logo
#

أحدث الأخبار مع #جونأفكينيدي

40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي
40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

Independent عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • Independent عربية

40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

لم يكن هذا المشهد شبيهاً بوصول "البيتلز" إلى مطار جون أف كينيدي في نيويورك. "أين كل الشباب الصاخبين الذين يصرخون عادة؟" تساءل جورج مايكل وهو يطالع قاعة الوصول في مطار بكين الدولي في أبريل (نيسان) من عام 1985، ليجد الصمت مطبقاً في فرع نادي "كلوب تروبيكانا" في شرق آسيا. وصلت فرقة "وام!" Wham! إلى الصين وهي في ذروة شهرتها، مع ذلك، وبدلاً من أن يشق عضواها طريقهما وسط جموع الفتيات الصارخات كما جرت العادة في كل مكان، استُقبل نجما البوب الشهيران، بعيونهما الواسعة وابتسامتيهما الساحرتين، بعدسات باردة: بضعة مصورين، قاعة مليئة بناظرين مذهولين، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين ببدلاتهم الرسمية. كان أحد مستقبليهم قد اصطحب طفله معه، فاقترب الصغير من أندرو ريدجلي، زميل جورج مايكل، مرتدياً زي جيش التحرير الشعبي الصيني، ليلتقط صورة على عجل، ثم فر راكضاً وكأنما رأى شبحاً. قال ريدجلي ضاحكاً: "أظن أنني أفزعته تماماً"، من دون أن يدرك أنه كان يعيش لحظة تجسدت فيها بصورة مصغّرة رمزية دخول أول فرقة بوب غربية إلى الصين، في جولة أقيمت قبل 40 عاماً. في آخر الفريق، كانت المغنية المرافقة جانيت موني واحدة من بين 11 موسيقياً ومرافقاً اصطحبوا جورج وأندرو إلى هذا الإقليم الجديد والغريب والمثقل بالإجراءات الرسمية. تقول اليوم لـ"اندبندنت": "لم نخض تجربة كهذه من قبل... في كل مكان ذهبنا إليه، كانت الجماهير تستقبلنا كنجوم، إلا في الصين. لم يكن لديهم أي تجربة سابقة مع ثقافة البوب الغربية. لا أعتقد أنهم عرفوا شيئاً عن ثقافة المعجبين المنتظرين عند أبواب المسارح أو ما شابه ذلك". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بحلول عام 1985، كان هذان الفتيان الساحران من مقاطعة هارتفوردشير البريطانية قد اجتاحا ما يقرب من 80 في المئة من خريطة العالم. جعلتهما أغنيات ناجحة مثل "يا أولاد الحيّ، انطلقوا!" (يونغ غانز) Young Guns (Go for It) و"فتيان سيئون" (باد بويز) Bad Boys نجمين لامعين بين ليلة وضحاها في سباقات القوائم البريطانية، أما ألبومهما الثاني الصادر عام 1984 بعنوان "حقق نجاحاً كبيراً" (مايك إت بيغ) Make It Big فقد كان اسماً على مسمى وحقق نبوءته. فقد تصدرت أغنيتا "أيقظني قبل مغادرتك" (وايك مي أب بيفور يو غو-غو) Wake Me Up Before You Go-Go و"همسات طائشة" (كارليس ويسبر) Careless Whisper القوائم على ضفتي الأطلسي، دافعتين بالألبوم نحو تحقيق مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة. وفي الصين، التي كانت لا تزال مغلقة إلى حد كبير أمام الموسيقى الغربية في مطلع الثمانينيات، كان حضورهما باهتاً. إلا أن عرضيهما الرياديين في الساحات الصينية خلال 10 أيام (علماً أن جان-ميشيل جار كان الغربي الوحيد الذي سبقهما إلى هناك عام 1981) جاءا بمثابة جولة تكريمية عالمية للفرقة، وأيضاً كتجربة ثقافية عابرة للحدود كسرت الحواجز وزرعت بذور الانفتاح في الأفق الصيني عقوداً تالية. لكن، خلف مشاهد الاستقبالات الدبلوماسية المهذبة، والمسرات المبهرة التي رافقتها تسريحات الشعر المبالغ فيها وألحان البوب الصاخبة، كانت الجولة تخوض في دوامة من القمع والمناورات السياسية والخوف المكشوف. كان تمويلها يأتي من الحكومات، بينما كانت كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والشرطة السرية الصينية تحاولان استغلالها لأغراض استخباراتية ودعائية. لكن ما السبب الحقيقي وراء غياب 1000 معجب يشدون شعورهم وهم يرقصون على إيقاعات فرقة "وام!" الجنونية في مطار بكين؟ ببساطة هو أن مدير الفرقة، سايمون نابير بيل، العقل المدبر ومنسق الرحلة، رفض أن يدفع للحكومة الصينية ثمن تزويدهم بالحشود. إن حصول الجولة أصلاً كان إلى حد كبير بفضل مناورات شخصية غامضة تُدعى "البروفيسور رولف". فحين أُوكلت إلى نابير-بيل عام 1983 مهمة جعل فرقة "وام!" الأشهر عالمياً في غضون 12 شهراً (وإلا فسيُفسخ عقد إدارتها)، تعهّد هو وشريكه في شركة التسجيلات "بيغ لايف" Big Life Management، جاز سمرز، باختراق السوق الصينية التي تضم 400 مليون شاب تراوح أعمارهم ما بين 14 و35 سنة. وخلال أول رحلة استكشافية له، أمضى نابير-بيل أياماً يتصل عشوائياً بوزراء في الحزب الشيوعي الصيني، ويدعوهم إلى الغداء لمناقشة الإمكانات الاستثمارية الضخمة لموسيقى البوب الغربية، من دون أن يحقق شيئاً. لكن على متن طائرة متجهة إلى اليابان، التقى رجلاً يُدعى "البروفيسور رولف"، قال إنه يملك علاقات داخل الحكومة الصينية ويمكنه المساعدة، وفق ما رواه نابير-بيل لمجلة "موجو" عام 2023. في زيارته التالية، وتحقيقاً لوعد البروفسور، استجاب أحد الوزراء الأقل رتبة لدعوة الغداء، ثم تلاه وزير آخر ثم آخر. ومع مرور الوقت، وجد نفسه في مأدبات غداء وعشاء مع أكثر من 140 من ممثلي الحكومة الصينية، بهدف تليين القيود الثقافية المشددة التي كانت تعترض دخول "وام!" إلى السوق الصينية. حتى إنه أعد منشورات تحتوي على قائمة بالعروض الفنية التي قد تستضيفها الصين لجسر الهوة بين الموسيقى الغربية والشرقية، وحرص على إضعاف فرص فرقة "كوين" من خلال تقديم فريدي ميركوري بأسلوب مبالغ فيه، بينما عرفهم على جورج مايكل في صورة أكثر نقاء وبراءةً. ومع ذلك، اعترضت السلطات الصينية على حركات مايكل الراقصة المثيرة، وأصرت على أن يتجنب أي تصرفات غير لائقة حتى لا يلوث نقاء روح شباب الأمة. وكان وزير الثقافة قد أصدر بياناً حازماً قبل العروض. قال مايكل في فيلم "وام! في الصين: أجواء أجنبية" Wham! in China: Foreign Skies المرافق للجولة: "لقد نصح [الوزير] الشباب الحاضرين بالذهاب إلى الحفل ومشاهدته، ولكن من دون أن يتعلموا منه... بدا قول شيء كهذا أمراً سخيفاً للغاية". في نهاية المطاف، كانت الصين بلداً لم يعتد على الأصوات المبهجة والحركات الماجنة التي كانت جزءاً من ثقافة الشباب العالمية. لم يُرخص لأماكن الرقص والنوادي الليلية إلا حديثاً، ولم يكن هناك أي سباقات للأغاني. كانت معظم المحطات الإذاعية الأجنبية محجوبة، وكان محبو موسيقى البوب الغربية يعامَلون بعنف. يقول كان ليجون الذي قدم الفرقة على المسرح: "في ذلك الوقت، إذا أردنا الاستماع إلى أغنيات البوب بكلمات مثل تلك، كان علينا القيام بذلك في السر... إذا ألقي القبض عليك، كانوا يأخذونك إلى مركز الشرطة ويحتجزونك طوال الليل. كان زمناً تسوده تابوهات كثيرة". بينما وصف لي شيزهونغ، وهو أحد المعجبين، تجربته بالقول: "كنت في الـ15 من عمري، لكن كان يفرض عليّ البقاء في المنزل بعد الساعة 8:30 مساء... في ذلك الوقت، إذا كنت تعزف على الغيتار في الشارع، كنت تعتبر فتى مشاغباً". ومن الطبيعي أن تصبح موسيقى البوب رمزاً لتصاعد التحدي بين شباب الصين المتمردين. قالت إحدى المعجبات واسمها روز تانغ، لصحيفة "واشنطن بوست"، قبل فترة وجيزة من أن تصبح إحدى القيادات الطلابية في احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989: "كنت أرقص على موسيقى [وام!] في حفلات الديسكو والروك السرية في مدرستي الفنية في تشونغتشينغ... كانت الموسيقى تؤدي دوراً كبيراً في تنمية روح التمرد لدينا". علاوة على ذلك، أصبح تنظيم الجولة معقداً بشكل متزايد، حيث أصرت الحكومة على