الحوثيون ينتصرون على أمريكا!حسين لقرع
الحوثيون ينتصرون على أمريكا!
حسين لقرع
خلال 52 يوما، شنّت القوات الجوية والبحرية الأمريكية 1712 غارة على اليمن، قتلت خلالها مئات اليمنيين، وخلّفت دمارا واسعا، لكنّ تلك الغارات الوحشية المدمّرة لم تكن كافية لكسر إرادة الحوثيين وردعهم وإجبارهم على فكّ الحصار عن السفن الصهيونية التي تمرّ بباب المندب، ووقفِ معركة إسناد غزة، وها هو ترامب يعلن يوم 6 ماي الجاري التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وخلافًا لما زعمه ترامب من أنّ الحوثيين قد 'استسلموا' و'توسّلوا إليه' لوقف الضربات ضدّهم، فإنّ الحقيقة هي أنّ الرئيس الأمريكي المتعجرف أدرك أخيرا خطأ حساباته، وأنّ أمريكا قد بدأت تغرق في المستنقع اليمني، وأنّ ضرباتها غير مجدية ولن تنجح في تدمير القدرات العسكرية للحوثيين وفكّ الحصار البحري الذي فرضوه على الكيان منذ نوفمبر 2023 إلى اليوم؛ فالحوثيون يتحصّنون في كهوف عميقة بالجبال، ويقيمون بها مخازن صواريخهم ومسيّراتهم، ولا جدوى من ضربها. وبالمقابل، فقد تفاقمت الخسائر الأمريكية وبلغت نحو 4 مليار دولار في أقلّ من شهرين، هي قيمة الصواريخ والذخائر التي قصفت بها اليمن، والطائرات المسيّرة التسع وطائرتي 'آف 18' التي أسقِطت، فضلا عن إغراق سفينتين حربيتين… وهنا بدأت الولايات المتحدة تبحث عن مخرج من المأزق الذي زجّت بنفسها فيه، واستنجدت بالوسيط العماني وتوصّلت إلى اتفاق يقضي بكفّ الحوثيين عن مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر مقابل توقف الولايات المتحدة عن قصف اليمن.
مجلة 'فورين أفيرز' قالت بوضوح إنّ الحوثيين 'تفوّقوا' على أمريكا؛ فهم لم يلتزموا بفكّ الحصار البحري عن الكيان، ولا التوقّف عن ضرب سفن حلفائه المتجهة إلى موانئه، ولا الامتناع عن قصف مطاراته وثكناته، فكيف يزعم ترامب إذن أن الحوثيين 'استسلموا' له؟!
معركة الـ52 يوما بين الحوثيين وأمريكا انتهت إذن بانسحابها وتفكيك 'وحدة الساحات' بينها وبين الكيان الصهيوني، وتركه وحده في ساحة المعركة يواجه مصيره، وقد واصل الحوثيون المعركة ضدّه وقصفوا مجددا مطاره الدولي لردع أيّ شركة طيران عالمية تفكّر باستئناف رحلاتها الجوية إلى الكيان، وهو ما تحقّق من خلال تمديد نحو 100 شركة طيران عالمية كبرى تجميد رحلاتها إلى الاحتلال، وبذلك ينجح الحوثيون في فرض حصار جوي خانق على الكيان بعد أن نجح منذ نوفمبر 2023 في فرض حصار بحري على سفنه وسفن حلفائه المتجهة إلى موانئه ومنعها من المرور عبر باب المندب، أليس هذا نصرا مؤزرا آخر للحوثيين بعد تحقيق النصر على ترامب وكسر عجرفته وإنزاله من عليائه؟
يكفي أن نرى ملايين الصهاينة يجرون في كل الاتجاهات فزعا ورعبا حينما تطلق صافرات الإنذار معلنة أن صاروخا حوثيا جديدا قد أطلِق على تل أبيب، حتى لو نجحت دفاعات الاحتلال في إسقاطه، أو سقط قبل وصوله إلى هدفه، المهمّ أن يذوق هؤلاء المحتلون مشاعر الخوف والهلع التي يزرعونها كل يوم في غزة. ويكفي أن نعرف أيضا أنّ منظومة 'ثاد' الصاروخية الأمريكية المضادة للصواريخ قد فشلت للمرة الثانية في أسبوع واحد، في إسقاط صاروخ حوثي فرط صوتي، لنتأكّد أن القادم يبشّر بكلّ خير لمحور المقاومة الذي يطوّر منظومته الصاروخية الفرط صوتية باستمرار حتى أصبحت منظومات الصواريخ الاعتراضية الأمريكية الشهيرة عاجزة عن صدّها، وقد تفقد شهرتها العالمية والكثير من أسواق السّلاح بسبب ذلك.
