أحدث الأخبار مع #دريانكور


الشروق
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
العلاقة مع الجزائر مبنية على الغموض وأشياء غير معلنة
اعترف السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، بأن الدولة الجزائرية التي وقعت معها فرنسا اتفاقيات إيفيان في سنة 1962، لم تعد هي ذاتها في سنة 2025، وهو التوصيف الذي يعكس مستوى الندية الذي بلغته العلاقات مع الدولة الجزائرية بعد نحو ستة عقود من الاستقلال. وكتب دريانكور في مؤلفه الجديد الذي جاء تحت عنوان 'فرنسا الجزائر، العمى المزدوج' حائرا: 'لا يمكننا أن نفهم شيئا عن الفترة التي تبدأ إذا لم نتذكر أن شريك فرنسا في الجزائر منذ عام 1962 لم يكن ذلك الذي اختارته فرنسا في إيفيان: بل كان نظام الحزب الواحد، وعلى رأسه جبهة التحرير الوطني'… صاحب كتاب 'اللغز الجزائري' في مؤلفه الجديد حاول أن يبتعد ببلاده عن التدخل في الشؤون الداخلية لمستعمرتها السابقة، في محاولة يائسة للتنصل من ممارسة لا يمكن إنكارها مهما حاول هو وأمثاله: 'من الواضح أن فرنسا لم تكن ترغب في التدخل في الخيارات السياسية الداخلية للجزائر المستقلة: لم تكن ترغب في ذلك، لأنها كانت سعيدة للغاية بوضع حد للصراع الجزائري، ولم يكن بوسعها أن تفعل ذلك، لأن السلطة انتقلت الآن إلى السلطات الجزائرية الجديدة'. واستدل على كلامه هذا من نهج كان قد أرساه الجنرال شارل دي غول وقطعه على نفسه بضرورة 'الانتهاء في أسرع وقت ممكن من أجل الانتقال في النهاية إلى شيء آخر'. غير أنه ومع ذلك سرعان ما يشكك في ما يكتبه عندما يعترف بأن 'العلاقة التي نشأت منذ عام 1962 بين باريس والجزائر كانت علاقة مبنية على الغموض وتغذيها أشياء غير معلنة'. وقد اختارت صحيفة 'لوفيغارو' مقتطفات من الكتاب استنادا إلى زاوية معينة في نظرتها لطبيعة العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة، وهي العلاقة التي نشأت في رحم معاناة الفرنسيين من ضياع حلم كان بالنسبة إليهم واقعا معيشا قبل أن يتبخر في لحظة ما في سنة 1962، وهو ما يفسر التركيز على الجوانب المؤلمة ومحاولة شيطنة الجزائر ورموزها. وحملت هذه المقتطفات بعض التوصيفات الخارجة عن الأعراف واللياقة، كتلك التي طالت بعض الدبلوماسيين الجزائريين الذين لم يرقهم الدور المشبوه الذي كان يلعبه مؤلف الكتاب الذي عمل في الجزائر على مرحلتين (2008 و2012، ثم 2017 و2020)، وكانت الإساءة مقززة بحق الدبلوماسي البارز والشهم، عمار بن جامع، الذي يشغل حاليا منصب مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، وقد سبق له أن مر على سفارة الجزائر في باريس في الفترة الممتدة ما بين 2013 و2016. وكعادته في مهاجمة المصالح الجزائرية، لم يتردد الدبلوماسي المتقاعد في استهداف اتفاقية 1968، التي يعتقد أنها توفر امتيازات للجزائريين دون سواهم من الرعايا المغاربيين والأفارقة، وذلك بالرغم من مراجعتها في ثلاث مرات ما أفقدها الخصوصية، حيث راح يبحث عن مخارج لمراجعتها أو إلغائها من جانب واحد في ظل رفض الطرف الجزائري أي نقاش بشأنها. ولتحريض سلطات بلاده على الاتفاقية تحدث دريانكور عن المادة 56 من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات بما يتيح التنصل منها من جانب واحد، ولو تطلب الأمر الاحتكام إلى المادة 12 من الاتفاقية، التي تنص كما قال على إنشاء لجنة مشتركة لدراسة أي صعوبات قد تنشأ مع مرور الوقت، لاسيما أن المبرر لم يعد قائما بنزوح نحو مليون من 'الأقدام السوداء' باتجاه فرنسا مباشرة بعد الاستقلال. ولم يهضم دريانكور الحضور الجزائري في فرنسا وهو يتطرق إلى ما وصفها: 'الهجرة العائلية الجزائرية تمثل أكثر من 60 بالمائة من تصاريح الإقامة، مقارنة بـ40 بالنسبة للمواطنين التونسيين والمغاربة. وهو ما يجعل الجزائريين يمثلون أكبر شريحة من المهاجرين الذين يأتون لأسباب عائلية وليس لأسباب مهنية'، على حد تعبيره، يضاف إلى ذلك ما سماها الامتيازات التي توفرها لهم اتفاقية 1968، وهي المعطيات التي زادت من يعادون الجزائر ومصالحها.


