logo
#

أحدث الأخبار مع #توماسجورجيسيان

توماس جورجيسيان: جمعت بين الطبطبة الأرمنية والفضفضة المصرية.. وقابلت عظماء الأدب
توماس جورجيسيان: جمعت بين الطبطبة الأرمنية والفضفضة المصرية.. وقابلت عظماء الأدب

الدستور

time١٠-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

توماس جورجيسيان: جمعت بين الطبطبة الأرمنية والفضفضة المصرية.. وقابلت عظماء الأدب

قال تحدث الكاتب توماس جورجيسيان عن روايته "إنها مشربية حياتي"، مشيرًا إلى أنها انعكاس لأحلامه وذكرياته، بشكل أو بآخر هي علاقته مع مصر وأسرته وحياته. وأضاف '' جورجيسيان'' خلال ندوة مناقشة كتابه الصادر عن دار الشروق ''إنها مشربية حياتي'' وذلك بمبنى قنصلية بوسط القاهرة: 'لا أعرف كيف فعلت هذا ولكنك يمكن أن تفتح أي صفحة في الكتاب وتقرأ، أنا استمعت بكتابة كتابي هذا، والفكرة أن متعة الكتابة تنعكس على متعة القراءة'. وتابع: 'الكتاب فصوله كثيرة، وكتبت مقدمة قلت فيها ما الذي أريده من الكتاب، أنا لدي حكايات وكلها ليست حكاياتي فقط ولكنها حكايات أمي وحكايات أخرى، ولأنني أرمني فقد جمعت بين الطبطبة الأجنبية والفضفضة المصرية، وهناك مقولة صوفية تقول 'من ذاق عرف' وهذا حدث بين الطبطبة الأرمنية والفضفضة المصرية'. وواصل: 'بدأت الكتابة بالمكان الذي أعتبره المسرح، وأسميته بـ'قاهرتي التي تعيش معي'، وهي قاهرة نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، المدرسة التي تعلمت بها، رائحة التقلية التي كانت تدهمني، وغيرها'. ويستطرد: 'قديما حين كنت أرجع إلى بيتي كنت أمثل الشخصيات التي قابلتها، وفي كتابي حاولت تسجيل أسرتي، حكاية والدي مع مصر، ولكن كنت أقول لوالدي: احكي، فيقول أنا عشت تجربة فهل ستعيشها معي حين أحكيها، وحكاية والدي أننا كنا في شبرا، أسرة من خمسة أفراد، فقال والدي جملة لا يمكن أنساها، يبدو أنكم لا تعرفون قيمة السقف الذي يظلل رؤوسكم'. وأكمل: 'تجربة العائلة في الحفاظ على هويتها، كنت أتحدث بالأرمنية، وفي الشارع أتكلم بالمصرية وليس العربية، وهناك مثال أحبه بطله الكاتب الكبير يحيى حقي الذي كان يقول 'الحجرة محندقة' تماما مثل هذه الاختيارات'. وتابع: حين اقترحوا علي في العنوان أن يكون 'سبرة أرمني مصري' رفضت، أنا أراها مشربية حياتي، وبعد الأسرة تحدثت عن والدتي التي لعبت دورا كبيرا في حياتي، كانت عظيمة جدا، بالنسبة لي حتى في الإهداء أقول إلى امي، التي علمتني كيف أعرف قيمة ومعنى ما عندي والا يشغلني كثيرا ما ليس عندي وكيف أحكي ما عندي بكل فخر واعتزاز لأنها حكاياتي ولأنها حياتي". وواصل: "أهديت الكتاب لوالدي أيضا بقولي الصمت ليس معناه أن ليس لديك ما تقوله، إلى آخر الإهداء، وبعد والدتي ووالدي تحدثت عن ابنتي وكنت حريصا أن يجمع العنوان بين لغتي العربية والأرمنية. وواصل: في كتابي هناك حكايات مع الكتاب، وحواديت مع القلم، وفصل عن أجزاخانة كنت فيها صيدليا بشارع عماد الدين في الثمانينيات، وكنت سعيد الحظ أنني تعرفت في عشرينياتي على إحسان عبد القدوس، ونجيب محفوظ، ويوسف السباعي، وتوفيق الحكيم، وأذكر أن توفيق الحكيم قال لي لا تسجل حوارا ولكن اجلس معنا، فقلت له: هل أنا حمار؟، فقال لي اكتب، فكانت فرصة أن أظل قريبا منه، وقابلت صحفيين كبار وكتاب كبار منهم يحيى حقي وغيره". واستطرد: 'يحيى حقي كان أحد الحريصين على حضور حفل زواجي'. واختتم: 'الفنان بيكار هو من علمني قراءة وشوش البشر، وكنت الحقيقة مستمتعا بأن أكون في حضرة الكبار وقلت هذا لأحمد بهاء الدين، وأذكر أنني أخذت العدد من الأول من صباح الخير وذهبت به لإحسان عبد القدوس لأعرف رأيه بعد ثلاثين عاما من صدور العدد، وبعد انتقالي لواشنطن لم أكن أتعامل هناك كان واشنطن صراف آلي، فكتبت عن واشنطن فصلا كاملا نقلت فيها ذهنية المكان، وكنت أراها حائط مبكى الشعوب، وكيف أنني أرى أنني ذهبت إلى أمريكا بعد 500 عام من زيارة كريستوفر كولمبوس عام 1491، وكتبت فصلا أيضا عن أناس تعلمت منهم، خلاصة ما عرفته من أديان وكتاب كبار، خلاصة تجربتي الحياتية، وختمت كتابي كأنني مشيت على خطى محمود درويش، لا أريد لهذا الحكي أن أنتهي'.