إنها عبرة للمتصهينين العرب الذين يبحثون عن التحالف مع أمريكا والاحتلال للاحتماء بهما؛ فإذا كانت أمريكا قد عجزت عن حماية سفنها في البحر الأحمر وعن حماية حليفها الأول وفرّت بجلدها وتركته وحيدا في ساحة المعركة، فهل تعوّلون عليها لحمايتكم من 'الخطر الإيراني' كما تزعمون؟ أليس الأولى أن تتحاوروا مع إيران وتعزّزوا فرص التعايش معها بدل الاستمرار في استعدائها والتآمر عليها والاستقواء بأمريكا والاحتلال عليها؟
ومرة أخرى أثبت الحوثيون مجدّدا أنها ليست مسألة جيوش ضخمة، وأسلحة متقدّمة، وتيكنولوجيا عسكرية متطوّرة، بل مسألة عقيدة وإيمان وقناعة بعدالة القضية، وإرادة فولاذية في القتال، وشجاعة وصمود، واستعداد كامل للتّضحية، وإصرار تامّ على تحقيق النصر، فطوبى للحوثيين الذين ثبتوا على موقفهم وأصرّوا على نصرة غزة وعدم التخلي عنها مهما كان الثمن الذي يدفعونه، لقد رفعوا -ومعهم المقاومة الباسلة في غزة- رأس الأمة عاليًّا في زمن الهزائم والخذلان والتطبيع والمؤامرات.
2025-05-14
The post الحوثيون ينتصرون على أمريكا!حسين لقرع first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ ساعة واحدة
- شفق نيوز
بعد قراره الأخير.. "هارفارد" ترفع دعوى ضد ترامب
شفق نيوز/ اتجهت جامعة "هارفارد"، لرفع دعوى قضائية ضد إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الجمعة، بعد قرار الأخير منعها من قبول الطلاب الأجانب. ووصفت هارفارد في شكوى قدمتها إلى المحكمة الاتحادية في بوسطن هذا الإجراء بأنه "انتهاك صارخ" للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة والقوانين الاتحادية الأخرى. وأشارت إلى أن قرار ترامب كان له "تأثير فوري ووخيم" على الجامعة وأكثر من 7 آلاف من حاملي التأشيرات. وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية، الخميس، أن إدارة ترامب سدت الطريق أمام قبول جامعة هارفارد للطلاب الأجانب، وأنها تفرض على الطلاب الحاليين الانتقال إلى جامعات أخرى أو فقدان وضعهم القانوني. وجاء في بيان للوزارة أن الوزيرة كريستي نويم أصدرت أمرا بإنهاء اعتماد برنامج جامعة هارفارد للطلاب وتبادل الزوار. واتهمت نويم الجامعة "بتأجيج العنف ومعاداة السامية والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وقالت الوزارة إن هذه الخطوة جاءت بعد أن رفضت هارفارد تقديم معلومات كانت نويم قد طلبتها عن بعض حاملي التأشيرات من الطلاب الأجانب الذين يدرسون فيها. وأضافت نويم في بيان "هذا امتياز، وليس حقا، للجامعات أن تقبل الطلاب الأجانب وأن تستفيد من مدفوعاتهم الدراسية الأعلى للمساعدة في تعزيز تبرعاتها التي تبلغ مليارات الدولارات". وذكرت الجامعة في بيان أن "خطوة الحكومة غير قانونية. هذا الإجراء الانتقامي يُهدد بإلحاق ضرر جسيم بمجتمع هارفارد وببلدنا، ويُقوّض رسالة هارفارد الأكاديمية والبحثية". وسجّلت هارفارد ما يقرب من 6800 من الطلاب الأجانب في العام الدراسي 2024-2025، أي ما يُعادل 27 بالمئة من إجمالي عدد الطلاب المسجلين، وفقا لإحصاءات الجامعة. وبذل ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري، جهودا استثنائية لإصلاح الكليات والمدارس الخاصة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي يقول إنها "تُعزز الفكر المعادي للولايات المتحدة والمؤيد للماركسية و"اليسار الراديكالي". وانتقد جامعة هارفارد تحديدا لتوظيفها شخصيات ديمقراطية بارزة في مناصب التدريس أو القيادة.


