أحدث الأخبار مع #جيرالدفورد،


اخبار الصباح
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- اخبار الصباح
هل انتهى عصر حاملات الطائرات العملاقة؟
تشبه مدينة عائمة على سطح البحر، هكذا توصف حاملة الطائرات "جيرالد فورد"، أحدث طراز في الجيل الجديد من حاملات الطائرات الأميركية الأضخم في العالم. دخلت هذه الحاملة الخدمة رسميًا عام 2017 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وقف على متنها مفتخرًا بزهو يرتدي سترة البحرية الأميركية أثناء إلقائه خطابا حماسيا قال فيه إن حاملة الطائرات الأميركية الأحدث هي رسالة للعالم "تزن 100 ألف طن". ينظر كثيرون إلى حاملات الطائرات باعتبارها جوهرة التاج في البحرية الأميركية، فهي سفن كبيرة مسطحة تعمل كمطارٍ متنقل قادر على حمل وإطلاق عشرات الطائرات المقاتلة، ولهذا السبب أصبحت رمز قوة وهيمنة الولايات المتحدة، التي تمكنها من نشر قواتها إلى أي مكان في العالم وضد أي عدو. إلا أنه مع تقدم تكنولوجيا الأسلحة الهجومية بعيدة المدى، صارت مدن الحرب العائمة التي يتكلف تصنيعها مليارات الدولارات مهددة من قبل الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ المضادة للسفن والمسيّرات رخيصة الثمن، وهي أسلحة أصبحت الآن في متناول يد أعداء واشنطن. هذا الأمر دفع وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إلى التساؤل عن قيمة حاملات الطائرات، قائلًا في مقابلة أجريت معه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن 15 صاروخًا فرط صوتي بإمكانها إغراق 10 حاملات طائرات أميركية في غضون 20 دقيقة. كانت تصريحات هيغسيث تشير إلى التهديدات التي تحيق بحاملات الطائرات العملاقة التي تعتبر رمزًا للفخر الوطني الأميركي، وبالتالي فإن فقدان واحدة منها في أي صراع قد يؤثر سلبًا على الفخر الوطني والمعنويات العسكرية ويعد ضربة قاصمة لأميركا، وهي مخاوف يشاركه فيها العديد من الخبراء العسكريين الذين جادلوا بأن عصر "حاملات الطائرات العملاقة" الذي كانت فيه الولايات المتحدة قادرة على بث الرعب في قلوب خصومها؛ قد أوشك على الانتهاء. مدن الحرب العائمة هددتها إيران وصواريخ الحوثيين تمتلك الولايات المتحدة أكبر أسطول من حاملات الطائرات في العالم، قوامه 11 حاملة عملاقة تعمل بالطاقة النووية، وذلك مقارنةً بعدد 20 حاملة طائرات تمتلكها سائر دول العالم، ورغم ذلك لا يمكن لأي دولة مضاهاة قدرات البحرية الأميركية في النفوذ والسيطرة، فأغلب حاملات الطائرات تتركز في دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا أو دول حليفة مثل اليابان. في حين نجد أن قدرات حاملات الطائرات لدى خصوم الولايات المتحدة التقليديين مثل روسيا والصين لا يمكنها بأي شكلٍ من الأشكال منافسة البحرية الأميركية، حيث لا تمتلك روسيا إلا حاملة طائرات وحيدة معطوبة ما زالت تعمل بالمازوت، وهي الحاملة "كوزنيتسوف"، في حين أن لدى الصين حاملتين للطائرات هما "لياونينغ" و"شاندونغ". وعلى الرغم من أن موسكو تخطط حاليًا لبناء أكبر سفينة مسطحة في العالم تعمل بالطاقة النووية ويطلقون عليها اسم "شتورم" أو "العاصفة"، وبالمثل تعمل الصين على تحديث قواتها البحرية وتستعد حاليًا لإطلاق الحاملة الثالثة "تايب 003" (Type 003) والتي يُتوقع أن تكون أكبر حجمًا وأكثر تطورًا، فإن هذه المشاريع قيد التطوير وبعضها ما زال أمامه سنوات ليكتمل، وبالتالي تظل الريادة والقدرة على بسط النفوذ والسيطرة في البحار والمحيطات البعيدة من نصيب البحرية الأميركية. يضم أسطول الولايات المتحدة فئتين من حاملات الطائرات في الخدمة الفعلية، 10 حاملات من فئة "نيميتز"، وحاملة طائرات وحيدة من طراز "جيرالد فورد" الأحدث في العالم، وهي موزعة بالكامل على الأساطيل الأميركية الستة المتمركزة في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والبحر المتوسط والخليج العربي، وتتولى البحرية الأميركية من خلال هذه الأساطيل مسؤولية أساسية هي حماية النظام العالمي القائم على حرية الملاحة والتجارة الحرة، والتي -للمفارقة- تعمل على حماية المصالح التجارية للقوى الرئيسية المنافسة للولايات المتحدة وعلى رأسها الصين. دخلت مجموعة حاملات نيميتز الخدمة الفعلية في سبعينيات القرن الماضي، وتزيد سرعة إبحارها عن 55 كلم/ساعة، وتعد من الحاملات رخيصة الثمن نسبيًا، إذ تبلغ تكلفة الواحدة منها حوالي 4.5 مليارات دولار، هذا بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية، وتسعى البحرية الأميركية حاليًا لاستبدال مجموعة نيميتز بحاملات الجيل الجديد من فئة "جيرالد فورد"، التي تبلغ تكلفة الواحدة منها أكثر من 13 مليار دولار، بخلاف 4.7 مليارات دولار تكلفة البحث العلمي والتطوير، بالإضافة إلى مصروفات التشغيل السنوية. ينظر إلى "جيرالد فورد" باعتبارها فخر البحرية الأميركية، فقد استغرق بناء النسخة الأولى منها أكثر من 10 سنوات، وتعمل الحاملة بمفاعلين نوويين من طراز "أي 1 بي"، بما يمكنها من الإبحار مدة تزيد عن 20 عامًا دون الحاجة إلى التزود بالوقود، وهي سفينة مسطحة ضخمة تتكون من 25 طابقًا ويبلغ طولها 335م ويصل وزنها إلى 100 ألف طن، وبإمكانها حمل ما يصل إلى 80 طائرة. كما أنها مزودة برادار ثنائي الموجة، ونظام إطلاق كهرومغناطيسي للطائرات، في حين تزيد سرعتها عن 30 عقدة، ويصل عدد أفراد طاقمها قرابة 5000 من جنود البحرية والمشاة. لكن، رغم هذه القدرات الكبيرة التي جعلت البحرية الأميركية متفوقة على منافسيها بمعدلات كبيرة، فإن تكلفة الحاملات الباهظة التي تقدر بمليارات الدولارات جعلت الصحفي العسكري المتخصص في العمليات الخاصة ستافروس أتلاماز أوغلو يناقش جدوى الاستثمار في حاملات الطائرات مستقبلًا، خاصة بعدما انهمك خصوم الولايات المتحدة في تطوير برامج صواريخ رخيصة الثمن وقادرة على استهداف الأصول البحرية وإغراق الحاملات، في خطوة يرى البعض أنها قد تغير مفاهيم الحروب البحرية مستقبلًا. يطلق على هذا المفهوم اسم "سياسة المناطق المحظورة" (Anti access – Area denial)، وهي استراتيجية جديدة للحرب البحرية تتبعها بعض الدول بهدف جعل حاملات الطائرات العملاقة عديمة