خواجة من شبرا
خواجة من شبرا

مصرس

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • مصرس

خواجة من شبرا

يمضى بنا الصحفى القدير توماس جورجيسيان فى كتابه «إنها مشربية حياتى… وأنا العاشق والمعشوق» من قصة إلى قصة متبعا نهج الحكائين الأرمن الذين تربى على أسلوبهم. يروى ذكرياته على طريقته بتسلسل منطقى خاص به. يحكى كما يتحدث، وهو لمن يعرفه يحب «الرحرحة»، هذه الكلمة التى يكررها كثيرا فى الكتاب الصادر أخيرا عن دار الشروق ليصف الونس فى الكلام ودفء التواصل الإنسانى كما نجده لدى مؤلفين مشهورين من أصول أرمنية مثل ويليام سارويان ولدى الرواة التقليديين ومبدعى حواديت الأطفال فى بلاد أجداده. يقول جورجيسيان: «الحكاية (وتسمى فى الأرمنية هيكيات) تنتهى عادة فى التراث الأرمنى بأن يقول الراوى إن ثلاث تفاحات وقعت من السماء. التفاحة الأولى لمن يحكى الحكاية، والثانية لمن يسمعها، وأما الثالثة فلمن يمر بها وينصت إلى تلك الحكاية»، فنحن جميعا شركاء فى اللعبة. وقد تعلم من أمه تفانين الحكى واللعب بالخيال، لأنها كانت قادرة على سرد الحدوتة نفسها مع تغيير مستمر فى صياغتها لكى تبدو دائما مختلفة، كما استهواه حماس الحكواتى عند توفيق الحكيم الذى تعرف عليه وهو فى الثمانينيات من عمره لكنه احتفظ بشقاوة تفكيره وبراعته فى إثارة الدهشة. بالنسبة إلى توماس جورجيسيان الحكى وسرد الذكريات هو حق وواجب، نوع من الاعتراف بالجميل كما جاء على لسان أمريكى آخر من أصل أرمنى وهو المليونير جورج مارديكيان الملقب بملك المطاعم وصاحب كتاب «أغنية أمريكا»، الذى زار مصر وأحب أهله «لأنه ابتسم له وللأرمن». وخلال محاولاته لفهم من حوله وحتى أقرب الناس إليه يحاول توماس أن يعرف نفسه أكثر ويتقبلها. لا يهم أن يشوب الكتاب بعض التكرار أحيانا، فالكبار عادةً ما يذكرون الحكاية نفسها أكثر من مرة، وهو قد اتبع منهج من جلس ليحكى ويؤكد مرارا وتكرارا «أنه لأمر مهم أن يكون لك تاريخ، ولكن الأمر الأهم أن تكون لك ذاكرة». ويتساءل: «الخالق أعطانى نعمة التذكر والخيال والحكى (...) فلماذا لا أستعمل هذه النعم معا وأشاطرها معك ومع الآخرين؟».• • •ينطلق فى كل فصل من صورة بعينها. صورة بألف كلمة، يبحث عنها فى كل زمان وفى كل مكان مثلما يكتب دائما على صفحته بالفيسبوك حين ينشر صورا ورسومات، مع إضافة تعليقاته اللطيفة والثرية. غالبا اكتسب ذلك من شغفه بالصحافة التى عمل بها لسنوات طويلة وما زال، واهتمامه بشكل وترتيب الصفحات فى الجرائد.يبدأ بصورة عائلية يرجع تاريخها لنهاية أربعينيات القرن الفائت، فيذكر أنه تم التقاطها فى شارع الجيزة بالقرب من المقهى الذى كان يديره عم والده. ثم نتابع مصائر كل من فى الصورة وأولادهم وربما أحفادهم. ننظر إلى الصورة فنرى خريطة العالم ونكتشف مسارات عائلة أرمنية، عاش ومات بعض أفرادها فى حى شبرا بالقاهرة، ونُفى بعضهم إلى سيبيريا أو انتقلوا إلى أمريكا، فى حين عاد البعض الآخر إلى يريفان حين سمحت لهم الظروف. كما نتعرف على لمحات من حياة الأرمن هنا وهناك، فيذكر مثلا أن مقهى الجيزة كان قريبا من شركة الدخان «ماتوسيان» التى عمل فيها عدد كبير من الأرمن، وتعودوا قضاء أوقات فراغهم به للعب الطاولة والدومينو.