
هل يشعر الميكروب بالتوتر؟ دراسة تشرح ما يحدث لأمعائك في لحظة قلق
لطالما اهتم العلماء بمحور الأمعاء-الدماغ، وهو شبكة معقدة من التواصل بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي تشمل الإشارات العصبية والهرمونات والمركبات المناعية والميكروبية، وتُعد الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة—خاصة البيوتيرات، الأسيتات، والبروبيونات—من أبرز تلك المركبات التي تُنتج عند هضم الألياف، ولها دور في دعم صحة الأمعاء، تنظيم الالتهاب، وتأثير المزاج.
ورغم أن الدراسات السابقة ركزت على آثار التوتر المزمن، سعت هذه الدراسة الجديدة إلى استكشاف تأثير الضغوط النفسية القصيرة، مثل نوبة قلق عابرة، على إنتاج تلك الأحماض وعلى كفاءة الحواجز الدفاعية في الجسم.
45 دقيقة فقط.. وتبدأ الفوضى
أشرف على الدراسة البروفيسور جيرارد كلارك Gerard Clarke، أستاذ العلوم العصبية السلوكية في جامعة كوليدج كورك University College Cork، بالتعاون مع فريق من الباحثين، وقد استندت التجربة إلى تعريض فئران للتوتر عبر التقييد الجسدي لمدة 15 دقيقة، وشملت ثلاثة أنواع: فئران عادية، وأخرى خالية تمامًا من البكتيريا، وثالثة أعيدت إليها الميكروبات المعوية.
أظهرت النتائج أن مستويات مركّبي البيوتيرات والأسيتات انخفضت بشكل واضح خلال 45 دقيقة فقط من التعرّض للتوتر، ما يشير إلى تعطّل سريع في قدرة البكتيريا المعوية على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة. كما كشف تحليل العينات عن انخفاض في نواتج تكسير السكريات ومركبات ميكروبية أخرى، ما يعكس اضطرابًا في آليات التخمير داخل الأمعاء.
ولفهم أثر هذا الانخفاض، اختبر الباحثون تأثير تركيزات مختلفة من الأحماض الدهنية الثلاثة – البيوتيرات، الأسيتات، والبروبيونات – على خلايا تحاكي الحواجز الوقائية في الأمعاء والدماغ. فكانت النتيجة أن البيوتيرات والأسيتات ساهمتا بوضوح في تقوية الحواجز ومنع تسرّب المركبات الضارة.
أما الآلية الأبرز، فتمثّلت في تعزيز البروتين "ZO-1"، وهو عنصر أساسي في تماسك الخلايا الحاجزة، إذ ساعدت البيوتيرات والبروبيونات على تعزيز بنية هذا البروتين وزيادة تعقيدها البنيوي، بينما أدى البيوتيرات أيضًا إلى تنشيط مستقبلات FFAR2 وFFAR3 المرتبطة بتنظيم الاستجابات المناعية وصيانة الحاجز المخاطي.
لكن لماذا يقل إنتاج هذه المركبات عند التوتر؟
كشف التحليل المخبري لمحتوى أمعاء الفئران أن التوتر يؤدي إلى تقليل وفرة السكريات الضرورية لإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، ما يُعطل فعليًا وظائف "المصانع" الميكروبية داخل الجهاز الهضمي. ويُرجّح الباحثون أيضًا أن التوتر قد يدفع تلك الميكروبات لتحويل نشاطها نحو إنتاج مركبات بديلة، أو ربما يتسبب في زيادة امتصاص الجسم للأحماض قبل بلوغها الأمعاء الغليظة.
وفي هذا السياق، صرّح البروفيسور جيرارد كلارك بأن "الميكروبات في أمعائنا تشبه المصانع الصغيرة، والتوتر يؤثر على خطوط إنتاجها"، مضيفًا: "نحن نرصد هذه الاضطرابات بشكل فوري بعد التعرّض للضغط النفسي".
