
سلوكيات يفعلها كبار السن للشعور بالحيوية وطول العمر
وتعترف بأنها ربما لم تعد تملك الطاقة الكافية لخبز الفطائر، وربما عليها شراء شيء من البقالة في المرة القادمة. ومع ذلك، قالت باركر إن سنوات التسعينات من عمرها كانت مليئة بالهدف والتواصل، وهو أمر يعاني منه الكثيرون بغض النظر عن أعمارهم.
وقالت الدكتورة كيري بيرنايت، اختصاصية الشيخوخة المقيمة في كاليفورنيا، وهي أيضاً ابنة باركر، إن السلوكيات الصحية -مثل التغذية السليمة وتمارين القوة- مهمة لإطالة العمر، لكن الوحدة والعزلة الاجتماعية هما أيضاً عاملان رئيسان يجب معالجتهما لعيش سنوات أطول، والاستمتاع بها.
وفي السياق، يقول الدكتور جون باتسيس، اختصاصي طب الشيخوخة وأستاذ مشارك في كلية الطب بجامعة نورث كارولينا وكلية جيلينجز للصحة العامة العالمية في تشابل هيل بولاية نورث كارولينا: «لقد تحسن متوسط العمر المتوقع بشكل عام في الجيل الماضي. لكننا نريد التأكد من أن الأفراد يعيشون سنوات جيدة، بدلاً من مجرد العيش لفترة أطول».
وأضافت بيرنايت أن اختصاصي طب الشيخوخة هو طبيب يركز على رعاية كبار السن، بينما يدرس اختصاصي علم الشيخوخة الشيخوخة من المنظور البيولوجي والاجتماعي والنفسي.
وترى بيرنايت أن هناك أربعة عوامل هي الأهم لتحقيق أقصى قدر من المتعة في سنواتك الطويلة والصحية: النمو، والتواصل، والتكيف، والعطاء. ولحسن الحظ، كما يمكنك ممارسة الرياضة يومياً للحفاظ على صحة جسمك، تقول إنه يمكنك تعزيز قوتك الداخلية لتحسين علاقاتك، وإحساسك بالهدف.
وحسب ما أوردت شبكة «سي إن إن»، فلا يوجد توقيت مثالي للبدء في بناء حياة تستمتع بها. فإذا لم تتقاعد بعد، فقد يكون من الجيد أن تبدأ بالتفكير في شكل أيامك بعد التوقف عن العمل، كما قال باتسيس. وأضاف: «إن هاوية التقاعد، إن صح التعبير، صعبة للغاية على الأفراد الذين عملوا طوال حياتهم».
وقال إنه قد تشعر فجأة بأنك تفقد كل شيء -الشعور بالهدف، وكيفية قضاء أيامك، والأشخاص الذين تتواصل معهم- عندما لا تعود تذهب إلى العمل كل يوم، خاصة إذا لم تكن قد وضعت خطة. وبدلاً من إجراء مثل هذا التغيير الجذري، ينصح باتسيس الناس بالبدء في ممارسة الهوايات والأنشطة التي يرغبون في ممارستها بعد التقاعد أثناء العمل.
كما تقول بيرنايت إنه إذا كنت قد تقاعدت بالفعل، يمكنك إيجاد فرص لبناء أشياء جديدة تحبها. إذا كنت ترغب دائماً في نشر كتاب، فإن سن الثمانين ليس كبيراً جداً لبدء الكتابة. في الواقع، قد لا يزال أمامك الكثير من الوقت للاستثمار في شغفك.
قالت بيرنايت، مؤلفة كتاب «جويسبان: فن وعلم النجاح في النصف الثاني من الحياة»: «لم يفت الأوان بعد. في الواقع، إنه الوقت الأمثل للتعمق فيه، وإعادة تعريفه».
