أحدث الأخبار مع #ديرشبيغل


العين الإخبارية
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
من المساجد إلى الإنترنت.. كيف تجند «الإخوان» أتباعها في أوروبا؟
من أروقة المساجد إلى مسارات الإنترنت المعقدة، يحيك الإخوان خيوط تحركاتهم في أوروبا، لتحقيق أهداف الانتشار والتأثير والتجنيد. ويحذر مركز توثيق الإسلام السياسي في النمسا، من أن الإرهابيين يستخدمون وسائل الإعلام الرقمية بمهارة كبيرة. ما يعقد تحركات هذه تيارات الإسلام السياسي، ويصعب عملية رصدها. إذ يملك الإسلام السياسي عدة وجوه، ويسلك طرقا عدة للوصول إلى الأتباع في أوروبا ودفع عملية تجنيد المتطرفين والإرهابيين، وهو ما ظهر أثر في منفذ هجوم فيلاخ بالنمسا، حيث اعتنق الأخير الأفكار الإرهابية عبر الإنترنت، قبل تنفيذ العملية. وفي هذا السياق، تُظهر دراسة جديدة لمركز توثيق الإسلام السياسي (DPI) كيف تمارس الجهات الفاعلة الدولية نفوذها في النمسا: على سبيل المثال، جماعة الإخوان، أو حركة ميلي غوروش التركية. في هذا السياق، قالت رئيسة مركز توثيق الإسلام السياسي، ليزا فلهوفر، "ينشط الإخوان في أوروبا منذ الستينيات تقريبًا. ويرتبط ذلك أيضًا بهجرة العمال، إذ كانت أوروبا ملاذًا آمنًا حيث يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية بحرية". مزيج ووفق فلهوفر، فإن الإخوان تتبع مزيجا من الوسائل الرقمية والتقليدية للوصول إلى الأتباع في أوروبا، وتحقيق أهدافها. واختيار الألية المتبعة يعتمد ذلك على الفئة المستهدفة من الرسالة. وبالنسبة للشباب، تعتبر وسائل الإعلام الرقمية أكثر أهمية، لذلك تكثف الإخوان عملها على الإنترنت في أوروبا لاستهداف هذه الفئة. وبالنسبة لكبار السن، لا تزال جمعية المسجد أو المنظمة هي الأهم. وعلى سبيل المثال، دعت إحدى جمعيات المساجد في ستيريا النمساوية، قبل بضعة أسابيع، أحد المؤثرين الذين يثيرون المشاكل، لإلقاء محاضرة. فلهوفر مضت قائلة "لقد اكتشف الإرهابيون وسائل الإعلام الرقمية كأداة لنشر رسائل دون أي عواقب، إذ يمكن لهذه التنظيمات الوصول إلى عدد أكبر بكثير من الناس في فترة زمنية قصيرة جداً". وتابعت "المشكلة الأخرى هي غرف الصدى: تعكس العديد من الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي رأيا واحدا فقط، وتحد من القدرة على مناقشة الآراء الأخرى، لذلك تستغل التنظيمات الإسلاموية ذلك لخلق مزاج ضد النموذج الغربي للحياة والدولة الدستورية الديمقراطية. وتنظم عملها وفقا لعمل هذه الخوارزميات". نموذج ففي ألمانيا، على سبيل المثال، هناك مجموعات مؤثرة نظمت مظاهرات شارك فيها أكثر من 2000 شخص في هامبورغ، وجرى تصوير فيديو احترافي واستغلاله على الإنترنت في أغراض الدعاية والتجنيد، وفق دراسة مركز توثيق الإسلام السياسي. ونظم هذه المظاهرة مجموعة جديدة تطلق على نفسها "مسلم إنتراكتف" وتعد نموذجا على كيفية تنظيم التنظيمات الإسلاموية عملها عبر الإنترنت. وبدأت المجموعة الجديدة تنظيم نفسها منذ ٣ أعوام تقريبا عبر الإنترنت، وأنتجت مقاطع فيديو شديدة الاحترافية، تستغل من خلالها مشاهد ووقائع ضد المسلمين، لحشد التأييد وجذب أعضاء جدد. كما لعبت الحركة على وتر تزايد الهجمات والعنصرية ضد المسلمين في أوروبا على وجه التحديد. وتنسب هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في هامبورغ، المجموعة الجديدة إلى حزب التحرير المحظور في ألمانيا منذ عام 2003، المنبثق عن جماعة الإخوان. وقالت مجلة دير شبيغل الألمانية في وقت سابق: "حقيقة أن الإسلاميين يستطيعون جمع آلاف المتابعين خلفهم على قنواتهم في مواقع التواصل الاجتماعي هو أمر يقلق السلطات الأمنية. ويبدو أن جيلاً جديدًا منهم يتشكل هنا"، أي في ألمانيا. ونقلت المجلة عن وزارة الداخلية قولها إنها "مهتمة بالدعاية الحديثة للمجموعة الجديدة"، مضيفة "سلوكها وخطابها خاصة على الإنترنت، مناسب بشكل أساسي لبدء عمليات التطرف أو الترويج لها"، aXA6IDE5Mi45NS44NS4yNiA= جزيرة ام اند امز ES

القناة الثالثة والعشرون
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- القناة الثالثة والعشرون
يديرها إسرائيليّ.. فضيحة مدوية عن شبكة دولية تتاجر بالأعضاء!
