
"الشاي المتخمر".. ما سر شعبيته والكمية المناسبة لتناوله؟
مع تزايد الإقبال على المشروبات الصحية، برز مشروب الكومبوتشا أو الشاي المخمر خيارا لافتا، وحظي باهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا لتقديرات شركة "غراند فيو" لأبحاث السوق فقد شهدت مبيعات الكومبوتشا نموا ملحوظا على مستوى العالم، حيث بلغ حجم سوقه 2.64 مليار دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل سنوي يبلغ 15.6% حتى عام 2030.
ما مشروب الكومبوتشا؟
هو مشروب شاي فوار ومختمر، وتستغرق عملية تخميره ما بين 7 إلى 14 يوما، ويتميز بنكهة لاذعة وحلوة قليلا، ويُروج له باعتباره بديلا صحيا للمشروبات الغازية أو المشروبات السكرية كالعصائر، كما أنه يعد طريقة سهلة لإضافة الماء إلى نظامك الغذائي اليومي.
ويتكون الكومبوتشا من 4 مركبات فقط هي: أوراق الشاي الأخضر أو الأسود، والماء، والسكر، وكائنات دقيقة أو استنبات بكتيري من البكتيريا والخميرة تعرف باسم "سكوبي" أو "البادئ"، وهي عبارة عن طبقة هلامية تطفو فوق الكومبوتشا وتساعد في تحويل الشاي العادي إلى مشروب حلو وفوار غني بالأحماض والبروبيوتيك (البكتيريا النافعة) المعززة لصحة الأمعاء، وكذلك تمنح الكومبوتشا نكهته اللاذعة كالخل.
وللحفاظ على البروبيوتيك نشطا وسليما، يتم بيع مشروب الكومبوتشا واستهلاكه دون بسترته، وهو أمر مقبول للأفراد الأصحاء، لكنه قد يثير مخاوف محتملة بالنسبة للأطفال أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
إعلان
ويتوفر الكومبوتشا تجاريا بمجموعة متنوعة من النكهات مثل البرتقال والفراولة والزنجبيل والليمون والتوت وغيرها من النكهات، مما يعزز محتواه من العناصر الغذائية، من خلال توفير كميات صغيرة من فيتامين "سي"، وفيتامين "هـ"، وفيتامينات "ب"، والبوتاسيوم، والحديد، والمغنيسيوم.
أصل الكومبوتشا
لا توجد رواية مؤكدة عن أصل الكومبوتشا، لكن بعض الروايات تشير إلى أنه نشأ في الصين منذ ألفي عام خلال عهد أسرة تشين (221 قبل الميلاد)، ويُقال إن الإمبراطور تشين شي هوانغ كان أول من شرب الكومبوتشا للحفاظ على شبابه وطول عمره.
وفي عام 414 ميلادي، قدمه راهب تبتي إلى الإمبراطور الياباني إنكيو الذي شفي من عسر الهضم نتيجة شربه، ثم انتشر في جميع أنحاء القارة الآسيوية، وبحسب الأسطورة، كان اسم ذلك الراهب "كومبو"، وأُضيفت إليه كلمة "تشا" (شاي باليابانية) حتى عرف المشروب باسم "كومبو-تشا".
ومن آسيا، انتقل الكومبوتشا عبر طريق الحرير إلى روسيا في مطلع القرن العشرين، ثم إلى جميع أنحاء أوروبا، حتى تأسست أول شركة كومبوتشا تجارية عام 1995 في الولايات المتحدة بعد أن كان يحضر منزليا فقط، وحاليا تنتشر شركات الكومبوتشا التجارية في جميع أنحاء العالم، وتشهد مبيعاته ازديادا ملحوظا بفضل شهرته باعتباره مشروبا صحيا ومنعشا.
ماذا يحدث عندما تشرب الكومبوتشا يوميا؟
يقدم مشروب الكومبوتشا العديد من الفوائد الصحية منها:
يوفر فوائد الشاي الأخضر
يُصنع مشروب الكومبوتشا من الشاي، لذا فإنه يمكن أن يوفر نفس الفوائد التي يوفرها كوب من الشاي التقليدي، وتشمل الفوائد الصحية للشاي انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان وتعزيز الإدراك والانتباه.
