logo
#

أحدث الأخبار مع #ذتوفيقبوعشرين

افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !
افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

افتحوا عيونكم إننا وسط حرب عالمية ثالثة !

ذ.توفيق بوعشرين نشر في 6 يوليو 2025 الساعة 22 و 46 دقيقة إيطاليا تلغراف توفيق بوعشرين هل وضعت الحرب أوزارها؟ وهل جنحت الأطراف إلى السلم بعد مغامرة نتنياهو وترامب في جبال إيران؟ (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) أبدًا… لا يزال هذا الأمل بعيدًا، وما زالت في عقول ونفوس المتحاربين ذخائر مشتعلة، وقدرة رهيبة على إشعال كل أنواع الحروب: الكلاسيكية، الحديثة، والهجينة. في غزة، ما زالت الحرب في أوجها رغم مرور 21 شهرًا. الفلسطينيون لا يزالون يعددون قتلاهم، ويحصون جثث أطفالهم. ونتنياهو يتلذذ بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، دون أن يردعه أحد. بل إن هروبه من أزماته الداخلية جعله يفكر في توسيع رقعة معاركه، وكأنه 'نابليون العصر'. امتدّت طائراته إلى إيران لضرب مشروعها النووي، ولأنه عاجز عن إتمام المهمة بمفرده، أخذ بيده رئيس أقوى دولة في العالم، ترامب الأرعن، الذي أغراه 'بيبي' بنصر خاطف من الجو ضد المفاعلات النووية الإيرانية… وهكذا فعل. زين السامري الجديد لترامب عبادة القوة والعجل معًا، فهاجم إيران ثم دعاها للسلام! سلام القتلة الذين يخوضون حروبهم بلا أي غطاء قانوني أو شرعي… وها هو الآن يعرض عليها صفقة قيمتها 30 مليار دولار مقابل التخلي عن النووي، كما أوردت قناة CNN. في هذه الساعة، التي أكتب فيها هذه الكلمات، كم حربًا مشتعلة حرفيًا حول العالم؟ • حرب أوكرانيا، التي دخلت سنتها الثالثة، ولا حلّ يلوح في الأفق. • حرب غزة، التي دخلت شهرها الـ21، ولا يزال عدّاد الشهداء يدقّ كل لحظة. • حرب إيران، التي اشتعلت لاثني عشر يومًا، والآن تُخاض حرب باردة في الكواليس لكسر الإرادة. • حرب لبنان، حيث صار البلد مستباحًا، وإسرائيل تضرب وتقتل متى شاءت. • حرب اليمن، التي لا تزال قنبلة موقوتة مرشحة للاشتعال في أي لحظة، تجاه أمريكا أو تجاه إسرائيل. • حرب سوريا، حيث تواصل إسرائيل قصفها، وتحتل قرى بكاملها بذريعة تصفية ما تبقى من ترسانة الأسد. • حرب السودان، حيث 'الإخوة الأعداء' ما زالوا يخربون بلادهم بأيديهم، تحت رعاية إماراتية معلَنة. ثم هناك باكستان والهند، حيث الحرب دائمًا على الأبواب، تشعلها ثارات الماضي وحسابات المستقبل، ومعها أخطر ترسانة نووية في آسيا. أما الصين، فتراقب جزيرة تايوان مثل قرش يطوف حول فريسته، وتايوان تحتمي بالأسطول الأمريكي، والحرب حاضرة دائمًا في جدول أعمال بكين. كوريا الشمالية تواصل تجاربها الصاروخية، وبين تجربة وأخرى، تطلق تهديدات لجارتها الجنوبية وحلفاء أمريكا. هل انتهينا؟ لا، فهناك حروب أخرى بلا نيران، لكنها أشد شراسة: • حرب المصالح والاقتصادات. • حرب أمن المعلومات والبنية الرقمية. • حرب التجارة العالمية، حيث تُستخدم الرسوم الجمركية كقنابل وصواريخ. • حرب التجسس، التي تمهد لحروب قادمة. وهناك أيضًا سباق تسلّح عالمي، تعكسه ميزانيات الدفاع المتصاعدة في العالم؛ آخرها كان في اجتماع الناتو، حيث جاء ترامب ليقرع حلفاءه مطالبًا برفع الإنفاق العسكري من 2% إلى 5% من الناتج القومي، مرحّبًا بسباق التسلح الجديد. وهناك سباق محموم نحو التسلح النووي باعتباره 'بوليصة التأمين' الوحيدة للدول الصغرى ضد القوى الكبرى؛ إيران ماضية في الطريق، وربما تلحق بها السعودية ودول أخرى. النووي صار اليوم حامي الأنظمة وضامن بقائها. وهناك أيضًا حرب على القانون الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، وكل المعاهدات التي وُلدت بعد الحرب العالمية الثانية؛ ترامب يدفن القانون الدولي يومًا بعد يوم، ويفتح الباب للفوضى العارمة. النظام الدولي يتهاوى أمام أعيننا، وأمريكا بقيادة ترامب تساهم في هدمه يوميًا، فلم تعد هناك مرجعية تحسم السلم أو الحرب، وصارت واشنطن نفسها طرفًا في الحروب بدل أن تكون صانعة سلام. وهكذا يبدو المشهد: كل ما نحتاجه هو عنوان لهذه المرحلة… والعنوان هو: نحن في قلب الحرب العالمية الثالثة… هذا ليس حماسًا زائدًا، ولا نبوءة متشائمة، ولا قراءة في فنجان أسود… بل هي فرضية علمية واستراتيجية صلبة. قبل أن نحكم إن كنا نعيش في قلب حرب عالمية ثالثة أو لا، دعونا نبدأ من الأصل: تعريف الحرب. ومن أفضل لتعريف الحرب من جنرال ومفكر عسكري ألماني قاتل في حروب نابليون، وخدم في الجيش البروسي، قبل أن يتفرغ لدراسة الحرب والتنظير لها، ألف كتابًا صار من مراجع الفكر العسكري إلى اليوم: 'عن الحرب – On War'… إنه كارل فون كلاوزفيتز (1780-1831). تعريفه الشهير للحرب يقول: 'الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى.' لكن ماذا لو قلبنا هذا التعريف؟ ماذا لو صارت السياسة اليوم هي استمرار للحرب بوسائل أخرى؟ يقول كلاوزفيتز أيضًا: 'الحرب ليست فعلاً منعزلًا، بل أداة سياسية هدفها فرض إرادة دولة على أخرى لتحقيق أهداف معقدة: مصالح اقتصادية، نفوذ ترابي، هيمنة إقليمية، والتحكم في سيادة الآخر.' كل عناصر هذا التعريف حاضرة اليوم، بقوة، على طاولة العالم. نحن نعيش في قلب حرب هجينة: • فيها الجيوش والأسلحة والطائرات والصواريخ تتصادم في السماء والأرض، • وفيها أيضًا حروب على الحدود الجمركية، وفي الفضاء السيبراني، وفي أعماق الفضاء الخارجي وأقماره الصناعية، • وفيها معارك داخل الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته الغامضة. من