logo
الأكاذيب النووية

الأكاذيب النووية

الدستورمنذ 7 ساعات

الكذب في السياسة ليس استثناءً، بل هو القاعدة- حنة آرندت، فيلسوفة يهودية مناهضة للصهيونية.يدّعي مجرم الحرب نتن ياهو أنه دمّر مفاعل أصفهان، زاعمًا أن ذلك حال دون تمكّن إيران من امتلاك السلاح النووي. وفي تقديري، فإن هذا الادعاء لا يستند إلى الحقيقة؛ إذ إن الكيان الصهيوني عاجز، بمفرده، عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وذلك لعدة أسباب. أولها، أن أهم مجمع نووي إيراني، وفق صور الأقمار الصناعية، يقع داخل أحد جبال سلسلة زاغروس الوسطى، شرق طهران، وعلى بُعد نحو ثلاثين كيلومترًا من مدينة قُم. هذه المنشأة مدفونة على عمق يناهز مئة متر تحت سطح الأرض، ومحاطة بدرع صخري طبيعي وطبقة سميكة من الخرسانة المسلحة، ما يجعلها محصنة تمامًا أمام الضربات الجوية التقليدية.وثانيًا، لتدمير مثل هذا الموقع، يحتاج الكيان إلى قنبلة خارقة من طراز GBU-57، تزن 14 ألف كيلوغرام، صُممت خصيصًا لاختراق التحصينات العميقة. غير أن هذه القنبلة لا تملكها سوى الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الرغم من الطلبات المتكررة التي قدّمها الكيان للحصول عليها، فإن واشنطن لم توافق على تزويده بها، مكتفية بمنحه قنابل ضخمة لا تصلح إلا لتمزيق أجساد أطفال ونساء غزة.أما السبب الثالث، فهو أن الطائرات المقاتلة التقليدية لا تستطيع حمل هذه القنبلة، بل تتطلب طائرات استراتيجية متخصصة مثل B1 Lancer أو B2 Spirit، وهي طائرات لا يمتلكها الكيان الصهيوني. فضلًا عن ذلك، فإن أي هجوم يعتمد على المقاتلات العادية سيتطلب فترات طويلة من القصف المكثف، وهي رفاهية لا يملكها الكيان في ظل عوامل ضاغطة كضيق الوقت، والمسافات الطويلة، والحاجة إلى أعداد كبيرة من الطائرات، إلى جانب التعقيدات اللوجستية في تأمين خطوط الإمداد الجوي.من هنا، يسعى نتن ياهو إلى جرّ الولايات المتحدة نحو مواجهة مباشرة مع إيران. وبعيدًا عن أمانيه، فإن احتمال انخراط واشنطن في هذه الحرب لا يُستبعد، وتؤكده تصريحات الرئيس ترامب، التي كشفت أن الهجوم الصهيوني على إيران جرى بدعم وموافقة أمريكية واضحة. فقد قال ترامب صراحة: «نحن ندعم «إسرائيل»، بالطبع، ودعمناها كما لم يدعمها أحد من قبل. كان على إيران أن تستمع إليّ حين قلت – كما تعلمون – منحتهم 60 يومًا، واليوم هو اليوم 61، وعليهم الآن العودة إلى طاولة المفاوضات قبل فوات الأوان».في المقابل، حاول وزير خارجيته نفي التورط، مدعيًا أن الكيان اتخذ خطوات أحادية الجانب، وأن الولايات المتحدة ليست طرفًا في الضربات، مؤكدًا أن الأولوية القصوى لواشنطن هي حماية قواتها في المنطقة. في الوقت ذاته، كان مبعوث ترامب يجري اتصالات مع سلطنة عُمان، في محاولة لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات. ويمكن وصف هذا النهج بتبادل الأدوار؛ إذ تسعى واشنطن إلى دفع طهران للعودة إلى المفاوضات وهي في حالة إنهاك وضعف، لتقبل بالإملاءات الأمريكية دون شروط.وقد ربط ترامب بشكل مباشر بين انخراط بلاده عسكريًا وبين تعرض قواتها لهجمات، ما يمهّد لذريعة جاهزة يمكن استخدامها لاحقًا لتبرير التدخل المباشر في الحرب وإنهاء البرنامج النووي الإيراني. والتاريخ الصهيوني يؤكد أن الكيان لا يتردد في اللجوء إلى الخداع والتضليل، وافتعال أحداث تُنسب إلى جهات أخرى لتوجيه الرأي العام وخلق المبررات. من أبرز الأمثلة على ذلك «قضية لافون» عام 1954، حين جنّدت الاستخبارات الصهيونية يهودًا مصريين لتنفيذ تفجيرات داخل مصر، نُسبت زورًا إلى النظام ومجموعات مسلحة، بهدف بث الذعر بين اليهود ودفعهم للهجرة إلى الكيان. كما تلاعب الموساد لاحقًا بع ناصر من تنظيم «جند الله» المتشدد، موهمًا إياهم بأنه يمثل وكالة الاستخبارات الأمريكية، ودفعهم إلى تنفيذ عمليات داخل إيران. ولا تُنسى كذلك فضيحة الهجوم على السفينة الأمريكية «ليبرتي» عام 1967، حين سعى الكيان لإلصاق التهمة بمصر لتوريط الولايات المتحدة في الحرب. وباختصار، فإن الذرائع جاهزة، والتاريخ حافل بالشواهد.لكن اللافت أن الولايات المتحدة قد لا تكون الطرف الوحيد في هذه الحرب. فقد أعلنت باكستان، على لسان رئيس وزرائها شهباز شريف ووزيري الدفاع والخارجية، موقفًا واضحًا من التطورات، وتشير تقارير إلى أن إسلام آباد بدأت بالفعل بتزويد بعض الأطراف بأنظمة دفاع جوي وطائرات عسكرية، في مؤشر مبكر على انخراطها الفعلي في المشهد العسكري المتصاعد.وإذا قررت الولايات المتحدة التدخل المباشر، فقد يدفع ذلك قوى كبرى إلى دعم إيران في حرب استنزاف طويلة تُغرق واشنطن وتُشغلها عن ساحات أخرى أكثر حيوية. وعندها، لا يعلم أحد إلى أين يمكن أن تنزلق هذه الحرب، ولا كيف يمكن أن تتطور... إلا الله وحده.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بأسرع وقت .. ترامب يوجه فريقه لعقد لقاء مع الإيرانيين .. تفاصيل
بأسرع وقت .. ترامب يوجه فريقه لعقد لقاء مع الإيرانيين .. تفاصيل

