق فقد شهدت مبيعات الكومبوتشا نموا ملحوظا على مستوى العالم، حيث بلغ حجم سوقه 2.64 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي يبلغ 15.6% حتى عام 2030. ما مشروب الكومبوتشا؟ هو مشروب شاي فوار ومختمر، وتستغرق عملية تخميره ما بين 7 إلى 14 يوما، ويتميز بنكهة لاذعة وحلوة قليلا، ويُروج له باعتباره بديلا صحيا للمشروبات الغازية أو المشروبات السكرية كالعصائر، كما أنه يعد طريقة سهلة لإضافة الماء إلى نظامك الغذائي اليومي. ويتكون الكومبوتشا من 4 مركبات فقط هي: أوراق الشاي الأخضر أو الأسود، والماء، والسكر، وكائنات دقيقة أو استنبات بكتيري من البكتيريا والخميرة تعرف باسم "سكوبي" أو "البادئ"، وهي عبارة عن طبقة هلامية تطفو فوق الكومبوتشا وتساعد في تحويل الشاي العادي إلى مشروب حلو وفوار غني بالأحماض والبروبيوتيك (البكتيريا النافعة) المعززة لصحة الأمعاء، وكذلك تمنح الكومبوتشا نكهته اللاذعة كالخل. وللحفاظ على البروبيوتيك نشطا وسليما، يتم بيع مشروب الكومبوتشا واستهلاكه دون بسترته، وهو أمر مقبول للأفراد الأصحاء، لكنه قد يثير مخاوف محتملة بالنسبة للأطفال أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. إعلان ويتوفر الكومبوتشا تجاريا بمجموعة متنوعة من النكهات مثل البرتقال والفراولة والزنجبيل والليمون والتوت وغيرها من النكهات، مما يعزز محتواه من العناصر الغذائية، من خلال توفير كميات صغيرة من فيتامين "سي"، وفيتامين "هـ"، وفيتامينات "ب"، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم. أصل الكومبوتشا لا توجد رواية مؤكدة عن أصل الكومبوتشا، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه نشأ في الصين منذ ألفي عام خلال عهد أسرة تشين (221 قبل الميلاد)، ويُقال إن الإمبراطور تشين شي هوانغ كان أول من شرب الكومبوتشا للحفاظ على شبابه وطول عمره. وفي عام 414 ميلادي، قدمه راهب تبتي إلى الإمبراطور الياباني إنكيو الذي شفي من عسر الهضم نتيجة شربه، ثم انتشر في جميع أنحاء القارة الآسيوية، وبحسب الأسطورة، كان اسم ذلك الراهب "كومبو"، وأُضيفت إليه كلمة "تشا" (شاي باليابانية) حتى عرف المشروب باسم "كومبو-تشا". ومن آسيا، انتقل الكومبوتشا عبر طريق الحرير إلى روسيا في مطلع القرن العشرين، ثم إلى جميع أنحاء أوروبا، حتى تأسست أول شركة كومبوتشا تجارية عام 1995 في الولايات المتحدة بعد أن كان يحضر منزليا فقط، وحاليا تنتشر شركات الكومبوتشا التجارية في جميع أنحاء العالم، وتشهد مبيعاته ازديادا ملحوظا بفضل شهرته باعتباره مشروبا صحيا ومنعشا. ماذا يحدث عندما تشرب الكومبوتشا يوميا؟ يقدم مشروب الكومبوتشا العديد من الفوائد الصحية منها: يوفر فوائد الشاي الأخضر يُصنع مشروب الكومبوتشا من الشاي، لذا فإنه يمكن أن يوفر نفس الفوائد التي يوفرها كوب من الشاي التقليدي، وتشمل الفوائد الصحية للشاي انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وتعزيز الإدراك والانتباه. غني بالبروبيوتيك الطبيعي يخضع مشروب الكومبوتشا لعملية تخمير طبيعية أثناء تحضيره، لذا فإنه يحتوي على البروبيوتيك التي تساعد في دعم الكائنات الدقيقة الصحية الموجودة في الأمعاء مما يحسّن الهضم وفقدان الوزن أيضا. إعلان مصدر قوي لمضادات الأكسدة يعد الكومبوتشا مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة، ووفق دراسة نشرتها بوابة الأبحاث العلمية عام 2022، فإن هذه المركبات تساعد في مكافحة الجذور الحرة في الجسم، مما يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والحد من الالتهابات المزمنة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل. التخلص من البكتيريا الضارة يعد حمض الخل (الأسيتيك) أحد المواد الرئيسية التي يتم إنتاجها أثناء تخمير الكومبوتشا، ويعمل على قتل البكتيريا الضارة المسببة للعدوى في الجسم مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا التيفية. تنظيم السكر في الدم يُستخدم معظم السكر المضاف إلى الكومبوتشا لإتمام عملية التخمير، وما يتبقى يعتبر كمية صغيرة قد لا تكون ضارة بسكر الدم، وأشارت دراسة أجريت عام 2023 أن تناول مشروب الكومبوتشا مع الطعام يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يرجع إلى درجة حموضة الكومبوتشا ومحتواه من البروبيوتيك والأحماض العضوية ومضادات الأكسدة. هل الكومبوتشا مشروب آمن؟ يمكن أن يكون مشروب الكومبوتشا جزءا من نظام غذائي صحي ومتوازن عند تناوله باعتدال، ولكن ينبغي وضع هذه الأشياء في الاعتبار: يحتوي الكومبوتشا على كميات متفاوتة من السكر المضاف حسب كل علامة تجارية، لذا حاول اختيار أنواع تتضمن أقل كمية من السكر. الكومبوتشا الجاهز أكثر أمانا نظرا لخضوع عملية الإنتاج للرقابة، أما الكومبوتشا المحضر منزليا فربما لا يحتوي على مستويات آمنة من البكتيريا والخميرة، كما أنه أكثر عرضة لنمو البكتيريا الضارة. تحقق من الملصق الموجود على العبوة، وراجع قائمة المكونات لتجنب المواد الحافظة أو المحليات الصناعية، واحسب محتوى الكحول جيدا إذا كنت تتناول المزيد يوميا. ينبغي استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل شرب الكمبوتشا إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي، أو ضعف جهاز المناعة، إذ قد يؤدي مزيج الحموضة والغازات الناتجة عن التخمير إلى الشعور بعدم الراحة أو الانتفاخ. لا ينبغي لبعض الفئات تناول الكومبوتشا مثل الحوامل والمرضعات والأطفال، إذ لا توجد كمية كحول آمنة للرضع والأطفال، كما أن منتجات الكومبوتشا غير مبسترة وتحتوي على الكافيين. حاول البدء بتناول نصف كوب من الكومبوتشا ولاحظ تأثيره على جسمك، ويمكنك زيادة الجرعة تدريجيا حتى تصل إلى الكمية الأنسب لك، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، سي دي سي (CDC) بشرب 113 مليلترا فقط من الكومبوتشا يوميا (كوب إلى 3 أكواب). إعلان ومع ذلك، إذا لم تتقبل مذاق الكومبوتشا، فهناك الكثير من الأطعمة المخمرة التي تحتوي على البروبيوتيك ويمكنك تجربتها، بما في ذلك الزبادي، والجبن القديم، والملفوف المخلل، وغيرها.


