أحدث الأخبار مع #حسنعبدالرسول


البلاد البحرينية
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- البلاد البحرينية
بودكاست "مع الزميل"... حسن الستري
تقديم: حسن عبدالرسول | تصوير: خليل إبراهيم، السيد علي حسن، أيمن يعقوب، سارة الحايكي | مخطوطة: علي جمعة | مونتاج: السيد علي حسن


البلاد البحرينية
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
القادري لـ 'البلاد': 'بيت إبراهيم'.. مشروع جديد لتعزيز الوحدة الإسلامية
حسن عبدالرسول: قال رئيس المجلس الأعلى لمنظمة منهاج القرآن الدولية، وعميد كلية الحقوق بجامعة المنهاج في لاهور بجمهورية باكستان، د. حسن محيي الدين القادري، إن التوصيات التي خرج بها الحوار 'الإسلامي الإسلامي.. أمة واحدة ومصير مشترك' جاءت في توقيت هام لخدمة الأمة الإسلامية، نظرًا لما تمر به منطقة الشرق الأوسط من منعطفات خطيرة. إذ تُعتبر توصيات المؤتمر حجر أساس لرسم خارطة طريق للسلام والأمن ضمن مشروع كبير لخدمة الأمة الإسلامية التي تعاني العديد من التحديات. ووصف القادري، خلال حوار مع جريدة البلاد، 'الحوار الإسلامي الإسلامي' بالحديقة العطرة للسلام والتعايش السلمي لكافة التيارات الفكرية والمذاهب الإسلامية، حيث كانت أهداف المؤتمر واضحة للجميع منذ البداية لتحقيق التوافق والاتحاد الإسلامي نحو الحفاظ على راية الأمة الإسلامية. كما أشاد بما جاء في التوصيات وبيان أهل القبلة لرص صفوف المسلمين وإنهاء الشتات والفرقة، وتوحيد التيارات العلمية والفكرية تحت مظلة التعايش بين الأمم الإسلامية. وأضاف أن اللبنة الأساسية مما تم تناوله في جلسات المؤتمر بلورت عدة أفكار لإنهاء الفرقة والشتات بين المسلمين أنفسهم، من خلال تقريب المزيد من وجهات النظر بين الفقهاء ورجال الدين والمفكرين. أدب الاختلاف وفي سياق ذلك، أشار القادري إلى أن آيات القرآن الكريم تناولت في العديد من السور ضرورة الاتحاد والوحدة بين الناس، إلى جانب أدب الاختلاف، مستشهدًا بحديث الرسول الأكرم (ص): 'اختلاف أمتي رحمة'، ومن هذا المنطلق يجب على الناس تعلم أدب الاختلاف من باب الرحمة، وليس من منطلق الصراعات بين أفراد الأمة الإسلامية. ودعا ممثلي المذاهب والتيارات الإسلامية إلى الجلوس على طاولات الحوار لمناقشة بعض الإشكاليات وتصحيح بعض المفاهيم من خلال تبادل وجهات النظر بشأن الأيديولوجيا والأفكار المختلفة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القرآن الكريم شدد في العديد من الآيات على الرحمة والتعايش والتسامح واحترام الآخرين. ولفت إلى أن التمسك بالأيديولوجيا أمر مشروع، كما أن وجود عدة مذاهب وطوائف إسلامية من حقها التمسك بهويتها المذهبية، ولا يحق لأي فرد إقصاء أي طرف يختلف معه في الدين، كما لا يحق لأي طرف الاعتقاد بأن الآخر المختلف معه على باطل، لأن أساس الدين الرحمة والتوافق والتسامح، كما جاء في آيات القرآن الكريم. وشدد القادري على ضرورة حل كافة الإشكاليات من خلال لغة الحوار، لأن الحروب لا تستطيع حل الأزمات، بل وجدنا أن الحروب سبب للدمار، في حين أن المناقشة تؤدي إلى توافق ورسم خارطة طريق لأي إشكالية. وأشاد بالرعاية السامية لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لإقامة الحوار 'الإسلامي الإسلامي' والعديد من المؤتمرات التي استضافتها المنامة سابقًا لتعزيز التقارب بين الأديان، مما يؤكد أن كافة التيارات قادرة على التوصل إلى حلول من خلال المناقشات والعمل بتوصيات المؤتمرات بغية تحقيق الوحدة الإسلامية، وصولًا إلى الوحدة الحقيقية لمصير الأمة. الإسلام والليبرالية وبشأن فصل الدين عن السياسة وتطبيق العلمانية للتعايش السلمي بين الأمم ومختلف المذاهب، قال القادري إن العلمانية والليبرالية أيديولوجيات مستوردة للشرق من الخارج، وإن الأفكار الوضعية ليست من الإسلام. وأشار القادري إلى أنه تناول في أحد