أن يستخدم أعضاء الفرقة طاقماً محلياً مكوناً من 100 شخص بتكلفة باهظة، في حين حاولت وكالة الاستخبارات الأميركية تحويل الجولة إلى مهمة تجسس سرية. يقول نايبر بيل "لأننا كنا نتعامل مع هذا النظام المعزول، كانت وكالة الاستخبارات المركزية تضغط عليَّ، كانت تريد أن تدفع لي المال للعمل معها لكن من دون أن أخبر أحداً". على كل حال، رفض سايمون تلك العروض المريبة. يضيف: "تعرفت على عديد من أفراد الشرطة السرية الصينية، وكانوا أذكى بكثير". ما إن وصلت موني إلى الصين حتى تعرضت لصدمة ثقافية بقوة مليون فولت. تقول: "كان الأمر أشبه برحلة إلى الماضي... ما زال الجميع يتنقلون على الدراجات الهوائية ويرتدون سترات ماو [الشيوعية الصينية الزرقاء البسيطة]. كان كل شيء مختلفاً تماماً عما نراه اليوم". ومع وجود طاقم تصوير سينمائي ومجموعة من الصحافيين الدوليين المرافقين، خضعت تحركات فريق "وام!" لرقابة دقيقة. مُنعوا من التجول بحرية، وتراوحت رحلتهم بين جلسات عشاء رسمية، وزيارات لمواقع سياحية مثل سور الصين العظيم، وجولات تسوق خفيفة اشترى ريدجلي خلال إحداها سترة ماو ليرتديها على المسرح مع بدلته المصنوعة من قماش التارتان. تتذكر موني إحدى زياراتهم إلى السوق المحلية التي فتحت عينيها على عالم مختلف تماماً: "أذكر أنني كنت أقف أمام بسطة في السوق المفتوحة غطتها قطع من الحيوانات... كان بجانبي حوض ضخم خرج منه سمندل عملاق. ومرت سيدة حاملة ضفادع صغيرة معلقة ودجاجات حيّة داخل حقيبة مصنوعة من الخيوط. أشياء لا يمكن أن تراها في بلادنا أبداً". أما مدير الجولة جيك دانكن، فيقول إنهم أينما ذهبوا "كان أعضاء الفرقة وطاقم العمل يُستقبلون بمزيج غريب من التودد المفتعل والدهشة الثقافية". العرض الأول، الذي أقيم يوم السابع من أبريل في صالة "العمال الرياضية" في بكين التي تتسع لـ13 ألف شخص، لم يكن أقل غرابة. بينما كانت الفرقة تؤدي بحماستها المعهودة أغنيات مثل "نادي تروبيكانا" Club Tropicana و"أيقظني قبل مغادرتك" و"يا أولاد الحيّ، انطلقوا!"، ظل الجمهور مكبوتاً ومحاطاً بصفوف من رجال الشرطة، في مشهد من الهدوء المربك. تقول موني "كنت تشعر بالحماسة، لكنهم لم يعرفوا كيف يعبرون عنه حقاً". بينما يضيف ليجون: "لم يسبق أن شاهدنا شيئاً كهذا من قبل... كنا معتادين على رؤية الناس يتجمدون في وقفتهم بينما تؤدي الفرقة أغنياتها. كان كل الشباب مذهولين، وكان الجميع يربّتون بأقدامهم على الأرض. لكن بالطبع، لم تكن الشرطة سعيدة، وكانوا خائفين من اندلاع أعمال شغب". تبين لاحقاً أن جمهور بكين كان قد تلقى تعليمات صارمة بعدم مغادرة مقاعدهم طوال الحفل. يقول نابير بيل: "تصرفتُ بحماقة حين طلبتُ من فنان مساند، وهو راقص بريك دانس يدعى تريفور، أن ينزل إلى الجمهور ويشعل الحماس بينهم، مما أقلق الشرطة السرية... سارعت السلطات إلى بث إعلان يطالب الجميع بالبقاء جالسين". ولم يزد الأمر إلا سوءاً حين طلب المخرج ليندسي أندرسون، الذي كان يوثّق الجولة في فيلم، أن تُضاء الأنوار في القاعة لتصوير الجمهور، مما زادهم خجلاً وخوفاً من الانخراط في الأجواء، في بلد قد يُفسَّر فيه الفرح الصاخب كخروج عن الطاعة، بل وترددت أنباء عن قيام الشرطة بإخراج أحد الحضور الأكثر تفاعلاً من القاعة وضربه. كانت النتيجة أن ذلك الحفل صار من بين أصعب العروض التي قدّمتها "وام! "في تاريخها، إذ بينما كانت الدرجات العليا من المدرجات تضج بجمهور متحمس، ظلت المقاعد الأمامية المُنارة والمحاطة بالكاميرات جامدة بفعل الخوف. قال جورج مايكل في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1986: "كان الإحساس الأول هو الفشل... لم تكن ثمة طريقة للتواصل. وحين عرفنا لاحقاً ما الذي جرى في الكواليس، اجتاحتني موجة من الغضب". ولم يكن مايكل الوحيد الذي