logo
الراعي: بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة والمطلوب ان تتنازل الطوائف للدولة

الراعي: بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة والمطلوب ان تتنازل الطوائف للدولة

سيدر نيوز٠٦-٠٤-٢٠٢٥

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان حنا علوان وانطوان عوكر، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان_حريصا الأب فادي تابت، الأب جورج يرق، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور خليل كرم، السفير جورج خوري، القنصل كوين ماريل غياض، قائمقام كسروان الفتوح السابق جوزيف منصور، قنصل جمهورية موريتانيا إيلي نصار، عائلة المرحوم وليم زرد ابو جودة،الأمين العام السابق للكتلة الوطنية جان حواط، وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: 'يا معلّم أريد أن أبصر' (مر 10: 51) ، قال فيها: ' أدرك برطيما أعمى أريحا، ببصيرته الداخليّة المستنيرة بنور الإيمان، أنّ يسوع هو المسيح ابن داود، حامل الرحمة الإلهيّة، وقادر على شفاء العميان. فلمّا سأله يسوع: 'ماذا تريد أن أصنع لك؟'(مر 10: 51)، أجابه من دون تردّد: 'يا معلّم أن أبصر!' فقال له يسوع: 'أبصر، إيمانك خلّصك. فأبصر للحال ومشى معه في الطريق' (مر 10: 51-52). ذاك الأعمى الشحاذ يرمز إلى كلّ إنسان أعمته الخطيئة، فيتخبّط في ظلمات الشرّ والحقد، والظلم والكبرياء وفقدان القيم الروحيّة والأخلاقيّة. وحده نور المسيح يبدّدها. 'فالمسيح هو نور العالم، من يتبعه لا يمشي في الظلام' (را يو 8: 12). وهو نور بشخصه وكلامه وأفعاله وآياته. يسعدني أن أرحّب بكم جميعًا للإحتفال بهذه الليتورجيا الإلهيّة. فنصلّي إلى المسيح النور أن ينير بصيرتنا الداخليّة، التي تميّز بها ذاك الأعمى الجالس على قارعة الطريق في أريحا يستعطي حسنة من الناس منطفئ العينين، لكنّه مشتعل البصيرة الداخليّة بنور الإيمان. وأوجّه تحيّة خاصّة إلى عائلة المرحوم وليم زرد أبو جوده، قنصل بريطانيا الفخري ورئيس جامعة آل أبو جوده، الذّي ودّعناه منذ أسبوعين مع ابنه المهندس فادي وزوجته غاده، وابنته الدكتورة بولا، وعائلات أشقّائه وشقيقتيه وأهالي جلّ الديب وآل أبو جوده الكرام. نصلّي في هذه الذبيحة لراحة نفسه وعزاء أسرته'.
أضاف: 'كان ذاك الأعمى المبصر الحقيقي وحده بين ذلك الجمع وحتى تلاميذ يسوع. فلمّا سمع ضجّة الجمع الغفير المرافق ليسوع، سأل: 'ما هذا'. فقالوا: 'هو يسوع الناصريّ يمرّ' (مر 10: 47). أمّا بالنسبة إليه ليس مجرّد يسوع الناصريّ بل هو 'ابن داود، المسيح المنتظر، حامل الرحمة الإلهيّة، شافي العميان'. فراح يصرخ: 'يا ابن داود ارحمني' (مر 10: 47). فانتهروه ليسكت، أمّا هو فازداد صراخًا': 'يا ابن داود ارحمني!' وقع صراخه في قلب يسوع، لأنّه كان يناديه باسمه البيبليّ. وما من أحد دعاه بهذا الاسم. فتوقّف وطلبه إليه وكان مطلبه الوحيد لا حسنة بل البصر. أراد يسوع أن يظهر إيمانه الكبير فقال له: ' أبصر، إيمانك خلّصك '(مر 10: 52). كم نحن بحاجة إلى أن نتوسّل إلى المسيح كلّ يوم، مثل إلحاح الأعمى، لكي يشفينا من عمى بصيرتنا الداخليّة، وأن يمنحنا النعمة التي تفتح قلوبنا الباردة، وتزعج حياتنا الفاترة والسطحيّة (راجع فرح الإنجيل). وكم بيننا من عميان العينين، نحن نصلّي من صميم القلب من أجل شفائهم، ليتمتّعوا بجمال الأشخاص والطبيعة ومخلوقات الله. أبصر أعمى أريحا ومشى مع يسوع في الطريق المؤدّي إلى الله. فالمسيح-النور يضيء الطريق إلى الله وإلى البحث عن الله. ولهذا قال عن نفسه: 'أنا هو الطريق والحقّ والحياة'، بكلام آخر: 'أنا الطريق المؤدّي إلى الحقّ الذي يعطي الحياة. ففي شخص المسيح الذي نتبعه حاضر الله. عرف ذاك الأعمى بالبصيرتين الداخليّة والخارجيّة الطبيعتين في شخص يسوع: بالبصيرة الداخليّة (الإيمان) عرف فيه الإله، وبالبصيرة الخارجيّة (العينين) عرف فيه الإنسان'.
وقال: 'هذا الأعمى على قارعة الطريق، كان مهمّشًا من الناس، لكنّه لم يُهمِّش نفسه عن نفسه، وبالتالي لم يهمّشها عن الله. ولهذا عندما سمع بيسوع الناصريّ، ناداه باسمه الحقيقيّ الذي اختمر في قلبه: 'يسوع ابن داود حامل الرحمة'. كم هي ضروريّة الخلوة مع الذات، للخروج من ضجيج المجتمع والعالم، 'تهميش' الذات عن الضوضاء الخارجيّة. لهذا تقام في زمن الصوم الكبير الرياضات الروحيّة لمدّة أسبوع في جميع الرعايا. في الرياضة أو الخلوة الروحيّة نقف في حضرة الله، والقلب مفتوح لكي يشمله بنظرته. ونصلّي بروح العبادة الحقيقيّة، وبحوار بنويّ صريح مع الله، لكي نستعيد قوانا، يقول البابا فرنسيس ، التي غالبًا ما تخور بسبب التعب والصعوبات. فالكنيسة، بأبنائها وبناتها ومؤسّساتها، لا تستطيع أن تحيا بدون رئة الصلاة. أجل، لا تستطيع أن تؤدّي رسالة الكرازة بالتعليم من دون أن تقرن الصلاة بالعمل (راجع فرح الإنجيل، 262). يعلّمنا إنجيل شفاء الأعمى أن نصوّب نظرتنا إلى الحياة وأمورها وأحداثها، على ضوء الحقيقة الموضوعيّة المستمدّة من النور الإلهيّ، النور الحقيقيّ. ونعني نظرتنا إلى الحياة الزوجيّة والعائلة والمجتمع والوطن. على الصيد الوطنيّ مثلًا، الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة: النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها'.
وختم الراعي: 'غاية البعض هي السيطرة على الدولة، وليست تحديث النظام. يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة. إنّ بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان. فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، لكي تستنير الضمائر بنور الحقيقة التي مصدرها الله، فنصوّب نظرتنا إلى حياتنا ودعوتنا ورسالتنا، تمجيدًا للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين'.
بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا
انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا

بيروت نيوز

timeمنذ 28 دقائق

  • بيروت نيوز

انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا

تواصلت عملية الانتخاب على موقع رئيس للبلدية ونائب له في مكتب امينة سر المحافظة رولا البايع في سرايا حلبا الحكومية. وقد انتخب اليوم : – احمد سليمان الحاج رئيسا لبلدية عيات وعلي حسن باكيش نائبا للرئيس. – علاء الدين الاحمد عثمان المرعبي رئيسا لبلدية عيون الغزلان وفضل الله احمد عبد اللطيف نائبا للرئييس. – حمزات يوسف سليمان رئيسا لبلدية عين الزيت وجوزف محمد المحمد نائبا للرئيس. – وليد مالك قاسم رئيسا لبلدية عمار البايكات وعاطف أسعد محمود برهان نائبا للرئيس. – ربيع الياس المكاري رئيسا لبلدية ضهر الليسينة وميلاد نقولا ابراهيم نائبا للرئيس. – غسان ابراهيم تامر رئيسا لبلدية سيسوق وميلاد يوسف الراعي نائبا للرئيس. – جوزيف بطرس عيد الله رئيسا لبلدية سفينة الدريب واميل رزق الله عيس نائبا للرئيس. – علاء فايز الخليل رئيسا لبلدية شدرة ومايز عفيف طعمة نائبا للرئيس. (الوكالة الوطنية)

انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا
انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

انتخاب رؤساء بلديات ونوابهم في سرايا حلبا

تواصلت عملية الانتخاب على موقع رئيس للبلدية ونائب له في مكتب امينة سر المحافظة رولا البايع في سرايا حلبا الحكومية. وقد انتخب اليوم : - احمد سليمان الحاج رئيسا لبلدية عيات وعلي حسن باكيش نائبا للرئيس. - علاء الدين الاحمد عثمان المرعبي رئيسا لبلدية عيون الغزلان وفضل الله احمد عبد اللطيف نائبا للرئييس. - حمزات يوسف سليمان رئيسا لبلدية عين الزيت وجوزف محمد المحمد نائبا للرئيس. - وليد مالك قاسم رئيسا لبلدية عمار البايكات وعاطف أسعد محمود برهان نائبا للرئيس. - ربيع الياس المكاري رئيسا لبلدية ضهر الليسينة وميلاد نقولا ابراهيم نائبا للرئيس. - غسان ابراهيم تامر رئيسا لبلدية سيسوق وميلاد يوسف الراعي نائبا للرئيس. - جوزيف بطرس عيد الله رئيسا لبلدية سفينة الدريب واميل رزق الله عيس نائبا للرئيس. - علاء فايز الخليل رئيسا لبلدية شدرة ومايز عفيف طعمة نائبا للرئيس. (الوكالة الوطنية)

المرابطون في عيد التحرير: معادلة وطنية كبرى بنيت لبنة لبنة..
المرابطون في عيد التحرير: معادلة وطنية كبرى بنيت لبنة لبنة..