بحوثه العلمية العميقة، في أحد كتبه، دستور المدينة المنورة لمواجهة الأفكار الفلسفية والآراء التي تدعو إلى فصل الدين عن السياسة أو تطبيق العلمانية. موضحًا أن 'يثرب'، المدينة المنورة سابقًا، عاشت فيها عدة ديانات وطوائف ومذاهب، وكان للنبي محمد (ص) دور في جعلها مركزًا للحضارة والثقافة. إذ يُعتبر الرسول الأكرم أول من أعطى الحقوق في كافة المجالات، وجعل الناس تعيش تحت مظلة التعايش السلمي، وأسس دولة منظمة تحت مظلة الدستور. وكان الرسول (ص) حاكمًا لدولة المدينة المنورة التي ضمّت أكثر من 20 قبيلة متعددة الديانات، منها اليهودية، والنصرانية، والإسلامية، والوثنية، وغيرها من الديانات الأخرى التي عاشت تحت مظلة الأمة الإسلامية. وأردف أن من مميزات دستور المدينة المنورة أنه أعطى فكرة عدم المركزية في الرأي، حيث نجد أن دستور المدينة اعتمد على الاهتمام بالفرد والجماعة، إلى جانب الاهتمام بالموقع الجغرافي للمدينة والحفاظ على الهوية. رسالة الرسول وعلى الصعيد عينه، أوضح القادري أن الرسول الأكرم (ص) يُعتبر أول من حافظ على موارد الدول الإسلامية والأنظمة التجارية، إلى جانب تعيين الوزراء والسفراء. لذا نجد أن التاريخ الإسلامي غني بالعلوم والمعارف وتأسيس الأنظمة المالية وأنظمة التكافل الاجتماعي، وتحديد الأنظمة التي يسير عليها العالم اليوم. وتابع أن الرسول (ص) كان أول من أسس الأنظمة القضائية والأصول العامة لأنظمة الحكم والسيادة، وكذلك نظام الفدية، وحماية الدولة وتأمينها من خلال المبادئ والمواثيق عبر التحالفات. كما أسس الرسول حقوق الإنسان والمواطنة والمساواة وحقوق المرأة من خلال التصويت على دستور المدينة، إضافة إلى تعيين المرأة في المهام الإدارية. الأمر الذي استفادت منه الدساتير المعاصرة اليوم. وأشار إلى أن الغرب ساهم في تمكين المرأة منذ بداية عام 1915، بينما الإسلام أعطى المرأة حق التصويت منذ 1450 سنة. لذا نجد أن الدولة الإسلامية منذ زمن الرسول منحت حق الرأي، وحق التنقل، والملكية، والعدالة، والقصاص، إلى جانب حق الديانة، وفق نظام سياسي سلمي شامل. 'بيت إبراهيم' وعن حاجة المسلمين إلى مشروع 'إسلامي إسلامي' لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية، كشف القادري عن أنه أعد مشروعًا باسم 'بيت إبراهيم'، انطلاقًا من الآية القرآنية الكريمة: 'إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ'. وذلك بهدف تأسيس مركز علمي يجمع كافة الديانات والطوائف الإسلامية لمناقشة الأفكار وصياغة رؤى وسطية معتدلة للقضاء على الأفكار المتطرفة التي يعاني منها العالم الإسلامي. وأشار إلى أن مشروع 'بيت إبراهيم' سيكون بمثابة حديقة للسلام والتعايش السلمي لكافة المذاهب، من خلال جمع العقلاء والفقهاء ورجال الدين والفكر للإجابة على التساؤلات المعقدة عبر سلسلة من الحوارات لممثلي الديانات والطوائف والتيارات، وذلك لصياغة مشروع جديد يمكن من خلاله إنهاء المشاجرات والخلافات بين بعض الطوائف الإسلامية. حيث إن الحوار والنقاش العلمي هو أساس هذا المشروع الذي سيساهم في تصحيح الكثير من الأفكار وإخماد الفتن التي أضرت بالمسلمين. رسالة إلى الشباب وفي ختام اللقاء، دعا القادري فئة الشباب إلى فهم الوسطية والاعتدال من خلال التفكر والتدبر وقراءة القرآن الكريم، إلى جانب الابتعاد عن التشدد والتطرف الفكري والسلوكي، من خلال التعلم والمعرفة والاطلاع على السيرة النبوية وتعاليم الدين. كما دعا إلى إعادة النظر في بعض المناهج التعليمية في الجامعات والمدارس، مع ضرورة وضع مناهج تعليمية وسطية لطلبة العلوم الدينية، لمعالجة العديد من الأفكار الخطيرة المتطرفة. أما بشأن ما يجري في قطاع غزة والدولة الفلسطينية، فقد شدد على ضرورة وجود موقف إسلامي لدعم المستضعفين وضحايا الحرب في غزة، لإنهاء معاناة العديد من الأفراد والأسر التي تضررت بسبب الحرب.


