أحدث الأخبار مع #حسينلقرع


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- سياسة
- ساحة التحرير
هواية اسمها: قتل الأطفال!حسين لقرع
هواية اسمها: قتل الأطفال! حسين لقرع في تصريح لافت للانتباه أدلى به لهيئة البثّ الصهيونية (كان)، فضح رئيس 'الحزب الديمقراطي الإسرائيلي'، يائير غولان، حكومة نتنياهو المتطرّفة الفاشية؛ فهي تعجّ بالوزراء الفاسدين الذين تحرّكهم روح الانتقام ويفتقرون إلى الأخلاق، وتشنّ حربا على المدنيين الفلسطينيين، وتقتل الأطفال كهواية، وتنفّذ مخططا لتهجير سكان غزة، وبهذه الممارسات، تدفع حكومة نتنياهو 'إسرائيل' إلى أن تصير دولة منبوذة بين الأمم، كما كانت جنوب إفريقيا من قبل. والواقع أنّ يائير لم يكشف جديدا؛ فكل ما قاله تثبته الأحداث والوقائع بالأدلة الدامغة منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم، لكنّ هذه الشهادة من رئيس حزب صهيوني مهمّة جدا من باب 'وشهد شاهد من أهلها' وتفنّد رواية الحكومة الفاشية من أنّ ما يجري في غزة حرب على 'حماس' والمقاومة وحدها، والمدنيون يسقطون بشكل غير مقصود، فهي حرب على الفلسطينيين كلّهم، ولا يستثنى من ذلك الأطفال الأبرياء الذين يقتلون كل يوم في مجازر وحشية عمدية بهدف التخلّص منهم، حتى لا يكبروا وينضمّوا إلى صفوف المقاومة مستقبلا. ما قاله يائير غولان عن تعمّد قتل أطفال غزة كهواية للاحتلال، أكّده عضو كنيست سابق يدعى موشي فيغلين، إذ قال للقناة الـ14 اليمينية، إنّ 'كل طفل في غزة هو عدوّ، كلّ طفل تقدّمون له الحليب الآن سيذبح أطفالكم بعد 15 عاما، علينا احتلال غزة واستيطانها حتى لا يبقى فيها طفل واحد، لا يوجد نصر آخر'! غزوة 'طوفان الأقصى' في 7 أكتوبر 2023 أفقدت قادة الاحتلال توازنهم وأسقطت آخر أقنعتهم، وكشفت وجوههم القبيحة المرعبة، فلم يعودوا يتورّعون عن إطلاق تصريحات نازية تدعو إلى ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، كالدّعوات إلى الإبادة والتطهير العرقي والتهجير وضرب غزة بالنووي وقصف مخازن الغذاء وتجويع السكان حتى الموت… وهذه الدعوات التي تنضح فاشية وكراهية وحقدا على الفلسطينيين تردّد على ألسنة وزراء متطرفين من أمثال سموتريتش وبن غفير ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت الذي قال يوم 8 أكتوبر 2023، إنّ سكان غزة 'حيوانات بشرية' وسيمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والكهرباء، وهو ما يجري عمليّا منذ قرابة 19 شهرا أمام مرأى العالم كلّه وسمعه، ومع ذلك، لا نسمع إلا إدانات خجولة ودعوات للاحتلال، بكلمات ناعمة، لإدخال الغذاء للسكان الذين يتضوّرون جوعا، وخاصة الأطفال الذين أصبحوا هياكل عظمية يكسوها جلد رقيق، وقد مات منهم 57 طفلا من شدّة الجوع. أيعقل أن يحدث هذا في القرن الواحد والعشرين ولا يتحرّك العالم جدّيا لوقف المأساة بالقدر ذاته الذي يتحرك فيه تجاه أوكرانيا مع أنّها لا تعاني 1 بالمائة مما يكابده الفلسطينيون في غزة؟ ما صرّح به النائب موشي فيغلين يعبّر، فعلا، عن هذه الحكومة الصهيونية الفاشية المجرمة التي ترى أنّ قتل الأطفال الفلسطينيين يتماشى وروح التوراة، ألم يقل نتنياهو بعد 3 أسابيع من اندلاع الحرب لجنوده وهم يستعدّون لدخول غزة بعد قصف جهنّمي متواصل بالطيران: 'يقول كتابنا المقدّس تذكّروا ما فعله عماليق بكم، ونحن نتذكّر ونقاتل'، وهو يشير بذلك إلى ما ورد في سفر صموئيل: 'الآن اذهبوا واضربوا عماليق، ودمّروا كلّ ما لهم، ولا تعفوا عنهم، بل اقتلوا كلًّا من الرجل والمرأة، والطفل والرضيع، البقر والغنم، الجمل والحمار'. وبقرار الاحتلال توسيع حرب غزة، ننتظر أياما سوداء أخرى ترتفع فيها الحصيلة اليومية للشهداء، وسيكون أغلبهم من الأطفال والنساء كما هو حاصل طيلة هذه الحرب غير الأخلاقية التي تشنّ على المدنيين تحت غطاء 'استعادة الرهائن'، لكنّ أملنا في المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه لا يزال كبيرا برغم قسوة الحرب؛ فالمقاومة لا تزال صامدة وتتكيّف مع الظروف وتخوض حرب استنزاف طويلة مع العدوّ وتثخن فيه كل يوم بكمائن مركّبة دوّخت جنوده، والمدنيون ثابتون في أرضهم يرفضون التهجير، برغم الإبادة والتجويع الجهنمي لإدراكهم أنّها معركة وجود، وحياة أو موت. وما النصر إلا صبر ساعة. 2025-05-22 The post هواية اسمها: قتل الأطفال!حسين لقرع first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
الحوثيون ينتصرون على أمريكا!حسين لقرع
الحوثيون ينتصرون على أمريكا! حسين لقرع خلال 52 يوما، شنّت القوات الجوية والبحرية الأمريكية 1712 غارة على اليمن، قتلت خلالها مئات اليمنيين، وخلّفت دمارا واسعا، لكنّ تلك الغارات الوحشية المدمّرة لم تكن كافية لكسر إرادة الحوثيين وردعهم وإجبارهم على فكّ الحصار عن السفن الصهيونية التي تمرّ بباب المندب، ووقفِ معركة إسناد غزة، وها هو ترامب يعلن يوم 6 ماي الجاري التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين. وخلافًا لما زعمه ترامب من أنّ الحوثيين قد 'استسلموا' و'توسّلوا إليه' لوقف الضربات ضدّهم، فإنّ الحقيقة هي أنّ الرئيس الأمريكي المتعجرف أدرك أخيرا خطأ حساباته، وأنّ أمريكا قد بدأت تغرق في المستنقع اليمني، وأنّ ضرباتها غير مجدية ولن تنجح في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وفكّ الحصار البحري الذي فرضوه على الكيان منذ نوفمبر 2023 إلى اليوم؛ فالحوثيون يتحصّنون في كهوف عميقة بالجبال، ويقيمون بها مخازن صواريخهم ومسيّراتهم، ولا جدوى من ضربها. وبالمقابل، فقد تفاقمت الخسائر الأمريكية وبلغت نحو 4 مليار دولار في أقلّ من شهرين، هي قيمة الصواريخ والذخائر التي قصفت بها اليمن، والطائرات المسيّرة التسع وطائرتي 'آف 18' التي أسقِطت، فضلا عن إغراق سفينتين حربيتين… وهنا بدأت الولايات المتحدة تبحث عن مخرج من المأزق الذي زجّت بنفسها فيه، واستنجدت بالوسيط العماني وتوصّلت إلى اتفاق يقضي بكفّ الحوثيين عن مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر مقابل توقف الولايات المتحدة عن قصف اليمن. مجلة 'فورين أفيرز' قالت بوضوح إنّ الحوثيين 'تفوّقوا' على أمريكا؛ فهم لم يلتزموا بفكّ الحصار البحري عن الكيان، ولا التوقّف عن ضرب سفن حلفائه