logo
#

أحدث الأخبار مع #تنظيم«جندالله»

اسماعيل الشريف : الأكاذيب النووية
اسماعيل الشريف : الأكاذيب النووية

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • سياسة
  • أخبارنا

اسماعيل الشريف : الأكاذيب النووية

أخبارنا : الكذب في السياسة ليس استثناءً، بل هو القاعدة- حنة آرندت، فيلسوفة يهودية مناهضة للصهيونية. يدّعي مجرم الحرب نتن ياهو أنه دمّر مفاعل أصفهان، زاعمًا أن ذلك حال دون تمكّن إيران من امتلاك السلاح النووي. وفي تقديري، فإن هذا الادعاء لا يستند إلى الحقيقة؛ إذ إن الكيان الصهيوني عاجز، بمفرده، عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وذلك لعدة أسباب. أولها، أن أهم مجمع نووي إيراني، وفق صور الأقمار الصناعية، يقع داخل أحد جبال سلسلة زاغروس الوسطى، شرق طهران، وعلى بُعد نحو ثلاثين كيلومترًا من مدينة قُم. هذه المنشأة مدفونة على عمق يناهز مئة متر تحت سطح الأرض، ومحاطة بدرع صخري طبيعي وطبقة سميكة من الخرسانة المسلحة، ما يجعلها محصنة تمامًا أمام الضربات الجوية التقليدية. وثانيًا، لتدمير مثل هذا الموقع، يحتاج الكيان إلى قنبلة خارقة من طراز GBU-57، تزن 14 ألف كيلوغرام، صُممت خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة. غير أن هذه القنبلة لا تملكها سوى الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الرغم من الطلبات المتكررة التي قدّمها الكيان للحصول عليها، فإن واشنطن لم توافق على تزويده بها، مكتفية بمنحه قنابل ضخمة لا تصلح إلا لتمزيق أجساد أطفال ونساء غزة. أما السبب الثالث، فهو أن الطائرات المقاتلة التقليدية لا تستطيع حمل هذه القنبلة، بل تتطلب طائرات استراتيجية متخصصة مثل B1 Lancer أو B2 Spirit، وهي طائرات لا يمتلكها الكيان الصهيوني. فضلًا عن ذلك، فإن أي هجوم يعتمد على المقاتلات العادية سيتطلب فترات طويلة من القصف المكثف، وهي رفاهية لا يملكها الكيان في ظل عوامل ضاغطة كضيق الوقت، والمسافات الطويلة، والحاجة إلى أعداد كبيرة من الطائرات، إلى جانب التعقيدات اللوجستية في تأمين خطوط الإمداد الجوي. من هنا، يسعى نتن ياهو إلى جرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة مباشرة مع إيران. وبعيدًا عن أمانيه، فإن احتمال انخراط واشنطن في هذه الحرب لا يُستبعد، وتؤكده تصريحات الرئيس ترامب، التي كشفت أن الهجوم الصهيوني على إيران جرى بدعم وموافقة أمريكية واضحة. فقد قال ترامب صراحة: «نحن ندعم «إسرائيل»، بالطبع، ودعمناها كما لم