الشروق
٢٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الشروق
فرنسيون يعترفون بأن اليد العليا في الصراع بيد الجزائر
بعد نحو ثمانية أشهر من القبضة الحديدية بين الجزائر وباريس، بدأ سياسيون ودبلوماسيون في فرنسا يتحدثون عن مآلات الأزمة والخسائر التي يمكن أن يتكبدوها إذا استمر الوضع الراهن، ولاسيما بعد أن بات حلم إطلاق سراح الكاتب الجزائري المتجنس فرنسيّا، بعيد المنال. منذ الخميس المنصرم، وهو اليوم الذي شهد جلسة محاكمة صنصال بمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة، وبعد الكشف عن العقوبة الملتمسة بحقه، ثارت النخبة السياسية والإعلامية ضد من يشرفون على تسيير هذا الملف، محذرين من وفاة الكاتب 'الفرنسي' في السجن إذا استمر الوضع الراهن. وكان الفرنسيون يعتقدون أن القيادة الحالية للبلاد لا تختلف عن سابقاتها، وأنها سوف لن تتجرأ على مواجهة التهديدات الفرنسية وتطلق سراح بوعلام صنصال، غير أن الأسابيع والشهور تمضي تباعا و'كاتبهم' يقبع في السجن، وجاءت المحاكمة لتصدم الفرنسيين. بنجامان ستورا: استعمال القوة مع الجزائر لا يجدي نفعا وعبر السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر، كزافيي دريانكور، عن تشاؤمه بشأن مصير صنصال، متوقعا الأسوأ، ولم يستبعد أن يأخذ هذا الملف أبعادا غير سارة بالنسبة للفرنسيين، بسبب الموقف المنحاز الذي صدر عن رئيسهم، إيمانويل ماكرون، بخصوص قضية الصحراء الغربية، لصالح النظام المغربي. وفي حوار لإذاعة 'أوروب 1' اليمينية، انتقد دريانكور الاستراتيجية المنتهجة من قبل سلطات بلاده في إدارة الأزمة مع الجزائر، فمن جهة ترغب باريس في إطلاق سراح بوعلام صنصال، ومن جهة أخرى توفد وزيرة الثقافة، رشيدة داتي، إلى الأراضي الصحراوية المحتلة، التي تعتبر خطا أحمر بالنسبة للجزائر، يقول دريانكور. ويعترف الدبلوماسي المتقاعد بأنه وبعد نحو ثمانية أشهر من اندلاع الأزمة، تبقى المبادرة بيد السلطات الجزائرية التي عرفت كيف تدير هذه الأزمة بذكاء، عكس الجانب الفرنسي الذي يعاني من خلافات حادة، طبعتها مواقف كل من وزير الداخلية، برونو روتايو، ووزير الخارجية، جون نويل بارو، وهي التناقضات التي جعلت الطرف الجزائري يكسب الرهان إلى غاية اليوم. وبرأي صاحب كتاب 'اللغز الجزائري'، فإن الفرنسيين يتكلمون كثيرا ولكنهم لا يفعلون شيئا، في حين أن الطرف الجزائري لا يتكلم كثيرا ولكنه يحقق ما يريد، ودعا سلطات بلاده إلى تبني الأسلوب الجزائري، الذي يطبعه الغموض والمفاجأة، وهو ما مكنهم من تحقيق إنجازات في الصراع القائم. ويتسق ما صدر عن برونو روتايو، مع تسريبات لصحيفة 'لوباريزيان'، تحدثت عن غضب في حكومة فرانسوا بايرو من وزير الداخلية، الذي تلقى العديد من الصفعات على وجهه من دون أن يحقق إنجازا واحدا يشفع له من أجل الاستمرار. كما اتهم المصدر ذاته، وفق الصحيفة، روتايو، بأنه 'كثير الضجيج وعندما تطلب منه حلولا لا يقدم حلا واحدا'. وكشف دريانكور بالمناسبة عن قرار صدر الخميس 20 مارس الجاري، عن السلطات الجزائرية يمنع المساعدات التي تقدمها السلطات الفرنسية للمدارس الخاصة في الجزائر من أجل تدريس اللغة الفرنسية، الأمر الذي اعتبر ضربة موجعة للمصالح الثقافية الفرنسية في الجزائر، وهي من النتائج الكارثية لسوء تسيير الأزمة الراهنة. ويعترف الدبلوماسي الفرنسي أن السلطات الجزائرية غيرت من طريقة تعاملها