logo
40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

40 عاما على اختراق "وام!" وموسيقى البوب الجدار الصيني الشيوعي

Independent عربية١٠-٠٥-٢٠٢٥

لم يكن هذا المشهد شبيهاً بوصول "البيتلز" إلى مطار جون أف كينيدي في نيويورك. "أين كل الشباب الصاخبين الذين يصرخون عادة؟" تساءل جورج مايكل وهو يطالع قاعة الوصول في مطار بكين الدولي في أبريل (نيسان) من عام 1985، ليجد الصمت مطبقاً في فرع نادي "كلوب تروبيكانا" في شرق آسيا.
وصلت فرقة "وام!" Wham! إلى الصين وهي في ذروة شهرتها، مع ذلك، وبدلاً من أن يشق عضواها طريقهما وسط جموع الفتيات الصارخات كما جرت العادة في كل مكان، استُقبل نجما البوب الشهيران، بعيونهما الواسعة وابتسامتيهما الساحرتين، بعدسات باردة: بضعة مصورين، قاعة مليئة بناظرين مذهولين، ومجموعة من المسؤولين الحكوميين ببدلاتهم الرسمية.
كان أحد مستقبليهم قد اصطحب طفله معه، فاقترب الصغير من أندرو ريدجلي، زميل جورج مايكل، مرتدياً زي جيش التحرير الشعبي الصيني، ليلتقط صورة على عجل، ثم فر راكضاً وكأنما رأى شبحاً. قال ريدجلي ضاحكاً: "أظن أنني أفزعته تماماً"، من دون أن يدرك أنه كان يعيش لحظة تجسدت فيها بصورة مصغّرة رمزية دخول أول فرقة بوب غربية إلى الصين، في جولة أقيمت قبل 40 عاماً.
في آخر الفريق، كانت المغنية المرافقة جانيت موني واحدة من بين 11 موسيقياً ومرافقاً اصطحبوا جورج وأندرو إلى هذا الإقليم الجديد والغريب والمثقل بالإجراءات الرسمية. تقول اليوم لـ"اندبندنت": "لم نخض تجربة كهذه من قبل... في كل مكان ذهبنا إليه، كانت الجماهير تستقبلنا كنجوم، إلا في الصين. لم يكن لديهم أي تجربة سابقة مع ثقافة البوب الغربية. لا أعتقد أنهم عرفوا شيئاً عن ثقافة المعجبين المنتظرين عند أبواب المسارح أو ما شابه ذلك".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بحلول عام 1985، كان هذان الفتيان الساحران من مقاطعة هارتفوردشير البريطانية قد اجتاحا ما يقرب من 80 في المئة من خريطة العالم. جعلتهما أغنيات ناجحة مثل "يا أولاد الحيّ، انطلقوا!" (يونغ غانز) Young Guns (Go for It) و"فتيان سيئون" (باد بويز) Bad Boys نجمين لامعين بين ليلة وضحاها في سباقات القوائم البريطانية، أما ألبومهما الثاني الصادر عام 1984 بعنوان "حقق نجاحاً كبيراً" (مايك إت بيغ) Make It Big فقد كان اسماً على مسمى وحقق نبوءته. فقد تصدرت أغنيتا "أيقظني قبل مغادرتك" (وايك مي أب بيفور يو غو-غو) Wake Me Up Before You Go-Go و"همسات طائشة" (كارليس ويسبر) Careless Whisper القوائم على ضفتي الأطلسي، دافعتين بالألبوم نحو تحقيق مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة.
وفي الصين، التي كانت لا تزال مغلقة إلى حد كبير أمام الموسيقى الغربية في مطلع الثمانينيات، كان حضورهما باهتاً. إلا أن عرضيهما الرياديين في الساحات الصينية خلال 10 أيام (علماً أن جان-ميشيل جار كان الغربي الوحيد الذي سبقهما إلى هناك عام 1981) جاءا بمثابة جولة تكريمية عالمية للفرقة، وأيضاً كتجربة ثقافية عابرة للحدود كسرت الحواجز وزرعت بذور الانفتاح في الأفق الصيني عقوداً تالية.
لكن، خلف مشاهد الاستقبالات الدبلوماسية المهذبة، والمسرات المبهرة التي رافقتها تسريحات الشعر المبالغ فيها وألحان البوب الصاخبة، كانت الجولة تخوض في دوامة من القمع والمناورات السياسية والخوف المكشوف. كان تمويلها يأتي من الحكومات، بينما كانت كل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) والشرطة السرية الصينية تحاولان استغلالها لأغراض استخباراتية ودعائية.
لكن ما السبب الحقيقي وراء غياب 1000 معجب يشدون شعورهم وهم يرقصون على إيقاعات فرقة "وام!" الجنونية في مطار بكين؟ ببساطة هو أن مدير الفرقة، سايمون نابير بيل، العقل المدبر ومنسق الرحلة، رفض أن يدفع للحكومة الصينية ثمن تزويدهم بالحشود.
إن حصول الجولة أصلاً كان إلى حد كبير بفضل مناورات شخصية غامضة تُدعى "البروفيسور رولف". فحين أُوكلت إلى نابير-بيل عام 1983 مهمة جعل فرقة "وام!" الأشهر عالمياً في غضون 12 شهراً (وإلا فسيُفسخ عقد إدارتها)، تعهّد هو وشريكه في شركة التسجيلات "بيغ لايف" Big Life Management، جاز سمرز، باختراق السوق الصينية التي تضم 400 مليون شاب تراوح أعمارهم ما بين 14 و35 سنة. وخلال أول رحلة استكشافية له، أمضى نابير-بيل أياماً يتصل عشوائياً بوزراء في الحزب الشيوعي الصيني، ويدعوهم إلى الغداء لمناقشة الإمكانات الاستثمارية الضخمة لموسيقى البوب الغربية، من دون أن يحقق شيئاً. لكن على متن طائرة متجهة إلى اليابان، التقى رجلاً يُدعى "البروفيسور رولف"، قال إنه يملك علاقات داخل الحكومة الصينية ويمكنه المساعدة، وفق ما رواه نابير-بيل لمجلة "موجو" عام 2023.