يختزل الحرب فقط في تحرك الجيوش، وطوابير الدبابات، ومنصات الصواريخ، لم يفهم بعد طبيعة العالم الجديد. الحرب حرباء… هكذا قال كلاوزفيتز: 'لا تستقر الحرب على حال، ولا تأخذ لونًا ثابتًا، بل تغيّر شكلها في كل مرة.' وإذا كان هذا صحيحًا في القرن التاسع عشر، فكيف لا يكون صحيحًا اليوم، بعدما تطورت أدوات الحرب وتعقّدت مصالحها وتشابكت مصالح الدول إلى حد الجنون؟ نحن أمام حرب هجينة، معارك بلا قوانين، ولا قواعد، ولا مواثيق: • فيها مزيج من الحرب التقليدية والحرب الجديدة. • فيها القتال داخل المعابر الجمركية، وفي وسائل الإعلام والتواصل، للتأثير على الرأي العام وتوجيهه في الأنظمة الديمقراطية ونصف الديمقراطية . • فيها قتال داخل مصانع الرقائق الإلكترونية في تايوان وحول العالم . • فيها صراع على المعادن النفيسة والمواد النادرة لصناعة البطاريات والتكنولوجيا الحديثة، من أوكرانيا إلى الكونغو، حيث تتصارع أمريكا والصين وأوروبا في الظلّ. حرب من نوع آخر: حين يصرّح ترامب بأنه طامع في ضمّ غرينلاند وكندا، فهذه ليست أحلام يقظة، بل تعبير صريح عن واقع جديد؛ حيث السيادة الوطنية لم تعد مقدسة في صراع الكبار. مثلما ضمّ بوتين القرم وربع أوكرانيا، يحلم ترامب بضمّ أراضٍ غنية بالمعادن والنفط لتحقيق انتصارات في مواجهة الصين. اليوم، عندما تتفوق شركة صينية مثل BYD على Tesla، وتصبح الأولى عالميًا في سوق السيارات الكهربائية خلال 4 سنوات فقط، فهذه ليست مجرد منافسة تجارية… إنها معركة حقيقية: • معركة تكنولوجية، لا تقل شراسة عن أي حرب عسكرية. • حرب شرسة، تُدار بعقلية الجيوش لا بعقلية الأسواق. والأخطر؟ أن هذه الحروب الاقتصادية والسيبرانية قد تجرّ إلى حروب عسكرية، والعكس أيضًا صحيح. نعم، نحن داخل حرب عالمية ثالثة، ولكن بأدوات وأشكال وآليات وأسلحة جديدة: • معارك بلا خطوط واضحة. • لاعبين غامضين. • جيوش نظامية تتداخل مع ميليشيات، وشركات أمن خاص، وذئاب منفردة، وعناصر غير دولتية (non étatique). فرانك هوفمان، المحلل الاستراتيجي الأمريكي، ومُنظّر مفهوم 'الحرب الهجينة'، وصف هذا النوع من الحروب بأنه: 'الجيل الجديد من الحروب، الذي يُربك الجيوش الكلاسيكية التي لا تزال تتهيأ لحروب قديمة.''الجيل الجديد من الحروب، الذي يُربك الجيوش الكلاسيكية التي لا تزال تتهيأ لحروب قديمة.' افتحوا أعينكم… نحن داخل حرب عالمية جديدة بأشكال جديدة وأسلحة جديدة وخطوط تماس جديدة سكريبت الحلقة الماضية من بودكاست كلام في السياسة الرابط في اول تعليق افتحوا أعينكم… نحن داخل المعركة. الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف السابق السوشل ميديا.. السبيل الوحيد للسياسي للتواصل مع الشباب! التالي إنهم يقولون ..ماذا يقولون ..دعهم يقولون

