أحدث الأخبار مع #جامعةآل


المركزية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- المركزية
البطريرك الراعي في عظة الأحد: غاية البعض هي السيطرة على الدولة وليس تحديث النظام
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، السفير جورج خوري، القنصل كوين ماريل غياض، قائمقام كسروان الفتوح السابق جوزيف منصور، قنصل جمهورية موريتانيا إيلي نصار، عائلة المرحوم وليم زرد ابو جودة،الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "يا معلّم أريد أن أبصر" (مر 10: 51)، قال فيها: "أدرك برطيما أعمى أريحا، ببصيرته الداخليّة المستنيرة بنور الإيمان، أنّ يسوع هو المسيح ابن داود، حامل الرحمة الإلهيّة، وقادر على شفاء العميان. فلمّا سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟"(مر 10: 51)، أجابه من دون تردّد: "يا معلّم أن أبصر!" فقال له يسوع: "أبصر، إيمانك خلّصك. فأبصر للحال ومشى معه في الطريق" (مر 10: 51-52). ذاك الأعمى الشحاذ يرمز إلى كلّ إنسان أعمته الخطيئة، فيتخبّط في ظلمات الشرّ والحقد، والظلم والكبرياء وفقدان القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وحده نور المسيح يبدّدها. "فالمسيح هو نور العالم، من يتبعه لا يمشي في الظلام" (را يو 8: 12). وهو نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة. فنصلّي إلى المسيح النور أن ينير بصيرتنا الداخليّة، التي تميّز بها ذاك الأعمى الجالس على قارعة الطريق في أريحا يستعطي حسنة من الناس منطفئ العينين، لكنّه مشتعل البصيرة الداخليّة بنور الإيمان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم وليم زرد أبو جوده، قنصل بريطانيا الفخري ورئيس جامعة آل أبو جوده، الذّي ودّعناه منذ أسبوعين مع ابنه المهندس فادي وزوجته غاده، وابنته الدكتورة بولا، وعائلات أشقّائه وشقيقتيه وأهالي جلّ الديب وآل أبو جوده الكرام. نصلّي في هذه الذبيحة لراحة نفسه وعزاء أسرته". أضاف: "كان ذاك الأعمى المبصر الحقيقي وحده بين ذلك الجمع وحتى تلاميذ يسوع. فلمّا سمع ضجّة الجمع الغفير المرافق ليسوع، سأل: "ما هذا". فقالوا: "هو يسوع الناصريّ يمرّ" (مر 10: 47). أمّا بالنسبة إليه ليس مجرّد يسوع الناصريّ بل هو "ابن داود، المسيح المنتظر، حامل الرحمة الإلهيّة، شافي العميان". فراح يصرخ: "يا ابن داود ارحمني"(مر 10: 47). فانتهروه ليسكت، أمّا هو فازداد صراخًا": "يا ابن داود ارحمني!" وقع صراخه في قلب يسوع، لأنّه كان يناديه باسمه البيبليّ. وما من أحد دعاه بهذا الاسم. فتوقّف وطلبه إليه وكان مطلبه الوحيد لا حسنة بل البصر. أراد يسوع أن يظهر إيمانه الكبير فقال له: "أبصر، إيمانك خلّصك"(مر 10: 52). كم نحن بحاجة إلى أن نتوسّل إلى المسيح كلّ يوم، مثل إلحاح الأعمى، لكي يشفينا من عمى بصيرتنا الداخليّة، وأن يمنحنا النعمة التي تفتح قلوبنا الباردة، وتزعج حياتنا الفاترة والسطحيّة (راجع فرح الإنجيل). وكم بيننا من عميان العينين، نحن نصلّي من صميم القلب من أجل شفائهم، ليتمتّعوا بجمال الأشخاص والطبيعة ومخلوقات الله. أبصر أعمى أريحا ومشى مع يسوع في الطريق المؤدّي إلى الله. فالمسيح-النور يضيء الطريق إلى الله وإلى البحث عن الله. ولهذا قال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة"، بكلام