في زيارته التالية، وتحقيقاً لوعد البروفسور، استجاب أحد الوزراء الأقل رتبة لدعوة الغداء، ثم تلاه وزير آخر ثم آخر. ومع مرور الوقت، وجد نفسه في مأدبات غداء وعشاء مع أكثر من 140 من ممثلي الحكومة الصينية، بهدف تليين القيود الثقافية المشددة التي كانت تعترض دخول "وام!" إلى السوق الصينية. حتى إنه أعد منشورات تحتوي على قائمة بالعروض الفنية التي قد تستضيفها الصين لجسر الهوة بين الموسيقى الغربية والشرقية، وحرص على إضعاف فرص فرقة "كوين" من خلال تقديم فريدي ميركوري بأسلوب مبالغ فيه، بينما عرفهم على جورج مايكل في صورة أكثر نقاء وبراءةً.
ومع ذلك، اعترضت السلطات الصينية على حركات مايكل الراقصة المثيرة، وأصرت على أن يتجنب أي تصرفات غير لائقة حتى لا يلوث نقاء روح شباب الأمة. وكان وزير الثقافة قد أصدر بياناً حازماً قبل العروض. قال مايكل في فيلم "وام! في الصين: أجواء أجنبية" Wham! in China: Foreign Skies المرافق للجولة: "لقد نصح [الوزير] الشباب الحاضرين بالذهاب إلى الحفل ومشاهدته، ولكن من دون أن يتعلموا منه... بدا قول شيء كهذا أمراً سخيفاً للغاية".
في نهاية المطاف، كانت الصين بلداً لم يعتد على الأصوات المبهجة والحركات الماجنة التي كانت جزءاً من ثقافة الشباب العالمية. لم يُرخص لأماكن الرقص والنوادي الليلية إلا حديثاً، ولم يكن هناك أي سباقات للأغاني. كانت معظم المحطات الإذاعية الأجنبية محجوبة، وكان محبو موسيقى البوب الغربية يعامَلون بعنف. يقول كان ليجون الذي قدم الفرقة على المسرح: "في ذلك الوقت، إذا أردنا الاستماع إلى أغنيات البوب بكلمات مثل تلك، كان علينا القيام بذلك في السر... إذا ألقي القبض عليك، كانوا يأخذونك إلى مركز الشرطة ويحتجزونك طوال الليل. كان زمناً تسوده تابوهات كثيرة".
بينما وصف لي شيزهونغ، وهو أحد المعجبين، تجربته بالقول: "كنت في الـ15 من عمري، لكن كان يفرض عليّ البقاء في المنزل بعد الساعة 8:30 مساء... في ذلك الوقت، إذا كنت تعزف على الغيتار في الشارع، كنت تعتبر فتى مشاغباً". ومن الطبيعي أن تصبح موسيقى البوب رمزاً لتصاعد التحدي بين شباب الصين المتمردين. قالت إحدى المعجبات واسمها روز تانغ، لصحيفة "واشنطن بوست"، قبل فترة وجيزة من أن تصبح إحدى القيادات الطلابية في احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989: "كنت أرقص على موسيقى [وام!] في حفلات الديسكو والروك السرية في مدرستي الفنية في تشونغتشينغ... كانت الموسيقى تؤدي دوراً كبيراً في تنمية روح التمرد لدينا".
علاوة على ذلك، أصبح تنظيم الجولة معقداً بشكل متزايد، حيث أصرت الحكومة على أن يستخدم أعضاء الفرقة طاقماً محلياً مكوناً من 100 شخص بتكلفة باهظة، في حين حاولت وكالة الاستخبارات الأميركية تحويل الجولة إلى مهمة تجسس سرية.
يقول نايبر بيل "لأننا كنا نتعامل مع هذا النظام المعزول، كانت وكالة الاستخبارات المركزية تضغط عليَّ، كانت تريد أن تدفع لي المال للعمل معها لكن من دون أن أخبر أحداً". على كل حال، رفض سايمون تلك العروض المريبة. يضيف: "تعرفت على عديد من أفراد الشرطة السرية الصينية، وكانوا أذكى بكثير".
ما إن وصلت موني إلى الصين حتى تعرضت لصدمة ثقافية بقوة مليون فولت. تقول: "كان الأمر أشبه برحلة إلى الماضي... ما زال الجميع يتنقلون على الدراجات الهوائية ويرتدون سترات ماو [الشيوعية الصينية الزرقاء البسيطة]. كان كل شيء مختلفاً تماماً عما نراه اليوم".
ومع وجود طاقم تصوير سينمائي ومجموعة من الصحافيين الدوليين المرافقين، خضعت تحركات فريق "وام!" لرقابة دقيقة. مُنعوا من التجول بحرية، وتراوحت رحلتهم بين جلسات عشاء رسمية، وزيارات لمواقع سياحية مثل سور الصين العظيم، وجولات تسوق خفيفة اشترى ريدجلي خلال إحداها سترة ماو ليرتديها على المسرح مع بدلته المصنوعة من قماش التارتان.
تتذكر موني إحدى زياراتهم إلى السوق المحلية التي فتحت عينيها على عالم مختلف تماماً: "أذكر أنني كنت أقف أمام بسطة في السوق المفتوحة غطتها قطع من الحيوانات... كان بجانبي حوض ضخم خرج منه سمندل عملاق. ومرت سيدة حاملة ضفادع صغيرة معلقة ودجاجات حيّة داخل حقيبة مصنوعة من الخيوط. أشياء لا يمكن أن تراها في بلادنا أبداً".
أما مدير الجولة جيك دانكن، فيقول إنهم أينما ذهبوا "كان أعضاء الفرقة وطاقم العمل يُستقبلون بمزيج غريب من التودد المفتعل والدهشة الثقافية". العرض الأول، الذي أقيم يوم السابع من أبريل في صالة "العمال الرياضية" في بكين التي تتسع لـ13 ألف شخص، لم يكن أقل غرابة. بينما كانت الفرقة تؤدي بحماستها المعهودة أغنيات مثل "نادي تروبيكانا" Club Tropicana و"أيقظني قبل مغادرتك" و"يا أولاد الحيّ، انطلقوا!"، ظل الجمهور مكبوتاً ومحاطاً بصفوف من رجال الشرطة، في مشهد من الهدوء المربك.
تقول موني "كنت تشعر بالحماسة، لكنهم لم يعرفوا كيف يعبرون عنه حقاً". بينما يضيف ليجون: "لم يسبق أن شاهدنا شيئاً كهذا من قبل... كنا معتادين على رؤية الناس يتجمدون في وقفتهم بينما تؤدي الفرقة أغنياتها. كان كل الشباب مذهولين، وكان الجميع يربّتون بأقدامهم على الأرض. لكن بالطبع، لم تكن الشرطة سعيدة، وكانوا خائفين من اندلاع أعمال شغب".