ترامب يجر العالم إلى جحيم نووي
ترامب يجر العالم إلى جحيم نووي

إيطاليا تلغراف

time٢٤-٠٦-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

ترامب يجر العالم إلى جحيم نووي

ذ.توفيق بوعشرين نشر في 22 يونيو 2025 الساعة 15 و 42 دقيقة إيطاليا تلغراف توفيق بوعشرين الآن فقط، ربما بدأ يشعر نحو 70 مليون أمريكي، ممن اختاروا دونالد ترامب رئيسًا لبلدهم، بحجم الخطأ الذي ارتكبوه، وبمدى الخطر الذي عرضوا له بلادهم والعالم، بانتخاب رجلٍ متعصب، شعبوي، أحمق، وأخرق، يلعب بالسلاح كما يلعب به طفل في الخامسة من عمره، دون أن يدرك خطورة ما بين يديه… يقول ثعلب السياسة الأمريكية، الذي جرّب الحرب والسلم، هنري كيسنجر: 'نبتعد عن الحرب ما وسعنا ذلك، ليس حبًّا في السلم، بل خوفًا من خسارته.' وهذا ما لم يستوعبه عقل ترامب، الذي تورّط في أسرع قرار لدخول حرب في تاريخ الولايات المتحدة! من دون الرجوع إلى الكونغرس، ومن دون استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، ومن دون تحذير، ولا حتى مجرّد جهد دبلوماسي لإيجاد حل سلمي للأزمة، كتب ترامب منشورًا على موقعه 'تروث سوشيال' قال فيه: 'إن حمولةً كاملةً من القنابل أُلقيت على محطة فوردو اليوم '، وهي منشأة عميقة تحت الأرض تُعد أساسية في البرنامج النووي الإيراني، واضاف قبل خروجه العلني لاخبار الأمريكيين من البيت الأبيض بان بلادهم دخلت للحرب :لقد استهدف سلاحنا وجيشنا العظيم مفاعل نطنز وأصفهان…هذه مهمة لا يقدر عليها إلا جيشنا ) وكأنه يتحدث عن لعبة بلايستيشن، لا عن دولة يعيش فيها مئة مليون إنسان! يرمي قنابل خطيرة من السماء، تزن الواحدة منها آلاف الكيلوغرامات، تُلقى على مواقع حساسة، قد يتسرب منها إشعاع نووي يُحدث كارثة في إيران، وفي كل دول المنطقة… ومع ذلك يقول لايران الان حان موعد السلم وهو يقصد الاستسلام ! هل هذا رئيس دولة عظمى؟ يقول للعالم وللأمريكيين: 'سأتريث أسبوعين قبل أن أقرر إن كنت سأنضم إلى حرب إسرائيل على إيران أم لا'، ثم وبعد 48 ساعة فقط عن هذا التصريح ، يأمر بشن هجوم على مواقع نووية إيرانية، دون سابق إنذار، ودون التأكد من وجود خطر فعلي أم لا ..فالصوت الوحيد الذي كان بجانبه وقال له لا توجد أدلة ملموسة على ان ايران تصنع سلاحا نوويا هي مديرة المخابرات الوطنية تولسي غابارد ! عن كلام هذه السيدة التي تستند على تقارير اكثر من 14 الجهاز استخباراتي تحت يدها قال ترامب انها مخطئة وهذا ما دفع غابارد للتراجع عن رايها والالتحاق بالصف … هذه تصرفات رئيس عصابة صغير، يحكم بلدة هامشية، يناور ويجرب خدعًا بدائية للإيقاع بضحاياه…ولا يريد ان يسمع صوتا غير صوته وصوته اناه المتضخمة ! فأي عار هذا الذي يلحقه الرئيس الثرثار والمغرور بدولة كبيرة، كانت عظيمة، قبل أن يحكمها رجل شعبوي مريض يذهب إلى الحرب كما يذهب إلى ملعب الغولف التابع له في منتجع مارلاغو في فلوريدا ؟! لا يملك المرء إلا أن يقارن بين رؤساء امريكيين كبار وترامب… كم انحدرت السياسة الأمريكية، وكم اندحرت معها القيم، حتى صارت الولايات المتحدة تنتخب تاجر عقارات فاسد، عنصري، ومعطوب نفسيًا، لا يقيم وزنًا لقانون، ولا لمؤسسات دولية ولا لنظام دولي بنته امريكا وهاهو يهدمه على رأسها . صدق الشاعر البرتغالي الراحل ساراماغو حين قال عن أمريكا: 'شعب كبير، ينتخب رئيسًا صغيرًا.' في السياسة، وخاصة في السياسة الدولية، وفي زمن الحرب تحديدًا، نحتاج إلى الاحتكام إلى معايير ثابتة، وقواعد مستقرة، وقانون دولي، ومعاهدات تنظم العلاقات بين الدول. من دون هذه الأسس، لن نتفق على شيء، ولن نصل إلى أي حوار منتج حول الصواب والخطأ في سلوك البشر… وستصبح كل القيم الإنسانية مستباحة…لهذا لابد من الرجوع إلى مرجعية القانون لفهم تداعيات حرب السبت .. هل يحقّ لأمريكا، فقط لأنها دولة قوية وتمتلك أسلحة لا يمتلكها غيرها، أن تهجم على دولة أخرى بشكل مباغت، وأن تدمّر مواقعها النووية وتهدّد أمنها وأمن وسلام المنطقة بأسرها؟ الجواب: لا. هذا يُسمّى عدوانًا عسكريًا على دولة مستقلة، عضو في الأمم المتحدة. وكان الواجب، إذا كانت إيران تشكّل خطرًا على الأمن الأمريكي، أن تتوجّه إدارة ترامب إلى مجلس الأمن الدولي، وأن تستصدر قرارًا من هذا الأخير تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على ما يلي: 'يقرّر مجلس الأمن ما إذا كان قد وقع تهديد للسلم، أو إخلال به، أو عمل عدواني، ويُصدر توصيات أو قرارات بشأن التدابير الواجب اتخاذها، وفقًا للمادتين 41 و42، لحفظ السلم أو إعادته. قبل اللجوء إلى التدابير العسكرية، يمكن لمجلس الأمن أن يدعو الأطراف المعنية إلى اتخاذ تدابير مؤقتة، مثل وقف الأعمال العدائية. وإذا رأى أن التدابير غير العسكرية كافية، يمكنه فرض عقوبات تشمل: الحظر الاقتصادي…وإذا لم تكن هذه الإجراءات كافية، يجوز لمجلس الأمن اتخاذ إجراءات عسكرية: باستخدام القوات الجوية أو البحرية أو البرية للسيطرة على الوضع.' لكن بدل هذا المسار القانوني والمؤسساتي ، فضّلت واشنطن القفز على القانون الدولي والتوجه الى سلوك عدواني اخرق يمس الأمن والسلم الدوليين . نتنياهو يعتبر ترامب هدية نزلت عليه من السماء، لا لتحقيق أمن إسرائيل فحسب، بل لبسط السيطرة على كل الشرق الأوسط، وضرب القوى الإقليمية التي تنافس اسرائيل والآن إذا لم ترد ايران بقوة سيبدأ نتنياهو بتحصيل الجزية من دول الخليج والدول العربية، بالادعاء انه خلصهم من خطر النووي الإيراني، وأذرع طهران في العالم العربي …والان يجب ان يمروا إلى الشباك للدفع، دفع تكلفة الحرب المالية والسياسية والاستراتيجية، قبل ان يمر (بيبي) إلى تحجيم تركيا التي ستجد نفسها قريبا في مرمى مدفعية اسرائيل . نتنياهو يرى في ترامب رجلًا/طفلًا يمكن أن تُغريه بلعبة أو بكلمة إطراء أو جملة مديح لغروره، ثم تأخذ منه ما تشاء… وهذا ما حصل. في أقل من عشرة أيام، نال نتنياهو هديتين كبيرتين: 1. السماح من واشنطن لتل أبيب باتخاذ قرار الحرب على إيران. 2. إدخال أمريكا نفسها في حرب لا مصلحة لها فيها. بل أكثر من ذلك، فان قرار ضرب إيران يتعارض مع العقيدة السياسية والعسكرية لليمين الشعبوي الحاكم في أمريكا، والذي صعد إلى السلطة تحت شعار: 'أمريكا أولاً' – لا حروب خارجية، لا تدخل في نزاعات، توفير المليارات لإعادة بناء أمريكا العظيمة من الداخل.' وها هو ترامب، وقبل أن يُكمل ستة أشهر في البيت الأبيض، يدخل حربًا جديدة ضد إيران، حربًا لم يجرؤ أي رئيس أمريكي – ديمقراطيًا كان أو جمهوريًا – على خوضها منذ نصف قرن. لكن الحرب لن تنتهي هنا. ستستمر بوسائل أخرى، حتى وإن قرّرت إيران التوقف عند هذا الحد، مكتفيةً بالوصول إلى عمق إسرائيل، وتحقيق خسائر بشرية ومادية نوعية، بفضل ترسانتها الصاروخية التي أثبتت قدرة ردع فعالة اتجاه التفوق الجوي الاسرائيلي . حتى لو اكتفى الملالي بالحفاظ على نظامهم السياسي، وفشل مخطط نتنياهو في إثارة الفتنة داخل الجمهورية الإسلامية، فإن الإيرانيين – وغيرهم – سيزدادون اقتناعًا بأن امتلاك السلاح النووي صار ضرورة وجودية، بل بوليصة تأمين في عالم انهارت فيه المعايير والقوانين والمرجعيات. هنا تكمن خطورة القنابل التي سقطت فوق رؤوس الإيرانيين أمس: لقد زرعت إيمانًا راسخًا بأن الردع النووي وحده، هو القادر على فرض نوع من التنظيم على فوضى هذا العالم. إذن، الرسالة باتت واضحة: كل من يريد أن يحصل على قرار من ترامب هذه الأيام، فهذه فرصته الذهبية. طفل في البيت الأبيض، يلعب بأخطر ترسانة سلاح على وجه الأرض… قال بنجامين فرانكلين: 'فاتورة الحرب دائمًا ما تصل متأخرة.' ومن يعش… سيرى من سيعدّ الخسائر، ومن سيتسلّم فواتيرها، حين تصل إلى البيت الأبيض… وقريبًا جدًا. إيطاليا تلغراف الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف. السابق مصدر إيراني يكشف نقل اليورانيوم من فوردو قبل الهجوم الأميركي التالي أعمال بحث عن مفقودين ورفع للأنقاض في حيفا عقب ضربة إيرانية