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
هل يصل برج ترامب حقاً إلى دمشق؟
قبل اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، في وقت سابق من مايو/أيار الجاري، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأنّ مشروع بناء "برج ترامب" في دمشق، يندرج ضمن خطة استراتيجية يتبنّاها الشرع لتأمين هذا اللقاء خلال جولة ترامب في الشرق الأوسط. وتتضمن الخطة أيضاً تهدئة التوتر مع إسرائيل، ومنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى موارد النفط والغاز السوري. وقد شارك الناشط الأمريكي المؤيّد لترامب، جوناثان باس، في ترتيب اللقاء التاريخي بين الرئيسين، بعد أن التقى الشرع في دمشق بتاريخ 30 أبريل/نيسان الماضي، في اجتماعٍ دام أربع ساعات. وقال باس لرويترز: "الشرع يريد صفقة لمستقبل بلاده"، مشيراً إلى أنّ هذه الصفقة قد تتضمّن استغلال موارد الطاقة، والتعاون في مواجهة إيران، وتحسين العلاقات مع إسرائيل. وأضاف: "أخبرني الشرع بأنّه يريد بناء برج ترامب في دمشق، ويريد السلام مع جيرانه. ما قاله لي جيد للمنطقة ولإسرائيل". وأشار باس إلى أنّ الشرع تحدّث أيضاً عن رابطٍ شخصيٍّ يراه بينه وبين ترامب، إذ سبق لكليهما أن نجا من محاولة اغتيال. كيف ستتغير حياة السوريين برفع العقوبات؟ كلفة تصل إلى 200 مليون دولار بارتفاع يبلغ 45 طابقاً، وتكلفة محتملة تصل إلى 200 مليون دولار، وكلمة "ترامب" محفورةٌ بالذهب على قمّته، تبدو فكرة برج ترامب في العاصمة السورية دمشق كمشروع صُمّم خصيصاً لجذب انتباه رئيس الولايات المتحدة، بحسب ما أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية. وقال وليد محمد الزعبي، رئيس مجموعة "تايغر" الإماراتية التي تُقدَّر قيمتها بنحو 5 مليارات دولار، وتشرف على تطوير المشروع: "هذا المشروع هو رسالتنا. فهذا البلد الذي عانى وأنهك شعبه لسنواتٍ عديدة، وخصوصاً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من الحرب، يستحق أن يتّخذ خطوةً نحو السلام". وقدّم اقتراح بناء البرج في سياق مسعى الحكومة السورية الجديدة إلى كسب ودّ الإدارة الأمريكية، من خلال رفع العقوبات وتطبيع العلاقات مع واشنطن، وتزامن ذلك مع عرضٍ يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى النفط السوري وفرصاً استثمارية، إلى جانب تقديم ضماناتٍ لأمن إسرائيل. وكانت سوريا خاضعة لعقوبات أمريكية منذ عام 1979، والتي تفاقمت بعد حملة القمع الدموية التي شنّها الرئيس السوري السابق بشار الأسد ضد المتظاهرين السلميين عام 2011. ورغم سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أبقت الولايات المتحدة على العقوبات، خشيةً من الحكومة الجديدة التي يقودها إسلاميون. وفي الأسبوع الماضي، أعلن ترامب رفع جميع العقوبات الأمريكية عن سوريا، بعد لقائه رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، واصفاً إيّاه بـ"الرجل الجذّاب والقوي". والآن، مع رفع العقوبات وتوطيد العلاقات مع واشنطن، قد ينتقل برج ترامب من مجرد تصميمٍ معماريٍّ إلى واقعٍ ملموس. ومن المقرّر أن يتوجّه وليد الزعبي إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلبٍ رسميٍّ للحصول على تراخيص بناء البرج الشاهق. وقال الزعبي: "ندرس عدّة مواقع، ونقترح بناء 45 طابقاً، قابلة للزيادة أو النقصان حسب الخطة"، مضيفاً أنّ تكلفة بناء البرج التجاري ستتراوح بين 100 و200 مليون دولار. وبعد حصوله على رخصة البناء، سيحتاج الزعبي إلى التواصل مع علامة ترامب التجارية للحصول على حقوق الامتياز. ولا تتضمّن الصور التي حصلت عليها صحيفة "الغارديان" لنموذج المبنى شعار ترامب، إذ لا يزال الحصول على ترخيص الامتياز جارياً. وقد قُدّر أنّ عملية البناء ستستغرق ثلاث سنوات، تبدأ فور الحصول