البلاد البحرينية
٣١-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
الحوار المذهبي سلاح المسلمين لتحقيق الوحدة
حسن عبدالرسول | تصوير: رسول الحجيري وأيمين يعقوب في عالم يشهد تزايدًا في التحديات السياسية والثقافية، تبرز أهمية تعزيز الوحدة الإسلامية وتجاوز الخلافات المذهبية من خلال الحوار والتفاهم المشترك، وفي اللقاء المطول مع 'البلاد'، يسلط رئيس جامعة ومعهد العدالة والحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية د. محمود الخزاعي الضوء على الدور الحيوي للحوار بين المذاهب في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الفهم المتبادل بين المسلمين، مستعرضا التحديات التي تواجه الوحدة الإسلامية، جراء التدخلات الخارجية التي تلعب دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الدول الإسلامية، من جهة، والفهم المغلوط للإسلام من قبل الغرب من جهة أخرى. كما ويستعرض الخزاعي سبل تجاوز الخلافات التاريخية التي تفرق بين المذاهب في حديثه، مقدمًا رؤية واضحة لإعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية وتحقيق التعاون بين الدول الإسلامية، مؤكدًا أهمية التعليم والحوار في بناء جسور التواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات. وفيما يلي نص الجزء الأول من الحوار. تحديات رئيسة ما هي التحديات الرئيسة التي تواجه الوحدة الإسلامية؟ تواجه الوحدة الإسلامية العديد من التحديات المعقدة التي تعيق الجهود الرامية إلى تحقيق التآلف بين المسلمين، وذلك بسبب أن الاختلاف المذهبي يُعتبر من أبرز هذه التحديات، إذ يتوزع المسلمون على عدة مذاهب، مثل السنة والشيعة، وكل مذهب يحمل في طياته مجموعة من التقاليد والممارسات التي قد تختلف عن الأخرى، وهذه الاختلافات يمكن أن تؤدي إلى انقسامات عميقة وصراعات، حيث يعمد البعض إلى تعزيز الهوية المذهبية على حساب الهوية الإسلامية الجامعة. كما تلعب التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الدول الإسلامية وتعقيد جهود وحدة الدول الكبرى، سواء كانت إقليمية أو دولية، وغالبًا ما تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية لأغراض سياسية أو اقتصادية، مما يزيد من التوترات ويعزز الانقسامات. وهذه التدخلات تؤدي إلى استغلال الصراعات الداخلية وتعميق الفجوات بين المجتمعات، كما يساهم التطرف والإرهاب في نشر الكراهية والعنف بين المسلمين، مما يعيق أي جهود لتحقيق الوحدة من خلال الجماعات المتطرفة التي تدعي تمثيل الإسلام، وغالبًا ما تستخدم العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، مما يضر بصورة الإسلام ويجعل من الصعب على المسلمين التوحد ضد هذه الظواهر السلبية. علاوة على ذلك، يمثل الجهل والتعصب تحديًا آخر بسبب نقص المعرفة والفهم الصحيح لمبادئ الدين الإسلامي وأهمية الوحدة بين المسلمين، مما يؤدي إلى تصورات خاطئة ونزاعات داخلية. وبعض الأفراد أو الجماعات قد يتبنون أفكارًا متعصبة تؤدي إلى تهميش الآخرين، مما يعزز الانقسام، كما أن الاختلافات الثقافية والسياسية بين الدول الإسلامية تعقد العلاقات فيما بينها، فكل دولة لديها تاريخها وثقافتها الخاصة، وهذا التنوع قد يكون مصدرًا غنيًّا، لكنه أيضًا يمكن أن يؤدي إلى عدم التفاهم، حيث قد تكون لدى بعض الدول أولويات سياسية واقتصادية مختلفة، مما يجعل التعاون صعبًا. أما الأزمات الاقتصادية والاجتماعية فهي تلعب أيضًا دورًا في تعزيز الانقسامات، مثل الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية الأخرى التي تؤثر سلبًا على استقرار المجتمعات الإسلامية، مما يحد من قدرتها على العمل معًا من أجل تحقيق أهداف مشتركة. وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب على الأفراد والمجتمعات التركيز على القضايا الكبرى التي تتعلق بالوحدة الإسلامية. وأخيرًا، يُعتبر غياب القيادة الموحدة من أبرز العوائق التي تواجه الوحدة الإسلامية، ولا توجد هيئة أو قيادة قوية تمثل الأمة الإسلامية بشكل شامل، مما يجعل من الصعب تنسيق الجهود وتوجيهها نحو تحقيق الوحدة. وفي ضوء هذه التحديات المتعددة، يتطلب تحقيق الوحدة الإسلامية جهودًا مشتركة وتعاونًا حقيقيًّا بين جميع الأطراف، لذا يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تعزيز الفهم المتبادل والتسامح، والعمل على بناء جسور التواصل بين المذاهب والثقافات المختلفة، مع التركيز على القيم المشتركة التي تجمعهم كأمة واحدة. ما دور الحوار بين المذاهب في نشر الوعي وتجاوز الصور النمطية السلبية التي تكرسها الشائعات المغلوطة؟ يلعب الحوار بين المذاهب دورًا حيويًا في نشر الوعي وتجاوز الصور النمطية السلبية التي تكرسها الشائعات المغلوطة، من خلال فتح قنوات التواصل بين مختلف المذاهب حتى يتمكن المسلمون من تبادل الأفكار والمعتقدات، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل، كما يتيح الحوار للناس التعرف على وجهات نظر الآخرين بشكل مباشر، مما يقلل من الفجوات الناتجة عن الجهل أو سوء الفهم. عندما يتحدث الأفراد من مذاهب مختلفة مع بعضهم البعض، يتمكنون من رؤية القواسم المشتركة التي تجمعهم، مثل الإيمان بالله الواحد واتباع تعاليم النبي محمد (ص) وهذه القيم المشتركة يمكن أن تساهم في بناء شعور بالانتماء إلى أمة واحدة، مما يعزز الوحدة ويقلل من الانقسامات. علاوة على ذلك، يساعد الحوار في تصحيح المعلومات المغلوطة والشائعات التي قد تنتشر بين المذاهب، في كثير من الأحيان تكون الصور النمطية السلبية ناتجة عن نقص المعرفة أو تجارب سلبية فردية يتم تعميمها من خلال النقاشات المفتوحة، يمكن للأفراد تقديم الحقائق والتوضيحات حول ممارساتهم ومعتقداتهم، مما يسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة، كما يشجع الحوار بين المذاهب على التفكير النقدي ويعزز من قدرة الأفراد على تقييم المعلومات التي يتلقونها. عندما يتعرض الناس لوجهات نظر متعددة، يصبحون أكثر قدرة على التمييز بين الحقائق والشائعات، مما يقلل من تأثير المعلومات المغلوطة. علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم الحوار في بناء الثقة بين المجتمعات المختلفة، وعندما يشعر الأفراد بأنهم مسموعون ومفهومون، فإن ذلك يعزز من روح التعاون والتفاهم. هذه الثقة يمكن أن تؤدي إلى شراكات مثمرة في مجالات متعددة، مثل التعليم والعمل الاجتماعي، مما يعزز من الروابط بين المجتمعات في النهاية، لذا يمكن القول إن الحوار بين المذاهب ليس مجرد وسيلة لتبادل الأفكار، بل هو أداة فعالة لنشر الوعي وبناء جسور التواصل من خلال تعزيز الفهم المتبادل وتصحيح المعلومات المغلوطة، ويمكن للحوار أن يسهم في تقليل الصور النمطية السلبية وتعزيز الوحدة بين المسلمين، مما يساعد في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا. تجاوز الخلافات كيف يمكن تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية لتعزيز الوحدة والتفاهم المشترك؟ تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية يتطلب جهودًا متكاملة ومستمرة تهدف إلى تعزيز الوحدة والتفاهم المشترك، حيث من الضروري إدراك أن هذه الخلافات، رغم أنها قد تكون عميقة، ليست نهاية المطاف، بل هي جزء من التاريخ الذي يمكن أن يُفهم ويُعالج بشكل إيجابي، لذا يجب أن يبدأ هذا الجهد بتعزيز الوعي التاريخي بين المسلمين، كما يجب أن يتعلم الأفراد عن أسباب هذه الخلافات في سياقها التاريخي والسياسي، بدلاً من رؤية الأحداث بشكل مجزأ أو سطحي. والتعليم يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، لذا يجب أن تُدرج موضوعات الحوار بين المذاهب في المناهج التعليمية، مما يساعد الأجيال المقبلة على فهم الاختلافات بطريقة موضوعية، ويعزز من قيم التسامح والاحترام المتبادل، ومن خلال التعليم يمكن غرس مفاهيم الحوار والتفاهم منذ الصغر، مما يؤدي إلى نشوء أجيال قادرة على تجاوز الخلافات التاريخية والعمل نحو الوحدة. علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم المبادرات الثقافية والاجتماعية في بناء جسور التواصل بين المذاهب من خلال تنظيم فعاليات مشتركة، مثل المؤتمرات والندوات والورش، التي تجمع علماء ومفكرين من مختلف المذاهب، ويمكن أن يسهل تبادل الآراء والأفكار هذه الفعاليات التي تتيح للناس فرصة التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، مما يساعد في تقليل الفجوات وتعزيز العلاقات الإنسانية. ويجب أيضًا تشجيع الحوار المفتوح والصادق بين المذاهب من خلال إنشاء منصات للحوار، يمكن للأفراد من مختلف الخلفيات أن يتحدثوا عن مخاوفهم وتجاربهم، مما يتيح لهم فهم وجهات نظر الآخرين بشكل أفضل، وهذا النوع من الحوارات يتطلب شجاعة واستعدادًا للاستماع، ولكنه يمكن أن يكون له تأثير عميق في بناء الثقة والتفاهم ومن المهم أيضًا التركيز على القواسم المشتركة بين المذاهب، مثل القيم الإنسانية والأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام، بدلاً من التركيز على الاختلافات. ويمكن تعزيز الحوار حول المبادئ المشتركة التي تجمع المسلمين، مثل العدالة، الرحمة، والتسامح، هذه القيم يمكن أن تكون أساسًا قويًا لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون. أخيرًا يتطلب تجاوز الخلافات التاريخية التزامًا من القيادات الدينية والسياسية، ويجب أن تتبنى هذه القيادات رسائل الوحدة والتفاهم، وأن تعمل على توجيه المجتمعات نحو السلام والتعاون، كما يمكن أن تلعب المؤسسات الدينية دورًا كبيرًا في تعزيز هذا الاتجاه من خلال إصدار فتاوى ومبادرات تدعو إلى الحوار والتفاهم بين المذاهب. في النهاية، يتطلب تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية جهودًا متعددة الجوانب تشمل التعليم، الحوار، المبادرات الثقافية، والتركيز على القيم المشتركة من خلال هذه الجهود، يمكن للمسلمين العمل نحو بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا، يحقق الوحدة والتفاهم المشترك. مناهج التدريس كيف يمكن إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية؟ إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية تعتبر خطوة حيوية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وتعزيز التفاهم بين المذاهب المختلفة، لذا يتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للمحتوى التعليمي وأساليب التدريس المستخدمة حاليًا، بهدف تطوير مناهج تأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي والمذهبي في العالم الإسلامي، ويجب أن تتضمن المناهج التعليمية مواد تركز على القيم المشتركة بين المذاهب الإسلامية، ويمكن أن تشمل هذه المواد دراسة المبادئ الأساسية التي يتفق عليها جميع المسلمين، مثل الإيمان بالله، والرسالة المحمدية، وأهمية الأخلاق والتسامح من خلال التركيز على هذه القيم، ويمكن أن تعزز الشعور بالانتماء إلى أمة واحدة، مما يسهم في تقليل الفجوات بين المذاهب، كما ينبغي أن تتبنى المناهج أسلوبًا تعليميًا يروج للحوار والنقاش. ويمكن أن تتضمن الأنشطة الصفية مناقشات جماعية وورش عمل تشجع الطلاب على تبادل وجهات نظرهم حول المواضيع المختلفة، هذا النوع من التعلم التفاعلي يمكن أن يساعد في تعزيز التفكير النقدي والقدرة على فهم وجهات نظر الآخرين، مما يسهم في بناء ثقافة الحوار والتفاهم. علاوة على ذلك، يجب أن يتم تطوير المناهج بالتعاون مع علماء ومفكرين من مختلف المذاهب، وهذا التعاون يمكن أن يضمن أن المناهج تعكس تنوع الآراء وتكون شاملة للجميع. من خلال إشراك ممثلين عن مختلف المذاهب في عملية تطوير المناهج، يمكن تجنب الانحياز وتعزيز الشمولية. كما أن استخدام التكنولوجيا في التعليم يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز الوحدة. يمكن إنشاء منصات تعليمية إلكترونية تضم محتوى تعليميا متنوعا يتناول مختلف المذاهب، مما يتيح للطلاب الوصول إلى معلومات شاملة ومتنوعة. هذه المنصات يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الفهم المتبادل بين الطلاب من خلفيات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تدريب المعلمين على كيفية تدريس العلوم الإسلامية بطريقة تعزز الوحدة. يجب أن يتلقى المعلمون تدريبًا على كيفية التعامل مع الاختلافات المذهبية وكيفية تعزيز الحوار بين الطلاب، حيث إن التدريب يمكن أن يساعد المعلمين في خلق بيئة صفية تشجع على الاحترام المتبادل وتقبل الآخر. أما بالنسبة للتغلب على التحديات التي قد تواجه هذه المناهج، فمن المهم أن يتم تعزيز الوعي بأهمية الوحدة بين المسلمين على جميع المستويات. يمكن أن تلعب المؤسسات الدينية والاجتماعية دورًا كبيرًا في نشر هذه الرسالة، من خلال تنظيم حملات توعية وفعاليات تعليمية تسلط الضوء على أهمية التفاهم بين المذاهب، كما ينبغي أن تكون هناك آليات لمراقبة وتقييم المناهج بشكل دوري، للتأكد من أنها تظل ملائمة وفعالة في تعزيز الوحدة، ويمكن أن تشمل هذه الآليات استبيانات وورش عمل لمعلمي العلوم الإسلامية والطلاب، لجمع الملاحظات والتوصيات حول كيفية تحسين المناهج. في النهاية، فإن إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية يتطلب جهدًا جماعيًا يشمل جميع الأطراف المعنية، من خلال التركيز على القيم المشتركة، وتعزيز الحوار، واستخدام التكنولوجيا، وتدريب المعلمين، كل هذا يمكن أن يحقق بيئة تعليمية تسهم في بناء وحدة الأمة وتعزيز التفاهم بين المذاهب. الإسلام والغرب من وجهة نظرك كيف يرى الغرب الإسلام بشكل عام؟ رؤية الغرب للإسلام تتسم بالتعقيد والتنوع، حيث تتأثر هذه الرؤية بعوامل تاريخية وثقافية وسياسية متعددة، في السنوات الأخيرة شهدت صورة الإسلام في الغرب تحولات كبيرة، حيث تتباين الآراء بين الفهم الإيجابي والسلبي. من جهة أخرى، هناك اهتمام متزايد بدراسة الإسلام كدين وثقافة، حيث يدرس العديد من الأكاديميين والباحثين الغربيين الإسلام من منظور شامل، ويعملون على فهم تعاليمه ومبادئه وأثره على المجتمعات. وهذا النوع من الدراسات يساهم في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ويعزز من الفهم الدقيق للإسلام كدين يدعو إلى السلام والتسامح. ومع ذلك يواجه الغرب تحديات كبيرة في كيفية فهم الإسلام بشكل شامل، بسبب الأحداث العالمية مثل الهجمات الإرهابية التي نفذتها جماعات متطرفة تدعي الانتماء للإسلام، مما ساهم في تشكيل صورة سلبية عن الدين، هذه الأحداث تؤدي إلى ربط الإسلام بالتطرف والعنف في عيون بعض الغربيين، مما يعزز الصور النمطية السلبية. علاوة على ذلك، تساهم وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام حول الإسلام في كثير من الأحيان، حيث تركز التقارير الإخبارية على الأحداث السلبية، مما يؤدي إلى تعزيز الانطباعات السلبية عن المسلمين، وهذا التركيز على الجوانب السلبية يمكن أن يغذي الخوف والتمييز ضد المسلمين، مما يزيد من الفجوة بين الثقافات. وفي السياق الثقافي، يُنظر إلى الإسلام كدين غني بالتاريخ والفنون، حيث أثرت الحضارة الإسلامية بشكل كبير على الفنون والعمارة والعلوم، وهناك اعتراف في بعض الأوساط الغربية بالدور الذي لعبه المسلمون في تطوير المعرفة والعلم، مما يساهم في تعزيز صورة إيجابية عن الإسلام. لكن يبقى التحدي في كيفية تجاوز الصور النمطية السلبية، لذا التعليم يلعب دورًا حيويًا في هذا السياق، حيث يمكن أن يسهم في تقديم صورة أكثر دقة وشمولية عن الإسلام من خلال إدراج موضوعات تتعلق بالإسلام في المناهج الدراسية، يمكن تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات. علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم الحوار بين الثقافات في تحسين صورة الإسلام في الغرب من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ومؤتمرات تجمع بين المسلمين وغير المسلمين، مما يعزز الفهم المتبادل وتقليل الفجوات الثقافية.