القضاة : صخرة تتحطم عليها أوهام الاستبداد
القضاة : صخرة تتحطم عليها أوهام الاستبداد

إيطاليا تلغراف

time٢٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • إيطاليا تلغراف

القضاة : صخرة تتحطم عليها أوهام الاستبداد

ذ.توفيق بوعشرين نشر في 18 مايو 2025 الساعة 16 و 42 دقيقة إيطاليا تلغراف توفيق بوعشرين في عالم السياسة، قد يغري بريق القوة البعض بتجاوز الحدود القانونية، لكن القضاء يبقى الحصن الأخير للعدالة، والصخرة التي تتكسر عليها أوهام المستبدين. اليوم نروي قصة صراع بين دونالد ترامب، رجل الأعمال الذي أصبح رئيسًا، وبين القضاء الأمريكي الذي لم ينحنِ لسلطته. إنها مواجهة بين القبضة الحديدية للسياسة والقوة الناعمة للقانون. بلغت هذه المعركة ذروتها عندما اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالي هانا دوغان، قاضية في محكمة الاستئناف بولاية ويسكونسن. كانت القاضية تنظر في قضية إدواردو فلوريس رويسون، مهاجر غير شرعي تطالب الحكومة بترحيله. عندما علمت القاضية بأن ستة من ضباط الهجرة حضروا إلى المحكمة لاعتقال وترحيل رويسون دون مذكرة توقيف قانونية، رفضت تسليمه للشرطة، وأخرجته من المحكمة مع محاميه من الباب الخلفي لتجنب اعتقاله. العبرة مغربيًا: ما هي الدروس المستفادة من هذا الصراع بالنسبة لنا في المغرب؟ 1. القضاة ليسوا موظفين عند السياسيين: وظيفتهم تطبيق القانون وليس تنفيذ التعليمات من أصحاب السلطة والنفوذ. 2. استقلالية القضاء: القضاة ملزمون بتطبيق القانون بعيون مغمضة وآذان صماء عن الضغوط السياسية والإعلامية . 3. حراس الضمير: القضاة هم حراس الضمير الجمعي للأمة، لأنهم مستأمنون على روح المجتمع اي روح القانون، بعيدًا عن حسابات السياسيين والشعبويين وأصحاب المصالح. 4. صخرة العدالة: القضاة يلعبون دورًا اجتماعيًا عميقًا في الحفاظ على العدالة والإنسانية، حتى عندما تجرف السلطوية أو الشعبوية السياسيين. العدالة هي الصخرة التي تتحطم عليها أوهام القوة وبطش. يحكي جيل بيرو في كتابه الصغير والرائع la justice expliquée à ma petite -fille عن زمن الاحتلال النازي لفرنسا، عندما حاول الجنرال بيتان، قائد حكومة فيشي، تركيع القضاة بإجبارهم على أداء قسم الولاء له. بول ديدي، هو القاضي الوحيد الذي رفض الانحناء وأداء القسم أمام بيتان، لأنه كان يرى في ذلك خيانة لمبادئ العدالة. نتيجةً لذلك، تم اعتقاله ووضعه في معسكر Châteaubriant ليصبح رمزًا للكرامة وأحد الأبطال الذين انضموا لاحقًا إلى المقاومة الفرنسية. لكن القصة هنا ليست فقط في رفض قاضٍ واحد الانصياع لسلطة المارشال، بل في امتثال آلاف القضاة الفرنسيين للأمر الواقع وقبولهم أداء قسم الولاء لحاكم عسكري انحاز للاحتلال النازي وسخّر القوة والإدارة والقضاء لملاحقة المقاومين وتنفيذ سياسة هتلر، تمامًا كما كان يفعل بعض القضاة المغاربة في عهد الاستعمار. ذاكرة وطنية يذكرني هذا بما حكاه لي الراحل رجل الأعمال ميلود الشعبي، الذي قال إنه اعتقل أيام الاستعمار في القنيطرة لأنه شارك في تظاهرة مع الوطنيين ضد المستعمرين الفرنسيين. حينها، أُلقي القبض عليه واقتيد إلى القاضي عبد المجيد الفاسي، والد عباس الفاسي، الذي حكم عليه بالحبس والجلد، ليصبح نموذجًا آخر لما يمكن أن يفعله القضاء عندما يُستغل لخدمة السلطة بدلاً من خدمة العدالة. سؤال بيرو المحير عودة إلى جيل بيرو، الكاتب والمحامي الكبير الذي كتب كتابًا جر عليه