آخر: "أنا الطريق المؤدّي إلى الحقّ الذي يعطي الحياة. ففي شخص المسيح الذي نتبعه حاضر الله. عرف ذاك الأعمى بالبصيرتين الداخليّة والخارجيّة الطبيعتين في شخص يسوع: بالبصيرة الداخليّة (الإيمان) عرف فيه الإله، وبالبصيرة الخارجيّة (العينين) عرف فيه الإنسان". وقال: "هذا الأعمى على قارعة الطريق، كان مهمّشًا من الناس، لكنّه لم يُهمِّش نفسه عن نفسه، وبالتالي لم يهمّشها عن الله. ولهذا عندما سمع بيسوع الناصريّ، ناداه باسمه الحقيقيّ الذي اختمر في قلبه: "يسوع ابن داود حامل الرحمة". كم هي ضروريّة الخلوة مع الذات، للخروج من ضجيج المجتمع والعالم، "تهميش" الذات عن الضوضاء الخارجيّة. لهذا تقام في زمن الصوم الكبير الرياضات الروحيّة لمدّة أسبوع في جميع الرعايا. في الرياضة أو الخلوة الروحيّة نقف في حضرة الله، والقلب مفتوح لكي يشمله بنظرته. ونصلّي بروح العبادة الحقيقيّة، وبحوار بنويّ صريح مع الله، لكي نستعيد قوانا، يقول البابا فرنسيس، التي غالبًا ما تخور بسبب التعب والصعوبات. فالكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، لا تستطيع أن تحيا بدون رئة الصلاة. أجل، لا تستطيع أن تؤدّي رسالة الكرازة بالتعليم من دون أن تقرن الصلاة بالعمل (راجع فرح الإنجيل، 262). يعلّمنا إنجيل شفاء الأعمى أن نصوّب نظرتنا إلى الحياة وأمورها وأحداثها، على ضوء الحقيقة الموضوعيّة المستمدّة من النور الإلهيّ، النور الحقيقيّ. ونعني نظرتنا إلى الحياة الزوجيّة والعائلة والمجتمع والوطن. على الصيد الوطنيّ مثلًا، الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها". وختم الراعي: "غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا، تمجيدًا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

عمون
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عمون
جامعة آل البيت: ندعم قرارات الدولة ضد أي نشاط مشبوه أو غير مشروع
عمون - أصدرت أسرة جامعة آل البيت بيانا أكدت فيه وقوفها الكامل خلف الدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية، مشددة على دعمها المطلق للقرارات والإجراءات الصادرة عن وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والقضاء الأردني، في سبيل حماية أمن الوطن واستقراره. وأكدت الجامعة أن أمن الأردن خط أحمر لا يقبل التهاون أو المساومة، معربة عن اعتزازها بالجيش العربي وكافة الأجهزة الأمنية، ومجددة ثقتها بالمواقف الوطنية الثابتة لجلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمين، خاصة في دعم القضية الفلسطينية. وتاليا نص البيان الصادر عن أسرة جامعة آل البيت: بسم الله الرحمن الرحيم إنطلاقاً من ثوابتنا الوطنية في جامعة آل البيت، وإيماناً منّا بأن أمن الوطن واستقراره هو لبنة أساسية في النسيج الوطني الأردني والذي يشكل حالة تماسك متفردة، نؤكد وقوفنا الكامل خلف الدولة الأردنية ، بالدعم الكامل والقوي تجاه القرارات والإجراءات التي اتُخذت من وزارة الداخلية والاجهزة الامنية والقضاء الاردني العادل وتأييدنا الكامل لما ورد من قرارات قضائية قطعية للحفاظ على الامن المجتمعي - امن الوطن الأردني الأشم وسلامة ابناءة وسيادته المطلقة، ونحن إذ نُشدد على أن أمن الوطن هو خط أحمر لا يقبل القسمة أو المساومة ولا يُسمح بتجاوزه من أي