غني بالبروبيوتيك الطبيعي
يخضع مشروب الكومبوتشا لعملية تخمير طبيعية أثناء تحضيره، لذا فإنه يحتوي على البروبيوتيك التي تساعد في دعم الكائنات الدقيقة الصحية الموجودة في الأمعاء مما يحسّن الهضم وفقدان الوزن أيضا.
إعلان
مصدر قوي لمضادات الأكسدة
يعد الكومبوتشا مصدرا جيدا لمضادات الأكسدة، ووفق دراسة نشرتها بوابة الأبحاث العلمية عام 2022، فإن هذه المركبات تساعد في مكافحة الجذور الحرة في الجسم، مما يساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والحد من الالتهابات المزمنة التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل أمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل.
التخلص من البكتيريا الضارة
يعد حمض الخل (الأسيتيك) أحد المواد الرئيسية التي يتم إنتاجها أثناء تخمير الكومبوتشا، ويعمل على قتل البكتيريا الضارة المسببة للعدوى في الجسم مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا التيفية.
تنظيم السكر في الدم
يُستخدم معظم السكر المضاف إلى الكومبوتشا لإتمام عملية التخمير، وما يتبقى يعتبر كمية صغيرة قد لا تكون ضارة بسكر الدم، وأشارت دراسة أجريت عام 2023 أن تناول مشروب الكومبوتشا مع الطعام يحد من ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك يرجع إلى درجة حموضة الكومبوتشا ومحتواه من البروبيوتيك والأحماض العضوية ومضادات الأكسدة.
هل الكومبوتشا مشروب آمن؟
يمكن أن يكون مشروب الكومبوتشا جزءا من نظام غذائي صحي ومتوازن عند تناوله باعتدال، ولكن ينبغي وضع هذه الأشياء في الاعتبار:
يحتوي الكومبوتشا على كميات متفاوتة من السكر المضاف حسب كل علامة تجارية، لذا حاول اختيار أنواع تتضمن أقل كمية من السكر.
الكومبوتشا الجاهز أكثر أمانا نظرا لخضوع عملية الإنتاج للرقابة، أما الكومبوتشا المحضر منزليا فربما لا يحتوي على مستويات آمنة من البكتيريا والخميرة، كما أنه أكثر عرضة لنمو البكتيريا الضارة.
تحقق من الملصق الموجود على العبوة، وراجع قائمة المكونات لتجنب المواد الحافظة أو المحليات الصناعية، واحسب محتوى الكحول جيدا إذا كنت تتناول المزيد يوميا.
ينبغي استشارة اختصاصي الرعاية الصحية قبل شرب الكمبوتشا إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي، أو ضعف جهاز المناعة، إذ قد يؤدي مزيج الحموضة والغازات الناتجة عن التخمير إلى الشعور بعدم الراحة أو الانتفاخ.
لا ينبغي لبعض الفئات تناول الكومبوتشا مثل الحوامل والمرضعات والأطفال، إذ لا توجد كمية كحول آمنة للرضع والأطفال، كما أن منتجات الكومبوتشا غير مبسترة وتحتوي على الكافيين.
حاول البدء بتناول نصف كوب من الكومبوتشا ولاحظ تأثيره على جسمك، ويمكنك زيادة الجرعة تدريجيا حتى تصل إلى الكمية الأنسب لك، وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، سي دي سي (CDC) بشرب 113 مليلترا فقط من الكومبوتشا يوميا (كوب إلى 3 أكواب).