الجدوى، وذلك عبر تطوير قدرات الصواريخ الهجومية إلى درجة تمنع حاملات الطائرات من تنفيذ عمليات هجومية قرب سواحل الدول الأعداء، كما هو الحال عند السواحل الصينية، الأمر الذي يفقد حاملات الطائرات جزءا كبيرًا من قدراتها. إلا أن هذه التهديدات لم تعد تتوقف عند حدود الدول الكبرى مثل روسيا والصين، بل تعدت ذلك لتشمل إيران والجماعات الصغيرة الناشئة مثل جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن. ففي أبريل/نيسان الماضي، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، استهداف حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" في شمال البحر الأحمر عبر مجموعة من الصواريخ والطائرات المسيرة، وقد ردت القيادة المركزية الأميركية على ذلك بمنشورٍ عبر صفحتها الرسمية على منصة "إكس" تناول مقطعا مصورا يظهر انطلاق الطائرات من الحاملة "هاري ترومان" بعد تعرضها للهجوم، في إشارة إلى عدم تضررها واستعدادها لمواصلة عملياتها. لكن، رغم نفي البحرية الأميركية فقد أمر البنتاغون بإعادة تموضع حاملة الطائرات بعيدًا عن مرمى نيران الحوثيين. لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتعرض فيها حاملة طائرات أميركية للتهديد من قبل الصواريخ الحوثية الباليستية المضادة للسفن والتي تتطور بشكلٍ ملحوظ، ففي عام 2024 كاد صاروخ حوثي أن يصطدم بسطح حاملة الطائرات الأميركية "آيزنهاور"، كما تعرضت السفن التجارية والسفن الحربية الأميركية للخطر في مياه البحر الأحمر بعدما واصل الحوثيون إطلاق صواريخهم المضادة للسفن منذ بداية الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما عرف باسم "جبهة إسناد غزة". يقول عن ذلك قائد المدمرة الأميركية "لابون"، إريك بلومبيرغ، إن فترة خدمته ضد الحوثيين كانت من أصعب فترات القتال التي شهدتها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما دفع بعض الخبراء العسكريين للتصريحبأن الضعف في مواجهة القدرات الصاروخية الناشئة لجماعة صغيرة مثل الحوثيين في خليج عدن؛ يُعد مؤشرًا خطيرًا، خاصةً إذا ما واجهت الولايات المتحدة عدوًا أكثر تطورًا مثل إيران أو الصين. بالفعل هددت طهران مؤخرًا باستهداف القواعد العسكرية الأميركية وألمحت إلى قدرتها على إغراق حاملات الطائرات العملاقة التي تجوب بحار الشرق الأوسط، وذلك بعدما توعّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعواقب وخيمة إذا لم تتخل عن برنامجها النووي، حيث صرح قائد القوات الجوية الفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، أن وفرة القوات الأميركية في المنطقة نقطة ضعف وليست دليلًا على القوة، مشبهًا القواعد العسكرية الأميركية بالغرف الزجاجية، في إشارة إلى أنها تمثل أهدافًا واضحة في نطاق أسلحة طهران. هذا الأمر تناوله محرر الشؤون الأمنية براندون ويتشرت في مقال نشرته مجلة "ناشيونال إنترست"، قال فيه إن إيران لا تطلق تهديدات جوفاء، بل باستطاعتها عند اندلاع أي صراع في الشرق الأوسط إغراق إحدى حاملتي الطائرات الأميركيتين في الشرق الأوسط، في إشارة إلى الحاملة "كارل فينسون" التي وصلت مؤخرًا مع مجموعتها القيادية لتنضم إلى الحاملة "هاري ترومان" بهدف تعزيز الأصول البحرية الأميركية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن. وألمح ويتشرت في تقريره إلى أن حاملات الطائرات التي طالما اعتبرت رمزًا للهيمنة الأميركية على البحار والمحيطات وسلاحًا استراتيجيًا مكّن واشنطن من إطلاق الطائرات في عرض البحر، أصبح لزاما على البحرية اليوم إبقاؤها على مسافة آمنة بعيدًا عن بؤر القتال، مما يحد من فاعليتها وقدرتها على الهيمنة. هل تحيل الصواريخ الفرط صوتية "حاملات الطائرات" إلى التقاعد؟ في ديسمبر/كانون الأول 2023، أفادت بعض التقارير أن مختبرًا سريًا في الصين أجرى محاكاة لاستخدام قدرات الأقمار الصناعية والصواريخ الفرط صوتية في شن هجوم مسلح على سفن حربية أميركية، إذ تلقت الصواريخ الفرط صوتية الصينية الدعم من عدد من الأقمار الصناعية منخفضة المدار التي كانت متمركزة فوق السفن الأميركية، بعدما التقطت هذه الأقمار إشارات الرادار القادمة من السفن الأميركية واستخدمتها فيما بعد في إطلاق إشارات مماثلة لخلق ضوضاء خلفية ساعدتهم على إخفاء مواقع الصواريخ. وأشارت الورقة البحثية إلى أن قمرين صناعيين أو ثلاثة كانت كافية لمهاجمة حاملة طائرات أميركية. كشفت المحاكاة الحاسوبية أنه بمجرد اقتراب الصواريخ بمسافة نحو 50 كلم من الهدف تكتمل مهمة التشويش الخاصة بالأقمار الصناعية، في الوقت ذاته تفعل أجهزة التشويش المحمولة على الصواريخ والتي تتسبب في إرباك رادارات العدو، حينها تبدأ الصواريخ مناوراتها النهائية في الوصول إلى الأهداف وتدميرها. وبحسب ما نشرته "فوكس نيوز" الأميركية، استندت هذه الورقة البحثية إلى رادارات "إس بي واي- 1 دي" (SPY-1D) التي طورتها شركة لوكهيد مارتن، وهي رادارات شهيرة تستخدمها مدمرات البحرية الأميركية من طراز "آرلي بيرك". ومع تزايد حدة التوترات بين واشنطن وبكين في الآونة الأخيرة وانخراطهما في صراع محموم لفرض السيطرة على المحيطين الهندي والهادئ، أشارت عدة تقارير إلى أن السيناريو المحتمل لاندلاع حرب بين الدولتين قد يتضمن تحليق قاذفة صينية غرب المحيط الهادئ، وإطلاق صواريخ فرط صوتية مضادة للسفن تغمر أنظمة الدفاع المتواجدة على سطح حاملة الطائرات الأميركية، مما يتسبب في إغراقها أو تعطيلها في أفضل تقدير. تعمل الصين حاليًا على بناء قدرات صاروخية يمكنها ضرب القواعد العسكرية الأميركية غرب المحيط الهادئ وحتى جزيرة غوام، بما يشمل تطوير الصواريخ الفرط صوتية القادرة على إغراق حاملات الطائرات. هذا الأمر تناولته مجموعة من الباحثين في جامعة شمال الصين بدراسة نشرت في مايو/أيار 2023، أشاروا فيها إلى أن الصواريخ الصينية الفرط صوتية لا تمثل تهديدًا للأصول البحرية الأميركية فحسب، بل بإمكانها تدمير حاملة الطائرات الأحدث من طراز "جيرالد فورد". تتميز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية التقليدية بسرعتها التي تفوق سرعة الصوت بخمسة أضعاف أو أكثر، كما تعرف بقدرتها العالية على