كان، أو العبث بمقدراته تحت أي ذريعة أو غطاء، أو ممارسة أي نشاط مشبوه أو غير مشروع على الأرض الأردنية. وإننا في جامعة آل البيت كاسرة واحدة جسداً واحداً ونبضاً موحّداً، المنتمية لهذا الحمى والمتجذر فينا ولاءً وحباً وكرامةً ، لنؤكد على إعتزازنا وثقتنا بالمواقف الثابتة التي يعبّر عنها دائماً جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله وهي عملا ًوفعلاً بالدعم الكامل والذي سطر تاريخاً ناصعاً بدعمه المطلق لأشقائنا في فلسطين وقطاع غزة ، والتي شملت دعمًا سياسيًا وإنسانيًا، لا تزعزعه عواصف ولا تُثنيه الضغوط ، والمواقف التاريخية شواهد في محنتهم التي يتعرضون لها وهي نابعة من الإيمان الهاشمي العريق، ومن وجدان الشعب الأردني المنتمي الأصيل . كما نؤكد تقديرنا العالي واعتزازنا الكبير بجاهزية القوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي) المصطفوين وكافة الأجهزة الأمنية الأردنية، هي حصن الوطن المنيع ، فليس بيننا خائن، ولا مكان في صفوفنا لمتآمر أو محايد سوّلت له نفسة تهديد السلم المجتمعي أو الأمن الوطني بغطاء زائف أو انتماء خارجي . وفي الختام الأردن سيبقى منارةً لا تنطفئ، وقلعةً لا تُهد، وواحة أمنٍ واستقرار، ما بقي في الصدور نفسٌ، وفي العقول وعي، وفي العروق دمٌ هاشمي النبض ، بفضل الله، وحنكة قيادته ، ووعي شعبه، ويقظة مؤسساته، وأننا جميعًا، سنبقى في خندق الوطن متماسكين، سلاحنا العلم والانتماء، كمسؤولية والتزام وطني تشترك فيه جميع مكوناتها، داعمة لهذه القرارات الحكومية والمواقف الوطنية الشجاعه ، ومؤكدين التفافنا خلف الراية الهاشمية المظفرة، وجيشنا العربي العظيم، وأجهزتنا الأمنية الوفيه المنتمية، وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار. حفظ الله الأردن، وحفظ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، رمز الكبرياء الأردني، وسند الأمة إنه نعم المولى ونعم النصير عن أسرة الجامعة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أسامه نصير

السوسنة
١٣-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- السوسنة
ثورة صامتة في جامعة آل البيت
هذا المقال كُتب ونُشر خلافًا لرغبة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أسامة نصير، الذي يفضل أن يعمل بصمت، بعيدًا عن الأضواء والضجيج، مؤمنًا بأن الإنجاز الصادق لا يحتاج إلى ميكروفونات، بل يكفي أن يلمسه الناس في الواقع. ولكن ما رأيته بعيني في رحاب جامعة آل البيت فرض عليّ الكتابة، لا من باب المجاملة، بل من باب الإنصاف وشهادة الحق. في الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك، أتيحت لي فرصة نادرة لزيارة جامعة آل البيت، والالتقاء برئيسها الأستاذ الدكتور أسامة نصير. لم تكن الزيارة عابرة، بل كانت محطة للتأمل والتفكر في ما يمكن أن تصنعه الإدارة الرشيدة حين تُؤمن بالفعل لا بالقول، وحين تتحرك على الأرض لا من خلف المكاتب. رافقني الدكتور نصير شخصيًا في سيارته الخاصة، في جولة ميدانية داخل الحرم الجامعي، بدأناها من البوابة الرئيسية ومجمع الباصات. هذا المجمع، الذي كان إلى وقت قريب لا يختلف عن ممرٍّ مهجور، يفتقر لأبسط مقومات البنية التحتية والخدمات، تحوّل إلى نموذج حضاري من التنظيم والجمال، مجهّز بالمرافق اللازمة