البلاد البحرينية
١٠-٠٣-٢٠٢٥
- منوعات
- البلاد البحرينية
الثوب الجاهز خيار "رخيص وسريع" أمام زحمة التفصيل
البلاد - حسن عبدالرسول: بعد مرور أسبوع على دخول الموسم الرمضاني واقتراب "القرقاعون" وعيد الفطر المبارك، توقف العديد من محال الخياطة الرجالية عن استقبال طلبات الزبائن، بسبب ضيق الوقت اللازم لحياكة العدد الكبير من الطلبات "المتراكمة" أمامهم، والتي وردت إليهم قبل "رمضان" وخلال الأيام الثلاثة الأولى من الشهر الفضيل، حيث تشهد محلات الخياطة الرجالية ازدحامًا متزايدًا يومًا بعد يوم، كما دخل الخياطون منذ اليوم الأول من الشهر الكريم في سباق مع الزمن للوفاء بالتزاماتهم تجاه الزبائن، الذين لا يزالون يتوافدون إلى السوق بكثافة. وفي محاولة لتلبية الطلبات قامت بعض المحال بزيادة عدد ساعات العمل لتفصيل الثياب الجديدة وتسليمها في المواعيد المحددة. تزايد الإقبال تعد الأيام الأولى من شهر رمضان موسمًا ذهبيًا للخياطين، كما يؤكد محمد شمس، وهو "خياط رجالي"، إذ يتوافد العديد من الزبائن إلى الخياطين قبل حلول شهر رمضان بأيام أو حتى بأسابيع تجنبًا للازدحام، نظرًا لأن معظمهم لا يرغب في الانتظار لفترات طويلة لحين الانتهاء من تجهيز الأثواب الجديدة. ويشير شمس إلى أن الضغط على الخياطين، يزداد مع اقترب العيد، مما يدفعهم إلى التوقف عن استقبال أي طلبات جديدة. وأضاف أن أسعار معظم أنواع الأقمشة لم تشهد تغيرًا ملحوظًا، إلا أن بعض المحلات رفعت الأسعار أو ألغت الخصومات نظرًا للإقبال الكبير، مردفًا أن الطلب على تفصيل الثياب الرجالية بدأ في الارتفاع منذ نحو شهر، ما دفعهم إلى زيادة عدد العمّال وساعات العمل لضمان تسليم الطلبات في الوقت المحدد. خياطة 40 ثوبًا يوميًا بدوره، أكد توصيف درامي وهو مسؤول عن أحد محال خياطة الأثواب، أن الإقبال على الخياطة شهد ارتفاعًا كبيرًا خلال هذه الفترة، حيث "نواجه ضغطًا هائلًا في هذا الموسم، ونقوم بخياطة 40 ثوبًا يوميًا، وتختلف أسعارها وفقًا لنوعية القماش، لكننا لم نرفع الأسعار كما فعل بعض المحلات، إذ يفضل الزبائن التعامل مع المحلات التي تراعي الثقة والأمانة". وقال أن الإقبال على محال الخياطة تضاعف منذ الأسبوع الأول من شهر رمضان بنسبة 300%، حيث يسعى الزبائن إلى تجهيز ملابسهم الجديدة قبل العيد، لافتاً إلى أن البحث عن محال خياطة تقبل طلبات جديدة أصبح مهمة صعبة بسبب الازدحام الكبير. الثوب الجاهز كبديل وفيما يتعلق بالبدائل المتاحة للزبائن في الوقت الصعب أكد ياسر الشعبان، مدير أحد محلات الخياطة، أن الثوب الجاهز يعد الخيار الأرخص والأكثر ملاءمة في الوقت الحالي، مقارنة بالثوب التفصيل، مشيراً إلى أن سعر الثوب الصيفي الجاهز يتراوح ما بين 10 و15 دينارًا، بينما يبلغ سعر الثوب الشتوي الجاهز 20 دينارًا. إلا أن بعض الزبائن يرى أن بعض محلات الخياطة تستغل فترة الإقبال الكثيف برفع الأسعار ورفض استقبال الطلبات الجديدة، مما يدفع العديد منهم إلى اللجوء إلى شراء الملابس الجاهزة كخيار بديل.


