أحدث الأخبار مع #جيلنا


LE12
١١-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- LE12
البرغوثي يكتب. فيتنام وفلسطين… خمسون عاماً على انتصار تحقق وآخر سيتحقق
صحيحٌ أن فيتنام استندت إلى دعم حليفيها، الصين والاتحاد السوفييتي، ولكن العامل الحاسم كان صمود الشعب الفيتنامي وبطولته. * الدكتور مصطفى البرغوثي لم يعايش جيل الشباب الفلسطيني والعربي الحالي ما عايشه جيلنا من متابعة للنضال البطولي الذي خاضه شعب فيتنام من أجل حريته واستقلاله… أذكر تماماً ذلك اليوم، الأول من مايو/ أيار، قبل 50 عاماً، عندما شاهدنا هروب القوات الأميركية المعتدية، ومن معها من حلفائها، من مدينة سايغون، التي أصبح اسمها اليوم هوشي منه، على اسم مؤسّس نضال فيتنام وقائده ورئيس دولتها، وتركت خلفها، وهي تجرّ أذيال الخيبة، عملاءها وأعوانها غارقين في وحل عمالتهم وذلّهم بعد أن تخلت عنهم. وأمّا نحن الطلاب الفلسطينيين، فكان ذلك اليوم يوم انتصار لنا أيضاً، كما كان يوم انتصار لإرادة كل الشعوب المناضلة ولحركات التضامن العالمية، بمن فيها حركات أميركية مناهضة للعدوان على فيتنام في الولايات المتحدة نفسها، والتي شارك فيها قادة عظام، مثل مارتن لوثر كينغ الذي دفع حياته ثمناً لنضاله ووقوفه إلى جانب المظلومين. لم تخُض فيتنام حرباً واحدة ضد الاستعمار في العصر الحديث، بل خاضت حربين ضد استعمارين، الاستعمار الفرنسي الذي كنسته من أرضها بعد معركة ديان بيان فو، عام 1954، ثم ضد الإمبريالية الأميركية بكل جبروتها العسكري لتحرّر جنوب فيتنام في الستينيات والسبعينيات. صحيحٌ أن فيتنام استندت إلى دعم حليفيها، الصين والاتحاد السوفييتي، ولكن العامل الحاسم كان صمود الشعب الفيتنامي وبطولته، فقد قاتل وحده دفاعاً عن وطنه وعن حرّيته بالاستناد إلى دعم أحرار العالم. ولم تكن رحلة فيتنام من أجل الحرية طريقاً سهلاً، بل مليئة بالتضحيات والآلام. ولعلي أذكر هنا أرقاماً مذهلة لما تعرّض له ذلك الشعب الباسل. ألقى الأميركيون 14 مليون طن من المتفجرات على فيتنام، تركت 43 مليون حفرة في أرضها، بما في ذلك قنابل النابالم والمواد السامة، مثل مادة الأورانج، التي قضت على الزراعة وسبّبت أمراضاً خطيرة، منها السرطان وتشويه الأطفال للآلاف. كما ألقوا على فيتنام القنابل الزلزالية التي كانت تدمر كل ما هو حي في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات، وخرّبوا 43% من الأراضي الزراعية، وقصفوا 75% من القرى، بما في ذلك ثلاثة ملايين منزل وخمسمائة مستشفى وعيادة ومعابد وكنائس ومجمل البنية التحتية بما في ذلك الطرق والجسور والسكك الحديد. وحاول المعتدون إحداث التخريب والتشويه الثقافي والمعنوي والاجتماعي، فنشروا نصف مليون جندي أميركي ومليوناً آخر من جنود دول حليفة أخرى، وعاثوا فساداً في المجتمع في جنوب فيتنام عشر سنوات، وفرضوا أسواق بغاء، ونشروا المخدّرات، وخلفوا، عند رحيلهم بعد هزيمتهم، نصف مليون امرأة ضحايا للابتزاز والاستعباد الجنسي، ونصف