تُعد ألغاز الكلمات المتقاطعة اليومية أو السودوكو وسيلة جيدة لتنشيط عقلك، ولكن للحفاظ على نشاطك الذهني وزيادة استمتاعك بسنواتك المتقدمة، من المهم القيام بأشياء صعبة، كما قالت بيرنايت. وأضافت: «التجارب الجديدة تُنشّط اللدونة العصبية... وهي قدرة دماغنا على الاستمرار في النمو. وإذا فعلتَ نفس الأشياء التي اعتدتَ عليها دائماً، فأنتَ في الواقع لا تُهيئ نفسك للنمو المستمر».
ويضرب التقرير المثل ببدء أحد كبار السن في لعب الغولف بعد تقاعده، ولكنه بدأ أيضاً في العزف على الغيتار، وإنه لم يكن يمارس هذا النشاط من قبل، ولم يكن يعتبر نفسه ميالاً للموسيقى، لكن هذا النشاط فتح له آفاقاً جديدة. وأن المريض الآن يعزف على الجيتار، ويحضر حفلات موسيقية محلية، ربما لم يكن ليحضرها لولا ذلك.
وينصح الأطباء بمحاولة إيجاد هواية تُبقيك نشيطاً بدنياً. كلما قلّت حركتك، ضعفت، ولذلك قال إن إيجاد نشاط يكسر نمط الخمول يُمكن أن يُساعد في توفير المزيد من الأنشطة لك مع تقدمك في السن.
بالنسبة لمقدمي الرعاية، تُحذر بيرنايت من القيام بأشياء لأحبائكم يُمكنهم القيام بها بأنفسهم، والتي تختلف باختلاف مهاراتهم، أو قدراتهم البدنية. وقالت إن القيام بأشياء صعبة أمر مهم، ومفيد.
وحسب التقرير، فمرةً واحدةً شهرياً تقريباً، تلتقي باركر بمجموعة تُطلق عليها «الشباب» للعب الكاناستا، وهي التي علّمتهم إياها. و«الشباب» هنّ مجموعة من النساء في الستينات من العمر، التقت بهن عن طريق زوجة ابنها. ورغم أنهن أصغر منها بكثير، فإن باركر تُقدّر وجود مجموعة متنوعة من الأصدقاء. وأوضحت أن هذا صحيحٌ، خاصةً أنها عاشت أكثر من زوجها، وأصدقاء مقربين آخرين.
وقالت: «كما نُنوّع محفظتنا المالية، نرغب اجتماعياً في أن يكون لدينا أصدقاء من مختلف الأعمار، أصدقاء من حيّنا، بالإضافة إلى أصدقاء من الماضي».
إذا كنتِ بحاجة إلى التواصل مع المزيد من الأشخاص من ماضيكِ، تُوصي بيرنايت باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأشخاص الذين ربما انقطعت صلتكِ بهم على مر السنين. وقالت إن الناس عادةً ما يُسعدهم التواصل مع صديق قديم. وأضافت أن حتى التفاعلات البسيطة مع جار أو في مقهى يُمكن أن تُؤدي غالباً إلى علاقات أكثر جدوى.
وقالت بيرنايت إن أهم نصيحة تقدمها هي أن تكون صديقاً. الوحدة خطر على طول العمر، لذا فإن الاستثمار في التواصل أمر بالغ الأهمية. وتابعت : «يجب أن تكون الشخص الذي يتصل لوضع خطة، أو لتذكر عيد ميلاد، أو للجلوس بجانب سرير شخص ما في المستشفى، أو لتوصيله إلى العلاج الكيميائي».
مع أن باركر تعيش فرحاً كبيراً في التسعينات من عمرها، فإن ذلك لم يخلُ من الحاجة إلى التكيف، كما قالت. وأضافت أنها اضطرت للتخلي عن رياضة التنس منذ سنوات، وهو ما تفتقده، والآن تضطر لاستخدام مشاية للتنقل أحياناً. لكن هذه التغييرات لم تمنعها من الضحك مع عائلتها، وقضاء الوقت في حديقتها.