البلاد البحرينية
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- البلاد البحرينية
'الميثــاق' غيـَّــر شكـــل البحـريــن وجعـــل الشعـــب شـــريـكـا فــي القـــرار
حسن عبدالرسول | تصوير: سارة الحايكي في لقاء خاص مع صحيفة 'البلاد'، يفتح رئيس مجلس إدارة الجمعية الإسلامية الشيخ د. عبداللطيف المحمود، أبواب الذاكرة أمام مراحل مفصلية في تاريخ البحرين المعاصر، من خلال حديثه الذي يتناول أحداثًا تاريخية ومحورية شهدتها المملكة، قبل وبعد مشروع ميثاق العمل الوطني. ويعرض المحمود، وهو كذلك رئيس الهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية، رؤيته للأحداث التي شكلت واقع البحرين السياسي والاجتماعي منذ ما قبل الاستقلال وحتى مشروع ميثاق العمل الوطني، مرورًا بالتحولات الكبرى التي شهدتها البلاد تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم. وتناول المحمود في حديثه تطور الحياة الديمقراطية في البحرين، مشيدًا بمشاركة المواطنين في صياغة مستقبلهم من خلال التشاور الوطني، وأهمية دور المجلس النيابي والمشاركة الشعبية في تحقيق الإصلاحات والتنمية المستدامة. من خلال هذه المقابلة، نسلط الضوء على رؤى الشيخ المحمود حول المراحل الهامة التي مرت بها البحرين، وكيف يمكن الاستفادة من التجربة البحرينية الفريدة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا لجميع فئات المجتمع. تطور البحرين وقال المحمود عن نفسه إنه من الأفراد المعنيين بشؤون تطور البحرين منذ قبل وبعد الاستقلال إلى مرحلة تشكيل المجلس التأسيسي في العام 1972 لوضع دستور البحرين في العام 1973، وصولًا إلى العام 1975 فترة المجلس الوطني الذي استمر لمدة سنة ونصف فقط، ثم المراحل والمحطات التاريخية التي سبقت العام 2001. وذكر المحمود أنه من الأفراد الذين عملوا على معالجة السلبيات التي أدت إلى توقيف العمل بعدد من مواد الدستور وأثرها على حياة الناس، 'حيث كانت التطلعات معالجة المشكلات والعودة إلى المشاركة الشعبية لإرجاع العمل بالمجلس الوطني'، مضيفًا 'أن تولي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم مقاليد الحكم جاء في مرحلة أهلت للتغيرات، وكانت الآمال معقودة على جلالة الملك في أن يحدث تغييرًا نوعيًا للبحرين، ولم نكن ندري ما كان في بخلد الملك من أفكار وحكمة لمعالجة الأمور، حتى أعلن جلالته عن مشروعه الإصلاحي، ومن جملة هذا المشروع أن يقوم على أساسه بتغيير الدستور، بحيث يعود العمل للمجلس الوطني ويشارك الشعب في انتخاب ممثليه في المجلس النيابي، والفكرة التي عرضها الملك المعظم كانت بالنسبة لدول الخليج العربي التي سرنا على منهجها مثل دولة الكويت، تقوم على مجلس واحد، ولكن جلالته أتى بفكرة أن يكون المجلس الوطني بمجلسين، نيابي وآخر شورى معين، والحقيقة أن تلك الأفكار كانت بالنسبة لي مفاجأة، لأنني وجدت فيها حلًا للمشكلة التي طرأت وأدت إلى إيقاف العمل بالمجلس الوطني من خلال تضارب المصالح بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، أما المجلس الواحد فكانت السلطة التنفيذية تمثل فيه ثلث السلطة التشريعية، وبالتالي يكون هناك تدخل في قضايا التشريع والرقابة، وللمجلس الوطني حق الرقابة على عمل الحكومة، وفكرة أن يكون المجلس الوطني من مجلسين لم تكن في بالي، ولكن وجدنا فيها الحل حتى لا يحدث تضارب بين السلطتين التشريعية والتنفيذية'. وأردف قائلاً: 'بفضل الله أثبتت الوقائع أن مشروع ميثاق العمل الوطني لاحقًا كان فكرة ممتازة، ولذا نحن نتحدث عن تجربة 24 عامًا لم نصل خلالها إلى حاجة لحل المجلس النيابي ويأتي مجلس لاحقًا جديد، وهذه التجربة ليست جديدة في العالم وإنما هي المتبعة في دول العالم المتقدم، وهذه كلها حقيقة أعطت حلولًا لمعاناة البحرين بعد إقرار دستور 2002'. مشاركة المجتمع وفي سياق متصل قال المحمود إن جلالة الملك المعظم 'أحب أن يشارك فئات المجتمع في فكرته قبل أن يتم مناقشة مشروع ميثاق العمل الوطني، حيث اجتمع الملك مع معظم ممثلي المجتمع، سواء من نخب ومفكرين ورجال دين، وشخصيات اقتصادية وساسة وعمال... إلخ، كما أن التشاور الأولي أعطى الراحة للناس، وكانوا يتطلعون إلى الجانب التنفيذي لاحقًا، كما قدم جلالته إلى اللجنة العليا لمناقشة الميثاق مسودة شارك في مناقشتها كل أطياف المجتمع، بحيث لا توجد فئة من فئات المجتمع لم تشارك، وكان المجتمع متآلفًا ومتعدد الاتجاهات، وعندما تم البدء في مناقشة مشروع الميثاق اقترحنا أن تكون الجلسة الأولى عامة لإبداء وجهات النظر حول مشروع الميثاق، والكل أدلى بدلوه، كما أن البعض أظهر شكوكه، ولكن