مليون طفل يتيم، ونصف مليون مدمن للمخدرات. لم تستسلم فيتنام، ولم تقبل تجزئة وطنها إلى شمال وجنوب، ولم يتكئ أهل الشمال على انتصارهم على الفرنسيين، ولم يتخلوا عن الجنوب، بل واصلوا نضالهم لتحريره، وقدّمو أكثر من مليون شهيد في مسيرتهم الكفاحية. ويذكر المناضل والقائد الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد)، في مذكّراته 'فلسطيني بلا هوية'، أنه فوجئ عندما زار شمال فيتنام في أثناء الحرب بأنه لم يكن في عاصمتها هانوي سوى ثماني سيارات يستعملها أركان الدولة، والباقون يستعملون الدرّاجات، فكل الجهد وكل الطاقات كانت مسخّرة للنضال والكفاح، والقادة قبل الناس كانوا يتقشّفون لدعم احتياجات مقاومة شعبهم. رمّمت لم يخضع قادة فيتنام للدعوات الانهزامية، التي كانت تقول لهم سنوات: أنتم تحاربون أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم ولا يمكن ان تنتصروا. ولم يسمحوا لآلامهم وأحزانهم أن تتغلّب على إرادتهم في الحرية والكرامة والنصر، لأنهم فهموا أن الخضوع يعني ذلاً أبدياً، وعبوديةً مستمرّة، وضياعاً ليس فقط لحرّيتهم وكرامتهم، بل أيضاً لوطنهم نفسه إلى الأبد. والتاريخ مليء بالنموذجين، من خضعوا وهانوا فاختفوا من التاريخ البشري، ومن صمدوا وكافحوا وتحدّوا رغم معاناتهم وانتصروا في نهاية المطاف، كما فعلت شعوب فيتنام والجزائر وجنوب أفريقيا وغيرها… أكتب هذا ليوجّه إلى كل الذين يلومون الشعب الفلسطيني أينما كان، خصوصاً في غزّة الباسلة، على إصراره على مواصلة النضال والكفاح من أجل حريته وبكل وسيلة ممكنة. وردّاً على الذين يشكّكون في قدرة الشعب الفلسطيني المهدّد بالتطهير العرقي والإبادة، على الصمود والبقاء في وطنه، بعد أن أدرك أن البديل للصمود والبقاء والكفاح هو الزوال والفناء بصفته شعباً، وذلك بالضبط ما أدركه الشعب الفيتنامي من قبل، وما أدركه ثوار الجزائر الذين كانوا مثلنا يواجهون أيضاً استعماراً استيطانياً إحلالياً كذلك. لا توجد كلمات يمكن أن تعبّر عن ألم امرأة ترى أطفالها يموتون جوعاً أو مرضاً أو قصفاً بقنابل المجرمين، أو عن ألم والد مثل إبراهيم أبو مهادي الذي فقد جميع أولاده الستة في لحظة قصف إجرامي واحدة، أو أن تصف مشاعر مُسعفين وأطباء ذهبوا ليعالجوا آلام الجرحى فوجدوا أنفسهم ضحايا للقتل، بل الدفن وهم أحياء. ولكن لا يملك أحد الحقّ الأدبي أو السياسي أو المعنوي للوم الضحية على ما يقوم به المجرمون ضدها، أو على مطالبة من يناضلون ضد القتل والموت والاضطهاد بالاستسلام… أما الشامتون بشعبهم وآلامه ومعاناته، ودعاة الهوان والاستسلام، فلن يكون مصيرُهم أفضل من مصائر الذين تخلى عنهم المستعمرون والإمبرياليون، عندما هزموا وفشلت مخطّطاتهم، وخابت مقاصدهم. * الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية


إيطاليا تلغراف
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- إيطاليا تلغراف
فيتنام وفلسطين... خمسون عاماً على انتصار تحقق وآخر سيتحقق