إعلان
ومع ذلك، إذا لم تتقبل مذاق الكومبوتشا، فهناك الكثير من الأطعمة المخمرة التي تحتوي على البروبيوتيك ويمكنك تجربتها، بما في ذلك الزبادي، والجبن القديم، والملفوف المخلل، وغيرها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 أيام
- الجزيرة
اليوم العالمي للنحل.."أعظم الملقحات" التي تطعم العالم
يُبرز اليوم العالمي للنحل الذي يأتي هذا العام تحت شعار "النحل مُلهم من الطبيعة ليغذينا جميعا"، الأدوار الحاسمة التي يلعبها النحل في السلسلة الغذائية للبشرية، وصحة النظم البيئية لكوكب الأرض، بما يشير إلى أن فقدان النحل سيجعل العام يخسر أكثر بكثير من مجرد العسل. ويواجه النحل وغيره من المُلقّحات تهديدات متزايدة بسبب فقدان موائلها، والممارسات الزراعية غير المستدامة، وتغير المناخ والتلوث. ويُعرّض تناقص أعدادها إنتاج المحاصيل العالمي للخطر، ويزيد من تكاليفها، ويُفاقم بالتالي انعدام الأمن الغذائي العالمي. وحسب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) هناك أكثر من 200 ألف نوع من الحيوانات تصنف ضمن المُلقّحات غالبيتها العظمى برية، بما في ذلك الفراشات والطيور والخفافيش وأكثر من 20 ألف نوع من النحل، الذي يعتبر "أعظم الملقحات". ويعدّ التلقيح أساسيا لأنظمة الأغذية الزراعية، إذ يدعم إنتاج أكثر من 75% من محاصيل العالم، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور. بالإضافة إلى زيادة غلة المحاصيل. كما تُحسّن الملقّحات جودة الغذاء وتنوعه، وتُعزز حماية الملقحات التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية الحيوية، مثل خصوبة التربة، ومكافحة الآفات، وتنظيم الهواء والماء. الحشرة الدؤوبة حسب بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يتم الحصول على 90% من إنتاج الغذاء العالمي من 100 نوع نباتي، ويحتاج 70 نوعا منها إلى تلقيح النحل. وأظهرت الدراسات أن الحشرات غير النحل لا تُمثل سوى 38% من تلقيح المحاصيل، مقابل أقل من 5% من تلقيح المحاصيل بالنسبة للفراشات، ويسهم تلقيح الطيور بأقل من 5% من الأنواع المزهرة حول العالم و1% للخفافيش. وتبلغ تكلفة التلقيح الاصطناعي أعلى بـ10% على الأقل من تكلفة خدمات تلقيح النحل، وفي النهاية لا يمكننا تكرار عمل النحل بنفس الجودة أو الكفاءة لتحقيق نفس الإيرادات. وعلى سبيل المثال، تتراوح تكلفة تلقيح هكتار واحد من بساتين التفاح في الولايات المتحدة ما بين 5 آلاف و7 آلاف دولار ومع وجود ما يقارب 153 ألفا و375 هكتارا من بساتين التفاح في جميع أنحاء البلاد، ستصل التكلفة إلى نحو 880 مليون دولار سنويا، بالنسبة لحقول التفاح فقط. وعموما، تمثل الملقحات الحشرية ما يقارب 35% من إجمالي الإنتاج الغذائي العالمي، ويتولى نحل العسل 90% من عبء هذا العمل. خطر الانقراض يتعرض النحل والملقحات الأخرى فعليا لتهديد متزايد جراء الأنشطة البشرية مثل استخدام مبيدات الآفات، والتلوث البيئي الذي يشمل جزيئات البلاستيك والتلوث الكهرومغناطيسي (ذبذبات أبراج الاتصالات والهواتف المحمولة وخطوط الكهرباء)، والأنواع الغازية لموائله، والتغير المناخي. ورغم أن الصورة البارزة تشير إلى وضع كارثي يتعلق بتعداد النحل العالمي. لكن تحليل البيانات التي وردت في نشرة منظمة الفاو تظهر أن فكرة انهيار أعداد النحل عالميا ليست دقيقة تماما، لكن مع ذلك يبقى مستقبل أعداد النحل العالمية غير مؤكد تماما. وتشير البيانات إلى أن أعداد النحل في بعض الدول الآسيوية تشهد تزايدا مطردا، بينما تواجه في الولايات المتحدة وأميركا الشمالية بشكل عام تحديات كبيرة في العقود الأخيرة، بسبب تدمير الموائل، والتعرض للمبيدات الحشرية، وتغير المناخ، والأمراض، والطفيليات. ويعود