
الحوار المذهبي سلاح المسلمين لتحقيق الوحدة
حسن عبدالرسول | تصوير: رسول الحجيري وأيمين يعقوب
في عالم يشهد تزايدًا في التحديات السياسية والثقافية، تبرز أهمية تعزيز الوحدة الإسلامية وتجاوز الخلافات المذهبية من خلال الحوار والتفاهم المشترك، وفي اللقاء المطول مع 'البلاد'، يسلط رئيس جامعة ومعهد العدالة والحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية د. محمود الخزاعي الضوء على الدور الحيوي للحوار بين المذاهب في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الفهم المتبادل بين المسلمين، مستعرضا التحديات التي تواجه الوحدة الإسلامية، جراء التدخلات الخارجية التي تلعب دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الدول الإسلامية، من جهة، والفهم المغلوط للإسلام من قبل الغرب من جهة أخرى.
كما ويستعرض الخزاعي سبل تجاوز الخلافات التاريخية التي تفرق بين المذاهب في حديثه، مقدمًا رؤية واضحة لإعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية وتحقيق التعاون بين الدول الإسلامية، مؤكدًا أهمية التعليم والحوار في بناء جسور التواصل والتفاهم بين مختلف الثقافات.
وفيما يلي نص الجزء الأول من الحوار.
تحديات رئيسة
ما هي التحديات الرئيسة التي تواجه الوحدة الإسلامية؟
تواجه الوحدة الإسلامية العديد من التحديات المعقدة التي تعيق الجهود الرامية إلى تحقيق التآلف بين المسلمين، وذلك بسبب أن الاختلاف المذهبي يُعتبر من أبرز هذه التحديات، إذ يتوزع المسلمون على عدة مذاهب، مثل السنة والشيعة، وكل مذهب يحمل في طياته مجموعة من التقاليد والممارسات التي قد تختلف عن الأخرى، وهذه الاختلافات يمكن أن تؤدي إلى انقسامات عميقة وصراعات، حيث يعمد البعض إلى تعزيز الهوية المذهبية على حساب الهوية الإسلامية الجامعة.
كما تلعب التدخلات الخارجية دورًا كبيرًا في زعزعة استقرار الدول الإسلامية وتعقيد جهود وحدة الدول الكبرى، سواء كانت إقليمية أو دولية، وغالبًا ما تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية لأغراض سياسية أو اقتصادية، مما يزيد من التوترات ويعزز الانقسامات.
وهذه التدخلات تؤدي إلى استغلال الصراعات الداخلية وتعميق الفجوات بين المجتمعات، كما يساهم التطرف والإرهاب في نشر الكراهية والعنف بين المسلمين، مما يعيق أي جهود لتحقيق الوحدة من خلال الجماعات المتطرفة التي تدعي تمثيل الإسلام، وغالبًا ما تستخدم العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها، مما يضر بصورة الإسلام ويجعل من الصعب على المسلمين التوحد ضد هذه الظواهر السلبية.
علاوة على ذلك، يمثل الجهل والتعصب تحديًا آخر بسبب نقص المعرفة والفهم الصحيح لمبادئ الدين الإسلامي وأهمية الوحدة بين المسلمين، مما يؤدي إلى تصورات خاطئة ونزاعات داخلية.
وبعض الأفراد أو الجماعات قد يتبنون أفكارًا متعصبة تؤدي إلى تهميش الآخرين، مما يعزز الانقسام، كما أن الاختلافات الثقافية والسياسية بين الدول الإسلامية تعقد العلاقات فيما بينها، فكل دولة لديها تاريخها وثقافتها الخاصة، وهذا التنوع قد يكون مصدرًا غنيًّا، لكنه أيضًا يمكن أن يؤدي إلى عدم التفاهم، حيث قد تكون لدى بعض الدول أولويات سياسية واقتصادية مختلفة، مما يجعل التعاون صعبًا.
أما الأزمات الاقتصادية والاجتماعية فهي تلعب أيضًا دورًا في تعزيز الانقسامات، مثل الفقر والبطالة والمشكلات الاجتماعية الأخرى التي تؤثر سلبًا على استقرار المجتمعات الإسلامية، مما يحد من قدرتها على العمل معًا من أجل تحقيق أهداف مشتركة.
وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الصعب على الأفراد والمجتمعات التركيز على القضايا الكبرى التي تتعلق بالوحدة الإسلامية.
وأخيرًا، يُعتبر غياب القيادة الموحدة من أبرز العوائق التي تواجه الوحدة الإسلامية، ولا توجد هيئة أو قيادة قوية تمثل الأمة الإسلامية بشكل شامل، مما يجعل من الصعب تنسيق الجهود وتوجيهها نحو تحقيق الوحدة.
وفي ضوء هذه التحديات المتعددة، يتطلب تحقيق الوحدة الإسلامية جهودًا مشتركة وتعاونًا حقيقيًّا بين جميع الأطراف، لذا يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تعزيز الفهم المتبادل والتسامح، والعمل على بناء جسور التواصل بين المذاهب والثقافات المختلفة، مع التركيز على القيم المشتركة التي تجمعهم كأمة واحدة.
ما دور الحوار بين المذاهب في نشر الوعي وتجاوز الصور النمطية السلبية التي تكرسها الشائعات المغلوطة؟
يلعب الحوار بين المذاهب دورًا حيويًا في نشر الوعي وتجاوز الصور النمطية السلبية التي تكرسها الشائعات المغلوطة، من خلال فتح قنوات التواصل بين مختلف المذاهب حتى يتمكن المسلمون من تبادل الأفكار والمعتقدات، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل، كما يتيح الحوار للناس التعرف على وجهات نظر الآخرين بشكل مباشر، مما يقلل من الفجوات الناتجة عن الجهل أو سوء الفهم.
عندما يتحدث الأفراد من مذاهب مختلفة مع بعضهم البعض، يتمكنون من رؤية القواسم المشتركة التي تجمعهم، مثل الإيمان بالله الواحد واتباع تعاليم النبي محمد (ص) وهذه القيم المشتركة يمكن أن تساهم في بناء شعور بالانتماء إلى أمة واحدة، مما يعزز الوحدة ويقلل من الانقسامات.
علاوة على ذلك، يساعد الحوار في تصحيح المعلومات المغلوطة والشائعات التي قد تنتشر بين المذاهب، في كثير من الأحيان تكون الصور النمطية السلبية ناتجة عن نقص المعرفة أو تجارب سلبية فردية يتم تعميمها من خلال النقاشات المفتوحة، يمكن للأفراد تقديم الحقائق والتوضيحات حول ممارساتهم ومعتقداتهم، مما يسهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة، كما يشجع الحوار بين المذاهب على التفكير النقدي ويعزز من قدرة الأفراد على تقييم المعلومات التي يتلقونها.
عندما يتعرض الناس لوجهات نظر متعددة، يصبحون أكثر قدرة على التمييز بين الحقائق والشائعات، مما يقلل من تأثير المعلومات المغلوطة.
علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم الحوار في بناء الثقة بين المجتمعات المختلفة، وعندما يشعر الأفراد بأنهم مسموعون ومفهومون، فإن ذلك يعزز من روح التعاون والتفاهم. هذه الثقة يمكن أن تؤدي إلى شراكات مثمرة في مجالات متعددة، مثل التعليم والعمل الاجتماعي، مما يعزز من الروابط بين المجتمعات في النهاية، لذا يمكن القول إن الحوار بين المذاهب ليس مجرد وسيلة لتبادل الأفكار، بل هو أداة فعالة لنشر الوعي وبناء جسور التواصل من خلال تعزيز الفهم المتبادل وتصحيح المعلومات المغلوطة، ويمكن للحوار أن يسهم في تقليل الصور النمطية السلبية وتعزيز الوحدة بين المسلمين، مما يساعد في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا.
تجاوز الخلافات
كيف يمكن تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية لتعزيز الوحدة والتفاهم المشترك؟
تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية يتطلب جهودًا متكاملة ومستمرة تهدف إلى تعزيز الوحدة والتفاهم المشترك، حيث من الضروري إدراك أن هذه الخلافات، رغم أنها قد تكون عميقة، ليست نهاية المطاف، بل هي جزء من التاريخ الذي يمكن أن يُفهم ويُعالج بشكل إيجابي، لذا يجب أن يبدأ هذا الجهد بتعزيز الوعي التاريخي بين المسلمين، كما يجب أن يتعلم الأفراد عن أسباب هذه الخلافات في سياقها التاريخي والسياسي، بدلاً من رؤية الأحداث بشكل مجزأ أو سطحي.
والتعليم يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، لذا يجب أن تُدرج موضوعات الحوار بين المذاهب في المناهج التعليمية، مما يساعد الأجيال المقبلة على فهم الاختلافات بطريقة موضوعية، ويعزز من قيم التسامح والاحترام المتبادل، ومن خلال التعليم يمكن غرس مفاهيم الحوار والتفاهم منذ الصغر، مما يؤدي إلى نشوء أجيال قادرة على تجاوز الخلافات التاريخية والعمل نحو الوحدة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تسهم المبادرات الثقافية والاجتماعية في بناء جسور التواصل بين المذاهب من خلال تنظيم فعاليات مشتركة، مثل المؤتمرات والندوات والورش، التي تجمع علماء ومفكرين من مختلف المذاهب، ويمكن أن يسهل تبادل الآراء والأفكار هذه الفعاليات التي تتيح للناس فرصة التعرف على بعضهم البعض بشكل أفضل، مما يساعد في تقليل الفجوات وتعزيز العلاقات الإنسانية.
ويجب أيضًا تشجيع الحوار المفتوح والصادق بين المذاهب من خلال إنشاء منصات للحوار، يمكن للأفراد من مختلف الخلفيات أن يتحدثوا عن مخاوفهم وتجاربهم، مما يتيح لهم فهم وجهات نظر الآخرين بشكل أفضل، وهذا النوع من الحوارات يتطلب شجاعة واستعدادًا للاستماع، ولكنه يمكن أن يكون له تأثير عميق في بناء الثقة والتفاهم ومن المهم أيضًا التركيز على القواسم المشتركة بين المذاهب، مثل القيم الإنسانية والأخلاقية التي يدعو إليها الإسلام، بدلاً من التركيز على الاختلافات.
ويمكن تعزيز الحوار حول المبادئ المشتركة التي تجمع المسلمين، مثل العدالة، الرحمة، والتسامح، هذه القيم يمكن أن تكون أساسًا قويًا لبناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون.
أخيرًا يتطلب تجاوز الخلافات التاريخية التزامًا من القيادات الدينية والسياسية، ويجب أن تتبنى هذه القيادات رسائل الوحدة والتفاهم، وأن تعمل على توجيه المجتمعات نحو السلام والتعاون، كما يمكن أن تلعب المؤسسات الدينية دورًا كبيرًا في تعزيز هذا الاتجاه من خلال إصدار فتاوى ومبادرات تدعو إلى الحوار والتفاهم بين المذاهب. في النهاية، يتطلب تجاوز الخلافات التاريخية بين المذاهب الإسلامية جهودًا متعددة الجوانب تشمل التعليم، الحوار، المبادرات الثقافية، والتركيز على القيم المشتركة من خلال هذه الجهود، يمكن للمسلمين العمل نحو بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا، يحقق الوحدة والتفاهم المشترك.
مناهج التدريس
كيف يمكن إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية؟
إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية تعتبر خطوة حيوية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية وتعزيز التفاهم بين المذاهب المختلفة، لذا يتطلب ذلك تحليلًا دقيقًا للمحتوى التعليمي وأساليب التدريس المستخدمة حاليًا، بهدف تطوير مناهج تأخذ بعين الاعتبار التنوع الثقافي والمذهبي في العالم الإسلامي، ويجب أن تتضمن المناهج التعليمية مواد تركز على القيم المشتركة بين المذاهب الإسلامية، ويمكن أن تشمل هذه المواد دراسة المبادئ الأساسية التي يتفق عليها جميع المسلمين، مثل الإيمان بالله، والرسالة المحمدية، وأهمية الأخلاق والتسامح من خلال التركيز على هذه القيم، ويمكن أن تعزز الشعور بالانتماء إلى أمة واحدة، مما يسهم في تقليل الفجوات بين المذاهب، كما ينبغي أن تتبنى المناهج أسلوبًا تعليميًا يروج للحوار والنقاش.
ويمكن أن تتضمن الأنشطة الصفية مناقشات جماعية وورش عمل تشجع الطلاب على تبادل وجهات نظرهم حول المواضيع المختلفة، هذا النوع من التعلم التفاعلي يمكن أن يساعد في تعزيز التفكير النقدي والقدرة على فهم وجهات نظر الآخرين، مما يسهم في بناء ثقافة الحوار والتفاهم.