في تحقيق مثير، سلّطت مجلة دير شبيغل الألمانية الضوء على شبكة دولية لتهريب الأعضاء البشرية تمتد من كينيا إلى ألمانيا وإسرائيل، مرورا ببولندا وألبانيا ودول آسيوية أخرى، إذ تباع كلى الفقراء مقابل مبالغ زهيدة، بينما يدفع المرضى الأوروبيون ما يصل إلى 200 ألف يورو (نحو 225 ألف دولار). وقال الكتّاب يورغن دالكامب، رومان هوفنر، هاينر هوفمان، وغونتر لاتش في التحقيق المنشور إن بعض الألمان المحتاجين إلى كلى جديدة يتوجهون إلى كينيا لشرائها، وأكدوا أن من يقود هذه الشبكة رجل إسرائيلي مطلوب أمنيا منذ سنوات. ولفت التحقيق إلى أن دير شبيغل، وهيئة الإذاعة العامة الألمانية "زد دي إف" (ZDF)، ومؤسسة دويتشه فيله تعاونوا على مدى عدة أشهر لتتبع أثر تجارة الأعضاء، من ألمانيا وبولندا مرورا بإسرائيل، وصولا إلى عيادة في مدينة إلدوريت الكينية، التي أصبحت الآن في قلب شبكة دولية لتجارة الكلى. قصة سابين وأضاف أن هذه الصفقات والعمليات ترتبط بالمرضى في ألمانيا بمتبرعين من دول القوقاز مثل أذربيجان. كما تربط الصوماليين الأثرياء بشباب كينيين يتم إقناعهم بالحصول على مبلغ سريع يتراوح بين 2250 و5620 دولارا، مقابل كليتهم، بينما يدفع المرضى في الغرب ما يصل إلى 225 ألف دولار لتجار الأعضاء، ويفضل أن يكون الدفع نقداً. وتحدث التحقيق عن عدة حالات، بينها قصة سابين (57 عاماً) التي عانت من فشل كلوي مبكر، وأمضت سنوات في غسيل الكلى، ثم زُرعت لها كلية من متبرع مجهول، وبعد 30 عاما بدأت الكلية المزروعة تعاني من فشل جديد، فقررت البحث عن حل خارجي بعد فشل الخيارات القانونية المحلية لوجود قوائم انتظار طويلة. وتضيف المجلة أن سابين تواصلت مع شخص يُدعى ألكسندر، عرض عليها باقات تشمل الجراحة والإقامة والطيران، حيث تمت العملية في كينيا في فبراير/شباط، ومنذ ذلك الحين تعمل الكلية الجديدة بكفاءة، لكنها لا تعرف شيئا عن المتبرع، ولا ترغب في ذلك. وبين الكُتاب أن هذه الكلية تعود لشخص من منطقة القوقاز لشاب سافر إلى كينيا ليتم استئصالها، ثم يعود إلى بلده، والمال في جيبه. واللافت للانتباه، وفق التحقيق، أنه ربما يراود أذهان الناس أن هذا الأمر يبدو كصناعة مظلمة تدور في الخفاء، في حين أن الواقع ليس كذلك، فالكلى القادمة من كينيا تُعرض بشكل علني على الإنترنت، وباللغة الألمانية، على موقع إلكتروني مسجَّل في ألمانيا. ويُطلب من زوار الموقع "النقر على الروابط التالية" لمعرفة تكلفة الخدمة. وبمجرد القيام بذلك، يتم تحويلهم إلى دردشة على تطبيق واتساب تنتهي بشخص لا يحمل اسما عائليا، لأن الدخول إلى عالم تجار الأعضاء الغامض لا يتطلب سوى الاسم الأول فقط. ويوضح التحقيق أن سابين اضطرت للجوء إلى الإنترنت للحصول على كلية جديدة، إذ وجدت وأسرتها شركة تُدعى ميدليد، فملؤوا نموذج التواصل وأرسلوه. وبعد وقت قصير، تواصل معهم شخص يُدعى ألكسندر، من دون اسم عائلة، ولا أي إشارة إلى مكان وجوده. وقدم ألكسندر عروض شركة "ميدليد"، بما في ذلك الباقة العادية التي تشمل: الرحلة الجوية، والإقامة في فندق، والدخول إلى المستشفى، وعملية الزرع. أو ربما تكون مهتمة أكثر بـ"باقة الأمان"، التي تزيد فقط بنسبة 25% عن السعر الأساسي، وهذه الباقة تتضمن كلية ثانية في حال لم تعمل الأولى. ماضٍ غامض وتحدث الكُتّاب كيف يقدّم روبرت شبولانسكي، رئيس شركة "ميدليد"، نفسه على الإنترنت بصورة غريبة، حيث يظهر لاعب كمال أجسام، أشبه بحارس ملهى ليلي في بلدة صغيرة. لكن هناك ما هو أخطر فيما يخصه -يتابع التحقيق- وهو لائحة اتهام من 40 صفحة أعدها الادعاء العام في إسرائيل عام 2016، تتهمه بالتورط