الجزيرة
١٨-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الجزيرة
'المادة'.. صياغة حداثية عن محاولات الخلود والبقاء بين جسدين
بعد أن أفنى الإمبراطور الصيني 'تشين شي هوانغ' القسط الأكبر من حياته في توحيد الممالك الصينية المتناحرة، انطلق في بحث دؤوب عما يجعل عمره الزمني يمتد بلا نهاية، فأصبحت حياته فريسة لينة للعقاقير والتعاويذ السحرية، فاستحوذت طواعية على مسارات جسده، فأسلم مقاديره لمصيره المحتوم المعلوم سلفا، وحينها أصبح حلم الخلود سرابا منثورا. قد تبدو هذه المقدمة خارجة عن سياق التناول النقدي، لفيلم إشكالي وجدلي، هو الفيلم البريطاني الفرنسي 'المادة' (The Substance)، الذي كتبته وأخرجته الفرنسية 'كورالي فارغايت' (2024)، وهو ثاني تجاربها الروائية الطويلة، وقد نال جائزة أفضل سيناريو في الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، ورُشح لخمس جوائز أوسكار. لكن بنظرة بانورامية على فكرة الفيلم العامة، نجد أنها -بطريقة أو بأخرى- تبدو مماثلة لتلك الحكاية التاريخية التي ذكرنا، فالبحث عن وهم الخلود والبقاء، يشكل العصب الأساسي لفيلمنا. عقار الشباب لامرأة متقاعدة تدور الأحداث حول 'إليزابيث سباركل' (الممثلة الأمريكية ديمي مور)، وهي نجمة ومقدمة برامج استعراضية، انحسرت عنها أضواء الشهرة، بعد أن أحالتها الشبكة الإعلامية التي تعمل فيها إلى التقاعد المبكر، على إثر بلوغها سن الخمسين، وبطريق الصدفة تعثر على عقار طبي، ينسخ من باطنها نسخة أحدث عمرا وأكثر شبابا. قد تظن في أول وهلة أن هوية الفيلم الفكرية مكررة، أو سبق توليفها في سياقات مشابهة، لكن الحقيقة أن العكس هو الصحيح تماما، فمع أن الجدار الفكري الواضح والصريح للسرد هو التناول المباشر لسراب البحث عن الخلود، فإن هذه الفكرة ما هي إلا بوابة افتراضية، مفتتح ومدخل لما هو أعمق. فالصراع مع الزمن يشكل جدارا فكريا موازيا، وهذا النزاع المستعر يُستدعى هنا في مستوى أكثر اشتباكا مع الواقع، فتتصاعد من بين طيات السرد نبرة انتقادية منددة بالإجراءات التجميلية، التي تسهم في تسليع الجسد الإنساني. وبناء على ما سبق، يمكن القول إننا أمام فيلم مثقل بالهموم والرؤى التي تحتاج بلا شك إلى سرد سينمائي وبصري، يلائم هذا الطرح الفكري الدسم، وعندئذ يصبح مشروعا وواجبا السؤال عن أسلوبية التناول والتعبير. تجربة علمية على بيضة تفقس شبيهتها لا يتأخر السرد في تقديم دعائم إجابته، ففي المشاهد الأولى من الفيلم نرى تجربة علمية على بيضة ما، تُحقن بمادة طبية لا يدرك كنهها، وما هي إلا ثوان معدودة وتخرج منها نسخة أخرى، مماثلة لها في الحجم واللون. وفي المشهد الموالي، نرى من زاوية علوية مراحل الإعداد والبناء لنجمة هوليود الأرضية باسم 'إليزابيث سبراكل'، وتتوالى اللقطات التي تكشف تصاعد منحنى النجومية والشهرة وهبوطه، وما يرافق هذه المعادلة، من تأثير حقيقي على الجدارية الأرضية، فتصاب بالوهن والتشقق. وهكذا اختار السرد أن يبدأ حكايته بهذا التتابع، الذي قد لا يوحي بأنه يرتبط بصلة محددة بنطاق الفيلم، لكن ما يثير الدهشة والتأمل حقا، هو أن هذا المفتتح يفصح ببلاغته الموجزة، عن مضمون الفيلم وفكرته، بالتوازي مع