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

بأسرع وقت .. ترامب يوجه فريقه لعقد لقاء مع الإيرانيين .. تفاصيل

سرايا - قالت مصادر أمريكية مطلعة، إن الرئيس الأمريكي دونالد وجّه أعضاء فريقه لمحاولة عقد لقاء مع مسؤولين إيرانيين "في أقرب وقت ممكن"، في إطار سعيه العاجل لاختبار جدية طهران بشأن المسار الدبلوماسي لحل النزاع المتصاعد مع إسرائيل، بحسب شبكة (CNN). وبحسب الشبكة، فإن ترامب شدد، منذ بدء الضربات الإسرائيلية ضد إيران الأسبوع الماضي، على ضرورة أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات، مؤكداً في العلن رغبته في التوصل إلى اتفاق، بينما يضغط في الكواليس على فريقه للحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع المسؤولين الإيرانيين ومَن يمثلهم. ونقلت قناة" فوكس نيوز" عن مسؤول أمريكي، أن ترامب سيجتمع مع مستشاريه بشأن الشرق الأوسط حين يصل واشنطن قادمًا من كندا. وأبلغ ترامب قادة الدول الأوروبية، خلال مشاركته في قمة مجموعة السبع المنعقدة في ، أن جهودا تُبذل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى رغبته في أن يلتقي مسؤولون أمريكيون بنظرائهم الإيرانيين هذا الأسبوع. وقال مسؤول أمريكي للشبكة إنه رغم عدم تحديد موعد رسمي لأي لقاء حتى الآن، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى تحرك إيجابي من الجانبين، مضيفا أن ترامب أقرّ بوجود اتصالات غير مباشرة مع الإيرانيين عبر وسطاء في وقت سابق من يوم الإثنين. وأضاف: "أعتقد أن إيران فعليًا باتت على طاولة التفاوض، ويريدون إبرام اتفاق"، وذلك قبل أن يُعلن فريقه أنه سيغادر كندا مبكرًا للعودة إلى واشنطن ومتابعة التطورات. لكن لم يوضح، بحسب الشبكة، ما إذا كانت لديه خطة بديلة في حال فشل المسار الدبلوماسي، أو إن كان سينضم عسكريا إلى إسرائيل في أي تحرك يستهدف المنشآت النووية الإيرانية. من جهته، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، أليكس بفايفر، عبر منصة "إكس" أن "القوات الأمريكية ما زالت في وضعية دفاعية، ولم يتغير ذلك. سنواصل الدفاع عن المصالح الأمريكية".