علاوة على ذلك، يجب أن يتم تطوير المناهج بالتعاون مع علماء ومفكرين من مختلف المذاهب، وهذا التعاون يمكن أن يضمن أن المناهج تعكس تنوع الآراء وتكون شاملة للجميع. من خلال إشراك ممثلين عن مختلف المذاهب في عملية تطوير المناهج، يمكن تجنب الانحياز وتعزيز الشمولية. كما أن استخدام التكنولوجيا في التعليم يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز الوحدة. يمكن إنشاء منصات تعليمية إلكترونية تضم محتوى تعليميا متنوعا يتناول مختلف المذاهب، مما يتيح للطلاب الوصول إلى معلومات شاملة ومتنوعة. هذه المنصات يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعزيز الفهم المتبادل بين الطلاب من خلفيات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تدريب المعلمين على كيفية تدريس العلوم الإسلامية بطريقة تعزز الوحدة. يجب أن يتلقى المعلمون تدريبًا على كيفية التعامل مع الاختلافات المذهبية وكيفية تعزيز الحوار بين الطلاب، حيث إن التدريب يمكن أن يساعد المعلمين في خلق بيئة صفية تشجع على الاحترام المتبادل وتقبل الآخر. أما بالنسبة للتغلب على التحديات التي قد تواجه هذه المناهج، فمن المهم أن يتم تعزيز الوعي بأهمية الوحدة بين المسلمين على جميع المستويات. يمكن أن تلعب المؤسسات الدينية والاجتماعية دورًا كبيرًا في نشر هذه الرسالة، من خلال تنظيم حملات توعية وفعاليات تعليمية تسلط الضوء على أهمية التفاهم بين المذاهب، كما ينبغي أن تكون هناك آليات لمراقبة وتقييم المناهج بشكل دوري، للتأكد من أنها تظل ملائمة وفعالة في تعزيز الوحدة، ويمكن أن تشمل هذه الآليات استبيانات وورش عمل لمعلمي العلوم الإسلامية والطلاب، لجمع الملاحظات والتوصيات حول كيفية تحسين المناهج.
في النهاية، فإن إعادة النظر في مناهج تدريس العلوم الإسلامية لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية يتطلب جهدًا جماعيًا يشمل جميع الأطراف المعنية، من خلال التركيز على القيم المشتركة، وتعزيز الحوار، واستخدام التكنولوجيا، وتدريب المعلمين، كل هذا يمكن أن يحقق بيئة تعليمية تسهم في بناء وحدة الأمة وتعزيز التفاهم بين المذاهب.
الإسلام والغرب
من وجهة نظرك كيف يرى الغرب الإسلام بشكل عام؟
رؤية الغرب للإسلام تتسم بالتعقيد والتنوع، حيث تتأثر هذه الرؤية بعوامل تاريخية وثقافية وسياسية متعددة، في السنوات الأخيرة شهدت صورة الإسلام في الغرب تحولات كبيرة، حيث تتباين الآراء بين الفهم الإيجابي والسلبي.
من جهة أخرى، هناك اهتمام متزايد بدراسة الإسلام كدين وثقافة، حيث يدرس العديد من الأكاديميين والباحثين الغربيين الإسلام من منظور شامل، ويعملون على فهم تعاليمه ومبادئه وأثره على المجتمعات. وهذا النوع من الدراسات يساهم في تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة ويعزز من الفهم الدقيق للإسلام كدين يدعو إلى السلام والتسامح.
ومع ذلك يواجه الغرب تحديات كبيرة في كيفية فهم الإسلام بشكل شامل، بسبب الأحداث العالمية مثل الهجمات الإرهابية التي نفذتها جماعات متطرفة تدعي الانتماء للإسلام، مما ساهم في تشكيل صورة سلبية عن الدين، هذه الأحداث تؤدي إلى ربط الإسلام بالتطرف والعنف في عيون بعض الغربيين، مما يعزز الصور النمطية السلبية.
علاوة على ذلك، تساهم وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام حول الإسلام في كثير من الأحيان، حيث تركز التقارير الإخبارية على الأحداث السلبية، مما يؤدي إلى تعزيز الانطباعات السلبية عن المسلمين، وهذا التركيز على الجوانب السلبية يمكن أن يغذي الخوف والتمييز ضد المسلمين، مما يزيد من الفجوة بين الثقافات.
وفي السياق الثقافي، يُنظر إلى الإسلام كدين غني بالتاريخ والفنون، حيث أثرت الحضارة الإسلامية بشكل كبير على الفنون والعمارة والعلوم، وهناك اعتراف في بعض الأوساط الغربية بالدور الذي لعبه المسلمون في تطوير المعرفة والعلم، مما يساهم في تعزيز صورة إيجابية عن الإسلام. لكن يبقى التحدي في كيفية تجاوز الصور النمطية السلبية، لذا التعليم يلعب دورًا حيويًا في هذا السياق، حيث يمكن أن يسهم في تقديم صورة أكثر دقة وشمولية عن الإسلام من خلال إدراج موضوعات تتعلق بالإسلام في المناهج الدراسية، يمكن تعزيز الفهم المتبادل بين الثقافات.
علاوة على ذلك، يمكن أن يسهم الحوار بين الثقافات في تحسين صورة الإسلام في الغرب من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ومؤتمرات تجمع بين المسلمين وغير المسلمين، مما يعزز الفهم المتبادل وتقليل الفجوات الثقافية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
عبدالنبي الشعلة ثروتنا المنسية: التنوع الذي حولناه إلى نقمة الأحد 11 مايو 2025