في شبكة دولية لتهريب الأعضاء أجرت عمليات زراعة كلى غير قانونية في سريلانكا، والفلبين، وتايلند ودول أخرى، بمبالغ تراوحت بين 140 ألفا و180 ألف دولار. ويضيف الكتاب أن الذي يرأس الشبكة هو بوريس وولفمان، المشتبه بقيادته لمافيا زراعة الأعضاء في أميركا اللاتينية وأوكرانيا وكوسوفو، وذكرت لائحة الاتهام أن شبولانسكي كان مساعده الأهم، حيث ساعد في تزوير بيانات للمتبرعين والمرضى لإضفاء طابع قانوني على العمليات، وتحويل الأموال عبر شركة في ألبانيا، استُخدمت أيضا لغسل أموال تجارة الكوكايين. وتشير الأدلة، بحسب التحقيق، إلى استمرار العلاقة بين وولفمان وشبولانسكي الذي رفض الرد على أسئلة الصحفيين، مكتفيا بالقول إنه لا علاقة له بوولفمان. وتؤكد المجلة أن لا أحد يعرف مكان وجود شبولانسكي حاليا، لكنه اختفى من إسرائيل منذ 2013، ورُصد لاحقا في تايلند، غير أن المؤكد أن شركته ميدليد تنشط منذ أكثر من 3 سنوات في مدينة إلدوريت الكينية، والتي تُعد مركزا معروفا لتجارة الأعضاء، وتتعرض منذ 2020 لانتقادات حادة في الإعلام الكيني. وأشار الكُتاب إلى أنه مع دخول شركة ميدليد إلى السوق، توسعت تجارة زراعة الأعضاء في كينيا من نشاط محلي بين سماسرة كينيين وفقراء كينيين من جهة، وأثرياء صوماليين من جهة أخرى، إلى شبكة دولية، فلم يقتصر الأمر على المتلقين، بل بدأ الزبائن يحصلون على كلى من متبرعين من جمهوريات سوفياتية سابقة مثل كازاخستان وأذربيجان يُنقلون جواً خصيصاً لهذا الغرض. وذكر تحقيق المجلة الألمانية أنه تم تحذير نيروبي في صيف 2023، من نشاط عصابة منظمة تعمل من عيادة ميديهيل، متهمة إياها بالتحايل على القوانين، كما هو الحال في شبكات الاتجار بالأعضاء. وبعد تصاعد الضغوط، شكّلت نيروبي فريق خبراء قام بتفتيش العيادة في ديسمبر/كانون الأول 2023، وأصدر تقريراً. نشاط مشبوه وقال الكُتاب إن تقرير المفتشين لم يُنشر رسميا، لكن حصلت مجلة دير شبيغل ووكالة زد دي إف ودويتشه فيله على نسخة منه؛ حيث يتحدث عن "نشاطات مشبوهة تشير إلى وجود اتجار بالأعضاء" وعن "عمليات زراعة شديدة الخطورة" أُجريت لمصابين بالسرطان وكبار السن. كذلك، أشار إلى أن الدفع النقدي مقابل عمليات المرضى الأجانب يُعد مؤشرا على ممارسات غير قانونية. ومع ذلك، خلص التقرير إلى أنه لا توجد أدلة كافية، وأوصى بفتح تحقيق من قِبل الشرطة، وإجراء تفتيش إضافي للعيادة. وأكد الكتّاب أن سواروب رانجان ميشرا، مؤسس ورئيس مجموعة مستشفيات "ميديهيل"، يتمتع بعلاقات سياسية قوية، وهو الذي وُلد في الهند وانتقل إلى كينيا في التسعينيات، وحقق ثروة في القطاع الطبي، وأصبح نائبا في البرلمان عام 2017، وفي تشرين الثاني 2024 عيّنه الرئيس الكيني وليام روتو مديرا لمعهد كينيا بيوفاكس، مما قرّبه من مسؤولين في منظمة الصحة العالمية وحكومات أجنبية. وذكرت دير شبيغل أن ضابط شرطة كيني تحدث مع دير شبيغل رافضا الكشف عن هويته، أكد أن تحقيقاته في تجارة الأعضاء كانت دائما تُقابل بعراقيل، رغم وجود أدلة وشهادات، حيث قيل له بوضوح: "هؤلاء لهم أصدقاء أقوياء في النظام". وعندما سُئل: "في الحكومة؟" أومأ برأسه بالإيجاب. ومن بين ملفات الشرطة التي لم يُبتّ فيها، قضية الشاب أمون كيبروتو ميلي (22 عاما)، الذي باع كليته بمبلغ وعدوه به (6750 دولارا)، لكنه تلقى فقط 4500 يورو، واشترى بها سيارة أجرى صغيرة تعطلت لاحقا، وفقد صحته معها. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


ليبانون 24
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
يديرها إسرائيليّ.. فضيحة مدوية عن شبكة دولية تتاجر بالأعضاء!