إيطاليا تلغراف مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، طبيب وناشط وكاتب. لم يعايش جيل الشباب الفلسطيني والعربي الحالي ما عايشه جيلنا من متابعة للنضال البطولي الذي خاضه شعب فيتنام من أجل حريته واستقلاله… أذكر تماماً ذلك اليوم، الأول من مايو/ أيار، قبل 50 عاماً، عندما شاهدنا هروب القوات الأميركية المعتدية، ومن معها من حلفائها، من مدينة سايغون، التي أصبح اسمها اليوم هوشي منه، على اسم مؤسّس نضال فيتنام وقائده ورئيس دولتها، وتركت خلفها، وهي تجرّ أذيال الخيبة، عملاءها وأعوانها غارقين في وحل عمالتهم وذلّهم بعد أن تخلت عنهم. وأمّا نحن الطلاب الفلسطينيين، فكان ذلك اليوم يوم انتصار لنا أيضاً، كما كان يوم انتصار لإرادة كل الشعوب المناضلة ولحركات التضامن العالمية، بمن فيها حركات أميركية مناهضة للعدوان على فيتنام في الولايات المتحدة نفسها، والتي شارك فيها قادة عظام، مثل مارتن لوثر كينغ الذي دفع حياته ثمناً لنضاله ووقوفه إلى جانب المظلومين. لم تخُض فيتنام حرباً واحدة ضد الاستعمار في العصر الحديث، بل خاضت حربين ضد استعمارين، الاستعمار الفرنسي الذي كنسته من أرضها بعد معركة ديان بيان فو، عام 1954، ثم ضد الإمبريالية الأميركية بكل جبروتها العسكري لتحرّر جنوب فيتنام في الستينيات والسبعينيات. صحيحٌ أن فيتنام استندت إلى دعم حليفيها، الصين والاتحاد السوفييتي، ولكن العامل الحاسم كان صمود الشعب الفيتنامي وبطولته، فقد قاتل وحده دفاعاً عن وطنه وعن حرّيته بالاستناد إلى دعم أحرار العالم. ولم تكن رحلة فيتنام من أجل الحرية طريقاً سهلاً، بل مليئة بالتضحيات والآلام. ولعلي أذكر هنا أرقاماً مذهلة لما تعرّض له ذلك الشعب الباسل. صحيحٌ أن فيتنام استندت إلى دعم حليفيها، الصين والاتحاد السوفييتي، ولكن العامل الحاسم كان صمود الشعب الفيتنامي وبطولته ألقى الأميركيون 14 مليون طن من المتفجرات على فيتنام، تركت 43 مليون حفرة في أرضها، بما في ذلك قنابل النابالم والمواد السامة، مثل مادة الأورانج، التي قضت على الزراعة وسبّبت أمراضاً خطيرة، منها السرطان وتشويه الأطفال للآلاف. كما ألقوا على فيتنام القنابل الزلزالية التي كانت تدمر كل ما هو حي في دائرة قطرها ثلاثة كيلومترات، وخرّبوا 43% من الأراضي الزراعية، وقصفوا 75% من القرى، بما في ذلك ثلاثة ملايين منزل وخمسمائة مستشفى وعيادة ومعابد وكنائس ومجمل البنية التحتية بما في ذلك الطرق والجسور والسكك الحديد. وحاول المعتدون إحداث التخريب والتشويه الثقافي والمعنوي والاجتماعي، فنشروا نصف مليون جندي أميركي ومليوناً آخر من جنود دول حليفة أخرى، وعاثوا فساداً في المجتمع في جنوب فيتنام عشر سنوات، وفرضوا أسواق بغاء، ونشروا المخدّرات، وخلفوا، عند رحيلهم بعد هزيمتهم، نصف مليون امرأة ضحايا للابتزاز والاستعباد الجنسي، ونصف مليون طفل يتيم، ونصف مليون مدمن للمخدرات. لم تستسلم فيتنام، ولم تقبل تجزئة وطنها إلى شمال وجنوب، ولم يتكئ أهل الشمال على انتصارهم على الفرنسيين، ولم