اقرأ أيضًا: 10 وسائل تخلص من الضغط النفسي
وعلى الرغم من أن الدراسة استندت إلى نماذج حيوانية ولا تعكس بدقة كل تعقيدات الجسم البشري، فإن نتائجها تفتح بابًا مهمًا لفهم التأثير الفوري والعميق للضغوط النفسية القصيرة على صحة الأمعاء والدماغ. كما تؤكد أهمية الدور الذي تؤديه مركبات البكتيريا في دعم الحواجز الحيوية وحمايتنا من الاضطرابات.
وفي ضوء هذه النتائج، يقترح الفريق العلمي إمكانية تطوير تدخلات علاجية مستقبلية تعمل إما على تحفيز إنتاج الأحماض الدهنية المفيدة داخل الأمعاء، أو محاكاة أثرها الوقائي لتعزيز صمود الجسم في مواجهة التوتر، وهو ما قد يُساهم في علاج أمراض تتراوح بين القلق والاكتئاب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 6 ساعات
- صحيفة سبق
"الصحة" تحذر من موجات الحر.. وتنشر 7 إرشادات لتجنّب ضربة الشمس والإجهاد الحراري
فعّلت وزارة الصحة، عبر منصتها التوعوية "عِش بصحة"، حملة توعوية توضح أبرز السلوكيات الصحية للوقاية من مضاعفات موجات الحر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف في معظم مناطق المملكة. وأكدت الحملة أهمية البقاء في الظل خلال الفترة ما بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، باعتبارها الأوقات الأكثر حرارة وخطرًا على الجسم. وشددت على ضرورة ارتداء القبعة أو استخدام المظلة الشمسية عند التعرّض لأشعة الشمس المباشرة. ودعت الوزارة إلى الإكثار من شرب السوائل لتعويض الفاقد من الأملاح والسوائل بسبب التعرّق، كما أوصت بارتداء ملابس طويلة وخفيفة تساعد على الوقاية من أشعة الشمس الضارة. ومن بين التوصيات التي نشرتها الحملة كذلك، استخدام واقي الشمس المناسب لحماية الجلد، وارتداء النظارات الشمسية لتقليل تأثير الأشعة فوق البنفسجية على العين. تأتي هذه الحملة ضمن جهود وزارة الصحة في تعزيز الوعي المجتمعي بالسلوكيات الوقائية، والتقليل من المخاطر الصحية المرتبطة بموجات الحر، انطلاقًا من رؤيتها في تمكين أفراد المجتمع من "أن يعيشوا بصحة".


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
مُكمّل غذائي شائع يُدخل امرأة المستشفى بسبب «تلف في الكبد»
بحثاً عن تخفيف آلام المفاصل، وبعد سماعها عن الرواج الواسع لفوائد الكركم المضادة للالتهابات بين المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت امرأة من نيوجيرسي بالولايات المتحدة الأميركية بتناول الكركم بوصفه مكملاً غذائياً يومياً. وبعد أسابيع، عانت كاتي موهان من أعراض الغثيان والإرهاق، ورغم حفاظها على مستويات ترطيب صحية، لاحظت أن لون بولها أصبح أغمق بكثير. وقالت لشبكة «إن بي سي نيوز»: «لم أكُن أشعر بصحة جيدة بشكل عام». ويُستخرج الكركم من جذر نبات الكركم الطويل، وهو نوع من الزنجبيل. يحتوي هذا الجذر على الكركمين، وهو مركب معروف بخصائصه المضادة للالتهابات والميكروبات، وقد ثبتت فوائده الصحية العديدة، بدءاً من