والراحة المطلوبة للطلبة والزائرين. لم أكن أتوقع هذا التغيير المذهل، فقد بدا الموقع وكأنه حُلِم به، ثم تحقق بحرفية عالية ووعي حقيقي بمسؤولية المكان. ثم مررنا بعدد من المباني التي طالها التحديث والترميم. ولا أُبالغ حين أقول إن بعضها كان أقرب في هيئته إلى بقايا مبانٍ من نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تراكم عليه الإهمال والتقادم. ولكن ما شاهدته اليوم كان مختلفًا تمامًا. قاعات دراسية حديثة، مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية، من شاشات ذكية وأثاث مريح، إلى بيئة دراسية صحية ونظيفة ودورات مياه لائقة. حتى الأثاث، كما علمت لاحقًا، هو من إنتاج الجامعة ذاتها، أو تم تنفيذه عبر عطاءات خاضعة لأقصى درجات الشفافية وبأسعار تقل عن أسعار السوق بكثير. وانتقلنا بعد ذلك إلى الساحات المفتوحة التي استعادت جمالها وهويتها. حيث الأزهار تملأ المكان، والأشجار تعانق السماء، و"الأرض الحمراء" – رمز البيئة الأردنية – تكسو المساحات بدفءٍ وطنيٍ أصيل. وقد علمت أن هذه التحسينات لم تكن ثمرة موازنات كبيرة، بل ثمرة تبرعات ومبادرات نبيلة، منها تبرع مشكور من بلدية الوسطية التابعة اداريا لمحافظة إربد بأشجار معمّرة، وتبرعات أخرى من مؤسسات وشخصيات محلية آمنت برسالة الجامعة، ووضعت يدها بيد إدارتها لإعادة الحياة لهذا الصرح الوطني. ما رأيته لا يمكن وصفه إلا بأنه ثورة صامتة، ثورة على الإهمال، وعلى الرتابة، وعلى ثقافة التبرير والعجز. ثورة تؤمن أن الجامعة ليست فقط مكانًا للتدريس، بل فضاء حضاري يجب أن يرتقي بجماله ونظافته وجودته إلى مستوى الرسالة العلمية التي يحملها. ومن يرى هذه التحولات بأمّ عينه، لا يمكنه إلا أن يشعر بالفخر والأمل. أما في الجانب الإداري والأكاديمي والمالي، فقد أشار الدكتور نصير إلى خطوات جريئة تم اتخاذها لترشيد النفقات، وسداد جزء من المديونية المتراكمة، وتنظيم الأداء الإداري، وإعادة ترتيب الأولويات الأكاديمية بما يخدم الطالب ويعزز من جودة التعليم. لكن هذه الملفات تحتاج إلى مقالة أخرى، لأنها تتطلب تسليط الضوء على الأرقام، والخطط، والإصلاحات التي تسير بهدوء وثبات، بعيدًا عن الضجيج. إن ما شهدته في هذه الزيارة هو تأكيد حي على أن القيادة الجامعية حين تُؤمن بالتغيير، وتملك الإرادة، وتعمل بصمت وإخلاص، فإن المستحيل يصبح ممكنًا. لقد رأيت كيف يمكن لرئيس جامعة أن يُنجز ما يعجز عنه آخرون، لا بالإنفاق الفاحش، ولا بالدعاية المفرطة، بل بالاقتراب من الواقع، والنزول إلى الميدان، والاستماع إلى هموم العاملين والطلبة، ثم التحرك الفعلي لتحسين الواقع. كل الاحترام والتقدير للدكتور أسامة نصير، الذي أعاد تعريف مفهوم الإدارة الجامعية؛ فهو لا يكتفي بإصدار التعليمات، بل يقود بنفسه، يراقب بعينه، ويتابع بتفانٍ، ويُنجز بصمت. لقد قدّم نموذجًا يحتذى، يُثبت أن الإنجاز لا يحتاج إلى صخب، بل إلى نية صادقة، وضمير حي، وفريق عمل مؤمن بالرسالة. في زمنٍ يتعالى فيه الصراخ وتختلط فيه الشعارات بالإنجازات الوهمية، تظل الإنجازات الصامتة التي تُترجم إلى واقع ملموس، هي الأكثر صدقًا وبقاءً. وما يجري في جامعة آل البيت، على صعيد البنية التحتية خاصة، هو قصة نجاح تستحق أن تُروى، وتُدعم، وتُحتذى في باقي مؤسسات التعليم العالي في وطننا الغالي.