يتخلوا عن الجنوب، بل واصلوا نضالهم لتحريره، وقدّمو أكثر من مليون شهيد في مسيرتهم الكفاحية. ويذكر المناضل والقائد الفلسطيني صلاح خلف (أبو إياد)، في مذكّراته 'فلسطيني بلا هوية'، أنه فوجئ عندما زار شمال فيتنام في أثناء الحرب بأنه لم يكن في عاصمتها هانوي سوى ثماني سيارات يستعملها أركان الدولة، والباقون يستعملون الدرّاجات، فكل الجهد وكل الطاقات كانت مسخّرة للنضال والكفاح، والقادة قبل الناس كانوا يتقشّفون لدعم احتياجات مقاومة شعبهم. رمّمت فيتنام دمارَها، وأصلحت بعد انتصارها كل ما خرّبه المستعمرون، واليوم تنهض دولةً حرّة مستقلة موحدة وقوية اقتصادياً رمّمت فيتنام دمارَها، وأصلحت بعد انتصارها كل ما خرّبه المستعمرون، واليوم تنهض دولةً حرّة مستقلة موحدة وقوية اقتصادياً يتسابق رجال الأعمال للاستثمار فيها، بل أصبحت الى جانب الصين من أقوى اقتصاديات آسيا، وأعادت بناء كل ما دمّره الأميركيون، بل طوّرت صناعة متفوّقة على المستوى العالمي. لم يخضع قادة فيتنام للدعوات الانهزامية، التي كانت تقول لهم سنوات: أنتم تحاربون أكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم ولا يمكن ان تنتصروا. ولم يسمحوا لآلامهم وأحزانهم أن تتغلّب على إرادتهم في الحرية والكرامة والنصر، لأنهم فهموا أن الخضوع يعني ذلاً أبدياً، وعبوديةً مستمرّة، وضياعاً ليس فقط لحرّيتهم وكرامتهم، بل أيضاً لوطنهم نفسه إلى الأبد. والتاريخ مليء بالنموذجين، من خضعوا وهانوا فاختفوا من التاريخ البشري، ومن صمدوا وكافحوا وتحدّوا رغم معاناتهم وانتصروا في نهاية المطاف، كما فعلت شعوب فيتنام والجزائر وجنوب أفريقيا وغيرها… أكتب هذا ليوجّه إلى كل الذين يلومون الشعب الفلسطيني أينما كان، خصوصاً في غزّة الباسلة، على إصراره على مواصلة النضال والكفاح من أجل حريته وبكل وسيلة ممكنة. وردّاً على الذين يشكّكون في قدرة الشعب الفلسطيني المهدّد بالتطهير العرقي والإبادة، على الصمود والبقاء في وطنه، بعد أن أدرك أن البديل للصمود والبقاء والكفاح هو الزوال والفناء بصفته شعباً، وذلك بالضبط ما أدركه الشعب الفيتنامي من قبل، وما أدركه ثوار الجزائر الذين كانوا مثلنا يواجهون أيضاً استعماراً استيطانياً إحلالياً كذلك. لا توجد كلمات يمكن أن تعبّر عن ألم امرأة ترى أطفالها يموتون جوعاً أو مرضاً أو قصفاً بقنابل المجرمين، أو عن ألم والد مثل إبراهيم أبو مهادي الذي فقد جميع أولاده الستة في لحظة قصف إجرامي واحدة، أو أن تصف مشاعر مُسعفين وأطباء ذهبوا ليعالجوا آلام الجرحى فوجدوا أنفسهم ضحايا للقتل، بل الدفن وهم أحياء. ولكن لا يملك أحد الحقّ الأدبي أو السياسي أو المعنوي للوم الضحية على ما يقوم به المجرمون ضدها، أو على مطالبة من يناضلون ضد القتل والموت والاضطهاد بالاستسلام… أما الشامتون بشعبهم وآلامه ومعاناته، ودعاة الهوان والاستسلام، فلن يكون مصيرُهم أفضل من مصائر الذين تخلى عنهم المستعمرون والإمبرياليون، عندما هزموا وفشلت مخطّطاتهم، وخابت مقاصدهم.