الجوانب الإيجابية في الجلسة الأولى التي كانت لمدة 4 ساعات للمناقشة ثم البدء في عملية الجلسات اللاحقة لمناقشة مواد وبنود مشروع الميثاق، ومن خلال الجلسة الأولى العامة كانت الفكرة بعد أن تقر الهيئة المعنية بمشروع الميثاق، أن يتم عرضه على عدد من ممثلي الشعب في حدود ما بين 400 إلى 500 شخص، كما أن الجلسة الأولى ظهرت فيها فكرة لدى بعض الحاضرين نقلوها في ذات الليلة إلى جلالة الملك، وهو أن يتم التصويت على مشروع الميثاق من قبل أفراد الشعب، وعند عرض الموضوع على جلالته وافق من غير تردد'. جلسات تحضيرية وعن الجلسات التحضيرية التي سبقت إطلاق مشروع ميثاق العمل الوطني، قال المحمود إن قرار الملك المعظم تم طرحه في الجلسة الثانية أمام المجتمعين، على أن يتم التصويت على مشروع الميثاق من قبل أفراد الشعب لكل من له حق التصويت بما فيهم حق المرأة التي لم يكن مسموحًا لها بالتصويت في الانتخابات، وحقيقة يعد هذا الأمر تحركًا نوعيًا أشعر المواطن أنه أصبح شريكًا في مشروع الميثاق، وكانت الجلسات والاجتماعات التي عُقدت خلال شهر رمضان المبارك بعد صلاة العشاء والتراويح قبل مشروع الميثاق، تناول فيها المجتمعون كافة القضايا المحلية، إلى جانب التعديل على بعض المواد والبنود للمشروع، ونؤكد أنه لم يتم تعديل على مواد تخص الميثاق خارج قاعة الاجتماع، وكانت كافة النقاشات والصياغة داخل القاعة من الجميع، وهذا يعتبر أمرًا مهمًا في مسيرة ميثاق العمل الوطني. تحركات مسبقة وردا على سؤال 'البلاد' بشأن التحركات المسبقة لإقناع المواطنين بأهمية التصويت على مشروع ميثاق العمل، ذكر المحمود أنه كان لدى البعض شكوك في جدوى مشروع الميثاق، حتى ذهب البعض إلى من تم تعيينهم من قبل جلالة الملك وأبدوا شكوكهم في جدوى الميثاق، الأمر الذي أدى إلى إقناعهم بالانسحاب من اللجنة المشكلة لمناقشة إعداد مشروع الميثاق، كما أن بعض الأفراد أتوا لي شخصيًا وأبدوا اعتراضهم لي على قبول العضوية في مناقشة مشروع الميثاق، فكان جوابي لهم: 'أتثقون بي؟'، فقالوا: 'نعم نثق بكَ'، فقلت لهم: 'ابقوا على الثقة بي'، وبعض هؤلاء أتوا لي بعد التصويت على الميثاق واعتذروا، وقالوا: 'نعتذر لأننا جئنا لك حتى نثنيك عن المشاركة'، ولكن حقيقة الميثاق أدى دورًا كبيرًا لصالح البلاد والعباد، لافتًا إلى أن شكوك البعض في جدوى الميثاق كانت نتيجة بعض الضغوط والمبررات بعد عدة تجارب، ولكن بفضل حكمة الملك المعظم فإنه كان يريد مشروعًا إصلاحيًا عامًا وليس خاصًا، وبالتالي قبل كل التعديلات التي أدخلتها الهيئة التي شاركت في مناقشة إعداد مشروع الميثاق، وجدنا تطبيق التغييرات على أرض الواقع. تصويت المرأة وعن مشاركة المرأة في التصويت على مشروع ميثاق العمل الوطني، قال المحمود: 'أنا شخصيًا كنت مع دعوة المرأة للمشاركة في التصويت، من خلال خطب الجمعة أو عندما فتحت أبواب التصويت، حيث ذهبت إلى عدد من نقاط الاقتراع وكنت أشجع النساء على التصويت لمشروع الميثاق، والمعارضة لتصويت المرأة لم تكن فاعلة، لأن الجميع شعر أن الميثاق خروج من مرحلة إلى مرحلة، وجلالة الملك المعظم صادق في توجهاته، وأثبتت السنوات الطويلة صدق وحكمة الملك المعظم'. بعد 24 عامًا وبعد مرور 24 عامًا على ذكرى احتفالات المملكة بذكرى مشروع ميثاق العمل الوطني، قال المحمود إن مجلسي الشورى والنواب يكملان بعضهما البعض، واتخذوا الكثير من القرارات والتوصيات والقوانين التي لم تكن متاحة من قبل، حيث نجد أن أعضاء مجلس النواب يطلعون على كثير من الأمور ويشاركون في وضع وصياغة القوانين والمقترحات والمراسيم، ونجد أن العمل النيابي اليوم أصبح جزءًا من الشعب، كما لعب النواب دورًا في وضع الحلول وتغيير التوجهات. كلمة أخيرة وبمناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني، قال المحمود: 'يجب عدم المقارنة بيننا وبين غيرنا، لذا قارنوا أنفسنا كيف تطورنا، ولا يجب أن تحكمنا أي تجربة أخرى، ربما نستفيد من بعض التجارب ولكن لا تحكمنا، منوهًا إلى أن التجربة والخبرة منذ السبعينات والآن بينت المحاسن والمساوئ والتغييرات الإيجابية بعد البحث والمناقشة، لذا يجب عدم الظن أن أي فكرة حديثة ستقوم بحل المشاكل، لأن بعض الأفكار تحتاج إلى المناقشة والبحث والدراسة، ونحن 'ليس لدينا في الحياة عصا موسى أو خاتم سليمان، نحن في مجتمع فيه الكثير من الارتباطات، لذا من الضروري معرفة حسابات إيجابيات وسلبيات أية مشاريع أو خطوات مقبلة، والوصول إلى نتيجة أفضل خلال مدة قصيرة، وذلك من خلال تبلور الأفكار رويدًا رويدًا حتى نرتقي بتجربتنا التي تعتبر تجربة فريدة في إقليمنا الخليجي'.