المناورة، حيث لا تتخذ هذه الصواريخ مسارًا قوسيًا في رحلة الطيران مثل الصواريخ الباليستية التقليدية، مما يُصعّب على أجهزة الرادار والأقمار الصناعية تتبعها، ويجعلها أكثر قدرة على المراوغة أثناء الطيران واختراق أنظمة الدفاع الجوي للعدو. وحتى اليوم لا تمتلك الولايات المتحدة أنظمة دفاعية قادرة على اعتراض وإسقاط الصواريخ الفرط صوتية المتقدمة. ونجد على رأس منظومة الصواريخ الصينية التي تهدد الأصول البحرية الأميركية، مجموعة "دونغ فينغ" (Dongfeng) التي تعرف بالعربية باسم "رياح الشرق"، ومن بينها صاروخ (دونغ فينغ-27) المعروف باسم "قاتل حاملات الطائرات"، وكانت وزارة الدفاع الصينية قد كشفت عنه لأول مرة عام 2021، واعتبرته وسائل الإعلام سلاحًا قادرًا على تقليص الهيمنة الأميركية العالمية. و"دونغ فينغ-27" هو صاروخ باليستي قادر على حمل مركبة انزلاقية تنفصل عنه وتنطلق نحو هدفها بسرعات تفوق سرعة الصوت، ويتميز هذا الصاروخ بمدى كبير يتراوح بين 5000 و8000 كلم، مع إمكانية التحليق على ارتفاعات منخفضة وتغيير اتجاهه، بما يُصعّب على أنظمة الدفاع الجوي تتبعه أو اعتراضه. وفي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وأثناء فعاليات معرض الطيران والفضاء الدولي بمدينة تشوهاي، كشفت الصين لأول مرة عن صاروخ "كي دي-21"، الذي يعد من أخطر الصواريخ الفرط صوتية المضادة للسفن، وهو صاروخ "جو-أرض" يعرف بقدراته الهجومية المتقدمة، وتزيد سرعته عن 5 ماخ (والماخ وحدة قياس سرعة الصوت ويساوي 1225 كلم/ساعة)، إذ تصل سرعة الصاروخ في مرحلة عودته إلى الغلاف الجوي ما بين 8 و10 ماخ، بينما يتوجه نحو هدفه في المرحلة النهائية من الهجوم بسرعات تتراوح بين 4 و6 ماخ. يعمل محرك هذا الصاروخ بالوقود الصلب، ويتراوح مداه التشغيلي ما بين 900 و1000 كلم، ويتميز برأس حربي قادر على اختراق الأهداف المحصنة في البر أو البحر. وقد صُمم ليكون قادرًا على تدمير حاملات الطائرات، هذا بالإضافة إلى قدرته على استهداف المقذوفات الهجومية المحمولة على سطح الحاملات. كما تستخدم الصين في الوقت الحالي صاروخين أساسيين في الخدمة الفعلية لضرب الأهداف البحرية المتحركة مثل السفن، هما "دي إف-21 دي" الباليستي متوسط المدى والذي تصل سرعته إلى 10 ماخ، وصاروخ "دي إف-26″ بعيد المدى. كل هذه القدرات مجتمعة جعلت بعض الخبراء العسكريين يجادلون بأن صواريخ الصين الفرط صوتية جعلت حاملات الطائرات الأميركية تبدو كتقنيات عسكرية متقادمة "عفا عليها الزمن"، وهو خطر يمتد إلى حد تهديد القواعد الجوية الأميركية، بحسب ضابط الغواصات الأميركي السابق، توماس شوغارت، الذي أشار في تصريح لصحيفة "بزنس إنسايدر" أن الجيش الصيني اختبر رؤوسًا حربية بإمكانها استهداف الطائرات الأميركية في القواعد الجوية. وبهذه الوتيرة من التطور المتزايد للقدرات العسكرية، قد تنشر الصين في المستقبل القريب مئات الصواريخ الباليستية المضادة للسفن القادرة على وضع السفن الحربية الأصغر حجمًا -مثل المدمرات- على قائمة أهداف بكين. لكن المخاطر التي تحيق بحاملات الطائرات العملاقة لا تتوقف عند الصواريخ الفرط صوتية والصواريخ المضادة للسفن، ففي عام 2005، وخلال مناورة بحرية قرب سواحل ولاية كاليفورنيا الأميركية، تمكنت غواصة سويدية رخيصة الثمن من إغراق حاملة الطائرات الأميركية "رونالد ريغان" عدة مرات، وذلك عبر محاكاة افتراضية، حيث تمكنت الغواصة الصغيرة من اختراق شبكة الدفاعات الحصينة التي تحيط بالحاملة الأميركية من المدمرات والمقاتلات والطائرات المروحية، وهو ما اعتبره المسؤولون حينذاك خطرًا فعليًا يحيط بأكثر القطع البحرية تطورًا في الأسطول الأميركي. هذا الأمر وضع زوارق الهجوم البحرية غير المأهولة والقوارب المسيّرة والمركبات ذاتية القيادة تحت سطح الماء ضمن نطاق هذه التهديدات، ففي أي هجوم محتمل بإمكان قوات العدو -بالتزامن مع الضربات الجوية- استخدام الزوارق المسيرة وإطلاق مجموعة من الطوربيدات من غواصات الديزل الكهربائية التي تعمل بهدوء في أعماق المحيط، وذلك لاختراق المساحات الآمنة التي تتواجد فيها حاملات الطائرات الأميركية واستهدافها. وبالتوازي مع ذلك، فتحت الطائرات المسيرة الباب أمام نوع جديد من التهديدات لم يكن موجودًا من قبل، إذ ينظر إليها الخبراء العسكريون باعتبارها أحدث ظاهرة عسكرية قادرة على تغيير مستقبل الحروب، وبالفعل قلبت الطائرات المسيرة موازين اللعبة في كثير من الحروب والنزاعات الإقليمية التي اندلعت في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها الحرب الأوكرانية وحرب اليمن والحرب السورية، ما نتج عنه اتجاه العديد من دول العالم نحو استثمار مليارات الدولارات في هذه الصناعة، لا سيما وأنها توفر قدرات استطلاعية وإمكانات قتالية من خلال "المسيرات الانتحارية" بأسعارٍ زهيدة، الأمر الذي جعلها سلاحًا رائجًا حتى بين الدول المتواضعة والجماعات المسلحة. أما الأكثر إثارة للانتباه فكان ما أشارت إليه التقارير من أنه يمكن لضربتين من طائرة مسيرة رخيصة الثمن أن تعطل أو تغراق حاملة طائرات تبلغ كلفة بنائها وتشغيلها وتجهيزها 13 مليار دولار، وهو ما دفع مراسل "بي بي سي" البريطانية في جنوب شرق آسيا، جوناثان هيد، إلى التساؤل في تقريرٍ له، عما إذا كان من الحكمة في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاستثمار بمليارات الدولارات في آلة حرب واحدة يمكن تدميرها في غضون دقائق من بداية الصراع بسلاحٍ لم يتجاوز ثمن تصنيعه بضعة آلاف من الدولارات. حاملات الطائرات والمستقبل الغامض في أغسطس/آب 2021، ناقش مدير الأبحاث في برنامج السياسة الخارجية بمؤسسة "بروكينغز"، مايكل أوهانلون، مسألة الإنفاق الدفاعي الأميركي مع رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، آدم سميث، وأثناء الحوار سأل أوهانلون عن مستقبل حاملات الطائرات العملاقة ومدى قدرتها على الصمود في ظل التهديدات المتزايدة للأسلحة المتطورة الحديثة، خاصة أن القوات البحرية أصبحت أكثر ميلا إلى إبقاء حاملات الطائرات على مسافات آمنة في البحار والمحيطات. أجاب سميث حينذاك بأنه حتى مع بقاء الحاملات على مسافات آمنة، ستظل