كشفه المتواري عما سنراه لاحقا من أحداث، وكأننا أمام بلورة سحرية تزيح الستار عن المستقبل. نسيج بين أرذل العمر وشرخ الشباب نسج السيناريو أحداثه وفق إطار درامي خيالي، لا يخلو من الجرعات المكثفة للرعب النفسي، وتدور دفة الحكي استنادا على مبدأ الأقواس الدرامية، فالبداية مع القوس الافتتاحي، الذي ينطلق على مضمار السرد، مع مشاهد إنشاء النجمة الأرضية من 'إليزابيث'. وينغلق القوس المقابل كذلك من ذات المكان، وما بين هذا الإطار وذاك يقبع النسيج السردي، المتشعب الاتجاهات والأفكار، ومن ثم لا يلجأ السيناريو إلى الالتواءات الدرامية، ولا إضافات أدنى تعرجات زمنية أو سردية، بل يعمد في بنيانه على خطية الحكي، الذي يحتوي هيكله على الفصول الدرامية المعتادة، التمهيد المبدئي، ثم الوسط أو صلب الحكاية المتضمن للذروة المنتظرة، ثم الوصول إلى الفصل الثالث الختامي للقصة. وبذلك تتساوى كفتا الميزان بين حداثية الأسلوب الفني والإخراجي من ناحية، ونمطية البنية الدرامية على الجهة الأخرى، التي تعقد على مدى زمن الفيلم (نحو 140 دقيقة) مقارنة بين عالمين، أحدهما بلغ من اكتمال العمر أرذله، أما الجديد الناشئ فما زال ينبش عن مساحته المستحقة في الوجود. صراع نسخة النضوج ونسخة الصبا سعيا لمعاودة طرق أبواب الشهرة، تتناول 'إليزابيث' المحلول الطبي، فيتفاعل تلقائيا مع الحمض النووي، وينشئ ذاتيا نسخة إنسانية بالغة الكمال من رحم النسخة الأولى، وتلك معارضة فنية لرواية 'دكتور جيكل ومستر هايد' للكاتب الأسكتلندي 'روبرت لويس ستيفنسون'. نصبح أمام نسختين مكتملتي الروح والإحساس، تمارس كل منهما حق الحياة مدة 7 أيام، تتبادلها مع الأخرى، وفق موعد معلوم ثابت لا يتغير، وذلك حفاظا على تفاعلات التوازن الوجودي بينهما. ثم يدخلنا السرد في رحلة شيقة، قوامها التضاد الشكلي، مع الإبقاء على معادلات التجانس الداخلي، وهكذا تنطلق محركات الحكي بين رحى عالمين، لكل منهما بنيانه وأركانه، التي يبدو أنها لا تتقاطع مع الآخر، لكن الواقع أن كلا منهما يشتبك مع الآخر. فإذا كانت الفكرة الفلسفية المتداولة عن احتواء النفس البشرية على طرفي الخيط من الخير والشر، فإن المعالجة الدرامية هنا تبدو متقاربة بدرجة أو بأخرى من هذا الطرح الفكري، لكن بدلالات أكثر توافقا مع البيئة العامة للأحداث، التي تعني برصد مواطن الاختلاف بين هذا العالم الناضج، وما يماثله على الناحية الأخرى من عالم ناشئ حديث الولادة. وحينها يمكن أن نلاحظ تباينات جوهرية بين هذا العالم وذاك، فيخلق السرد خطا دراميا منفصلا لكل شخصية عن الأخرى، أما البداية فهي مع 'إليزابيث'، التي تطالعنا في حالات الوجوم والخوف الفطري الدائم من انكشاف حيلتها، بجانب نوبات الهلع عند اكتشاف التطورات المتلاحقة على جسدها، الذي تزداد إصابته بالوهن والكبر، مع كل غفوة تبادلية مع الكائن الجديد. أما النسخة المعدلة الحديثة التي تسمى 'سو' (الممثلة الأمريكية مارغريت كوالي)، فإن حياتها تشهد نموا مطردا نحو الشهرة والنجومية، بعد أن بسطت سيطرتها على البرنامج الاستعراضي، الذي كانت تقدمه نصفها الآخر 'إليزابيث'. وبهذا التبادل بين النسختين، يمكن الإمساك بملامح المقارنة الواضحة والمطمورة في نفس الآن، بين مراحل العمر المتباينة، أو بمعنى أكثر رحابة، بين بريق الشباب، وخفوت الكِبر. الأصل والفرع بعد أن اكتمل الفصل الأول بقذائفه التمهيدية الكاشفة عن أزمة البطلة النفسية والوجودية، يصحبنا الفيلم شيئا فشيئا إلى الفصل الثاني من الحكاية، ومن أجل قراءة أوسع وأشمل، يمكن إحالة العلاقة بين 'إليزابيث' و'سو' إلى نموذج العلاقة بين الكائن الطفيلي والجسد المضيف، ترى من منهما يتغدى ويقتات على الآخر؟ ومع تصاعد شهرة 'سو' لا ترتوي من حصتها المقررة من الأيام السبعة، وتحت ضغط الرغبة في البقاء داخل الحيز الوجودي أطول فترة ممكنة، تلجأ إلى اختلاس كميات أكبر من سائل الحياة المدمج داخل جسد الأصل 'إليزابيث'. لكن ما عجزت هي عن الوصول إلى صيغة تفاهمية بشأنه، أنه كلما ازداد الاستهلاك ارتد ذلك عكسيا على النسخة المقابلة، فتفقد تدريجيا مع مرور الوقت كل صلتها بالحياة الواقعية. ولتستقيم مسارات العيش بينهما، لا بد أن تتساوى كفتا الميزان، وهذا ما يشكل عائقا ومانعا جوهريا، فالحق في الوجود مكفول لهما، لكن إحداهما يطغى إقبالها نحو ملذات الحياة على الأخرى. هنا الفرع 'سو'، يستلهم سوائل الحياة من الأصل 'إليزابيث'، وهكذا في متوالية دائرية، لا تبدو لخطوطها نهاية، مما يشكل لمحة -وإن يسيرة- عن الصراع الدرامي للفيلم، فالصراع هنا بين العالمين، بين الأحدث والأقدم، أو في رؤية أخرى بين الأصل والفرع، أما الحقيقة فهي أن كلا منهما ليس إلا انعكاسا للآخر. فرغبات النسخة الجديدة وأفعالها وتحققها المهني، هي أحلام سابقة في عقل الأولى، ولذلك تصبح أفعال الثانية ترجمة حرفية، واستعادة لمشاعر وتطلعات النسخة الأقدم، فكل منهما يقتات على الآخر، مع أنه ظاهريا قد يبدو عكس ذلك. وحينها يمكن استنباط المعنى الكامن في الجملة التحذيرية المرافقة للعقار الطبي، 'تذكّرا، أنتما نسخة واحدة لا اثنتان'، فكل منهما امتداد للأخرى واستكمال لها، ولذلك تتضح دلالة تراجع 'إليزابيث' عن قرارها السابق بالتخلص من 'سو'، حتى تكمل تحقيق حلمهما بتقديم الحفل الفني لنهاية العام. وهكذا يستمر الصراع بين الأصل والفرع، تُرى هل سيصل أحدهما إلى مرفأ الأمان والاستسلام بقوانين اللحظة الراهنة؟ أم أن تلك الدوامة السيزيفية ستواصل إبحارها بلا نهاية؟ مقصلة الزمن.. قوة عاتية تفسد أحلام الخلود للإجابة على السؤال السابق، لا بد أن يُستدعى سؤال آخر من قائمة الانتظار؛ ألا وهو ما الدوافع الحقيقية التي أوصلت بطلتنا إلى نسخ شخصية موازية لها؟ وحينها يمكننا عبر ممارسة حق الجواب على السؤال اللاحق، أن نصل إلى إجابة يقينية على السؤال الأساسي، وبالعودة إلى جوهر الحكاية ذاتها، سنجد ضالتنا بين سطور السرد. فالرغبة في البقاء تحت أضواء الشهرة، ليس السبب الوحيد الراسخ اليقين، لكن ما يكمن وراء هذه المحاولات يقع تحت طائلة التشبث حتى الرمق الأخير بأهداب الحياة. يحيلنا هذا الإصرار إلى قراءة موازية أكثر اتساعا للصراع الدرامي، الذي يمكن حينها تأويله إلى صراع الإنسان ضد قوى أعتى وأشد بأسا كالزمن، الذي لا يفرق في تأثيرات تدفقه واندفاعه للأمام بين إنسان وآخر، فالجميع سواسية أمام سلطان رياح التبدل والتغير، التي أصابت 'إليزابيث' وهي غافلة تظن أن نصال الزمن الحامية لن تقترب من وهج شهرتها. 