في تحقيق مثير، سلّطت مجلة دير شبيغل الألمانية الضوء على شبكة دولية لتهريب الأعضاء البشرية تمتد من كينيا إلى ألمانيا وإسرائيل، مرورا ببولندا وألبانيا ودول آسيوية أخرى، إذ تباع كلى الفقراء مقابل مبالغ زهيدة، بينما يدفع المرضى الأوروبيون ما يصل إلى 200 ألف يورو (نحو 225 ألف دولار). وقال الكتّاب يورغن دالكامب، رومان هوفنر، هاينر هوفمان، وغونتر لاتش في التحقيق المنشور إن بعض الألمان المحتاجين إلى كلى جديدة يتوجهون إلى كينيا لشرائها، وأكدوا أن من يقود هذه الشبكة رجل إسرائيلي مطلوب أمنيا منذ سنوات. ولفت التحقيق إلى أن دير شبيغل، وهيئة الإذاعة العامة الألمانية "زد دي إف" (ZDF)، ومؤسسة دويتشه فيله تعاونوا على مدى عدة أشهر لتتبع أثر تجارة الأعضاء، من ألمانيا وبولندا مرورا بإسرائيل، وصولا إلى عيادة في مدينة إلدوريت الكينية، التي أصبحت الآن في قلب شبكة دولية لتجارة الكلى. قصة سابين وأضاف أن هذه الصفقات والعمليات ترتبط بالمرضى في ألمانيا بمتبرعين من دول القوقاز مثل أذربيجان. كما تربط الصوماليين الأثرياء بشباب كينيين يتم إقناعهم بالحصول على مبلغ سريع يتراوح بين 2250 و5620 دولارا، مقابل كليتهم، بينما يدفع المرضى في الغرب ما يصل إلى 225 ألف دولار لتجار الأعضاء، ويفضل أن يكون الدفع نقداً. وتحدث التحقيق عن عدة حالات، بينها قصة سابين (57 عاماً) التي عانت من فشل كلوي مبكر، وأمضت سنوات في غسيل الكلى، ثم زُرعت لها كلية من متبرع مجهول، وبعد 30 عاما بدأت الكلية المزروعة تعاني من فشل جديد، فقررت البحث عن حل خارجي بعد فشل الخيارات القانونية المحلية لوجود قوائم انتظار طويلة. وتضيف المجلة أن سابين تواصلت مع شخص يُدعى ألكسندر، عرض عليها باقات تشمل الجراحة والإقامة والطيران، حيث تمت العملية في كينيا في فبراير/شباط، ومنذ ذلك الحين تعمل الكلية الجديدة بكفاءة، لكنها لا تعرف شيئا عن المتبرع، ولا ترغب في ذلك. وبين الكُتاب أن هذه الكلية تعود لشخص من منطقة القوقاز لشاب سافر إلى كينيا ليتم استئصالها، ثم يعود إلى بلده، والمال في جيبه. متجر إلكتروني واللافت للانتباه، وفق التحقيق، أنه ربما يراود أذهان الناس أن هذا الأمر يبدو كصناعة مظلمة تدور في الخفاء، في حين أن الواقع ليس كذلك، فالكلى القادمة من كينيا تُعرض بشكل علني على الإنترنت، وباللغة الألمانية، على موقع إلكتروني مسجَّل في ألمانيا. ويُطلب من زوار الموقع "النقر على الروابط التالية" لمعرفة تكلفة الخدمة. وبمجرد القيام بذلك، يتم تحويلهم إلى دردشة على تطبيق واتساب تنتهي بشخص لا يحمل اسما عائليا، لأن الدخول إلى عالم تجار الأعضاء الغامض لا يتطلب سوى الاسم الأول فقط. ويوضح التحقيق أن سابين اضطرت للجوء إلى الإنترنت للحصول على كلية جديدة، إذ وجدت وأسرتها شركة تُدعى ميدليد، فملؤوا نموذج التواصل وأرسلوه. وبعد وقت قصير، تواصل معهم شخص يُدعى ألكسندر، من دون اسم عائلة، ولا أي إشارة إلى مكان وجوده. وقدم ألكسندر عروض شركة "ميدليد"، بما في ذلك الباقة العادية التي تشمل: الرحلة الجوية، والإقامة في فندق، والدخول إلى المستشفى، وعملية الزرع. أو ربما تكون مهتمة أكثر بـ"باقة الأمان"، التي تزيد فقط بنسبة 25% عن السعر الأساسي، وهذه الباقة تتضمن كلية ثانية في حال لم تعمل الأولى. وتحدث الكُتّاب كيف يقدّم روبرت شبولانسكي، رئيس شركة "ميدليد"، نفسه على الإنترنت بصورة غريبة، حيث يظهر لاعب كمال أجسام، أشبه بحارس ملهى ليلي في بلدة صغيرة. لكن هناك ما هو أخطر فيما يخصه -يتابع التحقيق- وهو لائحة اتهام من 40 صفحة أعدها الادعاء العام في إسرائيل عام 2016، تتهمه بالتورط في شبكة دولية لتهريب الأعضاء أجرت عمليات زراعة كلى غير قانونية في سريلانكا، والفلبين، وتايلند ودول أخرى، بمبالغ تراوحت بين 140 ألفا و180 ألف دولار. ويضيف الكتاب أن الذي يرأس الشبكة هو بوريس وولفمان، المشتبه بقيادته لمافيا زراعة الأعضاء في أميركا اللاتينية وأوكرانيا وكوسوفو، وذكرت لائحة الاتهام أن شبولانسكي كان مساعده الأهم، حيث ساعد في تزوير بيانات للمتبرعين والمرضى لإضفاء طابع قانوني على العمليات، وتحويل الأموال عبر شركة في ألبانيا، استُخدمت أيضا لغسل أموال تجارة الكوكايين. وتشير الأدلة، بحسب التحقيق، إلى استمرار العلاقة بين وولفمان وشبولانسكي الذي رفض الرد على أسئلة الصحفيين، مكتفيا بالقول إنه لا علاقة له بوولفمان. وتؤكد المجلة أن لا أحد يعرف مكان وجود شبولانسكي حاليا، لكنه اختفى من إسرائيل منذ 2013، ورُصد لاحقا في تايلند، غير أن المؤكد أن شركته ميدليد تنشط منذ أكثر من 3 سنوات في مدينة إلدوريت الكينية، والتي تُعد مركزا معروفا لتجارة الأعضاء، وتتعرض منذ 2020 لانتقادات حادة في الإعلام الكيني. وأشار الكُتاب إلى أنه مع دخول شركة ميدليد إلى السوق، توسعت تجارة زراعة الأعضاء في كينيا من نشاط محلي بين سماسرة كينيين وفقراء كينيين من جهة، وأثرياء صوماليين من جهة أخرى، إلى شبكة دولية، فلم يقتصر الأمر على المتلقين، بل بدأ الزبائن يحصلون على كلى من متبرعين من جمهوريات سوفياتية سابقة مثل كازاخستان وأذربيجان يُنقلون جواً خصيصاً لهذا الغرض. وذكر تحقيق المجلة الألمانية أنه تم تحذير نيروبي في صيف 2023، من نشاط عصابة منظمة تعمل من عيادة ميديهيل، متهمة إياها بالتحايل على القوانين، كما هو الحال في شبكات الاتجار بالأعضاء. وبعد تصاعد الضغوط، شكّلت نيروبي فريق خبراء قام بتفتيش العيادة في ديسمبر/كانون الأول 2023، وأصدر تقريراً. وقال الكُتاب إن تقرير المفتشين لم يُنشر رسميا، لكن حصلت مجلة دير شبيغل ووكالة زد دي إف ودويتشه فيله على نسخة منه؛ حيث يتحدث عن "نشاطات مشبوهة تشير إلى وجود اتجار بالأعضاء" وعن "عمليات زراعة شديدة الخطورة" أُجريت لمصابين بالسرطان وكبار السن. كذلك، أشار إلى أن الدفع النقدي مقابل عمليات المرضى الأجانب يُعد مؤشرا على ممارسات غير قانونية. ومع ذلك، خلص التقرير إلى أنه لا توجد أدلة كافية، وأوصى بفتح تحقيق من قِبل الشرطة، وإجراء تفتيش إضافي للعيادة. وأكد الكتّاب أن سواروب رانجان ميشرا، مؤسس ورئيس مجموعة مستشفيات "ميديهيل"، يتمتع بعلاقات سياسية قوية، وهو الذي وُلد في الهند وانتقل إلى كينيا في التسعينيات، وحقق ثروة في القطاع الطبي، وأصبح نائبا في البرلمان عام 2017، وفي تشرين الثاني 2024 عيّنه الرئيس الكيني وليام روتو مديرا لمعهد كينيا بيوفاكس، مما قرّبه من مسؤولين في منظمة الصحة العالمية وحكومات أجنبية. وذكرت دير شبيغل أن ضابط شرطة كيني تحدث مع دير شبيغل رافضا الكشف عن هويته، أكد أن تحقيقاته في تجارة الأعضاء كانت دائما تُقابل بعراقيل، رغم وجود أدلة وشهادات، حيث قيل له بوضوح: "هؤلاء لهم أصدقاء أقوياء في النظام". وعندما سُئل: "في الحكومة؟" أومأ برأسه بالإيجاب. ومن بين ملفات الشرطة التي لم يُبتّ فيها، قضية الشاب أمون كيبروتو ميلي (22 عاما)، الذي باع كليته بمبلغ وعدوه به (6750 دولارا)، لكنه تلقى فقط 4500 يورو، واشترى بها سيارة أجرى صغيرة تعطلت لاحقا، وفقد صحته معها.