علاج التهاب القولون التقرحي، وصولاً إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. مع ذلك، قد يكون الإفراط في تناوله أمراً سيئاً. ولم تُعتمد أقراص الكركم من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ولا توجد إرشادات واضحة بشأن الكمية الآمنة للاستهلاك. مع ذلك، حددت منظمة الصحة العالمية أن الجرعة اليومية المقبولة من الكركم تتراوح بين 0 و3 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم. وبالنسبة لامرأة بحجم موهان، يعادل ذلك 200 ملغ يومياً. أما كمية المكملات التي تناولتها، فبلغت 2250 ملغ يومياً. ولم تربط موهان أعراضها بمكملاتها الغذائية إلا بعد أن شاهدت تقريراً حول ارتفاع معدل تلف الكبد الناتج عن المكملات العشبية. وكشفت زيارة للطبيب أن مستويات إنزيمات الكبد لدى موهان كانت أعلى بـ60 ضعفاً من الحد الطبيعي. وعند نقلها إلى المستشفى، صُدم الأطباء من مدى تلف الكبد الناتج عن المكملات التي تناولتها موهان. وقال الدكتور نيكولاوس بيسوبولوس، متخصص أمراض الكبد في جامعة نيويورك: «كانت الحالة خطيرة للغاية. كانت كاتي على وشك الإصابة بتلف كبد كامل، وفشل كبدي، مما يستدعي زراعة كبد». لحسن الحظ، بعد 6 أيام من الاستشفاء والمراقبة والعلاج، تمكن كبد موهان، الذي يصفه بيسوبولوس بأنه «عضو متسامح»، من التجدد. يشير الخبراء إلى أنه على الرغم من ندرتها النسبية، فإن هناك ارتفاعاً في إصابات الكبد الناجمة عن المكملات الغذائية. وتحاول شبكة إصابات الكبد الناجمة عن الأدوية، وهي مجموعة بحثية مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة، تتبع حالات تلف الكبد الناجم عن المكملات الغذائية. ومنذ عام 2024، سجّل البرنامج أكثر من 1800 مريض، وارتبطت 19 في المائة من حالات تلف الكبد بالمكملات الغذائية. ووفقاً لدراسة نُشرت العام الماضي في مجلة «JAMA Network Open»، يُعد الكركم أحد أكثر المكونات العشبية شيوعاً المرتبطة بالتهاب الكبد السام في الولايات المتحدة، بينما وجدت مراجعة في مجلة «Hepatology» أن 20 في المائة من حالات تسمم الكبد مرتبطة بالمكملات العشبية والغذائية. وأشار الخبراء إلى أن «الطبيعي» يمكن بسهولة اعتباره صحياً. فبينما تُعد الجرعات المنخفضة من الكركم، كتلك المستخدمة في الطهي، آمنة تماماً، فإن المكملات الغذائية، كتلك التي كانت تتناولها موهان، غالباً ما تحتوي على جرعات تبلغ ألفي ملغ أو أكثر. وعلاوة على ذلك، تحتوي مكملات الكركم على البيبيرين (الفلفل الأسود)، مما قد يزيد بشكل كبير من التوافر الحيوي، أو امتصاص الجسم للمواد. ووجدت إحدى الدراسات أن تناول 20 ملغ من البيبيرين مع الكركم يمكن أن يزيد من توافره الحيوي بمقدار 20 ضعفاً، مما يزيد من خطر إصابة الكبد. وبحسب أحد الأبحاث، زادت حالات فشل الكبد المرتبط بالمكملات الغذائية، والتي تطلبت زراعة الكبد، ثمانية أضعاف في الولايات المتحدة من عام 1995 إلى عام 2020.