تعمل كقاعدة عسكرية متنقلة قادرة على نقل الطائرات المقاتلة إلى أقرب نقطة ممكنة من ميدان المعركة، وهو أمر يضمن بقاءها في الساحة على الأقل في الوقت الحالي، رغم ذلك فإن تكلفتها العالية بحسب سميث- قد تدفع إلى إعادة تقييم فائدتها مستقبلًا، والبحث عن طرق أخرى للاقتراب من ميدان المعركة دون دفع 12 مليار دولار، قيمة بناء الحاملة الواحدة. يعود الجدل حول جدوى حاملات الطائرات إلى بداية ظهورها قبل قرن من الزمان، إذ يرى مؤيدوها أنها ليست مجرد سفن ضخمة، بل تمثل قواعد عسكرية عائمة تبحر على سطح الماء وقادرة على حشد أسراب الطائرات المقاتلة والإبحار بها إلى أي مكان في العالم، ويقولون إنه حتى تتطور التكنولوجيا إلى درجة تسمح للطائرات المقاتلة بالتحليق لمسافات بعيدة دون الحاجة للتزود بالوقود، ستظل حاملات الطائرات آلة حرب قوية لا غنى عنها لتحقيق الردع في المناطق البعيدة. في الوقت ذاته، يشكك النقاد في قدرة حاملات الطائرات على الصمود في حرب واسعة النطاق مع عدو متقدم مثل روسيا أو الصين، مشيرين إلى أن الخطر الذي تتعرض له هذه السفن المسطحة العملاقة أصبح أشد وطأة من أي وقت مضى، كما يُفقدها البقاء على مسافات آمنة كثيرًا من قدراتها ويجعل الطائرات المقاتلة بعيدة عن مداها، وبالتالي من الأفضل إنفاق هذه المليارات على تطوير تقنيات عسكرية أحدث. لهذا السبب دعا الضابط السابق في القوات الخاصة بالجيش الأميركي، ستيف باليستريري، في مقالٍ نشره موقع "1945" في مارس/آذار الفائت، إلى التوقف عن بناء المزيد من حاملات الطائرات، والاكتفاء بالحاملات 11 التي تمتلكها الولايات المتحدة، قائلًا إن عصرها شارف على الانتهاء، وإذا كانت هذه السفن العملاقة ما زالت تحتفظ بهيبتها في منطقة الشرق الأوسط، فلن تستطيع الصمود -بحسبه- في حرب طاحنة بمنطقة المحيط الهادئ. وفي نهاية مقاله، طرح باليستريري تساؤلًا عن مصير قرابة 80 أو 90 طائرة مقاتلة في حالة غرق إحدى حاملات الطائرات الأميركية التي تعمل بمثابة مطار متنقل. في هذا السياق، اقترح الباحث في مشروع الصين التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ماثيو فونايول، أنه في ظل التحديات الحالية يمكن اللجوء إلى حلول بديلة، مثل استخدام حاملات أصغر حجمًا وأقل تطورًا ومحدودة التكلفة. نفس الأمر كان قد أشار إليه الصحفي العسكري ستافروس أتلاماز أوغلو، قائلًا إن بإمكان البحرية الأميركية الاستثمار في سفن أصغر وأقل تكلفة تكون قادرة على حمل عدد محدود من الطائرات المقاتلة، خاصةً أن خسارة واحدة من هذه السفن الصغيرة لن تكون بمثابة خسارة حاملة طائرات عملاقة. لكن تبقى المعضلة الأساسية أن السفن الصغيرة لن تستطيع أن تحل محل حاملات الطائرات من حيث القوة النارية والتأثير العملياتي، ويرى مراسل البي بي سي، جوناثان هيد، أن تقليص حجم حاملات الطائرات سيحد من إمكانياتها بحيث لن تصبح قادرة إلى على حمل وإطلاق المروحيات والطائرات المؤهلة للهبوط والإقلاع بشكلٍ عمودي، وهو ما سيسفر عنه بناء سفن أصغر أكثر عرضة للخطر. كما حاجج النائب آدم سميث أصحاب هذه الرؤى قائلًا إن حاملات الطائرات لو كانت بالفعل أمست تقنيات عسكرية قديمة الطراز، لما انهمكت الصين في إنفاق المليارات من أجل تشييد حاملة طائرات متقدمة. مع ذلك، لا تزال هناك إشكالية قائمة بخصوص كيفية استخدام حاملات الطائرات مستقبلًا، يشير سميث إلى أن آلات الحرب العملاقة هذه بحاجة إلى التكيف مع التهديدات الناشئة للأسلحة الفرط صوتية وغيرها من وسائل الحرب الحديثة، وذلك عن طريق تزويدها بأنظمة غير مأهولة وأنظمة بعيدة المدى، كما اقترح ضرورة العمل على تطوير طائرات مقاتلة بعيدة المدى، والبحث عن طرق لتزويد الطائرات الشبحية الأميركية بوقود كاف يمكنها من التحليق لمسافات طويلة والوصول إلى أهدافها بنجاح، مما يقلل الاعتماد على حاملات الطائرات. وفي كل الأحوال هناك حاجة ملحة -بحسب سميث- لمراجعة ميزانية التكاليف الخاصة بالفئة الجديدة من حاملات الطائرات "جيرالد فورد"، والعمل على تجنب التكاليف الزائدة في سفن "فورد" المستقبلية التي من المقرر أن تستبدل بها البحرية الأميركية حاملات الطائرات المنتشرة على نطاق واسع من طراز "نيميتز". وفي إطار العمل على إيجاد حلول بديلة لمواجهة هذه التحديات، تعمل البحرية الأميركية على تطوير دفاعات قادرة على اعتراض الصواريخ الفرط صوتية، وذلك رغم أنها عملية معقدة وتحتاج إلى قدر كبير من التوقع التكتيكي. من بين هذه الوسائل كان العمل على تطوير صواريخ اعتراضية فائقة السرعة لديها قدرة أكبر على المناورة، وتطوير رادارات بعيدة المدى وقدرات استشعار أكثر قوة، بما يشمل التتبع في الفضاء عبر مجموعة من الأقمار الصناعية، حيث تسعى الولايات المتحدة في الوقت الحالي إلى تصميم طبقة جديدة من أجهزة استشعار الأقمار الصناعية يُتوقع وضعها في مدار أرضي منخفض (LEO)، حتى تكون قادرة على تتبع مسار الطيران الكامل لحركة الصواريخ الفرط صوتية. لكن تبقى الطريقة الأكثر فعالية في التصدي لهذا الخطر هي تدمير منصات أسلحة العدو قبل أن تبدأ بالإطلاق. في الوقت ذاته، بإمكان أنظمة الحرب الإلكترونية أن تساهم في تشويش اتصالات العدو ومنع وصول تحديثات المواقع إلى منصات الإطلاق الرئيسية على البر. هذا بالإضافة إلى إمكانية تحسين أنظمة الليزر على متن السفن الأميركية لمواجهة الصواريخ الفرط صوتية، ومنها تكنولوجيا الأسلحة الموجهة بالطاقة (DEW) والتي تشتمل على أشعة الليزر العالية الطاقة إلى جانب الأشعة الصوتية والموجات المليمترية وأشعة الموجات الدقيقة (ميكروويف) العالية الطاقة؛ والتي تشكل معًا أسلحة كهرومغناطيسية هائلة ورخيصة الثمن. تستخدم القوات البحرية كذلك بعض الوسائل الفعالة لحماية نفسها من هجمات الزوارق المسيرة، مثل الحواجز والشبكات، إلى جانب التمويه الذي يعمل على إخفاء اتجاه السفينة وسرعتها، مما يربك مشغلي المركبات البحرية المسيرة. ومن أجل التصدي لمخاطر الطائرات المسيرة حديثة العهد، هناك طريقتان رئيسيتان يمكن اتباعهما، الأولى تحييد المسيّرات بالأسلوب المتعارف عليه في إسقاط الطائرات المعادية التقليدية عن طريق الصواريخ الموجهة، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا رغم تكلفتها الباهظة، حيث تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد مليوني دولار لاعتراض طائرة مسيرة يتراوح ثمنها بين 2000 إلى 20 ألف دولار بحدٍ أقصى. والثانية تتمثل في استخدام محطات التشويش وأنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة القادرة على اختراق برامج التحكم في المسيّرات وتحديد مواقعها بدقة فائقة، وفي بعض الأحيان تتمكن القوات من إجبار المسيرات على السقوط وتفجير نفسها أو الهبوط والاستيلاء عليها، ومع ذلك تبقى هذه الطريقة ضعيفة نسبيًا. وفي سبيل حماية حاملة طائراتها الأحدث "جيرالد فورد"، نشرت البحرية الأميركية في أبريل/نيسان 6 مدمرات صواريخ موجهة من طراز "آرلي بيرك" وزودتها بأنظمة مصممة خصيصًا لاعتراض الطائرات المسيرة، وهي أنظمة "كويوت" و"رود رانر" التي تستخدم مسيّرات اعتراضية لاستهداف مسيّرات العدو وإسقاطها. وتعد هذه الأنظمة منخفضة التكلفة مقارنة بالصواريخ الموجهة المضادة للطائرات والتي تستخدمها سفن البحرية الأميركية وحلف الناتو في مياه البحر الأحمر لمواجهة المسيرات الحوثية. وفي ضوء كل هذه الاعتبارات، يبدو أن حاملات الطائرات العملاقة ستظل باقية على الساحة لسنوات قادمة، رغم تصريحات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بشأن توجيه الأولوية في المستقبل نحو بناء السفن، وما أثارته تلك التصريحات من تساؤلات عما إذا كانت وزارة الدفاع الأميركية ستقلص الميزانية الخاصة بصناعة وتطوير حاملات الطائرات، إذ يرى جوناثان هيد أن الرئيس دونالد ترامب المعروف عنه ولعه بالمظاهر والمشاريع الباذخة؛ لن يتخلى بهذه السهولة عن أحد رموز الهيمنة العسكرية الأميركية، وذلك بغض النظر عن الجدل الاقتصادي الدائر حولها.


جريدة الايام
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الايام
هل بدأت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية تفقد خصوصيتها؟
بمرور الأعوام، تمأسست وترسخت العلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس، ومن ضمن هذه العلاقات كانت أنماط العمل الإعلامي بين الدولتين. من جهة، هناك الحوار الإعلامي البسيط الذي يمكن ملاحظته بسهولة: الرسائل الواضحة العلنية والمفصّلة، التي تضمنت التضامن والتزام تقديم المساعدة لإسرائيل وشبكة الأمان العسكرية والدبلوماسية. ويوجد أيضاً، ضمن هذه العلاقات، الامتعاض والأزمات في العلاقات. كان هذا ينعكس عادة في "رسائل التوبيخ" من النوع التي أرسلها جيرالد فورد، على سبيل المثال، لرئيس الحكومة، إسحق رابين، في بداية "أزمة التقديرات الجديدة" في سنة 1975، أو بالتصريحات العلنية النقدية الفجّة والعدائية. ومن جهة أُخرى، هُناك بُعد آخر، وهو الجزء الذي تصعب ملاحظته، وهو بُعد غير واضح، وقابل للتأويل من أكثر من جهة. وفي هذا السياق، من الغريب أن الرئيس الأميركي، الذي اعتاد تمرير الرسائل بشكل مباشر وحاد، ومن دون أيّ كوابح، اختار استعمال الطريقة الأكثر ذكاءً لتمرير الرسائل غير المباشرة للحليف الإسرائيلي، ومن ضمن ذلك أدوات غير مكتوبة، وفضّل اتخاذ الخطوات (أو الامتناع من اتخاذها)، بدلاً من التصريحات الواضحة والمباشرة. على سبيل المثال، هذا ما حدث عندما تفاجأ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بسماع خبر إطلاق الحوار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران كحقيقة، ومن دون أن يعرف شيئاً عن هذا المسار الذي جرى من خلف ظهره، والذي يشكل أولوية قصوى بالنسبة إلى إسرائيل. هذا لم يكن سوى بداية مسار من الخطوات التي لم تتضمن أيّ انتقادات علنية مباشرة من طرف البيت الأبيض تجاه الحليف الإسرائيلي، لكنها كانت إشارة جدية إلى تراجُع مكانة العلاقات الخاصة. وعلى النهج نفسه، أغلق البيت الأبيض أيضاً قناة التواصل المباشرة ما بين المسؤولين الإسرائيليين الكبار وستيف ويتكوف، مدير الأزمات الأساسي في الإدارة الأميركية، بشأن القضايا التي تخص الشروط المسبقة بالاتفاق الأميركي - الإيراني في الموضوع النووي. وبذلك، استمرت الحالة الضبابية تلفّ جولات المفاوضات التي لا تزال جارية بين ممثلين للإدارة والمسؤولين الكبار في نظام آيات الله في إيران. إسرائيل مكشوفة انعكس نمط التعامل هذا، أيضاً، في الخطوة الأحادية الجانب وغير المنسّقة التي انعكست في تصريحات الرئيس الـ47 بشأن الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، وأيضاً في إعلانه نهاية العمليات العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، من دون أن يكون لدى إسرائيل أيّ علم به قبل توقيعه. يبدو كأنه في هذه الساحة على الأقل، بقيت القدس وحدها، خصوصاً أن الاتفاق لا يُلزم هذه الذراع الإيرانية التوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل. هذا كلّه، فضلاً عن حقيقة أن ترامب قرّر عدم المرور بإسرائيل خلال جولته في الدول الخليجية، وهو ما يتضمن مقولة واضحة وقوية، مفادها أن العلاقات الخاصة فقدت بريقها وخصوصيتها. فموضوع عدم زيارة إسرائيل يطرح تساؤلاً: هل باتت مكانتها فجأة، أقلّ من مكانة الإمارات العربية المتحدة وقطر، اللتين ينوي الرئيس زيارتهما، وكذلك السعودية التي من المتوقّع أن تكون في مركز الجولة؟ إن العامل المشترك الذي يربط بين هذه الخطوات كلها هو الشعور بخيبة الأمل العميقة جرّاء سلوك إسرائيل في سياق الحرب في غزة. فمن المعروف أن الرئيس [دونالد ترامب] كان ولا يزال يدعم فكرة الحرب القصيرة التي تهدف إلى الحسم السريع أمام العدو. وفي نظره، يجب أن تكون ساحة الحرب منصّة لإطلاق مسار دبلوماسي، وليست هدفاً بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق، فإن استمرار القتال في غزة من دون حسم سريع وواضح (إلى جانب امتناع إسرائيل عن صوغ مسار سياسي لليوم التالي) يُحبط ترامب الذي كان يأمل بالوصول إلى حسم سريع وقاتل أمام "حماس"، وإلى اتفاق وقف إطلاق نار. الصفقة مع دول الخليج في خطر وفعلاً، تتعامل واشنطن مع حالة التردّد والغرق الإسرائيلي في الوحل الغزي من دون معنى، على أنها عائق مركزي أمام مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أساس خطوط جديدة، تشمل تعاوناً تجارياً واستراتيجياً صلبا بين القوة الأميركية العظمى وبين الجزء الأكبر من دول المنطقة. هذا التعاون، الذي يهدف إلى إعادة صوغ الشرق الأوسط برعاية العم سام، سيمنح دول المنطقة الأمن أمام كل تهديد، ويمنح ترامب المقابل اللائق من خلال المساعدات العسكرية الكريمة التي بدأ بمنحها للسعودية على شكل صفقات كبيرة جداً، تكون عبارة عن استثمارات سعودية وخليجية في مشاريع أميركية. ولأن هذا المسار والحلم مغلق الآن بجميع مركّباته (ومن ضمنها التطبيع الإسرائيلي - السعودي) بسبب ما تقوم به إسرائيل في غزة، فلا يجب أن نتفاجأ من الامتعاض في العاصمة الأميركية الآن. التعبير الأفضل عن هذا الامتعاض هو دفع إسرائيل نحو الهامش، والجهود الأميركية إلى التقدّم في مسارات التفافية على القدس، والطموح إلى تحسين مكانة الولايات المتحدة في الإقليم، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على مسافة معينة من إسرائيل، حتى لو كان الثمن تأجيل توسيع اتفاقيات أبراهام في نموذجها الأصلي. إن زيارة ترامب القريبة للمنطقة والقمة التي سيعقدها مع قيادات الدول الخليجية ستساعدان على فهم الصورة، وما إذا هناك شرق أوسط جديد في قيد البلورة أمامنا، ولن تكون إسرائيل شريكاً رسمياً فيه. عن "إسرائيل اليوم"


موقع 24
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- موقع 24
حاملات الطائرات رسالة تحذير أمريكية لإيران
رصدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة من خلال "حاملات الطائرات" التي أبحرت إلى المنطقة خلال الفترة الماضية، معتبرة أنها رسالة إلى طهران، كما أوضحت أن تلك الحاملات قد تغير ميزان القوى في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتوسيع دور حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في الشرق الأوسط في ظل العمليات ضد الحوثيين "المدعومين من إيران"، مشيرة إلى أن حاملة الطائرات الثانية "يو إس إس كارل فينسون" قد تصل إلى المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وترافق الحاملتين العديد من السفن كجزء من مجموعات حاملات الطائرات الضاربة. وقالت في تحليل تحت عنوان "حاملات الطائرات الأمريكية قد تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط"، إن تلك التحركات ستعزز الوجود الأمريكي في المنطقة، مما يوفر للبنتاغون مزيداً من الطائرات والقوة النارية، موضحة أنه على الرغم من أن هذا التركيز على القوة النارية جديد، إلا أنه ليس فريداً. الحفاظ على وجود حاملتي طائرات وأضافت الصحيفة، أنه كان لدى الولايات المتحدة حاملتا طائرات بالمنطقة في الماضي، وعادة ما تكون هناك واحدة لدعم القيادة المركزية الأمريكية، وأحياناً كانت تعبر حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة، فعلى سببيل المثال بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أبقت واشنطن حاملة الطائرات الأمريكية، جيرالد فورد، وعدة سفن في شرق البحر الأبيض المتوسط لردع تنظيم "حزب الله" اللبناني أو إيران. وبقيت حاملة الطائرات فورد في المنطقة حتى أوائل يناير (كانون الثاني) 2024، حين عادت إلى الولايات المتحدة، ورافقتها حاملتا الطائرات الأمريكية، ميسا فيردي وكارتر هول، إلى جانب حاملة الطائرات الأمريكية "باتان"، وضمت هذه السفن الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين، وكانت في الخارج لمدة ثمانية أشهر. ردع الحوثيين وكانت حاملة الطائرات الأمريكية دوايت أيزنهاور موجودة أيضاً في المنطقة، ودعمت العمليات المصممة لتأمين البحر الأحمر من هجمات الحوثيين، وبحسب الصحيفة، غادرت حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور ومجموعة حاملات الطائرات الضاربة التابعة لها منطقة مسؤولية القيادة المركزية في يونيو (حزيران) 2024، وبقيت لفترة وجيزة في منطقة مسؤولية القيادة الأمريكية الأوروبية، ثم عادت إلى الولايات المتحدة، بعد أن تم نشرها لمدة سبعة أشهر. وصرح البنتاغون آنذاك أن حاملة الطائرات أيزنهاور "حمت السفن العابرة للبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأنقذت بحارة أبرياء من هجمات الحوثيين غير القانونية المدعومة من إيران، وساعدت في ردع أي عدوان آخر"، ثم اتخذت حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت" مقراً لها في القيادة المركزية لدعم العمليات في البحر الأحمر والمنطقة. وفي أغسطس (آب)، وصلت حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن" إلى المنطقة، وعلى متنها طائرات إف-35 وطائرات "إف-إيه/18 سوبر هورنت"، وخلال هذه الفترة، اعترضت أمريكا عدداً من الصواريخ الإيرانية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2024. وبحسب الصحيفة، في ذلك الوقت، كانت لدى الولايات المتحدة 3 مدمرات صواريخ موجهة في شرق البحر الأبيض المتوسط، شملت "يو إس إس بولكلي"، و"يو إس إس أرلي بيرك"، و"يو إس إس كول". ونُشرت أيضاً 4 مدمرات كجزء من عملية "حارس الازدهار" لحماية البحر الأحمر، وهي: يو إس إس مايكل مورفي، ويو إس إس فرانك إي. بيترسن جونيور، ويو إس إس سبروانس، ويو إس إس ستوكديل، وكانت يو إس إس إنديانابوليس موجودة أيضاً في منطقة مضيق باب المندب في أكتوبر (تشرين الأول) 2024. رسالة إلى إيران وتقول جيروزاليم بوست، إن إرسال حاملتي طائرات إلى المنطقة بمثابة رسالة إلى إيران، وقد أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسالة إلى طهران مؤخراً يعرض فيها إجراء محادثات، ومع ذلك، إذا لم تجلس إيران على طاولة المفاوضات، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى وسائل أخرى لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم أو تحويل مخزونها من اليورانيوم إلى أسلحة، وتابعت الصحيفة: "في الوقت نفسه، تشارك إسرائيل في عمليات في غزة، وتقصف الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن، لذا، فإن حاملات الطائرات ضرورية لمواصلة بعض هذه العمليات". واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة إن "الخلاصة، هي أن القوة النارية الأمريكية في المنطقة وفيرة، وقد يصل المزيد منها".