المتجهة إلى موانئه، ولا الامتناع عن قصف مطاراته وثكناته، فكيف يزعم ترامب إذن أن الحوثيين 'استسلموا' له؟! معركة الـ52 يوما بين الحوثيين وأمريكا انتهت إذن بانسحابها وتفكيك 'وحدة الساحات' بينها وبين الكيان الصهيوني، وتركه وحده في ساحة المعركة يواجه مصيره، وقد واصل الحوثيون المعركة ضدّه وقصفوا مجددا مطاره الدولي لردع أيّ شركة طيران عالمية تفكّر باستئناف رحلاتها الجوية إلى الكيان، وهو ما تحقّق من خلال تمديد نحو 100 شركة طيران عالمية كبرى تجميد رحلاتها إلى الاحتلال، وبذلك ينجح الحوثيون في فرض حصار جوي خانق على الكيان بعد أن نجح منذ نوفمبر 2023 في فرض حصار بحري على سفنه وسفن حلفائه المتجهة إلى موانئه ومنعها من المرور عبر باب المندب، أليس هذا نصرا مؤزرا آخر للحوثيين بعد تحقيق النصر على ترامب وكسر عجرفته وإنزاله من عليائه؟ يكفي أن نرى ملايين الصهاينة يجرون في كل الاتجاهات فزعا ورعبا حينما تطلق صافرات الإنذار معلنة أن صاروخا حوثيا جديدا قد أطلِق على تل أبيب، حتى لو نجحت دفاعات الاحتلال في إسقاطه، أو سقط قبل وصوله إلى هدفه، المهمّ أن يذوق هؤلاء المحتلون مشاعر الخوف والهلع التي يزرعونها كل يوم في غزة. ويكفي أن نعرف أيضا أنّ منظومة 'ثاد' الصاروخية الأمريكية المضادة للصواريخ قد فشلت للمرة الثانية في أسبوع واحد، في إسقاط صاروخ حوثي فرط صوتي، لنتأكّد أن القادم يبشّر بكلّ خير لمحور المقاومة الذي يطوّر منظومته الصاروخية الفرط صوتية باستمرار حتى أصبحت منظومات الصواريخ الاعتراضية الأمريكية الشهيرة عاجزة عن صدّها، وقد تفقد شهرتها العالمية والكثير من أسواق السّلاح بسبب ذلك. إنها عبرة للمتصهينين العرب الذين يبحثون عن التحالف مع أمريكا والاحتلال للاحتماء بهما؛ فإذا كانت أمريكا قد عجزت عن حماية سفنها في البحر الأحمر وعن حماية حليفها الأول وفرّت بجلدها وتركته وحيدا في ساحة المعركة، فهل تعوّلون عليها لحمايتكم من 'الخطر الإيراني' كما تزعمون؟ أليس الأولى أن تتحاوروا مع إيران وتعزّزوا فرص التعايش معها بدل الاستمرار في استعدائها والتآمر عليها والاستقواء بأمريكا والاحتلال عليها؟ ومرة أخرى أثبت الحوثيون مجدّدا أنها ليست مسألة جيوش ضخمة، وأسلحة متقدّمة، وتيكنولوجيا عسكرية متطوّرة، بل مسألة عقيدة وإيمان وقناعة بعدالة القضية، وإرادة فولاذية في القتال، وشجاعة وصمود، واستعداد كامل للتّضحية، وإصرار تامّ على تحقيق النصر، فطوبى للحوثيين الذين ثبتوا على موقفهم وأصرّوا على نصرة غزة وعدم التخلي عنها مهما كان الثمن الذي يدفعونه، لقد رفعوا -ومعهم المقاومة الباسلة في غزة- رأس الأمة عاليًّا في زمن الهزائم والخذلان والتطبيع والمؤامرات. 2025-05-14 The post الحوثيون ينتصرون على أمريكا!حسين لقرع first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
قمّة العرب تتآمر على 'حماس'!حسين لقرع