فرانس 24
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- فرانس 24
تصنيف حزب "البديل من أجل ألمانيا" كيمين متطرف... ضربة موجعة وتعزيز لدعوات حظره
أدرج جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، الجمعة، حزب " البديل من أجل ألمانيا" ضمن تصنيف اليمين المتطرف، ممّا يوسع صلاحيات السلطات لمراقبته ويعزز الدعوات لحظره. واستنكر الحزب المناهض للهجرة القرار، واصفا إياه بـ"ضربة للديموقراطية"، بعدما حل ثانيا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، مهددا بمقاضاة القرار. وقال جهاز الاستخبارات الداخلية، الذي سبق أن صنف عدة فروع محلية للحزب كمجموعات يمينية متطرفة، إنه قرر إدراج الحزب بأكمله في هذا التصنيف بسبب محاولاته "تقويض النظام الديموقراطي الحر" في ألمانيا. وأشارت الاستخبارات، على وجه الخصوص، إلى "التصريحات المعادية للأجانب والأقليات والمسلمين والإسلاموفوبية التي يدلي بها مسؤولون بارزون في الحزب". ويمنح هذا التصنيف أجهزة الاستخبارات صلاحيات إضافية لمراقبة الحزب، بتقليل الحواجز أمام خطوات مثل التنصت على المكالمات الهاتفية والاستعانة بعملاء سريين. ردود فعل دولية وتوترات سياسية ووصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة، في منشور على منصة إكس، منح ألمانيا وكالة استخباراتها صلاحيات جديدة للمراقبة بأنه "طغيان مقنع" وليس ديموقراطية. واتخذت وزارة الخارجية الألمانية خطوة غير عادية بالرد مباشرة على روبيو عبر المنصة نفسها، في منشور يؤكد أن "هذه هي الديموقراطية"، مضيفة: "تعلمنا من تاريخنا أن التطرف اليميني يجب أن يتوقف". لكن انتقادات إدارة دونالد ترامب لم تتوقف عند هذا الحد، حيث واصل نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس، الجمعة، الهجوم على الحليفة القديمة، متهما إياها بإعادة بناء جدار برلين. وكتب فانس على منصة إكس: "الغرب، معا، هدم جدار برلين، لكن أعيد بناؤه، ليس من قبل السوفيات أو الروس، بل من قبل المؤسسة السياسية الألمانية". ويعيد هذا التصنيف إطلاق الدعوات المطالبة بحظر الحزب، مما يفاقم حدة التوترات السياسية في أكبر اقتصاد في أوروبا، حيث من المقرر أن يتولى المحافظ فريدريش ميرتس زمام المستشارية، الثلاثاء المقبل، على رأس حكومة ائتلافية مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي (يسار الوسط). وصرح النائب عن الحزب الاشتراكي الديموقراطي رالف شتيغنر لمجلة "دير شبيغل" الإخبارية أنه ينبغي بذل المزيد من الجهود من أجل "محاربة أعداء الديموقراطية هؤلاء بكل الوسائل السياسية والقانونية". وقال رئيسا الحزب أليس فايدل وتينو كروبالا في بيان إن "حزب البديل من أجل ألمانيا، بصفته حزبًا معارضًا، يتعرّض الآن لتشويه سمعته وتجريمه علنًا"، معتبرَين أن القرار "له دوافع سياسية واضحة". وخلال الإعلان عن قراره، قال جهاز الاستخبارات إن الحزب "يهدف إلى استبعاد فئات سكانية معينة من المشاركة المتساوية في المجتمع". وقال جهاز الاستخبارات إن حزب " البديل من أجل ألمانيا" لا يعتبر المواطنين الألمان من أصول مهاجرة من دول ذات كثافة سكانية مسلمة "أعضاءً متساوين في الشعب الألماني". شعبية الحزب وتحديات الديموقراطية في ألمانيا تأسس الحزب عام 2013، وشهدت شعبيته تقلبات، لكنها تصاعدت في السنوات الأخيرة على وقع تزايد القلق بشأن الهجرة، فيما يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا من الركود. وحل الحزب ثانيا في الانتخابات التشريعية في شباط/فبراير بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات، خلف تحالف ميرتس (الاتحاد المسيحي الديموقراطي/الاتحاد المسيحي الاجتماعي) ذي التوجه اليميني الوسطي. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة تقارب شعبية الحزب مع تحالف ميرتس، بل حتى تفوّقه عليه. وفي بلد لا يزال يخيم عليه ماضي الحرب العالمية الثانية القاتم، تعهدت الأحزاب التقليدية بعدم الدخول في حكومة ائتلافية مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" أو العمل معه. وخرق ميرتس ذلك التعهد خلال الحملة الانتخابية باستناده إلى دعم الحزب لتمرير مقترح برلماني يطالب بتشديد إجراءات الهجرة، مما أثار غضبا واسع النطاق واحتجاجات على مستوى البلاد. وشدد منذ ذلك الحين على أنه لن يعمل مع الحزب، وشكل ائتلافا مع الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس. وحظي " البديل من أجل ألمانيا" خلال الحملة الانتخابية بدعم حماسي من إيلون ماسك، ملياردير التكنولوجيا الأمريكي والمستشار المقرّب للرئيس دونالد ترامب. وصرّح ماسك بأن حزب "البديل من أجل ألمانيا" وحده قادر على "إنقاذ ألمانيا"، وظهر في اتصال عبر الفيديو في أحد تجمعات الحزب، وأجرى مقابلة مع أليس فايدل، الرئيسة المشاركة للحزب، على منصته إكس. وتعرّض الحزب لمواقف مثيرة للجدل، فقد وُجّهت اتهامات لعدد من قياداته باستخدام شعارات نازية محظورة والتقليل من شأن الفظائع التي ارتكبها النازيون. البرلمان الأوروبي من حزب البديل من أجل ألمانيا تهمة التجسّس لحساب الصين.