على الموافقات القانونية من الحكومة السورية، إلى جانب الحصول على الحقوق من منظمة ترامب التجارية. لكنّ العقبات لا تزال قائمة، إذ إنّ عملية رفع العقوبات لم تتّضح بعد، كما أنّ الاقتصاد السوري المنهك والبيئة السياسية الهشّة قد يُعقّدان تنفيذ المشروع. ويوظّف رجل الأعمال السوري-الإماراتي أحد مديري مشاريع برج ترامب في إسطنبول، وقد أنجز الزعبي نحو 270 مشروعاً في أنحاء الشرق الأوسط، ويعمل حالياً على بناء برج "تايغر سكاي" في دبي، وهو مشروعٌ تبلغ قيمته مليار دولار، ويُقال إنّه سيضم "أعلى مسبح في العالم". وكان الزعبي قد التقى أحمد الشرع في يناير/كانون الثاني، قبيل تولّيه رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا. استمالة ترامب ولدت فكرة إنشاء برج ترامب في دمشق في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أن طرح عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس. وقال رضوان زيادة، الكاتب السوري المقرب من الشرع: "كانت الفكرة الرئيسية هي جذب انتباه الرئيس ترامب"، وطرح على الزعبي فكرة بناء برج ترامب، وبدأ الاثنان العمل على المشروع. وكان هذا النهج جزءاً من حملةٍ ترويجيةٍ متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا على أجندة ترامب الذي لم يُدْلِ بتصريحاتٍ تُذكر بشأن سوريا عند توليه منصبه، حيث بدا الطريق إلى رفع العقوبات طويلاً. واستضاف الشرع رجال أعمال أمريكيين وأعضاء بالكونغرس في دمشق، حيث قاموا بجولة في سجون الأسد وقرى مسيحية حول العاصمة السورية. وفي غضون ذلك، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بزعماء روحيين مقرّبين من إدارة ترامب، خلال زيارته إلى الأمم المتحدة في نيويورك. ومع استمرار التحركات الدبلوماسية، بدا "برج ترامب" وسيلةً لاستمالة الرئيس الأمريكي، في ظلّ طريقته غير التقليدية التي تطمس الحدود بين مصالح عائلته التجارية ومنصبه السياسي، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث سبق أن منحته قطر طائرةً فاخرةً. وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، قدّم رضوان زيادة نموذجاً أولياً للبرج إلى الشيباني، الذي أبدى "حماساً شديداً"، بحسب وصفه. كما سلّم النموذج إلى السفير السعودي في دمشق، على أمل أن يصل إلى فريق ترامب عبر الرياض. وقال زيادة: "هكذا تكسب عقله وقلبه". وازدادت ثقة زيادة باستراتيجيته بعد أن نشر ترامب مقطع فيديو في فبراير/شباط الماضي يظهر برج ترامب في غزة كجزء من اقتراحه المثير للجدل لتهجير الفلسطينيين من القطاع وبناء ريفييرا فاخرة في الأراضي الفلسطينية. ويأمل السوريون أن يؤدي مشروع عقاري كبير مثل برج ترامب إلى جذب المزيد من الاستثمارات الدولية إلى سوريا. وهناك حاجة إلى استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية، تتجاوز المشاريع الاستثمارية البراقة. وتُقدّر الأمم المتحدة أن 90 في المئة من الشعب السوري يعيشون في فقر، ويقضون معظم يومهم دون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة. وقال الزعبي: "يتعلق المشروع بكيفية انتقال هذا البلد الذي مزقته الحرب إلى مكان مليء بالنور والجمال، إنه مشروع رمزي يساهم في الأمن والسلام". يذكر أن هناك العديد من المباني المعروفة باسم "أبراج ترامب" حول العالم. وبينما يرتبط اسم "برج ترامب" بشكل رئيسي بناطحة السحاب المكونة من 58 طابقاً في مدينة نيويورك، هناك العديد من المباني الأخرى التي تحمل الاسم نفسه في مواقع مختلفة، بما في ذلك في لاس فيغاس وشيكاغو، وحتى في خارج الولايات المتحدة في أماكن مثل إسطنبول في تركيا، ومومباي في الهند. وقد يكون تحديد العدد الدقيق أمراً صعباً بعض الشيء، لأن بعض المباني مرخصة باستخدام الاسم، بينما تمتلك مؤسسة ترامب بعضها الآخر وتديره مباشرةً.