تيار اورغ

timeمنذ ساعة واحدة

  • تيار اورغ

المرابطون في عيد التحرير: معادلة وطنية كبرى بنيت لبنة لبنة..

أصدرت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين-المرابطون بمناسبة عيد المقاومة والتحرير البيان التالي: أولاً: يؤكد المرابطون أن يوم التحرير في ٢٥ أيار ٢٠٠٠، هو حتمية التاريخ والجغرافيا لنضال أهلنا اللبنانيين وتضحياتهم وإصرارهم على مقاومة العدو اليهودي التلمودي على امتداد عشرات السنين منذ ما قبل إعلان اليهود لوجود كيانهم على أرض فلسطين المحتلة في عام ١٩٤٨،بالدعم الفعلي المطلق من كل القوى الاستعمارية الاوروبية والامبريالية الاميركية، ومعركة المالكية وغيرها من الاشتباكات المباشرة التي خاضها الجيش اللبناني على أرض فلسطين،الا دليل على إصرار اللبنانيين على رفض هذا الكيان الغاصب الذي يهدد الوطن اللبناني بوجوديته كوطن. هذا التراكم النضالي الذي توّج بالصمود والتصدي ومعارك الشرف ضد اليهود عام ١٩٨٢ الذي خاضها المقاومون الفدائيون اللبنانيون والفلسطينيون، ومن ثم استمرار هذه المقاومة بكل فصائلها الوطنية الناصرية والبعث العربي والشيوعية واليسارية والقومية السورية والتي أدت إلى دحر العدوان عن معظم الأراضي اللبنانية وإعادة تموضعه فيما أسموه آنذاك بالشريط الحدودي. هنا تبرز قيمة مقاومة أهلنا في الجنوب بتسديد الضربات والعمليات العسكرية المنظمة التي قام بها رجال الله بقيادة سيد الشهداء السيد عباس الموسوي ومن بعده قائد المقاومة السيد حسن نصرالله في اللحظة التاريخية الذي أرادها الله بوجود فخامة الرئيس العماد اميل لحود على رأس الجمهورية اللبنانية ودولة رئيس الحكومة سليم الحص، هذه المعادلة الوطنية الكبرى التي بُنيت لبنة لبنة بين الدولة اللبنانية الرسمية وجيشها الذي حمى المقاومة بعقيدته القتالية التي وضعها العماد لحود يوم كان قائداً للجيش اللبناني، والدم المقدس لشهداء المقاومة الابرار ورجال الجيش الوطني البواسل،هي التي حررت التراب اللبناني من رجس العدو اليهودي التلمودي. خرج لبنان الى العالم منتصراً قوياً بأبهى ظاهرة تاريخية في تاريخه المعاصر. ثانياً: إن التحرير ليس أقوالاً ولا شعارات ولا بيانات بل التحرير هو تحرير الارض والنفوس، وهذا هو الاهم تحرير الارادة الوطنية وحماية السلم والاستقرار لاهلنا اللبنانيين. نحن نستذكر قيمة هذا التحرير العظيم في عام ٢٠٠٠، واليوم نشعر بالأسى والحزن لما آلت إليه الاوضاع على الصعيد الداخلي اللبناني، ونكاد نصل إلى تأكيد المؤكد بأن الانتقام اليهودي الاميركي لهذا التحرير من وطننا لبنان كل لبنان، يجري اليوم على أرضنا في الجنوب الصامد وفي الداخل عودة خبيثة لاستهداف وحدة اللبنانيين مذهبياً وطائفياً. إن السعي لتنفيذ القرارين المشؤومين ١٥٥٩ و١٧٠١ بوسائل أخرى، غير المواجهة المباشرة العسكرية،يفرض فوضى اجتماعية اقتصادية سياسية مدمرة على امتداد الجغرافية اللبنانية،ينفذها فاسدون ومفسدون وفلول تتلطى بفيدارلية طائفية مذهبية، تكاد تطيح يوجودية لبنان الوطن، هذا الواقع الحالي لا يخدم الا العدو اليهودي التلمودي. ثالثاً: في ذكرى التحرير نحن ندعو الجميع على صعيد الوطن اللبناني الى وقفة مع الضمير واستعادة قيمة التحرير ليس عسكرياً وأمنياً فقط وإنما قيمته على صعيد بناء الوطن والمواطن. اليوم نؤكد أن كل ما تحقق من إنجازات وطنية ما كانت لتتحقق لولا هذا التحرير على الصعيد الداخلي اللبناني. ختاماً، نتوجه في يوم التحرير بأسمى آيات التقدير والمباركة إلى أبناء جيشنا الوطني اللبناني وقيادته وعلى رأسها العماد رودولف هيكل وإلى المقاومين أبناء أهلنا اللبنانيين الذين بهم نرفع رؤوسنا ونفتخر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store