logo
#

أحدث الأخبار مع #جامعة_كوليدج_كورك

هل يشعر الميكروب بالتوتر؟ دراسة تشرح ما يحدث لأمعائك في لحظة قلق
هل يشعر الميكروب بالتوتر؟ دراسة تشرح ما يحدث لأمعائك في لحظة قلق

الرجل

time٠٦-٠٧-٢٠٢٥

  • صحة
  • الرجل

هل يشعر الميكروب بالتوتر؟ دراسة تشرح ما يحدث لأمعائك في لحظة قلق

في اكتشاف علمي يُبرز التأثيرات الفورية والمباغتة للتوتر على الجسم، أفادت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Brain, Behavior, & Immunity – Health بأن تعرّضًا وجيزًا للضغط النفسي يكفي لتقليل مستويات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تُنتجها بكتيريا الأمعاء، وهي مركبات ضرورية للحفاظ على سلامة الحواجز الوقائية في الأمعاء والدماغ. لطالما اهتم العلماء بمحور الأمعاء-الدماغ، وهو شبكة معقدة من التواصل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي تشمل الإشارات العصبية والهرمونات والمركبات المناعية والميكروبية، وتُعد الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة—خاصة البيوتيرات، الأسيتات، والبروبيونات—من أبرز تلك المركبات التي تُنتج عند هضم الألياف، ولها دور في دعم صحة الأمعاء، تنظيم الالتهاب، وتأثير المزاج. ورغم أن الدراسات السابقة ركزت على آثار التوتر المزمن، سعت هذه الدراسة الجديدة إلى استكشاف تأثير الضغوط النفسية القصيرة، مثل نوبة قلق عابرة، على إنتاج تلك الأحماض وعلى كفاءة الحواجز الدفاعية في الجسم. 45 دقيقة فقط.. وتبدأ الفوضى أشرف على الدراسة البروفيسور جيرارد كلارك Gerard Clarke، أستاذ العلوم العصبية السلوكية في جامعة كوليدج كورك University College Cork، بالتعاون مع فريق من الباحثين، وقد استندت التجربة إلى تعريض فئران للتوتر عبر التقييد الجسدي لمدة 15 دقيقة، وشملت ثلاثة أنواع: فئران عادية، وأخرى خالية تمامًا من البكتيريا، وثالثة أعيدت إليها الميكروبات المعوية. أظهرت النتائج أن مستويات مركّبي البيوتيرات والأسيتات انخفضت بشكل واضح خلال 45 دقيقة فقط من التعرّض للتوتر، ما يشير إلى تعطّل سريع في قدرة البكتيريا المعوية على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. كما كشف تحليل العينات عن انخفاض في نواتج تكسير السكريات ومركبات ميكروبية أخرى، ما يعكس اضطرابًا في آليات التخمير داخل الأمعاء. ولفهم أثر هذا الانخفاض، اختبر الباحثون تأثير تركيزات مختلفة من الأحماض الدهنية الثلاثة – البيوتيرات، الأسيتات، والبروبيونات – على خلايا تحاكي الحواجز الوقائية في الأمعاء والدماغ. فكانت النتيجة أن البيوتيرات والأسيتات ساهمتا بوضوح في تقوية الحواجز ومنع تسرّب المركبات الضارة. أما الآلية الأبرز، فتمثّلت في تعزيز البروتين "ZO-1"، وهو عنصر أساسي في تماسك الخلايا الحاجزة، إذ ساعدت البيوتيرات والبروبيونات على تعزيز بنية هذا البروتين وزيادة تعقيدها البنيوي، بينما أدى البيوتيرات أيضًا إلى تنشيط مستقبلات FFAR2 وFFAR3 المرتبطة بتنظيم الاستجابات المناعية وصيانة الحاجز المخاطي. لكن لماذا يقل إنتاج هذه المركبات عند التوتر؟ كشف التحليل المخبري لمحتوى أمعاء الفئران أن التوتر يؤدي إلى تقليل وفرة السكريات الضرورية لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، ما يُعطل فعليًا وظائف "المصانع" الميكروبية داخل الجهاز الهضمي. ويُرجّح الباحثون أيضًا أن التوتر قد يدفع تلك الميكروبات لتحويل نشاطها نحو إنتاج مركبات بديلة، أو ربما يتسبب في زيادة امتصاص الجسم للأحماض قبل بلوغها الأمعاء الغليظة. وفي هذا السياق، صرّح البروفيسور جيرارد كلارك بأن "الميكروبات في أمعائنا تشبه المصانع الصغيرة، والتوتر يؤثر على خطوط إنتاجها"، مضيفًا: "نحن نرصد هذه الاضطرابات بشكل فوري بعد التعرّض للضغط النفسي". اقرأ أيضًا: 10 وسائل تخلص من الضغط النفسي وعلى الرغم من أن الدراسة استندت إلى نماذج حيوانية ولا تعكس بدقة كل تعقيدات الجسم البشري، فإن نتائجها تفتح بابًا مهمًا لفهم التأثير الفوري والعميق للضغوط النفسية القصيرة على صحة الأمعاء والدماغ. كما تؤكد أهمية الدور الذي تؤديه مركبات البكتيريا في دعم الحواجز الحيوية وحمايتنا من الاضطرابات. وفي ضوء هذه النتائج، يقترح الفريق العلمي إمكانية تطوير تدخلات علاجية مستقبلية تعمل إما على تحفيز إنتاج الأحماض الدهنية المفيدة داخل الأمعاء، أو محاكاة أثرها الوقائي لتعزيز صمود الجسم في مواجهة التوتر، وهو ما قد يُساهم في علاج أمراض تتراوح بين القلق والاكتئاب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store