وقالت بيرنايت: «ستتغير الظروف دائماً، والتقدم في السن يحمل معه الكثير من التحديات. بدلاً من مجرد إنكار ذلك أو القول: (يا إلهي، لا يمكن أن تكون حياتي رائعة الآن بعد أن مررت بهذه الظروف)، فإن من يتقدمون في السن بشكل جيد هم من يتكيفون، أي إنهم قادرون على قبول التغيير، بل واحتضانه». وأضافت: «تكمن طريقة التكيف إلى حد كبير في إدراك أنه ليس من الخطأ أن تواجه ظروفاً صعبة. بل في كيفية استجابتك لها».
وقالت بيرنايت: «يعيش من يعتقدون أن الشيخوخة فترة نمو مستمر 7.5 سنوات أطول من أولئك الذين يعتقدون: (أنا كبير في السن. سأتقاعد وأمارس الحياكة مع النساء)». هذا بالطبع ما لم تكن تستمتع بالحياكة، أو ترغب في ممارستها باعتبارها هواية جديدة. وبدلاً من ذلك، توصي بتحويل انتباهك إلى كل ما لديك للعطاء. وقالت بيرنايت إن الأدلة تشير أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يعطون يبلغون مستويات أعلى من الفرح، والهدف، وطول العمر.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 10 ساعات
- الشرق السعودية
"الرياضة المنتظمة" تقلل الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 40%
كشفت دراسة منهجية تعد الأكبر من نوعها حتى الآن، عن أدلة قوية ومقنعة بأن الحفاظ على مستويات ثابتة أو متزايدة من النشاط البدني طوال فترة البلوغ، يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة لأسباب عامة وأمراض القلب والأوعية الدموية، بنسب تتراوح بين 20% و40%. وقالت الدراسة إن ممارسة الرياضة تساهم في خفض احتمالية الموت المبكر نتيجة الأمراض أو الحوادث أو التدهور الجسدي، أي أنه يُطيل متوسط العمر المتوقع ويحمي من الأسباب الرئيسية للوفاة مثل أمراض القلب، والسرطان، والسكتات الدماغية، ويزيد من فرص البقاء على قيد الحياة لفترة أطول بصحة أفضل. وتمثل هذه النتائج قفزة نوعية في فهمنا لتأثير النشاط البدني على المدى الطويل، وتسلط الضوء على قصور الدراسات السابقة التي اعتمدت على قياس واحد للنشاط البدني، مؤكدةً أهمية التتبع المستمر لأنماط النشاط على مدار العمر. الخمول البدني ويُعدّ الخمول البدني حالياً رابع أكبر عامل خطر للوفاة على مستوى العالم ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجموعة واسعة من الأمراض غير المعدية. وتوصي منظمة الصحة العالمية، البالغين، بممارسة 150 إلى 300 دقيقة أسبوعياً من النشاط البدني معتدل الشدة، أو 75 إلى 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط الشديد، أو مزيج من الاثنين. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة، إلى أن تقييم النشاط البدني في نقطة زمنية واحدة قد لا يعكس بدقة التغيرات في أنماط النشاط البدني على مدار حياة الفرد، مما يؤثر على تفسير الفوائد الصحية طويلة الأمد. حلّل الباحثون بيانات من 85 دراسة سابقة، شملت أكثر من 6.5 مليون شخص، ووجدوا أن الأشخاص الذين كانوا نشطين بدنياً بشكل منتظم طوال فترة البلوغ كانوا أقل عرضة للوفاة لأي سبب بنسبة 30 إلى 40% مقارنة بمن ظلوا غير نشطين. أما أولئك الذين بدأوا ممارسة النشاط البدني في وقت لاحق من حياتهم، فقد قلّ لديهم الخطر بنسبة 20 إلى 25%، وهي نسبة لافتة تدحض فكرة أن "الوقت فات". الدراسة لم تتوقف عند هذا الحد، بل وجدت أيضاً أن مجرد رفع مستويات النشاط البدني، حتى وإن كان دون المستوى الموصى به طبياً، كان مرتبطاً بفوائد ملحوظة على الصحة العامة وطول العمر. هذه النتائج تُرسخ القاعدة الذهبية: "التحرّك أفضل من لا شيء، والبدء متأخراً أفضل من عدم البدء إطلاقاً". النشاط البدني وأهميته الصحية وتحدياته العالمية تعريف النشاط البدني والسلوك الخامل: تُعرف منظمة الصحة العالمية النشاط البدني بأنه أي حركة جسدية تنتجها العضلات الهيكلية وتتطلب إنفاق طاقة، وتشمل الحركة أثناء وقت الفراغ أو للنقل أو كجزء من العمل والأنشطة المنزلية. السلوك الخامل هو أي فترة من انخفاض إنفاق الطاقة أثناء اليقظة مثل الجلوس أو الاستلقاء أو الاستلقاء، ويرتبط بزيادة السمنة وضعف صحة القلب والأيض والسلوك لدى الأطفال والمراهقين، ويزيد من مخاطر الوفاة بأسباب عامة، وأمراض القلب والأوعوية الدموية، والسرطان في البالغين. فوائد النشاط البدني الصحية: للبالغين: يساهم النشاط البدني في الوقاية من الأمراض غير المعدية (مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري) وإدارتها، ويقلل من أعراض الاكتئاب والقلق، ويعزز صحة الدماغ، ويحسن الرفاهية العامة. للأطفال والمراهقين: يعزز صحة العظام، يدعم النمو الصحي للعضلات، ويحسن التطور الحركي والمعرفي. معدلات خمول مقلقة وتكاليف باهظة: 31% من البالغين و 80% من المراهقين لا يستوفون المستويات الموصى بها من النشاط البدني عالمياً . تسعى الأهداف العالمية إلى خفض مستويات الخمول البدني بنسبة 10% بحلول 2025، و 15% بحلول 2030 مقارنة بعام 2010 . تقدر التكلفة العالمية للخمول البدني على أنظمة الرعاية الصحية العامة بحوالي 300 مليار دولار أميركي بين عامي 2020 و2030 إذا لم يتم خفض مستوياته . توصيات منظمة الصحة العالمية: تقدم إرشادات عالمية لكمية النشاط البدني المطلوبة لجميع الفئات العمرية مثل الأطفال، والمراهقين، والبالغين، وكبار السن، والنساء الحوامل وبعد الولادة، وحتى الأشخاص الذين يعانون من حالات مزمنة وإعاقات. تؤكد المنظمة أن أي قدر من النشاط البدني أفضل من لا شيء، وكل النشاط البدني يحتسب، ويجب على جميع الفئات العمرية تقليل الوقت المخصص للجلوس. تفاوتات عالمية وعوامل مؤثرة: النساء أقل نشاطاً من الرجال بمتوسط 5 نقاط مئوية، ولم يتغير هذا منذ عام 2000 . تزداد مستويات الخمول البدني في الرجال والنساء بعد سن 60 عاماً . 