ليبانون 24
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- ليبانون 24
آخر تقرير عن قدرات الصين العسكريّة... هل اقتربت من بناء حاملة طائرات نووية؟
ذكر موقع "سكاي نيوز"، أنّ الصين تُواصل توسيع قدراتها البحرية بخطوات لافتة قد تُعيد تشكيل موازين القوة في البحار، في خطوة قد تقلص الفجوة بينها وبين القوى البحرية الكبرى. ويقول الكاتب الاميركي بيتر سوسيو، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست"، إن بحرية الجيش الصيني تُشغّل حاليا حاملتي طائرات تعملان بالطاقة التقليدية، بينما تخضع حاملة طائرات ثالثة لتجارب بحرية، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في وقت لاحق من هذا العام. وعند حدوث ذلك، ستصبح بحرية الجيش الصيني ثاني أكبر مشغّل لحاملات الطائرات الحقيقية في العالم بعد الولايات المتحدة فقط. ومع ذلك، لا يزال أمام بكين طريق طويل لسد الفجوة، حيث تحتفظ البحرية الأميركية بأسطول يضم 10 حاملات طائرات من فئة "نيميتز" وحاملة واحدة من فئة "جيرالد فورد"، وجميعها تعمل بالطاقة النووية. لكن بحرية الجيش الصيني قد تكون على وشك تحقيق "قفزة كبرى إلى الأمام" من خلال سعيها لبناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، والتي ستوفر مدى تشغيليا وقدرة تحمل معززة. وباستثناء البحرية الأميركية، فإن البحرية الفرنسية هي الجهة الوحيدة التي تشغل حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وهي السفينة الرائدة "شارل ديغول"، التي تم نشرها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وشاركت في عمليات مشتركة مع البحرية الأميركية وقوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية. وترددت الشائعات لسنوات حول سعي بكين لبناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، لكن التكهنات الأخيرة تستند إلى أدلة جديدة تشير إلى أن الجهود باتت قيد التنفيذ بالفعل. وخلافا لما تقوم به الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية التي تعلن علنا عن طلب بناء سفينة حربية، متبوعا بمراسم مختلفة تشمل قطع أول لوح فولاذي ووضع العارضة، فإن الصين تفضل التكتم، فهي لا تكشف عن مشاريعها إلا عند اقتراب اكتمال البناء، حيث يتم الاحتفال بذلك بمراسم تقليدية ضخمة. وبدلا من الإفصاح الرسمي، تظهر خطط بناء السفن الحربية الجديدة من خلال المعلومات التي يمكن استنتاجها عبر صور الأقمار الاصطناعية. ويقول سوسيو إن إخفاء مشروع ضخم بحجم حاملة طائرات خارقة ليس بالمهمة السهلة، لكن ذلك لا يعني أن بكين ستعلق علنا على الأمر. وبدلا من ذلك، صرّح محللون لشبكة "إن بي سي نيوز" بأن هناك مؤشرات على أن الجهود جارية بالفعل في حوض بناء السفن في داليان بشمال شرق الصين. ووفقا لتقرير "إن بي سي نيوز"، فإن "السفينة الجديدة ستسمح للمقاتلات بالإقلاع من 4 مواقع على سطح الطيران، ما دفع المحللين إلى الاستنتاج بأن الصور توحي بتصميم جديد كليا، يختلف عن أي سفينة حالية في الأسطول الصيني". وجاءت هذه التقييمات بعد فحص صور التقطتها ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة مقاولات دفاعية مقرها ولاية كولورادو، وتستخدمها الحكومة الأميركية. وتتمتع حاملات الطائرات الثلاث التابعة للبحرية الصينية بالقدرة على إطلاق الطائرات من 3 مواقع فقط على سطح الطيران. تشمل أول حاملتين، "تايب 001 لياونينغ"، وهي حاملة طائرات سوفيتية سابقة تم شراؤها من قبل شركة صينية ثم أُعيد تأهيلها محليا، و"تايب 002 شاندونغ"، وهي أول حاملة طائرات صينية الصنع بالكامل لإطلاق المقاتلات. أما "تايب 003 فوجيان"، فقد مثلت قفزة نوعية كبيرة، حيث تم تزويدها بنظام إطلاق كهرومغناطيسي شبيه بذلك المستخدم في حاملات الطائرات الأميركية من طراز جيرالد فورد. ووفقا لتقرير "إن بي سي"، فإن "استيعاب 4 منصات إطلاق للطائرات سيستلزم أن تكون الحاملة الجديدة أكبر حجما من فوجيان، مما يجعلها مماثلة في الوزن لحاملات الطائرات الأميركية". ولم تكشف الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية في حوض داليان للسفن عن حاملة سفن يتم وضعها، وبدلا من ذلك، سلطت الضوء على وحدة "النموذج الهندسي" للمنشآت، والتي يمكن أن تؤدي إلى شيء أكثر شؤما. وقال المحلل البحري البارز إتش. ي. ساتون لشبكة "إن بي سي نيوز" إن المسارات الظاهرة مرتبطة بوضوح بأنظمة الإطلاق، لكنها ليست لحاملة طائرات فعلية قيد الإنشاء، بل تشير إلى أن حوض بناء السفن يستعد لإنتاج حاملات طائرات جديدة. ويضاف إلى ذلك التقارير التي انتشرت العام الماضي حول عمل الصين على نموذج أولي لمفاعل نووي يمكن استخدامه على سفينة حربية كبيرة، مما يشير إلى أن بكين لا تركز فقط على حاملة طائرات واحدة، بل على فئة جديدة بالكامل. ومن حيث الحجم والقدرات، قد تنافس هذه الفئة أحدث الحاملات الأميركية. وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تطلق الصين أولى هذه السفن، لكن يجب التذكير بأنه قبل 15 عاما، لم يكن لدى بكين أي حاملة طائرات عاملة، وهي الآن على وشك امتلاك 3 حاملات. (سكاي نيوز)


اليمن الآن
٠٥-٠٣-٢٠٢٥
- علوم
- اليمن الآن
هل تقترب الصين من بناء حاملة طائرات نووية؟