بوابة الفجر
١١-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- بوابة الفجر
مصطفى يونس يكشف لـ خط أحمر عن أول راتب تقاضاه في الأهلي
أكد مصطفى يونس، نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، عشقه العميق للنادي الأهلي، مشيرًا إلى أنه وهب حياته للنادي منذ الصغر، وتذكر كيف كانت الشخصيات العظيمة داخل القلعة الحمراء سببًا في غرس حب الأهلي في نفوس الأجيال المتعاقبة، قائلًا: "جيلنا تأثر برمزين كبيرين، الأول هو الكابتن صالح سليم، وقبله كان هناك الكابتن مصطفى حسين، الذي يُعد الأب الروحي للناشئين والأشبال في النادي". وأضاف خلال لقائه في الجزء الثاني من حلقته ببرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الكابتن مصطفى حسين كان يشرف على جميع فرق الناشئين في الأهلي، بدءًا من فريق 21 عامًا وحتى فرق المدرسة الكروية، مشددًا على أن هؤلاء الرموز هم من زرعوا الانتماء وحب النادي في قلوب اللاعبين. وأشار إلى أن الحب لا يأتي من فراغ، بل هناك دائمًا أسباب تؤدي إليه، وهو ما جعله يرتبط بالأهلي منذ نعومة أظافره. وفي سياق حديثه عن بداياته، كشف مصطفى يونس أنه كان أول ناشئ في تاريخ النادي الأهلي يتقاضى راتبًا شهريًا منذ تأسيس النادي عام 1907، حيث تلقى خمسة جنيهات شهريًا وهو في سن السادسة عشرة. وأوضح أن هذا المبلغ كان كبيرًا بالنسبة له آنذاك، خاصة أن والدته كانت تعطيه ثلاثة قروش فقط كمصروف يومي للمدرسة، ما جعله يدرك قيمة الفرصة التي حصل عليها في الأهلي وسعى لإثبات نفسه داخل النادي.


بوابة الأهرام
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- بوابة الأهرام
رمضان والقضية الفلسطينية
هذا هو اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم. هكذا نُطلِق عليه فى كل مكان من بر مصر، وهو شهر مُبارك يساوى السنة كلها، نعيش فى انتظاره من لحظة لأخرى. ورمضان هذا العام يهل علينا ولدينا ما هو جديد. ألا وهو قضية القُدس والأشقاء الفلسطينيون الذين يُعانون مما يفعله بهم العدو الصهيونى. صحيح أن الأمة العربية تقف معهم وتُحاول أن تُساعدهم بكل الوسائل الممكنة، ولعل طابور سيارات شمال سيناء التى تقف أياماً وليالى فى انتظار الإذن بالعبور من المُحتل والغاصب تُلفِت الأنظار. وكل مصرى يوشك أن يقتسم سحوره وإفطاره ويُرسله إلى أشقائنا فى غزة الذين يدافعون عن فلسطين وهذا لابد أن يتحقق فى حياة جيلنا على الأقل. وإلا لن يكون لحياتنا معنى، ولا لوجودنا دلالة. ولأن القراءة تزداد فى رمضان وتُصبح من ثوابت الدنيا، بل تظل فريضة وعبادة طوال أيام الشهر الكريم. فبين يديَّ الآن كتاب مهم عنوانه: الأزهر والقُدس بحوث مختارة بأقلام لفيف من العُلماء. قدمه الدكتور نظير عيَّاد مفتى الديار المصرية، وكان قبل صدور هذا الكتاب المهم يشغل منصب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر التى تصدر عن الأزهر. وسيظل الأزهر الشريف حارساً لإسلامنا ومدافعاً عنه فى ظل القيادة الرصينة والعظيمة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. ومن المؤكد أن المسجد الأقصى له منزلة رفيعة ومكانة سامية فى نفوس المسلمين. فهو معهد الأنبياء، ومُتعهِد الأولياء، وثانى البيت الحرام فى البناء، وأولى القبلتين حال الابتداء. والكتاب الذى يقع صفحاته فى نحو 270 صفحة من القطع المتوسط يأتى فى وقته تماماً. فالانتفاضة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة وفاعلة ومؤثرة آناء الليل وأطراف النهار. والدول العربية وفى المقدمة منها مصر تُقدم لهم بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى كل ما يحتاجه الإنسان فى حياته اليومية. فما بالك إن كان الأشقاء الذين يسكنون حبة القلب يتعرضون لعدوانٍ يومى بربرى غاشم من العدو الإسرائيلى يقف معه جزء كبير من عالم اليوم؟. وعندما يتوقف التاريخ أمام ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة رئيسها دونالد ترامب ليُذهل أشد الذهول، لأنهم لا يُراعون أبسط ما يجب أن يُراعوه فى الموقف من هذه القضية الواضحة والمُحددة والتى لا تحتاج إلى أى بيانٍ أو إيضاح أو ضرب أمثلة. وهذا الكتاب المُهم يُنادى المسلمين. يقول لهم: ماذا أنتم فاعلون الآن؟ إنكم نحو الـ 900 مليون نسمة، تواجهون ثلاثة ملايين إسرائيلى، أو 17 مليون يهودي. فهل تتركون المسجد الأقصى والصخرة المُشرَّفة والحرم المقدس وقبور الصحابة والأولياء والمجاهدين فى ظلام الاحتلال الاسرائيلى الغادر؟ هل تقفون مكتوفى الأيدى إزاء حرب الإبادة التى يشنها على إخوانكم الفلسطينيين إسرائيليون حاقدون؟. نقرأ فى هذا الكتاب المهم كيف تُقابلون وجه الله يوم القيامة؟ وهل تتركون الكعبة المشرفة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم عُرضة للغزو والدمار؟ والمؤلف يعترف أنه يتوجه فى هذه الساعة الحرجة من تاريخ أمته وقلبه يقطر دماً ويُنادي: أغِثنا يا رسول الله، املأ قلوبنا بالإيمان، وحِّد صفوفنا. إننا نُبايعك على أرواحنا وأولادنا وأموالنا: إن مسراك ومعراجك وقبلتك الأولى ومساجد يُذكر فيها اسم الله واسمك تشكو وتستغيث. فشد عزائمنا يا رسول الله. إننا نريد أن نستشهد ليعلو اسم الله ولتعترف تكبيرات المؤمنين على المآذن بـ الله أكبر الله أكبر. يا أبا القاسم، يا رسول الله أغثنا لا تتخل عنا. فنحن لن نتخلى عنك. قُدنا إلى الجهاد، خير لنا أن نموت دفاعاً عن مقدساتنا وأعراضنا وأوطاننا التى انتُهِكت. لأننا نرفض أن نعيش عبيداً أذلاء للعدو. ها هو رمضان ونحن فى اليوم الثالث له ننام ونصحو وكلٌ منا يجاهد بطريقته الخاصة. وبما يستطيع أن يُقدمه لأشقائنا الفلسطينيين الذين يمرون بأقسى الظروف الصعبة والعصيبة تمسكاً منهم ببلادهم وأرضهم وتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم. إنها قصة مُحزنة منذ لحظتها الأولى، منذ وعد بلفور الذى صدر نتيجة للتخطيط الصهيونى مع بريطانيا وأمريكا بإنشاء وطن مُغتصب للفلسطينيين بأرضهم فى عام 1917 المشئوم. وقد تضمنه عهد عُصبة الأمم إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين. وكان ذلك تأكيداً للتحالف الاستعمارى بين بريطانيا وأمريكا والصهيونية منذ بدايات القرن العشرين. وقد اعتمدت الصهيونية أساساً فى المرحلة الأولى على بريطانيا دولة الاستعمار الغربى الأولى. ثم نقلت اعتمادها الأساسى للولايات المتحدة الأمريكية التى أخذت تحل محل بريطانيا فى زعامة الاستعمار الغربي. وخاصة بعد أن ظهرت أهمية البترول العربى لأمريكا التى أخذ بترولها ينضب، ورأت أن الصهيونية خير عميل لها فى هذه المنطقة العربية. وعندئذ اتصل الدعم الأمريكى التام لمطامع الصهيونية فى احتلال فلسطين وإنشاء إسرائيل، وتقديم دعم عسكرى وسياسى واقتصادى ومالى لها. إن القصة القديمة مُحزنة، ولا أدرى السبب فى ذكرها الآن سوى أن الأجيال الطالعة من الفلسطينيين والعرب لابد أن يعرفوا صفحات التاريخ الذى مضى. وأن يعتبروا أنفسهم فى حالة دفاعٍ شرعى عن النفس. إن العدو يفعل وفعله ضد المنطق والتاريخ والإنسانية كلها. ونحن نرد عليه، والفلسطينيون يزدادون تمسُكاً بقضيتهم. بل إن الطفل الفلسطينى يخرج إلى الدنيا الآن وهو يعرف ويُدرك من آبائه وأجداده وأقربائه أن بلده مُحتل. ولابد من تحريره. ولابد من قيام الدولة الفلسطينية. كنتُ أتصور منذ بداية هذه المحنة ألا يسكت العالم. وأن يتضامن مع المظلوم. وأن يقدم له كل ما يستطيع تقديمه. ولكن هذا إن حدث فهو فى أضيق الحدود. ومع هذا لابد من الكفاح والنضال حتى تعود فلسطين للفلسطينيين.