تزايد أعداد النحل في آسيا إلى التنوع الطبيعي في القارة، والمناخ المعتدل، وتقاليد تربية النحل العريقة، وازدهار تربية النحل التجارية، وعلى سبيل المثال عززت الصين، أكبر منتج للعسل في العالم، أعداد نحل العسل لديها بشكل كبير لتلبية الطلب العالمي. وإذا اعتمدت المناطق التي تواجه تدهورا سياسات أكثر صرامة للحفاظ على النحل وممارسات زراعية مستدامة، فقد تُسهم في استقرار أعداد النحل، بل وتعزيزها، في السنوات القادمة. في الوقت نفسه، يجب على الدول التي تشهد تزايدا في أعداد النحل أن تظلّ متيقظة للتهديدات الناشئة لحماية إنجازاتها. ويعتمد مستقبل النحل -الذي خصص في 20 مايو/أيار سنويا كيوم عالمي له- على قدرة البشر على التكيف والابتكار وحماية موائله. فبدلا من التركيز فقط على حالات التناقص، ينبغي دراسة ومحاكاة قصص تكاثره وانتعاش موائله في مناطق مختلفة من العالم. وتُساعد الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، مثل الزراعة البينية، والزراعة الحراجية، والإدارة المتكاملة للآفات، وحماية الموائل الطبيعية، وتوفير مصدر غذائي ثابت ووفير للنحل في استدامة الملقحات، مما يضمن استقرار توفر المحاصيل وتنوعها، ويُقلل من نقص الغذاء والآثار البيئية. وتعزز الجهود المدروسة لحماية الملقحات في نهاية المطاف الحفاظ على مكونات أخرى من التنوع البيولوجي، مثل مكافحة الآفات، وخصوبة التربة، وتنظيم الهواء والماء. وإنشاء أنظمة زراعية غذائية مستدامة، يلعب النحل دورا بارزا فيها.


العرب القطرية
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- العرب القطرية
العواصف الغبارية في المنطقة العربية تنذر بمواسم قاسية للتغيرات المناخية
قنا تندرج العواصف الغبارية والرملية والترابية ضمن قائمة أسوأ الأزمات البيئية في القرن الـ21، نظرا لتأثيراتها السلبية الشديدة على جودة الهواء والصحة البشرية ونقاوة البيئة، وهي ظاهرة مرتبطة بالطقس والتغير المناخي وتؤثر على أكثر من 150 دولة حول العالم، بحسب المنظمة الدولية للأرصاد الجوية. وتحدث هذه العواصف عندما ترفع الرياح القوية الأتربة بالمناطق الجافة التي لا يوجد بها غطاء نباتي وتكسر طبقة الغبار فوق التربة حاملة كميات كبيرة من الرمال والغبار في الهواء، قد تكون أحيانا سُحبا هائلة متدحرجة، حيث يدخل سنويا أكثر من مليوني طن تقريبا من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي بفعل العواصف الترابية. وتتسبب العواصف الرملية والترابية في أضرار بالغة بالثروة الحيوانية والزراعة وصحة الإنسان، كما يمكن أن تُجبر العواصف الشديدة على إغلاق الطرق والمطارات بسبب ضعف الرؤية وتدهور البنية التحتية، كما يقلّل الغبار أيضا من الإشعاع الشمسي في المناطق النائية، ما يؤثر على إنتاج الطاقة الشمسية. واعتبر برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن العواصف الغبارية تقع ضمن أبرز التحديات البيئية المستجدة التي تواجه العالم، إذ ازدادت تكراريتها في السنوات الخمسين الماضية وخاصة في العقد الأخير بنسبة من 25 إلى 50 بالمئة، لأسباب أهمها التغيرات المناخية واستعمالات الأراضي غير الملائمة واستخدام المحاريث التقليدية بشكل مفرط في تهيئة التربة للزراعة. وتشير تقديرات المنظمة الدولية للأرصاد الجوية إلى أن نسبة 25 بالمئة من انبعاثات الغبار سببها أنشطة الإنسان، وتُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو 330 مليون شخص على مستوى العالم يتعرّضون إلى العواصف الرملية والغبارية على أساس يومي، وفي منطقة الصحراء الكبرى في إفريقيا تؤدي العواصف الرملية إلى تفشّي مرض التهاب السحايا، ما يعرّض ملايين الأشخاص للخطر. وتتركز