نتنياهو: إيران حاولت تصفيتي كما حاولت اغتيال ترمب مرتين
نتنياهو: إيران حاولت تصفيتي كما حاولت اغتيال ترمب مرتين

سرايا الإخبارية

timeمنذ 2 ساعات

  • سرايا الإخبارية

نتنياهو: إيران حاولت تصفيتي كما حاولت اغتيال ترمب مرتين

سرايا - كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أنّ إيران حاولت اغتياله كما حاولت سابقا اغتيال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مرتين خلال حملة الانتخابات الرئاسية عام 2024، مشيراً إلى أنّ هذه المحاولات جرت عبر «أذرعها الوكلاء» وبدعم استخباراتي مباشر من طهران. وقال نتنياهو في تصريحات لـ فوكس نيوز الأمريكية، إنّ ترمب نُظر إليه على أنّه «العدو رقم واحد لإيران» نظرًا لموقفه الحازم من برنامجها النووي، واعتبر أن طهران حشدت كل قواها للاستيلاء على سلاح نووي، لذا كان اغتياله هدفًا استراتيجيًا لها . ورغم غياب تأكيدات من وكالات الأمن الأمريكية، استشهد نتنياهو بحوادث محددة لعلّ أبرزها محاولة إطلاق النار في باتلر بولاية بنسلفانيا، والتي صادرت خلالها الخدمة السرية مسدسًا قبل وقوع استخدامها الفعلي، وحادثة أخرى تتعلق باعتقال شخص مرسل إلى نادي ترمب للجولف وهو مسلح، وفق تصريحاته . وأضاف مازحًا في مقابلة فوكس أن إيران «حاولت قتله أيضًا»، في إشارة إلى نفسه، معتبراً أن وجوده إلى جانب ترامب في «الشراكة» جعله هدفًا ثانويًا بعد ترامب تركز حديثه في المقابلة على أن هذه المحاولات تبرر الهجمات الإسرائيلية على إيران، معتبرًا أن طهران خططت لاغتيال ترمب لإزالة عقبة رئيسية أمام طموحاتها النووية، بينما قال إنّ إسرائيل لا تسعى إلى تشغيل «آلة القتل الجماعي» بل لضرب البنية التحتية النووية الإيرانية لحماية نفسها والعالم . وشدد نتنياهو على أن المعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها تشير إلى أن القائد الأعلى الإيراني والطبقة الحاكمة في طهران تراها عاجزة أمام منطق السياسة الحازمة تجاههم، مستعيدًا ضربات إسرائيل الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية ومحسوبة لمنع تقدمهم النووي. في الوقت ذاته، تنفي إيران هذه الاتهامات رسمياً، مؤكدة أن كل ما يُروّج هو جزء من «الحملة النفسية» الإسرائيلية، وأنها لم تتورط مطلقًا في حوادث اغتيال ترمب أو نتنياهو. ولم يصدر أي تأكيد رسمي من البيت الأبيض أو وكالة الاستخبارات المركزية بشأن التورّط الإيراني المباشر .

نتنياهو: إيران حاولت قتلي بعد فشلها في استهداف ترامب
نتنياهو: إيران حاولت قتلي بعد فشلها في استهداف ترامب

صراحة نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • صراحة نيوز

نتنياهو: إيران حاولت قتلي بعد فشلها في استهداف ترامب

صراحة نيوز- كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران حاولت اغتياله، كما سعت مرتين لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية لعام 2024، وفق ما صرّح به في مقابلة مع شبكة 'فوكس نيوز'. وقال نتنياهو إن هذه المحاولات جرت عبر 'أذرع طهران ووكلائها'، وبدعم استخباراتي مباشر من إيران. وأوضح أن طهران كانت تعتبر ترامب 'العدو الأول' بسبب موقفه المتشدد من برنامجها النووي، مما جعله هدفًا استراتيجيًا. واستشهد نتنياهو بمحاولتين محددتين، إحداهما كانت في باتلر بولاية بنسلفانيا حيث صادرت الخدمة السرية سلاحًا قبل استخدامه، والثانية تتعلق بشخص مسلح أُوقف في نادي ترامب للغولف. وفي إشارة ساخرة، قال نتنياهو إن طهران 'حاولت قتله أيضًا'، مضيفًا أن شراكته القوية مع ترامب جعلته هدفًا ثانويًا. واعتبر أن هذه التهديدات تبرر العمليات الإسرائيلية ضد إيران، مؤكدًا أن هدف إسرائيل ليس 'القتل الجماعي' بل منع إيران من تطوير قدراتها النووية، لحماية أمنها وأمن العالم. وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن القيادة الإيرانية لا تملك القدرة على مواجهة سياسة حازمة، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة جاءت لعرقلة التقدم النووي الإيراني. من جهتها، نفت إيران رسمياً هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها جزء من 'حرب نفسية' إسرائيلية، مؤكدة عدم تورطها في أي محاولات اغتيال لترامب أو نتنياهو. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض أو الـCIA بشأن المزاعم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store