في عالم يفرض علينا استمرار الانفتاح والتكامل والتعايش، ما تزال مجتمعاتنا العربية تتعثر أمام معضلة داخلية خطيرة لم نحسن بعد التعامل معها: التعدد والتنوع العرقي والمذهبي والديني والطائفي. وهو تنوع، لو أحسنا فهمه والتفاعل معه، لكان مصدرًا للغنى والقوة والنهضة، لا عبئًا ومصدرًا للتفكك والانقسام. لقد حبانا الله بأرض تضم فسيفساء إنسانية مدهشة، من العرب والأمازيغ والأكراد والأرمن والشركس والسريان والبلوش، إلى جانب أتباع الديانات السماوية الثلاث - اليهودية، والمسيحية، والإسلام - وسواها من الديانات والمعتقدات. كما يستظل العالم العربي تحت شجرة الإسلام الوارفة، التي تتفرع منها مدارس فقهية وعقائدية متعددة، ففي الفقه السني نجد الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، وفي العقيدة نجد الأشاعرة، والماتُريدية، والسلفية. أما داخل التيار الشيعي، فتبرز الإمامية الاثناعشرية، والإسماعيلية، والزيدية، وتتشعب مرجعيات الإمامية بين النجف وقم، وبين الأصوليين والأخباريين. هذه التركيبة الإنسانية المتميزة والغنية بتنوعها، النابضة بإرثها، الممتدة في عمق الزمن والحضارات، بدل أن تُصان وتُستثمر كثروة وكقوة ناعمة، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى مصدر تهديد، وصارت تُعامل كأزمة لا كفرصة. فغلبت نوازع الإقصاء على الحاجة للاحتواء، وثقافة التخندق على قيم التعايش، وسيطر الخوف على إمكانات الثقة، وتغلغلت الريبة في المساحات المشتركة. فكان الناتج أن انشطر النسيج المجتمعي، وتحوّلت الهوية من فضاء جامع إلى خطوط تماس، وبدل أن نرى الآخر كرفيق، رأيناه كخطر يجب عزله أو احتواؤه أو إقصاؤه. ولعلّ منطقة الشرق الأوسط من العالم العربي تقدم اليوم نموذجًا صارخًا لفشلنا في إدارة هذا التنوع. فمن سوريا إلى العراق، ومن لبنان إلى اليمن، ومن حلبجة إلى بيروت، تتكرر المآسي وتتوالى النكبات. ففي سوريا، عانى الجميع من الاضطهاد في فترات مختلفة: المسلمون السنة قبل الثورة، والعلويون بعد اندلاعها، والدروز اليوم، وكل طائفة أصبحت تستنجد بالخارج طلبًا للحماية من شركاء الوطن. وفي لبنان، انفجرت الحرب الأهلية بالعام 1975 نتيجة هشاشة التوازنات الطائفية، وتواصل بعدها الانقسام في ظل سطوة جماعات مسلحة طائفية على القرار الوطني. أما في العراق، فقد شكل قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية في العام 1988 جريمة كبرى بحق الأكراد، بينما فتح الغزو الأميركي وما تبعه من فراغ سياسي الباب أمام عشرات الميليشيات الطائفية، التي شرذمت البلاد، وجعلت الانتماء الطائفي والعرقي مقدمًا على الانتماء الوطني. وفي اليمن، أدى إقصاء مكونات مجتمعية أساسية إلى صعود الحوثيين وتمددهم؛ ما فجّر صراعًا داخليًا بأبعاد إقليمية. أما تنظيم 'داعش' فقد مثّل الوجه الأكثر تطرفًا لإخفاق التعايش، حين ارتدى قناع السلفية المتشددة ليقتل ويهجر ويسفك دم كل من يختلف معه في المذهب أو العقيدة أو الانتماء. إن هذه المشاهد ليست سوى تجليات لفكرة واحدة: إن التنوع حين يُدار بجهل أو تعصب، يتحول من نعمة إلى نقمة أو لعنة، ومن مصدر للقوة إلى أداة للهدم. وقد أدت هذه الرؤية القاصرة إلى خسائر هائلة، فقد تلاشت فرص التكامل، وتآكلت الثقة، وتحوّلت ميادين الحوار إلى ساحات قتال رمزي أو حقيقي. ولا يمكن لمجتمع أن ينهض وهو ينكر جزءًا من ذاته، كما لا يمكن لأمة أن تبني مستقبلها وهي تمارس الإقصاء الممنهج ضد بعض أبنائها. إن إدراكنا بأن التنوع سنة كونية لا مهرب منها، هو الخطوة الأولى نحو العلاج. فالوحدة المبنية على التعدد أكثر متانة من تلك التي تقوم على الإقصاء. والهوية الجامعة لا تُبنى بالذوبان في الآخر، بل بالاعتراف المتبادل والاحترام المتكافئ. فالزهو بالذات لا يكتمل إلا بقبول الآخر، والتنافس البنّاء لا ينمو إلا في ظل تعدد الرؤى والثقافات. إننا في أمس الحاجة إلى منظومة قيم جديدة تُرسخ الانفتاح، وتعزز ثقافة التسامح، وتُكرّس الاعتراف المتبادل. لكن هذه القيم لا تنمو في فراغ، ولا تزدهر تحت سطوة الخوف. لا بد أن تستند إلى مبادئ العدالة التي تضمن المساواة في الحقوق والواجبات والفرص، وتكفل تمثيلًا مجتمعيًا حقيقيًا لجميع المكونات دون تمييز. إن التعدد ليس خطرًا، بل فرصة. والتنوع ليس تهديدًا، بل طوق نجاة. لقد آن الأوان أن نتجاوز لغة التخوين والتخويف، ونبدأ بإعادة بناء جسور الثقة بين مكونات مجتمعاتنا. فالمواطنة لا تكتمل إلا بالعدالة، والانتماء لا يُثمر إلا في ظل الكرامة، والتعايش لا يُكتب له البقاء إن لم يُبنَ على الاحترام المتبادل. والعدالة ليست مجرد بند قانوني، بل هي الإطار الأخلاقي الذي يُبنى عليه أي سلم اجتماعي دائم، دونها يتحول التسامح إلى هدنة هشة، والانفتاح إلى قشرة زائفة. إن الأسئلة التي نطرحها اليوم ليست جديدة، لكن الأجوبة التي نتفاداها هي التي أخّرت خلاصنا: العدالة، الاعتراف، الاحترام، والانفتاح. هذه ليست شعارات مثالية، بل شروط بقاء. فإلى متى نظل نخشى اختلافنا؟ متى نرى أن التنوع لا يهددنا بل يثرينا؟ متى نكف عن محاكمة الآخر، ونبدأ بمحاورته؟ ومتى ندرك أن أوطاننا لا تبنى بالحذر، بل بالشراكة، ولا تُحمى بالعزل، بل بالعدل؟ حين نصل إلى ذلك، فقط حينها، يمكن أن نحول ثروتنا المنسية إلى قوة حقيقية.