عانى التجربة، ففي الرحلة الجوية إلى مدينة كانتون، حيث كان من المقرر إقامة الحفل الثاني، تعرض عازف الترومبيت البرتغالي راؤول دي أوليفيرا لنوبة نفسية حادة، أخرج على أثرها سكيناً وطعن نفسه في البطن، بينما كانت المغنيتان المرافقتان بيبسي وشيرلي تصرخان مذعورتين إلى جانبه، ثم اندفع نحو قمرة القيادة محاولاً اقتحامها، مما دفع الطيار إلى القيام بمناورة طارئة للسيطرة عليه. واضطرت الطائرة إلى العودة موقتاً إلى بكين، حيث تم تسليمه للرعاية النفسية في أحد المرافق المحلية. تقول موني: "لقد كانت تجربة صادمة بالنسبة إلينا جميعاً... بشكل أساس لأننا اضطررنا إلى الهبوط بضع مرات في ظروف جوية سيئة مما زاد من التوتر، إضافة بالطبع إلى ما كان يمر به صديقنا". تسببت الحادثة في نشر الصحف المحلية عناوين مرعبة وأضافت كثيراً من الضغوط على الجولة. تتابع: "لم نكن نملك أي وسيلة للتواصل مع [عائلاتنا]... لم تكن هناك هواتف محمولة أو ما شابه ذلك حينها، فلم نتمكن من طمأنتهم أو إخبارهم بمكاننا أو بما حدث بعد تلك الحادثة في الطائرة، وبأن الجميع كانوا بخير". أما دي أوليفيرا، فقد نجا من الحادثة بجراح طفيفة، ولم يصب أي من أعضاء الفرقة بأذى. واختُتمت الجولة التي ضمت عرضين فقط بحفل ثانٍ أُقيم في مدينة كانتون الأكثر انفتاحاً وتأثراً بالثقافة الغربية وحضره ما يقارب 5 آلاف معجب، وسط أجواء أقل صرامة وأكثر تسامحاً. صرح أحد المعجبين لفريق تصوير الفيلم التوثيقي الذي يرأسه أندرسون قائلاً: "الآن وقد تبنت بلادنا سياسة الانفتاح، أصبحت لدينا فرصة لرؤية هذا النوع من العروض. نحن محظوظون للغاية". لكن على رغم ذلك، فإن الشرارة الثقافية التي كانت الجولة تأمل في إشعالها ما لبثت أن خمدت سريعاً، إذ لم تطأ قدم أي فرقة غربية كبرى أرض الصين مجدداً إلا بعد عقد كامل، حين أحيت فرقة "روكسيت" Roxette حفلاً هناك في منتصف التسعينيات. ومع أن الجولة أسدلت ستارتها سريعاً، إلا أنها بلا شك أيقظت الصين على البريق والإمكانات الكامنة في موسيقى البوب الغربية. ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأت المشاهد المحلية تزهر على خطى "وام!"، فانبثقت عروض موسيقى الكانتوبوب الصاخبة، وتحولت الساحات إلى مسارح نابضة بالحياة، وصار منظر الناس يرقصون ويعزفون الغيتار فوق الخشبة أشبه بكشف مذهل لعشرات الآلاف من المعجبين. يقول الكاتب الموسيقي وين هوانغ في حديثه لصحيفة "إنديانا تايمز" عام 2016: "في أوائل الثمانينيات، كانت أغاني البوب الآتية من هونغ كونغ تحظى بشعبية كبيرة في الصين القارية... لكن بعد حفلة 'وام!'، بدأ طلاب الجامعات والمشتغلون بالموسيقى ينظرون إلى موسيقى الروك أند رول باهتمام جديد". فبينما كانت الجولة تترك تموجات ثقافية خفيفة في الداخل الصيني، كانت تحدث موجات مد عملاقة في بقية أنحاء العالم. يقول دانكن: "تمكنت 'وام!' من تجاوز حفلات المسارح الصغيرة إلى عروض الاستادات الخارجية في أهم وأضخم أسواق الولايات المتحدة". أما نايبر بيل، فيرى أن الضجة العالمية التي رافقت الجولة كانت بمثابة فتيل تحديث الصين الشيوعية، ويقول في مقابلة مع موقع "ياهو": "عندما ذهبت 'وام!' إلى الصين، لم يكن أحد هناك يعلم بوجودهم، لكن العالم كله كان يتحدث عنهم... خلال الأعوام الـ10 التالية، تدفقت مليارات ومليارات الدولارات إلى الداخل. يمكن القول إن بكين الحديثة شُيّدت حقاً بأموال تلك الموجة". بطبيعة الحال، مر كل ذلك من أمام أعضاء الفرقة كما مرت تلك الإعلانات الصوتية فوق رؤوس معجبي "وام!" في الصين مطالبة إياهم بالجلوس والانضباط لكن من دون أن تؤثر فيهم. تقول موني: "كانت تجربة ثقافية لم يمر بها أحد من قبل... بدت وكأنها تجربة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها الإنسان في لحظتها".