81% من المراهقين (11-17 عامًا) كانوا غير نشطين بدنيًا، وكانت الفتيات المراهقات أقل نشاطًا من الأولاد . تتأثر مستويات النشاط البدني بعوامل فردية واجتماعية وثقافية وبيئية واقتصادية واسعة النطاق. وتكشف الدراسة أنه حتى من لم يصل إلى الحد الموصى به من الحركة، يتمتعون أيضاً بانخفاض واضح في معدلات خطر الوفاة، وهو ما يُعتبر خبراً سعيداً لأولئك الذين يجدون صعوبة في الالتزام ببرامج رياضية صارمة. من بين النتائج اللافتة التي أظهرتها الدراسة، أن أولئك الذين بدأوا نشطين بدنياً ثم توقفوا، لم يجنوا نفس الفوائد الصحية طويلة المدى التي جنتها الفئات التي حافظت على نمط حياة نشط باستمرار. وعلى صعيد الأسباب المحددة للوفاة، تبين أن النشاط البدني كان أكثر تأثيراً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ انخفض خطر الوفاة بها بنسبة 40% لدى الأشخاص النشطين بانتظام. أما السرطان، فقد ارتبط النشاط البدني بانخفاض خطر الوفاة به بنسبة 25%، وإن ظلت الأدلة أقل حسماً مقارنة بأمراض القلب. فسيولوجيا الرياضة وتُحدث الرياضة تغيرات فسيولوجية عميقة في جهاز القلب والأوعية الدموية، وهو ما يُعتبر من أقوى الأسباب التي تجعل النشاط البدني المنتظم يطيل العمر ويمنع الوفاة. فعندما تمارس الرياضة بانتظام، يزداد حجم القلب، ويصبح أقوى وأكثر كفاءة في ضخ الدم ما يؤدي إلى خفض معدل ضربات القلب أثناء الراحة، وزيادة تدفق الدم إلى العضلات والأعضاء الحيوية. كما تعمل التمارين الرياضية على توسيع الأوعية الدموية وتحسين مرونتها، مما يخفّض ضغط الدم ويقلل خطر الإصابة بتصلب الشرايين. ومع كل نبضة قلب، يصبح الجسم أكثر قدرة على إيصال الأكسجين والمغذيات لكل خلية، وهو ما يُقلل احتمالية حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهما من الأسباب الرئيسية للوفاة المفاجئة. علاوة على ذلك، تقلل الرياضة من مستويات الكوليسترول الضار وترفع من الكوليسترول الجيد، ما يساهم في حماية الشرايين من التصلب والانسداد. وتحسن الدراسة من حساسية خلايا الجسم لهرمون الأنسولين، فأثناء النشاط البدني، تقوم العضلات بسحب الجلوكوز من الدم لاستخدامه كمصدر للطاقة، ما يؤدي إلى انخفاض مباشر في مستويات سكر الدم. ومع الوقت، يصبح الجسم أكثر كفاءة في استخدام الأنسولين، مما يقي من تطور مرض السكري من النوع الثاني، ويمنع تفاقم الحالة عند من تم تشخيصهم به بالفعل. ولأن السكري مرتبط بشكل مباشر بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، والفشل الكلوي، والعمى، ومضاعفات أخرى قد تؤدي إلى الوفاة، فإن تأثير الرياضة في كبح هذا المرض هو أحد أهم الأسباب التي تجعلها عاملاً فسيولوجياً واقياً من الموت. وتقلل الرياضة المنتظمة من مستويات المواد الالتهابية في الجسم، مثل بروتين CRP وIL-6، والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السرطان، وأمراض القلب، وألزهايمر. فالالتهاب المزمن، حتى لو كان بدرجات منخفضة، يعمل على "إهلاك" أنسجة الجسم على المدى الطويل، ويعجّل بشيخوخة الخلايا وتلف الأعضاء. ويعيد النشاط البدني