MTV
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- MTV
"مفردات غريبة عن قاموسنا"... ماذا قال الراعي عن النظام؟
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، السفير جورج خوري، القنصل كوين ماريل غياض، قائمقام كسروان الفتوح السابق جوزيف منصور، قنصل جمهورية موريتانيا إيلي نصار، عائلة المرحوم وليم زرد ابو جودة،الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "يا معلّم أريد أن أبصر" (مر 10: 51)، قال فيها: "أدرك برطيما أعمى أريحا، ببصيرته الداخليّة المستنيرة بنور الإيمان، أنّ يسوع هو المسيح ابن داود، حامل الرحمة الإلهيّة، وقادر على شفاء العميان. فلمّا سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك؟"(مر 10: 51)، أجابه من دون تردّد: "يا معلّم أن أبصر!" فقال له يسوع: "أبصر، إيمانك خلّصك. فأبصر للحال ومشى معه في الطريق" (مر 10: 51-52). ذاك الأعمى الشحاذ يرمز إلى كلّ إنسان أعمته الخطيئة، فيتخبّط في ظلمات الشرّ والحقد، والظلم والكبرياء وفقدان القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وحده نور المسيح يبدّدها. "فالمسيح هو نور العالم، من يتبعه لا يمشي في الظلام" (را يو 8: 12). وهو نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة. فنصلّي إلى المسيح النور أن ينير بصيرتنا الداخليّة، التي تميّز بها ذاك الأعمى الجالس على قارعة الطريق في أريحا يستعطي حسنة من الناس منطفئ العينين، لكنّه مشتعل البصيرة الداخليّة بنور الإيمان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم وليم زرد أبو جوده، قنصل بريطانيا الفخري ورئيس جامعة آل أبو جوده، الذّي ودّعناه منذ أسبوعين مع ابنه المهندس فادي وزوجته غاده، وابنته الدكتورة بولا، وعائلات أشقّائه وشقيقتيه وأهالي جلّ الديب وآل أبو جوده الكرام. نصلّي في هذه الذبيحة لراحة نفسه وعزاء أسرته". أضاف: "كان ذاك الأعمى المبصر الحقيقي وحده بين ذلك الجمع وحتى تلاميذ يسوع. فلمّا سمع ضجّة الجمع الغفير المرافق ليسوع، سأل: "ما هذا". فقالوا: "هو يسوع الناصريّ يمرّ" (مر 10: 47). أمّا بالنسبة إليه ليس مجرّد يسوع الناصريّ بل هو "ابن داود، المسيح المنتظر، حامل الرحمة الإلهيّة، شافي العميان". فراح يصرخ: "يا ابن داود ارحمني"(مر 10: 47). فانتهروه ليسكت، أمّا هو فازداد صراخًا": "يا ابن داود ارحمني!" وقع صراخه في قلب يسوع، لأنّه كان يناديه باسمه البيبليّ. وما من أحد دعاه بهذا الاسم. فتوقّف وطلبه إليه وكان مطلبه الوحيد لا حسنة بل البصر. أراد يسوع أن يظهر إيمانه الكبير فقال له: "أبصر، إيمانك خلّصك"(مر 10: 52). كم نحن بحاجة إلى أن نتوسّل إلى المسيح كلّ يوم، مثل إلحاح الأعمى، لكي يشفينا من عمى بصيرتنا الداخليّة، وأن يمنحنا النعمة التي تفتح قلوبنا الباردة، وتزعج حياتنا الفاترة والسطحيّة (راجع فرح الإنجيل). وكم بيننا من عميان العينين، نحن نصلّي من صميم القلب من أجل شفائهم، ليتمتّعوا بجمال الأشخاص والطبيعة ومخلوقات الله. أبصر أعمى أريحا ومشى مع يسوع في الطريق المؤدّي إلى الله. فالمسيح-النور يضيء الطريق إلى الله وإلى البحث عن الله. ولهذا قال عن نفسه: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة"، بكلام آخر: "أنا الطريق المؤدّي إلى الحقّ الذي يعطي الحياة. ففي شخص المسيح الذي نتبعه حاضر الله. عرف ذاك الأعمى بالبصيرتين الداخليّة والخارجيّة الطبيعتين في شخص يسوع: بالبصيرة الداخليّة (الإيمان) عرف فيه الإله، وبالبصيرة الخارجيّة (العينين) عرف فيه الإنسان". وقال: "هذا الأعمى على قارعة الطريق، كان مهمّشًا من الناس، لكنّه لم يُهمِّش نفسه عن نفسه، وبالتالي لم يهمّشها عن الله. ولهذا عندما سمع بيسوع الناصريّ، ناداه باسمه الحقيقيّ الذي اختمر في قلبه: "يسوع ابن داود حامل الرحمة". كم هي ضروريّة الخلوة مع الذات، للخروج من ضجيج المجتمع والعالم، "تهميش" الذات عن الضوضاء الخارجيّة. لهذا تقام في زمن الصوم الكبير الرياضات الروحيّة لمدّة أسبوع في جميع الرعايا. في الرياضة أو الخلوة الروحيّة نقف في حضرة الله، والقلب مفتوح لكي يشمله بنظرته. ونصلّي بروح العبادة الحقيقيّة، وبحوار بنويّ صريح مع الله، لكي نستعيد قوانا، يقول البابا فرنسيس، التي غالبًا ما تخور بسبب التعب والصعوبات. فالكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، لا تستطيع أن تحيا بدون رئة الصلاة. أجل، لا تستطيع أن تؤدّي رسالة الكرازة بالتعليم من دون أن تقرن الصلاة بالعمل (راجع فرح الإنجيل، 262). يعلّمنا إنجيل شفاء الأعمى أن نصوّب نظرتنا إلى الحياة وأمورها وأحداثها، على ضوء الحقيقة الموضوعيّة المستمدّة من النور الإلهيّ، النور الحقيقيّ. ونعني نظرتنا إلى الحياة الزوجيّة والعائلة والمجتمع والوطن. على الصيد الوطنيّ مثلًا، الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها". وختم الراعي: "غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا، تمجيدًا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين". بعد القداس، استقبل الراعي وفد الـ American Task Force on Lebanon ATFL، برئاسة السفير ايد غابريال ونائبه نجاد عصام فارس.


سيدر نيوز
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سيدر نيوز
الراعي: بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة والمطلوب ان تتنازل الطوائف للدولة
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، السفير جورج خوري، القنصل كوين ماريل غياض، قائمقام كسروان الفتوح السابق جوزيف منصور، قنصل جمهورية موريتانيا إيلي نصار، عائلة المرحوم وليم زرد ابو جودة،الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وحشد من الفاعليات والمؤمنين. بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: 'يا معلّم أريد أن أبصر' (مر 10: 51) ، قال فيها: ' أدرك برطيما أعمى أريحا، ببصيرته الداخليّة المستنيرة بنور الإيمان، أنّ يسوع هو المسيح ابن داود، حامل الرحمة الإلهيّة، وقادر على شفاء العميان. فلمّا سأله يسوع: 'ماذا تريد أن أصنع لك؟'(مر 10: 51)، أجابه من دون تردّد: 'يا معلّم أن أبصر!' فقال له يسوع: 'أبصر، إيمانك خلّصك. فأبصر للحال ومشى معه في الطريق' (مر 10: 51-52). ذاك الأعمى الشحاذ يرمز إلى كلّ إنسان أعمته الخطيئة، فيتخبّط في ظلمات الشرّ والحقد، والظلم والكبرياء وفقدان القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وحده نور المسيح يبدّدها. 