نزاع المسموح والمحظور... قصة قانون كينيدي
نزاع المسموح والمحظور... قصة قانون كينيدي

Independent عربية

time٢٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

نزاع المسموح والمحظور... قصة قانون كينيدي

أدى اغتيال الرئيس جون كينيدي في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1963 إلى زلزال سياسي واجتماعي في الولايات المتحدة، وأثار موجة من الشكوك وعدم الثقة في الحكومة الأميركية، وعقوداً ظلت الوثائق المرتبطة بالحادثة طي الكتمان، مما عزز نظريات المؤامرة والمطالبات بالكشف عن السجلات الحكومية، وقد تساءل كثير من المواطنين والصحافيين عن مدى تورط أجهزة الاستخبارات والمؤسسات الأمنية في الحادثة، بخاصة بعد تقارير متضاربة من وكالات التحقيق الرسمية. استجابة لهذا الضغط الشعبي الهائل، أصدر الكونغرس الأميركي ما يعرف بقانون سجلات اغتيال جون كينيدي (JFK Act) عام 1992، الذي كان يهدف إلى تعزيز الشفافية وتمكين الجمهور من الاطلاع على وثائق الاغتيال. وقد عكس هذا القانون إدراك الحكومة أهمية الشفافية في استعادة ثقة المواطنين، لكنه أيضاً أبرز الصعوبات المتأصلة في موازنة الإفصاح عن المعلومات مع متطلبات الأمن القومي. مطالبات بالشفافية قبل إصدار القانون، أجرت لجان عدة تحقيقات حول الاغتيال، منها لجنة وارن التي تشكلت عام 1964 وخلصت إلى أن المدعو لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده، ولجنة مجلس النواب المختارة حول الاغتيالات عام 1976، التي أشارت إلى احتمال وجود مؤامرة أوسع، مع ذلك بقي كثير من الوثائق سرياً بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وحماية المصادر الاستخباراتية. أدى هذا الغموض المستمر إلى تزايد نظريات المؤامرة، إذ اعتقد البعض أن أجهزة الاستخبارات مثل وكالة الاستخبارات المركزية أو مكتب التحقيقات الفيدرالي أو حتى الجيش الأميركي قد تكون متورطة بطريقة أو بأخرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) تصاعد اهتمام العامة بالموضوع بصورة كبيرة بعد صدور فيلم "جون أف كينيدي" (JFK) للمخرج أوليفر ستون عام 1991، الذي طرح سردية مشككة في الرواية الرسمية، وأشار إلى تلاعب محتمل في الأدلة والشهادات، دفعت هذه الضغوط الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات تشريعية تلزم الكشف عن السجلات، مما أدى إلى إقرار قانون سجلات اغتيال جون كينيدي. مرر القانون بالإجماع في الكونغرس ووقعه الرئيس جورج بوش الأب ليصبح نافذاً اعتباراً من الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1992، أنشأ القانون مجلس مراجعة سجلات الاغتيال، وهو هيئة مستقلة منحت صلاحيات مراجعة الوثائق السرية واتخاذ قرارات في شأن نشرها. وبموجب القانون، كان يفترض الكشف عن جميع الوثائق المتعلقة باغتيال كينيدي ما لم تكن هناك أسباب مقنعة لحجبها، مثل المساس بالأمن القومي أو الخصوصية. وقد ألزم القانون الوكالات الفيدرالية، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي والبنتاغون بمراجعة ونشر الوثائق ذات الصلة، ونتيجة لذلك أُفرج عن آلاف الصفحات من الوثائق التي ألقت الضوء على جوانب مختلفة من التحقيقات السابقة، بما في ذلك تقارير عن