ساحة التحرير
منذ 4 ساعات
- ساحة التحرير
خطة 'عربات جدعون' والعدوان على غزة!ظاهر صالح
خطة 'عربات جدعون' والعدوان على غزة! للكاتب: ظاهر صالح في ظل استمرار جهود الوساطة المكثفة التي تقودها قطر ومصر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن الاحتلال عن بدء المراحل الأولى من هجوم واسع النطاق على قطاع غزة، أُطلق عليه اسم عملية (عربات جدعون). يمثّل هذا التصعيد الخطير إصرارًا من حكومة الاحتلال على المضي قدمًا في الخيار العسكري، وتجاهلًا للتحركات الدبلوماسية الجارية، وقد جاء هذا الإعلان عقب زيارة ترامب للمنطقة، والتي لم تحقق أي نتائج ملموسة بشأن التهدئة، نتيجة عنجهية وتعنت واضح من نتنياهو، الذي يصر على الاستمرار في العدوان تحت مبررات وذرائع مختلفة. وقبيل الإعلان الرسمي عن عملية (عربات جدعون)، كثف الاحتلال غاراته الجوية العنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مستهدفًا المباني السكنية والمرافق الصحية، وتعرضت عدة مستشفيات للقصف المباشر وأُخرجت عن الخدمة بالكامل. وقد أقر المجلس الوزاري الأمني للاحتلال المصغر 'الكابينت' في مطلع شهر أيار/مايو 2025، خطة عملية تحت مسمى (عربات جدعون)، تهدف إلى تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة. تعتمد الخطة على عملية منظمة من ثلاث مراحل، مع استخدام عوامل ضغط ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية، وقد بدأ الاحتلال بتنفيذ هذه الخطة عبر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط. تهدف العملية إلى تهجير الفلسطينيين قسرًا من قطاع غزة نحو أقصى الجنوب، بين محوري 'موراج' و'فلادلفيا'، تمهيدًا لمحاولة تهجيرهم إلى خارج القطاع، وفقًا لتصريحات سابقة لنتنياهو. في هذا السياق، كشفت قناة 'NBC News' الأمريكية عن تفاصيل صادمة، تفيد بأن إدارة ترامب كانت تدرس بالتعاون مع الاحتلال إمكانية نقل ما يقرب من مليون فلسطيني إلى ليبيا بشكل دائم، وذلك ضمن خطة لإعادة التوطين مقابل الإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الليبية المجمّدة في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد. وذكرت القناة أن الخطة نوقشت مع أطراف ليبية، وأنها لا تزال قيد الدراسة رغم خطورتها الإنسانية والسياسية. وقد أكد بعض الخبراء العسكريين أن الاحتلال بدأ فعليًا تنفيذ عملية (مركبات جدعون) منذ أيام، حتى قبل الإعلان الرسمي عنها، مشيرين إلى أن هذا التأخير الإعلامي جاء لأسباب سياسية، أهمها تجنب إحراج الشركاء الدوليين، وعدم التأثير سلبًا على مسار المفاوضات التي ترعاها قطر. وفقًا لهيئة بث العدو، تهدف العملية في مرحلتها الأولى، المتوقع أن تستمر عدة أشهر، إلى توسيع نطاق الحرب مع 'إخلاء شامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع'، مع بقاء الاحتلال في تلك المناطق واحتلالها. ولتحقيق ذلك، ستستعين قوات الاحتلال بشركات مدنية لترسيم المناطق التي ستحددها قوات الاحتلال، بما في ذلك منطقة في رفح يدّعي الاحتلال أنها 'آمنة'، ومنطقة أخرى خلف محور موراغ، مع تفتيش الداخلين إليها لضمان خلوها من المقاومين. وبعد العمليات الميدانية وإخلاء الغزيين إلى الجنوب، ستُفعّل 'الخطة الإنسانية'، وهو ما أُشير إليه في