تبين لاحقاً أن جمهور بكين كان قد تلقى تعليمات صارمة بعدم مغادرة مقاعدهم طوال الحفل. يقول نابير بيل: "تصرفتُ بحماقة حين طلبتُ من فنان مساند، وهو راقص بريك دانس يدعى تريفور، أن ينزل إلى الجمهور ويشعل الحماس بينهم، مما أقلق الشرطة السرية... سارعت السلطات إلى بث إعلان يطالب الجميع بالبقاء جالسين". ولم يزد الأمر إلا سوءاً حين طلب المخرج ليندسي أندرسون، الذي كان يوثّق الجولة في فيلم، أن تُضاء الأنوار في القاعة لتصوير الجمهور، مما زادهم خجلاً وخوفاً من الانخراط في الأجواء، في بلد قد يُفسَّر فيه الفرح الصاخب كخروج عن الطاعة، بل وترددت أنباء عن قيام الشرطة بإخراج أحد الحضور الأكثر تفاعلاً من القاعة وضربه.
كانت النتيجة أن ذلك الحفل صار من بين أصعب العروض التي قدّمتها "وام! "في تاريخها، إذ بينما كانت الدرجات العليا من المدرجات تضج بجمهور متحمس، ظلت المقاعد الأمامية المُنارة والمحاطة بالكاميرات جامدة بفعل الخوف. قال جورج مايكل في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1986: "كان الإحساس الأول هو الفشل... لم تكن ثمة طريقة للتواصل. وحين عرفنا لاحقاً ما الذي جرى في الكواليس، اجتاحتني موجة من الغضب".
ولم يكن مايكل الوحيد الذي عانى التجربة، ففي الرحلة الجوية إلى مدينة كانتون، حيث كان من المقرر إقامة الحفل الثاني، تعرض عازف الترومبيت البرتغالي راؤول دي أوليفيرا لنوبة نفسية حادة، أخرج على أثرها سكيناً وطعن نفسه في البطن، بينما كانت المغنيتان المرافقتان بيبسي وشيرلي تصرخان مذعورتين إلى جانبه، ثم اندفع نحو قمرة القيادة محاولاً اقتحامها، مما دفع الطيار إلى القيام بمناورة طارئة للسيطرة عليه. واضطرت الطائرة إلى العودة موقتاً إلى بكين، حيث تم تسليمه للرعاية النفسية في أحد المرافق المحلية.
تقول موني: "لقد كانت تجربة صادمة بالنسبة إلينا جميعاً... بشكل أساس لأننا اضطررنا إلى الهبوط بضع مرات في ظروف جوية سيئة مما زاد من التوتر، إضافة بالطبع إلى ما كان يمر به صديقنا". تسببت الحادثة في نشر الصحف المحلية عناوين مرعبة وأضافت كثيراً من الضغوط على الجولة. تتابع: "لم نكن نملك أي وسيلة للتواصل مع [عائلاتنا]... لم تكن هناك هواتف محمولة أو ما شابه ذلك حينها، فلم نتمكن من طمأنتهم أو إخبارهم بمكاننا أو بما حدث بعد تلك الحادثة في الطائرة، وبأن الجميع كانوا بخير".
أما دي أوليفيرا، فقد نجا من الحادثة بجراح طفيفة، ولم يصب أي من أعضاء الفرقة بأذى. واختُتمت الجولة التي ضمت عرضين فقط بحفل ثانٍ أُقيم في مدينة كانتون الأكثر انفتاحاً وتأثراً بالثقافة الغربية وحضره ما يقارب 5 آلاف معجب، وسط أجواء أقل صرامة وأكثر تسامحاً. صرح أحد المعجبين لفريق تصوير الفيلم التوثيقي الذي يرأسه أندرسون قائلاً: "الآن وقد تبنت بلادنا سياسة الانفتاح، أصبحت لدينا فرصة لرؤية هذا النوع من العروض. نحن محظوظون للغاية".
لكن على رغم ذلك، فإن الشرارة الثقافية التي كانت الجولة تأمل في إشعالها ما لبثت أن خمدت سريعاً، إذ لم تطأ قدم أي فرقة غربية كبرى أرض الصين مجدداً إلا بعد عقد كامل، حين أحيت فرقة "روكسيت" Roxette حفلاً هناك في منتصف التسعينيات.
ومع أن الجولة أسدلت ستارتها سريعاً، إلا أنها بلا شك أيقظت الصين على البريق والإمكانات الكامنة في موسيقى البوب الغربية. ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، بدأت المشاهد المحلية تزهر على خطى "وام!"، فانبثقت عروض موسيقى الكانتوبوب الصاخبة، وتحولت الساحات إلى مسارح نابضة بالحياة، وصار منظر الناس يرقصون ويعزفون الغيتار فوق الخشبة أشبه بكشف مذهل لعشرات الآلاف من المعجبين. يقول الكاتب الموسيقي وين هوانغ في حديثه لصحيفة "إنديانا تايمز" عام 2016: "في أوائل الثمانينيات، كانت أغاني البوب الآتية من هونغ كونغ تحظى بشعبية كبيرة في الصين القارية... لكن بعد حفلة 'وام!'، بدأ طلاب الجامعات والمشتغلون بالموسيقى ينظرون إلى موسيقى الروك أند رول باهتمام جديد".
فبينما كانت الجولة تترك تموجات ثقافية خفيفة في الداخل الصيني، كانت تحدث موجات مد عملاقة في بقية أنحاء العالم. يقول دانكن: "تمكنت 'وام!' من تجاوز حفلات المسارح الصغيرة إلى عروض الاستادات الخارجية في أهم وأضخم أسواق الولايات المتحدة". أما نايبر بيل، فيرى أن الضجة العالمية التي رافقت الجولة كانت بمثابة فتيل تحديث الصين الشيوعية، ويقول في مقابلة مع موقع "ياهو": "عندما ذهبت 'وام!' إلى الصين، لم يكن أحد هناك يعلم بوجودهم، لكن العالم كله كان يتحدث عنهم... خلال الأعوام الـ10 التالية، تدفقت مليارات ومليارات الدولارات إلى الداخل. يمكن القول إن بكين الحديثة شُيّدت حقاً بأموال تلك الموجة".
بطبيعة الحال، مر كل ذلك من أمام أعضاء الفرقة كما مرت تلك الإعلانات الصوتية فوق رؤوس معجبي "وام!" في الصين مطالبة إياهم بالجلوس والانضباط لكن من دون أن تؤثر فيهم. تقول موني: "كانت تجربة ثقافية لم يمر بها أحد من قبل... بدت وكأنها تجربة تكاد تكون أكبر من أن يستوعبها الإنسان في لحظتها".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المخرج الإيراني سعيد روستايي يرد على منتقدي تصويره بإذن السلطات
المخرج الإيراني سعيد روستايي يرد على منتقدي تصويره بإذن السلطات