الاقتصادية
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الاقتصادية
ألمانيا أمام تحدي العودة إلى الطاقة النووية
الناخبون الألمان صوتوا لصالح التغيير في صناديق الاقتراع والآن ينتظرون من ساستهم أن ينصتوا لرغباتهم عودة ألمانيا للتعويل على توليد الطاقة اعتماداً على الغاز والفحم يزيد المخاطر الجيوسياسية خطط التخلص من الطاقة النووية في مطلع القرن دفعت ألمانيا للاعتماد على واردات الغاز شرحت مجلة دير شبيغل الألمانية للأطفال من قرائها الأسبوع الماضي حالاً ناشئاً، فكتبت: 'مع عودة دونالد ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة، أصبح الشخص القوي والموثوق به في الملعب فجأةً غير قابل للتنبؤ'. هكذا يشعر جزء كبير من الطبقة السياسية في ألمانيا. إن خيبة أملهم من الولايات المتحدة تقارب خيبة أملهم من روسيا، وهم يحرصون على تقليل الاعتماد على كليهما. لكن فيما تُبذل جهود ملحوظة لتعزيز القدرات الدفاعية الألمانية، لا توجد خطط مماثلة للحد من نقاط ضعف البلاد في مجال الطاقة، فتبقى ألمانيا تعتمد على الآخرين كما كانت دائماً. موقف تفاوضي ضعيف تستورد ألمانيا ما يقرب من 70% من حاجاتها من الطاقة، وترتفع هذه النسبة فيما يخص الشطر المتعلق باستهلاكها من الغاز الطبيعي إلى 95%. إن هذا وضع خطر بالنسبة لثالث أكبر اقتصاد في العالم، والجميع يعلم ذلك. لذا موقف برلين التفاوضي ضعيف، سواء عند إبرام صفقات جديدة للغاز الطبيعي المسال مع البيت الأبيض الذي يضع أمريكا في المقام الأول، أو عند العودة إلى الغاز الروسي كما يطالب كثير من قادة الصناعة الألمانية. كلا المسارين مكلف ولا يجلب أي منهما مزيداً من الاستقلال الجيوسياسي والاقتصادي. ستُتاح للحكومة الألمانية الجديدة فرصة فريدة للتحرك في هذا الشأن. فبعد أن منحت نفسها حزمة استثمارية ممولة بالديون للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (567.9 مليار دولار)، يُمكنها صياغة إستراتيجية جديدة للطاقة من الصفر، تُنوّع مشترياتها وتُتيح فرصاً للشركات الناشئة والاستثمار. مع ذلك، فإن خطط الطاقة للائتلاف المقبل تُشبه في الواقع خطط أسلافه: الاعتماد على الغاز الطبيعي كـ"تقنية جسرية" إلى أن تُصبح مصادر الطاقة المتجددة مجدية كمزود وحيد، وهذا أمر يشي بمخيلة ضحلة بقدر افتقاده إلى الحكمة. التخلص من المحطات النووية هذه هي إستراتيجية الطاقة الألمانية منذ أقرّت حكومة المستشار غيرهارد شرودر قانوناً في 2002 للتخلص التدريجي من الطاقة النووية، وقاد هذا القانون ألمانيا بثبات إلى اعتماد متزايد على الغاز المستورد والفحم المحلي. في عهد شرودر، وفّرت المفاعلات النووية نحو ثلث كهرباء ألمانيا، وسرّعت أنغيلا ميركل مخطط التخلص من المحطات النووية، وأكمل أولاف شولتز ذلك التخلص في 2023، مخالفاً الرأي العام في ظل أزمة طاقة حادة. الآن، تواصل ألمانيا إنتاج أكثر من خُمس حاجتها من الكهرباء عبر محطات تعمل على الفحم، وهذا ضعف المتوسط السائد في الاتحاد الأوروبي. أوجدت هذه الإستراتيجية المغلوطة حاجةً ملّحةً للغاز ذات عواقب وخيمة. قبل غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، كانت ألمانيا تستورد 55% من وارداتها من الغاز من روسيا. لم تتوقف الحياة حين توقفت ألمانيا عن شراء الغاز عبر خطوط الأنابيب من موسكو في أغسطس 2022. لقد تمكنت البلاد من التحول إلى موردين آخرين، أبرزهم النرويج، التي استحوذت على ما يقرب من نصف واردات ألمانيا من الغاز العام الماضي، والولايات المتحدة، مصدر 91% من واردات الغاز الطبيعي المسال الوارد عبر الموانئ الألمانية، إضافة إلى 16.5% من إجمالي واردات الغاز للاتحاد الأوروبي. كما تضاعفت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي بأكثر من الضعف منذ 2021. باب موارب للغاز الروسي في حين حُلّت المشكلة المباشرة، ظهرت مشاكل جديدة. وكان هناك أيضاً ثمن باهظ. تدفع الأسر الألمانية العادية فاتورة طاقة تفوق ما كانت تدفعه قبل الحرب في أوكرانيا بمقدار الثلث. لا تُقدّم معاهدة ائتلاف الحكومة الألمانية العتيدة