الشرق الأوسط
منذ 8 ساعات
- الشرق الأوسط
سلوكيات يفعلها كبار السن للشعور بالحيوية وطول العمر
في السادسة والتسعين من عمرها، سئمت بيتي باركر من سماع آلام وأوجاع الآخرين. بدلاً من ذلك، تملأ مذكراتها بكل الأشياء الرائعة التي لا تزال تفعلها: قطف الورود من حديقتها، والقراءة، ولعب الورق مع مجموعتها المعتادة، وخبز الفطائر. وتعترف بأنها ربما لم تعد تملك الطاقة الكافية لخبز الفطائر، وربما عليها شراء شيء من البقالة في المرة القادمة. ومع ذلك، قالت باركر إن سنوات التسعينات من عمرها كانت مليئة بالهدف والتواصل، وهو أمر يعاني منه الكثيرون بغض النظر عن أعمارهم. وقالت الدكتورة كيري بيرنايت، اختصاصية الشيخوخة المقيمة في كاليفورنيا، وهي أيضاً ابنة باركر، إن السلوكيات الصحية -مثل التغذية السليمة وتمارين القوة- مهمة لإطالة العمر، لكن الوحدة والعزلة الاجتماعية هما أيضاً عاملان رئيسان يجب معالجتهما لعيش سنوات أطول، والاستمتاع بها. وفي السياق، يقول الدكتور جون باتسيس، اختصاصي طب الشيخوخة وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا وكلية جيلينجز للصحة العامة العالمية في تشابل هيل بولاية نورث كارولينا: «لقد تحسن متوسط العمر المتوقع بشكل عام في الجيل الماضي. لكننا نريد التأكد من أن الأفراد يعيشون سنوات جيدة، بدلاً من مجرد العيش لفترة أطول». وأضافت بيرنايت أن اختصاصي طب الشيخوخة هو طبيب يركز على رعاية كبار السن، بينما يدرس اختصاصي علم الشيخوخة الشيخوخة من المنظور البيولوجي والاجتماعي والنفسي. وترى بيرنايت أن هناك أربعة عوامل هي الأهم لتحقيق أقصى قدر من المتعة في سنواتك الطويلة والصحية: النمو، والتواصل، والتكيف، والعطاء. ولحسن الحظ، كما يمكنك ممارسة الرياضة يومياً للحفاظ على صحة جسمك، تقول إنه يمكنك تعزيز قوتك الداخلية لتحسين علاقاتك، وإحساسك بالهدف. وحسب ما أوردت شبكة «سي إن إن»، فلا يوجد توقيت مثالي للبدء في بناء حياة تستمتع بها. فإذا لم تتقاعد بعد، فقد يكون من الجيد أن تبدأ بالتفكير في شكل أيامك بعد التوقف عن العمل، كما قال باتسيس. وأضاف: «إن هاوية التقاعد، إن صح التعبير، صعبة للغاية على الأفراد الذين عملوا طوال حياتهم». وقال إنه قد تشعر فجأة بأنك تفقد كل شيء -الشعور بالهدف، وكيفية قضاء أيامك، والأشخاص الذين تتواصل معهم- عندما لا تعود تذهب إلى العمل كل يوم، خاصة إذا لم تكن قد وضعت خطة. وبدلاً من إجراء مثل هذا التغيير الجذري، ينصح باتسيس الناس بالبدء في ممارسة الهوايات والأنشطة التي يرغبون في ممارستها بعد التقاعد أثناء العمل. كما تقول بيرنايت إنه إذا كنت قد تقاعدت بالفعل، يمكنك إيجاد فرص لبناء أشياء جديدة تحبها. إذا كنت ترغب دائماً في نشر كتاب، فإن سن الثمانين ليس كبيراً جداً لبدء الكتابة. في الواقع، قد لا يزال أمامك الكثير من الوقت للاستثمار في شغفك. قالت بيرنايت، مؤلفة كتاب «جويسبان: فن وعلم النجاح في النصف الثاني من الحياة»: «لم يفت الأوان بعد. في الواقع، إنه الوقت الأمثل للتعمق فيه، وإعادة تعريفه». تُعد ألغاز الكلمات المتقاطعة اليومية أو السودوكو وسيلة جيدة لتنشيط عقلك، ولكن للحفاظ على نشاطك الذهني وزيادة استمتاعك بسنواتك المتقدمة، من المهم القيام بأشياء صعبة، كما قالت بيرنايت. وأضافت: «التجارب الجديدة تُنشّط اللدونة العصبية... وهي قدرة دماغنا على الاستمرار في النمو. وإذا فعلتَ نفس الأشياء التي اعتدتَ عليها دائماً، فأنتَ في الواقع لا تُهيئ نفسك