يدعمها أحد من قبل. كان على إيران أن تستمع إليّ حين قلت – كما تعلمون – منحتهم 60 يومًا، واليوم هو اليوم 61، وعليهم الآن العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان». في المقابل، حاول وزير خارجيته نفي التورط، مدعيًا أن الكيان اتخذ خطوات أحادية الجانب، وأن الولايات المتحدة ليست طرفًا في الضربات، مؤكدًا أن الأولوية القصوى لواشنطن هي حماية قواتها في المنطقة. في الوقت ذاته، كان مبعوث ترامب يجري اتصالات مع سلطنة عُمان، في محاولة لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ويمكن وصف هذا النهج بتبادل الأدوار؛ إذ تسعى واشنطن إلى دفع طهران للعودة إلى المفاوضات وهي في حالة إنهاك وضعف، لتقبل بالإملاءات الأمريكية دون شروط. وقد ربط ترامب بشكل مباشر بين انخراط بلاده عسكريًا وبين تعرض قواتها لهجمات، ما يمهّد لذريعة جاهزة يمكن استخدامها لاحقًا لتبرير التدخل المباشر في الحرب وإنهاء البرنامج النووي الإيراني. والتاريخ الصهيوني يؤكد أن الكيان لا يتردد في اللجوء إلى الخداع والتضليل، وافتعال أحداث تُنسب إلى جهات أخرى لتوجيه الرأي العام وخلق المبررات. من أبرز الأمثلة على ذلك «قضية لافون» عام 1954، حين جنّدت الاستخبارات الصهيونية يهودًا مصريين لتنفيذ تفجيرات داخل مصر، نُسبت زورًا إلى النظام ومجموعات مسلحة، بهدف بث الذعر بين اليهود ودفعهم للهجرة إلى الكيان. كما تلاعب الموساد لاحقًا بع ناصر من تنظيم «جند الله» المتشدد، موهمًا إياهم بأنه يمثل وكالة الاستخبارات الأمريكية، ودفعهم إلى تنفيذ عمليات داخل إيران. ولا تُنسى كذلك فضيحة الهجوم على السفينة الأمريكية «ليبرتي» عام 1967، حين سعى الكيان لإلصاق التهمة بمصر لتوريط الولايات المتحدة في الحرب. وباختصار، فإن الذرائع جاهزة، والتاريخ حافل بالشواهد. لكن اللافت أن الولايات المتحدة قد لا تكون الطرف الوحيد في هذه الحرب. فقد أعلنت باكستان، على لسان رئيس وزرائها شهباز شريف ووزيري الدفاع والخارجية، موقفًا واضحًا من التطورات، وتشير تقارير إلى أن إسلام آباد بدأت بالفعل بتزويد بعض الأطراف بأنظمة دفاع جوي وطائرات عسكرية، في مؤشر مبكر على انخراطها الفعلي في المشهد العسكري المتصاعد. وإذا قررت الولايات المتحدة التدخل المباشر، فقد يدفع ذلك قوى كبرى إلى دعم إيران في حرب استنزاف طويلة تُغرق واشنطن وتُشغلها عن ساحات أخرى أكثر حيوية. وعندها، لا يعلم أحد إلى أين يمكن أن تنزلق هذه الحرب، ولا كيف يمكن أن تتطور... إلا الله وحده. ــ الدستور