التوازن لجهاز المناعة، ويعزز إنتاج مضادات الأكسدة الطبيعية، ويقلل من "الضغط التأكسدي" الذي يسرّع من تدهور الحمض النووي. بهذا الشكل، تعمل الرياضة كدرع مضاد للالتهاب، يحافظ على أنسجة الجسم ويؤخر الشيخوخة البيولوجية، وهو ما ينعكس مباشرة على معدلات البقاء والوقاية من الوفاة المبكرة. فسيولوجياً، تؤدي التمارين البدنية إلى زيادة تدفق الدم إلى الدماغ، ما يعني وصول أفضل للأكسجين والمواد المغذية. كذلك تُحفّز الرياضة إطلاق مواد مثل عامل التغذية العصبي المشتق من الدماغ، والذي يساعد في نمو الخلايا العصبية الجديدة ويقوي الروابط بين الخلايا العصبية الموجودة. وتحسن هذه التغيرات الذاكرة، والانتباه، ووظائف التفكير التنفيذي، وتُقلل من خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر. ومن المعروف أن التدهور المعرفي يرتبط بزيادة خطر الوفاة، إما مباشرة أو عبر السقوط، الإهمال الغذائي، أو الأدوية الخاطئة. فقدان الكتلة العضلية وتحفز التمارين المنتظمة، خاصة تمارين المقاومة ورفع الأوزان، إنتاج البروتين في العضلات وتمنع فقدان الكتلة العضلية المرتبط بالتقدم في العمر، وهي الحالة المعروفة بـ"الساركوبينيا". كذلك، فإن الضغط الميكانيكي الناتج عن التمارين يُحفز خلايا بناء العظم مما يزيد من كثافة العظام ويقلل من خطر الإصابة بالكسور والهشاشة. وعند كبار السن، يعد فقدان الكتلة العضلية والعظمية، أحد الأسباب الخفية للوفاة، فالسقوط الذي قد يبدو بسيطاً قد يؤدي إلى كسر في الورك ثم سلسلة من التدهور الجسدي والعقلي تنتهي بالوفاة. ويعد الحفاظ على بنية قوية للجسم، خط دفاع آخر تتيحه لنا الرياضة، إذ تساهم الرياضة في تنظيم عمل الغدد الصماء، فتُحسن من إفراز الهرمونات مثل الكورتيزول، والإندورفين، والدوبامين، وتخفف من مستويات التوتر والقلق. كما أنها تعزز من جودة النوم وعمقه، وهو عنصر أساسي في تجدد الخلايا وصحة القلب والدماغ. وترتبط اضطرابات النوم المزمنة، بزيادة خطر الإصابة بالسكري، والسمنة، والاكتئاب، وأمراض القلب، وكلها عوامل مرتبطة بالوفاة المبكرة. وخلصت الدراسة إلى أن الذين مارسوا نشاطاً بدنياً معتدلاً إلى قوي بمعدل يفوق الحد الأقصى الموصي به، لم يحققوا فائدة إضافية كبيرة في خفض معدلات الوفاة. أما من التزموا بالمعدلات الموصي بها، فحققوا الحد الأقصى من الفوائد تقريباً، مما يعني أن الوصول إلى هذا المستوى كافٍ جداً لصحة أفضل، ولا حاجة للمبالغة أو الإرهاق الجسدي. ورغم أن معظم الدراسات التي استند إليها التحليل، اعتمدت على تقارير ذاتية (قد تكون غير دقيقة في بعض الأحيان)، فإن النتائج تظل ذات أهمية قصوى. وشدد الباحثون على أن النشاط البدني، لا ينبغي أن يكون هدفاً للنخبة الرياضية فقط، بل يجب أن يكون جزءاً طبيعياً من حياة الجميع، كما أكدوا أن حملات الصحة العامة يجب ألا تستهدف فقط من لا يمارسون الرياضة، بل أيضاً من يمارسونها للحفاظ على استمراريتهم.