للنمو المستمر». ويضرب التقرير المثل ببدء أحد كبار السن في لعب الغولف بعد تقاعده، ولكنه بدأ أيضاً في العزف على الغيتار، وإنه لم يكن يمارس هذا النشاط من قبل، ولم يكن يعتبر نفسه ميالاً للموسيقى، لكن هذا النشاط فتح له آفاقاً جديدة. وأن المريض الآن يعزف على الجيتار، ويحضر حفلات موسيقية محلية، ربما لم يكن ليحضرها لولا ذلك. وينصح الأطباء بمحاولة إيجاد هواية تُبقيك نشيطاً بدنياً. كلما قلّت حركتك، ضعفت، ولذلك قال إن إيجاد نشاط يكسر نمط الخمول يُمكن أن يُساعد في توفير المزيد من الأنشطة لك مع تقدمك في السن. بالنسبة لمقدمي الرعاية، تُحذر بيرنايت من القيام بأشياء لأحبائكم يُمكنهم القيام بها بأنفسهم، والتي تختلف باختلاف مهاراتهم، أو قدراتهم البدنية. وقالت إن القيام بأشياء صعبة أمر مهم، ومفيد. وحسب التقرير، فمرةً واحدةً شهرياً تقريباً، تلتقي باركر بمجموعة تُطلق عليها «الشباب» للعب الكاناستا، وهي التي علّمتهم إياها. و«الشباب» هنّ مجموعة من النساء في الستينات من العمر، التقت بهن عن طريق زوجة ابنها. ورغم أنهن أصغر منها بكثير، فإن باركر تُقدّر وجود مجموعة متنوعة من الأصدقاء. وأوضحت أن هذا صحيحٌ، خاصةً أنها عاشت أكثر من زوجها، وأصدقاء مقربين آخرين. وقالت: «كما نُنوّع محفظتنا المالية، نرغب اجتماعياً في أن يكون لدينا أصدقاء من مختلف الأعمار، أصدقاء من حيّنا، بالإضافة إلى أصدقاء من الماضي». إذا كنتِ بحاجة إلى التواصل مع المزيد من الأشخاص من ماضيكِ، تُوصي بيرنايت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأشخاص الذين ربما انقطعت صلتكِ بهم على مر السنين. وقالت إن الناس عادةً ما يُسعدهم التواصل مع صديق قديم. وأضافت أن حتى التفاعلات البسيطة مع جار أو في مقهى يُمكن أن تُؤدي غالباً إلى علاقات أكثر جدوى. وقالت بيرنايت إن أهم نصيحة تقدمها هي أن تكون صديقاً. الوحدة خطر على طول العمر، لذا فإن الاستثمار في التواصل أمر بالغ الأهمية. وتابعت : «يجب أن تكون الشخص الذي يتصل لوضع خطة، أو لتذكر عيد ميلاد، أو للجلوس بجانب سرير شخص ما في المستشفى، أو لتوصيله إلى العلاج الكيميائي». مع أن باركر تعيش فرحاً كبيراً في التسعينات من عمرها، فإن ذلك لم يخلُ من الحاجة إلى التكيف، كما قالت. وأضافت أنها اضطرت للتخلي عن رياضة التنس منذ سنوات، وهو ما تفتقده، والآن تضطر لاستخدام مشاية للتنقل أحياناً. لكن هذه التغييرات لم تمنعها من الضحك مع عائلتها، وقضاء الوقت في حديقتها. وقالت بيرنايت: «ستتغير الظروف دائماً، والتقدم في السن يحمل معه الكثير من التحديات. بدلاً من مجرد إنكار ذلك أو القول: (يا إلهي، لا يمكن أن تكون حياتي رائعة الآن بعد أن مررت بهذه الظروف)، فإن من يتقدمون في السن بشكل جيد هم من يتكيفون، أي إنهم قادرون على قبول التغيير، بل واحتضانه». وأضافت: «تكمن طريقة التكيف إلى حد كبير في إدراك أنه ليس من الخطأ أن تواجه ظروفاً صعبة. بل في كيفية استجابتك لها». وقالت بيرنايت: «يعيش من يعتقدون أن الشيخوخة فترة نمو مستمر 7.5 سنوات أطول من أولئك الذين يعتقدون: (أنا كبير في السن. سأتقاعد وأمارس الحياكة مع النساء)». هذا بالطبع ما لم تكن تستمتع بالحياكة، أو ترغب في ممارستها باعتبارها هواية جديدة. وبدلاً من ذلك، توصي بتحويل انتباهك إلى كل ما لديك للعطاء. وقالت بيرنايت إن الأدلة تشير أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يعطون يبلغون مستويات أعلى من الفرح، والهدف، وطول العمر.