Independent عربية

timeمنذ 10 ساعات

  • Independent عربية

المخرج الإيراني سعيد روستايي يرد على منتقدي تصويره بإذن السلطات

عاد المخرج الإيراني سعيد روستايي إلى مسابقة مهرجان كان السينمائي بفيلم صوّر بموافقة سلطات طهران بعد ثلاثة أعوام من "برادران للا" (إخوة ليلى)، مشدداً في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية على أن "من المهم جداً" بالنسبة إليه أن يتمكن الناس في بلده من مشاهدة أفلامه. بعد مشاركته في مهرجان كان عام 2022، حُكم في إيران على المخرج البالغ 35 سنة بالسجن ستة أشهر، إضافة إلى منعه من العمل لمدة خمسة أعوام، لكن العقوبتين لم تُطبقا. وقال سعيد روستايي الذي رأى كثر من مواطنيه المقيمين قسراً خارج إيران أنه ساوم وتنازل بتصويره هذا الفيلم تحت سقف القوانين الصارمة لطهران، وفي مقدمها تلك المتعلقة بوضع الحجاب، "الأسوأ بالنسبة إلي هو عدم صنع أفلام". ويتناول فيلمه الدرامي العائلي "زن وبه"، بالإنكليزية "Woman and child" أي "امرأة وطفل"، الذي عُرض أمس الخميس، قصة مهناز، وهي أم في الـ40 تسعى إلى إعادة بناء حياتها، وقال روستايي "من المهم جداً بالنسبة إلي أن يشاهد الناس في بلدي أفلامي (لأنني) أعتقد أن السينما الإيرانية مصادرة إلى حد ما بواسطة أفلام كوميدية مبتذلة". الحاجة إلى صنع الأفلام روى المخرج أنه اضطر إلى طلب تصاريح للتصوير استغرق الاستحصال عليها "أكثر من ستة أشهر"، بسبب تغيير الحكومة. وشرح قائلاً "إذا كنت تُخرِج هذا النوع من الأفلام، ويتضمن مشاهد في مستشفى، أو في مؤسسات كبيرة مثل مدرسة، كيف يمكنك ذلك من دون تصاريح، بوجود معدات كبيرة، وعدد كبير من الممثلين الصامتين (الكومبارس)؟ في اليوم الأول، أو اليوم الثاني، كان سيتم إيقاف تصويرنا". وتابع، "أعتقد أن فائدتي تكمن في تصوير هذه القصص داخل إيران وأن أكون قادراً على عرضها في قاعات السينما". وإذ لاحظ أن "ثمة أشخاصاً يقررون عدم العمل وربما يكون لذلك تأثير أكبر"، قال "أنا رغبت دائماً في العمل لكنني أُجبرت على اتباع بعض القواعد". واندلعت حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في سبتمبر (أيلول) 2022 في إيران، بعد وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها بعد توقيفها بسبب مخالفتها قواعد وضع الحجاب، وأدى قمع السلطات هذه الانتفاضة إلى مقتل مئات واعتقال آلاف، وفقاً للمنظمات غير الحكومية. وعلّق روستايي بالقول، "الحجاب ليس خياراً لكثر منا، لكننا مجبرون عليه (لأن) ثمة أشخاصاً يتحكمون بنا ويمارسون ضغوطاً علينا"، وتوقع أن "تؤدي هذه الحركة في نهاية المطاف إلى شيء، لكن الأمر يتطلب الوقت" وأن "يلقى هذا الحجاب الإلزامي شيئاً فشيئاً مصير محظورات أخرى" لم تعد قائمة. وأضاف، "حتى ذلك الحين، يجب أن أصنع أفلامي" و"أحتاج إلى وقت، كمخرج شاب، لتعلم صنع الأفلام ربما بطريقة مختلفة"، ورأى أن أفلامه كانت لتتسم بقدر أكبر من الطبيعية و"الواقعية" لو لم تكن شخصياته النسائية تضع الحجاب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "لعبة الحكومة" لكنّ لآخرين رأياً مختلفاً، ومنهم مهشيد زماني من جمعية المخرجين المستقلين الإيرانيين التي تضم 300 عامل في القطاع يقيمون في المنفى، إذ قالت، "لا تهمني الرسالة التي ترسلها عندما تحصل على تصريح وتعرض النساء على الشاشة في منازلهن بالحجاب"، ورأت أن روستايي يلعب "لعبة الحكومة". وتنتزع الأفلام الإيرانية باستمرار جوائز في المهرجانات الدولية الكبرى، وتُصور بعض الأفلام بموافقة السلطات، مما يجبر مؤلفيها على التكيف مع قواعد الرقابة، لكنهم يتمكنون أحياناً من الالتفاف عليها. في المقابل، يختار بعض المخرجين تصوير أفلامهم سراً، على غرار جعفر بناهي الذي ينافس على السعفة الذهبية بفيلمه "It Was Just an Accident" (مجرد حادثة) الزاخر بالانتقادات للسلطات في طهران وصُوِّر من دون إذن ومن دون حجاب. واعتبر بناهي في كان أن "لا وصفة مطلقة" ليكون المرء مخرجاً في إيران، بل "كل شخص يجد طريقه الخاص"، وقال "ليست لدي نصيحة أقدمها". ولم يُعرَض في إيران مثلاً فيلم "دانه انجر مقدس"، أي "بذرة التين المقدس"، للمخرج الإيراني محمد رسولوف، على رغم فوزه العام الماضي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كان، واضطر مخرجه المحكوم عليه بالسجن لمدة ثمانية أعوام في إيران، إلى مغادرة بلده للعيش في المنفى، ومثله ثلاث من الممثلات الرئيسات في الفيلم.