أي إجابات جديدة على معضلة الطاقة. فيما يتعلق بالغاز، تخطط الإدارة الجديدة لبناء محطات جديدة، لكن الغموض مطلق حيال المشتريات، إذ اكتفت بأن تعد بأن تسعى إلى إبرام "اتفاقيات لتوريد الغاز مع موردي الغاز الدوليين". إن هذا يترك الباب مفتوحاً أمام العودة إلى الغاز الروسي، وهو ما دعا إليه ساسة كثر دون توضيح ما ستفعله ألمانيا بشكل مختلف لتجنب اعتماد خطير على موسكو. أما فيما يتعلق بمصادر الطاقة المتجددة، فتعهدت بمزيد من التوسع المدعوم من الدولة، على أمل أن يتمكن القطاع في نهاية المطاف من الاعتماد على نفسه في السوق الحرة. ظهرت مخاطر هذه الإستراتيجية جلية خلال فترات انعدام الرياح وغياب نور الشمس العام الماضي، فتسبب الانخفاض المفاجئ في إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بارتفاع حاد في أسعار الجملة للكهرباء، إضافة إلى توترات مع دول أوروبية أخرى أجبرت ألمانيا فجأةً إلى استغلال إمداداتها المحلية الأكثر استقراراً من الطاقة، ما سبب نقصاً وارتفاعاً في الأسعار في أماكن أخرى من أوروبا. كما يُشكل استقرار الشبكة مصدر قلق متزايد، إذ تشكو شركات ألمانية عديدة من زيادة انقطاعات التيار الكهربائي القصيرة. الطاقة النووية خيار منطقي تُقرّ الحكومة الجديدة بأنّ الوضع الراهن غير مستدام، لذلك تُريد العودة إلى استخدام المزيد من الغاز كمصدر احتياطي رغم التكلفة والمخاطر الجيوسياسية المُرتبطة بذلك. مع قلة الموارد الطبيعية في ألمانيا، فإنّ النهج الأكثر منطقية هو السماح بالعودة إلى الطاقة النووية للمساعدة على التخلص التدريجي من الفحم بسرعة أكبر، إضافة إلى توفير إنتاج مستقر من الكهرباء المحلية لدعم السوق. أشار الخبراء إلى أنّ إعادة تشغيل بعض المفاعلات القديمة في ألمانيا قد يستغرق ما يصل إلى 5 سنوات، وقد يستغرق بناء محطات توليد جديدة ما يصل إلى 15 عاماً. قد يبدو هذا وقتاً طويلاً، لكن مع التقدم في الذكاء الاصطناعي وزيادة كهربة النقل، ستزداد حاجة ألمانيا إلى إمدادات كهرباء ثابتة بلا انبعاثات بدل أن تتناقص. لهذا السبب، تستثمر شركات تقنية مثل 'جوجل' في مفاعلات نووية صغيرة. ويمكن لألمانيا أن تفكر في ذلك بالتعاون مع دول مجاورة مثل فرنسا، التي تستمد معظم طاقتها من محطات الطاقة النووية، وبولندا، التي تبني حالياً هذا القطاع لديها من لا شيء. يتفهم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ بزعامة المستشار الألماني القادم فريدريش ميرتز هذه الفرص من حيث المبدأ، وصرح في بيانه العام الماضي بأنه "لا يمكننا استبعاد خيار الطاقة النووية'. يرجع سبب عدم ذكر ذلك في معاهدة الائتلاف إلى ضغوط من الشريك الأصغر في الائتلاف، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) ذي التوجه اليساري الوسطي بزعامة شولتز وشرودر، الذي يتمتع بتقليد طويل من المشاعر المناهضة للطاقة النووية. بعدما وعد بعدم العمل مع حزب البديل لألمانيا المناهض للهجرة، فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو الشريك الائتلافي الوحيد القابل للتطبيق لميرتز، ما يسمح له بفرض سيطرته على الحزب الأكبر في عدة قضايا. المعضلة أمام ميرتز كبيرة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الألمان يريدون عودة الطاقة النووية. لقد خُصص تمويل للاستثمار في أحدث جيل من المفاعلات، ما يوفر وظائف بأجور عالية وفرص استثمار طويلة الأجل وحافزاً للخبرات النووية للبقاء في البلاد بعد إغلاق آخر المفاعلات في 2023. لكن من الناحية السياسية، فإن ميرتز مقيد بنموذج طاقة ابتكره وتمسك به حزب حصل على 16.4% من الأصوات في فبراير. بالنظر إلى سياسة الطاقة الألمانية على مدى ربع قرن مضى، يتبادر إلى الذهن قول مأثور: تكرار شيء مراراً مع انتظار أن تختلف النتيجة هو تعريف الجنون. إن الطريق لتحرير ألمانيا من تبعياتها الخارجية وأزمتها الداخلية لا يمكن أن يكون بتكرار الشيء نفسه. يدرك الناخبون الألمان هذا، ولهذا السبب اختار أغلبيتهم التغيير في صناديق الاقتراع. الآن هو الوقت المناسب كي ينصت الساسة. خاص بـ "بلومبرغ"