'فالمسيح هو نور العالم، من يتبعه لا يمشي في الظلام' (را يو 8: 12). وهو نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة. فنصلّي إلى المسيح النور أن ينير بصيرتنا الداخليّة، التي تميّز بها ذاك الأعمى الجالس على قارعة الطريق في أريحا يستعطي حسنة من الناس منطفئ العينين، لكنّه مشتعل البصيرة الداخليّة بنور الإيمان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم وليم زرد أبو جوده، قنصل بريطانيا الفخري ورئيس جامعة آل أبو جوده، الذّي ودّعناه منذ أسبوعين مع ابنه المهندس فادي وزوجته غاده، وابنته الدكتورة بولا، وعائلات أشقّائه وشقيقتيه وأهالي جلّ الديب وآل أبو جوده الكرام. نصلّي في هذه الذبيحة لراحة نفسه وعزاء أسرته'. أضاف: 'كان ذاك الأعمى المبصر الحقيقي وحده بين ذلك الجمع وحتى تلاميذ يسوع. فلمّا سمع ضجّة الجمع الغفير المرافق ليسوع، سأل: 'ما هذا'. فقالوا: 'هو يسوع الناصريّ يمرّ' (مر 10: 47). أمّا بالنسبة إليه ليس مجرّد يسوع الناصريّ بل هو 'ابن داود، المسيح المنتظر، حامل الرحمة الإلهيّة، شافي العميان'. فراح يصرخ: 'يا ابن داود ارحمني' (مر 10: 47). فانتهروه ليسكت، أمّا هو فازداد صراخًا': 'يا ابن داود ارحمني!' وقع صراخه في قلب يسوع، لأنّه كان يناديه باسمه البيبليّ. وما من أحد دعاه بهذا الاسم. فتوقّف وطلبه إليه وكان مطلبه الوحيد لا حسنة بل البصر. أراد يسوع أن يظهر إيمانه الكبير فقال له: ' أبصر، إيمانك خلّصك '(مر 10: 52). كم نحن بحاجة إلى أن نتوسّل إلى المسيح كلّ يوم، مثل إلحاح الأعمى، لكي يشفينا من عمى بصيرتنا الداخليّة، وأن يمنحنا النعمة التي تفتح قلوبنا الباردة، وتزعج حياتنا الفاترة والسطحيّة (راجع فرح الإنجيل). وكم بيننا من عميان العينين، نحن نصلّي من صميم القلب من أجل شفائهم، ليتمتّعوا بجمال الأشخاص والطبيعة ومخلوقات الله. أبصر أعمى أريحا ومشى مع يسوع في الطريق المؤدّي إلى الله. فالمسيح-النور يضيء الطريق إلى الله وإلى البحث عن الله. ولهذا قال عن نفسه: 'أنا هو الطريق والحقّ والحياة'، بكلام آخر: 'أنا الطريق المؤدّي إلى الحقّ الذي يعطي الحياة. ففي شخص المسيح الذي نتبعه حاضر الله. عرف ذاك الأعمى بالبصيرتين الداخليّة والخارجيّة الطبيعتين في شخص يسوع: بالبصيرة الداخليّة (الإيمان) عرف فيه الإله، وبالبصيرة الخارجيّة (العينين) عرف فيه الإنسان'. وقال: 'هذا الأعمى على قارعة الطريق، كان مهمّشًا من الناس، لكنّه لم يُهمِّش نفسه عن نفسه، وبالتالي لم يهمّشها عن الله. ولهذا عندما سمع بيسوع الناصريّ، ناداه باسمه الحقيقيّ الذي اختمر في قلبه: 'يسوع ابن داود حامل الرحمة'. كم هي ضروريّة الخلوة مع الذات، للخروج من ضجيج المجتمع والعالم، 'تهميش' الذات عن الضوضاء الخارجيّة. لهذا تقام في زمن الصوم الكبير الرياضات الروحيّة لمدّة أسبوع في جميع الرعايا. في الرياضة أو الخلوة الروحيّة نقف في حضرة الله، والقلب مفتوح لكي يشمله بنظرته. ونصلّي بروح العبادة الحقيقيّة، وبحوار بنويّ صريح مع الله، لكي نستعيد قوانا، يقول البابا فرنسيس ، التي غالبًا ما تخور بسبب التعب والصعوبات. فالكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، لا تستطيع أن تحيا بدون رئة الصلاة. أجل، لا تستطيع أن تؤدّي رسالة الكرازة بالتعليم من دون أن تقرن الصلاة بالعمل (راجع فرح الإنجيل، 262). يعلّمنا إنجيل شفاء الأعمى أن نصوّب نظرتنا إلى الحياة وأمورها وأحداثها، على ضوء الحقيقة الموضوعيّة المستمدّة من النور الإلهيّ، النور الحقيقيّ. ونعني نظرتنا إلى الحياة الزوجيّة والعائلة والمجتمع والوطن. على الصيد الوطنيّ مثلًا، الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها'. وختم الراعي: 'غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا، تمجيدًا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين'. بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.