تحركات أوزوالد قبل الاغتيال، ومراقبته من قبل الاستخبارات، والاتصالات التي أجراها مع دبلوماسيين كوبيين وسوفيات. عقبات وتحديات على رغم أن قانون سجلات اغتيال جون كينيدي كان خطوة كبيرة نحو الشفافية، فإن التنفيذ واجه تحديات عدة، أولها المقاومة البيروقراطية، حين رفضت بعض الجهات مثل وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الإفراج عن بعض السجلات، بدعوى أنها تحوي معلومات حساسة قد تؤثر في الأمن القومي أو تكشف عن مصادر وأساليب استخباراتية لا تزال مستخدمة. كذلك كانت التأجيلات المتكررة عقبة أخرى في وجه القانون، إذ انتهت فترة عمل مجلس مراجعة سجلات الاغتيال خلال عام 1998، لكن لم يفُرج عن جميع الوثائق حينها، وفي عامي 2017 و2021 أُجل نشر بعض السجلات بأوامر رئاسية، مع تبريرات تتعلق بالأمن القومي والتأثيرات الدبلوماسية المحتملة. كما أن تعديل الوثائق شكل تحدياً حين أُفرج عن بعض الوثائق ولكن بعد تنقيح أجزاء منها، مما أثار تساؤلات حول استمرار حجب المعلومات الحساسة، وما إذا كان التعديل قد تم لحماية أفراد معينين أو مؤسسات معينة. وأخيراً لعب الضغط السياسي دوراً مهماً حين ظلت هناك ضغوط من جماعات بحثية ونشطاء مدافعين عن الشفافية يطالبون بالكشف الكامل عن السجلات، مما وضع الإدارات الرئاسية المتعاقبة في موقف معقد بين التزام الشفافية وحماية مصالح الدولة. أسهم قانون سجلات اغتيال جون كينيدي في تعزيز ثقافة الإفصاح داخل الحكومة الأميركية، إذ أصبح نموذجاً لقوانين الشفافية المستقبلية، ويمكن مقارنة تأثيره بقانون حرية المعلومات الذي مُرر عام 1966، وأتاح للجمهور الوصول إلى الوثائق الحكومية غير السرية، لكن الفارق الأساس هو أن قانون حرية المعلومات يتطلب من الأفراد تقديم طلبات للحصول على المعلومات، بينما فرض قانون سجلات اغتيال جون كينيدي الكشف التلقائي عن وثائق محددة من دون الحاجة إلى تقديم طلبات. ما لم يكشف عنه وعلى غرار قانون سجلات اغتيال جون كينيدي أدى قانون الوثائق الرئاسية لعام 1978 إلى تعزيز الشفافية من خلال فرض متطلبات أرشفة وإتاحة السجلات الرئاسية، لكنه لم يفرض الكشف الإلزامي عن الوثائق الأمنية الحساسة كما فعل قانون سجلات اغتيال جون كينيدي. من ناحية أخرى يمكن مقارنة تأثيره أيضاً بقانون لجنة 9/11 الذي أقر في 2004، ودفع إلى الإفراج عن وثائق التحقيق في هجمات الـ11 من سبتمبر (أيلول)، لكنه واجه عقبات مماثلة تتعلق بالحجب الجزئي والتأجيلات. إضافة إلى ذلك عزز قانون سجلات اغتيال جون كينيدي دور الأرشيف الوطني الأميركي في إدارة الوثائق السرية وإتاحتها للجمهور، مما جعل عملية الكشف عن المعلومات أكثر مؤسساتية وتنظيماً، كذلك كشف القانون عن آلاف الوثائق التي كانت محجوبة عقوداً، مما أتاح للباحثين فهماً أوسع لما حدث عام 1963. يعد هذا القانون مثالاً مهماً على كيفية استجابة الحكومات لمطالب الشفافية، لكنه يسلط الضوء أيضاً على الصعوبات التي تواجه الكشف عن المعلومات الحساسة، وبينما حقق القانون نجاحات بارزة في توفير قدر من الشفافية، فإن التحدي المستمر يتمثل في تحقيق التوازن بين الإفصاح عن المعلومات وحماية الأمن القومي، وحتى اليوم لا تزال هناك تساؤلات عالقة حول ما لم يكشف عنه بعد.