مصادر العواصف الترابية الكبرى على مستوى العالم في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، مثل الصحراء الكبرى في إفريقيا، وصحراء جنوبي آسيا، وصحراء شبه الجزيرة العربية. وقد ضربت العواصف الرملية في الأيام الماضية مناطق عدة في العراق وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام ومصر، وكان شهر إبريل بشكل عام شهر العواصف الترابية في عدة مناطق من العالم. وتشير منظمة الأرصاد الجوية العالمية إلى أن العواصف الغبارية تكلف المنطقة العربية 150 مليار دولار أمريكي سنويا. من جانبه، يقول معهد دول الخليج العربية في واشنطن في تقرير له صدر في نوفمبر 2023، إن العواصف الرملية والترابية تعد من السمات المميزة لمنطقة الخليج العربية، وأنها تتزايد من حيث التكرار والشدة بشكل مطرد على مدى العقد الماضي، وتسببت في اضطرابات هائلة للسكان والاقتصاد. وأشار المعهد إلى أهمية تنمية القطاع غير النفطي والتنويع الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي، عبر اتخاذ إجراءات متتالية في الاستعانة بالطاقة النظيفة إزاء التسارع الصارخ للظواهر المرتبطة بالمناخ، مثل الارتفاع السريع في درجات الحرارة والجفاف وزيادة ملوحة الخليج. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، أدت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة إلى زيادة هائلة في الطلب على موارد المياه الشحيحة أصلاً، في حين أن انخفاض معدلات هطول الأمطار قلل من إمكانية الاعتماد على خزانات المياه الجوفية السطحية. وفي عام 2021، كانت مياه البحر المحلاة توفر ما يصل إلى 20% من احتياجات منطقة الخليج من المياه، أخذاً بالاعتبار أن عملية التحلية تستهلك الكثير من رأس المال والطاقة، ومن شأنها أن تؤدي إلى زيادة الانبعاثات في المنطقة، بالإضافة إلى زيادة العبء المالي على دول الخليج. وفي دولة قطر، وضعت السلطات والوزارات المعنية إطار عمل وطني لمُكافحة التصحر، وأطلقت الاستراتيجية الوطنية للبيئة والتغير المناخي، وخُطة العمل الوطنية القطرية للتغير المناخي 2030، وتم تنفيذ العديد من البرامج والمشاريع للمُحافظة على الغطاء النباتي، مثل تأهيل الروض، واستزراع البرّ القطري بنباتات من البيئة المحلية، فضلًا عن إطلاق مُبادرة زراعة مليون شجرة، وإطلاق مبادرة لإنشاء حزام أخضر حول مدينة الدوحة وضواحيها. كما أطلقت وزارة البيئة والتغير المناخي، برنامج لرصد التربة، والذي يقوم بمسح بيئي لـ 52 موقعًا بجميع مناطق الدولة، ما يُسهم في المُحافظة على التربة ضد التصحر ويُحافظ على جودتها، لافتًا إلى العديد من القوانين والتشريعات التي أصدرتها الدولة لتنظيم عمليات الرعي والمُحافظة على الغطاء الأخضر، بالإضافة إلى تجميع كَميات كبيرة من بذور النباتات البرية، وتعزيز المخزون البذري للدولة في بنك الجينات. ومنذ العام 1999 انضمت دولة قطر إلى اتفاقية الأمم المُتحدة لمُكافحة التصحر، فضلًا عن مُساهمتها بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نموًا، للتعامل مع تغير المناخ والمخاطر الطبيعية والتحديات البيئية، وبناء القدرة على مواجهة آثارها المُدمّرة. وفي فبراير الماضي 2025، نظمت دولة قطر الحوار الإقليمي المعني بتعزيز التعاون بين الأقاليم حول العواصف الرملية والترابية وتعميق الفهم المشترك، في الدوحة، بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ (ESCAP)، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (ESCWA)، والحكومة السويدية، والمركز العربي لسياسات تغيُّر المناخ (APCIM). وناقش الحوار التحديات الناجمة عن العواصف الرملية والترابية وتأثيراتها على البيئة والصحة العامة