العرب اليوم
٠٢-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- العرب اليوم
فتح انطلاقة!
«فتح انطلاقة» كان الصيحة التى أطلقها القدير صلاح السعدنى فى مسلسل تليفزيونى عشقه جيلنا: «أرابيسك». اللحظة كانت اكتمال الفن الحرفى مع النمو التجارى والتوازن الاقتصادى، وما حدث بعد ذلك كان من قبيل الدراما الذى أدى إلى الانهيار. ولكن حياة الأمم تختلف عن بناء الفيلا حيث يمكن الإمساك باللحظة لكى تكون عتبة تتلوها عتبات حتى تصل الدولة إلى الحداثة وتقع فى صفوف الدول المتقدمة. العام 2025 يبدو كما لو كان تلك اللحظة الفاصلة حينما تتراكم خطوات التنمية خلال السنوات العشر الماضية، مع ثروات مصر الطائلة التى بها ما هو لا متناه مثل الشمس (الطاقة) والرمال (السليكون) والبحار (المياه) والتاريخ (7 آلاف عام)، والآن نضيف لها «التكنولوجيا» التى تستغل كل ذلك؛ وجميعها تعتمد على مهارة البشر من النخبة التى تدير كل ذلك. يبدو لى أن الأزمات التى مرت بنا مثل الإرهاب والكوفيد والحرب الأوكرانية حتى حرب غزة، دفعت، بإصرارنا، تجاوز الأزمة المالية، من خلال فتح الأبواب للقطاع الخاص والاستثمار الداخلى والخارجى. إحدى الشهادات على ذلك جاء بها تقرير للبنك المركزى يقول بارتفاع تحويلات العاملين المصريين فى الخارج بنسبة 51.3٪ أو من 19.5 مليار دولار فى 2023 إلى 29.5 مليار فى 2024. لم نصل بعد إلى ما كنا عليه قبل الأزمة وكان 32 مليارًا، ولكننا فى الطريق إلى ذلك فعندما يطمئن المصريون إلى اقتصاد بلادهم فإن تدفق مواردهم تكون بلا حساب. التراكم الجديد وانطلاقاته لا تكون فقط من خلال تجارب لامعة مثل «رأس الحكمة» التى لديها قدرة غير قليلة على التناسخ فى شواطئ واسعة؛ ولكن ما يضيف لها الكثير هو استخدام التكنولوجيات المتقدمة عندما تعاقدت الشركة المصرية لنقل الكهرباء مع شركة «آميا بور AMEA POWER» الإماراتية لتخزين طاقة قدرها 1500 ميجاوات/ ساعة فى فى محطتين: فى منطقة بنبان للطاقة الشمسية فى أسوان وقدرها 500 ميجاوات/ساعة، والثانية فى الزعفرانة حيث يتم تخزين 1000 ميجاوات ساعة من طاقة الرياح. فى أيام بعيدة كان هناك نوع من مزاح التفاخر بين المناطق المختلفة بالقول إنها تقوم بتعبئة - تخزين - الشمس فى زجاجات. لم يكن معلومًا أن الأمر جد كبير؛ وأنه من الممكن اختزان الطاقة فى بطاريات يمكن استخدام مخزونها فى وقت تشحب فيه الشمس أو تخفت فيه سرعة الرياح. الفوائد كثيرة من استخدام وتخزين الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة والتى لا تنفد. ما نحتاجه هو تطوير التخزين إلى صناعة الخلايا الضوئية، وإلى البحث فى أرضنا وأرض الدول القريبة عن «اللثيام» الذى لا يمكن الاستغناء عنه فى صناعة البطاريات التى تقوم بالتخزين. هكذا يسير التقدم من خطوة إلى أخرى ما دام هناك إصرار وعزيمة.