'الوقت يتحرك ببطء، لكنه يمر مسرعا' يمكن القول إن مفتاح قراءة الفيلم والوصول إلى مدلوله، يقع بين أسوار مقولة الكاتبة الأمريكية 'آليس ووكر' عن الزمن وإيقاعه المتسارع 'الوقت يتحرك ببطء، لكنه يمر مسرعا'. فالزمن الراكض باندفاع، يمثل عدو بطلتنا الأول، وهي تحسب في لحظة منفلتة من الوقت أنها هزمت هذا الخصم العتيد، لكنه دوما لديه ما يكفي ويفيض من الأساليب المراوغة للإمساك بفرائسه، وإنزال النكسات المفاجئة بأوهام أحلامهم. وليكتمل السياق التعبيري عن الفكرة العامة، ينسج السيناريو سرديته، اعتمادا على عدالة توزيع أدوار اللعب بين 'إليزابيث' و'سو'، ويطالعنا بينهما 'هارفي' (الممثل الأمريكي دينيس كويد) مدير القناة التلفزيونية، التي تبث برنامج إليزابيث سابقا وسو حاليا. رسم السرد شخصية 'هارفي' أقرب إلى الكاريكاتورية منها إلى العالم الواقعي، فيبدو بنمط معيشته الشرهة للحياة بكل ما بها من فرائض دنيوية، عاملا مساعدا في اكتمال وقائع مأساة بطلتنا، سواء توفرت القصدية المباشرة أو لا. وقد ساهمت مشاهده المعتمدة في صياغتها البصرية على زوايا مقربة، تكاد تلتهم تعبيرات الوجه، استكمالا للتوصيف المثالي للعالم الذي تدور فيه الأحداث، ليبدو يحمل مزيجا خاصا من الواقعية الصريحة بما تشي به من دلالات، والكابوسية الكافكاوية بما تحمله من سوداوية. ترهلات وشحوم زائدة في خاتمة الفيلم يواصل السرد الفيلمي تقدمه نحو الذروة المنتظرة، التي تنطلق شرارتها مع حلول الشق الأخير من الفصل الثاني، فيرتفع منسوب أنانية 'سو' إلى معدلات غير مسبوقة، تستحوذ فيه على حصة مضاعفة من الأيام، ثم تؤثر تلقائيا على النسخة الأولى 'إليزابيث'، التي تفقد كل ما يثبت صلتها بالنموذج والهيكل البشري، فتتحول إلى مسخ فاقد لأدنى معالم الإنسانية. ولا شك أن فنان الماكياج الفرنسي 'بيير أوليفير بيريسن' بذل جهدا خلاقا في تصميم هذا التعديل على الممثلة 'ديمي مور'، لتبدو عناصر الفيلم الفنية -كشريط الصورة والتكوين وزوايا الكاميرا وحركاتها- مؤلفة جيدا، وتنجح بجدارة في خلق أسلوب صادم وجذاب في نفس الآن، ولا يؤدي إلى إحداث الصدمة لدى المتلقي فحسب، بل يبعث على التوتر كذلك طوال مدة العرض السينمائي. وهذا يحيلنا بالتأكيد إلى ما شاب الفصل الثالث من ترهل سردي واضح، والمبالغة التي أصابت السياق العام بالوهن المؤقت، وتحديدا عند التعبير عما آلت إليه الشخصية. لكن هذا الطول النسبي في مشاهد الختام، لا ينفي ولا يقلل قوة الفيلم وجودته الفنية، وقدرة الإخراج وحرفيته، فهو يستحق التحية والثناء على أسلوبه المبتكر في المعالجة والتناول، وكذلك على نطاق إدارة الممثلين، وتحديدا 'ديمي مور' التي بلغت هذا العام عامها الـ62، فبدت كأنها تجسد قصتها الذاتية. يتلاقى الطرح الفكري مع الهيئة الشكلية للفيلم، ويقف كل منهما على قدم المساواة من الآخر، مما يجعل الفيلم يصمد زمنا في غياهب الذاكرة، فالقدرة على المكوث في ذائقة المتلقي، هي ما تثبت نجاح العمل الإبداعي من عدمه، والأهم هو القدرة على طرق المثير من الأفكار والتأملات، ولا أبلغ من أمنيات الاستمرار والخلود، لتصبح هي المادة الفعالة للبحث والفكر.