البلاد البحرينية
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
الخزاعي لـ 'البلاد': (2 من 2) ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام في الغرب
حسن عبدالرسول تصوير: رسول الحجيري وأيمن يعقوب في إطار تسليط الضوء على القضايا الفكرية والثقافية التي تهم العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية على حد سواء، يتناول الجزء الثاني من الحوار المطول مع رئيس جامعة ومعهد العدالة والحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية د. محمود الخزاعي، العديد من الموضوعات الهامة التي تتعلق بالإسلاموفوبيا، دور المرأة في المجتمع، والمفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها عن الإسلام في الغرب. وأشار د. الخزاعي خلال حديثه مع 'البلاد' إلى تأثير وسائل الإعلام على تشكيل الصورة النمطية للإسلام والمسلمين، فضلاً عن استعراضه للأبعاد الثقافية والاجتماعية التي يجب أن تتغير في المجتمعات الإسلامية لتحقيق تقدم حقيقي في حقوق المرأة. وفيما يلي نص الجزء الثاني والأخير من الحوار مع رئيس جامعة ومعهد العدالة والحكمة في الولايات المتحدة الأمريكية. أبعاد ثقافية ما الأبعاد الثقافية التي يجب أن تتغير في المجتمعات الإسلامية لتعزيز دور المرأة في بناء المجتمع؟ تعزيز دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي يتطلب تغييرات جذرية في الأبعاد الثقافية والاجتماعية التي تحيط بها لذا، يجب إعادة النظر في المفاهيم التقليدية المتعلقة بدور المرأة في الأسرة والمجتمع، فكثيرًا ما تُحصر النساء في أدوار تقليدية تتعلق بالرعاية المنزلية وتربية الأطفال، مما يحد من مشاركتهن الفعّالة في مجالات أخرى مثل التعليم والاقتصاد والسياسة لذا، من الضروري تغيير هذه المفاهيم لتشمل رؤية شاملة لدور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع، حيث يمكنها أن تساهم في جميع شتى المجالات، كما يجب تعزيز التعليم كحق أساسي للمرأة، لأنه المفتاح الذي يمكن أن يفتح الأبواب أمام النساء للمشاركة في الحياة العامة، لذا يتطلب ذلك توفير فرص تعليمية متساوية للفتيات مثل الأولاد، والتأكد من أن المناهج الدراسية تعزز من قيم المساواة والتمكين، ويجب أن يتجاوز التعليم مجرد القراءة والكتابة ليشمل المهارات الحياتية والقيادية التي تمكّن المرأة من اتخاذ قرارات مستقلة والمساهمة بفعالية في مجتمعاتها. علاوة على ذلك، يتطلب تعزيز دور المرأة في المجتمع تغيير النظرة الثقافية تجاه العمل والمشاركة الاقتصادية، حيث إن العديد من المجتمعات الإسلامية، لا تزال فيها عقبات أمام النساء لدخول سوق العمل، سواء أكانت هذه العقبات اجتماعية أو قانونية، ويجب العمل على إزالة هذه العقبات من خلال سن قوانين تدعم حقوق المرأة في العمل وتوفير بيئات عمل آمنة ومناسبة، كما يجب تشجيع النساء على دخول مجالات جديدة وغير تقليدية، مما يسهم في تنمية مهاراتهن ويعزز من فرصهن الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز تمثيل المرأة في صنع القرار، لأن النساء ممثلات بشكل غير كافٍ في المناصب القيادية، سواء في الحكومة أو القطاع الخاص، فمن المهم تشجيع النساء على المشاركة في السياسة وصنع القرار من خلال برامج تدريبية ودعم الحملات الانتخابية التي تروج لمرشحات النساء. علما أن تمثيل المرأة في بعض المجالات لا يسهم فقط في تعزيز حقوقها، بل يساهم أيضًا في تطوير سياسات أكثر شمولية تأخذ في الاعتبار احتياجات جميع أفراد المجتمع، كما ينبغي تغيير المواقف الاجتماعية تجاه المرأة في المجتمعات الإسلامية، لذا يتطلب ذلك العمل رفع الوعي بأهمية دور المرأة من خلال حملات توعية ومبادرات مجتمعية، و يجب أن تُظهر هذه الحملات كيف أن تمكين المرأة ليس فقط حقًا إنسانيًا، بل هو أيضًا عنصر أساسي في التنمية المستدامة، فمن خلال تغيير هذه المواقف، يمكن أن تتغير السلوكيات الاجتماعية التي تقيد النساء وتعزز من فرصهن. وفي النهاية، يتطلب تعزيز دور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي تغييرات ثقافية شاملة تشمل إعادة النظر في المفاهيم التقليدية، وتعزيز التعليم، وتغيير النظرة للعمل، وزيادة تمثيل المرأة في صنع القرار، وتغيير المواقف الاجتماعية. هذه الأبعاد الثقافية، إذا تم تغييرها، ستسهم في بناء مجتمع أكثر عدالة وتقدمًا، حيث يتمكن الجميع من المساهمة في التنمية والتغيير الإيجابي. المرأة في الإسلام كيف تقيم دور المرأة في المجتمع الإسلامي اليوم مقارنة بما كان عليه في التاريخ الإسلامي؟ تقييم وضع المرأة في المجتمع الإسلامي اليوم مقارنة بما كان عليه في التاريخ الإسلامي يتطلب النظر إلى مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تشكلت عبر الزمن في التاريخ الإسلامي. كانت المرأة تتمتع بمكانة مميزة في بعض الفترات، حيث كانت لها حقوق محددة في مجالات مثل الميراث، والتعليم، والمشاركة في الحياة العامة. في العصور الذهبية للإسلام، شهدت المجتمعات الإسلامية ظهور نساء بارزات في مجالات العلم والأدب والسياسة وعلى سبيل المثال، كانت هناك نساء مثل الفقيهة والعالمة 'نسيبة بنت كعب' التي شاركت في المعارك، وكذلك الشاعرات والمفكرات اللواتي أثرن في مجتمعاتهن. ومع ذلك، فإن وضع المرأة في التاريخ الإسلامي لم يكن متجانسًا، بل كان متأثرًا بالعديد من العوامل، بما في ذلك الثقافة المحلية، والسياسات الحاكمة، والتغيرات الاجتماعية في بعض الفترات، واجهت النساء قيودًا أكبر على حريتهن ومشاركتهن في الحياة العامة، مما أثر على دورهن في المجتمع. اليوم تعيش المرأة في المجتمعات الإسلامية في سياقات مختلفة، حيث تتفاوت أوضاعهن بشكل كبير من بلد لآخر. في بعض الدول، حققت المرأة تقدمًا ملحوظًا في مجالات التعليم والعمل والمشاركة السياسية، وهناك نساء يشغلن مناصب قيادية في الحكومات، وأخريات يساهمن بفعالية في الاقتصاد والمجتمع المدني. هذه التغيرات تعكس جهودًا كبيرة من قبل النساء أنفسهن ومنظمات المجتمع المدني والحكومات لتعزيز حقوق المرأة وتمكينها. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه النساء في العديد من المجتمعات الإسلامية، في بعض المناطق، ولا تزال النساء تعاني من قيود ثقافية وقانونية تؤثر على حقوقهن وحرياتهن. بسبب العنف ضد النساء، والتمييز في العمل، والافتقار إلى الفرص التعليمية، ما زالت قضايا قائمة في العديد من المجتمعات. كما أن بعض التفسيرات التقليدية للدين لا تزال تُستخدم لتبرير هذه القيود، مما يعيق تقدم النساء في بعض السياقات. علاوة على ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في العصر الحديث قد أثرت أيضًا على دور المرأة. مع ظهور التعليم العالي وزيادة فرص العمل، أصبحت النساء أكثر قدرة على المشاركة في الحياة العامة. ومع ذلك، لا يزال هناك فجوة بين ما يمكن أن تحققه النساء وما هو موجود فعليًا في الواقع. بالمجمل، يمكن القول إن وضع المرأة في المجتمع الإسلامي اليوم يتسم بالتنوع والتعقيد. هناك تقدم ملحوظ في بعض المجالات، ولكنه مصحوب بتحديات مستمرة تتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف. ومن المهم أن يستمر الحوار حول حقوق المرأة ودورها في المجتمع، وأن تُعزز المبادرات التي تهدف إلى تمكين النساء وتوفير الفرص المتساوية لهن. من خلال هذه الجهود، يمكن تحقيق تقدم أكبر نحو تحقيق العدالة والمساواة في المجتمعات الإسلامية. المفاهيم الخاطئة ما هي المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها البعض في الغرب حول الإسلام؟ هناك العديد من المفاهيم الخاطئة التي يعتقدها البعض في الغرب حول الإسلام، وهذه المفاهيم غالبًا ما تتشكل نتيجة لسوء الفهم أو التحيز أو تأثير وسائل الإعلام. واحدة من أبرز هذه المفاهيم هي الربط بين الإسلام والعنف. يعتقد البعض أن الإسلام دين عنيف بطبيعته، وأن التعاليم الإسلامية تشجع على الإرهاب. هذه الفكرة تتجاهل أن الإسلام، مثل العديد من الأديان الأخرى، يدعو إلى السلام والتسامح، وأن الغالبية العظمى من المسلمين هم أشخاص مسالمون يعيشون حياتهم بعيدًا عن العنف. مفهوم آخر خاطئ هو الاعتقاد بأن جميع المسلمين يتبعون نفس الممارسات والتقاليد. الإسلام دين عالمي يتنوع بين ثقافات ولغات مختلفة، وهناك تباين كبير في كيفية ممارسة الإسلام عبر مختلف البلدان والمجتمعات. هذا التنوع يشمل المذاهب الإسلامية المختلفة، مثل السنة والشيعة، بالإضافة إلى الاختلافات الثقافية التي تؤثر على كيفية فهم الناس للإسلام. كذلك، يعتقد البعض أن المرأة في الإسلام مضطهدة بشكل شامل. بينما هناك تحديات تواجه النساء في بعض المجتمعات الإسلامية بسبب التقاليد الثقافية أو التفسيرات الخاطئة للدين، فإن الإسلام نفسه يمنح المرأة حقوقًا واضحة، مثل الحق في التعليم والملكية والميراث. هناك العديد من النساء المسلمات اللاتي حققن إنجازات كبيرة في مجالات متعددة، مما يدل على أن الدين ليس هو السبب الوحيد وراء التحديات التي قد تواجهها النساء. هناك أيضًا فكرة شائعة في الغرب أن المسلمين لا يؤمنون بالحرية الدينية. هذه الفكرة تتجاهل أن العديد من المجتمعات الإسلامية تحتضن التنوع الديني، وتاريخ الإسلام مليء بأمثلة للتعايش السلمي بين الأديان المختلفة في العديد من البلدان الإسلامية. توجد مجتمعات مسيحية ويهودية تعيش جنبًا إلى جنب مع المسلمين، مما يعكس قيم التسامح والتعايش. بالإضافة إلى ذلك، هناك تصور خاطئ بأن الإسلام يعارض التقدم العلمي والتكنولوجي. في الواقع، تاريخ الحضارة الإسلامية مليء بالإنجازات العلمية والفكرية، حيث ساهم المسلمون في مجالات مثل الطب والرياضيات والفلسفة. هذا الإرث العلمي لا يزال يؤثر على العالم اليوم، ويظهر أن الإسلام يمكن أن يتماشى مع التقدم والابتكار. أخيرًا، يعتقد البعض أن الإسلام هو دين يتعارض مع القيم الغربية الحديثة مثل حقوق الإنسان والمساواة. هذه الفكرة تتجاهل أن هناك الكثير من المسلمين الذين يعملون من أجل تعزيز حقوق الإنسان والمساواة في مجتمعاتهم، وأن هناك حركات إسلامية تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن حقوق الأفراد. في الختام، تتطلب معالجة هذه المفاهيم الخاطئة جهدًا جماعيًا من جميع الأطراف. حيث إن التعليم والحوار بين الثقافات هما المفتاح لتصحيح هذه المفاهيم وتعزيز الفهم المتبادل. فمن خلال تعزيز المعرفة الصحيحة حول الإسلام، يمكن تقليل التحيزات وتعزيز التفاهم بين المجتمعات المختلفة. تنامي الإسلاموفوبيا كيف تؤثر وسائل الإعلام على تنامي الإسلاموفوبيا؟ تؤثر وسائل الإعلام بشكل كبير على تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، حيث تلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه الانطباعات حول الإسلام والمسلمين. في العديد من الأحيان، تركز وسائل الإعلام على تغطية الأحداث السلبية المرتبطة بالإسلام، مثل الهجمات الإرهابية أو الجرائم التي يرتكبها أفراد يدعون الانتماء للإسلام. هذه التغطية تساهم في تعزيز الصورة النمطية السلبية عن المسلمين، مما يؤدي إلى زيادة الخوف والقلق تجاههم في المجتمعات الغربية. وتستخدم وسائل الإعلام أحيانًا لغة مثيرة ومبالغ فيها عند تناولها لقضايا تتعلق بالإسلام، مما يساهم في خلق انطباع بأن الإسلام هو دين عنيف أو متطرف. هذا النوع من التغطية يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الصور النمطية السلبية، حيث يتم ربط الإسلام بالعنف والتطرف، مما يغذي مشاعر الإسلاموفوبيا لدى الجمهور. عندما يتم تقديم المسلمين بشكل متكرر كتهديد، فإن ذلك يعزز من الفجوة بين الثقافات ويزيد من التوترات الاجتماعية. علاوة على ذلك، تساهم وسائل الإعلام في تعزيز الإسلاموفوبيا من خلال التقارير التي تفتقر إلى العمق