الشرق الأوسط
منذ 17 ساعات
- الشرق الأوسط
ما فوائد المشي خلال أوقات اليوم المختلفة؟
قال موقع «فيري ويل هيلث» إن المشي في أي وقت من اليوم يُفيد الصحة العامة، ويُقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، وداء السكري من النوع الثاني ومع ذلك، هناك فوائد للمشي في وقت مُحدد من اليوم، وذلك حسب أهدافك الصحية واللياقة البدنية. وأضاف أن المشي الصباحي قد يكون مفيداً لعدة أسباب منها: - التحكم في الوزن وحرق الدهون تُشجع ممارسة التمارين الصباحية بانتظام، قبل تناول أي طعام أو شراب، الجسم على حرق الدهون بمعدل أكثر فاعلية من وقت لاحق من اليوم، بعد تناول عدة وجبات. ويمكن أن يكون المشي الصباحي وطريقة حرقه للدهون مفيداً بشكل خاص للأشخاص الذين يُعانون من السمنة. المشي يعزز الصحة العقلية والجسدية ويحسن المزاج وجودة النوم والدورة الدموية... ويقلل من آلام المفاصل (أ.ب) - تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ قد يُساعد المشي الصباحي أيضاً في تعويض الآثار الضارة للجلوس لفترات طويلة فيما يتعلق بتدفق الدم إلى الدماغ لدى كبار السن الذين يُعانون من زيادة الوزن أو السمنة. - تحسين اليقظة ومستويات الطاقة المشي أول شيء في الصباح يرفع مستويات الكورتيزول، الذي يلعب دوراً في اليقظة. - تحسين النوم يُمكن أن يُنظم التعرض لضوء الصباح أيضاً إفراز الميلاتونين، وهو هرمون يؤثر على النوم، مما يُساعدك على الحصول على قسط أفضل من الراحة بعد انتهاء اليوم. وكذلك قال الموقع إن للمشي في منتصف النهار أو بعد الظهر فوائد عديدة، ويُعتقد أيضاً أن للمشي بعد الغداء أو بعد الظهر فوائد تختلف عن فوائد المشي الصباحي. - تقليل وقت الجلوس يُساعدك على تقليل الخمول طوال اليوم، مما يُقلل من فترات الجلوس الطويلة، مما قد يكون مفيداً لممارسة المزيد من التمارين الرياضية، بالإضافة إلى صحة القلب والأوعية الدموية. - يُساعد على توازن مستويات السكر في الدم يُمكن أن يُساعد المشي بعد تناول الطعام أيضاً على موازنة مستويات السكر في الدم. ووجدت إحدى الدراسات أن النهوض للمشي فور الانتهاء من تناول الطعام أو بعده بقليل كان له تأثير كبير على مؤشر نسبة السكر في الدم في الجسم، مما قد يمنع الالتهابات الخفيفة وأمراض القلب والأوعية الدموية. المشي لمدة 15 دقيقة بعد الأكل لا يفيد فقط من يعانون من مشكلات صحية مثل مقاومة الإنسولين أو مرحلة ما قبل السكري بل هو مفيد لكل الأشخاص (أ.ب) - يحسّن المزاج يمكن أيضاً تحسين المزاج في أثناء المشي في منتصف النهار أو بعد الظهر، خاصةً إذا كنت تمارس هذه المهمة في مساحة خضراء أو حول الطبيعة. ووجدت إحدى الدراسات أن المشي النهاري في المدينة لم يُحقق الفوائد الصحية العقلية التي يُحققها المشي النهاري في المساحات الخضراء. لذا، فإن مكان المشي يلعب دوراً في الفوائد الصحية، تماماً كما هو الحال عند المشي. - المشي في المساء يُخفف التوتر يُفيد المشي في المساء الصحة العامة أيضاً، وذلك حسب ما تسعى إلى تحقيقه. - تقليل التوتر في نهاية اليوم يُمكن أن يُساعد المشي في المساء على تخفيف مشاعر التوتر والضغط النفسي، مما يُعزز الشعور بالراحة، حيث ثبت أن ممارسة الرياضة تُخفف التوتر. وهذه النتائج ليست خاصة بالمشي المسائي، ولكن يميل الناس إلى الشعور بتوتر أكبر في نهاية اليوم مقارنةً ببدايته. - تحسين الحالة المزاجية لسكان المدن ينبغي على سكان المدن الاستمتاع بالمشي المسائي لتحسين الحالة المزاجية. وكذلك تشمل الفوائد المحتملة الأخرى للمشي في المساء: تقليل القلق والاكتئاب، وخفض ضغط الدم، وتحسين تنظيم سكر الدم، إذا تم ذلك بعد العشاء، وتحسين مؤشرات الدهون والالتهابات. وقال الموقع إن أفضل طريقة لتحديد الوقت الأنسب للمشي هي مراعاة أهدافك وجدولك. ومع أن المشي مفيد، فإن الأهم هو اختيار وقت يشجع على المواظبة لجني الفوائد الصحية.