والاقتصاد، وسبل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهتها، بالإضافة إلى استعراض أحدث الدراسات والممارسات الناجحة لمواجهة العواصف الرملية والترابية، مع التركيز على تعزيز آليات الإنذار المبكر والتكيف مع التغيرات المُناخية. وفي السعودية، تمثل صحراء "الربع الخالي"، أكبر صحراء متصلة في العالم، وهي جزء من الصحراء العربية التي تمتد من اليمن إلى دول الخليج والعراق والأردن، وتضم 67.7% من مجمل التجمعات الرملية في البلاد، وهي سبب رئيسي لوجود العواصف الرملية في السعودية، ويُشكّل الغطاء الرملي في السعودية ما نسبته 34% من المساحة الكلية للمملكة، ما يزيد من نشاط وسرعة العواصف الرملية. وقد سعت السعودية لمعالجة تلك الظاهرة، ويقول المركز الإقليمي للعواصف الغبارية، إن السلطات عملت على تنظيم عملية الرعي والحفاظ على الغطاء النباتي، ضمن منظومة بيئية وطنية لحماية الحياة الفِطرية، مشيراً إلى جهود المحميات الملكية التي أدت دوراً كبيراً في تنظيم عملية الرعي والحفاظ على الغطاء النباتي. وأضاف المركز الإقليمي أن المملكة تمتلك مبادرات بيئية مثل مبادرة "السعودية الخضراء" التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة في كافة أنحاء المملكة وتخفيف نسبة الكربون وغيرها، مؤكداً هطول الأمطار بكميات مناسبة وفي الأوقات المناسبة، ما أدى لتنمية الغطاء النباتي وتماسُك التربة.


الجزيرة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
منظمة الصحة العالمية ستدعم استخدام عقاقير إنقاص الوزن عالميا
أظهرت مذكرة اطلعت عليها رويترز أن منظمة الصحة العالمية تعتزم دعم استخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السمنة لدى البالغين رسميا للمرة الأولى، وهذا يمثل تحولا في نهجها تجاه علاج هذه المشكلة الصحية العالمية. ودعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أيضا إلى وضع إستراتيجيات لتحسين فرص الحصول على العلاج في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وتشير بيانات المنظمة إلى أن أكثر من مليار شخص يعانون الآن من السمنة في أنحاء العالم، ويقدر البنك الدولي أن حوالي 70% منهم يعيشون في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل. وتُعرف أدوية السمنة الشائعة، مثل ويجوفي من تصنيع شركة نوفو نورديسك وزيب باوند من تصنيع إيلاي ليلي، باسم منشطات مستقبلات جي إل بي-1 التي تحاكي نشاط هرمون يبطئ عملية الهضم ويساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. وفي التجارب السريرية، فقد المشاركون ما بين 15 و20% من أوزانهم، وذلك اعتمادا على نوع الدواء. وطُرحت هذه الأدوية لأول مرة في الولايات المتحدة بتكلفة شهرية تزيد على ألف دولار، ولا تزال تكلف مئات الدولارات في الدول ذات الدخل المرتفع. وتشير الدراسات إلى أن الناس قد يضطرون إلى تناول هذه الأدوية لبقية حياتهم للحفاظ على وزنهم. إعلان وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية عبر البريد الإلكتروني "تعمل منظمة الصحة العالمية منذ 2022 على مجموعة من التوصيات الجديدة للوقاية من السمنة وعلاجها لدى مختلف الفئات العمرية، لدى الأطفال والمراهقين والبالغين". وأضاف أن التوصيات الخاصة بالأدوية، والتي سيتم الانتهاء منها بحلول أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول هذا العام، ستتضمن "كيفية وتوقيت دمج هذه الفئة من الأدوية كجزء من نموذج رعاية مستمر يشمل التدخلات السريرية وتدخلات نمط الحياة". وقالت شركة إيلاي ليلي الجمعة إنها ملتزمة بتوسيع نطاق الوصول العالمي إلى أدويتها من دون تقديم مزيد من التفاصيل. ولم ترد شركة نوفو نورديسك على طلب للتعليق.