الأكاذيب النووية
الأكاذيب النووية

الدستور

timeمنذ 11 ساعات

  • سياسة
  • الدستور

الأكاذيب النووية

الكذب في السياسة ليس استثناءً، بل هو القاعدة- حنة آرندت، فيلسوفة يهودية مناهضة للصهيونية.يدّعي مجرم الحرب نتن ياهو أنه دمّر مفاعل أصفهان، زاعمًا أن ذلك حال دون تمكّن إيران من امتلاك السلاح النووي. وفي تقديري، فإن هذا الادعاء لا يستند إلى الحقيقة؛ إذ إن الكيان الصهيوني عاجز، بمفرده، عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وذلك لعدة أسباب. أولها، أن أهم مجمع نووي إيراني، وفق صور الأقمار الصناعية، يقع داخل أحد جبال سلسلة زاغروس الوسطى، شرق طهران، وعلى بُعد نحو ثلاثين كيلومترًا من مدينة قُم. هذه المنشأة مدفونة على عمق يناهز مئة متر تحت سطح الأرض، ومحاطة بدرع صخري طبيعي وطبقة سميكة من الخرسانة المسلحة، ما يجعلها محصنة تمامًا أمام الضربات الجوية التقليدية.وثانيًا، لتدمير مثل هذا الموقع، يحتاج الكيان إلى قنبلة خارقة من طراز GBU-57، تزن 14 ألف كيلوغرام، صُممت خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة. غير أن هذه القنبلة لا تملكها سوى الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الرغم من الطلبات المتكررة التي قدّمها الكيان للحصول عليها، فإن واشنطن لم توافق على تزويده بها، مكتفية بمنحه قنابل ضخمة لا تصلح إلا لتمزيق أجساد أطفال ونساء غزة.أما السبب الثالث، فهو أن الطائرات المقاتلة التقليدية لا تستطيع حمل هذه القنبلة، بل تتطلب طائرات استراتيجية متخصصة مثل B1 Lancer أو B2 Spirit، وهي طائرات لا يمتلكها الكيان الصهيوني. فضلًا عن ذلك، فإن أي هجوم يعتمد على المقاتلات العادية سيتطلب فترات طويلة من القصف المكثف، وهي رفاهية لا يملكها الكيان في ظل عوامل ضاغطة كضيق الوقت، والمسافات الطويلة، والحاجة إلى أعداد كبيرة من الطائرات، إلى جانب التعقيدات اللوجستية في تأمين خطوط الإمداد الجوي.من هنا، يسعى نتن ياهو إلى جرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة مباشرة مع إيران. وبعيدًا عن أمانيه، فإن احتمال انخراط واشنطن في هذه الحرب لا يُستبعد، وتؤكده تصريحات الرئيس ترامب، التي كشفت أن الهجوم الصهيوني على إيران جرى بدعم وموافقة أمريكية واضحة. فقد قال ترامب صراحة: «نحن ندعم «إسرائيل»، بالطبع، ودعمناها كما لم يدعمها أحد من قبل. كان على إيران أن تستمع إليّ حين قلت – كما تعلمون – منحتهم 60 يومًا، واليوم هو اليوم 61، وعليهم الآن العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان».في المقابل، حاول وزير خارجيته نفي التورط، مدعيًا أن الكيان اتخذ خطوات أحادية الجانب، وأن الولايات المتحدة ليست طرفًا في الضربات، مؤكدًا أن الأولوية القصوى لواشنطن هي حماية قواتها في المنطقة. في الوقت ذاته، كان مبعوث ترامب يجري اتصالات مع سلطنة عُمان، في محاولة لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ويمكن وصف هذا النهج بتبادل الأدوار؛ إذ تسعى واشنطن إلى دفع طهران للعودة إلى المفاوضات وهي في حالة إنهاك وضعف، لتقبل بالإملاءات الأمريكية دون شروط.وقد ربط ترامب بشكل مباشر بين انخراط بلاده عسكريًا وبين تعرض قواتها لهجمات، ما يمهّد لذريعة جاهزة يمكن استخدامها لاحقًا لتبرير التدخل المباشر في الحرب وإنهاء البرنامج النووي الإيراني. والتاريخ الصهيوني يؤكد أن الكيان لا يتردد في اللجوء إلى الخداع والتضليل، وافتعال أحداث تُنسب إلى جهات أخرى لتوجيه الرأي العام وخلق المبررات. من أبرز الأمثلة على ذلك «قضية لافون» عام 1954، حين جنّدت الاستخبارات الصهيونية يهودًا مصريين لتنفيذ تفجيرات داخل مصر، نُسبت زورًا إلى النظام ومجموعات مسلحة، بهدف بث الذعر بين اليهود ودفعهم للهجرة إلى الكيان. كما تلاعب الموساد لاحقًا بع ناصر من تنظيم «جند الله» المتشدد، موهمًا إياهم بأنه يمثل وكالة الاستخبارات الأمريكية، ودفعهم إلى تنفيذ عمليات داخل إيران. ولا تُنسى كذلك فضيحة الهجوم على السفينة الأمريكية «ليبرتي» عام 1967، حين سعى الكيان لإلصاق التهمة بمصر لتوريط الولايات المتحدة في الحرب. وباختصار، فإن الذرائع جاهزة، والتاريخ حافل بالشواهد.لكن اللافت أن الولايات المتحدة قد لا تكون الطرف الوحيد في هذه الحرب. فقد أعلنت باكستان، على لسان رئيس وزرائها شهباز شريف ووزيري الدفاع والخارجية، موقفًا واضحًا من التطورات، وتشير تقارير إلى أن إسلام آباد بدأت بالفعل بتزويد بعض الأطراف بأنظمة دفاع جوي وطائرات عسكرية، في مؤشر مبكر على انخراطها الفعلي في المشهد العسكري المتصاعد.وإذا قررت الولايات المتحدة التدخل المباشر، فقد يدفع ذلك قوى كبرى إلى دعم إيران في حرب استنزاف طويلة تُغرق واشنطن وتُشغلها عن ساحات أخرى أكثر حيوية. وعندها، لا يعلم أحد إلى أين يمكن أن تنزلق هذه الحرب، ولا كيف يمكن أن تتطور... إلا الله وحده.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store