قصص من الحرب إلى خشبة المسرح في لبنان
قصص من الحرب إلى خشبة المسرح في لبنان

Independent عربية

timeمنذ يوم واحد

  • Independent عربية

قصص من الحرب إلى خشبة المسرح في لبنان

بالتمثيل والرقص، تروي نساء على خشبة مسرح داخل بيروت معاناة عاملات أجنبيات عالقات في لبنان خلال الحرب المدمرة، التي استمرت أكثر من عام بين إسرائيل و"حزب الله". خلال المواجهة الدامية التي اضطرت مئات الآلاف إلى النزوح وحصدت آلاف القتلى ودمرت مناطق كاملة، استوقف مصير العاملات الأجنبيات مصمم الرقص والمخرج علي شحرور فحول قصصهن إلى عرض مسرحي بدأ مطلع مايو (أيار) الجاري. بعد بيروت، سيجول عرض "عندما رأيت البحر" مدناً في أوروبا مثل برلين ومارسيليا وهانوفر وسيعرض خلال مهرجان أفينيون للمسرح في فرنسا. ويقول شحرور (35 سنة) الذي يعمل في المسرح منذ 15 عاماً "ولد هذا المشروع في الحرب، كنا نتمرن ونجري لقاءات وأبحاثاً خلال الحرب"، ويضيف "أنا لا أعرف كيف أقاتل أو أحمل سلاحاً، أعرف فقط كيف أصنع الرقص، هذه هي الأداة الوحيدة التي أعرف كيف أقاوم بها". ممثلات خلال التدريبات على عرض "عندما رأيت البحر" في بيروت (أ ف ب) "المسرح أداة مقاومة" في "عندما رأيت البحر"، تروي ثلاث نساء إحداهن لبنانية لأم إثيوبية وأخريان إثيوبيتان قصصهن، التي تعكس معاناة العاملات الأجنبيات في بلد ترفع فيه منظمات حقوقية باستمرار الصوت للتنديد بانتهاكات عدة تطاول هذه الفئة. تستخدم النساء الكلمات والرقص والموسيقى وأغاني فولكلورية إثيوبية لنقل المعاناة بسبب الهجرة وسوء المعاملة والحرب، والهدف تكريم نساء مهاجرات شُردن خلال الحرب أو فارقن الحياة. خلال الحرب الأخيرة، لجأت مئات العاملات المهاجرات إلى ملاجئ استحدثتها جمعيات أهلية بعدما تخلت عنهن العائلات التي كن يعملن لديها، حين تركت بيوتها هرباً من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان وشرقه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما بقيت أخريات من دون مأوى فافترشن طرق بيروت من وسطها حتى البحر، هرباً من الموت. وكان آلاف اللبنانيين باتوا ليالي طويلة في الشوارع أيضاً. يقول شحرور إنه "كان ثمة إصرار" على إنجاز العرض، على رغم الرعب والحرب وصوت القصف المتواصل، مضيفاً "لقائي مع هؤلاء السيدات مدَّني بالقوة والطاقة لنستمر". ويكمل الشاب "المسرح أداة مقاومة لنوصل الصوت ونبقي القصص حية، قصص الذين غادروا ولم ينالوا العدالة التي يستحقونها". الانفصال والتباعد كذلك، هيمنت الحرب على عمل مسرحي للمخرجة والممثلة فاطمة بزي (32 سنة)، كانت استهلت العمل عليه قبل الحرب. وعلى رغم أنها أرغمت على مغادرة منزلها داخل الضاحية الجنوبية لبيروت إلى العراق تحت وطأة القصف خلال أشهر الحرب، فإن بزي أصرت بعد عودتها إلى لبنان إثر بدء تطبيق وقف إطلاق النار خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، على إنجاز عملها "ضيقة عليَّي" الذي عرض على مسرح زقاق في بيروت خلال مايو الجاري. في الأصل، تروي المسرحية قصة امرأة وعلاقتها مع زوجها الذكوري، لكن الحرب تفرض نفسها على العمل لتتحول إلى جزء من القصة. وفي لحظة، يبدو الممثلون الثلاثة وكأنما يؤدون مشهداً، يقطعه فجأة صوت القصف. يعود الممثلون إلى الواقع، يهرعون إلى هواتفهم ليعرفوا أين وقعت الغارة هذه المرة. وتقول بزي لوكالة الصحافة الفرنسية من مسرح زقاق خلال تدريبات على العمل "حاولنا التواصل عبر الفيديو، لكي نتحدث عن المسرحية عندما توقفنا لفترة طويلة" وكانت بزي في العراق، وتضيف "استغللنا هذا الأمر في العرض، أي فكرة الانفصال والتباعد". وسط ضغوط الحرب، تقول بزي إن العمل أتاح "لنا أن نقول الأشياء التي كنا نشعر بها والتي مررنا بها، كان بمثابة مهرب وعلاج". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "أولاد الحرب" تزخر المسارح اللبنانية أخيراً بعروض عديدة كان بعضها أرجئ بسبب الحرب، وأُنتجت بجهد ذاتي من ممثلين ومخرجين وفرق مسرحية أو بتمويل ودعم من مؤسسات أجنبية. وفاقمت الحرب العراقيل أمام الإنتاج المسرحي داخل لبنان في ظل غياب أي دعم رسمي، بينما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية متمادية منذ عام 2019. ويشرح عمر أبي عازار (41 سنة) مؤسس فرقة زقاق التي فتحت أبواب مسرحها لعرض بزي، "أجلنا مهرجاناً بأكمله نهاية العام الماضي بسبب الحرب، وكان يفترض أن تعرض خلاله أكثر من 40 مسرحية من لبنان والخارج"، ومن ضمنها عرض فاطمة بزي، و"الآن بدأنا نعود" تباعاً. وكان أبي عازار أخرج عرضاً خاصاً به مع فرقته بعنوان "ستوب كولينغ بيروت" (Stop Calling Beirut)، كان من المقرر أن يعرض أيضاً نهاية العام الماضي لكن أرجئ إلى مايو الجاري. ويروي العمل قصة فقدان أبي عازار شقيقه قبل أكثر من عقد من الزمن، ويعود من خلاله بالذاكرة إلى طفولتهما خلال الحرب الأهلية في بيروت (1975-1990). وولدت فرقة "زقاق" في حرب أخرى عاشها لبنان، هي "حرب تموز" (يوليو) 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل. ويقول أبي عازار "نحن أولاد الحرب، ولدنا وتربينا وكبرنا في قلب هذه الأزمات، وهذا ليس تحدياً بل هو واقعنا، وهذا الواقع لو أراد أن يشدنا للأسفل، لكان شدنا وطمرنا وقتلنا منذ زمن بعيد".

من السحر إلى السحالي: أغرب نظريات المؤامرة في عالم الموسيقى
من السحر إلى السحالي: أغرب نظريات المؤامرة في عالم الموسيقى