والتحليل. كثيرًا ما يتم تناول قضايا معقدة دون تقديم السياق التاريخي أو الثقافي المناسب، مما يؤدي إلى فهم مشوه للإسلام والمسلمين. هذه التقارير السطحية قد تساهم في تعزيز الانطباعات السلبية، حيث يتم تجاهل الجوانب الإيجابية في حياة المسلمين ومساهماتهم في المجتمع. كما ان وسائل الإعلام الاجتماعية تؤثر أيضًا على تنامي الإسلاموفوبيا، حيث يتم تداول المعلومات بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي. و هذه المنصات تتيح للأفراد التعبير عن آرائهم ومشاركة المحتوى، مما يمكن أن يؤدي إلى انتشار المعلومات المضللة أو الأخبار الكاذبة. في بعض الأحيان، يتم تداول مقاطع الفيديو أو الصور التي تعزز الصور النمطية السلبية عن المسلمين، مما يساهم في نشر الخوف والتمييز. من المهم أيضًا ملاحظة أن وسائل الإعلام ليست الوحيدة المسؤولة عن تنامي الإسلاموفوبيا، بل هي تعكس أيضًا الاتجاهات الاجتماعية والسياسية السائدة. ففي بعض الأحيان، تكون هناك تصريحات من شخصيات عامة أو سياسيين تعزز من مشاعر الخوف تجاه المسلمين، مما يساهم في خلق بيئة مواتية لنمو الإسلاموفوبيا. وسائل الإعلام، بدورها، قد تستجيب لهذه الاتجاهات من خلال تغطية الأحداث بطريقة تعكس هذا المناخ العام. قلق غربي هل يمكن أن يكون القلق من الإسلاموفوبيا في الغرب مبنيًا على تصورات غير دقيقة أو مفاهيم خاطئة عن الإسلام والمسلمين؟ نعم، طبعا، فهذا القلق غالبًا ما ينشأ من مجموعة من العوامل، بما في ذلك سوء الفهم، والتحيزات الثقافية، والتغطية الإعلامية السلبية، في العديد من الحالات، يتم تشكيل الانطباعات حول الإسلام من خلال الصور النمطية التي لا تعكس الواقع، مما يؤدي إلى تعزيز مشاعر الخوف والقلق تجاه المسلمين. أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا القلق هو عدم الفهم العميق لتعاليم الإسلام ومبادئه. الكثير من الناس في الغرب لا يعرفون الكثير عن الإسلام، وبالتالي يعتمدون على ما تقدمه وسائل الإعلام أو ما يسمعونه من مصادر غير موثوقة. هذه المعلومات قد تكون مشوهة أو سطحية، مما يؤدي إلى تكوين انطباعات خاطئة. على سبيل المثال، يتم الربط بشكل متكرر بين الإسلام والعنف، في حين أن الغالبية العظمى من المسلمين يعيشون حياتهم بشكل سلمي ويؤمنون بقيم التسامح والاحترام. تساهم الصور النمطية السلبية في تعزيز هذه المخاوف. فعندما يتم تصوير المسلمين بشكل متكرر على أنهم متطرفون أو عنيفون، فإن ذلك يعزز من فكرة أن الإسلام هو دين يشجع على العنف. هذه التصورات لا تأخذ في الاعتبار التنوع الكبير داخل المجتمعات الإسلامية، حيث تختلف المعتقدات والممارسات بشكل كبير من ثقافة إلى أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المسلمين يقاومون هذه الصور النمطية من خلال تقديم نماذج إيجابية عن حياتهم ومساهماتهم في المجتمعات. التغطية الإعلامية تلعب أيضًا دورًا كبيرًا في تشكيل هذه التصورات. الأخبار التي تركز على الأحداث السلبية المتعلقة بالإسلام، مثل الهجمات الإرهابية أو الجرائم التي يرتكبها أفراد يدعون الانتماء للإسلام، قد تؤدي إلى تعزيز الانطباع بأن الإسلام هو دين خطر. هذه التغطية غالبًا ما تتجاهل الجوانب الإيجابية لحياة المسلمين، مما يؤدي إلى فهم مشوه وغير كامل. من خلال التركيز على الأحداث السلبية، يتم تعزيز الخوف والقلق، مما يزيد من مشاعر الإسلاموفوبيا. علاوة على ذلك، يمكن أن يكون هناك تأثيرات سياسية واجتماعية تؤدي إلى تعزيز هذه المخاوف. في بعض الأحيان، تستخدم بعض الشخصيات العامة أو السياسيين خطابًا يعزز من مشاعر الخوف تجاه المسلمين، مما يساهم في خلق بيئة مواتية لنمو الإسلاموفوبيا. يمكن أن تؤدي هذه التصريحات إلى زيادة التوترات الاجتماعية وتعزيز الصور النمطية السلبية، مما يزيد من القلق العام حول الإسلام والمسلمين. في النهاية، يمكن القول إن القلق من الإسلاموفوبيا في الغرب غالبًا ما يكون مبنيًا على تصورات غير دقيقة ومفاهيم خاطئة عن الإسلام والمسلمين. يتطلب معالجة هذه المخاوف جهودًا جماعية من جميع الأطراف، بما في ذلك تعزيز التعليم والتوعية حول الإسلام، وتشجيع الحوار بين الثقافات، وتقديم تغطية إعلامية متوازنة تعكس التنوع والعمق في حياة المسلمين. من خلال هذه الجهود، يمكن تقليل التحيز وتعزيز الفهم المتبادل، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وتفاهمًا.


البلاد البحرينية
٠١-٠٤-٢٠٢٥
- البلاد البحرينية
القادري لـ 'البلاد': 'بيت إبراهيم'.. مشروع جديد لتعزيز الوحدة الإسلامية
حسن عبدالرسول: قال رئيس المجلس الأعلى لمنظمة منهاج القرآن الدولية، وعميد كلية الحقوق بجامعة المنهاج في لاهور بجمهورية باكستان، د. حسن محيي الدين القادري، إن التوصيات التي خرج بها الحوار 'الإسلامي الإسلامي.. أمة واحدة ومصير مشترك' جاءت في توقيت هام لخدمة الأمة الإسلامية، نظرًا لما تمر به منطقة الشرق الأوسط من منعطفات خطيرة. إذ تُعتبر توصيات المؤتمر حجر أساس لرسم خارطة طريق للسلام والأمن ضمن مشروع كبير لخدمة الأمة الإسلامية التي تعاني العديد من التحديات. ووصف القادري، خلال حوار مع جريدة البلاد، 'الحوار الإسلامي الإسلامي' بالحديقة العطرة للسلام والتعايش السلمي لكافة التيارات الفكرية والمذاهب الإسلامية، حيث كانت أهداف المؤتمر واضحة للجميع منذ البداية لتحقيق التوافق والاتحاد الإسلامي نحو الحفاظ على راية الأمة الإسلامية. كما أشاد بما جاء في التوصيات وبيان أهل القبلة لرص صفوف المسلمين وإنهاء الشتات والفرقة، وتوحيد التيارات العلمية والفكرية تحت مظلة التعايش بين الأمم الإسلامية. وأضاف أن اللبنة الأساسية مما تم تناوله في جلسات المؤتمر بلورت عدة أفكار لإنهاء الفرقة والشتات بين المسلمين أنفسهم، من خلال تقريب المزيد من وجهات النظر بين الفقهاء ورجال الدين والمفكرين. أدب الاختلاف وفي سياق ذلك، أشار القادري