تواصل الصين توسيع قدراتها البحرية بخطوات لافتة قد تعيد تشكيل موازين القوة في البحار، في خطوة قد تقلص الفجوة بينها وبين القوى البحرية الكبرى. ويقول الكاتب الاميركي بيتر سوسيو، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست"، إن بحرية الجيش الصيني تُشغّل حاليا حاملتي طائرات تعملان بالطاقة التقليدية، بينما تخضع حاملة طائرات ثالثة لتجارب بحرية، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في وقت لاحق من هذا العام. وعند حدوث ذلك، ستصبح بحرية الجيش الصيني ثاني أكبر مشغّل لحاملات الطائرات الحقيقية في العالم بعد الولايات المتحدة فقط. ومع ذلك، لا يزال أمام بكين طريق طويل لسد الفجوة، حيث تحتفظ البحرية الأميركية بأسطول يضم 10 حاملات طائرات من فئة "نيميتز" وحاملة واحدة من فئة "جيرالد فورد"، وجميعها تعمل بالطاقة النووية. لكن بحرية الجيش الصيني قد تكون على وشك تحقيق "قفزة كبرى إلى الأمام" من خلال سعيها لبناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، والتي ستوفر مدى تشغيليا وقدرة تحمل معززة. وباستثناء البحرية الأميركية، فإن البحرية الفرنسية هي الجهة الوحيدة التي تشغل حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، وهي السفينة الرائدة "شارل ديغول"، التي تم نشرها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وشاركت في عمليات مشتركة مع البحرية الأميركية وقوة الدفاع الذاتي البحرية اليابانية. وترددت الشائعات لسنوات حول سعي بكين لبناء حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، لكن التكهنات الأخيرة تستند إلى أدلة جديدة تشير إلى أن الجهود باتت قيد التنفيذ بالفعل. وخلافا لما تقوم به الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية التي تعلن علنا عن طلب بناء سفينة حربية، متبوعا بمراسم مختلفة تشمل قطع أول لوح فولاذي ووضع العارضة، فإن الصين تفضل التكتم، فهي لا تكشف عن مشاريعها إلا عند اقتراب اكتمال البناء، حيث يتم الاحتفال بذلك بمراسم تقليدية ضخمة. وبدلا من الإفصاح الرسمي، تظهر خطط بناء السفن الحربية الجديدة من خلال المعلومات التي يمكن استنتاجها عبر صور الأقمار الاصطناعية. ويقول سوسيو إن إخفاء مشروع ضخم بحجم حاملة طائرات خارقة ليس بالمهمة السهلة، لكن ذلك لا يعني أن بكين ستعلق علنا على الأمر. وبدلا من ذلك، صرّح محللون لشبكة "إن بي سي نيوز" بأن هناك مؤشرات على أن الجهود جارية بالفعل في حوض بناء السفن في داليان بشمال شرق الصين. ووفقا لتقرير "إن بي سي نيوز"، فإن "السفينة الجديدة ستسمح للمقاتلات بالإقلاع من 4 مواقع على سطح الطيران، ما دفع المحللين إلى الاستنتاج بأن الصور توحي بتصميم جديد كليا، يختلف عن أي سفينة حالية في الأسطول الصيني". وجاءت هذه التقييمات بعد فحص صور التقطتها ماكسار تكنولوجيز، وهي شركة مقاولات دفاعية مقرها ولاية كولورادو، وتستخدمها الحكومة الأميركية. وتتمتع حاملات الطائرات الثلاث التابعة للبحرية الصينية بالقدرة على إطلاق الطائرات من 3 مواقع فقط على سطح الطيران. تشمل أول حاملتين، "تايب 001 لياونينغ"، وهي حاملة طائرات سوفيتية سابقة تم شراؤها من قبل شركة صينية ثم أُعيد تأهيلها محليا، و"تايب 002 شاندونغ"، وهي أول حاملة طائرات صينية الصنع بالكامل لإطلاق المقاتلات. أما "تايب 003 فوجيان"، فقد مثلت قفزة نوعية كبيرة، حيث تم تزويدها بنظام إطلاق كهرومغناطيسي شبيه بذلك المستخدم في حاملات الطائرات الأميركية من طراز جيرالد فورد. ووفقا لتقرير "إن بي سي"، فإن "استيعاب 4 منصات إطلاق للطائرات سيستلزم أن تكون الحاملة الجديدة أكبر حجما من فوجيان، مما يجعلها مماثلة في الوزن لحاملات الطائرات الأميركية". ولم تكشف الصور التي التقطتها الأقمار الاصطناعية في حوض داليان للسفن عن حاملة سفن يتم وضعها، وبدلا من ذلك، سلطت الضوء على وحدة "النموذج الهندسي" للمنشآت، والتي يمكن أن تؤدي إلى شيء أكثر شؤما. وقال المحلل البحري البارز إتش. ي. ساتون لشبكة "إن بي سي نيوز" إن المسارات الظاهرة مرتبطة بوضوح بأنظمة الإطلاق، لكنها ليست لحاملة طائرات فعلية قيد الإنشاء، بل تشير إلى أن حوض بناء السفن يستعد لإنتاج حاملات طائرات جديدة. يضاف إلى ذلك التقارير التي انتشرت العام الماضي حول عمل الصين على نموذج أولي لمفاعل نووي يمكن استخدامه على سفينة حربية كبيرة، مما يشير إلى أن بكين لا تركز فقط على حاملة طائرات واحدة، بل على فئة جديدة بالكامل. ومن حيث الحجم والقدرات، قد تنافس هذه الفئة أحدث الحاملات الأميركية. وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن تطلق الصين أولى هذه السفن، لكن يجب التذكير بأنه قبل 15 عاما، لم يكن لدى بكين أي حاملة طائرات عاملة، وهي الآن على وشك امتلاك 3 حاملات. وتمتلك الصين قدرات بناء سفن تفوق نظيرتها الأميركية، مما قد يمكنها من تسريع الإنتاج، وبحلول منتصف الثلاثينيات من هذا القرن، قد يتقلص الفارق بين عدد حاملات الطائرات التابعة للبحرية الصينية ونظيرتها الأميركية بشكل كبير. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الحاملة الأولى كانت بالكاد سفينة تدريب، بينما ستكون حاملات الطائرات النووية المستقبلية سفنا حربية متكاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.