Independent عربية

timeمنذ 2 أيام

  • Independent عربية

من السحر إلى السحالي: أغرب نظريات المؤامرة في عالم الموسيقى

يمكن تتبّع أقدم نظريات المؤامرة إلى روما القديمة، حين ساد الاعتقاد بين الناس بأن الإمبراطور نيرون ادعى موته وهرب من مصيره. وربما يعتقد بعضهم بأن التطفل على الحياة الخاصة للمشاهير أمر طبيعي إلى حد ما، لكن أن تكون شخصية عامة عام 2025 فهو أكثر من ذلك بكثير - سواء كنت على قيد الحياة أو حتى في عداد الأموات، هناك دوماً جيل من المحققين الهواة، مسلحين بتطبيق "تيك توك"، يترصدونك ويصنعون سيناريوهات جامحة من خيالهم ويحللون كل شيء من كلمات أغانيك بالترتيب العكسي إلى حركات جسدك بحثاً عن إشارات خفية. أما أحدث النظريات التي تغزو الإنترنت، فتجاوزت كل حكايات الموت المزيف. إنها تدور حول الإشاعات التي تحيط بعلاقة المغنية سيلينا غوميز والعارضة هايلي بيبر زوجة حبيب سيلينا السابق نجم البوب جاستن بيبر. متحرّو ثقافة البوب على "تيك توك" توصلوا إلى نتيجة مذهلة: أن هايلي مارست نوعاً من السحر لتستبدل مصيرها بمصير سيلينا، وتسحب من حياتها كل ما هو جميل وتحتفظ به لنفسها. هل في هذا شيء من الحقيقة؟ بالطبع لا. ولهذا بالتحديد تسمى "نظريات مؤامرة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وصدقونا، هذه ليست إلا البداية. في السطور التالية، نستعرض أكثر نظريات المؤامرة جنوناً في عالم الموسيقى: من أين جاءت وكيف بدأت وإن كانت فيها ذرة من الحقيقة (تحذير: لا شيء منها يستند إلى الواقع). 10) تايلور سويفت وانتخابات الرئاسة الأميركية 2024 مع اشتعال حماسة الجمهور واقتراب الحمى الجماهيرية من ذروتها خلال نهائي السوبر بول الأميركي لعام 2024، وجدت تايلور سويفت نفسها، إلى جانب حبيبها ترافيس كيلس - نجم فريق كانساس سيتي تشيفز في قلب عاصفة من نظريات المؤامرة المتعددة التي روجت لها التيارات اليمينية. وتدحرجت إشاعات لا أساس لها من الصحة ككرة ثلج، تزعم أن نجمة البوب متورطة في عمليات نفسية تديرها وزارة الدفاع الأميركية، بل وصلت إلى حد الادعاء بأنها وكيلس طرفان في مؤامرة كبرى تهدف إلى إعادة انتخاب الرئيس حينها جو بايدن. وجرت تغذية هذه المزاعم السخيفة من قبل شخصيات بارزة في المشهد الإعلامي والسياسي، من ضمنها المرشح الجمهوري السابق للرئاسة فيفيك راماسوامي والناشطة السياسية لورا لومر ومقدمة البرامج في شبكة "ون أميركا نيوز" أليسون ستاينبرغ. وعلق حينها جويل بيني، أستاذ الإعلام المشارك في جامعة مونتكلير ستيت لـ"اندبندنت" قائلاً إن هذه الهجمات تبدو محاولة استباقية لإضعاف التأثير المحتمل لـسويفت في نتائج انتخابات عام 2024، مضيفاً "يتماهى الناس مع الثقافة الشعبية، يراقبونها عن كثب، وهذا ما يحرك السياسة في زمننا الحالي - إنه الاهتمام والانتماء". رويزن أوكونور 9) جيم موريسون لم يمُت في مطلع هذا العام، سلط وثائقي جديد مؤلف من ثلاثة أجزاء الضوء على واحدة من أغرب نظريات المؤامرة التي تحيط بجيم موريسون، المغني الراحل وقائد فرقة "ذا دورز" تزعم بأنه لم يمُت فعلاً، بل ادعى وفاته. الوثائقي الذي حمل عنوان "قبل النهاية: في البحث عن جيم موريسون"Before The End: Searching for Jim Morrison الذي أنجزه جيف فين، وهو معجب شغوف بالفرقة، عُرض على منصة "أبل تي في بلس" ومنصات بث أخرى. ومن بين أبرز ما يعتبره الفيلم "دليلاً"، هناك شخص يدعى فرانك، هو عامل صيانة ظهر في صورة ملتقطة عام 2013 إلى جانب عازف الدرامز في الفرقة، جون دينسمور، وادعى فين أن هذا الرجل قد يكون موريسون متنكراً. لكن حتى فرانك نفسه بدا مذهولاً من الفكرة، وعندما سُئل صراحة: "هل أنت جيم موريسون؟"، أجاب: "أنا لست جيم ... لكنني أحب أغنية ['نحن جميعاً واحد' We All Are One] لـجيمي كليف". توفي موريسون بصورة مفاجئة في باريس عام 1971، عن عمر 27 سنة نتيجة فشل في القلب. وعثرت حبيبته المرتبطة به من فترة طويلة باميلا كورسون على جثته في حوض استحمام شقته الباريسية حيث كانا يعيشان معاً. وغذت الظروف الغامضة التي رافقت وفاته الهالة الأسطورية المحيطة به، وبعد مرور أكثر من 50 عاماً، لا يزال قبره في مقبرة بير-لاشيز من أبرز المزارات السياحية في باريس. رويزن أوكونور 8) بول مكارتني ميت تعد نظرية المؤامرة الشهيرة "بول مكارتني ميت" من أكثر النظريات رواجاً في تاريخ الموسيقى، وتزعم أن نجم فرقة "البيتلز"، بول مكارتني، توفي في حادثة سير عام 1966، واستُبدل بشخص يشبهه تماماً. وتشير بعض الروايات إلى أن زملاءه في الفرقة اختاروا التستر على وفاته لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الخسارة (وما كان بإمكان جمهوره تحملها). بينما تذهب نظريات أخرى إلى أن الأمر لم يكُن خياراً، بل فُرض عليهم فرضاً. وتقول النظرية إنه مع مرور السنوات، بدأ أعضاء الفرقة مثقلون بالكذبة، وراحوا يبعثون تلميحات ورسائل مشفرة داخل أغنياتهم، في محاولة خفية لإيصال الحقيقة إلى جمهورهم. من أغرب الأدلة التي استُند إليها، صورة غلاف ألبوم "آبي رود" Abbey Road الصادر عام 1969، حيث يظهر مكارتني حافي القدمين ويسير بخطى غير منسجمة مع بقية أعضاء الفرقة، مما اعتبر دلالة رمزية على موكب جنازة. كما لاحظ بعضهم أن مكارتني ظهر في الصورة ممسكاً سيجارته بيده اليمنى، على رغم أنه أعسر. لكن التفسير الأكثر منطقية هو أن مكارتني اعتاد بالفعل أن يمسك السيجارة بغير يده الأساسية، وأنه خلع صندله في يوم التصوير ببساطة