المرحلة الثانية، حيث ستُنفذ عمليات جوية بالتزامن مع عمليات برية، وسيُنقل السكان المدنيون إلى 'الملاجئ الآمنة' في رفح. وفي المرحلة الثالثة، ستقتحم قوات عسكرية للاحتلال غزة برًا للسيطرة على أجزاء واسعة منها تدريجيًا، بهدف الإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع من أجل القضاء على حركة 'حماس' وهدم الأنفاق كلها. تُعرف العملية بالعبرية باسم 'ميركافوت جدعون'، والتي تعني 'عربات جدعون'، وتحمل دلالات دينية وتاريخية وعسكرية. يذكر أن الاحتلال أطلق سابقًا اسم 'عملية جدعون' على إحدى عملياته في نكبة 1948، والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان الفلسطينية وطرد سكانها. وكانت 'عملية جدعون' من آخر العمليات التي نفذتها عصابة 'الهاغاناه' قبيل انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين عامي 1947 و1948. هدفت العملية حينها إلى الاستيلاء على مدينة بيسان، وتطهير القرى والمخيمات البدوية المحيطة بها، بالإضافة إلى إغلاق أحد الممرات المحتملة لدخول قوات شرق الأردن. نُفذت العملية من قبل لواء غولاني في الفترة ما بين 10 و15 مايو/أيار 1948، وكانت جزءًا مما عُرف بـ 'خطة داليت' التي وضعتها الهاغاناه للسيطرة على أكبر قدر ممكن من أراضي فلسطين قبيل إعلان قيام كيان الاحتلال. وجدعون واحد من الشخصيات العسكرية العامّية التي أُضيفت إليها العديد من الأحداث والصفات الافتراضية مع مرور الزمان، فهو في الأساس عامل معصرة، ثم أصبحت قصص بطولته تشبه الحقيقة مع تكرار الحكايات المفخّمة عنه، وتطاول العهود عن التحقق منها. وهي كلمة تُطلق على 'المصارع'، وهي شخصية توراتية وردت في سفر القضاة، حارب جدعون المديانيين 'الذين سلطهم الله على بني 'إسرائيل' بسبب أفعالهم الشريرة، فأمر الله جدعون بتخليص 'بني إسرائيل'، وطلب منه هدم مذبح بعل، فثار عليه قومه، ولم يقف معه منهم سوى القليل. ووفقًا لما ورد في التوراة، انطلق جدعون بجيش قوامه 30 ألف جندي، لم يتبقّ منهم سوى 300، لكنهم تمكنوا من الانتصار على جيش مدين، وهم بدو من الحجاز، وأجبروهم على التراجع إلى ما وراء نهر الأردن، وقضوا على ملوكهم وبقية جيشهم. وتشير صحافة العدو إلى جدعون باعتباره بطلًا قوميًا أنقذ 'بني إسرائيل' من جيش مدين المتطور في ذلك الوقت، والذين كانوا يتميزون بمهارتهم في قيادة الجمال، واشتهروا 'بعنفهم وسرعتهم ومباغتتهم في الهجوم'، بينما تمكن جدعون من التغلب عليهم 'بجيش بسيط وبأدوات بسيطة، بما في ذلك العربات، وبخطة عسكرية محكمة'. تحمل عملية 'مركبات جدعون' اسمًا ذا دلالات دينية عميقة، فجدعون، كما تروي التوراة، هو أحد قضاة 'بني إسرائيل' الذي حقق نصرًا على أعدائه بقلة من المحاربين المختارين. ويؤكد المراقبون أن قوات الاحتلال تسعى، من خلال هذه التسمية، إلى تصوير نفسها كقوة تنفذ مهمة مقدسة، ويعتمد على نخبة مختارة تحاكي النخبة التي اختارها جدعون في العهد القديم. هذه العملية ليست مجرد حملة عسكرية، بل هي جولة جديدة في صراع طويل الأمد تتداخل فيه الأبعاد الدينية والسياسية والرمزية، لذلك، يجب على الفلسطينيين والعرب والمسلمين إدراك خطورة هذا التوجه والتعامل مع المعركة باعتبارها صراع سرديات لا يقل أهمية عن المعركة في الميدان. 2025-05-23