إلى أن آيات القرآن الكريم تناولت في العديد من السور ضرورة الاتحاد والوحدة بين الناس، إلى جانب أدب الاختلاف، مستشهدًا بحديث الرسول الأكرم (ص): 'اختلاف أمتي رحمة'، ومن هذا المنطلق يجب على الناس تعلم أدب الاختلاف من باب الرحمة، وليس من منطلق الصراعات بين أفراد الأمة الإسلامية. ودعا ممثلي المذاهب والتيارات الإسلامية إلى الجلوس على طاولات الحوار لمناقشة بعض الإشكاليات وتصحيح بعض المفاهيم من خلال تبادل وجهات النظر بشأن الأيديولوجيا والأفكار المختلفة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القرآن الكريم شدد في العديد من الآيات على الرحمة والتعايش والتسامح واحترام الآخرين. ولفت إلى أن التمسك بالأيديولوجيا أمر مشروع، كما أن وجود عدة مذاهب وطوائف إسلامية من حقها التمسك بهويتها المذهبية، ولا يحق لأي فرد إقصاء أي طرف يختلف معه في الدين، كما لا يحق لأي طرف الاعتقاد بأن الآخر المختلف معه على باطل، لأن أساس الدين الرحمة والتوافق والتسامح، كما جاء في آيات القرآن الكريم. وشدد القادري على ضرورة حل كافة الإشكاليات من خلال لغة الحوار، لأن الحروب لا تستطيع حل الأزمات، بل وجدنا أن الحروب سبب للدمار، في حين أن المناقشة تؤدي إلى توافق ورسم خارطة طريق لأي إشكالية. وأشاد بالرعاية السامية لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لإقامة الحوار 'الإسلامي الإسلامي' والعديد من المؤتمرات التي استضافتها المنامة سابقًا لتعزيز التقارب بين الأديان، مما يؤكد أن كافة التيارات قادرة على التوصل إلى حلول من خلال المناقشات والعمل بتوصيات المؤتمرات بغية تحقيق الوحدة الإسلامية، وصولًا إلى الوحدة الحقيقية لمصير الأمة. الإسلام والليبرالية وبشأن فصل الدين عن السياسة وتطبيق العلمانية للتعايش السلمي بين الأمم ومختلف المذاهب، قال القادري إن العلمانية والليبرالية أيديولوجيات مستوردة للشرق من الخارج، وإن الأفكار الوضعية ليست من الإسلام. وأشار القادري إلى أنه تناول في أحد بحوثه العلمية العميقة، في أحد كتبه، دستور المدينة المنورة لمواجهة الأفكار الفلسفية والآراء التي تدعو إلى فصل الدين عن السياسة أو تطبيق العلمانية. موضحًا أن 'يثرب'، المدينة المنورة سابقًا، عاشت فيها عدة ديانات وطوائف ومذاهب، وكان للنبي محمد (ص) دور في جعلها مركزًا للحضارة والثقافة. إذ يُعتبر الرسول الأكرم أول من أعطى الحقوق في كافة المجالات، وجعل الناس تعيش تحت مظلة التعايش السلمي، وأسس دولة منظمة تحت مظلة الدستور. وكان الرسول (ص) حاكمًا لدولة المدينة المنورة التي ضمّت أكثر من 20 قبيلة متعددة الديانات، منها اليهودية، والنصرانية، والإسلامية، والوثنية، وغيرها من الديانات الأخرى التي عاشت تحت مظلة الأمة الإسلامية. وأردف أن من مميزات دستور المدينة المنورة أنه أعطى فكرة عدم المركزية في الرأي، حيث نجد أن دستور المدينة اعتمد على الاهتمام بالفرد والجماعة، إلى جانب الاهتمام بالموقع الجغرافي للمدينة والحفاظ على الهوية. رسالة الرسول وعلى الصعيد عينه، أوضح القادري أن الرسول الأكرم (ص) يُعتبر أول من حافظ على موارد الدول الإسلامية والأنظمة التجارية، إلى جانب تعيين الوزراء والسفراء. لذا نجد أن التاريخ الإسلامي غني بالعلوم والمعارف وتأسيس الأنظمة المالية وأنظمة التكافل الاجتماعي، وتحديد الأنظمة التي يسير عليها العالم اليوم. وتابع أن الرسول (ص) كان أول من أسس الأنظمة القضائية والأصول العامة لأنظمة الحكم والسيادة، وكذلك نظام الفدية، وحماية الدولة وتأمينها من خلال المبادئ والمواثيق عبر التحالفات. كما أسس الرسول حقوق الإنسان والمواطنة والمساواة وحقوق المرأة من خلال التصويت على دستور المدينة، إضافة إلى تعيين المرأة في المهام الإدارية. الأمر الذي استفادت منه الدساتير المعاصرة اليوم. وأشار إلى أن الغرب ساهم في تمكين المرأة منذ بداية عام 1915، بينما الإسلام أعطى المرأة حق التصويت منذ 1450 سنة. لذا نجد أن الدولة الإسلامية منذ زمن الرسول منحت حق الرأي، وحق التنقل، والملكية، والعدالة، والقصاص، إلى جانب حق الديانة، وفق نظام سياسي سلمي شامل. 'بيت إبراهيم' وعن حاجة المسلمين إلى مشروع 'إسلامي إسلامي' لتوحيد صفوف الأمة الإسلامية، كشف القادري عن أنه أعد مشروعًا باسم 'بيت إبراهيم'، انطلاقًا من الآية القرآنية الكريمة: 'إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ'. وذلك بهدف تأسيس مركز علمي يجمع كافة الديانات والطوائف الإسلامية لمناقشة الأفكار وصياغة رؤى وسطية معتدلة للقضاء على الأفكار المتطرفة التي يعاني منها العالم الإسلامي. وأشار إلى أن مشروع 'بيت إبراهيم' سيكون بمثابة حديقة للسلام والتعايش السلمي لكافة المذاهب، من خلال جمع العقلاء والفقهاء ورجال الدين والفكر للإجابة على التساؤلات المعقدة عبر سلسلة من الحوارات لممثلي الديانات والطوائف والتيارات، وذلك لصياغة مشروع جديد يمكن من خلاله إنهاء المشاجرات والخلافات بين بعض الطوائف الإسلامية. حيث إن الحوار والنقاش العلمي هو أساس هذا المشروع الذي سيساهم في تصحيح الكثير من الأفكار وإخماد الفتن التي أضرت بالمسلمين. رسالة إلى الشباب وفي ختام اللقاء، دعا القادري فئة الشباب إلى فهم الوسطية والاعتدال من خلال التفكر والتدبر وقراءة القرآن الكريم، إلى جانب الابتعاد عن التشدد والتطرف الفكري والسلوكي، من خلال التعلم والمعرفة والاطلاع على السيرة النبوية وتعاليم الدين. كما دعا إلى إعادة النظر في بعض المناهج التعليمية في الجامعات والمدارس، مع ضرورة وضع مناهج تعليمية وسطية لطلبة العلوم الدينية، لمعالجة العديد من الأفكار الخطيرة المتطرفة. أما بشأن ما يجري في قطاع غزة والدولة الفلسطينية، فقد شدد على ضرورة وجود موقف إسلامي لدعم المستضعفين وضحايا الحرب في غزة، لإنهاء معاناة العديد من الأفراد والأسر التي تضررت بسبب الحرب.