لأنه كان غير مريح. وعلق مكارتني بنفسه على هذه النظرية في مقابلة مع مجلة "رولينغ ستون" عام 1974، قائلاً: "اتصل بي أحدهم من المكتب وقال 'إسمع يا بول، لقد مُتّ'. فأجبت 'أوه، لا أتفق مع هذا الكلام'". إيلي ميور 7) لورد في الـ40 من عمرها عندما لمع اسم لورد للمرة الأولى في سماء الشهرة عام 2013 بأغنيتها الناجحة "رويالز" (ملكيون) Royals، لم تكُن تجاوزت الـ17 من عمرها، لكن نضج كلماتها وحرفيتها الفنية أثارا شكوك بعض النقاد الذين كانوا مقتنعين بأنها أكبر بكثير من سنها المعلن. وازدادت الشكوك إثر "زلات" بدت عفوية في بعض المقابلات، مثل حوارها مع مجلة "روكي ماك" عام 2014، حين قالت إن كتاباً ما أثّر فيها "خلال سنوات المراهقة ... أعني، أنا ما زلت مراهقة". هكذا ظهرت مجموعة من منظري المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقت على نفسها اسم "حراس الحقيقة عن عمر لورد"، واستشهدوا أيضاً بكلمات أغنيتها "تيم" (فريق) Team الصادرة عام 2013، إذ تغني فيها: "سئمت تقريباً من أن يطلب مني رفع يدي في الهواء/ هكذا فقط/ أنا أكبر قليلاً الآن مما كنت حين اعتدت الفرح بلا مبالاة/ هكذا فقط". ولم تكُن لورد غافلة عن هذه الأقاويل، بل تعاملت معها بدهاء وسخرية، حتى إنها قالت في مقابلة مع مجلة "فانيتي فير"، "مرحباً، أنا إيلا، وعمري الحقيقي 45". لكن على ما يبدو فإن الجدل خف عندما نشر صحافي من موقع "هير بن" Hairpin شهادة ميلاد لورد على الإنترنت. رويزن أوكونور. 6) إلفيس ادعى وفاته يبدو أن جمهور الموسيقى لا يمل من نسج الروايات حول نجومهم الراحلين، وكأن فكرة موت الأيقونات لا تحتمل. وليس ملك موسيقى الروك إلفيس بريسلي استثناء. فثمة نظرية شهيرة لا أساس لها من الصحة تزعم أن بريسلي لم يمُت بنوبة قلبية في أغسطس (آب) من عام 1977، بل ادعى وفاته واختفى عن الأنظار، وزعم كثرٌ أنهم لمحوه بعد وفاته في مواقف وأماكن متعددة. وفي ثمانينيات القرن الماضي، أخذت هذه النظرية زخماً إعلامياً واسعاً، بعدما زعمت إحدى المعجبات أنها رأت إلفيس في مطعم "برغر كينغ" بولاية ميشيغان، ومن ثم تبناها كتّاب مثل غايل بروير جورجيو التي اقترحت في كتابها "أوريون" Orion أن بريسلي دبّر موتاً وهمياً ليهرب من أضواء الشهرة، وكذلك ميجر بيل سميث الذي نشر أشرطة صوتية ادعى أنها دليل على أن بريسلي لا يزال حياً. وبلغ الجدل حول هذه النظرية حداً دفع القنوات التلفزيونية إلى تخصيص برامج كاملة عنها، من بينها "ملفات إلفيس" الصادر عام 1991 و "نظرية مؤامرة إلفيس" في السنة التالية. لكن على رغم كل ما قيل وقدم، تبقى هذه المزاعم بلا أي سند حقيقي، بخاصة أن من وجد جثته في ذلك اليوم كانت حبيبته، جينجر ألدن. إيلي ميور 5) ستيفي وندر ليس كفيفاً حقاً من بين الشخصيات الشهيرة التي تطرقت إلى هذه النظرية، كل من شاكيل أونيل ودونالد غلوفر، المعروف أيضاً باسم "تشايلديش غامبينو" اللذين اقترحا أن أسطورة موسيقى السول ستيفي وندر ربما ليس كفيفاً حقاً. ووُلد وندر قبل الموعد المحدد بستة أسابيع، وكان يعاني مرض اعتلال الشبكية الناتج من الخداج، وهو مرض يوقف نمو العين ويمكن أن يتسبب في انفصال الشبكية، مما جعله فاقداً للبصر منذ ولادته. على رغم ذلك، لم يتوقف كثير من المشككين، أو "حراس الحقيقة حول ستيفي وندر" [أي المشككين في حقيقة إصابته بالعمى]، عن طرح افتراضاتهم بأن المغني قد لا يكون أعمى تماماً أو ربما ليس ضريراً على الإطلاق. وقال أونيل في حديثه إلى برنامج "أن بي أي على تي أن تي" NBA on TNT عام 2019: "كنا نعيش في أحد المباني في [شارع] ويلشير... كان موقف السيارات تحت الأرض، وكنا نركن السيارات هناك. كنت دخلت المبنى بالفعل وأنا في الطابق السفلي، وفجأة انفتح الباب [المصعد]. كان ستيفي وندر، دخل وقال 'كيف أحوالك يا شاك [شاكيل]؟'. ضغط على الزر، وخرج بمفرده إلى الطابق الذي كان متوجهاً إليه ثم ذهب إلى غرفته. اتصلت بكل شخص أعرفه وأخبرتهم القصة". أما دونالد غلوفر، فقال خلال لقاء له مع جيمي كيميل عام 2018: "استخدمت أغانيه في مسلسل 'أتلانتا' وكان يتعين الحصول على إذن خاص. فاتصلت به، وحصلت على رقم هاتفه، وكنا نتبادل الرسائل النصية، وهو [أمر] غريب جداً... كنت أرسل له الرسائل قائلاً 'مرحباً ستيفي، أريد استخدام أغنيتك'. وكان يرد قائلاً 'أرسل لي النص، دعني أقرؤه'. وحُوّل النص إلى لغة برايل ثم إرساله إليه ليقرأه، ومن ثم لم نسمع أي شيء". ثم تسلم غلوفر أول نسخة مبدئية من الحلقة وأخبر وندر أنه يريد رؤية كيف ستبدو الحلقة مع استخدام أغنيته. ويضيف غلوفر: "فأجابني برسالة نصية قائلاً 'رائع، أحببت ذلك' ... كنت أفكر طوال الوقت 'كيف فعل ذلك؟'. كنت أتساءل إن كان يلمس شاشة التلفزيون ويقول 'هذا مضحك'؟". وتحدث وندر عن هذه الإشاعات خلال مقابلة مع صحيفة "غارديان" عام 2012 قائلاً: "تعرفون، الأمر مضحك لكنني لم أعتبر يوماً كوني ضريراً عائقاً، ولم أعتبر أبداً كوني أسود عائقاً. أنا ما أنا عليه. أحب نفسي! ولا أعني بذلك تكبراً - بل أحب أن الله منحني القدرة على أخذ ما كان لدي وتحويله إلى شيء مميز". رويزن أوكونور 4) نظرية استبدال أفريل لافين عندما ظهر نجم أفريل لافين في عالم الموسيقى عام 2002، متفجرة في زيها الذي يحمل مربعات من القش وشباك صيد السمك والأسلوب المراهق الذي يعكس الغضب، أصبحت الفتاة الأبرز في تلك اللحظة. لكن، وفقاً لنظرية مؤامرة شهيرة تتعلق بالاستبدال التي نشأت على صفحة معجبين برازيلية، كانت لافين تعاني الشهرة في بداية مسيرتها إلى درجة أن شركتها بدأت باستخدام شبيهة لها تدعى ميليسا فانديلا للظهور بدلاً منها. وتفترض هذه النظرية أن لافين توفيت بعد فترة قصيرة من إصدار ألبومها الأول "دع الأمور" Let Go عام 2003، لذا بدأ فريقها باستخدام ميليسا بصورة كاملة. وما هو "الدليل"؟ أن لافين الحقيقية كانت ترتدي السراويل، بينما كانت ميليسا ترتدي الفساتين والتنانير الأنثوية، إضافة إلى التغيرات المزعومة في ملامح وجهها وصوتها مقارنة بما كانت عليه لافين قبل عام 2003. كما يشير المعجبون إلى أن ميليسا أضافت تلميحات ورسائل خفية تشير إلى هذه الحكاية، كما في أغنية "اختفيت بعيداً" Slipped Away من عام 2004، التي تقول كلماتها: "اليوم الذي اختفيت فيه كان اليوم الذي اكتشفت فيه أن الأمور لن تبقى على حالها". (وبالطبع، قد تكون هذه الأغنية عن فقدان شخص عزيز أو عن فراق). وتتضمن "الأدلة" الأخرى صوراً لـ لافين من جلسة تصوير كُتب فيها على يدها اسم "ميليسا". وردت لافين على هذه النظرية مرات عدة على مر السنين، وقالت أخيراً خلال مقابلة مع مدونة "كول هير دادي" Call Her Daddy الصوتية: "إنها سخيفة للغاية. بصراحة، ليس الأمر بذلك السوء. قد يكون أسوأ، أليس كذلك؟ أعتقد بأنني حصلت على نظرية جيدة. لا أعتقد بأنها سلبية أو غريبة، لذلك كل شيء على ما يرام". إيلي ميور 3) مايكل جاكسون على قيد الحياة في الواقع يتذكر الجميع المكان الذي كانوا فيه عندما سمعوا خبر وفاة مايكل جاكسون عام 2009. الظروف الدراماتيكية التي رافقت وفاته، والقضية القانونية التي أعقبتها والتي شهدت إدانة طبيبه كونراد موراي بتهمة القتل غير العمد عام 2011، جعلت الملابسات تبدو أكثر غموضاً - وكان ذلك قبل أن تبدأ نظرية المؤامرة بالانتشار. وعلى رغم التحقيقات القانونية والطب الشرعي في وفاته، يعتقد بعض المعجبين بأن ملك البوب زيّف وفاته بهدف الهروب من الديون المدمرة واتهامات إساءة معاملة الأطفال التي كان يواجهها في ذلك الوقت. وبعد فترة وجيزة من إعلان وفاته عام 2009، ظهر مقطع فيديو زائف يُزعم فيه أن جاكسون كان على قيد الحياة، وهو يخرج من سيارة الطبيب الشرعي، مما تبين لاحقاً أنه كان خدعة. ومع ذلك، لا يزال المعجبون يواصلون تحليل تفاصيل الأيام التي سبقت وفاته، بينما تعود صور شهادات الوفاة "المزيفة" لتظهر بين الحين والآخر على الإنترنت. وتركز مئات مقاطع الفيديو المنتشرة على الإنترنت على لقطات يعتقد بأنها تظهر مايكل جاكسون حياً في فعاليات لعائلته وحفلات للجوائز، مختبئاً في الخلفية ومتنكراً. واقترحت بعض الإشاعات أنه يعيش إما في غلوسترشير في إنجلترا، أو في البحرين. وهناك موقع كامل مخصص لمحاولة اكتشافه، هو ومع ذلك، لم يُثبت أي من هذه الادعاءات أو تقديم أدلة قوية تدعمها. إيلي ميور 2) جاستن بيبر يستطيع التحول إلى سحلية لا يمكن دائماً تتبع جذور نظريات المؤامرة، لكن من بين أغرب ما راج منها، تلك "القصة" الغريبة التي تدعي أن نجم البوب العالمي جاستن بيبر تحول أمام أعين مئات المعجبين إلى مخلوق زاحف لزج يشبه السحلية. في البداية، بدا أن مصدر القصة هو موقع إخباري أسترالي يدعى "بيرث ناو" Perth Now، إذ انتشرت لقطة شاشة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقالة يفترض أنها نُشرت فيها. وتضمنت اللقطة روايات صادمة مما قيل إنه حدث: "انكمش رأسه، وتحولت عيناه إلى السواد مع خط أسود في المنتصف... ازداد طوله أقداماً عدة، وغطت جسده حراشف [ملونة] مقززة. حدث الأمر بسرعة، لكن الجميع شاهده وبدأوا بالصراخ والبكاء. كثرٌ ركضوا نحو المخارج". لكن موقع "بيرث ناو" نفى تماماً علاقته بالقصة، مشيراً إلى أنه لا يعتمد في تنسيق عناوين أخباره استخدام حرف كبير في بداية كل كلمة، مما ظهر في الصورة المتداولة. كما لفت إلى أن توقعات الطقس في تلك اللقطة كانت خاطئة بالنسبة إلى ذلك اليوم تحديداً. رويزن أوكونور 1) هايلي بيبر بدّلت مصيرها بمصير سيلينا غوميز منذ خُطبت العارضة هايلي بالدوين إلى جاستن بيبر بعد أشهر قليلة فقط من انفصاله عن سيلينا غوميز عام 2017، بدأت الإشاعات تلاحقها وتزعم أن بين المرأتين عداوة مستترة لا تهدأ، تتجلى في لقطات مبطنة من بالدوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو محاولات لتقليد غوميز (وهي اتهامات نفتها بالدوين وممثلوها مراراً، بينما دعت غوميز جمهورها إلى التوقف عن مهاجمة بالدوين عبر الإنترنت). لكن نظرية المؤامرة الأحدث لا تكتفي بالإشارة إلى التوتر بين الطرفين، بل تزعم أن هايلي لجأت إلى وسائل غامضة وروحية لتبديل مصيرها مع سيلينا. النظرية انتشرت بصورة رئيسة على "تيك توك" وتقول إن شخصاً ما قادر على استخدام السحر ليستولي على المسار القدري لشخص آخر، فيمتص طاقته وفرصه وحتى ملامحه الجسدية. إنها فكرة تبدو جامحة الخيال، أليس كذلك؟ وعام 2023، كتبت غوميز على "إنستغرام": "تواصلت معي هايلي بيبر وأخبرتني بأنها تتعرض لتهديدات بالقتل وكثير من الكراهية السامة. هذا لا يمثلني. لا يجب أن يواجه أحد هذه الكمية من الكراهية أو التنمر. كثيراً ما دافعت عن اللطف وأتمنى بصدق أن يتوقف هذا كله". وبغض النظر عن رأيكم حول العلاقة بين الاثنتين، فإن إشاعة بسيطة بدت بريئة في البداية قد تتحول إلى كم هائل يخرج عن السيطرة من الادعاءات الغريبة وغير القابلة للتصديق. انتظروا بضعة أشهر فقط وستخرج نظرية جديدة لا محالة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store