مع فرنسا بشكل أفقدها الحظوة التي كانت تتمتع بها في مستعمرتها السابقة، وقد لمس هذا منذ سنة 2020، وذلك استنادا إلى ما عايشه كسفير في الجزائر، باعتباره عمل فيها على مرحلتين، الأولى من سنة 2008 إلى 2012، والثانية من سنة 2017 إلى 2020. فخلال الحرائق التي اجتحت منطقة القبائل، منعت السلطات الجزائرية موفدا من السفارة من الذهاب إلى ولاية تيزي وزو من أجل القيام بمهمة شكر لبعثة رجال الحماية الفرنسية الذين شاركوا في عمليات الإطفاء، لأنه لم يكن يتوفر على وثيقة تسمح له بذلك. وقال أيضا إنه اضطر إلى نزع علم فرنسي تم تثبيته على باب إقامته في الأبيار، بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي في 14 جويلية 2020، وطلب منه تثبيته بمكان آخر داخل الإقامة بحيث لا يتم رؤيته من الخارج. واضطر بعدها دريانكور إلى تقديم طلب من الرئيس الفرنسي لإعفائه من منصبه، لأنه لم يعد قادرا على تأدية مهامه كما يجب، في مشهد نادر الحدوث، لأن وقبل ذلك التاريخ، كان السفير الفرنسي في الجزائر شخصية نافدة لا يرد له طلب. وفي حوار للمؤرخ الفرنسي، بنجامان ستورا، مع القناة الفرنسية الخامسة، وصف ما يحدث بين العاصمتين بالأزمة غير المسبوقة، وإن سبقتها أزمات على غرار أزمة تأميم المحروقات وزيارة الرئيس الفرنسي الأسبق للجزائر، فاليري جيسكار ديستان، في سنة 1975، بسبب قوله 'فرنسا التاريخية تحيي الجزائر الفتية'، ولكن تبقى الأزمة الحالية الأخطر. وبالنسبة للمؤرخ المختص في العلاقات الجزائرية الفرنسية، فإن استعمال القبضة الحديدية مع الجزائريين لا تجدي نفعا، ويمكن العودة إلى التاريخ القريب، في إشارة إلى ما حصل أثناء الثورة التحريرية، وحمل المسؤولية لمن يهاجمون الجزائر بشكل يومي، يقول بنجامان ستورا. وبات الفرنسيون على اختلاف توجهاتهم بما فيهم اليمين المتطرف يتحدث عن هزيمة لفرنسا في مواجهة الجزائر، وعبرت بعض المنابر الاعلامية اليمينية عن صدمتها من تصريحات الرئيس الفرنسي، وهو يناشد الرئيس عبد المجيد تبون من أجل إطلاق سراح بوعلام صنصال.


هبة بريس
٠٤-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- هبة بريس
فضيحة كبرى.. كبار المسؤولين الجزائريين يهربون الأموال لشراء شقق فاخرة في باريس
هبة بريس أثار الدبلوماسي الفرنسي والسفير السابق لدى الجزائر، كزافيي دريانكور، فضيحة كبيرة بعد تلميحه إلى تورط مسؤولين بالنظام العسكري الجزائري في عمليات تهريب أموال الشعب إلى فرنسا لشراء عقارات فاخرة. وفي تصريحات له لإذاعة 'أوروبا 1'، أشار دريانكور إلى أن 'رئيس مجلس الأمة الجزائري، الذي قطع العلاقات مع مجلس الشيوخ الفرنسي، يمتلك شقة فاخرة في باريس'، مبرزًا في الوقت ذاته أنه 'من المعروف أن الدينار الجزائري غير قابل للتحويل'. وكانت هذه التصريحات بمثابة تلميح قوي حول عمليات تهريب العملة الصعبة من الجزائر إلى فرنسا. وكان مجلس الأمة الجزائري قد أعلن عن تعليق علاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي، بما في ذلك إلغاء بروتوكول التعاون البرلماني الذي تم توقيعه بين البلدين في عام 2015. وفي وقت سابق، عبر دريانكور عن قلقه إزاء تصعيد العلاقات بين الجزائر وفرنسا، واصفًا الوضع بأنه 'فخ دبلوماسي' وضعته الجزائر لنفسها. كما أكد أن أي مكروه قد يصيب الكاتب الجزائري الفرنسي الجنسية، بوعلام صنصال، سيكون بمثابة 'كارثة' للنظام الجزائري.