قمّة العرب تتآمر على 'حماس'! حسين لقرع لم تفاجئنا مطلقا قرارات القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في القاهرة يوم 4 مارس 2025؛ فقد سرّبت من قبل إلى الإعلام العربي الموالي لدول 'الاعتدال العربي'، فور انتهاء القمة المصغّرة التي عقدها قادة سبع دول عربية بالرياض في 21 فيفري الماضي. صحيح أنّ القادة العرب رفضوا خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة، والاستيلاء على القطاع وامتلاكه وتحويله إلى منتجع سياحي، ووافقوا على الخطّة البديلة التي قدّمتها مصر لكيفية إعادة إعماره من دون تهجير أحد من الفلسطينيين، وهذه نقطة محمودة ينبغي أن نشكرهم عليها، إلا أنّ ما أنجزوه بيمينهم أفسدوه بشمالهم، وذلك من خلال دعوة مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بإرسال 'قوات دولية لحفظ السلام' إلى غزة.. والواضح تماما أنّ مهمة 'القوات الدولية' المقترحة، هي تجريد 'حماس' وباقي فصائل المقاومة من سلاحها الذي وصفوه في بيانهم بصريح العبارة بـ'المعضلة'، ولا ندري كيف يصبح سلاح المقاومة 'معضلة' ويدعو القادة العرب إلى نزعه ما دام هناك احتلال للأرض، ورفض صهيوني قاطع لقيام دولة فلسطينية مستقلة؟ لو قامت هذه الدولة، لأمكن الحديث عن حلّ فصائل المقاومة وإدماجها في جيش فلسطيني موحّد للدفاع عن الدولة الناشئة، كما حدث في سوريا قبل أسابيع، أما وأنّ الاحتلال لا يزال قائما، ويزداد تغوّلا وإجراما ونازية، وهو يستعدّ للعودة إلى الحرب لتنفيذ مخطط التهجير، فكيف يتحدّث القادة العرب عن 'قوات دولية' مهمتها الأولى نزع سلاح المقاومة؟ نقطة أخرى تحدّث عنها بيان قمة العرب، وهي تدريب الشرطة الفلسطينية في مصر والأردن لدخول غزة لاحقا.. كنّا نودّ لو أشرف العرب على مصالحة حقيقية بين 'حماس' والسلطة الفلسطينية قبل الحديث عن عودة شرطتها إلى غزة من دون مصالحة، أي من دون معالجة سبب إخراجها من غزة سنة 2007، بعد صدامات دامية مع 'حماس'، وهو إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة 'التنسيق الأمني' مع الاحتلال، وعرقلة عمل المقاومة والتآمر عليها مع الاحتلال، تماما مثلما يحدث إلى حدّ الساعة في الضفّة الغربية. وإذا أعيدت الشرطة الفلسطينية إلى غزة من دون موافقة 'حماس'، فسيتكرّر سيناريو 2007 سريعا، وتطرد منها مجدّدا بمجرّد أن تستأنف 'التنسيق الأمني' مع الاحتلال، وإذا دخلت أيضا 'قوات دولية لحفظ السلام' إلى غزة، فستعاملها 'حماس' كقوّات احتلال، وقد أعلن العديد من قادتها هذا الموقف بوضوح كامل. ومعنى هذا ببساطة، أنّ قمة العرب قد هيّأت الأجواء لإظهار 'حماس' كقوة مارقة ترفض قرارات حظيت بشبه إجماع عربي ودولي. لو كان القادة العرب يعقلون لوقفوا إلى جانب غزّة ومقاومتها الباسلة بلا تردّد؛ فهي خطّ الدفاع الأوّل عنهم، وإذا سقطت، لا سمح الله، فسيأتي الدور عليهم في إطار مشروع 'إسرائيل الكبرى'، لكنّهم لا يحسنون قراءة الأحداث واستشراف مآلاتها، لذلك، يعتقدون أنّ نزع سلاح المقاومة هو الذي سيوقف مشروع التهجير، مع أنّ المقاومة هي التي أوقفته طيلة 15 شهرا من الصمود ولا تزال قادرة على إيقافه إذا تجدّد القتال، لكنّها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور. في 2 أوت 1990، غزا صدام حسين الكويت، فعقد القادة العرب قمة استثنائية بالقاهرة أصدرت قرارا خطيرا