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
الموز أم التفاح: أيهما يحتوي على ألياف أكثر؟
يتشابه التفاح والموز في خصائصهما الغذائية، حيث يحتويان على مزيج من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، مما يعني أنهما مفيدان للأمعاء. بينما يحتوي التفاح على ألياف أكثر بقليل، فإن «الأفضل صحياً» يعتمد على احتياجاتك وتفضيلاتك. من الناحية الغذائية، يتشابه التفاح والموز، لكن التفاح يحتوي على ألياف أكثر من الموز. صرحت سامانثا ديراس، اختصاصية تغذية معتمَدة، ومديرة خدمات التغذية الخارجية في نظام جبل سيناء الصحي، لموقع «Verywell» الطبي: «يحتوي التفاح على البكتين؛ وهو مركب بريبيوتيك يمكن أن يعزز نمو البكتيريا المفيدة في الأمعاء». وأضافت: «الموز غني بالإينولين والنشا المقاوم، اللذين يعززان نمو البكتيريا المفيدة. أما الموز الأقل نضجاً والأكثر خضرة، فيحتوي على نسبة أعلى من الإينولين». أيهما أصبح يعتمد على احتياجاتك قد يكون اختيار النوع المناسب لتعزيز صحة أمعائك أمراً شخصياً. قالت ياسي أنصاري، اختصاصية التغذية المعتمَدة، وكبيرة اختصاصيي التغذية في مركز جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس الصحي في سانتا مونيكا، لموقع «Verywell»: «يعتمد ما قد يكون أفضل لكل شخص على تفضيلاته الشخصية، واحتياجاته الصحية، وما هو متاح له». وأكدت أنصاري: «إذا كان الشخص يتبع نظاماً غذائياً غنياً بالبوتاسيوم ويحتاج إلى مصادر إضافية للبوتاسيوم، فقد يكون الموز أنسب من التفاح». إذا كنت تعاني مشاكل في الجهاز الهضمي، فيُعد التفاح مصدراً غذائياً غنياً بالسكريات قليلة التعدد، والثنائية، والأحادية، والبوليولات (الفودماب) القابلة للتخمير، مما قد يؤثر أيضاً على اختيارك. وأضافت أنصاري: «بالنسبة لمن يعانون متلازمة القولون العصبي أو فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة، قد يكون من المفيد الحد من تناول الأطعمة الغنية بالفودماب، وهي كربوهيدرات قصيرة السلسلة قابلة للتخمير، ويمكن أن تُصعّب هضم بعض الفواكه والأطعمة الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الغازات، وفي بعض الحالات، آلام في البطن». وذكرت أن الأشخاص الذين يتجنبون الأطعمة الغنية بالفودماب قد يحتاجون إلى الانتباه إلى الموز الذي يشترونه من البقالة. وأوضحت: «قد يحتوي الموز الناضج جداً على نسبة عالية من سكر الفودماب الآخر، وهو الفركتان». يُذكر أن الموز يحتوي على طاقة أعلى بقليل من التفاح، وفقاً لأنصاري. ولذلك يُعدّ خياراً شائعاً لتناوله قبل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية. إضافة حصة يومية من كلٍّ منهما إلى نظامك الغذائي قد تُحدث فرقاً كبيراً في صحة أمعائك، خاصةً إذا كنت لا تتناول كثيراً من الفاكهة أو الخضراوات حالياً. قالت ديراس: «لا أعتقد أن فاكهةً واحدةً أفضل من الأخرى؛ فكلاهما يُوفّر عناصر غذائية قيّمة، ويمكن إدراجهما في نظام غذائي متوازن ومتكامل».