يتطرق أيضا لتاريخ مذابح الأرمن والإبادة الجماعية التى تعرضوا لها خلال الحرب العالمية الأولى ووصول والده إلى مصر بعد أن فقد أباه وأخته فى مياه الفرات أثناء هروبهم. التزم أبوه صمتا محيرا، فقد انتمى لجيل بلا طفولة بسبب ظروف الحرب، وفى مواضع كثيرة من الكتاب يقارن المؤلف بين مصير الأرمن والفلسطينيين وغيرهم من الشعوب المنكوبة. يقتبس كلمات محمود درويش، فيردد: «مازلنا هنا ومازلنا أحياء».وعندما أصر يوما على أبيه وأراده أن ينبش الماضى رد عليه بنظرة ثاقبة: «هل تريد منى أن أتذكر ما حاولت أن أنساه على مدى سنوات عمرى؟ هل تريد منى أن أسترجع لحظات أنا لا أريد أن تأتى أو تعود لا إلىّ أنا ولا إليك أنت من جديد ولو حكاية؟».أمام هذا الصمت قرر توماس أن يستعمل حق أبيه وحقه فى الكلام، ولاذ بطريقة أمه فى التعامل مع الصدمات، فقد كانت لا تملك رفاهية الشكوى، بل اندمجت فى الحياة المصرية وحولت شقتهم فى شارع الترع البولاقية بشبرا إلى أرمينيا مصغرة، احتضنت بين جدرانها اللغة الأرمنية وحواديتها وأشعارها وأغنياتها.. ملأت دنياهم بالطبطبة، ربما لكى توازن صمت الأب الذى كان يقرأ جريدة «الأهرام» صباحا وصحيفة «الهوسابير» الأرمنية مساءً.• • •حياة توماس الذى اشتغل كصيدلى فى بداياته بأجزاخانة فى شارع عماد الدين ستتأرجح طويلا بين هاتين الصحيفتين. مدّه التعامل اليومى مع البشر بالمزيد من الحكايات، كما علمته دراسته لعلوم الكيمياء والدواء أن الكلام المكتوب مثل تركيبة الدواء «الجرعة الفعالة (كمية المادة) يجب أن تكون محددة ومحدودة بدقة بحيث تكون علاجا». ومع اتساع الرؤية ازدادت قدرته على تحقيق المعادلة الصعبة، خاصة فى ظل مخالطته لكبار الصنعة مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وحسين فوزى ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين وكمال الملاخ ومصطفى أمين ولويس جريس وبيكار وإيهاب شاكر وغيرهم من الذين اقترب منهم واستمتع بصحبتهم واستخلص الدروس المستفادة من تجربتهم كما فى نهاية الحواديت.كان حريصا أن يكون فى حضرتهم وأن يراقبهم طوال فترة الثمانينيات التى امتهن فيها الصحافة وحصل على ماجستير من الجامعة الأمريكية حول كُتاب الأعمدة فى مصر. وذلك قبل أن يسافر للعمل كمراسل صحفى فى واشنطن عام 1991 برفقة زوجته الأمريكية ليز، ويرزق بابنته مارجريت «روحه» التى يحكى للكل عنها وعن ابتسامتها.الحكايات والصور تتعاقب فى صندوق الدنيا العجيب الذى كونه توماس عبر السنين، وقد اندمج فى العيش بمصر حيث ولد فى أول أغسطس عام 1957، وصار يداعب كل من يلقبه بالخواجة ضاحكا: «ما خواجة إلا الشيطان!». ومازالت فى جعبته حكايات أخرى لم يتسع المجال لذكرها حول مرحلة المراسل الصحفى فى واشنطن، مركز صنع القرار حيث «الأمور واضحة وقواعد اللعبة محددة»، «فأقصر طريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب». ونحن فى انتظار الجزء الثانى من الكتاب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store