يقضي بالسماح للقوات الأمريكية وحلفائها بالتواجد في دول خليجية للانطلاق منها لتحرير الكويت، وكان من تداعيات ذلك القرار المشؤوم لاحتلال العراق في 2003 وتحويله إلى دولة فاشلة لا تزال غير مستقرّة إلى الآن. وفي فيفري 2011، انفجرت الثورة الليبية ضدّ حكم القذافي، فعقد القادة العرب بعد أسابيع قمة استثنائية منحت الضوء الأخضر للناتو لضرب الجيش الليبي و'نصرة الثورة'، وساعدت هذه الضربات الثوار في إسقاط القذافي، لكنّ ليبيا تحوّلت بدورها إلى دولة فاشلة لا تزال تعاني الفوضى والانقسام وغياب الأمن إلى حدّ السّاعة. واليوم يجتمع القادة العرب في قمة استثنائية أخرى بالقاهرة لا تجد ضيرا في دعوة مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارا بإرسال 'قوات دولية لحفظ السلام'، إلى غزة، لنزع سلاح المقاومة، وقد تكون تداعيات هذا القرار وخيمة على القضية الفلسطينية برمّتها، كما كانت تداعيات قراراتها بشأن العراق وليبيا هي تحويلهما إلى دولتين فاشلتين. يبدو أنّه قد حان الوقت للدول العربية المساندة للقضية الفلسطينية للانسحاب من جامعة العار والتآمر العربي، فلا جدوى من بقائها في هذا الهيكل الذي تسيّره دول تأتمر بأوامر واشنطن وتل أبيب. 2025-03-07


ساحة التحرير
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
العرب يريدون 'تهجير' حماس!حسين لقرع
العرب يريدون 'تهجير' حماس! حسين لقرع إذا كان الرئيس الأمريكي المتعجرف دونالد ترامب يريد تهجير سكان غزة جميعا إلى مصر والأردن، ليقيم فيها منتجعات سياحية ويتاجر بعقاراتها، فإنّ بعض الأنظمة العربية تريد الاكتفاء بتهجير حماس من غزة، عبر إسقاط حكمها، ونزع سلاحها، ونفي قادتها إلى الخارج، وتقدِّم ذلك كله في إطار 'خطة' بديلة لخطة ترامب المشؤومة، مع أنّها في الواقع هي الأفكارُ الخيالية ذاتها التي يروّج لها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير وكبار قادة اليمين الصهيوني المتطرّف. لقد سمعنا أبا الغيط، رئيس الجامعة العربية، 'ينصح' قادة حماس بالتخلي عن حكم غزة، ويقدّم ذلك في ثوب 'المصلحة الوطنية الفلسطينية' وأيّده في ذلك أحد عرابي التطبيع، الدكتور أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، الذي قدّم أيضا هذا الاقتراح المسموم في ثوب 'الحلّ العقلاني'، ولا ندري ماذا جرّت علينا 'عقلانية' أنظمة 'الاعتدال العربي' ومخططاتهم لـ'السلام' مع الاحتلال، غير ضياع فلسطين، وتهويد القدس، وتقويض أساسات المسجد الأقصى، وصولا إلى تهجير 40 ألف فلسطيني بالضفة الغربية من بيوتهم، وانكماش مساحتها بالاستيطان.. ما الذي جنيتموه بهذا 'الاعتدال' المزعوم، غير الانبطاح للاحتلال الذي لم يعُد يجد حرجا في الإعلان كل يوم أنّ الدولة الفلسطينية التي تسعون إلى إقامتها على 22 بالمائة فقط من فلسطين التاريخية لن تقوم أبدا؟ اليوم نسمع عن مخططات عربية تُطبَخ على نار هادئة لترى النور في قمّة 4 مارس 'الاستثنائية'، ويُدعى إليها قادة 21 دولة للتصديق عليها، باسم تقديم 'بديل' لخطة ترامب، ولكنّ ما رشَح عنها من معلومات قليلة تؤكّد أنّها السمّ الزُّؤام؛ فمع أنّها تريد تثبيت الفلسطينيين في غزة -وهذا أمرٌ محمود- إلا أنّها تقترح تنحّي حماس عن الحكم، ونزعَ سلاحها، والاستعانة بقوات أمن عربية ودولية لمساعدة السلطة الفلسطينية على إدارة القطاع والإشراف على إعادة إعماره… والواقع أنّ حماس لم تُبد تشبّثا مرَضيًّا بحكم غزّة، ولا ترى ضيرا في إشراف إدارة فلسطينية عليها أو 'لجنة إسناد مجتمعي' تتكوّن من كفاءات وطنية، أو حكومة وفاق وطني، لكنّ ذلك ينبغي أن يجري في إطار فلسطيني بحت، وبعيدا عن الإملاءات الأمريكية والصهيونية التي يتطوّع بعض العرب لتسويقها في قوالب رنّانة تحمل غطاء 'الإشراف على إعادة الإعمار'.. من يحكم غزة قرارٌ فلسطيني داخلي لا شأن لأحدٍ به؛ أي أنّ اليوم التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًّا، وكلّ من يروّج لفكرة 'القوات العربية' هذه، يقوم في الواقع بالترويج للطرح الصهيوني الذي يريد أن ينتزع بالضغوط الاقتصادية والسياسية ما عجز عنه طيلة 15 شهرا من المجازر والتدمير والتجويع المنهجي، ولن ينجح في ذلك. لا ريب أن حماس تعرف أن غزة مقبلة على سنوات عجاف قاسية، لأنّ الاحتلال، إن لم يعُد إلى الحرب مجدَّدا في الأسابيع القادمة لتدمير ما بقي من غزة وتنفيذ مخطط التهجير كما صرّح سموتريتش، فسيعيق إعادة إعمارها ويشدّد الحصار على سكانها، أملا في أن يجبرهم شظف العيش وقسوة الظروف على 'الهجرة الطوعية' منها بلا رجعة، وهذا الخيارُ يبدو مرجَّحا لأنّه لا يكلّف العدوَّ أرواح الآلاف من جنوده كما حدث طيلة 15 شهرا من حربٍ حاول خلالها عبثا تهجير السّكان بالقوّة… لا شكّ أن حماس تعرف ذلك كلّه، لكنّ هل البديل هو الاستسلام الآن بعد تقديم هذه التضحيات الجسيمة وبعد أن التفّ 2.3 مليون فلسطيني حولها وقبلوا الثبات في أرضهم برغم هول المجازر وقسوة الجوع والبرد والتشرُّد والمعاناة؟ يقينًا، حماس لن تستسلم، ولن تقبل نزع سلاحها حتى لو تخلّت عن الحكم لصالح فلسطينيين آخرين غير معادين للمقاومة، ولن تترك غزّة لشذّاذ الآفاق ولمن يريد تحويلها إلى مدينة بغاء وقمار ومواخير، لأنّ ذلك يرقى إلى خيانة القضيّة الفلسطينية وقبولِ تصفيتها، وللخيانة أهلها من العرب المتصهينين.. موقفُ حماس لا لبس فيه وقد عبّر عنه القيادي أسامة حمدان في 'منتدى الجزيرة' منذ أيام قليلة بوضوح تامّ: 'حماس لن تتنازل عن غزة، ولن تخرج منها تحت أيّ تفاهمات، ولن تقدّم أيَّ تنازلات ثمنًا لإعادة الإعمار، نحن انتصرنا ولم نُهزم، ولن ندفع ثمن الهزيمة التي مُني بها الاحتلال تحت أيّ ظرف، لن تكون حماس خارج المشروع الفلسطيني تحت أيّ ضغط أو تنفيذا لأيّ مخطط'. أمّا الحالمون بدخول 'قوّات عربية' لإدارة القطاع بدل الحركة، والذين نجح ترامب في الزجّ بهم في مواجهة معها نيابة عن الاحتلال، كما يبدو، فقد قال لهم حمدان: 'اسمعوني جيِّدا لأنهي هذا النقاش: إنّ أيّ أحد يحلّ محلّ الاحتلال في غزة، أو في أيِّ مدينة بفلسطين، سنتعامل معه بالمقاومة فقط كما نتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وهذا أمرٌ منتهٍ وغير قابل للنقاش'. رُفعت الأقلام وجفّت الصُّحف. 2025-02-21