غضب الحسن الثاني ( صديقنا الملك )، مما دفع إدريس البصري لشراء كل النسخ التي طُبعت في باريس في حركة بليدة لم يستفد منها سوى الناشر، الذي أعاد طباعة آلاف النسخ بعدها. ثم لجأت وزارة الداخلية، في زمن البلادة السلطوية، لدفع المغاربة إلى كتابة رسائل احتجاج على كتاب بيرو وإرسالها إلى الرئاسة الفرنسية، دون أن يعرف أغلبهم حتى اسم الكتاب أو مؤلفه، فقط لأن القياد والباشوات والمقدمين أخبروهم أن 'ولد الحرام' جيل بيرو هذا 'قلل الحيا' على 'سيدنا'! لماذا خانعون يا جيل بيرو؟ في كتابه 'تفسير العدالة لابنتي الصغيرة )يشرح بيرو لماذا عانى مجتمع القضاة في فرنسا من داء الخضوع للسلطة التنفيذية. يقول: 'لأنهم ورثوا تقاليد الارتباط بالنظام والسلطة الحاكمة منذ قرون.' اشرح لنا أكثر، يا صاحب 'صديقنا الملك': قبل الثورة الفرنسية التي اندلعت سنة 1789، كان القضاة يعيشون في كنف الملوك. في عهد الملوك الفرنسيين، كان القضاء أداة من أدوات السلطة الملكية، وكان القضاة تابعين للبلاط الملكي بشكل مباشر. لم يكن هناك فصل بين السلطات، وكان الملك يمتلك السلطة العليا في جميع المجالات، بما في ذلك القضاء. هذه التبعية ساهمت في ترسيخ الحكم المطلق، لكنها أيضًا كانت من العوامل التي أدت إلى التوترات والصراعات التي مهدت للثورة الفرنسية. جمهورية جديدة.. قضاؤها جديد بعد الثورة، تغيّر كل شيء – يشرح بيرو- صار لكل نظام جمهوري قضاته، لكن عدم الاستقرار السياسي في فرنسا ما بعد الثورة جعل القضاة ضعفاء مرة اخرى ، يميلون مع كل ريح، كما ان اجورهم الضعيفة لم تسمح لهم بالتمتع بامتيازات وظيفتهم. زد على ذلك ضعف إحساسهم بشرف خدمة العدالة. التغيير مع ديغول بعد عام 1958، وبفضل سياسة الجنرال دوغول وبعد نظره، تغيرت أحوال القضاة في فرنسا. زادت رواتبهم، ومنحت لهم استقلاليتهم عن النظام، وبدأت تقاليد جديدة تتشكل بينهم، حتى أصبح القضاء الفرنسي قادرًا على محاكمة رئيس جمهورية سابق (شيراك وساركوزي) وسجنه، فضلًا عن محاكمة وسجن وزراء وكبار موظفي الدولة يلخص جيل بيرو مشاكل القضاة في فرنسا قبل سنة 1958 في نقاط دقيقة تكشف عن أزمة عميقة داخل مؤسسة العدالة: 1. ثقافة التبعية للنظام: القضاة كانوا مجرد أدوات في يد السلطة التنفيذية، يسايرون أهواء الحكام ويتجنبون الاصطدام بأصحاب النفوذ. 2. الخوف على الاستقرار الوظيفي والعائلي: كثير منهم فضلوا السلامة والابتعاد عن المخاطر حفاظًا على مناصبهم واستقرار عائلاتهم، فاختاروا طريق الصمت والانحناء. 3. ضعف الأجور وهشاشة الوضع الوظيفي: الأجور الهزيلة جعلتهم أكثر عرضة للضغوط وأكثر ميلاً للتنازل عن المبادئ. 4. انعدام الإحساس بشرف خدمة العدالة: غياب هذا الشعور حولهم إلى كائنات رخوة لا تميز بين الحق والباطل، تفقد هيبة الوظيفة وجلال البدلة وشرف العدالة. هذا كان حال القضاء في فرنسا…لا تطلبون مني أن أتحدث عن القضاء عندنا؟ الحديث هنا ذو شجون وسجون، فيه فصل كما يقول إلياس الملكي الخلاصة: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، قالها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وفي الجملة معاني عميقة للتجرد من الطمع والخوف والأنانية. الهدف؟ 'وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل' – كما جاء في قوله تعالى الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لجريدة إيطاليا تلغراف

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store