هبوط طائرة أميركية في روما إثر تهديد بوجود قنبلة
هبوط طائرة أميركية في روما إثر تهديد بوجود قنبلة

Independent عربية

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • Independent عربية

هبوط طائرة أميركية في روما إثر تهديد بوجود قنبلة

أفاد متحدث باسم مطار روما أنه تم تحويل مسار رحلة جوية تابعة لشركة الطيران الأميركية "أميركان إيرلاينز" ظهر الأحد إلى روما خلال توجهها إلى نيودلهي بسبب ورود تهديد بوجود قنبلة. ولم تقدم شركة الطيران الأميركية في بيان لها أي تفاصيل عن طبيعة ما وصفته بأنه "خطر أمني محتمل" في الرحلة التي كانت تقل 199 راكباً بالإضافة إلى الطاقم. وقد رافقت الطائرة قبل هبوطها في مطار فيوميتشينو، طائرتان مقاتلتان إيطاليتان. وقالت إن "الطائرة هبطت بسلام في مطار روما وقامت سلطات إنفاذ القانون بتفتيشها ومنحها الإذن بالمغادرة مجدداً". وقال ماهيش كومار، المستشار في مجال المعلوماتية وأحد ركاب الرحلة، إن قائد الطائرة أعلن تحويل المسار إلى روما لـ"أسباب أمنية" قبل نحو ثلاث ساعات من الهبوط. وأضاف كومار "طلبوا منا الجلوس وعدم التجول بينما كانت طائرات مقاتلة تحلق بالقرب منا"، مشيراً إلى أن الشرطة الإيطالية رافقت الركاب للخضوع لفحص أمني في المطار بعد الهبوط. وأقلعت الرحلة من مطار جون أف كينيدي الدولي في نيويورك السبت قرابة الساعة 8:11 مساء بالتوقيت المحلي (01:11 توقيت غرينتش الأحد)، وفقاً لموقع تتبع الرحلات الجوية "فلايت أوير". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأظهر الموقع الإلكتروني أن الطائرة غيرت مسارها بشكل كبير أثناء تحليقها فوق بحر قزوين. وقال مسؤول في شركة الطيران الأميركية إن الطائرة هبطت في روما بسبب شروط بروتوكول المطارات الهندية. وأضاف المسؤول الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته "خلصنا إلى أن المشكلة المحتملة ليست ذات مصداقية، ولكن وفقاً لبروتوكول مطار نيودلهي، كان مطلوباً إجراء تفتيش قبل الهبوط هناك". وتابع "ستبقى الطائرة في مطار روما طوال الليل للسماح للطاقم بأخذ الراحة اللازمة قبل مواصلة طريقها إلى مطار نيودلهي في أقرب وقت ممكن". ولفت متحدث باسم مطار روما إلى أن عمليات المطار لم تتأثر بالحادث. وأكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية "أف إيه إيه" أن الطائرة هبطت بسلام "بعدما أبلغ الطاقم عن مشكلة أمنية". وتعد "أميركان إيرلاينز" من أكبر شركات الطيران في الولايات المتحدة، ويقع مقرها الرئيسي في فورت وورث في تكساس. وتسير الشركة رحلات إلى أكثر من 60 دولة، وفق موقعها على الإنترنت.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store